St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   03-Sefr-El-Lawyeen
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

اللاويين 24 - تفسير سفر اللاويين

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب لاويين:
تفسير سفر اللاويين: مقدمة سفر اللاويين | مقدمة أسفار موسى الخمسة | اللاويين 1 | اللاويين 2 | اللاويين 3 | اللاويين 4 | اللاويين 5 | اللاويين 6 | اللاويين 7 | اللاويين 8 | اللاويين 9 | اللاويين 10 | اللاويين 11 | اللاويين 12 | اللاويين 13 | اللاويين 14 | اللاويين 15 | اللاويين 16 | اللاويين 17 | اللاويين 18 | اللاويين 19 | اللاويين 20 | اللاويين 21 | اللاويين 22 | اللاويين 23 | اللاويين 24 | اللاويين 25 | اللاويين 26 | اللاويين 27

نص سفر اللاويين: اللاويين 1 | اللاويين 2 | اللاويين 3 | اللاويين 4 | اللاويين 5 | اللاويين 6 | اللاويين 7 | اللاويين 8 | اللاويين 9 | اللاويين 10 | اللاويين 11 | اللاويين 12 | اللاويين 13 | اللاويين 14 | اللاويين 15 | اللاويين 16 | اللاويين 17 | اللاويين 18 | اللاويين 19 | اللاويين 20 | اللاويين 21 | اللاويين 22 | اللاويين 23 | اللاويين 24 | اللاويين 25 | اللاويين 26 | اللاويين 27 | اللاويين كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إذ تحدث الوحي عن الأعياد المقدسة أراد هنا أن يعلن عن سر الفرح الحقيقي الداخلي خلال الاهتمام بالمنارة الذهبية للتمتع بالإستنارة، والخبز الإسبوعي للتمتع بالشبع. والمقصود بالإستنارة الامتلاء من الروح القدس وهكذا قال بولس الرسول "لا تسكروا بالخمر...بل إمتلأوا بالروح" (أف5: 18). والمعنى بدلًا من أن تطلبوا الفرح بالوسائل العالمية إمتلئوا بالروح فمن ثمار الروح الفرح (غل5: 22) . أما الشبع هو الشبع بشخص المسيح، والإستنارة تعطينا العين المفتوحة التي بها نعرف المسيح فنحبه فنستغني عن العالم كله إذ عرفناه، ومن وسائل فتح الأعين لنعرف المسيح سر الإفخارستيا، كما حدث مع تلميذيّ عمواس.

ثم تأتي قصة ابن شلومية الذي جدف، وقد تكون هذه الحادثة قد حدثت مباشرة عقب إستلام موسى لشريعة الأعياد أو تكون قد حدثت في وقت آخر وذكرها موسى هنا ليشرح أن سر فقدان الفرح والشركة، بل أن الموت، سببه إهانة الله والتجديف على اسمه.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أية (1):- "1وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا:"

وكلم الرب موسى = إذًا فهذه مقدمة فريضة جديدة.

 

الآيات (2-4):- "2«أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْكَ زَيْتَ زَيْتُونٍ مَرْضُوضٍ نَقِيًّا لِلضَّوْءِ لإِيقَادِ السُّرُجِ دَائِمًا. 3خَارِجَ حِجَابِ الشَّهَادَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يُرَتِّبُهَا هَارُونُ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِمًا فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ. 4عَلَى الْمَنَارَةِ الطَّاهِرَةِ يُرَتِّبُ السُّرُجَ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِمًا."

أوص بني إسرائيل = كان بني إسرائيل هم الذين يقدمون الزيت ومن ثم يشعرون أن هذا النور لهم فهم قدموا الزيت. زيت زيتون مرضوض نقيًا = الرض يعني دق الزيتون في هاون وتصفيته وهذا يخرج أنقى أنواع الزيت.

السرج = هذه الكلمة وردت في آية (2) بصيغة المفرد، ووردت في آية (4) بصيغة الجمع فهم سبعة سرج وراجع (رؤ4: 5). وكونهم سبعة فهذا يشير لمواهب الروح المتنوعة والكاملة ولكن الروح واحد (1كو12: 4).

دائمًا (آية 2) يذكر المؤرخون أنهم كانوا يضيئون السرج كلها ليلًا ويضيئون ثلاثة فقط بالنهار. المهم أن المنارة دائمًا تكون مضاءة. وفي آية (3) من المساء إلى الصباح = طالما هي مضاءة دائمًا فلماذا التشديد على أن تضاء من المساء إلى الصباح؟

1- هذا يشير لأمانة الله نحو شعبه فبينما هم نيام والظلام حولهم، فالله يبقي لهم المنارة مضاءة، نورًا داخليًا يضيئه الرب وسط الظلام.

2- يقول معلمنا بطرس الرسول " وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت..... إلى أن ينفجر النهار" (2 بط 1: 19). فكلمات الناموس والأنبياء هي السرج التي أضاءت في العهد القديم حتى جاء المسيح شمس البر. والآن فكلمة الكتاب المقدس هي السراج الذي ينير حتى يأتي المسيح في مجده (مز119: 105).

3- مهما كان الظلام الذي يحيط بالكنيسة فالله يبقى نوره دائمًا ليهديها.

4- قال المسيح عن يوحنا المعمدان أنه السراج المنير (يو5: 35) وهذا كان لأنه يمثل العهد القديم.

على المنارة الطاهرة = لأنها مكرسة للرب، والمنارة من الذهب النقي وترمز للروح القدس. وقيل هذا أيضًا عن المائدة آية (6) والمائدة (ذهب وخشب) فهي تشير للمسيح المتجسد. فالذهب يشير للاهوت المسيح والخشب يشير لناسوته، أما الروح القدس فلأنه لم يتجسد فنستخدم لما يرمز إليه هنا وهو المنارة، بالذهب دون الخشب.

 

أية (5):- "5«وَتَأْخُذُ دَقِيقًا وَتَخْبِزُهُ اثْنَيْ عَشَرَ قُرْصًا. عُشْرَيْنِ يَكُونُ الْقُرْصُ الْوَاحِدُ. "

أثني عشر قرصًا = 12 هو رقم الكنيسة في العهد القديم والعهد الجديد. فعدد الأسباط 12 والتلاميذ 12. ووضع 12 رغيف أمام الله معناه أن الله يذكر كل شعبه دائمًا، وفي وسط الظلام هو نور ينير لشعبه (فكان نور المنارة يسقط على الخبز). وحتى بعد الانشقاق بين مملكتي يهوذا وإسرائيل كانوا يضعون على المائدة 12 رغيف خبز (فُهِم هذا ضمنًا من (2أى13: 11).

عُشْرين يكون القرص = 2 × 1/10. العُشر هو 1 / 10 إيفة = عُمُر 29,2 لتر. وكان ما يكفي الشخص من المن مقدار عُمُر. فهو تذكار للمن وكونه عُشْرَيْن فهذا يشير للتجسد، فرقم 2 يشير للتجسد، فالمسيح جعل الإثنين واحدًا (يهود وأمم أو هو صالح أي خصام وإنشقاق) وهذا الواحد هو إشارة للكنيسة الواحدة ورقم 10 يشير للكمال الأدبي. فالكنيسة الواحدة صارت كاملة في المسيح (كو28:1).

والكنيسة فهمت هذه الآية (أف2: 14) على أنها صلح بين السماء والأرض فرنمتها "جعل الاثنين واحدا أي السماء والأرض".

 

أية (6):- "6وَتَجْعَلُهَا صَفَّيْنِ، كُلَّ صَفّ سِتَّةً عَلَى الْمَائِدَةِ الطَّاهِرَةِ أَمَامَ الرَّبِّ."

أمام الرب = الخبز أمام الله دائمًا يشير للمسيح خبز الحياة الواقف أمام الآب دائمًا يشفع فينا. والخبز يشير للكنيسة التي إلتحمت برأسها المسيح.

 

أية (7):- "7وَتَجْعَلُ عَلَى كُلِّ صَفّ لُبَانًا نَقِيًّا فَيَكُونُ لِلْخُبْزِ تَذْكَارًا وَقُودًا لِلرَّبِّ."

يوضع اللبان فوق الخبز لمدة أسبوع. وفي السبت الجديد يرفع الخبز القديم ليوضع الخبز الجديد، ويوضع فوقه لبانًا جديدًا. ويكون اللبان نصيب الرب والخبز نصيب الكهنة. وكان البخور يحرق بعد رفع الخبز القديم وغالبًا كانوا يضيفونه على البخور اليومي. وكان البخور يحرق عوضًا عن حرق الخبز، فالخبز به خمير، والخمير لا يوضع على المذبح فهو رمز للخطية. وبهذا يكون البخور الذي يحرق يشير لشفاعة المسيح عن من يأكلون الخبز. وهذا معنى فيكون للخبز تذكارًا وقودًا للرب = كلمة وقود تستخدم مع حرق البخور والذي يخرج رائحة طيبة، وحرق البخور بعد أن كان موضوعا على الخبز يشير لأن الله حين يَشْتَمَّ رائحة البخور يذكر شعبه الذي يمثله الخبز، يذكرهم بالخير. وكلمة وقود للرب تعني أن البخور كان يحرق عوضًا عن الخبز . وأن من تقدمات الدقيق كان بعضها يحرق على المذبح. وكون الكهنة يأكلون الخبز فهذا يعني الشركة، فالله نصيبه اللبان والكهنة نصيبهم الخبز. ويشير اللبان لأن عمل الكنيسة هو التسبيح والصلاة.

 

أية (8):- "8فِي كُلِّ يَوْمِ سَبْتٍ يُرَتِّبُهُ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِمًا، مِنْ عِنْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِيثَاقًا دَهْرِيًّا."

من عند بني إسرائيل = كانوا يشترون الخبز من النصف شاقل التي يقدمها كل إسرائيلي بلغ العشرين عامًا سنويًا.

 

أية (9):- "9فَيَكُونُ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ، فَيَأْكُلُونَهُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، لأَنَّهُ قُدْسُ أَقْدَاسٍ لَهُ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً»."

مكان مقدس = هو قدس أقداس يأكله المقدسين الذين صاروا ملوكًا وكهنة، يأكلونه وهم مستعدون بالحياة المقدسة. في مكان مقدس يعني نفس طاهرة.

فَيَكُونُ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ = هرون كرئيس كهنة يرمز للمسيح، وحينما يأكل هو والكهنة الخبز فهذا يشير أننا في الإفخارستيا نصير مع المسيح خبز واحد وجسد واحد (1كو17:10).

 

الآيات (10-12):- "10وَخَرَجَ ابْنُ أمْرَأَةٍ إِسْرَائِيلِيَّةٍ، وَهُوَ ابْنُ رَجُل مِصْرِيٍّ، فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَتَخَاصَمَ فِي الْمَحَلَّةِ ابْنُ الإِسْرَائِيلِيَّةِ وَرَجُلٌ إِسْرَائِيلِيٌّ. 11فَجَدَّفَ ابْنُ الإِسْرَائِيلِيَّةِ عَلَى الاسْمِ وَسَبَّ. فَأَتَوْا بِهِ إِلَى مُوسَى. وَكَانَ اسْمُ أُمِّهِ شَلُومِيَةَ بِنْتَ دِبْرِي مِنْ سِبْطِ دَانَ. 12فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لِيُعْلَنَ لَهُمْ عَنْ فَمِ الرَّبِّ."

يحكي التقليد اليهودي أن هذا المجدف ابن المرأة الإسرائيلية هو ابنها من رجل مصري كان يعمل مسخرًا وقتل زوج المرأة الإسرائيلية شلومية في مصر ثم تزوجها . وكان ثمرة هذا الزواج أو الإغتصاب هذا المجدف. ويقول التقليد أن موسى قتل هذا الرجل المصري انتقامًا لشلومية وزوجها. وقد خرج هذا الولد مع اليهود، ولكن لأنه ابن مصري وثني كان عليه أن يقيم خارج المحلة. ويبدو أنه رفض وأراد أن يقيم داخل المحلة فتشاجر معه رجل إسرائيلي فذهبوا للقضاء الذي حكم بأن يقيم هذا الشاب خارج المحلة فسخر هذا الشاب من القضاء ومن الله وجدف على الله.

في (10) خرج = قد تعني أنه خرج مع اليهود في خروجهم من مصر، وقد تعني أنه خرج من خيام الغرباء ودخل للمحلة بدليل قوله وتخاصم في المحلة . لاحظ أن هذا المجدف هو ثمرة زواج وثني بمؤمنة وهذا نتيجة طبيعية. ولذا كانت تمنع الشريعة أمثال هذه الزيجات. وكان هذا سبب سقوط سليمان. وعمومًا فحين يمتزج في قلب المسيحي حب الله مع حب العالم يكون هذا سببًا كافيًا لقساوة القلب ومن ثم السقوط. ولاحظ أن مكان أمثال هؤلاء خارج المحلة فهم عزلوا أنفسهم بأنفسهم.

وفي (11) جدف على الاسم = أي يهوه، فاليهود كانوا إذا رأوا اسم يهوه مكتوبًا لا ينطقونه، بل يقولون أدوناي أي الرب السيد أو الرب وباليونانية كيريوس κύριος أو يقولون الله. ولذلك حين سأل رئيس الكهنة المسيح قال له: هل أنت ابن المبارك: "أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ"(1)، فهم لا ينطقون اسم يهوه أبدًا. لذلك فحين قال بولس الرسول عن المسيح أن الله أعطاه إسمًا فوق كل اسم: "رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ" (في 2: 9) فهذا كان يعني لليهود أنه معادل ليهوه فهم لا يقولون يهوه بل يقولون الاسم. والإسم لهم تعني يهوه.

 

الآيات (13-22):- "13فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 14«أَخْرِجِ الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ، فَيَضَعَ جَمِيعُ السَّامِعِينَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَرْجُمَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ. 15وَكَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: كُلُّ مَنْ سَبَّ إِلهَهُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ، 16وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْمًا. الْغَرِيبُ كَالْوَطَنِيِّ عِنْدَمَا يُجَدِّفُ عَلَى الاسْمِ يُقْتَلُ. 17وَإِذَا أَمَاتَ أَحَدٌ إِنْسَانًا فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. 18وَمَنْ أَمَاتَ بَهِيمَةً يُعَوِّضُ عَنْهَا نَفْسًا بِنَفْسٍ. 19وَإِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْبًا، فَكَمَا فَعَلَ كَذلِكَ يُفْعَلُ بِهِ. 20كَسْرٌ بِكَسْرٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْبًا فِي الإِنْسَانِ كَذلِكَ يُحْدَثُ فِيهِ. 21مَنْ قَتَلَ بَهِيمَةً يُعَوِّضُ عَنْهَا، وَمَنْ قَتَلَ إِنْسَانًا يُقْتَلْ. 22حُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ. الْغَرِيبُ يَكُونُ كَالْوَطَنِيِّ. إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ»."

عجيب هو الرب. فموسى هنا يسأله عن عقوبة من جدف على اسمه ولكننا نجده يجيب على هذا ويضيف قوانين لحماية أرواح الناس بل ممتلكاتهم. فالله بهذا يُعلن أنه لا يغير فقط على اسمه وكرامته بل يغير على شعبه، وأي إعتداء على شعبه فكأنه إعتداء عليه هو. فهو يغير على شعبه. فإذا كان الله يهتم بنا وبما نملك فلنهتم نحن كيف نمجده.

ولنلاحظ أن التجديف والسب والقتل وإحداث العاهات كلها راجعة لمصدر واحد وهو العنف وهذا العنف يفقدنا الفرح الذي يأتي من الاستنارة ومن الشركة. وحين يبدأ نزاع فلا نعرف كيف سينتهي ولا ما هي الأضرار الناجمة عنه. ولنلاحظ تعليم القديس يعقوب الرسول "ثمر البر يزرع في السلام" (يع3 : 18). والمعنى أنه حتى تنمو فينا ثمار الروح القدس يجب أن نجاهد ونغصب أنفسنا أن لا نتهيج ونثور فنفقد سلامنا، فلا تنمو فينا ثمار الروح  (وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ولكن إذا تغصبنا تنمو فينا ثمار الروح والذي من ثماره السلام (غل5: 22). وفي هذه الحالة لن نحتاج للتغصب، فالسلام سيكون قد ملأ القلب. وتعليم التغصب هو تعليم رب المجد نفسه (مت11 : 12). والتغصب هو ما نسميه جهاد، وأما السلام الذي سيملأ القلب كثمرة للامتلاء من الروح القدس فهذا ما نسميه نعمة.

وفي (14) هذا يعني دمك على رأسك. ومن (14 – 16) فالرجم عقوبة كل من يجدف.

وفي (17) بعد أن تكلم الرب عن رجم المجدف يذكرهم أن الحياة ملكه هو وحده وليس من حق أحد أن يعتدي على حياة إنسان إلا بإذنه أو حسب الشريعة.

وفي (18) فالله كما يحمي حياة الإنسان يحمي أملاكه.

وفي (19، 20) شريعة عين بعين وسن بسن

أ‌- هذا ليس انتقام بل هو عدل دقيق، هو تشريع للقضاة. وبعد ذلك قدروا فدية لكل عضو بناء على (خر21: 18، 19 + عد35: 31).

ب‌-هي ليست انتقام شخصي بل عدل علني عام. وهذا حتى لا ينتقم المصاب لنفسه وحتى لا يزيد الإنسان في الانتقام لنفسه، فيقتل من كسر له سنًا مثلًا أو فقأ عينه.

ت‌-في شريعة العهد الجديد ومع النمو الروحي قال المسيح: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر: "لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا" (مت5: 38، 39). ولاحظ أن هذا التعليم كما سبق وذكرنا يبدأ بالتغصب (جهاد) والهدف من هذا التعليم أن نحفظ قلبنا في سلام فتنمو فينا ثمار البر (نعمة). وثمار البر أثمن بما لا يقاس من الانتقام لأنفسنا.

ملحوظة :- كان ابن شلومية هو أول من يموت بحسب شريعة موسى وكان موته رجمًا وتهمته كانت التجديف. وكان إسطفانوس أول شهداء المسيحية أول من مات شهيدًا وبنفس التهمة أي التجديف وبنفس العقوبة!! ولكن ما أبعد الفرق. وما أعمق الهوة التي انحدر لها الشعب اليهودي منذ طبقت الشريعة أيام موسى فهم استغلوا الشريعة ليقتلوا من يريدون ظلمًا.

 

أية (23):- "23فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى."

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) إضافة من الموقع: (مر 14: 61).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/03-Sefr-El-Lawyeen/Tafseer-Sefr-El-Lawieen__01-Chapter-24.html

تقصير الرابط:
tak.la/85mszr8