12 - ل
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 89 - 90 - 91 - 92 - 93 - 94 - 95 - 96
[89 - 96]
إذ تحدث عن هذيان الأشرار -الذين يطلبون إفناءه على الأرض- كظلمة قاتلة للنفس يقدم لنا كلمة الله الواهبة الحياة، بكونها الكلمة الثابتة في السموات والمتسعة بلا حدود، تعطي النفس استقرارًا داخليًا، وحياة سماوية مع اتساع حب بلا حدود، إنها تناسب كل العصور، كما يمكن أن تمس حياة كل إنسان.
89. |
||
90. |
||
91. |
||
92 -95. |
||
96. |
||
من وحي المزمور 119 (ل) |
89 إِلَى الأَبَدِ يَا رَبُّ كَلِمَتُكَ مُثَبَّتَةٌ فِي السَّمَاوَاتِ.
كثيرون يظنون أن العالم كله ألعوبة في يد الأشرار، خاصة المتسمين بالعنف، والمستغلين للسلطة. هذا هو سر أنين الأتقياء عبر الأجيال. لكن المرتل يدرك أن كل خطط الأشرار وعنفهم وممارساتهم لن تدوم، فالباطل ينتهي وتبقى كلمة الرب ثابتة أبدية سماوية:
"يا رب كلمتك ثابتة في السماء إلى الأبد" [89].
من يلتصق بالأشرار ينحدر معهم إلى الباطل، لأنه تخرج روحهم فيعودون إلى ترابهم، أما من يلتصق بكلمة الرب فينعم باستقرار داخلي وحياة سماوية مع خلود أبدي.
حين عصى آدم الوصية عزل نفسه عن كلمة الله ففقد بهجته، وحياته الفردوسية، وصارت أرضه تنبت له شوكًا وحسكًا، وسمع الحكم الإلهي: "من تراب وإلى تراب تعود". لكن جاء آدم الثاني، السيد المسيح، كلمة الآب الأبدي، حتى نتحد به، نحمل طاعته (عب5:5)، فنشاركه طبيعته الإلهية، نجلس معه في السمويات (أف 6:2)، وننعم بشركة أمجاده الأبدية.
يرى العلامة أوريجينوس أن كلمة الله تدوم في السماء إلى الأبد، لأن السمائيين يسلكون بنظام دقيق للغاية وضعه كلمة الله، لا ينحرفون عنه. أما بالنسبة للأرض فإن النظام الكوني يخضع لكلمة الله، بينما ينحرف الشرير عما وضعه له الكلمة حيث يمارس الزنا والنجاسة والشهوات الأخرى، فلا يكون لكلمة الله موضع فيه، "لأنه أية خلطة للبر والإثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟!" 2كو 14:6.
من تصير سيرته في السماء، وإن بقي بجسده على الأرض يسكنه كلمة الله.
ويرى القديس أثناسيوس الرسولي أن المرتل يتحدث هنا عن النظام الكوني، خاصة الأفلاك السماوية وخضوعها لكلمة الله بكون الخليقة كلها "عبيده" [96].
رأينا في الفقرات السابقة [81-88] كيف عانى المرتل من كلمات الأشرار الذين لا يطلبون أقل من إفناء حياته على الأرض. لا يروق لهم حرمانه من العرش فحسب بل يتآمرون على قتله. الآن وقد اختبر وسط هذا المرّ إمكانية وعود الله وكلمته تهلل قلبه طربًا بالرب. عرف المرنم الحلو أن يجد وسط تيارات العالم المهلكة صخرة الحق التي يقفز إليها ويحتمي فيها فلا يتزعزع! لتمارس التيارات المهلكة عملها حسبما تريد فإنها لن تقدر أن تحرك صخرة كلمة الله التي يتحصن المرتل فيها. لم تعد تكل عينا المرتل ولا تصرخ شفتاه ولا يصير كزقٍ يتشقق... وإنما يستريح على الصخرة ليضرب بروح الحق على قيثارة نفسه سيمفونية الحب والإيمان والرجاء. ليدرك أنه لن تخور قواه بعد ولا يكل، لأنه عوض الانشغال بالتيارات التي حوله يتهلل بالملكوت الإلهي الذي في داخله، ويشترك مع السمائيين في تسابيحهم.
وها هو يشهد المرنم الحلو أن ما يختبره لا يخصه وحده، إنما هي خبرة الأجيال كلها في معاملاتها مع الله. هي خبرة كل جماعة المؤمنين في كل عصر، كما هي خبرة شخصية يتذوقها كل مؤمن في حياته الخاصة.
*
إذ التهب بالاشتياق نحو أورشليم السمائية، تطلع إلى أعلى الممالك العلوية وقال: "يا رب كلمتك دائمة في السموات إلى الأبد"، أي دائمة بين الملائكة الذين يخدمونك أبديًا في جيوشك بدون توقف.هذا وكلمة الرب أبدي:
* تحرك داود ليقول: "يا رب، كلمتك باقية إلى الأبد في السماء" [89]، لأن ما يبقى لا ينتهي وجوده حتى الأبدية(87).
* كلمة الله هو بعينه واحد، وقد كُتب: "كلمة الله ثابتة إلى الأبد" [89]. إنه لم يتغير لا من قبل ولا فيما بعد بل يبقى كما هو دائمًا. فإنه يليق بالله الذي هو واحد أن تكون صورته واحدة، وكلمته واحدة، وحكمته واحدة(88).
* لم يُكتب في الكتاب المقدس "بكر الله" ولا "خليقة الله"، بل "الابن الوحيد"، "الابن" و"الكلمة" و"الحكمة" لتشير إليه في علاقته بالآب(89).
90 إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُكَ. أَسَّسْتَ الأَرْضَ فَثَبَتَتْ.
"وإلى جيل فجيل حقك،
أسست الأرض فهي ثابتة" [90].
تعمل كلمة الرب فينا نحن الأرض، فيهبنا الثبات فيه، وهو أساس بنياننا الروحي! يحول أرضنا الجافة التي تنبت شوكًا وحسكًا إلى أرض جديدة، تصير أيقونة السماء.
كلمة الرب تناسب كل العصور، لا تشيخ ولا تقدم، لأن مواعيد الله ثابتة. الكلمة تناسب كل جيل بكونها "حق الله" أو "الحق" الذي لا يتغير. قُدم الحق خلال الظلال والرموز في العهد القديم، وجاء في ملء الزمان مُعلنًا بالتجسد الإلهي، لنتأسس نحن فيه كما على الصخرة، لا يقدر الزمن أن يفسدنا.
* "وإلى جيل فجيل أمانتك (حقك)"...
لقد نزع الجيل الأول (اليهود رافضوا المسيح) الأمانة (الحق)، قائلًا: "ارفع، ارفع من الأرض مثل هذا" (راجع أع 22:22)، فانتقلت الأمانة من جيل إلى جيل آخر. على هذا الجيل تأسست الأرض، على حجر الزاوية المُلقى كأساس، وقد قاد (هذا) الجيل جميع المخلصين الذين على الأرض، لهذا صارت "الأرض ثابتة"، إذ لها أساس أو قاعدة صلبة لا تتزعزع.
91 عَلَى أَحْكَامِكَ ثَبَتَتِ الْيَوْمَ، لأَنَّ الْكُلَّ عَبِيدُكَ.
كلمة الرب ليست فقط تناسب كل الأجيال، وإنما تناسب كل البشرية في ذات الجيل، أيا كانت جنسياتهم أو ثقافتهم أو جنسهم إلخ.
"على ترتيبك يثبت النهار،
لأن كل البرايا عبيد لك" [91].
* لا يفلت شيء من سلطان الله، إذ يقول الكتاب: "لأن كل الأشياء تتعبد لك" [91]. الكل سواء كخدم لله...
واحد فقط وحده هو ابنه الوحيد، وواحد هو روحه القدوس، كلاهما مستثنيان. أما الباقي فجميعهم يخدمون الله بالابن الوحيد في الروح القدس.
إذن الله يحكم الكل، وبطول أناته يحتمل حتى المجرمين واللصوص والزناة، محددًا وقتًا معينًا لمجازاة كل أحدٍ. لكن إن أصرَّ من يحذرهم على عدم التوبة من القلب ينالون دينونة عظيمة(90).
* قد أسس الله الأرض، أي الأرضيين الذين آمنوا بالسيد المسيح الإله المتأنس، أسسهم على هذا الحق، أي على نفسه الذي هو "الحق"، مبنيين عليه كما على صخرة ثابتة. وبإشراقه وظهوره على الأرض متجسدًا رتب نهارًا مضيئًا للمؤمنين، لكن ليس مثل النهار الذي تصنعه الشمس الحسية، لأن النهار الحسي يعقبه ليل ويزول. أما النهار الذي رتبه ربنا يسوع المسيح شمس العدل فيثبت ويدوم.
في هذا الدهر تكون إنارته بالرموز والرسوم، أما في الدهر الآتي فيكون جهارًا وعلانية. ويتمتع المؤمنون بنهارٍ أبديٍّ وفرحٍ لا يعقبه ليل، وأما لغير المؤمنين فتكون ليلة أبدية لا نور لها. كافة البشرية خاضعة لسيادة الله.
* اليوم الذي صنعه الحق (مز24:118) منير، لأن الله نفسه قد أناره. هذا اليوم يثبت ويدوم بنفس الأمر (مؤسس على المسيح رأس الزاوية)، لا يتغير، ولا نهاية له...
* إذ يكون المراد هو الزمن الجديد، النهار المقبل حيث "يكون الرب لك نورًا أبديًا، وإلهك يكون فجر الأبرار" (إش 19:60). إذن فالنهار قائم، ولا تغرب شمسك من بعد، أي شمس الظهيرة (عاموس 9:8).
أما على الأرض فليس الكل أبرارًا. لا يوجد نهار دائم ولا ليل دائم.
حينما يتم الفصل بين الأبرار والأشرار حينئذ يكون الليل للأشرار حيث يلقون في "الظلمة الخارجية" (مت 12:8). ويكون النهار للأبرار، حيث يدوم النهار، ولا يعقبه ليل. عن هذا النهار على ما أظن يقول: "يثبت النهار، لأن كل البرايا عبيد لك" [91].
* "والنهار (اليوم) أيضًا ثابت" [91].
كل هذه الأشياء هي يوم (نهار): "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ولنبتهج فيه" (مز14:118). "لنسلك بأمانة كما في النهار" (رو13:13).
"لأن كل الأشياء متعبدة لك" [91]. يقول "كل" على "البعض"، لأن كل ما ينتمي إلى الليل (هو5:4) LXX لا يتعبد له.
بقوله: "لأن كل البرايا عبيد لك" [91] يؤكد المرتل أنه يليق بكل المخلوقات أن تخضع لكلمة الرب بكونها عبيد الرب. كل الخليقة السماوية والأرضية تخدم الله في النظام الموضوع لها ليحقق أهدافها، فهل يبقى الإنسان وحده ثائرًا ضد الله وعاصيًا خالقه؟ فكيف لا نقبل نحن المؤمنون ناموسه؟! لنخضع لكلمته ونقبل أحكامه ونخدمه بكل قلوبنا فنثبت إلى الأبد!
92 لَوْ لَمْ تَكُنْ شَرِيعَتُكَ لَذَّتِي، لَهَلَكْتُ حِينَئِذٍ فِي مَذَلَّتِي. 93 إِلَى الدَّهْرِ لاَ أَنْسَى وَصَايَاكَ، لأَنَّكَ بِهَا أَحْيَيْتَنِي. 94 لَكَ أَنَا فَخَلِّصْنِي، لأَنِّي طَلَبْتُ وَصَايَاكَ. 95 إِيَّايَ انْتَظَرَ الأَشْرَارُ لِيُهْلِكُونِي. بِشَهَادَاتِكَ أَفْطُنُ.
إن كانت كلمة الرب تناسب كل الأجيال، وتناسب كل بشر، فهي تناسبني أنا شخصيًا. هذه هي مشاعر المرتل الذي مرّ بمرحلة قاسية حيث كاد اليأس أن يحطمه تمامًا، فجاءت كلمة الله ترد له الرجاء، إذًا يقول:
"لو لم تكن شريعتك تلاوتي،
لكنت حينئذ هلكت في مذلتي.
إلى الدهر لا أنسى حقوقك،
لأنك بها أحييتني" [92،93].
في وسط الضيق أتلو كلماتك وأذكر وعودك، فتنكشف لي أحكام عدلك وأحب حقوقك. هي سندي الشخصي وسط آلامي وذلي، عوض اليأس تمتعت ببهجة الرجاء. إنها رفيق ممتع ومعزي للنفس.
حين ينساني الكل، لا أنسى أنا حقوقك، وحقوقك لا تنساني! بالوصية الإلهية يُنتزع عني الشعور بالعزلة وسط متاعبي، وأتمتع بالحياة (لا 5:18).
* لقد قلت أن وقت التجارب والشدائد يُسمى "مذلة"، فطوبى لمن يُوجد في المذلة ولا يهلك.
مثلًا، إذا دخلت في تجربة الاستشهاد... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكانت شريعة الله هي تأملي على الدوام، وأتمرن عليها، فإنني إذ أبلغ هذه المذلة لا أهلك، مهما كانت (نهاية) تجربة الاستشهاد. ويمكننا أن نقول ذات الشيء عن أية تجربة أخرى.
أيضًا عندما تحاربني الأفكار الشريرة والقوات المعادية أهلك ما لم تكن شريعتك هي عوني...
* "لو لم تكن شريعتك تلاوتي، لهلكت حينئذ في مذلتي" [92]... هذه هي شريعة الإيمان، وهو ليس إيمانًا باطلًا، بل العامل بالمحبة (غلا6:5). خلال هذه النعمة يُقتنى (الإيمان) فيجعل الناس شجعانًا في الآلام الزمنية لكي لا يهلكوا في مذلة الأمور الزمنية.
* حسب قول الرسول: فالناموس إذًا كان مؤدبنا يرشدنا إلى المسيح... من كان له الناموس مرشدًا حتى يبلغ ملء الزمان (غلا4:4)، حينما يتخلص مما هو للطفل ويبطله (1كو 11:13)، مثل هذا ليس بفاسدٍ ولا جاحدٍ.
يقول المرتل: "إلى الدهر لا أنسى حقوقك، لأنك بها أحييتني". سأحفظ ذكرى تعاليمك التي تسلمتها منك، هذه التي تعلمتها هنا على الأرض، وبها انتقلت من الأرض إلى السماء، وصرت ساكنًا مع الملائكة.
* برعاية الطبيب يستعيد (المرتل) صحته بعد معاناته من مرض خطير. إنه لا ينسى (وهو في كامل صحته) الدواء الذي أدى به إلى الشفاء. هكذا يحيا المرتل بواسطة حقوقه التي أخذها منه، معلنًا أنه لا ينساها إلى الدهر، مقدمًا السبب وهو أنه بها أحياه الله.
* انظروا كيف أنه لم يهلك في اتضاعه، لأنه ما لم يحييه الله يمكن لإنسان ما أن يقتله ولا يقدر أن يحييه.
يكمل المرتل حديثه مع الله عن خبرته الشخصية مع أعماله الإلهية، قائلًا:
"لك أنا فخلصني،
لأني لحقوقك طلبت.
إياي انتظر الخطاة ليهلكوني،
ولشهادتك فهمت" [94،95].
إذ يدخل المرتل في علاقة شخصية مع الله يقول له "لك أنا"، فلا يقوم خلاصي على أعمال بري ولا جهادي الذاتي، وإنما على عملك الإلهي، إذ تقتنيني لك، أكون نصيبك وأنت نصيبي... خلال هذه الشركة القائمة على الحب الحق اشتهي حقوقك. عندئذ لا أبالي بترقب الأشرار وتخطيطهم لهلاكي، إنما انشغل بالأكثر بالتمتع بالمعرفة والفهم لشهاداتك.
* إنه كمن يقول: لقد أردت أن أكون أنا لذاتي ففقدت نفسي.
إنه يقول: "لك أنا فخلصني، إذ طلبت برك"، لم أطلب رأيي الذاتي، الذي به كنت أنا لذاتي لا لبرك، والآن فأنا ملكك.
* من يرتب أعماله وأقواله حسب شريعة الله، ويطلب حقوق الله، يحق له أن يقول "لك أنا فخلصني". بطبيعتي أنا عبدك، وبنعمتك أنا ابنك. حسب عمل وصاياك أنا خادمك، وحسب احتمالي مصادمات الأعداء المنظورين وغير المنظورين أنا جندي لك... فخلصني من الهلاك الذي انتظروا أن يلحقوني به، وذلك لأني لحقوقك طلبت، ولشهادتك عرفت.
* انتظرني الأشرار لكي يسلمونني للموت، أما أنا فكنت منشغلًا بشهاداتك، فاقتنيت الحياة العتيدة من هنا.
* إن تأملنا العبارة بدقة نرى أن الهلاك هو البُعد عن الله، فإنه ليس للقوات المعادية مأرب آخر غير هلاكنا. حين ترقبوني لإهلاكي فهمت شهاداتك ولم ابتعد عنها.
96 لِكُلِّ كَمَال رَأَيْتُ حَدًّا، أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدًّا.
ارتباطي بالوصية على مستوى شخصي يدخل بي إلى كمالٍ لانهائي، فالكلمة الثابتة السماوية تحول القلب إلى سماء لا تعرف حدودًا.
"لكل تمام رأيت منتهي،
أما وصاياك فواسعة جدًا" [96].
لقد قدم لنا النبي خبرته،
فقد رأى جليات الجبار الذي أذل جيشًا بأكمله يسقط بضربة مقلاع؛
ورأى الحكيم المشير أخيتوفل يقدم مشورة فاسدة لأبشالوم،
وأبشالوم القوي والجميل الصورة معلقًا على شجرة ومحتقرًا...
هذه هي كمالات العالم ومجده؛ إنه كالعشب سرعان ما يزول. أما كلمة الرب فباقية إلى الأبد، وكما يقول الرسول بطرس: "كل مجد إنسان كزهر عشبٍ، العشب وزهره سقط؛ وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد" (1بط25:1).
يقول القديس باسيليوس إن وصية محبة الله وقريبنا وعدونا وصية واسعة بلا حدود، لأنها تشمل الكل، فهي تحوى مجموع كل كمالاتنا وهي الاختيار الذي يتوجها.
* الحب هو اتساع الوصية.
* لكل فضيلة رأيت منتهي:
فالعفة منتهاها ضبط الشهوات،
والعدل منتهاه إعطاء كل أحدٍ حقه...
والرجولية منتهاها الشجاعة والتجاسر على الأهوال.
كل شيء له نهايته، أما الصالحون فنهايتهم ملكوت الله...!
رأيت وصيتك واسعة جدًا؛ وإن كان الطريق المؤدي إلى الخلاص ضيق، لكن وصيتك توسعها للذين يحفظونها، وتجعلهم شجعانًا وأقوياء، ونهايتها فسحة فرحة منيرة.
كلمة الرب ثابتة وسماوية
1. العالم ليس ألعوبة في يد الأشرار، إنما يضبطه خالقه، أي "الكلمة الإلهي".
2. الكلمة الإلهي يحول أرضنا المنبتة شوكًا وحسكًا، أي جسدنا الشهواني إلى سماء مفرحة، حيث يتقدس الجسد لحساب ملكوت الله.
3. كلمة الرب مقدمة لكل الأجيال، بل ولكل إنسان، ليختبرها المؤمن في علاقة شخصية مع الله.
4. العالم وكل المخلوقات تخضع في ولاء لكلمة الرب... أفلا يليق بنا أن نقبل نحن المؤمنون ناموسه؟!
5. كلمة الرب واهبة الحياة، ولاتساعها لا حدود!
* يظن عدو الخير أنه صاحب سلطان عليّ،
تارة يهددني وأخرى يحاول أن يغويني بكلام هذيان.
أما أنا فأتمسك بكلمتك التي تبدد هذيانه!
* كلمتك ثابتة في السموات، يتمتع بها السمائيون،
التصق بها، فأثبت بها إلى الأبد،
وأنعم ببهجتها لأصير سماويًا!
* وعود إبليس وجنوده باطلة وزمنية،
من يلتصق بها يصير باطلًا!
بسببه قيل لي:
أنت تراب وإلى تراب تعود!
الآن أسمعك تقول لي:
أنت سماء وإلى سماءٍ تعود!
* تبقى كلمتك عاملة عبر الأجيال.
رفضها اليهود حين صلبوا كلمة الله المتجسد،
وتلقفتها الأمم إذ آمنت بالصليب!
انفتح باب الكلمة أمام كل بشرٍ!
* أشرق نور الكلمة، شمس البر، على كل البرايا.
فتحول ليلهم إلى نهارٍ ثابت لا يعقبه ليل.
هذا هو النهار (اليوم) الذي صنعه الرب،
لأفرح وابتهج فيه،
كل ما في داخلي يتهلل متعبدًا لك!
_____
(87) Of the Christian Faith, Book 1, 10:63.
(88) Four Discourses against the Ariaus, 2:8:36.
(89) Four Discourses against the Ariaus, 2:21:62.
(90) Cut. Lect., 8:5.
← تفاسير أصحاحات مزامير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52 | 53 | 54 | 55 | 56 | 57 | 58 | 59 | 60 | 61 | 62 | 63 | 64 | 65 | 66 | 67 | 68 | 69 | 70 | 71 | 72 | 73 | 74 | 75 | 76 | 77 | 78 | 79 | 80 | 81 | 82 | 83 | 84 | 85 | 86 | 87 | 88 | 89 | 90 | 91 | 92 | 93 | 94 | 95 | 96 | 97 | 98 | 99 | 100 | 101 | 102 | 103 | 104 | 105 | 106 | 107 | 108 | 109 | 110 | 111 | 112 | 113 | 114 | 115 | 116 | 117 | 118 | 119 | 120 | 121 | 122 | 123 | 124 | 125 | 126 | 127 | 128 | 129 | 130 | 131 | 132 | 133 | 134 | 135 | 136 | 137 | 138 | 139 | 140 | 141 | 142 | 143 | 144 | 145 | 146 | 147 | 148 | 149 | 150 | 151
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير مزمور 119 (قطعة
13) |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير مزمور 119 (قطعة
11) |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2yy56bw