اشتهاء مُفْرِط ولو بأشياء في نفسها جائزة (لو 12: - 34؛ 1 تي 6: 9، 10). ويصرح بولس بأنه عبادة الأوثان (كو 3: 5) وهو المنهي عنه في الوصية العاشرة.
الطمع هو الرغبة في الشيء واشتهاؤه. وقد جاء في الوصية العاشرة من الوصايا العشر:"لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئًا مما لقريبك" [(خر 20: 17)، انظر (رومية 13: 9)]، أي لا تطمع في امتلاك أي شيء ليس لك. وقد وقع عخان بن كرمي في هذا الفخ، إذ رأي في الغنيمةرداءً شنعاريًا نفيسًا ومئتي شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلًا فاشتهاها وأخذها ضد أمر الله، وكانت النتيجة وبالًا عليه وعلى أسرته (يش 7: 21 -25). وقد حذر النبي ميخا من الطمع قائلًا: "ويل للمفتكرين بالبطل .. فإنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها" (ميخا 2: 2).
ويعلن العهد الجديد بكل وضوح أن الطمع هو "عبادة أوثان" (كو 3: 5؛ أف 5: 5). ويقول الرب بنفسه: "انظروا وتحفظوا من الطمع" (لو 12: 15)، كما أنه يذكر الطمع بين أشر الخطايا التي تخرج من قلب الإنسان الشرير [(مرقس 7: 22)؛ انظر أيضًا (رو 1: 29؛ أف 5: 3؛ كو 3: 5؛ 1 تس2: ؛ ،2 بط 2: 3)].
وكان الطمع هو ما رآه المسيح في الرئيس الشاب الغني، عندما ذكر له الرب خمسًا من الوصايا العشر، ثم ذكر له مضمون الوصية العاشرة بالقول: "بع كل شيء ووزع على الفقراء" (لو 18: 20- 22)، إذ لمس بذلك وترًا حساسًا فيه، "فلما سمع ذلك حزن لأنه كان غنيًا جدًا" (لو 18: 23). وقد نفذ برنابا هذه الوصية إذ باع حقله "وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل "(أع 4: 37).
ويذكر بولس الرسول الشهوة أو الطمع -بكل صوره كأكبر مظهر للخطية، إذ يقول: ولكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية أنشأت في كل شهوة" (رو 7: 8). ويقول في رسالته الأولى لتيموثاوس: "لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة" (1 تي 6: 10). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ومحبة المال لا تنبع إلا من الطمع، وهكذا يصبح الطمع أصلًا لكل الشرور، كما حدث من حنانيا وسفيرة (أع 5: 1-11)، ومع آخاب الملك عندما طمع في كرم نابوت اليزرعيلي (1 مل 22: 1-19).
ويقول يعقوب الرسول: "من أين الحروب والخصومات بينكم، أليست من هنا، من لذاتكم المحاربة في أعضائكم؟ تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون.. تطلبون ولستم تأخذون،لأنكم تطلبون رديًا لكي تنفقوا في شهواتكم "(يع 4: 1-3)، فالطمع يدفع إلى الخصومات والحروب.
ومن الشروط الواجب توفرها في خادم الرب (أسقفًا كان أو شماسًا) هو ألا يكون "طامعًا بالربح القبيح" (1 تي 3: 3، 8؛ تي 1: 7). ولذلك يقول الرسول بولس عن نفسه: "اقبلونا، لم نظلم أحدًا. لم نفسد أحدًا. لم نطمع في أحد" (2 كو 7: 2). كما يقول: "هل طمعت فيكم بأحد من الذين أرسلتهم إليكم؟ طلبت إلى تيطس وأرسلت معه الأخ. هل طمع فيكم تيطس؟" (2 كو 12: 17، 18).
ويوصي المؤمنين في تسالونيكي قائلًا: "أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني إناءه بقداسة وكرامة. لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله. أن لا يتطاول أحد ويطمع علي أخيه في هذا الأمر لأن الله منتقم لهذه كلها" (1 تس 4: 4-6). ويبين للمؤمنين أهمية توفر التقوى والمحبة فيما بينهم،" لئلا يطمع فينا الشيطان، لأننا لا نجهل أفكاره" (2 كو 2: 11).
وقد يتخفى الطمع تحت صور مختلفة مثل الميسر واليانصيب وما أشبه. فالدافع إلى كل هذه أساسًا هو الطمع الذي يسعى للحصول على ما لا يملك أو يستحق.
وبينما يدين الكتاب المقدس اشتهاء الأمور المادية، فإنه يحث على السعي وراء الغنى الروحي، فيقول المرنم: "انسحقت نفسي شوقًا إلى أحكامك في كل حين"، و"تاقت نفسي إلى خلاصك" (مز 119: 20، 81). ويقول النبي إشعياء: "إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس. بنفسي اشتهيتك في الليل" (إش 26: 8، 9). وتقول عروس النشيد: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3).
ويقول الرب يسوع: "إن أنبياءً وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون.." (مت 13: 17). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين إن رجال الإيمان في العهد القديم كانوا "يبتغون (أي يشتهون) وطنًا أفضل أي سماويًا" (عب 11: 16). ويقول الرسول بولس: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا" (في 1: 23). ويحرض الرسول بطرس المؤمنين قائلًا: "اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به" (1 بط 2: 2).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vxa59ws