← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46
الأَصْحَاحُ السَّابِعُ وَالعِشْرُونَ
(1) استعداد إسحق لمباركة عيسو (ع1-4)
(2) يعقوب يسرق البركة (ع5-29)
(3) حِرمان عيسو من البركة (ع30-40)
(4) حقد عيسو على يعقوب (ع41-46)
1 وَحَدَثَ لَمَّا شَاخَ إِسْحَاقُ وَكَلَّتْ عَيْنَاهُ عَنِ النَّظَرِ أَنَّهُ دَعَا عِيسُوَ ابْنَهُ الأَكْبَرَ وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنِي». فَقَالَ لَهُ: «هَئَنَذَا». 2 فَقَالَ: «إِنَّنِي قَدْ شِخْتُ وَلَسْتُ أَعْرِفُ يَوْمَ وَفَاتِي. 3 فَالْآنَ خُذْ عُدَّتَكَ: جُعْبَتَكَ وَقَوْسَكَ وَاخْرُجْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَتَصَيَّدْ لِي صَيْدًا 4 وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً كَمَا أُحِبُّ وَأْتِنِي بِهَا لِآكُلَ حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ».
ع1:
كَلَّت عيناه : تعبت عيناه أي فقد بصره تقريبًا.جعبتك: الجراب أو الحافظة التي توضع فيها السهام.
تقدم إسحق في العمر وبلغ حوالي 130 عام، فاستدعى ابنه البكر عيسو وقال له لقد شخت واقترب يوم وفاتى فاذهب واصطَد حيوانًا وأعده طعامًا لى فتظهر محبتك نحوى فآكل وأعطيك بركة البكورية قبل أن أنتقل من هذه الحياة.
ورغم أن إسحق قد عرف كلام الله أن الكبير يستعبد للصغير وسمع أن عيسو قد باع بكوريته بأكلة عدس لأخيه يعقوب وكذلك تضايق من زواجه ببنات حث الشريرات، ولكن أبوته ومحبته لعيسو دفعته ليعطيه البركة ما دام هو البكر. وكان يمكن أن يكون إسحق أكثر تعففًا فيباركه دون أن يطلب طعامًا بل كان الأجدر أن يصلى أولًا ويطلب إرشاد الله قبل أن يقدم على إعطاء البركة لعيسو.
† جيد أن تعطى عطايا ومساعدات لأولادك وكل من حولك ولكنك محتاج أن تصلى أولًا ليرشدك الله حتى لا تضايق أحدًا وأنت تعطى الآخر وتكون عادلًا وعاملًا مشيئة الله وتسد احتياجات الأكثر إحتياجًا وتقدم محبة للكل، فلا تنزعج حينئذ من الآراء المعارضة إذ ليس لك أي غرض شخصى إلا تنفيذ مشيئة الله.
5 وَكَانَتْ رِفْقَةُ سَامِعَةً إِذْ تَكَلَّمَ إِسْحَاقُ مَعَ عِيسُو ابْنِهِ. فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِيَصْطَادَ صَيْدًا لِيَأْتِيَ بِهِ. 6 وَأَمَّا رِفْقَةُ فَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنِهَا: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ أَبَاكَ يُكَلِّمُ عِيسُوَ أَخَاكَ قَائِلًا: 7 اِئْتِنِي بِصَيْدٍ وَاصْنَعْ لِي أَطْعِمَةً لِآكُلَ وَأُبَارِكَكَ أَمَامَ الرَّبِّ قَبْلَ وَفَاتِي. 8 فَالْآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي فِي مَا أَنَا آمُرُكَ بِهِ: 9 اِذْهَبْ إِلَى الْغَنَمِ وَخُذْ لِي مِنْ هُنَاكَ جَدْيَيْنِ جَيِّدَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى فَأَصْنَعَهُمَا أَطْعِمَةً لأَبِيكَ كَمَا يُحِبُّ 10 فَتُحْضِرَهَا إِلَى أَبِيكَ لِيَأْكُلَ حَتَّى يُبَارِكَكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ». 11 فَقَالَ يَعْقُوبُ لِرِفْقَةَ أُمِّهِ: «هُوَذَا عِيسُو أَخِي رَجُلٌ أَشْعَرُ وَأَنَا رَجُلٌ أَمْلَسُ. 12 رُبَّمَا يَجُسُّنِي أَبِي فَأَكُونُ فِي عَيْنَيْهِ كَمُتَهَاوِنٍ وَأَجْلِبُ عَلَى نَفْسِي لَعْنَةً لاَ بَرَكَةً». 13 فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «لَعْنَتُكَ عَلَيَّ يَا ابْنِي. اسْمَعْ لِقَوْلِي فَقَطْ وَاذْهَبْ خُذْ لِي». 14 فَذَهَبَ وَأَخَذَ وَأَحْضَرَ لِأُمِّهِ فَصَنَعَتْ أُمُّهُ أَطْعِمَةً كَمَا كَانَ أَبُوهُ يُحِبُّ. 15 وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ 16 وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى. 17 وَأَعْطَتِ الأَطْعِمَةَ وَالْخُبْزَ الَّتِي صَنَعَتْ فِي يَدِ يَعْقُوبَ ابْنِهَا. 18 فَدَخَلَ إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ: «يَا أَبِي». فَقَالَ: «هَئَنَذَا. مَنْ أَنْتَ يَا ابْنِي؟» 19 فَقَالَ يَعْقُوبُ لأَبِيهِ: «أَنَا عِيسُو بِكْرُكَ. قَدْ فَعَلْتُ كَمَا كَلَّمْتَنِي. قُمِ اجْلِسْ وَكُلْ مِنْ صَيْدِي لِتُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 20 فَقَالَ إِسْحَاقُ لِابْنِهِ: «مَا هَذَا الَّذِي أَسْرَعْتَ لِتَجِدَ يَا ابْنِي؟» فَقَالَ: «إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ قَدْ يَسَّرَ لِي». 21 فَقَالَ إِسْحَاقُ لِيَعْقُوبَ: «تَقَدَّمْ لأَجُسَّكَ يَا ابْنِي. أَأَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو أَمْ لاَ؟» 22 فَتَقَدَّمَ يَعْقُوبُ إِلَى إِسْحَاقَ أَبِيهِ فَجَسَّهُ وَقَالَ: «الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلَكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». 23 وَلَمْ يَعْرِفْهُ لأَنَّ يَدَيْهِ كَانَتَا مُشْعِرَتَيْنِ كَيَدَيْ عِيسُو أَخِيهِ. فَبَارَكَهُ. 24 وَقَالَ: «هَلْ أَنْتَ هُوَ ابْنِي عِيسُو؟» فَقَالَ: «أَنَا هُوَ». 25 فَقَالَ: «قَدِّمْ لِي لِآكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِي حَتَّى تُبَارِكَكَ نَفْسِي». فَقَدَّمَ لَهُ فَأَكَلَ وَأَحْضَرَ لَهُ خَمْرًا فَشَرِبَ. 26 فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «تَقَدَّمْ وَقَبِّلْنِي يَا ابْنِي». 27 فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ. فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ. وَقَالَ: «انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْلٍ قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. 28 فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. 29 لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّدًا لإِخْوَتِكَ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».
ع5:
كانت رفقة واقفة قريبًا من إسحق حينما كلم ابنه عيسو ليعد له طعامًا ويأتيه به ورأت عيسو قد انصرف ليصطاد صيدًا ويقدمه لأبيه. دعت رفقة يعقوب ابنها وأخبرته بما قاله إسحق لعيسو أي أن يأتي إليه بطعام ليأكل منه ثم يباركه.
وافق يعقوب مبدئيًا على الكذب وخداع أبيه ولكنه عرض على أمه مشكلة وهي أن أخاه أشعر وهو أملس فإن لمسه أبوه سيكتشف خداعه فيغضب عليه ويلعنه ولا يأخذ بركة بل لعنة.
ع13:
قالت رفقة لابنها لا تخف من لعن أبيك فهو علىّ، وهذا كلام غريب بلا معنى لأن اللعنة لا تنقل من شخص إلى آخر ولكنها محاولة تشجيع من الأم لابنها على خطية الخداع، واعتبرت الموضوع موضوعها وليس موضوع ابنها فقالت له خذ لى جديين وليس خذ لك جديين.† مهما كان غرضك حسنًا فكن مدققًا في اختيار الوسيلة الحسنة وإياك أن تشجع غيرك على الخطية فتسقط أنت وهو فيها لأن كل المكاسب المادية بلا قيمة أمام عصيان الله.
ع14:
أحضر يعقوب الجديين لأمه فأعدت منهما أطعمة كثيرة من التي يحبها إسحق.أحضرت رفقة بعض ثياب عيسو الموجودة في البيت الكبير غير الموجودة عند زوجاته وألبست يعقوب، وعادة تكون رائحة الإنسان أي رائحة عرقه مع الروائح الطيبة التي يعتاد استعمالها ظاهرة في ملابسه حتى إذا اشتمه إسحق لا يتشكك، ووضعت على يدى يعقوب وعلى عنقه شعر جدى، فصار مشعرًا مثل أخيه عيسو وأخذ الطعام ودخل إلى أبيه ونادى عليه.
طلب إسحق أن يقترب إليه ابنه ولمس يديه فوجدها مشعرة فقال الصوت صوت يعقوب أما ملمس اليدين فيظهر أنهما لعيسو، لأن صوت التوائم مهما كان متقاربًا ومهما حاول أحدهما تقليد الآخر فسيوجد فرق، ثم سأله ثانية ليتأكد أنه ابنه عيسو فأجاب يعقوب نعم فلم يجد إسحق أمامه إلا أن يطلب الطعام ويأكل ثم شرب خمرًا.
بعد أن أكل أراد أن يتأكد لآخر مرة فطلب من ابنه أن يقترب إليه ليقبله كدليل على إظهار المحبة ولكنه في الحقيقة كان يريد أن يشم رائحته فوجدها رائحة عيسو لأن يعقوب كان لابسًا ملابس أخيه عيسو، فنطق يعقوب بالبركة وقال إن رائحة ابنى كرائحة حقل باركه الله وتمنى له حقولًا تعطى محاصيل كثيرة ذات رائحة زكية ببركة الله.
ع28:
طلب له أيضًا بركة من السماء وهي الندى والأمطار لرى مزروعاته، وكذلك طلب له من الله خصوبة في الأرض لإنماء زرعه ثم طلب له أيضًا قمحًا وحبوبًا بكثرة وكذلك خمرًا والمقصود به ثمار الأرض كلها. وكلمة الخمر هنا في أصلها أيضًا تعنى الخمر الطازج أي ثمار الأرض وليس عصير الكرم المختمر.
ع29:
أعطاه أيضًا بركة أن يسود على إخوته ويتسلط على شعوب كثيرة وكل من يحبه ويباركه ينال بركة من الله أما من يعاديه ويلعنه فيلعنه الله أي يفقد كل بركة.هذه البركات مادية وقد نالها يعقوب في أوقات مختلفة مثل بركة الله في أغنامه عند لابان وبركة الله في ممتلكاته عندما عاد إلى كنعان والخيرات التي نالها في مصر أيام يوسف بالإضافة إلى تملك نسله أرض الميعاد. ولكن مع هذه البركات قابل أيضًا ضيقات ليرفعنا الله إلى البركة الروحية وهي الأهم بمجئ المسيح من نسله فيقدم خلاصًا وبركة للعالم كله ويخضع العالم (للمسيح) بالإيمان.
وهكذا نال يعقوب البركة ولكنه سقط في خطايا السرقة والكذب والخداع.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
30 وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَ إِسْحَاقُ مِنْ بَرَكَةِ يَعْقُوبَ وَيَعْقُوبُ قَدْ خَرَجَ مِنْ لَدُنْ إِسْحَاقَ أَبِيهِ أَنَّ عِيسُوَ أَخَاهُ أَتَى مِنْ صَيْدِهِ 31 فَصَنَعَ هُوَ أَيْضًا أَطْعِمَةً وَدَخَلَ بِهَا إِلَى أَبِيهِ وَقَالَ لأَبِيهِ: «لِيَقُمْ أَبِي وَيَأْكُلْ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ حَتَّى تُبَارِكَنِي نَفْسُكَ». 32 فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ: «أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو». 33 فَارْتَعَدَ إِسْحَاقُ ارْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا. وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ الَّذِي اصْطَادَ صَيْدًا وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ وَيَكُونُ مُبَارَكًا!» 34 فَعِنْدَمَا سَمِعَ عِيسُو كَلاَمَ أَبِيهِ صَرَخَ صَرْخَةً عَظِيمَةً وَمُرَّةً جِدًّا وَقَالَ لأَبِيهِ: «بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي!» 35 فَقَالَ: «قَدْ جَاءَ أَخُوكَ بِمَكْرٍ وَأَخَذَ بَرَكَتَكَ». 36 فَقَالَ: «أَلاَ إِنَّ اسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ فَقَدْ تَعَقَّبَنِي الْآنَ مَرَّتَيْنِ! أَخَذَ بَكُورِيَّتِي وَهُوَذَا الْآنَ قَدْ أَخَذَ بَرَكَتِي». ثُمَّ قَالَ: «أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟» 37 فَقَالَ إِسْحَاقُ لِعِيسُو: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيِّدًا لَكَ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ إِلَيْكَ يَا ابْنِي؟» 38 فَقَالَ عِيسُو لأَبِيهِ: «أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي!» وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى. 39 فَأَجَابَ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: «هُوَذَا بِلاَ دَسَمِ الأَرْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ وَبِلاَ نَدَى السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ. 40 وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ وَلأَخِيكَ تُسْتَعْبَدُ. وَلَكِنْ يَكُونُ حِينَمَا تَجْمَحُ أَنَّكَ تُكَسِّرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ».
بعدما نال يعقوب البركة من أبيه إسحق وانصرف، وصل عيسو بصيده وأعدَّ طعامه ودخل على أبيه وطلب منه أن يقوم ليأكل.
سأله إسحق من أنت فأجاب أنه ابنه عيسو، فاضطرب إسحق وانزعج وتساءل من الذي أتى إلىّ وقال لى أنى عيسو فأكلت من طعامه وباركته وهو حقًا سيكون مباركًا ولا تنزع البركة منه.
حزن عيسو بهذه المفاجأة المؤسفة إذ فقد بركته، فصرخ بصوت عظيم تعبيرًا عن ضيقه الذي لا يحتمل وحينئذ ردَّ عليه إسحق بحزن أن يعقوب قد أتى وسرق البركة، فاغتاظ عيسو وقال أنه يعقوب الذي تعقبنى وأخذ بكوريتى وها هي المرة الثانية يأخذ بركتى ثم طلب من أبيه أن يعطيه أي بركة. وللأسف كان إهتمام عيسو بالبركة المادية فقط وليست الروحية ولم يتأسف في قلبه على استهانته بالبكورية ولم يتب أمام الله بل كان كل اهتمامه في نوال الماديات.
ع37:
قال إسحق لعيسو لقد أخذ يعقوب كل البركة إذ نال التسلط على إخوته والبركات المادية من ثمار الأرض المعبر عنها بالحنطة والخمر.
ع38:
قال عيسو لأبيه ألك بركة واحدة ... أعطنى أي بركة وبكى، ولكن ليس بكاء التوبة بل الحزن على فقدان الماديات وبالطبع لم يكن له تفكير في البركة الروحية فهي حقًا واحدة لأنها تكمل في المسيح الذي يأتي من نسل يعقوب.
ع39:
أكد إسحق لعيسو أنه سيكون فاقدًا للبركة فلا ينال بركات من السماء المُعبَّر عنها بالندى ولا من الأرض أي خصوبتها.
ع40:
بسيفك تعيش : يدخل في حروب كثيرة.تجمح: عصيان الحيوان على من يقوده والمقصود ثورة وتمرد نسل عيسو على نسل يعقوب.
نيره: الخشبة المستعرضة التي توضع على رقبة الحيوانات التي تجر الآلات الزراعية والمقصود رفض تسلط نسل يعقوب عليه.
تنبأ لعيسو أيضًا أنه سيكون شرسًا يميل للحرب ويكون أخوه يعقوب متسلطًا عليه ولكنه يثور أحيانًا على يعقوب وينتصر عليه. وقد استولى نسل يعقوب على أرض كنعان وخضع أدوم نسل عيسو له ولكن أحيانًا كان يتمرد ويحارب شعب إسرائيل.
† لا تستهن بالبركة عندما تكون متاحة أمامك لئلا تطلبها في وقت آخر فلا تجدها، ولا تستهن بفرصة العمر للتوبة قبل أن يأتي يوم الدينونة فتضيع منك كل الفرص.
41 فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ. وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ: «قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي فَأَقْتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي». 42 فَأُخْبِرَتْ رِفْقَةُ بِكَلاَمِ عِيسُوَ ابْنِهَا الأَكْبَرِ فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا عِيسُو أَخُوكَ مُتَسَلٍّ مِنْ جِهَتِكَ بِأَنَّهُ يَقْتُلُكَ. 43 فَالْآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي وَقُمِ اهْرُبْ إِلَى أَخِي لاَبَانَ إِلَى حَارَانَ 44 وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّامًا قَلِيلَةً حَتَّى يَرْتَدَّ غَضَبُ أَخِيكَ عَنْكَ 45 وَيَنْسَى مَا صَنَعْتَ بِهِ. ثُمَّ أُرْسِلُ فَآخُذُكَ مِنْ هُنَاكَ. لِمَاذَا أُعْدَمُ اثْنَيْكُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟». 46 وَقَالَتْ رِفْقَةُ لإِسْحَاقَ: «مَلِلْتُ حَيَاتِي مِنْ أَجْلِ بَنَاتِ حِثَّ. إِنْ كَانَ يَعْقُوبُ يَأْخُذُ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ حِثَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ مِنْ بَنَاتِ الأَرْضِ فَلِمَاذَا لِي حَيَاةٌ؟»
ع41:
حقد عيسو على أخيه يعقوب لأنه نال كل البركات أما هو فحرم منها، ولأن تفكيره مادي تمامًا ففكر بطريقة بشرية وهي أن يقتله فينال هو كل البركات غير عالم أن البركات روحية أساسًا ثم هي من الله الذي لا يستطيع أن يقف أمامه أو يعانده. ولكن وضع الله في قلبه أن يخاف من والده إسحق فأجَّل الأمر إلى أن يموت إسحق وتتم مناحته أي جنازته ثم يقتل أخاه.متسلّ : يهدئ نفسه مؤقتًا من جهتك حتى يأتي وقت مناسب يقتلك فيه.
سمعت رفقة عزم عيسو على قتل أخيه، فأخبرت يعقوب بذلك ونصحته أن يهرب عند خاله لابان في حاران التي بين النهرين في العراق ويبقى هناك فترة قليلة حتى يهدأ عيسو من غضبه ثم ترسل فتستدعيه.
ع46:
من ناحية أخرى أخبرت إسحق مدى ضيقها من زوجات عيسو الوثنيات بنات حث وخوفها أن يتخذ يعقوب زوجة له منهن وتمنيها أن يتزوج من بنات شعبها، فوافق إسحق الذي بدأ يشعر بتحقيق كلام الله وأحقية يعقوب بالبركة.لقد نفذت رفقة ما أرادت هي ويعقوب ولكنها خسرت وجود ابنها بجوارها وضيق ابنها الثاني منها ومن أخيه. أما يعقوب فاحتمل معاناة كثيرة سواء من لابان خاله أو من أولاده عندما قتلوا رجال شكيم أو فقدانه ليوسف ... كل هذا قد سمح به الله كتأديب للتوبة. أما رفقة فلم تذكر في الكتاب المقدس بعد ذلك فيفهم أنها ماتت قبل أن يرجع يعقوب إلى كنعان بعد 20 عامًا دون أن تراه.
† لا تسرع نحو المكاسب المادية أو لتنفيذ إرادتك مهما بدت حسنة واطلب الله قبل كل عمل وفكر جيدًا حتى لا يستغل الشيطان اندفاعك ويسقطك في خطايا غريبة عنك.
ونلخص هنا حياة إسحق كما ذكرها الكتاب المقدس فيما يلي:
ولادة إسحق ابن الموعد (تك 21)
تقديم إسحق ذبيحة (تك 22)
إختيار رفقة زوجة لإسحق (تك 24)
إسحق ينجب عيسو ويعقوب (تك 25)
تغرب إسحق في جرار ونبشه آبار الماء (تك 26)
يعقوب يسرق البركة من إسحق (تك 27)
موت إسحق (تك 35)
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 28 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير التكوين 26 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/genesis/chapter-27.html
تقصير الرابط:
tak.la/76zwqmh