← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
الأَصْحَاحُ السادس عَشَرَ
(1) زواج إبرام بهاجر (ع1-6)
(2) هروب هاجر وولادة إسماعيل (ع7-16)
1 وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ 2 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ. 3 فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ. 4 فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا. 5 فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «ظُلْمِي عَلَيْكَ! أَنَا دَفَعْتُ جَارِيَتِي إِلَى حِضْنِكَ فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرْتُ فِي عَيْنَيْهَا. يَقْضِي الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ». 6 فَقَالَ أَبْرَامُ لِسَارَايَ: «هُوَذَا جَارِيَتُكِ فِي يَدِكِ. افْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ فَهَرَبَتْ مِنْ وَجْهِهَا.
ع1: سمعت ساراى وعد الله لزوجها إبرام أنه سيعطيه نسلًا، ولكن مرَّ عليهما عشر سنوات في أرض كنعان وبلغ عمر ساراى 75 عامًا فتأكدت من عجزها عن الإنجاب، ففكرت أن تعطى جاريتها هاجر لزوجها حتى يضطجع معها فإن ولدت ابنًا يحسب للسيدة وليس للجارية بحسب عُرف ذلك الزمان. ولعل ساراى ظنت أن سبب العقم هو من زوجها فإذا اضطجع مع أخرى ولم ينجب تتأكد من ذلك ولا تكون هي السبب.
ع2: أطاع إبرام نصيحة زوجته، ليس لإتمام شهوة بل محاولة لإتمام وعد الله بطريقة بشرية والحصول على نسل، ولم يسأل الله في هذا. وكانت طاعته لساراى خطأ لأنه بحث معها عن وسيلة بشرية لإتمام وعد الله كأن الله عاجز عن إتمام وعوده، ورغم صداقته مع الله أهمل الصلاة واستشارته في هذا الأمر. ولعله حاول إرضاء امرأته ولكن كان ينبغى أن يطيع الله أكثر من زوجته.
ع3، 4: أعطت ساراى هاجر جاريتها لزوجها وكان مسموحًا في هذا الوقت بتعدد الزوجات والإقتران بالجوارى ويظهر تعفف إبرام أن ساراى التي دفعته إلى ذلك. ولما اضطجع معها حبلت فتكبرت على سيدتها إذ تميزت عنها بالقدرة على الإنجاب وبدأت تنظر إلى سيدتها باحتقار مما ضايق ساراى جدًا.
إن أعطاك الله عطايا وميَّزك على غيرك فلا تتكبر لأن العطية منه وليست منك، واسرع بالشكر له إذا أعطاك رغم كثرة خطاياك ولم يعطِ الآخرين الذين هم أفضل منك، وهكذا تحتفظ باتضاعك وتثبت عطايا الله لك.
ع5: تألمت ساراى جدًا لإحساسها بعجزها أمام جاريتها وأدركت حينئذ أن مشكلة عدم الإنجاب هي المسئولة عنها وليس زوجها. ولم يدفعها هذا للتوبة على اعتمادها على عقلها لإتمام مقاصد الله بل اتهمت زوجها بالظلم لها مع أنها هي التي ظلمته بتزويجه من هاجر وطلبت من الله أن يظهر حقها ويؤدب زوجها إذ قالت "يقضى الله بينى وبينك" أما إبرام فاحتمل في صمت ملتمسًا العذر لها لشعورها بعجزها ولم يعاتبها.
ع6: أعطى إبرام الحرية لساراى أن تفعل ما تريد بهاجر، لأن الأخيرة تكبرت ومن حق سيدتها أن تؤدبها على ذلك. ولكن ساراى أدبتها تأديبًا شديدًا لدرجة الإذلال إما بأعمال كثيرة أو معاملة سيئة حتى أن هاجر لم تحتمل فهربت من البيت رغم أنها حبلى وتحتاج إلى عناية وراحة. وربما تكون هاجر قد شعرت أن سيدتها تتعبها بأعمال فوق الطاقة يمكن أن تؤدى إلى سقوط الجنين فهربت.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
7 فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ فِي الْبَرِّيَّةِ عَلَى الْعَيْنِ الَّتِي فِي طَرِيقِ شُورَ. 8 وَقَالَ: «يَا هَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِين؟». فَقَالَتْ: «أَنَا هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ مَوْلاَتِي سَارَايَ». 9 فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «ارْجِعِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي تَحْتَ يَدَيْهَا». 10 وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ نَسْلَكِ فَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ». 11 وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12 وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ». 13 فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَهَهُنَا أَيْضًا رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟» 14 لِذَلِكَ دُعِيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ رُئِي». هَا هِيَ بَيْنَ قَادِشَ وَبَارَدَ. 15 فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْنًا. وَدَعَا أَبْرَامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ «إِسْمَاعِيلَ». 16 كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.
ع7: هاجر
: معناها غريب.طريق شور: هو طريق القوافل في البرية.
اتجهت هاجر في هروبها إلى برية فاران شمال سيناء ولعلها كانت راجعة إلى مصر بلدها الأصلى، وكانت متجهة نحو طريق شور وهو طريق معروف تجتازه القوافل. واستراحت عند عين ماء لعلها تكون عيون موسى، فظهر لها ملاك الرب ولعله كان ظهورًا إلهيًا بدليل أنها خاطبته بعد ذلك على أنه هو الله.
ع8: دعاها ملاك الرب بجارية ساراى ليعلن لها وضعها الطبيعي، فمكانها هو بيت ساراى وليس الهرب، وسألها إلى أين تذهبين فاعترفت أنها هاربة من قسوة سيدتها عليها.
ع9: طلب منها الملاك ألا تهرب وتعود إلى سيدتها ساراى وتخضع لها لأنها أخطأت بتكبرها عندما حبلت ولذا أذلتها ساراى، فينبغى عليها أن ترجع وتسلك بخضوع لسيدتها كما كانت تسلك قديمًا قبل أن تحمل.
ع10، 11: طيَّب الله خاطرها لأنها مذلولة ويبدو أنها طلبت معونته فوعدها بابن وهو "إسماعيل" أي سمع الله لها ووعدها أيضًا بالنسل الكثير منه.
الله يسمع لك عندما تكون في ضيقة وتطلبه فيحفظك ويباركك ويرشدك إلى خيرك، وإن طلب منك عكس ما كنت ترغب فاخضع لمشيئته لتجد راحة.
ع12: تنبأ بأن إسماعيل سيكون عنيف الطبع مثل الوحوش ويهاجم من حوله ليتسلط عليهم ويقوم الآخرون عليه ويسيئون إليه كما يسئ إليهم، وحدد أيضًا مكان إقامته هو ونسله أنه سيكون أمام إخوته أي نسل إسحق وبالفعل سكن نسل إسماعيل في شبه الجزيرة العربية أمام أرض كنعان التي سكن فيها نسل إسحق ويعقوب.
: أنت الله الذي رأيته.
أعلنت هاجر أنها رأت الله عند عين الماء فسميت البئر لحى رئى أي الله الحي ظهر في هذا المكان، وهذه البئر تقع بين مدينة قادش ومعناها مقدس وهي جنوب أورشليم وبين يارد ومعناها برد وتقع غرب قادش.
ع15: عادت هاجر وخضعت لسيدتها ساراى فقبلتها وكملت أيام حبلها فولدت ابنًا ودعاه إبرام إسماعيل كما أعلن الله.
ع16: كان عمر إبرام حين ولد إسماعيل 86 عامًا، وقد أنجب إسحق في سن المائة أي أن إسماعيل يكبر إسحق بأربعة عشر سنة.
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 17 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير التكوين 15 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/genesis/chapter-16.html
تقصير الرابط:
tak.la/53w758b