← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32
الأَصْحَاحُ الحَادِي عَشَرَ
(1) بلبلة الألسنة (ع1-9)
(2) مواليد سام (ع10-26)
(3) مواليد تارح (ع27-32)
1 وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً. 2 وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقًا أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 3 وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. 4 وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5 فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6 وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7 هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8 فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ 9 لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.
ع1:
كان نسل نوح يعيشون في أماكن متقاربة ويتكلمون لغة واحدة غالبًا هي العبرانية والبعض يقول أنها الكلدانية أو السامية.
ع2: شنعار: سهل دجلة والفرات.
استقر الفلك على جبل أراراط الذي يقع شمال غرب سهل شنعار، ثم إرتحلوا شرقًا في منطقة شنعار.
ع3: لبنًا: أي الطوب اللبن المصنوع من الطين والقش.
نشويه: يحرق بالنار ليصير أكثر متانة.
الحمر: نوع من القار المعدنى يكثر في منطقة دجلة والفرات ويستخدم للصق الطوب بعضه مع بعض بدلًا من الطين المستخدم قديمًا أو الأسمنت حاليًا.
فكر بنو نوح في بناء مدينة وبيوتًا وكانوا قديمًا يصنعون طوبًا لبنًا بخلط الطين مع القش فاكتشفوا أن الطوب اللبن إذا احترق بالنار يصير أكثر قوة فعملوا الطوب الأحمر المعروف حاليًا لبناء البيوت، وبدلًا من استخدام الطين للصق الطوب بعضه مع بعض اكتشفوا في المنطقة التي يعيشون فيها مادة الحمر وهي مادة تلصق الطوب بعضه مع بعض بصلابة أكثر.
ع4: مدينة: أي مملكة.
اسمًا: صيت ومركز عظيم.
رغم أن الله طمأن نوح ونسله أنه لن يهلك العالم مرة ثانية بالطوفان ولكنهم عندما اكتشفوا بعقولهم التي وهبهم الله إياها وسائل لصنع أبنية قوية بالطوب الأحمر والحمر، اتكلوا على قوتهم ليقيموا مملكة وبناءً عاليًا هو البرج حتى أنه لو فكر الله في عمل طوفان يصعدوا إلى البرج ولا يخيفهم غضب الله، وهكذا تركوا الله واعتمدوا على أنفسهم واثقين من قوتهم لتكوين مملكة ومركز دائم، وبهذا أهملوا الله والمدينة السماوية والفردوس الذي خرجوا منه وسيعيدهم الله إليه إن عاشوا معه في الإيمان، ويعتقد القديس أغسطينوس أن قائد هذا العمل هو نمرود الذي حاول تأسيس مدينة بابل والسابق ذكره في (تك 10: 8-10).
ع5: نزل الرب: هو إعلان أنه يراقب كل أعمالنا، وليس معناه أنه تحرك من مكان إلى مكان لأنه مالئ كل مكان ومراقبته للمدينة والبرج اللذين بدأوا في بنائهما هو إثبات لكبريائهم الذي سيدينهم عليه ورفضهم الإتكال على الله.
ع6: كانت هناك مدينة صغيرة اسمها بابل بناها نمرود والآن يحاول توسيعها وبناء برج عالى فيها، فبدأوا يستخدمون اكتشافهم الجديد وهو الطوب الأحمر والحمر في البناء. والله لم يمنعهم بالقوة من إتمام كبريائهم ولكن إشفاقًا عليهم حتى يتوبوا ويرجعوا إليه تدخل بطريقة بسيطة لإيقاف الكبرياء المتمثل في بناء البرج.
ع7: ننزل: تعلن الثالوث القدوس لأن كلامه بصيغة الجمع وترمز لتنازل المسيح بتجسده ليرفع خطية الإنسان وكبرياءه عنه بالفداء.
نبلبل: جعلهم يتكلمون لغات أي ألسنة مختلفة.
تدخل الله لإيقاف البشر عن التمادي في الشر ليشعروا بضعفهم ويرجعوا معه لحياتهم الروحية، فجعلهم يتكلمون كل مجموعة بلغة تختلف عن المجموعة الأخرى مما يجعل التفاهم مستحيلًا بينهم وبالتالي عجزوا عن إتمام خطتهم في بناء البرج والمملكة.
ع8: نتيجة عجزهم عن التفاهم تفرقت كل جماعة تتكلم لغة معينة إلى مكان وبهذا عادوا فنفذوا كلام الله الذي قاله سابقًا لهم أن يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض. وبهذا تكونت بدايات القبائل التي أسَّست الدول والممالك فيما بعد.
ع9: دعا الله اسم المدينة بابل بمعنى تبلبل الألسنة، فصارت دليلًا على كبرياء البشر الذي اضطر الله الرحيم أن يغير لغاتهم لينقذهم من الكبرياء.
†
الكبرياء هو الخطية الأولى للإنسان وسبب سقوط الشيطان وما زال الشيطان يحارب البشرية ليس فقط أيام برج بابل بل حتى الآن بالكبرياء ... فكن حريصًا منها بأن تشكر الله على كل ما تعمله وتقدم الآخرين عنك وتحتمل إساءاتهم وتطفئ نيرانها بحبك لهم.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
10 هَذِهِ مَوَالِيدُ سَامٍ: لَمَّا كَانَ سَامٌ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ بَعْدَ الطُّوفَانِ بِسَنَتَيْنِ. 11 وَعَاشَ سَامٌ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 12 وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ خَمْسًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ شَالَحَ. 13 وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ بَعْدَ مَا وَلَدَ شَالَحَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 14 وَعَاشَ شَالَحُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ عَابِرَ. 15 وَعَاشَ شَالَحُ بَعْدَ مَا وَلَدَ عَابِرَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 16 وَعَاشَ عَابِرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ فَالَجَ. 17 وَعَاشَ عَابِرُ بَعْدَ مَا وَلَدَ فَالَجَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 18 وَعَاشَ فَالَجُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ رَعُوَ. 19 وَعَاشَ فَالَجُ بَعْدَ مَا وَلَدَ رَعُوَ مِئَتَيْنِ وَتِسْعَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 20 وَعَاشَ رَعُو اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ سَرُوجَ. 21 وَعَاشَ رَعُو بَعْدَ مَا وَلَدَ سَرُوجَ مِئَتَيْنِ وَسَبْعَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 22 وَعَاشَ سَرُوجُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ نَاحُورَ. 23 وَعَاشَ سَرُوجُ بَعْدَ مَا وَلَدَ نَاحُورَ مِئَتَيْ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 24 وَعَاشَ نَاحُورُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَوَلَدَ تَارَحَ. 25 وَعَاشَ نَاحُورُ بَعْدَ مَا وَلَدَ تَارَحَ مِئَةً وَتِسْعَ عَشَرَةَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 26 وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ.
يهتم هنا بذكر نسل سام بالتفصيل لأن منه سيخرج إبرام أب شعب الله الذي يهتم بمدينة الله السماوية بدلًا من نسل حام أي نمرود الذي اهتم بالمدينة الأرضية بابل، فإبرام يتميز بطاعة الله أما نمرود فيتميز بالكبرياء مثل باقي الأشرار.
†
تأمل في بداية كل يوم ولو دقائق قليلة في ملكوت السموات حيث أعد لك الله مكانًا حتى لا تنهمك في مشاغل الحياة أو يجذبك الشيطان للشهوات الردية. واهتم أن ترفع قلبك للصلاة وتنتهز كل فرصة للوجود مع الله فتحيا في استعداد دائم للملكوت.
27 وَهَذِهِ مَوَالِيدُ تَارَحَ: وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطًا. 28 وَمَاتَ هَارَانُ قَبْلَ تَارَحَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ مِيلاَدِهِ فِي أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ. 29 وَاتَّخَذَ أَبْرَامُ وَنَاحُورُ لَهُمَا امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ امْرَأَةِ أَبْرَامَ سَارَايُ وَاسْمُ امْرَأَةِ نَاحُورَ مِلْكَةُ بِنْتُ هَارَانَ أَبِي مِلْكَةَ وَأَبِي يِسْكَةَ. 30 وَكَانَتْ سَارَايُ عَاقِرًا لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ. 31 وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ ابْنَ ابْنِهِ وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ. 32 وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.
يلاحظ في هذه الأعداد:
أنجب تارح ثلاثة أبناء أحدهم إبرام وقد ذكره أولًا ليس لأنه البكر بل لأجل تميزه الروحي، حيث انفرد بعبادة الله دونًا عن باقي أهله وكل العالم الذين عبدوا الأوثان.
أنجب هاران لوطًا وبنتين هما ملكة ويسكة واهتم الكتاب المقدس بذكر لوط لأجل إيمانه بالله ومرافقته بعد ذلك لإبرام الذي أطاع الله وخرج إلى أرض كنعان، ومات هاران في أور الكلدانيين قبل أبيه تارح.
تزوج ناحور الذي تسمى باسم جده بابنة أخيه هاران وهي ملكة وكان ذلك مسموحًا به في ذلك الوقت، أما إبرام فتزوج بساراى أخته ولكن ليست شقيقته وهذا أيضًا كان مسموحًا به.
واجهت ساراى مشكلة وهي عدم الإنجاب ولكن ليس معنى هذا عدم رضا الله عنها أو عن زوجها، بل ليتمجد الله فيهما ويعطيهما النسل العظيم إسحق الذي يأتي منه شعب الله.
أور الكلدانيين
حاران: اسم مدينة بين نهرى دجلة والفرات على مسافة 280 ميل إلى الشمال الشرقى من دمشق وكانت مركزًا تجاريًا هامًا واتخذت القمر إلهًا لها أيضًا.
وجَّه الله دعوته لإبرام لترك أهله وعشيرته كما سيأتى في (تك 12) ويأخذ امرأته ساراى معه، وطلب لوط مرافقته وكذا أبوه تارح لأنه كان يحبه من أجل تميزه الروحي وفضائله التي ظهرت في معاملاته معه ومع الآخرين. ولكن طلب منه أبوه ألا يخرجوا مباشرة إلى أرض كنعان بل يذهبوا أولًا إلى حاران وهي مدينة تقع في شمال أور الكلدانيين (أع7: 2-4) وكان عمر إبرام حينئذ 61 عامًا وسكن في حاران مدة حوالي 14 سنة حتى مات أبوه، فجدَّد له الرب الدعوة للخروج إلى كنعان فأطاع وأخذ معه لوط.
واحترامًا لمكانة أبيه يذكر الكتاب أن تارح هو القائد الذي أخذ معه إبرام ولوط.
6. مات تارح عن عمر 205 عام في حاران.
† العلاقات العاطفية أحيانًا تعطل الإنسان عن طاعة وصية الله، فمع اهتمامك بإكرام والديك وكل أحبائك لا يكن ذلك على حساب طاعة الله، فتمسك بوصاياه واحتمل اعتراضات الآخرين عليك والله سيثبتك ويعطيك نعمة في أعينهم في النهاية.
← تفاسير أصحاحات التكوين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 12 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير التكوين 10 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/genesis/chapter-11.html
تقصير الرابط:
tak.la/jm3fn7p