← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
(1) استضافة لوط للملاكين (ع1-11)
(2) إنقاذ لوط (ع12-22)
(3) هلاك سدوم وامرأة لوط (ع23-29)
(4) زنا ابنتي لوط مع أبيهما (ع30-38)
1 فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً وَكَانَ لُوطٌ جَالِسًا فِي بَابِ سَدُومَ. فَلَمَّا رَآهُمَا لُوطٌ قَامَ لِاسْتِقْبَالِهِمَا وَسَجَدَ بِوَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. 2 وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ مِيلاَ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ». 3 فَأَلَحَّ عَلَيْهِمَا جِدًّا فَمَالاَ إِلَيْهِ وَدَخَلاَ بَيْتَهُ فَصَنَعَ لَهُمَا ضِيَافَةً وَخَبَزَ فَطِيرًا فَأَكَلاَ. 4 وَقَبْلَمَا اضْطَجَعَا أَحَاطَ بِالْبَيْتِ رِجَالُ الْمَدِينَةِ رِجَالُ سَدُومَ مِنَ الْحَدَثِ إِلَى الشَّيْخِ كُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَقْصَاهَا. 5 فَنَادُوا لُوطًا وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ دَخَلاَ إِلَيْكَ اللَّيْلَةَ؟ أَخْرِجْهُمَا إِلَيْنَا لِنَعْرِفَهُمَا». 6 فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ 7 وَقَالَ: «لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا يَا إِخْوَتِي. 8 هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلًا. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هَذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئًا لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي». 9 فَقَالُوا: «ابْعُدْ إِلَى هُنَاكَ». ثُمَّ قَالُوا: «جَاءَ هَذَا الإِنْسَانُ لِيَتَغَرَّبَ وَهُوَ يَحْكُمُ حُكْمًا. الْآنَ نَفْعَلُ بِكَ شَرًّا أَكْثَرَ مِنْهُمَا». فَأَلَحُّوا عَلَى لُوطٍ جِدًّا وَتَقَدَّمُوا لِيُكَسِّرُوا الْبَابَ 10 فَمَدَّ الرَّجُلاَنِ أَيْدِيَهُمَا وَأَدْخَلاَ لُوطًا إِلَيْهِمَا إِلَى الْبَيْتِ وَأَغْلَقَا الْبَابَ. 11 وَأَمَّا الرِّجَالُ الَّذِينَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ فَضَرَبَاهُمْ بِالْعَمَى مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ فَعَجِزُوا عَنْ أَنْ يَجِدُوا الْبَابَ.
ع1:
وصل الملاكان إلى سدوم وهما الملاكان اللذان كانا في اللقاء مع إبراهيم ودخلا من باب المدينة حيث توجد ساحة في العادة يجلس فيها القضاة والشعب. وكان الوقت مساءً وقد انصرف معظم أهل المدينة إلى بيوتهم، فأسرع لوط إليهم ليستضيفهم وسجد إحترامًا وترحيبًا بهما.
ع2:
قدم لوط محبته لهما في استضافتهما ببيته ليغسلا أرجلهما ويأكلا ويستريحا ثم يكملا في اليوم التالي سفرهما، ولكنهما رفضا دعوة لوط وأرادا المبيت في الساحة إعلانًا لرفضهما شرور المدينة وعدم الإختلاط بهم وتوبيخًا ضمنيًا للوط على قبوله السكن وسط الأشرار.
ع3:
تمسك لوط بهما وكرّر دعوته مرات كثيرة حتى قبلا الدعوة وذهبا إلى بيته حيث قدم لهم خبز فطير، أى غير مختمر فيمكن عمله بسرعة، وأكلا عنده.إجتمع رجال سدوم على بيت لوط وطلبوا منه أن يعطيهم الرجلين الضيفين ليخطئوا معهما، لأن هذه المدينة قد سقطت كلها في خطية الشذوذ الجنسى حتى دعيت هذه الخطية بالخطية السدومية.
إذ تعالت صيحات رجال سدوم طالبين الضيفين، خرج لوط إليهم وترجاهم ألا يفعلوا شرًا نحو هذين الضيفين.
ع8:
ازدادت صيحات رجال سدوم، فأظهر لوط استعداده أن يقدم إلى هؤلاء الأشرار ابنتيه العذراويتين ليخطئوا معهما بدلًا من الضيفين، ولعله أراد بهذا إخجالهم حتى ينصرفوا ويتركوه. ولكن على كل حال قد أخطأ بهذا العرض الشرير ولعله قاله لتأثره بالسكن وسط الأشرار، فقبل ولو بالنية أن يقدم ابنتيه للزنا.
ع9:
رفض رجال سدوم عرض لوط لابنتيه مصرين على أخذ الرجلين، لأنهم تعلقوا بالشذوذ الجنسى لدرجة أكثر من الزنا مع النساء، فتحركوا نحو بيت لوط ليكسروه ويغتصبوا الرجلين.
ع10:
أسرع الرجلان، أي الملاكان، وفتحا الباب وجذبا لوط إلى داخل البيت وأغلقا الباب قبل أن يصل الرجال إليه.ع11:
ضرب الملاكان رجال سدوم بالعمى فانزعجوا وتخبطوا بعضهم ببعض والعجيب أنهم لم يتوبوا عن شرهم بعد هذه المصيبة، أي العمى الذي حدث لهم، واستمروا يبحثون عن الباب ليقتحموا البيت وهم عميان ليغتصبوا الرجلين ولكنهم عجزوا عن الوصول إلى الباب وابتعدوا بعماهم عنه.† لا تتساهل مع الخطية لئلا تعتادها وتتمسك بها بل تبررها فتعمى قلبك عن الله والحق. إسرع إلى التوبة لتكتشف خطيتك وبقوة الله ثق أنك تستطيع أن تتغلب عليها وتتناول من الأسرار المقدسة فتتذوق حلاوة الله وتحتمى بقوته من شرورك.
12 وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: «مَنْ لَكَ أَيْضًا هَهُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ 13 لأَنَّنَا مُهْلِكَانِ هَذَا الْمَكَانَ إِذْ قَدْ عَظُمَ صُرَاخُهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ». 14 فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الْآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. 15 وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلاَنِ لُوطًا قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلَّا تَهْلِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ». 16 وَلَمَّا تَوَانَى أَمْسَكَ الرَّجُلاَنِ بِيَدِهِ وَبِيَدِ امْرَأَتِهِ وَبِيَدِ ابْنَتَيْهِ - لِشَفَقَةِ الرَّبِّ عَلَيْهِ - وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ. 17 وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ قَالَ: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلَّا تَهْلِكَ». 18 فَقَالَ لَهُمَا لُوطٌ: «لاَ يَا سَيِّدُ. 19 هُوَذَا عَبْدُكَ قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ وَعَظَّمْتَ لُطْفَكَ الَّذِي صَنَعْتَ إِلَيَّ بِاسْتِبْقَاءِ نَفْسِي وَأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَهْرُبَ إِلَى الْجَبَلِ لَعَلَّ الشَّرَّ يُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ. 20 هُوَذَا الْمَدِينَةُ هَذِهِ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ. (أَلَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟) فَتَحْيَا نَفْسِي». 21 فَقَالَ لَهُ: «إِنِّي قَدْ رَفَعْتُ وَجْهَكَ فِي هَذَا الأَمْرِ أَيْضًا أَنْ لاَ أَقْلِبَ الْمَدِينَةَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ عَنْهَا. 22 أَسْرِعِ اهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا حَتَّى تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ الْمَدِينَةِ «صُوغَرَ».
أعلن الملاكان للوط أن الله سيهلك سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة لأجل إنغماسهم في الشر، وقال له إخرج كل من لَكَ في المدينة سواء الذين يعيشون في بيتك المؤمنين بالله أي زوجته وابنتيه العذراويتين وكذلك بناته المتزوجات مع أزواجهن الذين يدعون أصهار للوط. ورغم أن أصهاره كانوا من أهل سدوم ولكن الله كان مستعدًا أن يخلصهم إن آمنوا به ودلَّلوا على ذلك بخروجهم مع لوط.
ع14:
كان كلام الملاكين في الليل، فأسرع لوط ينبه أصهاره وبناته حتى يستعدوا للرحيل عن سدوم، ولكنهم لم يصدقوا كلامه بخراب المدينة بل اعتبروه كلام هزل وليس حقيقيًا، وللأسف فقدت بنات لوط المتزوجات إيمانهن بالله وثقتهن بكلام أبيهن وانسقن وراء كلام أزواجهن فهلكن معهم ومع باقي أهل سدوم.
ع15:
إنقضى الليل وأصهاره وبناته مصرين على عدم طاعة كلام الله، فتدخل الملاكان ونبها لوط لقرب خراب المدينة وطلبا منه أن يسرع بالخروج هو وزوجته وبناته العذراويتين.
ع16:
ظل لوط متوانيًا عن الخروج لارتباطه ببناته وأصهاره واشتياقه أن يطيعوه ليخلصوا، ولعله كان يفكر أيضًا في أملاكه التي كان سيتركها كلها في سدوم، فاضطر الملاكان أن يمسكاه هو وزوجته وبنتيه ويجذبوهم إلى خارج المدينة التي ستحترق بعد قليل.
ع17:
لما أخرج الملاك لوط ومن معه أمره أحد الملاكين، وهو المتقدم فيهما، ألا ينظر هو ومن معه إلى الوراء، أي يقطع كل تعلق بالماديات التي تركها في سدوم إذ تدنست كلها بالشر، ويهرب مبتعدًا عن المدينة بكل سرعة تاركًا كل الدائرة (سهل الأردن) وتعنى كل منطقة الشر ويذهب إلى الجبل حيث النجاة بالإرتفاع والسمو الروحي.إستأذن لوط من الملاك الذي يحدثه أن يصفح عن المدينة الصغيرة التي تقع في طرف دائرة سهل الأردن إلى شرق البحر الميت وكانت تسمى بالع حتى يهرب إليها ولا يسكن في الجبل لئلا تهاجمه الوحوش أو يصاب بضرر في هذا الخلاء.
† إنه ضعف إيمان من لوط أن يخاف السكنى في الجبل مع أن الله هو الذي أمره بذلك ويطلب أن يسكن في مدينة حقًا هي في طرف هذه المنطقة الشريرة ولكن يمكن أن تكون قد تدنست ولو جزئيًا. فليتك تطيع الله مهما بدت أوامره صعبة في نظرك ولا تعتمد على عقلك ضد وصايا الله فهو يعلم خيرك أفضل منك .. آمن به فقط تجد خلاصك وراحتك.
ع21:
رفعت وجهك في هذا الأمر : أكرمتك ووافقت على طلبك.وافق الله على شفاعة لوط في هذه المدينة الصغيرة فلم يهلكها من أجله، وهذا إثبات واضح للمرة الثانية لأهمية الشفاعة بعد شفاعة إبراهيم لأجل سدوم وعمورة.
ع22:
طلب الملاك من لوط أن يسرع نحو صوغر حتى ينفذ الله كلامه بحرق سدوم وكل ما حولها، ودعا مدينة بالع باسم صوغر لأنها صغيرة كما قال لوط. وتظهر هنا عناية الله الشديدة بأولاده أنه لا يستطيع أن يفعل أي ضرر بالأشرار يمكن أن يصيب أولاده ولو قليلًا.ويجدر بنا هنا أن نقارن بين إبراهيم ولوط فيظهر ما يلي:
إبراهيم |
لوط |
|||
1- عاش في البرية. |
1- عاش في المدينة الخصبة. |
|||
2- ترك الله يختار له. | 2- اختار لنفسه. | |||
3- خلَّص لوط بقوة الله. | 3- كان ضعيفًا فتم أسره على يد كدرلعومر. | |||
4- لم يأخذ شيئًا من الغنائم بعد انتصاره على كدرلعومر. | 4- انهمك في لذات سدوم. | |||
5- زاره الله وملاكان. | 5- زاره ملاكان فقط. | |||
6- رحب الله والملاكان بدخولهم عنده. | 6- امتنع الملاكان عن الدخول وبعد إلحاح دخلا عنده. | |||
7- وعده الله بنسل مبارك. | 7- أنذره الملاكان بخراب المدينة. | |||
8- دخل في حوار مع الله. | 8- كان حديثه مختصرًا مع الملاكين. | |||
9- آمن بالله. | 9- آمن بكلام الملاكين ولكنه أطاع بصعوبة فجذباه للخروج من المدينة. | |||
10- زاد بولادة إسحق وكانت أملاكه كثيرة. | 10- فقد امرأته وبناته المتزوجات وكل أملاكه. | |||
11- أقام في البرية فتمتع بظهورات كثيرة لله. | 11- رفض أن يسكن في الجبل وطلب الإقامة في صوغر (بالع). | |||
12- تشفع في الأشرار لعلهم يتوبون أى تُنقَذ سدوم. | 12- تشفع في صوغر حتى لا تخرب لأجل مصلحته الشخصية. | |||
13- حفظه الله لأجل إيمانه وطاعته. | 13- حفظه الله لأجل شفاعة إبراهيم. |
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
23 وَإِذْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الأَرْضِ دَخَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ 24 فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. 25 وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَكُلَّ الدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ وَنَبَاتِ الأَرْضِ. 26 وَنَظَرَتِ امْرَأَتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَصَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ! 27 وَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ فِي الْغَدِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَقَفَ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ 28 وَتَطَلَّعَ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَنَحْوَ كُلِّ أَرْضِ الدَّائِرَةِ وَنَظَرَ وَإِذَا دُخَانُ الأَرْضِ يَصْعَدُ كَدُخَانِ الأَتُونِ. 29 وَحَدَثَ لَمَّا أَخْرَبَ اللهُ مُدُنَ الدَّائِرَةِ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ وَأَرْسَلَ لُوطًا مِنْ وَسَطِ الِانْقِلاَبِ. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ.
تظهر مراحم الله في انتظار دخول لوط إلى مدينة صوغر في بداية النهار عند شروق الشمس، وفى الحال أمطر الله نارًا وكبريتًا من السماء على سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة فاحترق كل ما فيها من إنسان وحيوان ونبات وكل الموجودات. ويظهر من ذلك ما يلي:
طول أناة الله ومراحمه للمؤمنين به، أما غضبه على الأشرار والمعاندين فثقيل جدًا.
يظهر الثالوث القدوس في (ع24) "أمطر الرب (الابن) ... من عند الرب (الآب)".
ع26:
لم تطع امرأة لوط كلام الله ونظرت وراءها إلى سدوم التي بدأت تحترق، إما لتعلقها ببناتها أو ممتلكاتها، فتحولت إلى عمود ملح أي صارت نصبًا تذكاريًا للنفس الغير مطيعة لله، فبعدما أنقذها الله ما زال قلبها متعلقا بسدوم الشريرة وما فيها لذا هلكت في الحال.† ليتك تنظر إلى هدفك وهو الله مع بداية كل يوم وتترك عنك خطاياك السابقة التي تبت عنها لأن تذكار الشر يسقطك ثانية فيه. كن مطيعًا لله حتى لو كان كلامه ضد شهواتك المادية أو عواطفك فتخلص من العالم الشرير.
ع27:
كان إبراهيم مشغولًا بكلامه مع الله لإنقاذ مدينة سدوم لعل الأشرار الذين فيها يتوبون وكذا إنقاذ لوط وأسرته، ولعله إنشغل بهذا طوال الليل، فقام باكرًا وسار في الطريق المؤدية إلى سدوم التي سار فيها مع الله بالأمس.
ع28:
نظر إبراهيم نحو سدوم فوجد دخان حريقها يرتفع نحو السماء، فحزن على هلاكها ولم يمنعه الله أن ينظر إلى سدوم لأنه يطلب خلاصها ورجوعها إلى الله أما لوط وأسرته فمنعهم من التطلع إلى سدوم ليوقف تعلقهم بالماديات والعواطف البشرية نحو المدينة المدنسة ومن فيها حتى لو كانوا بناته.
ع29:
نظر الله إلى بر إبراهيم وشفاعته فأنقذ لوط ومن معه من الهلاك، فمن أجل البار يرحم الله من حوله كما بارك الله بيت فوطيفار من أجل يوسف.
30 وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31 وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32 هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلًا». 33 فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34 وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا». 35 فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36 فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37 فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38 وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.
ع30:
إعتمد لوط على فكره فاختار أن يسكن في صوغر خوفًا من السكن في الجبل، ولكنه عاد فخاف من السكن في صوغر، إما لوجود أشرار بها أو لعدم طاعته السريعة لله بالسكن في الجبل، فترك صوغر وعاش في مغارة بالجبل.† ليكن لك الطاعة السريعة لوصايا الله فهي أقصر طريق للراحة والطمأنينة، فالماديات أو العقل يعجزان عن منحك السلام والمصدر الوحيد له هو الله وطاعة وصاياه.
ع31:
كان الخوف الذي في قلب لوط موجودًا أيضًا في قلب ابنتيه، إذ قلقا من عدم وجود رجلين يتزوجانهما مع أنه توجد قبائل منتشرة في الصحراء ولكنه القلق الذي اكتسباه من سدوم لخلطتهما بالأشرار فيها.فكرت البنتان في وسيلة لإنجاب النسل وهي الإضطجاع مع الرجل الوحيد أمامهما وهو أباهما، ولكنه سيرفض، ففكرا في سقيه خمرًا حتى يفقد تمييزه فيضطجعا معه، ونفَّذتا الفكرة فعلًا. ومن هذا نفهم أن لوط قد تدنس بعشرته مع السدوميين وأحب الخمر حتى أنه قبل أن تعد له بناته الخمر ويشرب منها بكثرة حتى سكر وفقد تمييزه، فتحرك بطريقة شهوانية نحو بناته فتقدمت الكبرى منه واضطجعت معه وهو غير مميز أنها ابنته أو أنه اضطجع مع أنثى ولعله ظن نفسه في حلم ... وكرَّرتا نفس الأمر في اليوم التالى واضطجعت الصغرى معه.
مهما حاول المفسرون أن يجدوا عذرًا لهاتين الابنتين في محاولتهما المحافظة على النسل ولكن خطأهما كبير، فهذا زنا واضح واستغلال وسيلة هي الخمر لإفقاد أبيهما القدرة على التمييز فيعمل ما لا يريده دون وعى. أما خطية لوط فهي قبوله شرب الخمر بكثرة حتى أصبح بلا إرادة ولا وعى، فاستغلت ابنتاه ضعفه هذا أمام محبة الخمر.
ع36:
يبدو أن اضطجاع البنتين مع أبيهما لم يكن مجرد ليلتين متتاليتين بل لعله كان لفترة حوالي شهر أو شهرين حتى حبلتا من أبيهما، وهذا معناه إنغماس لوط في محبة الخمر.ولدت الابنة الكبرى ابنًا دعته "موآب" أي ابن الآب لأنها أنجبته من أبيها، أما الصغرى فدعت ابنها "بن عمى" أي ابن شعبى فتنسبه إلى شعبها وليس أبيها. وعلى أي الأحوال فقد خرج منهما شعبان معاديان لشعب الله اليهود. وقد سكن موآب وبنى عمون شرق نهر الأردن وعبدوا الأوثان وعاشوا في الشر بعيدًا عن الله.
وهكذا تنتهي قصة لوط البار بحادث محزن وهو إنجاب الشر، لأنه أحب العالم
والماديات فتدنَّس بهما وفقد كثيرًا من نقاوته وكذلك ابتعدت أسرته عن الله وسار
نسله في طريق الشر.
← تفاسير أصحاحات
التكوين:
مقدمة |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
10 |
11 |
12 |
13 |
14 |
15 |
16 |
17 |
18 |
19 |
20 |
21 |
22 |
23 |
24 |
25 |
26 |
27 |
28 |
29 |
30 |
31 |
32 |
33 |
34 |
35 |
36 |
37 |
38 |
39 |
40 |
41 |
42 |
43 |
44 |
45 |
46 |
47 |
48 |
49 |
50
الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح
تفسير التكوين 20
قسم
تفاسير العهد القديم
الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
تفسير التكوين 18
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/genesis/chapter-19.html
تقصير الرابط:
tak.la/hmmp8aj