← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17
آية 1، 2:- "«وَمَتَى أَتَيْتَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا وَامْتَلَكْتَهَا وَسَكَنْتَ فِيهَا، فَتَأْخُذُ مِنْ أَوَّلِ كُلِّ ثَمَرِ الأَرْضِ الَّذِي تُحَصِّلُ مِنْ أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ وَتَضَعُهُ فِي سَلَّةٍ وَتَذْهَبُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ."
كانت الباكورات تقدم في عيد الخمسين (خر16:23 + لا 23: 16 + تث10:16) أو في أي وقت. وكان صاحب الأرض يطوف بين أشجاره ويعلم الباكورات التي تظهر من الثمار بعلامة خاصة. ومتى تم نضجها يجمعها كلها ويضعها في سلة. وفي هذا تعليم لهم أن يُفَضِّلوا الله على شهواتهم، فالباكورات هي شهوة كل أحد. ومهما أعطينا الله فنحن نعطيه مما له. . وبالرجوع إلى (تث14: 25،24) قال لهم موسى إن كان الهيكل بعيداً عنك فبع الثمار والحيوانات من البكور والعشور بفضة (أي نقود) وإذهب بهذه النقود وإعطها للهيكل. وهم كانوا يذهبون للهيكل ثلاث مرات في السنة (الفصح والخمسين والمظال) وكانت مناسبات كلها فرح، ويأخذون معهم بكورهم وعشورهم لينفذوا كلام الله "ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ يَحْضُرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي يَخْتَارُهُ، فِي عِيدِ ٱلْفَطِيرِ وَعِيدِ ٱلْأَسَابِيعِ وَعِيدِ ٱلْمَظَالِّ. وَلَا يَحْضُرُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ فَارِغِينَ" (تث16:16).
آية 3:- "وَتَأْتِي إِلَى الْكَاهِنِ الَّذِي يَكُونُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَتَقُولُ لَهُ: أَعْتَرِفُ الْيَوْمَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ أَنِّي قَدْ دَخَلْتُ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِنَا أَنْ يُعْطِيَنَا إِيَّاهَا."
وبنفس المفهوم تعلمنا الكنيسة حياة الشكر وتضع صلاة الشكر في بداية كل صلواتنا. ولنذكر قصة العشرة البرص وكيف أن المسيح فرح بالواحد الذي رجع ليشكر. وهنا فمقدم البكور يعترف للرب بأنه أدخله أرض الميعاد.
آية 4:- "فَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ السَّلَّةَ مِنْ يَدِكَ وَيَضَعُهَا أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ."
وضع السلة أمام المذبح معناه أنهم يقدمونها للرب. وفي هذا اعتراف أن الله هو مصدر هذه الخيرات.
آية 5-11:- "ثُمَّ تُصَرِّحُ وَتَقُولُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ: أَرَامِيًّا تَائِهًا كَانَ أَبِي، فَانْحَدَرَ إِلَى مِصْرَ وَتَغَرَّبَ هُنَاكَ فِي نَفَرٍ قَلِيل، فَصَارَ هُنَاكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَعَظِيمَةً وَكَثِيرَةً. فَأَسَاءَ إِلَيْنَا الْمِصْرِيُّونَ، وَثَقَّلُوا عَلَيْنَا وَجَعَلُوا عَلَيْنَا عُبُودِيَّةً قَاسِيَةً. فَلَمَّا صَرَخْنَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِ آبَائِنَا سَمِعَ الرَّبُّ صَوْتَنَا، وَرَأَى مَشَقَّتَنَا وَتَعَبَنَا وَضِيقَنَا. فَأَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةٍ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ، وَأَدْخَلَنَا هذَا الْمَكَانَ، وَأَعْطَانَا هذِهِ الأَرْضَ، أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا. فَالآنَ هأَنَذَا قَدْ أَتَيْتُ بِأَوَّلِ ثَمَرِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتَنِي يَا رَبُّ. ثُمَّ تَضَعُهُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَتَسْجُدُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ. وَتَفْرَحُ بِجَمِيعِ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لَكَ وَلِبَيْتِكَ، أَنْتَ وَاللاَّوِيُّ وَالْغَرِيبُ الَّذِي فِي وَسْطِكَ."
أراميًا تائهًا كان أبي = قد تشير العبارة إلى إبراهيم وإسحق ويعقوب. عمومًا فإبراهيم أتى من بلاد ما بين النهرين. ولكن العبارة تشير بالأكثر ليعقوب الذي عاش عند خاله لابان نحو 20 سنة في أرام وتزوج بنات خاله وولد أولاده كلهم ما عدا بنيامين في أرام وقوله تائهًا لأنهم كانوا مغتربين يرتحلون من مكان إلى آخر. نرى في هذا الطقس ارتباط الشكر بالتسبيح، فالله لا يفرح بالماديات بقدر ما يفرح بالقلب الشاكر المسبح.
ملحوظة:- يقول العلماء أن المعترف مقدم الباكورة كان يردد عبارات أراميا تائها... فأساء إلينا المصريون.. العبارات التي تتحدث عن ضعفهم يرددونها بصوت خفيض، إشارة لحالتهم الضعيفة وأصلهم البسيط فإبراهيم وعائلته كانوا قليلين ويعقوب وبنيه كانوا 66 نفسًا بينما العبارات التي تتحدث عن عمل الله معهم يرددها بصوت عالٍ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فها هم ببركة الله صاروا بلدًا كبيرًا وشعبًا عظيمًا.
آية 12:- "«مَتَى فَرَغْتَ مِنْ تَعْشِيرِ كُلِّ عُشُورِ مَحْصُولِكَ، فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، سَنَةِ الْعُشُورِ، وَأَعْطَيْتَ اللاَّوِيَّ وَالْغَرِيبَ وَالْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ فَأَكَلُوا فِي أَبْوَابِكَ وَشَبِعُوا،"
في الآيات السابقة رأينا أن على كل واحد أن يذهب بباكورات ثماره إلى الهيكل، وكما يطلب الرب الباكورات فهو يطلب أيضا العشور. وكانوا يذهبون بالعشور إلى الهيكل في السنة الأولى والثانية والرابعة والخامسة، أما في السنة السابعة فلا يزرعون ولا يحصدون وتسمى السنة السبتية، وبالتالي لا يقدمون فيها عشور.
سنة العشور = هكذا تدعى السنة الثالثة والسادسة التي يؤدون فيها العشور في بيوتهم. ويفرحون في محبة أخوية مع اللاوي والغريب واليتيم والأرملة من جيرانهم.
السنة السابعة |
|
السنة الأولى |
|
السنة الثانية |
|
السنة الثالثة |
|
السنة الرابعة |
|
السنة الخامسة |
|
السنة السادسة |
|
السنة السابعة |
لا زرع |
|
يذهبون للهيكل |
|
يذهبون للهيكل |
|
سنة العشور |
|
يذهبون للهيكل |
|
يذهبون للهيكل |
|
سنة العشور |
|
لا زرع |
آية 13:- "تَقُولُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ: قَدْ نَزَعْتُ الْمُقَدَّسَ مِنَ الْبَيْتِ، وَأَيْضًا أَعْطَيْتُهُ لِلاَّوِيِّ وَالْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، حَسَبَ كُلِّ وَصِيَّتِكَ الَّتِي أَوْصَيْتَنِي بِهَا. لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصَايَاكَ وَلاَ نَسِيتُهَا."
صيغة الإعتراف الذي يقوله من دفع عشوره. قد نزعت المقدس من البيت = أي أفرزت حقوق الله المقدسة ومن بينها الْعُشُور. ولأنها مقدسة للرب فهي محرمة على أي إنسان حتى صاحبها، لذلك يقول نزعت حتى لا تكون سبب لعنة لو احتفظ بها.
آية 14:- "لَمْ آكُلْ مِنْهُ فِي حُزْنِي، وَلاَ أَخَذْتُ مِنْهُ فِي نَجَاسَةٍ، وَلاَ أَعْطَيْتُ مِنْهُ لأَجْلِ مَيْتٍ، بَلْ سَمِعْتُ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِي وَعَمِلْتُ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتَنِي."
لم آكل منها في حزني، ولا أخذت منه في نجاسة = حين يعزل نصيب الرب يعزله من محصول كان يأكل منه ليس وهو في حالة حزن ولا هو في حالة نجاسة أي غير طاهر. الله يريدنا فرحين فهو خلقنا في جنة عًدْنْ עֵדֶן، وهي تعني فرح، وفرحة الله في أن نكون فرحين (إش65: 17 -19).
ولا أعطيت منه لأجل ميت = الميت هنا هو كل ما ينتمي لهذا العالم الميت (أوثان / خطية...). لذلك قال السيد المسيح "دع الموتى يدفنون موتاهم" إذاً المقصود أن ما هو للرب قد عزله الشخص بيد طاهرة، ولم يقدم منه لنجاسة. فهل يصح أن ما نقدم منه لله، نكون قد قدمنا منه لنجاسة أو في مناسبة نجسة.
ولكن يبدو أن الآية تشير لشيء آخر، ففي حالة الموت كان الأقارب والجيران يعدون طعاما لبيت الميت، فأهل الميت مشغولين بالمعزين ولا وقت عندهم لإعداد طعام. والله يقول لا تأخذوا من نصيبي لبيت الميت. فالمناسبة كلها فرح، هي عطية لله واللاويين والمحتاجين = وَأَيْضًا أَعْطَيْتُهُ لِلاَّوِيِّ وَالْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ. كلهم يأكلون في فرح والله يشترك معهم. فالعشور هي لله، وكأن الله يستضيفهم.
آية 15:- "اِطَّلِعْ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِكَ، مِنَ السَّمَاءِ، وَبَارِكْ شَعْبَكَ إِسْرَائِيلَ وَالأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتَنَا، كَمَا حَلَفْتَ لآبَائِنَا، أَرْضًا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا."
آية 16:- "«هذَا الْيَوْمَ قَدْ أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَعْمَلَ بِهذِهِ الْفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ، فَاحْفَظْ وَاعْمَلْ بِهَا مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ."
العطاء لله بدون قلب وبدون محبة غير مستحب.
آية 17-19:- "قَدْ وَاعَدْتَ الرَّبَّ الْيَوْمَ أَنْ يَكُونَ لَكَ إِلهًا، وَأَنْ تَسْلُكَ فِي طُرُقِهِ وَتَحْفَظَ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَتَسْمَعَ لِصَوْتِهِ. وَوَاعَدَكَ الرَّبُّ الْيَوْمَ أَنْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا، كَمَا قَالَ لَكَ، وَتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُسْتَعْلِيًا عَلَى جَمِيعِ الْقَبَائِلِ الَّتِي عَمِلَهَا فِي الثَّنَاءِ وَالاسْمِ وَالْبَهَاءِ، وَأَنْ تَكُونَ شَعْبًا مُقَدَّسًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ، كَمَا قَالَ»."
قد واعدت الرب = أي أنكم أعلنتم قراركم الحكيم أن تتخذوا الرب إلهًا لكم فلا تعبدوا غيره وتحفظوا وصاياه. وَوَاعَدَكَ الرَّبُّ الْيَوْمَ = والرب أعلن وصرح أنكم ستكونون له شعبًا خاصًا. وعليكم أن تحفظوا وصاياه. وإن فعلتم سيجعل لكم اسمًا عاليًا وسط كل الأمم وتكون لكم كرامة عظيمة وسطهم. واعدت وواعدك تعني الدخول في تعهد بين طرفين.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 27 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التثنية 25 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/b2244wd