← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12
هذا الإصحاح غالبًا الذي كتبه هو يشوع بن نون لينهي به أسفار موسى بقصة موت موسى.
آية 1-4:- "وَصَعِدَ مُوسَى مِنْ عَرَبَاتِ مُوآبَ إِلَى جَبَلِ نَبُو، إِلَى رَأْسِ الْفِسْجَةِ الَّذِي قُبَالَةَ أَرِيحَا، فَأَرَاهُ الرَّبُّ جَمِيعَ الأَرْضِ مِنْ جِلْعَادَ إِلَى دَانَ، وَجَمِيعَ نَفْتَالِي وَأَرْضَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى، وَجَمِيعَ أَرْضِ يَهُوذَا إِلَى الْبَحْرِ الْغَرْبِيِّ، وَالْجَنُوبَ وَالدَّائِرَةَ بُقْعَةَ أَرِيحَا مَدِينَةِ النَّخْلِ، إِلَى صُوغَرَ. وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «هذِهِ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلًا: لِنَسْلِكَ أُعْطِيهَا. قَدْ أَرَيْتُكَ إِيَّاهَا بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنَّكَ إِلَى هُنَاكَ لاَ تَعْبُرُ»."
بدأ موسى بصعوده الجبل رحلة صعوده للسموات. ولقد أراه الله كل الأرض لأن الله أعطاه في هذه السن أو حتى هذه السن نظرًا قويًا ورؤية موسى للأرض تشير:
أ- هذه أقصى إمكانيات الناموس الذي يمثله موسى أن ينظر الإنسان أرض الميعاد أو أمجاد السماء من بعيد ولكن لا يدخلها. فلا دخول سوى بالمسيح يسوع الذي يمثله يشوع هنا.
ب- تمثل رؤية موسى للأرض من بعيد رؤية المؤمنين الذين ماتوا على الرجاء، رجاء مجيء المسيح فهم وإن كانوا لم ينالوها ولكنهم نظروها من بعيد وصدقوها (عب13:11).
ج- وهي تشبه رؤيتنا بعين الإيمان لكنعان السماوية والراحة الأبدية والأمجاد هناك دون أن نرى شيئًا عيانًا لذلك نُصلي "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي".
آية 5:- "فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ."
الذي اعتاد أن يُقابل الله على جبل ليكلمه هو الآن يموت على جبل لينطلق إليه.
آية 6:- "وَدَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ."
ودفنه = أي مجد عظيم لهذا النبي العظيم أن يدفنه الله، أو دفن بأمره، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم = إذًا فغالبًا قامت الملائكة بهذا العمل.
الجواء = هو السهل. ولاحظ أنه في مقابل أرض بيت فغور = وهو المكان المُخصص لعبادة بعل فغور وهناك سقط الشعب في النجاسة ومات منهم 24,000.
ولنقارن كيف مات موسى ودُفن وكيف مات هؤلاء الزناة الذين استمتعوا لحظات. حقًا "عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ" (مز15:116). وقارن بين موت لعازر الفقير (حيث حملته الملائكة) وموت الغني الذي قيل عنه ودفن دون ذكر اسمه. ولقد أخفى الله جسد موسى لأنه عرف بحكمته أن الشعب لمحبتهم لموسى سوف يؤلِّهون جسده ويعبدونه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي رسالة يهوذا (عدد 9) نعرف أن رئيس الملائكة ميخائيل خاصم إبليس بسبب جسد موسى، وغالبًا أن إبليس أراد إعلان مكان جسد موسى ليُضلِّل الشعب فيتركوا عبادة الله ويبدأوا عبادة جسد موسى. ولقد كرم المسيح موسى بتجليه على الجبل ومعه موسى وإيليا. وكان تجلي موسى كما تتجلى العذراء الآن كما حدث في الزيتون، أما إيليا فهو لم يمت أصلًا.
آية 7:- "وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ."
ولا ذهبت نضارته = الخطية هي التي تُضْعِف الإنسان، وكيف تذهب نضارة هذا الوجه الذي لمع بنور إلهي، وكان الناس لا يستطيعون النظر إلى وجهه (خر30،29:34) وراجع (مز 5:103).
آية 8:- "فَبَكَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا. فَكَمُلَتْ أَيَّامُ بُكَاءِ مَنَاحَةِ مُوسَى."
كانت أقصى مدة لمناحة عظماء الأشخاص عند اليهود 30 يومًا (عد29:20).
آية 9:- "وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ، إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَلَيْهِ يَدَيْهِ، فَسَمِعَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى."
ويشوع.. امتلأ روح حكمة = يشوع هو رمز للمسيح أقنوم الحكمة. ولاحظ أن الله يسكب على خدامه الأمناء مواهبه بغزارة بوضع اليد = إذ وضع موسى عليه يديه ويشوع أو يسوع لهم نفس الاسم يهوه خلاص.
آية 10:- "وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْهٍ،"
فقد اختاره الله ليؤسس أمة إسرائيل وهو الذي شرع لهم أو أخذ الشريعة من الله وأعطاها لهم. وقد أجرى الله على يديه معجزات عظيمة ورهيبة. وكلمه الله فمًا لفم في العليقة وعلى الجبل وفي خيمة الاجتماع (خر18:33-23 + عد6:12-8).
آية 11:- "فِي جَمِيعِ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ الَّتِي أَرْسَلَهُ الرَّبُّ لِيَعْمَلَهَا فِي أَرْضِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَكُلِّ أَرْضِهِ،"
آية 12:- "وَفِي كُلِّ الْيَدِ الشَّدِيدَةِ وَكُلِّ الْمَخَاوِفِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ."
في كل اليد = اليد إشارة لقوة الله. وكل المخاوف = عبورهم البحر وهو منشق لنصفين والضربات المُهلكة ضد المصريين وضد الشعب في حالة إصرارهم على الخطية وموسى العظيم شهد له الله, والمسيح أمَّن على كلماته. والشعب اليهودي يُجِّلْ موسى وهكذا كل المسيحيين. بل في السماء سنُرتِّل ترتيلة موسى. بركة صلواته وطلباته فلتكن مع الكنيسة ومعنا آمين.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التثنية 33 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ad2z4z3