← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28
الآيات 1-2:- "أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لاَ تَخْمِشُوا أَجْسَامَكُمْ، وَلاَ تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيْتٍ. لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ."
قرعة بين أعينكم = أي حلاقة شعر الحاجبين فوق الأنف أو حلق الرأس كاملًا.
تخمشوا أجسادكم = أي إحداث جروح وتشويهات بها. وهذه الأعمال كان يعملها الوثنيون إظهارًا لحزنهم على الميت (هو حزن بلا رجاء وبلا تسليم لإرادة الله) وربما يفعلون هذا من أجل إرضاء الآلهة أو إستعطافها (1مل28:18). والله يُنهي شعبه عن مثل هذه الأعمال فهم شعب مقدس عليهم ألا يتشبهوا بالوثنيين في أحزانهم (1تس 13:4) فهؤلاء الوثنيين يدخلون في يأس إذ يموت لهم أحد، أما المؤمنين فلهم رجاء.
آية 3-5:- "«لاَ تَأْكُلْ رِجْسًا مَّا. هذِهِ هِيَ الْبَهَائِمُ الَّتِي تَأْكُلُونَهَا: الْبَقَرُ وَالضَّأْنُ وَالْمَعْزُ، وَالإِيَّلُ وَالظَّبْيُ وَالْيَحْمُورُ وَالْوَعْلُ وَالرِّئْمُ وَالثَّيْتَلُ وَالْمَهَاةُ."
اليحمور = شبيه بالغزال ولونه يميل للحمرة ويوجد في آسيا وأوربا. والوعل = نوع من الغزال. والرئم = حيوان ضخم من الحيوانات المنقرضة (مثل الثور).
الثيتل = هو البقر الوحشي. والمهاة = نوع آخر من البقر الوحشي.
آية 6-20:- "وَكُلُّ بَهِيمَةٍ مِنَ الْبَهَائِمِ تَشُقُّ ظِلْفًا وَتَقْسِمُهُ ظِلْفَيْنِ وَتَجْتَرُّ فَإِيَّاهَا تَأْكُلُونَ. إِلاَّ هذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا، مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ الْمُنْقَسِمَ: الْجَمَلُ وَالأَرْنَبُ وَالْوَبْرُ، لأَنَّهَا تَجْتَرُّ لكِنَّهَا لاَ تَشُقُّ ظِلْفًا، فَهِيَ نَجِسَةٌ لَكُمْ. وَالْخِنْزِيرُ لأَنَّهُ يَشُقُّ الظِّلْفَ لكِنَّهُ لاَ يَجْتَرُّ فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ. فَمِنْ لَحْمِهَا لاَ تَأْكُلُوا وَجُثَثَهَا لاَ تَلْمِسُوا. «وَهذَا تَأْكُلُونَهُ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْمِيَاهِ: كُلُّ مَا لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ تَأْكُلُونَهُ. لكِنْ كُلُّ مَا لَيْسَ لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ لاَ تَأْكُلُوهُ. إِنَّهُ نَجِسٌ لَكُمْ. «كُلَّ طَيْرٍ طَاهِرٍ تَأْكُلُونَ. وَهذَا مَا لاَ تَأْكُلُونَ مِنْهُ: النَّسْرُ وَالأَنُوقُ وَالْعُقَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ وَالشَّاهِينُ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَكُلُّ غُرَابٍ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَالْبَازُ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالْبُومُ وَالْكُرْكِيُّ وَالْبَجَعُ وَالْقُوقُ وَالرَّخَمُ وَالْغَوَّاصُ وَاللَّقْلَقُ وَالْبَبْغَاءُ عَلَى أَجْنَاسِهِ، وَالْهُدْهُدُ وَالْخُفَّاشُ. وَكُلُّ دَبِيبِ الطَّيْرِ نَجِسٌ لَكُمْ. لاَ يُؤْكَلُ. كُلَّ طَيْرٍ طَاهِرٍ تَأْكُلُونَ."
آية 21:- "«لاَ تَأْكُلُوا جُثَّةً مَّا. تُعْطِيهَا لِلْغَرِيبِ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ، لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ."
لا تاكلوا جثة ما = لأن دمها لم يسفك والله حرَّم عليهم أكل الدم. وهذا قد يكون لأسباب صحية ولكن من الناحية الرمزية فالجثة الميتة تشير بنجاسات ملاهي هذا العالم. والمسيحي لا يجب أن يشترك في ملاهي هذا العالم الميتة. هذه يتركها لأموات العالم = دع الموتى يدفنون موتاهم وتعال أنت واتبعني: "اتْبَعْنِي، وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ".
ولنلاحظ أن كل ميت ينجس حسب الشريعة فلا يجب أن يلمسوه فضلًا عن أن هذا غير صحي. لا تطبخ جديًا بلبن أمه = هذه عادات سحرية وثنية لزيادة الخصب.
آية 22:- "«تَعْشِيرًا تُعَشِّرُ كُلَّ مَحْصُولِ زَرْعِكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْحَقْلِ سَنَةً بِسَنَةٍ."
أي لا تسوِّف وتؤجل إخراج العشور. وكان إخراج العشور كيوم عيد يحتفل الكل به.
آية 23:- "وَتَأْكُلُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ، فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ، عُشْرَ حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ وَزَيْتِكَ، وَأَبْكَارِ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ، لِكَيْ تَتَعَلَّمَ أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ كُلَّ الأَيَّامِ."
اختار لهم الله عدة مناسبات يتوجهون فيها للهيكل حتى يكونوا على إتصال دائم بالله، يفرح الله بهم وهم حوله يفرحون به. ولاحظ تكرار هذه الوصية: *تقديم ذبيحة في الهيكل + *الأكل والشرب مع العائلة والفقراء واللاويين في محبة. أو ليس هذا هو ملخص الناموس أي محبة الله ومحبة القريب وإجتماع شعبه حوله، يفرح بهم ويفرحون به وهم حوله. وقارن مع قول الرب: "وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلًا: «يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لِأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ ... فَأَجَابَ وَقَالَ: «تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ . فَقَالَ لَهُ: «بِٱلصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا" (لو10: 25-28).
آية 25،24:- "وَلكِنْ إِذَا طَالَ عَلَيْكَ الطَّرِيقُ حَتَّى لاَ تَقْدِرَ أَنْ تَحْمِلَهُ. إِذَا كَانَ بَعِيدًا عَلَيْكَ الْمَكَانُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَجْعَلَ اسْمَهُ فِيهِ، إِذْ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، فَبِعْهُ بِفِضَّةٍ، وَصُرَّ الْفِضَّةَ فِي يَدِكَ وَاذْهَبْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ،"
إذ يباركك الرب = أي حينما يُعطيك الرب أرض الميعاد المترامية الأطراف. فليس من السهل أن يأخذ الحيوانات (العشور) ويُسافر بها بل يبيعها ويأخذ ثمنها ويذهب به للهيكل.
آية 27،26:- "وَأَنْفِقِ الْفِضَّةَ فِي كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ فِي الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ وَكُلِّ مَا تَطْلُبُ مِنْكَ نَفْسُكَ، وَكُلْ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ وَافْرَحْ أَنْتَ وَبَيْتُكَ. وَاللاَّوِيُّ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ لاَ تَتْرُكْهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ قِسْمٌ وَلاَ نَصِيبٌ مَعَكَ."
وهناك يشتري ما يريد ويأكل هو وبيته واللاوي... إلخ. في شركة فرح أمام الرب وطريقة فرح شعب الرب تختلف عن العالم فهي:
1- أمام الرب أي بطريقة مقدسة.
2- في شركة مع الجميع بما فيهم الفقراء ومن ليس لهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي هذا اعتراف أن الأرض هي للرب وكل ما يملك هو لله وهو يُعطي لله مما هو لله والكل في شركة.
في العهد القديم لم يكن أمامهم سوى الأفراح عن طريق الأكل والشرب والغناء (سيراخ5:32-8). "فالروح القدس لم يكن قد أعطى بعد لأن يسوع لم يكن قد مُجِّدَ بعد" (يو39:7). ولكن لنسمع الآن قول بولس الرسول "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل إمتلأوا بالروح" (أف18:5) ومن ثمار الروح الفرح. وعرس قانا الجليل يشرح كيف تكون أفراحنا، حيث يسوع موجود في وسطنا, وبشركة القديسين (فمريم أمه وتلاميذه كانوا هناك). ويسوع يُحوِّل الماء (جهادنا لتطهير أنفسنا) إلى خمر أي فرح روحي = حُبَّك أطيب من الخمر (نش2:1). والروح القدس الذي إذا إمتلأنا به يسكب محبة المسيح في قلوبنا فيكون لنا الفرح الروحي الذي هو الخمر الجيدة (يو6:2) + (يو22:16)
ولنعرف فكر العهد القديم عن الخمر راجع الآيات الآتية:-
"وَأَنْفِقِ الْفِضَّةَ فِي كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ فِي الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ وَكُلِّ مَا تَطْلُبُ مِنْكَ نَفْسُكَ، وَكُلْ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ وَافْرَحْ أَنْتَ وَبَيْتُكَ" (تث 14: 26).
"فَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ، لأَنَّ الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا. وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ».. فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ لِيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا وَيَبْعَثُوا أَنْصِبَةً وَيَعْمَلُوا فَرَحًا عَظِيمًا.." (نحميا 8: 10-12).
"الْخَمْرُ مِنَ الْبَدْءِ خُلِقَتْ، لِلاِنْبِسَاطِ لاَ لِلسُّكْرِ" (سيراخ 31: 35).
فهذه أقوال موسى ونحميا ويشوع بن سيراخ، الذين يريدون للشعب أن يفرح. فهذه إرادة الله لشعبه أن يفرح. وكانت هذه هي وسيلة الفرح في العهد القديم. مع ملاحظة أن العهد القديم يحذر من السكر أي شرب الخمر بكميات كبيرة تصل بالإنسان لدرجة السكر . وراجع في ذلك (سيراخ 31: 30 – 42).
وراجع ما قاله الأنبياء عن رفض الله للسكر وما حدث لرجال شهد لهم الكتاب أنهم أبرار مثل نوح ولوط وراجع أيضًا ما قاله الحكيم عن الخمر مثلا في ( أم 23: 29-32).
أما العهد الجديد حيث يسكن الروح القدس في أولاد الله , يكون الروح القدس هو مصدر الفرح والتعزية وهذا لم يكن متاحًا لشعب العهد القديم. مع ملاحظة الآتي:-
1 – أن كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل شيء يوافق أو يبني: "«كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوَافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي" (1 كو 6: 12؛ 10: 23). والمعنى أنه لا يوجد شيء نجس قد خلقه الله لكن كيف نستعمل كل الأشياء.
2- لا مقارنة بين الأفراح والتعزيات التي يعطيها لنا الروح القدس والأفراح التي يعطيها العالم بكل ما فيه من أكل وشرب وخمر وغناء.. إلخ. فما يعطيه الله لا سلطان لشيء أو لخليقة أو حتى الموت أن ينزعه منا (يو 16: 22).
3 – إن مشكلة من لا يزال يستخدم العالم لكي يفرح.... إنه لا يعرف طريق الفرح الروحي، وكيف يمتلئ من الروح فيختبر هذا الفرح (أف5: 15 – 21).
آية 29،28:- "«فِي آخِرِ ثَلاَثِ سِنِينَ تُخْرِجُ كُلَّ عُشْرِ مَحْصُولِكَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَتَضَعُهُ فِي أَبْوَابِكَ. فَيَأْتِي اللاَّوِيُّ، لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ قِسْمٌ وَلاَ نَصِيبٌ مَعَكَ، وَالْغَرِيبُ وَالْيَتِيمُ وَالأَرْمَلَةُ الَّذِينَ فِي أَبْوَابِكَ، وَيَأْكُلُونَ وَيَشْبَعُونَ، لِكَيْ يُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ الَّذِي تَعْمَلُ."
كانوا يذهبون للهيكل للاحتفال بالعُشْر الثاني سنتين متواليتين, وفي السنة الثالثة لا يذهبون للهيكل بل يحتفلون في بيوتهم ومدنهم مع الفقراء واللاويين حتى يفرح الشيوخ والضعفاء غير القادرين على الصعود إلى أورشليم.
فِي أَبْوَابِكَ = أي في مدنهم. وهكذا في السنة السادسة, أما السنة السابعة فلا يوجد فيها أعشار فهم لا يزرعون الأرض في السنة السابعة.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 15 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التثنية 13 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vv6g72d