← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30
آية 1:- "فَذَهَبَ مُوسَى وَكَلَّمَ بِهذِهِ الْكَلِمَاتِ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ،"
فذهب = قد تعني أنه ذهب فعلًا ليعلمهم حيثما كانوا يجتمعون عند خيمة الاجتماع بعد أن تقابل مع الله وأنبأه بخبر موته فكان هذا خطابه الوداعي.
آية 2:- "وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا الْيَوْمَ ابْنُ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. لاَ أَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ بَعْدُ، وَالرَّبُّ قَدْ قَالَ لِي: لاَ تَعْبُرُ هذَا الأُرْدُنَّ."
لا أستطيع الخروج والدخول = ليس لأنه أصبح شيخًا فموسى لم تذهب نضارته أبدًا (تث7:34) وإنما هذا يعني أن رسالته قد انتهت وبدأ يشوع مهمته القيادية.
آية 3-6:- "الرَّبُّ إِلهُكَ هُوَ عَابِرٌ قُدَّامَكَ. هُوَ يُبِيدُ هؤُلاَءِ الأُمَمَ مِنْ قُدَّامِكَ فَتَرِثُهُمْ. يَشُوعُ عَابِرٌ قُدَّامَكَ، كَمَا قَالَ الرَّبُّ. وَيَفْعَلُ الرَّبُّ بِهِمْ كَمَا فَعَلَ بِسِيحُونَ وَعُوجَ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ أَهْلَكَهُمَا، وَبِأَرْضِهِمَا. فَمَتَى دَفَعَهُمُ الرَّبُّ أَمَامَكُمْ تَفْعَلُونَ بِهِمْ حَسَبَ كُلِّ الْوَصَايَا الَّتِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهَا. تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ مَعَكَ. لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ»."
هذا بالضبط ما فعله الرب يسوع:-
الرَّبُّ إِلهُكَ هُوَ عَابِرٌ قُدَّامَكَ = دخل الرب يسوع بجسده للأمجاد كسابق لنا "أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا" (يو14: 2 ، 3) = لأَنَّكَ أَنْتَ تَدْخُلُ مَعَ هذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ (آية 7). موسى هو قائل هذه العبارة (آية 7) وهي عن يشوع رمز المسيح الذي يدخل أمامنا كسابق ونكون معه في الأمجاد السماوية.
هُوَ يُبِيدُ هؤُلاَءِ الأُمَمَ مِنْ قُدَّامِكَ فَتَرِثُهُمْ = الرب يسوع هزم الشيطان لِنَرِث نحن ما كان للشيطان من مكان ومن أمجاد في السماء، كل ما كان له صار للكنيسة. والشيطان لا يدخل إلى أورشليم السمائية "وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلَا مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِلَّا ٱلْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ ٱلْخَرُوفِ" (رؤ27:21).
يَشُوعُ عَابِرٌ قُدَّامَكَ = نلاحظ أنه في نهاية رحلة الشعب الذي خرج من عبودية فرعون وكانوا في البرية 40 سنة أن هذا كان رمزًا لرحلة الخلاص بالنسبة للكنيسة. وكانت نهاية الرحلة هي عبور نهر الأردن. ودخول الأردن يشير للموت والخروج من الأردن يشير للقيامة. ودخول كنعان يشير لدخول كنعان السماوية. ونجد أن يشوع دخل الأردن وخرج منه مع الشعب. ودخل الجميع أرض كنعان. دخول الشعب الأردن يمثل الموت، والخروج من الأردن يمثل القيامة. وعبور يشوع مع الشعب يرمز لموتنا وقيامتنا مع المسيح في المعمودية. والمسيح دخل للأمجاد السماوية كسابق للكنيسة. وهكذا المسيح هو الذي يتقدم مسيرة الكنيسة المستمرة طول الزمان إلى السماء عبر الخلافة الرسولية. هي مسيرة بدأت بموت المسيح وقيامته ومستمرة لنهاية الأيام.
وَيَفْعَلُ الرَّبُّ بِهِمْ كَمَا فَعَلَ بِسِيحُونَ ... = المسيح خرج غالبًا إبليس والخطية بصليبه، وسيغلب فينا.
تَفْعَلُونَ بِهِمْ حَسَبَ كُلِّ الْوَصَايَا الَّتِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهَا = المسيح أعطانا سلطانا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو، فلنستخدم هذا السلطان. المسيح بدأ بهزيمة الشيطان، وعلى الكنيسة أن تكمل المسيرة وتهزمه بمسيحها الذي فيها ويقودها، لذلك أبواب الجحيم لن تقوى علينا (مت18:16).
وَأَنْتَ تَقْسِمُهَا لَهُمْ (آية 7) = ومعنى الآية أن الله سيُحارب عنهم ويتقدمهم وهم يقتسمون الغنائم = فترثهم. وهكذا المسيح يعطينا ميراثا في السماء.
آية 7، 8:- "فَدَعَا مُوسَى يَشُوعَ، وَقَالَ لَهُ أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ: «تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَدْخُلُ مَعَ هذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِهِمْ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا، وَأَنْتَ تَقْسِمُهَا لَهُمْ. وَالرَّبُّ سَائِرٌ أَمَامَكَ. هُوَ يَكُونُ مَعَكَ. لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ»."
كان حديث موسى ليشوع أمام أعين جميع إسرائيل لكي يقدم لهم قائدهم الجديد
آية 9:- "وَكَتَبَ مُوسَى هذِهِ التَّوْرَاةَ وَسَلَّمَهَا لِلْكَهَنَةِ بَنِي لاَوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ، وَلِجَمِيعِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ."
سَلَّم موسى التوراة للكهنة ولشيوخ الشعب لأنهم هم المسئولين عن تعليمها للشعب.
حاملي تابوت عهد الرب = كان اللاويين من بنى قهات هم من يحملون التابوت عادة كما هو واضح في (الآية 25 من هذا الإصحاح). أما الكهنة فيحملونه في المناسبات الهامة. ولكن حمل الكهنة لتابوت العهد هنا له معنى رمزي، فنلاحظ أن التابوت يرمز للمسيح. والكهنة هم من يقدمون الذبائح [فعل يَكْهَن يعني يقدم ذبيحة لله]. الحديث هنا عن دخول كنعان مع يشوع. فيكون المعنى أن دخول كنعان السماوية إستلزم أن يقدم المسيح نفسه ذبيحة على الصليب. وهذا ما إلتقطه الطقس القبطي إذ أن الذي يقوم بِفَتْح سِتْر الهيكل هو الكاهن مُمْسِكاً الصليب في يده.
الآيات 11،10:- "وَأَمَرَهُمْ مُوسَى قَائِلًا: «فِي نِهَايَةِ السَّبْعِ السِّنِينَ، فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ، فِي عِيدِ الْمَظَالِّ، حِينَمَا يَجِيءُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ لِكَيْ يَظْهَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ، تَقْرَأُ هذِهِ التَّوْرَاةَ أَمَامَ كُلِّ إِسْرَائِيلَ فِي مَسَامِعِهِمْ."
كان الكهنة بهذا الأمر يقرأون التوراة كلها على مسامع الشعب في عيد المظال في نهاية السبع سنين. غير أنهم كانوا يقسمون التوراة لفصول تقرأ على مدار السنة. وكان هذا هو المقصود من أن يكون هناك مكان واحد يختاره الرب هو الهيكل (تث11،5:12) يقدمون فيه ذبائحهم ويتعلمون الشريعة والوصايا من الكهنة فلا يضلوا وسط الشعوب الوثنية المحيطة بهم.
آية 12:- "اِجْمَعِ الشَّعْبَ، الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالْغَرِيبَ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ، لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيَتَعَلَّمُوا أَنْ يَتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَيَحْرِصُوا أَنْ يَعْمَلُوا بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ التَّوْرَاةِ."
كما ذكرنا أن هدف المكان الواحد (الهيكل) هو تثبيت التعليم وحفظ الشريعة.
الأطفال = حينما يحضر الأطفال هذه المناسبات المقدسة ويتمتعوا برؤية طقوس العيد الحلوة تنقش هذه الصور في قلوبهم (2 تي 15:3).
آية 13:- "وَأَوْلاَدُهُمُ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا، يَسْمَعُونَ وَيَتَعَلَّمُونَ أَنْ يَتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي تَحْيَوْنَ فِيهَا عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكُوهَا»."
لم يعرفوا = لأنهم صغار يسمعون ويتعلمون = لأنها ستنقش في أذهانهم.
آية 15،14:- "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هُوَذَا أَيَّامُكَ قَدْ قَرُبَتْ لِكَيْ تَمُوتَ. اُدْعُ يَشُوعَ، وَقِفَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ أُوصِيَهُ». فَانْطَلَقَ مُوسَى وَيَشُوعُ وَوَقَفَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَتَرَاءَى الرَّبُّ فِي الْخَيْمَةِ فِي عَمُودِ سَحَابٍ، وَوَقَفَ عَمُودُ السَّحَابِ عَلَى بَابِ الْخَيْمَةِ."
ظهور الرب كان لإكرام موسى وتأييدًا ليشوع وليثق الشعب بحضور إلههم وسطهم.
آية 16-18:- "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنْتَ تَرْقُدُ مَعَ آبَائِكَ، فَيَقُومُ هذَا الشَّعْبُ وَيَفْجُرُ وَرَاءَ آلِهَةِ الأَجْنَبِيِّينَ فِي الأَرْضِ الَّتِي هُوَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا فِي مَا بَيْنَهُمْ، وَيَتْرُكُنِي وَيَنْكُثُ عَهْدِي الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَهُ. فَيَشْتَعِلُ غَضَبِي عَلَيْهِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَأَتْرُكُهُ وَأَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُ، فَيَكُونُ مَأْكُلَةً، وَتُصِيبُهُ شُرُورٌ كَثِيرَةٌ وَشَدَائِدُ حَتَّى يَقُولَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: أَمَا لأَنَّ إِلهِي لَيْسَ فِي وَسَطِي أَصَابَتْنِي هذِهِ الشُّرُورُ! وَأَنَا أَحْجُبُ وَجْهِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لأَجْلِ جَمِيعِ الشَّرِّ الَّذِي عَمِلَهُ، إِذِ الْتَفَتَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى."
فيكون مأكلة = أي لقمة سائغة لدى أعدائه... وأخيرًا يضطر للاعتراف أنه بسبب ذنبه فارقهم الله = أَمَا لأَنَّ إِلهِي لَيْسَ فِي وَسَطِي. هذا ما يردده كل خاطئ إذ يتخلى عنه الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فبدلًا من أن يقول أن الضربات بسبب خطيتي فأتوب، يتهم الله بأنه تركه.
لكن لماذا يتركنا الله؟ هذا بسبب خطايانا.
آية 19:- "فَالآنَ اكْتُبُوا لأَنْفُسِكُمْ هذَا النَّشِيدَ، وَعَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِيَّاهُ. ضَعْهُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِكَيْ يَكُونَ لِي هذَا النَّشِيدُ شَاهِدًا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ."
النشيد = أوحى الرب إلى عبده موسى بنشيد روحي هو المذكور في إصحاح 32.
وهذا النشيد شاهد لله كما أنه شاهد على شعبه لأنه يُعلن عن مجد الله وعن إحساناته إلى شعبه وفي نفس الوقت عن طغيان شعبه وتنديد الرب بأعمالهم الشريرة ومعاقبتهم عليها. ولأن ليس كل واحد عنده الإمكانية لاقتناء كتب في ذلك الزمان بل ليس كل واحد قادر على الكتابة ولكن يسهل حفظ الأناشيد وترديدها وهكذا فعل صموئيل وداود وغيرهم من تحفيظ الشعب المزامير وهكذا تفعل الكنيسة في التراتيل والألحان.
وأنظر كم طريقة يستعملها الله حتى ينقش الشريعة على قلوب أولاده حتى يتبرر متى حوكم. فهناك الشريعة المكتوبة.. والذهاب للهيكل لتعلم الشريعة التي تقرأ عليهم مرة كل سنة على الأقل.. وهنا الشاهد المكلس المكتوب عليه الشريعة.. وهم يقرأونها في مجامعهم دائمًا.. ويقرأونها مرة كل سبع سنوات في عيد المظال ويقرأونها في بيوتهم.. ويقولونها لأولادهم.. ويكتبونها على قوائم بيوتهم ويعلقونها على الحائط ويتكلمون بها في الطرق.. وهم يقفون لتلاوة البركات واللعنات عند جبل جرزيم وجبل عيبال.. وها هم يحفظون النشيد. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد. هذا فضلًا عما تثيره الأناشيد من انتعاش روحي.
آية 20:- "لأَنِّي أُدْخِلُهُمُ الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآبَائِهِمِ، الْفَائِضَةَ لَبَنًا وَعَسَلًا، فَيَأْكُلُونَ وَيَشْبَعُونَ وَيَسْمَنُونَ، ثُمَّ يَلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَيَعْبُدُونَهَا وَيَزْدَرُونَ بِي وَيَنْكُثُونَ عَهْدِي."
النشيد الذي يحفظونه سيكون شاهداً عليهم. الله الذي يعلم بالمستقبل ينبئهم بما سوف يعملونه حينما يشبعون من خيرات أرض الموعد. ما يعمله الله هنا هو نفس ما قاله داود النبي "لكي تتبرر في طرقك وتغلب إذا حوكمت" (المزمور الحادي والخمسون).
آية 21:- "فَمَتَى أَصَابَتْهُ شُرُورٌ كَثِيرَةٌ وَشَدَائِدُ، يُجَاوِبُ هذَا النَّشِيدُ أَمَامَهُ شَاهِدًا، لأَنَّهُ لاَ يُنْسَى مِنْ أَفْوَاهِ نَسْلِهِ. إِنِّي عَرَفْتُ فِكْرَهُ الَّذِي يَفْكِرُ بِهِ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ أُدْخِلَهُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا أَقْسَمْتُ»."
حينما تبدأ الضربات نتيجة شرورهم ستكون كلمات النشيد الذي حفظوه شاهدًا عليهم.
آية 22-27:- "فَكَتَبَ مُوسَى هذَا النَّشِيدَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَعَلَّمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِيَّاهُ. وَأَوْصَى يَشُوعَ بْنَ نُونَ وَقَالَ: «تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَدْخُلُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمْتُ لَهُمْ عَنْهَا، وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ». فَعِنْدَمَا كَمَّلَ مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلَى تَمَامِهَا، أَمَرَ مُوسَى اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلًا: «خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ. لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلْبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ الْيَوْمَ، قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي!"
بمقارنة (1 مل9:8 + عب4:9) نفهم أن اللوحان (لوحا الشريعة) كانا في داخل التابوت ونفهم أن نسخة التوراة كان يحتفظ بها إما داخل التابوت أو في صندوق مجاور للتابوت. ومن (2 مل8:22) نفهم أنهم وجدوا سفر الشريعة في بيت الرب فغالبًا وجدوه في صندوق مستقل مجاور لتابوت العهد.
وَأَوْصَى يَشُوعَ بْنَ نُونَ وَقَالَ: «تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَدْخُلُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمْتُ لَهُمْ عَنْهَا، وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ. المتكلم هنا هو الله، والله يوجه كلامه ليشوع. فعبارة وأنا أكون معك لا يقولها إلا الله، بل أن موسى كان سينتقل من هذا العالم قبل دخول الشعب إلى أرض الميعاد (خر 2:31). ولاحظ أنه في الآيات (16-21) كان الله هو المتكلم، وجاءت (الآية22) كآية إعتراضية تشير لأن موسى نفذ أمر الله وكتب كلمات النشيد كما أمره الله في الآيات السابقة. ثم نجد في (الآية23) أن الله يعود ليكلم يشوع.
وفى إحدى الترجمات الإنجليزية (Jerusalem Bible) تمت ترجمة (الآية 23) هكذا "وليشوع بن نون أعطى له يهوه هذا الأمر "تشدد وتشجع...".
آية 28-30:- "اِجْمَعُوا إِلَيَّ كُلَّ شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ لأَنْطِقَ فِي مَسَامِعِهِمْ بِهذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَأُشْهِدَ عَلَيْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. لأَنِّي عَارِفٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَزِيغُونَ عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ، وَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ لأَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُغِيظُوهُ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ». فَنَطَقَ مُوسَى فِي مَسَامِعِ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ بِكَلِمَاتِ هذَا النَّشِيدِ إِلَى تَمَامِهِ:"
أشهد عليهم السماء والأرض = الملائكة والأجناد السمائية = نفوس الصديقين هم شهود على ما عمل الله مع شعبه وما عمله الشعب مع الله.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 32 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التثنية 30 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/sdvhg3h