← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
الآيات 1-3:- "«وَهذِهِ هِيَ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا، لِكَيْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَحْفَظَ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ وَوَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا، أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنُ ابْنِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، وَلِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ. فَاسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ وَاحْتَرِزْ لِتَعْمَلَ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ وَتَكْثُرَ جِدًّا، كَمَا كَلَّمَكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكَ فِي أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا."
آية 4، 5:- "«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ."
اسمع = بالعبرية شيما שְׁמוֹעַ واليهود يعتبرون الآيتين 5،4 من أروع العبارات الكتابية ويرددونهما دائمًا ويسمونهما شيما, والسيد المسيح استعملها بكونها الوصية العظمى في الناموس (مت22: 37-39).
الرب إلهنا رب واحد = آية تتضمن الوحدانية والتثليث إذ ذكر اسم الرب ثلاث مرات.
فتحب الرب إلهك من كل قلبك = طالما أن الله أحب هذا الشعب وصنع له كل هذا الفداء العجيب وخلصهم من عبودية فرعون وعالهم في البرية وأتى بهم إلى أرض الميعاد فعليهم أن يُحبوه لأنه أحبهم أولًا. وهذا ما ينطبق على عمل المسيح معنا تمامًا. ولاحظ أن الله طلب أن نُحبه لا لاحتياجه لمحبتنا ولكن حينما تسود محبة الله قلوبنا سنمتلئ بالفرح والسلام والحرية الحقيقية, ولكن إن أحببنا العالم سنُستعبد للشيطان الذي قال "أعطيك كل هذه... إن خررت وسجدت لي". وكان هذا هو الوضع في جنة عَدْنْ. كانت هناك محبة متبادلة بين الله وآدم، لذلك كان آدم يحيا في فرح حقيقي [الله محبة، وآدم مخلوق على صورة الله، إذًا كان آدم يحب الله. والجنة إسمها عَدْنْ وهي كلمة عبرية עֵדֶן تعني فرح. فحينما وُجِدَت المحبة كان هناك الفرح]. بالإضافة إلى أن من يحب شيء فانٍ وباطل سيصير مثله (1يو15:2-17), إذًا فالله يطلب أن نُحبه حتى نفرح ونتحرر ولا يسود علينا سواه فيستعبدنا، ولا بُد أن يكون هذا من كل القلب أي لا ينقسم القلب فيُحب الله جزئيًا ويُحب العالم أيضًا فيكون قلبًا منقسمًا بين محبة الله ومحبة العالم، فهذا لا يُعْطي الفرح الكامل ولا الحرية الحقيقية. والقلب هو مركز العواطف والمشاعر. وعلينا أن نُحب الله من كل النفس أي بكل حياتنا. ونُحبه من كل القوة أي نضع كل طاقاتنا وقدراتنا في خدمته وطاعته، لنُعَبِّر عن محبتنا له. ولقد أضاف السيد المسيح على ذلك في جوابه للناموسي "ومن كل فكرك" أي من كل عقلك وانتباهك وفي هذا توضيح أكثر لما قاله موسى. وهنا نقول أنه لو انشغل الفكر بحب الله والصلة الدائمة بالله يشتعل القلب بحب الله لذلك علمنا الآباء أن نُردد صلاة يسوع "يا ربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ" طوال اليوم أو نُردد المزامير ونُرتلها, وفي هذا يقول الآباء "مَنْ يحفظ المزامير تحفظه المزامير" أو ترديد آيات واللهج فيها طوال اليوم فينشغل الفكر بهذا، وكلمة الله تُحيي الإنسان وتشعل قلبه بحب الله وهذا ما عناه بولس الرسول حينما قال "صلوا بلا انقطاع" ( 1تس16:5-18). وبقدر ما تشتعل محبة الله في القلب، بقدر ما يكون الفرح في القلب.
ولكن كيف نصل لمحبة الله؟ [راجع النقطة (هـ) في المقدمة].
المحبة بكل القلب = بكل الإرادة والتصميم "يا ابني اعطني قلبك". هو قرار بتصميم أن لا نسمح بمحبة غريبة أو شهوة خاطئة أن تتسلل للقلب.
المحبة بكل النفس = النفس هي إشارة للعواطف والمشاعر، والمعنى تكريس طاقة المحبة التي فينا لله. لذلك يطلب بولس الرسول أن تكون فترات الصوم بلا علاقات جسدية لكي نختبر الفرح عوضاً عن الملذات الحسية (1كو7: 1-7). الله وضع في الإنسان طاقة حب، في الجنة وكانت هذه الطاقة موجهة إلى الله، فعاش الإنسان في فرح في الجنة. وبعد الخطية اختبأ الإنسان من الله ففترت المحبة لله. ولاحظ أنه بعد السقوط خدع الشيطان آدم وحواء بأن شهوات الجسد هي الفرح (راجع تفسير تك7:3).
المحبة بكل القوة = تكريس كل قدرات الجسم لخدمة الله، وهذا إعلان عملي لمحبة الله.
المحبة بكل الفِكْر = هي الاقتناع العقلي، العبادة العقلية وطاعة الله الكاملة، وذلك باقتناع أن هذا يؤدي للحياة الأفضل. راجع تفسير (رو 12: 1 + 2 كو 10: 5).
آية 6:- "وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ،"
أي ليكن موضوع اهتمامك وتأمُلك, ولتشغل أفكارك وذهنك دائمًا (أف 18:5-20).
آية 7:- "وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ، وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ،"
قصها على أولادك = حدِّث أولادك بأعمال الرب فيُحبونه وتكلم بها حين تجلس في بيتك أي ليتحول بيتك إلى كنيسة وحين تمشي في الطريق = حين تمشي مع أصحابك فليكن كلامكم عن شيء مقدس عوضًا عن الأحاديث البطالة (أف 29:4). وحين تمشي وحدك فليكن فكرك مشغولًا بالله حتى لا تنجذب إلى عثرات النظر والسمع والفكر. وحين تنام = فليكن آخر ما تفكر فيه قبل النوم هو الله ليحفظ فكرك قبل النوم وحين تقوم = مثلًا هناك من يفتح عينيه على ترديد مزمور أو صلاة قصيرة.
هذا ما قاله بولس الرسول "امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ (كيف؟) مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ..." (أف5: 18-21). فحينما نكف عن الأحاديث الباطلة وننشغل بالله نمتلئ بالروح. وأول ثمار الروح هو الفرح (غل5: 23،22).
آية 8:- "وَارْبُطْهَا عَلاَمَةً عَلَى يَدِكَ، وَلْتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ،"
من عادة الإنسان حين يخاف أن ينسى شيئًا أن يربط علامة على يده. وهذا ما يطلبه الله هنا ألا ننسى, ومعنى الآية أن تكون شريعة الله أمام عيوننا دائمًا = ولتكن عصائب بين عينيك. وأربطها علامة على يدك = فلا تمتد اليد لفعل بطال. فحينما تكون العين على الوصية دائمًا ويذكرها الإنسان دائمًا ستتقدس أعمال الإنسان, فاليد إشارة للأعمال. ولكن اليهود فهموا هذه الوصية بمعنى حرفي فقد كتبوا كلمات الشريعة ووضعوها في عصابة تُعلق إما على الجبهة لتكون بين العينين أو على الساعد الأيسر. وقد ظن بعضهم أن هذه العصائب حرز يجلب البركة والخير ويطرد الشر وكانوا يسمون العصابة " تفيلين" תְּפִלִּין. وما زال يهود اليوم يلبسون شيئًا كهذا على شكل علبة جلدية على أياديهم يسمونها المازوزا מְזוּזָה. ومن المسيحيين من لا يقرأ الإنجيل ولكن يضعه في مكتبته أو تحت مخدة سريره كبركة.
آية 9:- "وَاكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلَى أَبْوَابِكَ."
ربما قصد الله فعلًا أن تُكتب كلمات الشريعة على القوائم والأبواب لندرة الكتب في تلك الأيام، وبهذه الوسيلة يحفظون كلمات الله، كما يعمل المؤمنون هذا بتعليق الآيات على الحوائط. ولاحظ أن دم خروف الفصح وضع على القوائم وبهذا يتحد الدم بالوصية ويكون الخلاص بالدم (عمل النعمة) وبحفظ الوصية (جهاد الإنسان).
آية 10:- "«وَمَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ لآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَكَ، إِلَى مُدُنٍ عَظِيمَةٍ جَيِّدَةٍ لَمْ تَبْنِهَا،"
الرب خاف أن تشغلهم البركات المادية في الأرض الجديدة عن حفظ الوصايا فيهلكوا ويفقدوا الأرض ثانية.
آية 11:- "وَبُيُوتٍ مَمْلُوءَةٍ كُلَّ خَيْرٍ لَمْ تَمْلأْهَا، وَأَبَآرٍ مَحْفُورَةٍ لَمْ تَحْفِرْهَا، وَكُرُومٍ وَزَيْتُونٍ لَمْ تَغْرِسْهَا، وَأَكَلْتَ وَشَبِعْتَ،"
هذه العطايا المادية تُشير للعطايا الروحية من شبع روحي وامتلاء بالروح وثمار الروح.
آية 12:- "فَاحْتَرِزْ لِئَلاَّ تَنْسَى الرَّبَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ."
للأسف نجد أنه حين يشبع الإنسان ويحيا حياة السعة, ينسى الله ويتجاهل أن الله هو مصدرها وعلينا أن نهتم بالعاطي أكثر من العطية.
آية 13:- "الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ."
بهذه أجاب المسيح على إبليس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ومعناها فلتكن العبادة لله وحده.
آيات 15،14:- "لاَ تَسِيرُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ الأُمَمِ الَّتِي حَوْلَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ إِلهٌ غَيُورٌ فِي وَسَطِكُمْ، لِئَلاَّ يَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ إِلهِكُمْ عَلَيْكُمْ فَيُبِيدَكُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ."
الرب هو عريس نفوسنا فلا يجب أن العروس (نحن) أن ننشغل بآخر.
آية 16:- "لاَ تُجَرِّبُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ كَمَا جَرَّبْتُمُوهُ فِي مَسَّةَ."
وبهذه أيضًا أجاب المسيح على إبليس. والشعب جَرَّب الله بقوله "أفي وسطنا الله أم لا" (خر7:17) ونحن نتعرض دائمًا لنفس السقطة ففي كل تجربة أو مرض نسأل نفس السؤال.
آيات 17-19:- "احْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا. وَاعْمَلِ الصَّالِحَ وَالْحَسَنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ، وَتَدْخُلَ وَتَمْتَلِكَ الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لآبَائِكَ أَنْ يَنْفِيَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ. كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ."
مع أن دخولهم للأرض هو نعمة وهبة من الله إلا أنه مشروط بعملهم الصالح.
آية 20:- "«إِذَا سَأَلَكَ ابْنُكَ غَدًا قَائِلًا: مَا هِيَ الشَّهَادَاتُ وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا الرَّبُّ إِلهُنَا؟"
حينما يسألكم أولادكم ما أهمية وصايا الرب حتى تعطونها هذه العناية والاهتمام.
آية 21:- "تَقُولُ لابْنِكَ: كُنَّا عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ فِي مِصْرَ، فَأَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ."
تشير لأهمية تعليم الصغار أعمال الله العظيمة، وأن مخالفة هذه الوصية تجعلنا عبيدًا مرة أخرى. هذه مثل "إن حرركم الابن..." (يو8: 36).
آيات 22-24:- "وَصَنَعَ الرَّبُّ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ عَظِيمَةً وَرَدِيئَةً بِمِصْرَ، بِفِرْعَوْنَ وَجَمِيعِ بَيْتِهِ أَمَامَ أَعْيُنِنَا وَأَخْرَجَنَا مِنْ هُنَاكَ لِكَيْ يَأْتِيَ بِنَا وَيُعْطِيَنَا الأَرْضَ الَّتِي حَلَفَ لآبَائِنَا. فَأَمَرَنَا الرَّبُّ أَنْ نَعْمَلَ جَمِيعَ هذِهِ الْفَرَائِضَ وَنَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَنَا، لِيَكُونَ لَنَا خَيْرٌ كُلَّ الأَيَّامِ، وَيَسْتَبْقِيَنَا كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ."
ملخص هذا: نحن نحبه لأنه أحبنا أولًا. فلأنه عمل أعمالًا عجيبة معنا فنحن نحفظ وصاياه. وما صنعه الله بنعمته وفدائه لشعب العهد القديم صنعه لنا فلنحبه بكل القلب.
آية 25:- "وَإِنَّهُ يَكُونُ لَنَا بِرٌّ إِذَا حَفِظْنَا جَمِيعَ هذِهِ الْوَصَايَا لِنَعْمَلَهَا أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِنَا كَمَا أَوْصَانَا."
يكون لنا بر = طاعتنا لله تُسمى بر. والبر هو الامتناع عن الشر وعن كل ما يغضب الله, وأيضًا أن نقوم بعمل الخير. ولاحظ أن الشعب اليهودي حسب أنه يستطيع أن يتبرر بتنفيذه للوصايا والناموس ولكنهم اكتشفوا عجزهم. وما زلنا عاجزين على هذا حتى الآن، أن نتبرر بأعمالنا. ولكن المسيح جاء وأعطانا طبيعة جديدة وصار يسوع هو القادر على تنفيذها عاملًا فينا بل حاملًا لعنة الناموس الذي كسرناه وبررنا بدمه بشفاعته الكفارية. وكل من يجاهد ليحفظ الوصايا تعينه نعمة الله فيصير بارًا بالمسيح الذي فيه.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 7 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التثنية 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j2a4bpx