← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19
الآيات 1-4:- "«إِذَا خَرَجْتَ لِلْحَرْبِ عَلَى عَدُوِّكَ وَرَأَيْتَ خَيْلًا وَمَرَاكِبَ، قَوْمًا أَكْثَرَ مِنْكَ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمْ، لأَنَّ مَعَكَ الرَّبَّ إِلهَكَ الَّذِي أَصْعَدَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. وَعِنْدَمَا تَقْرُبُونَ مِنَ الْحَرْبِ يَتَقَدَّمُ الْكَاهِنُ وَيُخَاطِبُ الشَّعْبَ وَيَقُولُ لَهُمْ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: أَنْتُمْ قَرُبْتُمُ الْيَوْمَ مِنَ الْحَرْبِ عَلَى أَعْدَائِكُمْ. لاَ تَضْعُفْ قُلُوبُكُمْ. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَعِدُوا وَلاَ تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ لِكَيْ يُحَارِبَ عَنْكُمْ أَعْدَاءَكُمْ لِيُخَلِّصَكُمْ."
الشعب الآن يستعد لدخول الأرض وسيواجه حروبًا شديدة لكن العجيب أن موسى القائد لا يعطيهم خططًا حربية ولكن يدعو الكهنة أن يطمئنوا الشعب أن الله يحارب عنهم (مز 7:20) فلا يجب أن يخافوا. إن سر الشجاعة هنا هو الثقة في الله. وفي حروبنا الروحية. يتقدمنا رئيس كهنتنا الرب يسوع ويعطينا ثقة وأمان وسلام، نحن كفرس يقوده وخرج غالبا ولكي يغلب فينا (رؤ6: 2). الذي أصعدك من أرض مصر = ما يزيد ثقتنا في الله أن نذكر أعماله السابقة معنا. وكان الكاهن أيضًا يذكر الشعب بالشريعة حتى يتوب كل مقاتل وكان يقدم ذبائح محرقات وسلامة ويباركهم ويصلي من أجلهم.
الآيات 5-9:- "ثُمَّ يُخَاطِبُ الْعُرَفَاءُ الشَّعْبَ قَائِلِينَ: مَنْ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي بَنَى بَيْتًا جَدِيدًا وَلَمْ يُدَشِّنْهُ؟ لِيَذْهَبْ وَيَرْجعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلاَّ يَمُوتَ فِي الْحَرْبِ فَيُدَشِّنَهُ رَجُلٌ آخَرُ. وَمَنْ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي غَرَسَ كَرْمًا وَلَمْ يَبْتَكِرْهُ؟ لِيَذْهَبْ وَيَرْجعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلاَّ يَمُوتَ فِي الْحَرْبِ فَيَبْتَكِرَهُ رَجُلٌ آخَرُ. وَمَنْ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي خَطَبَ امْرَأَةً وَلَمْ يَأْخُذْهَا؟ لِيَذْهَبْ وَيَرْجعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلاَّ يَمُوتَ فِي الْحَرْبِ فَيَأْخُذَهَا رَجُلٌ آخَرُ. ثُمَّ يَعُودُ الْعُرَفَاءُ يُخَاطِبُونَ الشَّعْبَ وَيَقُولُونَ: مَنْ هُوَ الرَّجُلُ الْخَائِفُ وَالضَّعِيفُ الْقَلْبِ؟ لِيَذْهَبْ وَيَرْجعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلاَّ تَذُوبَ قُلُوبُ إِخْوَتِهِ مِثْلَ قَلْبِهِ. وَعِنْدَ فَرَاغِ الْعُرَفَاءِ مِنْ مُخَاطَبَةِ الشَّعْبِ يُقِيمُونَ رُؤَسَاءَ جُنُودٍ عَلَى رَأْسِ الشَّعْبِ."
نجد هنا قواعد الإعفاءات من الخروج للحرب:
1- مَنْ بَنَى بيتًا ولم يدشنه.
2- مَنْ غرس كرمًا ولم ينتج أي لم يعطي باكورة.
3- مَنْ خطب امرأة ولم يتزوجها.
4- الخائف والضعيف القلب. كل هؤلاء لا يصلحون للحرب. وقد يكون لهذه الإعفاءات الجانب الإنساني فمن لم يدشن بيته الجديد أي لم يحتفل بسكناه بعد. وعلى ذلك فإعفائه من الحرب حتى لا يكون شاعرًا بحزن على أنه لم يفرح ببيته والرب لا يريد أن يكسر قلب أولاده.
علاوة على أن من يخرج للحرب بقلب حزين لن يستطيع أن يُحارب بحماس وعزم. وهكذا كل خائف وهذا ما فعله الجواسيس مع الشعب إذ أذابوا قلوب الشعب فالخائف والحزين سيضعف قلوب باقي إخوته. ولقد نفذ جدعون هذه الشريعة حرفيًا واستطاع بقوة الله وعمله عن طريق عدد صغير من جيشه أن يهزم جيوش أعدائه الجرارة. ولنلاحظ أن العدو الأول للإيمان هو الخوف (رؤ8:21) فعلينا أن لا نخاف الشياطين بل ندرك قوة نعمة الله التي تهب الغلبة والنصرة ونلاحظ في هذه الآيات ارتباط الخوف بالأمور الزمنية الأرضية مثل بناء بيت لم يدشن.... إلخ. ولكن من مات عن العالم لن يخاف من شيء أو على شيء. فسر قوتنا هو الإيمان بالله كقائد وسر الخوف هو الارتباط القلبي بالزمنيات (2 تي 4:2).
آية 10-12:- "«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا."
للتسخير = أي في أعمالهم الزراعية والعمرانية. وهنا تأمل روحي فالمسيحي عليه أن يستعبد العالم لا أن يستعبده العالم بمعنى أن يتعايش مع العالم ولا يسمح لمبادئ العالم أن تسوده بل عليه بقدوته ومحبته وصلاته أن يؤثر في العالم فيكون نورًا للعالم.
آية 14،13:- "وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ."
قتل الذكور لخطورتهم واستعدادهم للحرب وقد سبق وأعلنوا الحرب ضد شعب الله. وكانت الغنائم مكافأة لهم. وروحيًا فكل حرب نغلب فيها، لنا عليها مكافأة.
وَأَمَّا النِّسَاءُ = الله لم يسمح لهم بأخذ النساء لشهوتهم الجنسية خارج حدود الزواج فالله يعتبر هذا زنا غير مسموح به. ولكن إن إعجبت أحدهم إمرأة منهم فليتزوجها وتكون لها حقوق الزوجة "إذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ إِلَى يَدِكَ، وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا، وَرَأَيْتَ فِي ٱلسَّبْيِ ٱمْرَأَةً جَمِيلَةَ ٱلصُّورَةِ، وَٱلْتَصَقْتَ بِهَا وَٱتَّخَذْتَهَا لَكَ زَوْجَةً، فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ ٱلزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فَتَكُونُ لَكَ زَوْجَةً . وَإِنْ لَمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لَا تَبِعْهَا بَيْعًا بِفِضَّةٍ، وَلَا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْلَلْتَهَا" (تث21: 10-15). أذللتها = بعد أن تزوجها وفقدت عفتها ثم صارت لا تعجبه يطلقها حرة ولا يبعها كعبدة بل يعطها حريتها كاملة.
آية 15:- "هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا."
الأعداد من 10-15 تنطبق على المدن البعيدة وليست على مدن الشعوب الكنعانية فهذه أمرهم الرب بتحريمها لذلك قال ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا = أي ليست مدنا كنعانية فهذه لا تفاوض معها ولا دعوة للصلح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فأهل كنعان أولًا قد صدر ضدهم الحكم بالهلاك لشرورهم, وثانيًا لشرورهم ووثنيتهم لو تبقّى منهم أحد لأفسد الشعب وعلّمهم الوثنية. أما المدن البعيدة فتأثيرها ضعيف عليهم من الناحية الروحية.
إذًا المدن الداخلية داخل كنعان تشير للخطايا والشهوات الداخلية المُفسدة هذه يجب إهلاكها أما المدن البعيدة فتشير للعالم كله الذي يجب أن نتعايش معه لكن لا نستعبد له.
آية 16-18:- "وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا، بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لِكَيْ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا لآلِهَتِهِمْ، فَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ."
هذه تشير لقطع الشر من القلب وإبادة كل عوامل الخطية (صور معثرة / صداقات مُعْثِرَة...).
آية 20،19:- "«إِذَا حَاصَرْتَ مَدِينَةً أَيَّامًا كَثِيرَةً مُحَارِبًا إِيَّاهَا لِتَأْخُذَهَا، فَلاَ تُتْلِفْ شَجَرَهَا بِوَضْعِ فَأْسٍ عَلَيْهِ. إِنَّكَ مِنْهُ تَأْكُلُ. فَلاَ تَقْطَعْهُ. لأَنَّهُ هَلْ شَجَرَةُ الْحَقْلِ إِنْسَانٌ حَتَّى يَذْهَبَ قُدَّامَكَ فِي الْحِصَارِ؟ وَأَمَّا الشَّجَرُ الَّذِي تَعْرِفُ أَنَّهُ لَيْسَ شَجَرًا يُؤْكَلُ مِنْهُ، فَإِيَّاهُ تُتْلِفُ وَتَقْطَعُ وَتَبْنِي حِصْنًا عَلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي تَعْمَلُ مَعَكَ حَرْبًا حَتَّى تَسْقُطَ."
كانت الأشجار تُستخدم في صنع المتاريس حول أسوار المدن والله هنا يسمح بقطع الأشجار عديمة الثمر لصنع الاستحكامات الحربية والمنجنيقات (آلات رمي السهام ورمي الأحجار داخل المدن) أما الأشجار المُثمرة فيستبقونها. وغالبًا كان الشجر غير المُثمر هو الذي يستخدمه الوثنيون للعبادة تحته. والمعنى الروحي أنه كما أن المسيح لعن التينة غير المُثمرة سيُعاقب كل شجرة أو كل إنسان بلا ثمر روحي (مز1).
1) هذا الكلام قيل قبل دخول الشعب إلى كنعان التي أعطاها الله ميراثًا لشعبه إسرائيل.
2) ونلاحظ أن الله لم يترك لشعب إسرائيل حرية استعمار أي مكان بل لقد حدد الله لهم الشعوب الكنعانية التي سيرثوا أراضيهم (الآيات 16 - 18). ولكن هذا الكلام الموجود هنا وخروجهم للحرب هو موجه ضد الشعوب التي تقوم بالعدوان عليهم، وفي هذه الحالة عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم ويخرجوا للحرب. في هذه الحالة لو بدأت شعوب أخرى في العدوان عليهم وبدأوا حربًا ضدهم، فليحاربوا والله يعدهم بأنه سيساندهم ضد عدوهم مهما كانت قوته (آية 1). وكان وعد الله لإبراهيم بأنه سيرث أرض كنعان من 10 شعوب حددها الله له (تك15: 18-21)، لكن المذكور هنا ستة شعوب فقط. والسبب أن الأربعة الباقين إما إندثروا أو ذابوا وسط شعوب أخرى فهناك مئات السنين تفرق بين وعد الله لإبراهيم وبين كلام الله لموسى هنا، وهذه الشعوب كانت مجرد قبائل صغيرة وليست دولا بالمعنى المفهوم، فنسمع أنه في معركة واحدة هزم يشوع 31 ملكا من ملوك كنعان (يش12: 7 - 24).
3) أما عن كنعان فقد قال المؤرخين عن فساد شعبها البشِع.. أن من يعيش وسط هؤلاء الكنعانيين يفقد آدميته. وراجع (تث18: 9 - 14).
4) كان هؤلاء الكنعانيين يقدمون أولادهم ذبائح لاسترضاء آلهتهم، فكانوا يلقونهم أحياء على أيدي تماثيل آلهتهم النحاسية. وكانت هذه التماثيل مجوفة، وكانوا يشعلون النيران في داخلها حتى تصير حمراء، ثم يلقون الأطفال وهم أحياء على أيدي هذه التماثيل فيحترق الأطفال. وحتى لا ينزعج الحاضرين ويتضايقون من صراخ الأطفال كانوا يضربون الطبول بصوت عالٍ جدًا. وكانت هناك ممارسات أخرى فهم كانوا يجيزون أولادهم وسط النيران المشتعلة أمام تماثيل أوثانهم كنوع من البركة لأطفالهم (تث18: 10).
5) كانت الخطايا المنتشرة هي مثلًا الشذوذ الجنسي (ولاحظ أن سدوم وعمورة كانوا من أهالي كنعان). وانتشر بينهم السحر والتعامل مع الشياطين في صورة استشارة الأموات (تحضير الأرواح). وقطعا فهم عباد أوثان، والوثنية ما هي إلا عبادة للشياطين.
6) انتشرت بينهم الممارسات الجنسية مع الحيوانات. لذلك نبه الله شعبه إسرائيل بعد خروجهم من مصر مباشرة وقبل أن يدخلوا كنعان، أن من يزني مع الحيوانات يقتل (لا18: 23 + لا20: 15 ، 16 + تث27: 21). فهم في مصر لم يروا هذا النوع من الجنون الجنسي والانحدار الأخلاقي كالشذوذ الجنسي والعلاقات مع الحيوانات. فمصر كانت أنقى كثيرا من هؤلاء الكنعانيين ولم يوجد فيها مثل هذا الفساد. ولذلك تلاحظ أن الضربات العشر ضد المصريين كانت بسيطة جدًا بل في بعض الضربات كان الله يرشدهم إلى ماذا يفعلون حتى لا تؤذيهم الضربات بشدة. فمثلا في ضربة البَرَد (جليد متساقط من السماء) قال لهم الله أن يختبأ البشر، وأن يدخلوا الماشية إلى الحظائر حتى لا تموت من الثلوج (خر9: 18 - 21). لكن بسبب الفساد البشع في كنعان كانت عقوبتهم هي الإبادة. ورأينا مثالا لهذا في إبادة سدوم وعمورة بالنار والكبريت وإبادة العالم كله بالطوفان.
7) هذه صورة عن الفساد البشع للكنعانيين والحكم الصادر ضدهم. ولنتخيل ما وصلت إليه هذه الشعوب الكنعانية الوثنية، ما علينا سوى أن نتصور إلى أين سيقود الشيطان هذا الإنسان الذي سلَّم نفسه لقيادته من قتل ودموية واغتصاب وعنف... إلخ.
8) والآن صدر حكم الله عليهم بعقوبة الفناء، فكيف يتم تنفيذ الحكم؟
9) كما أباد الله سدوم وعمورة بالنار وأباد العالم بالطوفان أيام نوح، رأى الله أن يبيد الكنعانيين بيد شعبه إسرائيل.
10) كان الله يمكنه أن يبيد الكنعانيين بكلمة من فمه. ولكن كان لكل طريقة استخدمها الله للعقوبة معنى ترمز إليه طريقة الله في العقوبة. فكان الطوفان وفلك نوح رمز للمعمودية التي بها يموت الإنسان العتيق ويولد الإنسان الجديد الذي ينجو من الهلاك (1بط3). فنجاة نوح وأولاده في الفلك وهلاك الأشرار كان يشير لتجديد الخليقة. والنار التي أحرقت سدوم وعمورة هي رمز للنار الأبدية لإبليس وملائكته ومن يتبعونه (مت25: 41 + رؤ20: 10 ، 15).
11) ولماذا اختار الله أن تكون عقوبة الكنعانيين بيد شعبه إسرائيل؟
هو درس للشعب أن من يفعل مثل خطايا هؤلاء الكنعانيين سيكون مصيره مثلهم. وهذا ما حدث تمامًا لشعب إسرائيل بعد ذلك (راجع مثلًا 1مل17). فحينما تحولوا للوثنية وقدموا أولادهم ذبائح لنيران الأصنام، وزنوا وقتلوا وعملوا ما عمله الكنعانيين، ضربتهم الشعوب المجاورة لهم بنفس الضربات التي ضرب بها الله كنعان على أيادي آبائهم. بل ضاع عشرة أسباط بضياع مملكة إسرائيل الشمالية حين شتتهم ملك أشور في كل مملكته وأسكن كثير من الشعوب الوثنية في أرض إسرائيل سنة 722 ق.م. فالله لا يكيل بمكيالين.
كان ما حدث رمزًا لعقوبة الشيطان على حالة الفساد التي أصبح عليها الشياطين بعد سقوطهم وفساد طبيعتهم، فمن ناحية كانت عقوبتهم البحيرة المتقدة بالنار، ومن ناحية أخرى صار بصليب المسيح لنا سلطان عليهم أن ندوسهم (لو10: 19) وهذا ما رأيناه في طلب يشوع المنتصر من رؤساء الأسباط أن يدوسوا بأقدامهم على رؤوس ملوك كنعان. (يش10: 24 ، 25) .
والآن صار الدرس واضحا أن من يسلك في البر يكون منتصرا على الشيطان وله سلطان عليه أن يدوسه. أما من يتبع الشيطان وتكون له نفس أعماله فسيكون له نفس مصيره. فكان هؤلاء الكنعانيين الملعونين رمزًا للشيطان الملعون.
12) أما عن غنائم الحرب فلاحظ أن الله يتعامل مع شعوب بدائية لها شهواتها ونزواتها وبدلا من أن يسلكوا مسلكًا خاطئًا مع السبايا نجد أن الله وضع للسبايا شروطا. بل نلاحظ أنه حتى الآن ونحن في العهد الجديد فإنه في كل الحروب في كل مكان تغتصب النساء. ويحدث هذا حتى وسط الشعوب المسيحية المفترض أنهم يسكن فيهم الروح القدس الذي يكتم ويخنق الشهوات الخاطئة. [ولكن ألا نعرف أن عمل الروح القدس في العهد الجديد هو لمن كان مملوءًا من الروح القدس. وهل هؤلاء الجنود المسيحيين الذين فعلوا هذا كانوا مملوئين من الروح؟! قطعًا لا]. فما بالك بما كان الحال عليه أيام موسى من حوالي 3500 سنة. أما شروط الله في تعامل الرجال مع سباياهم من النساء فهي شروط آدمية نجدها في (تث21: 10 - 14)، فكانوا يتزوجون الأسيرات ولا يستعبدونهن، لكنهم كانوا يقتلون من عرفت ذكرا أي الكبار منهن، فهن سيكن سببا في انحراف الشعب (عد31: 13 - 18).
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 21 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التثنية 19 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7whyxtk