← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32
في هذا الإصحاح نرى أن الله يشدد أن تكون العبادة في مكان واحد يحدده هو. ويذكر موضوع المكان الواحد الذي يحدده لبناء الهيكل 6 مرات (آيات 5 / 11 / 14 / 18 / 21 / 26).
آية 1:- "«هذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكَ لِتَمْتَلِكَهَا؛ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي تَحْيَوْنَ عَلَى الأَرْضِ:"
حتى لا يظنوا أن الفرائض الطقسية والأحكام القانونية المُتعلقة بالقضاء كانت لوقت الشدة والعبودية والتوهان في البرية فقط. بل هي لوقت الراحة والسلام أيضًا.
آية 2:- "تُخْرِبُونَ جَمِيعَ الأَمَاكِنِ حَيْثُ عَبَدَتِ الأُمَمُ الَّتِي تَرِثُونَهَا آلِهَتَهَا عَلَى الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ، وَعَلَى التِّلاَلِ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ."
كانت الشعوب الوثنية تعبد آلهتها على قمم الجبال الشامخة والتلال وتحت الأشجار، هناك كانت تصنع مذابح لآلهتها وتقيم أنصاب وسواري ومارسوا الفحشاء هناك. والله يأمرهم بهدم كل المذابح الوثنية حتى لا ينبهروا بها وتخدعهم فيعبدوا الأوثان. ترثونها = فالله وعد بها الآباء.
آية 3:- "وَتَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ سَوَارِيَهُمْ بِالنَّارِ، وَتُقَطِّعُونَ تَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ، وَتَمْحُونَ اسْمَهُمْ مِنْ ذلِكَ الْمَكَانِ."
آية 4:- "لاَ تَفْعَلُوا هكَذَا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ."
أي لا تقيموا مثل هذه العبادات لله ولا تقيموا تماثيل.. إلخ. ولا تعبدوا الرب في كل مكان بل في مكان واحد (وهذا يتضح من آية 5) ولا تحاولوا تقليد الغير بدعوى التطوير.
آية 5:- "بَلِ الْمَكَانُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِكُمْ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهِ، سُكْنَاهُ تَطْلُبُونَ وَإِلَى هُنَاكَ تَأْتُونَ،"
الأرض التي استخدمت قبلًا للدنس هي بعينها تتقدس لتحسب موضع سكنى الله والتقديس كان بدم الذبائح، وهذا ما حدث لأجسادنا بدم ذبيحة المسيح. والله قصد أن يختار المكان بنفسه ولا يترك لهم الحرية في الاختيار حتى لا يكون ذلك سبب تنافس وتباغض بين الأسباط. ولم يُعلن الرب اسم المكان من قبل حتى لا تتطاحن الأسباط على امتلاكه. والله كان يختار مكان خيمة الاجتماع ثم اختار بعد ذلك المكان الذي يُقام فيه هيكل سليمان. وحكمة الله في اختيار مكان واحد لعبادته الجمهورية ومذبح واحد لتقديم الذبائح عليه:-
1- يربط الشعب بإلههم الواحد ويجنبهم خطر الاعتقاد بتعدد الآلهة.
2- حتى لا يشتركوا مع الشعوب الوثنية في تقديم ذبائح لآلهتها.
3- تذكرهم أنهم شعب واحد لهم إيمان واحد ومرتبطين معًا برباط الروح والمحبة، فهم يأتون له من كل مكان في أعيادهم الكبيرة كالفصح لتقديم ذبائحهم (كأنه موسم حج) وحينما يجتمعون ويصلون ويسبحون يتم تصحيح مفاهيمهم العقيدية فلا تتلوث عقيدتهم.
4- يشير هذا المكان الواحد الذي يختاره الله أن هناك مسيح واحد وذبيحته واحدة غير متكررة فهو المذبح وهو الذبيحة. ونحن ليس لنا سوى شفيع واحد كفاري عند الله الآب الإنسان يسوع المسيح. وكون أن الله هو الذي يختار المكان فهذا إشارة لاختيار الآب للمخلص والفادي فهو ليس اختيار بشري. وحين انفصلت مملكة إسرائيل (العشرة أسباط) فيما بعد عن يهوذا عملوا لأنفسهم بمشورة يربعام بن نباط الملك هيكل خاص وحدث ما سبق التحذير منه فسرعان ما انحدرت المملكة الشمالية إلى العبادة الوثنية.
5- المكان الذي اختاره الله بعد ذلك هو المكان الذي صلب اليهود فيه المسيح، فكانت هذه الذبائح التي يقدمونها رمزًا للمسيح. وهو المكان الذي قدم فيه إبراهيم إبنه إسحق ذبيحة.
6- ذكر المكان الواحد الذي يقام عليه مذبح الرب 6 مرات في الآيات (26،21،18،14،11،5). ولاحظ أن رقم 6 يشير لليوم الذي سقط فيه آدم. فآدم سقط في اليوم السادس وفي الساعة السادسة. وصلب المسيح في اليوم السادس وفي الساعة السادسة، ليحمل عنا خطية آدم وتبعاتها من آلام وموت.
آية 6:- "وَتُقَدِّمُونَ إِلَى هُنَاكَ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَنُذُورَكُمْ وَنَوَافِلَكُمْ وَأَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ،"
رفائع أيديكم = الرفائع هي الجزء الذي يرفع لغرض مقدس (جزء من ذبيحة السلامة). ولاحظ أنه خلال الذبيحة تقبل تقدمات ونذور وعطايا الشعب. فهم يقدمون ذبائحهم ثم يقدمون عشورهم ونذورهم .... إلخ.، فما معنى هذا؟ الذبيحة تشير للمسيح المصلوب. ونحن وكل عطايانا – نذورنا/عشورنا/نوافلنا غير مقبولين سوى في المسيح يسوع الذي صالحنا مع الآب "أَيْ إِنَّ ٱللهَ كَانَ فِي ٱلْمَسِيحِ مُصَالِحًا ٱلْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ" (2كو19:5).
آية 7:- "وَتَأْكُلُونَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَتَفْرَحُونَ بِكُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ أَيْدِيكُمْ أَنْتُمْ وَبُيُوتُكُمْ كَمَا بَارَكَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ."
هي شركة خلالها نفرح. والله يفرح بأن يجمعنا حوله ونحن في فرح، وهو وسطنا.
آية 8-11:- "«لاَ تَعْمَلُوا حَسَبَ كُلِّ مَا نَحْنُ عَامِلُونَ هُنَا الْيَوْمَ، أَيْ كُلُّ إِنْسَانٍ مَهْمَا صَلَحَ فِي عَيْنَيْهِ. لأَنَّكُمْ لَمْ تَدْخُلُوا حَتَّى الآنَ إِلَى الْمَقَرِّ وَالنَّصِيبِ اللَّذَيْنِ يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. فَمَتَى عَبَرْتُمُ الأُرْدُنَّ وَسَكَنْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي يَقْسِمُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ، وَأَرَاحَكُمْ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ حَوَالَيْكُمْ وَسَكَنْتُمْ آمِنِينَ، فَالْمَكَانُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ، تَحْمِلُونَ إِلَيْهِ كُلَّ مَا أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَكُلَّ خِيَارِ نُذُورِكُمُ الَّتِي تَنْذُرُونَهَا لِلرَّبِّ."
هنا = أي في البرية لأنهم مع تنقلهم كان المذبح كل يوم يقام في مكان مختلف أي يقيمون المذبح أينما حلوا وليس في مكان واحد فقط كما سيكون في أرض الميعاد.
آية 12:- "وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ أَنْتُمْ وَبَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ، وَاللاَّوِيُّ الَّذِي فِي أَبْوَابِكُمْ لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ قِسْمٌ وَلاَ نَصِيبٌ مَعَكُمْ."
الفرح شركة بين الجميع حتى مع العبيد واللاويين الذين ليس لهم نصيب.
وَتَفْرَحُونَ = هذه هي إرادة الرب أن يرى شعبه فرحاً.
آيات 14،13:- "«اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُصْعِدَ مُحْرَقَاتِكَ فِي كُلِّ مَكَانٍ تَرَاهُ. بَلْ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ فِي أَحَدِ أَسْبَاطِكَ. هُنَاكَ تُصْعِدُ مُحْرَقَاتِكَ، وَهُنَاكَ تَعْمَلُ كُلَّ مَا أَنَا أُوصِيكَ بِهِ."
تكرار للتشديد.
آية 16،15:- "وَلكِنْ مِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ تَذْبَحُ وَتَأْكُلُ لَحْمًا فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ، حَسَبَ بَرَكَةِ الرَّبِّ إِلهِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ. النَّجِسُ وَالطَّاهِرُ يَأْكُلاَنِهِ كَالظَّبْيِ وَالإِيَّلِ. وَأَمَّا الدَّمُ فَلاَ تَأْكُلْهُ. عَلَى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالْمَاءِ."
الكلام هنا عن الذبائح للأكل وليس للعبادة. وكانوا في البرية نادرًا ما يذبحون للأكل. وهذه الوصية لأنهم داخلون الآن إلى أرض الميعاد حيث سيذبحون ليأكلوا. النجس والطاهر يأكلانه = قد يقصد بالنجس الحيوانات الممنوع تقديمها كذبيحة على المذبح كالظبي والأيل ولكن يسمح بأكلها وقد يقصد بالطاهر الحيوانات التي تقدم ذبائح على المذبح مثل الأبقار والأغنام. أو يكون المقصود بالنجس من عليه حكم نجاسة شرعية مثل ذو السيل فنجاسته لا تمنعه من الأكل العادي.
آية 17-19:- "لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَأْكُلَ فِي أَبْوَابِكَ عُشْرَ حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ وَزَيْتِكَ، وَلاَ أَبْكَارَ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ، وَلاَ شَيْئًا مِنْ نُذُورِكَ الَّتِي تَنْذُرُ، وَنَوَافِلِكَ وَرَفَائِعِ يَدِكَ. بَلْ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ تَأْكُلُهَا فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ، أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَاللاَّوِيُّ الَّذِي فِي أَبْوَابِكَ، وَتَفْرَحُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ مَا امْتَدَّتْ إِلَيْهِ يَدُكَ. اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَتْرُكَ اللاَّوِيَّ، كُلَّ أَيَّامِكَ عَلَى أَرْضِكَ."
يبدو من هذه الآية وما بعد ذلك أن هناك عُشْرين يخصصان لله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). العُشْر الأول هو ما يقدم إلى اللاويين وهناك عُشر ثاني وهو المقصود هنا وهذا يتم إخراجه ويستخدم في إكرام الفقراء واللاويين وفي إقامة مآدب فرح تشترك فيها العائلة مع المحتاجين. إذًا هو نوع من الكرم وفرح مع الرب وإخوة الرب.
وهنا كان من المفروض أن يفرح بهذه الولائم في هيكل الرب كما يتضح في آية (18).
آية 20:- "«إِذَا وَسَّعَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُخُومَكَ كَمَا كَلَّمَكَ وَقُلْتَ: آكُلُ لَحْمًا، لأَنَّ نَفْسَكَ تَشْتَهِي أَنْ تَأْكُلَ لَحْمًا. فَمِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ تَأْكُلُ لَحْمًا."
وسّع تخومك = أي دخلت أرض الميعاد حسب ما وعدك الرب.
آية 21:- "إِذَا كَانَ الْمَكَانُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهِ بَعِيدًا عَنْكَ، فَاذْبَحْ مِنْ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ كَمَا أَوْصَيْتُكَ، وَكُلْ فِي أَبْوَابِكَ مِنْ كُلِّ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ."
مرة أخرى يكلمهم عن الذبائح التي يأكلونها فبعد الدخول للأرض يذبحون في أي مكان ولا داعي للذهاب للهيكل لبُعد المسافة.
آية 22:- "كَمَا يُؤْكَلُ الظَّبْيُ وَالإِيَّلُ هكَذَا تَأْكُلُهُ. النَّجِسُ وَالطَّاهِرُ يَأْكُلاَنِهِ سَوَاءً."
إذا كانت الذبائح للأكل فلا تتقيد برش دمها على المذبح أو حوله. بل ما ينطبق على الحيوانات النجسة بالنسبة للمذبح أي لا يقدم منها للمذبح = الظبي والأيل، ينطبق على كل ما يُذبح للأكل، أي لا داعي لرش دمها عند المذبح.
الآيات 23-25:- "لكِنِ احْتَرِزْ أَنْ لاَ تَأْكُلَ الدَّمَ، لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلاَ تَأْكُلِ النَّفْسَ مَعَ اللَّحْمِ. لاَ تَأْكُلْهُ. عَلَى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالْمَاءِ. لاَ تَأْكُلْهُ لِكَيْ يَكُونَ لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ خَيْرٌ، إِذَا عَمِلْتَ الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ."
الدم هو النفس, والنفس هي لله فيجب أن يُسفك الدم ولا يُشرب ولا يشابهوا الوثنيين الذين يشربون الدم اعتقادًا بأن في هذا نوع من الشركة مع الأوثان. والدم جُعل للتكفير عن الخطايا وهو يرمز لدم المسيح الذي سيكفر عن خطايا البشر. الله منع عن البشر الشركة في دم الحيوانات أي حياتها لأنه كان يريد للبشر أن يشتركوا في حياة ابنه لذلك من يتناول جسد ودم المسيح يشترك مع المسيح في حياته الأبدية (يو54،53:6). بالإضافة للنواحي الصحية حتى لا تأتيهم الأمراض بسبب الدم.
آية 26:- "وَأَمَّا أَقْدَاسُكَ الَّتِي لَكَ وَنُذُورُكَ، فَتَحْمِلُهَا وَتَذْهَبُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ."
بالنسبة للذبائح (محرقات وخطية وسلامة) وبالنسبة للنذور هذه لا بُد أن تكون في الهيكل.
آية 27:- "فَتَعْمَلُ مُحْرَقَاتِكَ: اللَّحْمَ وَالدَّمَ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ. وَأَمَّا ذَبَائِحُكَ فَيُسْفَكُ دَمُهَا عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَاللَّحْمُ تَأْكُلُهُ."
فتعمل محرقاتك = هذه عن ذبيحة المحرقة، وهذه تحرق كلها على المذبح = اللحم يحرق على المذبح والدم يُرَّش حول المذبح = اللَّحْمَ وَالدَّمَ عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ.
وأما ذبائحك ... واللحم تأكله = هذا عن ذبيحة السلامة التي يقدمونها ويأكلون منها.
آية 28:- "اِحْفَظْ وَاسْمَعْ جَمِيعَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا لِكَيْ يَكُونَ لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ خَيْرٌ إِلَى الأَبَدِ، إِذَا عَمِلْتَ الصَّالِحَ وَالْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ."
موسى هنا كمعلم يُكرر الدرس على تلاميذه حتى يحفظوه.
الآيات 29-32:- "«مَتَى قَرَضَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ الأُمَمَ الَّذِينَ أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهِمْ لِتَرِثَهُمْ، وَوَرِثْتَهُمْ وَسَكَنْتَ أَرْضَهُمْ، فَاحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُصَادَ وَرَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا بَادُوا مِنْ أَمَامِكَ، وَمِنْ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ آلِهَتِهِمْ قَائِلًا: كَيْفَ عَبَدَ هؤُلاَءِ الأُمَمُ آلِهَتَهُمْ، فَأَنَا أَيْضًا أَفْعَلُ هكَذَا؟ لاَ تَعْمَلْ هكَذَا لِلرَّبِّ إِلهِكَ، لأَنَّهُمْ قَدْ عَمِلُوا لآلِهَتِهِمْ كُلَّ رِجْسٍ لَدَى الرَّبِّ مِمَّا يَكْرَهُهُ، إِذْ أَحْرَقُوا حَتَّى بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ بِالنَّارِ لآلِهَتِهِمْ. كُلُّ الْكَلاَمِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لاَ تَزِدْ عَلَيْهِ وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْهُ."
حتى يُبعدهم تمامًا عن العبادة الوثنية يُحذرهم حتى عن سؤال الوثنيين عن طرقهم في عبادة هذه الآلهة = احترز من أن تسأل عن آلهتهم.
قَرَضَ الرَّبُّ إِلهُكَ = هم يحاربون شعوب الكنعانيين ويبيدونها لتنفيذ حكم الله على هذه الشعوب. حينئذٍ يقل عدد سكان الأرض. وكلمة قرض تعني إنخفض عدد سكان الأرض جداً. فَاحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُصَادَ وَرَاءَهُمْ = تُصاد من صيد = تقع في مصيدة. ومعنى الآية: حاذِروا مِن أن تقعوا في شباك هؤلاء الوثنيين وتتعلموا طرقهم ونجاساتهم. فلا تسألهم عن طرق عباداتهم لئلا تقع في شَرَكِهَا إذ تحاول تقليدهم – هذا شركٌ لك. لقد رأيت كيف انقرضت هذه الشعوب بسبب نجاساتها وعباداتها النجسة فلا تحاول أن تعمل مثلهم، فهذا شركٌ لك يؤدي بك لنفس مصيرهم وتبيدك شعوبٌ أخرى.
← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير التثنية 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير التثنية 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5qamcnh