St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   05-Sefr-El-Tathneya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

التثنية 18 - تفسير سفر التثنية

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب تثنية:
تفسير سفر التثنية: مقدمة سفر التثنية | مقدمة الأسفار الخمسة لموسى | التثنية 1 | التثنية 2 | التثنية 3 | التثنية 4 | التثنية 5 | التثنية 6 | التثنية 7 | التثنية 8 | التثنية 9 | التثنية 10 | التثنية 11 | التثنية 12 | التثنية 13 | التثنية 14 | التثنية 15 | التثنية 16 | التثنية 17 | التثنية 18 | التثنية 19 | التثنية 20 | التثنية 21 | التثنية 22 | التثنية 23 | التثنية 24 | التثنية 25 | التثنية 26 | التثنية 27 | التثنية 28 | التثنية 29 | التثنية 30 | التثنية 31 | التثنية 32 | التثنية 33 | التثنية 34

نص سفر التثنية: التثنية 1 | التثنية 2 | التثنية 3 | التثنية 4 | التثنية 5 | التثنية 6 | التثنية 7 | التثنية 8 | التثنية 9 | التثنية 10 | التثنية 11 | التثنية 12 | التثنية 13 | التثنية 14 | التثنية 15 | التثنية 16 | التثنية 17 | التثنية 18 | التثنية 19 | التثنية 20 | التثنية 21 | التثنية 22 | التثنية 23 | التثنية 24 | التثنية 25 | التثنية 26 | التثنية 27 | التثنية 28 | التثنية 29 | التثنية 30 | التثنية 31 | التثنية 32 | التثنية 33 | التثنية 34 | التثنية كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1، 2:- "«لاَ يَكُونُ لِلْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ، كُلِّ سِبْطِ لاَوِي، قِسْمٌ وَلاَ نَصِيبٌ مَعَ إِسْرَائِيلَ. يَأْكُلُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ وَنَصِيبَهُ. فَلاَ يَكُونُ لَهُ نَصِيبٌ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. الرَّبُّ هُوَ نَصِيبُهُ كَمَا قَالَ لَهُ."

الكهنة اللاويين = احتار المفسرون في هذا التعبير الذي استخدمه موسى في سفر التثنية وتساءلوا لماذا لا يقول الكهنة أبناء هرون حتى أنهم ادعوا أن كاتب السفر شخص غير موسى وأنه لا يفهم في الناموس الموسوي ونظام الكهنوت!! لكن السبب كما قلنا أن موسى لا يتكلم هنا مع الكهنة أو اللاويين بل مع الشعب وبالنسبة للشعب فالكهنة هم من سبط لاوي أي لاويين. وواجب الشعب أن يهتم بالكهنة واللاويين عمومًا. فالكهنة واللاويين عملهم قاصر على الخدمة الروحية وعلى الشعب أن يهتم بهم.

وقائد الرب = فالكهنة يشتركون مع المذبح.

 

آية 3:- "«وَهذَا يَكُونُ حَقُّ الْكَهَنَةِ مِنَ الشَّعْبِ، مِنَ الَّذِينَ يَذْبَحُونَ الذَّبَائِحَ بَقَرًا كَانَتْ أَوْ غَنَمًا. يُعْطُونَ الْكَاهِنَ السَّاعِدَ وَالْفَكَّيْنِ وَالْكِرْشَ."

الساعد = ساق الرفيعة. الفكين = جزء من الرأس وهما مع الكرش أي الأمعاء لم يُذْكَروا من قبل في سفر اللاويين، وهما من الأجزاء الزهيدة الثمن، وأعطاها موسى للكهنة هنا. اليهود يفهمون هذه الآية أنها على الحيوانات التي تُذْبَح في البيوت للاستعمال الشخصي. فسفر اللاويين حَدَّد الصدر والساق اليُمنى من ذبائح السلامة للكهنة (لا 32:7-34 + 14:10).

 

آية 4، 5:- "وَتُعْطِيهِ أَوَّلَ حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ وَزَيْتِكَ، وَأَوَّلَ جَزَازِ غَنَمِكَ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدِ اخْتَارَهُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِكَ لِكَيْ يَقِفَ وَيَخْدِمَ بِاسْمِ الرَّبِّ، هُوَ وَبَنُوهُ كُلَّ الأَيَّامِ."

كان الربانيون يحددون الباكورات التي يعطيها الشخص للكهنة من كل نوع من الثمار.

 

الآيات 6-8:- "«وَإِذَا جَاءَ لاَوِيٌّ مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِكَ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ حَيْثُ هُوَ مُتَغَرِّبٌ، وَجَاءَ بِكُلِّ رَغْبَةِ نَفْسِهِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ، وَخَدَمَ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ مِثْلَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ اللاَّوِيِّينَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ، يَأْكُلُونَ أَقْسَامًا مُتَسَاوِيَةً، عَدَا مَا يَبِيعُهُ عَنْ آبَائِهِ."

كان للكهنة واللاويين 48 مدينة في إسرائيل مع مزارعها وضواحيها وكان بعض اللاويين يقيمون في مدنهم هذه للتعليم لباقي الشعب وبعضهم يخدمون في الهيكل. ومثال ذلك كان صموئيل النبي وأبوه مع أنهما لاويين من نسل قورح إلا أنهما كانا يُقيمان خارج شيلوه. وكان أبوه يذهب سنويًا إلى شيلوه حيث الاجتماع وبعد ذلك نذرت أم صموئيل ابنها للإقامة الدائمة حيث الخيمة. وكان اللاويين الذين يقيمون في هذه المدن يملكون أرضًا ومواشي. والنص هنا يفيد أنه إذا كان هناك لاوي يملك أرضًا ورثها عن آبائه فإذا تنازل عن أرضه وباعها وأتى ليخدم في الهيكل كان عليهم أن يقبلوه بل يعطونه نصيبًا مثل باقي اللاويين ولا ينقصوا شيئًا من نصيبه بحجة أنه باع أرضه ومعهُ ثمنها ولاحظ تسمية الوحي للاوي الذي يملك أرض ويقيم فيها = حيث هو مُتغرب فقد اعتبره غريبًا لأن مكانه في الهيكل. ونحن غُرباء في هذا العالم وموطننا السماء ومن يعود لخدمة الهيكل ويعود لله سيكون له نصيبه حتى لو جاء في الساعة الحادية عشرة. وهذا ما حدث مع الابن الضال فبعد أن بدد ماله الذي أخذه من أبوه، لكن نجد الأب يعطيه خاتما ليصرف به الأموال كما يريد "فَقَالَ ٱلْأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا ٱلْحُلَّةَ ٱلْأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَٱجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ" (لو22:15).

 

آية 10،9:- "«مَتَى دَخَلْتَ الأَرْضَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، لاَ تَتَعَلَّمْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ،"

يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ = هذه كانت طقوس وثنية ولها نوعان:

أ‌- يقدمون الأبناء كذبائح تُحرق بالنار إرضاء للآلهة.

ب‌- يمررونهم في نار مذابحهم التي يعتبرونها مقدسة حتى يطيلوا أعمار أولادهم وتباركهم الآلهة.

 يعرف عرافة = يدعى علم الغيب ومثل هذا من يحاول معرفة الحظ والمستقبل عن طريق الكف أو النجوم. عائف = هي زجر طائر ليطير ويرى الناس الوجهة التي سيطير إليها الطائر فيتفاءلون أو يتشاءمون ومازالت هذه العادة باقية في التشاؤم من نعيق وصوات البوم. متفائل = يتفائل بشيء معين. ويعرف المستقبل بقراءة الكأس أو الفنجان ومازالت هذه موجودة للآن فيمن يتشاءم من سقوط آنية وانكسارها. ولا ساحر أي يتعامل مع الشياطين صراحة وما زال هذا موجودًا في الأحجبة وفك الأعمال والتعاويذ. والمصريين والكلدانيين اشتهروا بأمور السحر.

 

آية 12،11:- "وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ."

يَرْقِي رُقْيَةً = هي أن يردد المرء كلمات وعبارات وتعاويذ ظنًا أنها تجلب الشفاء والخير له أو لذويه. أو تابعة = الروح النجس الذي يظنون أنه يتبع المرء للإضرار به أو لإسعاده وقد يكشف هذا الروح بعض الأسرار لتابعيه لعمل بلبلة وسط الناس (أع16:16-18).

ولا من يستشير موتى = هم من يحاولون تحضير الأرواح وسؤالها وهذه تكون شياطين تضلل من يفعل ذلك. وكل ما أتى في الآيتين 11،10 يغضب الله وبسبب ذلك يطرد الأمم التي تفعلها, أما المؤمن فلا يهتم بالغد فهو يشعر أنه في يد إلهه يدبره بحكمة وللخير. وإذا فكر في المستقبل فهو يشتاق للسماء التي سيذهب إليها.

 

آية 13:- "تَكُونُ كَامِلًا لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ."

تكون كاملًا = إذا لم نبحث عن المستقبل عند هؤلاء وكان لنا ثقة في الله الذي في يده مستقبلنا. ووضعنا كل ثقتنا فيه واتكالنا عليه فهذا هو الكمال (أش19:8).

 

آية 14:- "إِنَّ هؤُلاَءِ الأُمَمَ الَّذِينَ تَخْلُفُهُمْ يَسْمَعُونَ لِلْعَائِفِينَ وَالْعَرَّافِينَ. وَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ يَسْمَحْ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هكَذَا."

هذه الآية تربط الآيات السابقة بالآيات الآتية التي تتنبأ صراحة عن المسيح وكأن الوحي يخبرنا عن الفرق بين من يسأل الشياطين وبين من هو تابع للمسيح. وكأنها تقول لمن يفعل هذه الأمور كفى تعامل مع الشياطين فالمسيح آت.

الَّذِينَ تَخْلُفُهُمْ (الذين يخلفهم) = تأخذ الأرض خلفًا لهم أي بعد أن تطردهم منها.

 

آية 15:- "«يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ."

هذه الآيات هي أوضح ما قيل في نبوات موسى عن المسيح [وراجع (يو5: 45, 46+ 6: 14+ 7: 40, 41 + أع 3: 22 + 7: 37 + 1بط1: 10)]. ولاحظ مواصفات هذا النبي وأنها تنطبق على المسيح يقيم لك الرب = أي الله يدعوه ويختاره (عب4:5-6) والمسيح دائمًا كان يردد أبي أرسلني (يو38:6-40). من وسطك ومن إخوتك (رو29:8 + عب11:2) وهذه تعنى أنه من شعب إسرائيل.

وما قاله الوحي هنا لَهُ تَسْمَعُونَ قاله الآب يوم التجلي "هَذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ ٱسْمَعُوا" (مت5:17). وهذا هو نفس ما قالته أمنا العذراء مريم " قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَٱفْعَلُوهُ" (يو5:2).

St-Takla.org Image: The LORD your God will raise up for you a Prophet like me from your midst, from your brethren. Him you shall hear (Deuteronomy 18:15-18) صورة في موقع الأنبا تكلا: يقم لك الرب إلهك نبيا (تثنية 18: 15-18)

St-Takla.org Image: The LORD your God will raise up for you a Prophet like me from your midst, from your brethren. Him you shall hear (Deuteronomy 18:15-18)

صورة في موقع الأنبا تكلا: يقم لك الرب إلهك نبيا (تثنية 18: 15-18)

مثلي = أي مثل موسى، أي إنسان مثله وهناك أوجه شبه عديدة بين المسيح وموسى فموسى رمز للمسيح:-

1. كلاهما كان يهوديا من شعب إسرائيل ومن وسطهم ومن إخوتهم.

2. نجا كل منهما من مؤامرة أحد الملوك في طفولته وفي كل مؤامرة إستشهد أطفال كثيرين.

3. كلاهما لم يربيه أبوه الجسدي. فموسى تربى في بيت فرعون، والمسيح تربى في بيت القديس يوسف النجار فهو ليس له أب جسدي.

4. موسى ترك القصر ليفتقد شعبه والمسيح أخلى ذاته ليفتقد شعبه وكلاهما فضّل أن يتألم مع شعبه.

5. الشعب اليهودي رفض موسى قاضيًا ورفضوا المسيح ملكًا وكثيرًا ما تذمروا على المسيح وعلى موسى.

6. حاول الشعب رجم موسى وهكذا حاول اليهود رجم المسيح (عد14: 10 + يو10: 31). ولاحظ أن إخوة موسى، هرون ومريم، تذمروا عليه. وهكذا إخوة المسيح (مر3: 21 + يو7: 2 - 5).

7. أعمال كليهما صاحبها معجزات كثيرة.

8. كلاهما أنقذ شعبه من العبودية.

9. كان انتصار يشوع الذي خلص الشعب من عماليق حين رفع موسى يديه على شكل الصليب (خر17: 8 - 13)، وهكذا انتصر المسيح على الشيطان برفع المسيح يديه معلقًا على الصليب.

10. كلم الله شعبه عن طريق عبده موسى والمسيح هو كلمة الله.

11. كلاهما وسيط بين الله والناس.

12. موسى كان راعيًا للخراف والمسيح كان الراعي الصالح.

13. كلاهما صام 40 يومًا.

14. الله أعطى الشريعة لموسى على جبل والمسيح بدأ حياته العملية على جبل التطويبات.

15. موسى وجهه لمع بعد ما تجلى له مجد الرب ، والمسيح تجلى مجده أمام تلاميذه.

16. المسيح اختار 12 تلميذًا و70 رسولًا وموسى عين 12 رئيسًا للأسباط و70 شيخًا لمعاونته.

17. موسى رحّب بألداد وميداد حين تنبآ والمسيح لم يمنع من يخرج الشياطين (لو50،49:9) كلاهما بارك الشعب في نهاية خدمته.

18. شفاعة موسى عن شعبه وكونه يفضل أن يموت عوض شعبه يشبه محبة المسيح في فدائه. راجع موضوع شفاعة موسى في شعبه وكيف ترمز لشفاعة المسيح الكفارية لشعبه (تفسير خروج 32).

19. مات كلاهما على جبل.

20. كان موسى نبيًا وكذلك المسيح (تث15:18+ 10:34 + مر 15:6).

21. موسى كان ملكًا في يشورون (تث5:33) والمسيح أخذ كرسي داود أبيه (لو33،32:1).

22. موسى أخذ وظيفة كاهن (مز6:99) والمسيح كان رئيس كهنة.

23. كلاهما كان وسيط عهد والعهدين كانا مختومين بالدم.

24. موسى أسس كنيسة العهد القديم والمسيح أسس الكنيسة في العهد الجديد.

25. موسى كان قاضيًا لشعبه والمسيح هو الديان.

26. لم يوجد في تاريخ البشرية من قدم الشريعة الإلهية سوى موسى والسيد المسيح.

27. قيل عن العلاقة بين الله وموسى "ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه" (خر33: 11). والمسيح هو كلمة الله (يو1:1).

28. موسى أشبع شعبه بالمن. ولأن اليهود انتظروا المسيا المنتظر أن يكون صورة مطابقة لموسى، طلبوا من المسيح أن ينزل لهم منا من السماء. والمسيح أشبع الجموع بالخمس خبزات وسمكتين. وكان هذا رمزا لأنه يشبع شعبه بالمن الحقيقي الذي هو جسده ودمه (راجع يو 6). وأيضًا جمَّد المسيح الماء وسار عليه وجعل بطرس يسير على الماء كما فعل موسى مع الشعب (مت14 + خر14 + خر15: 8).

29. موسى يقابل عروسه عند بئر، والمسيح يتقابل مع السامرية عند بئر. رمزًا لأن المسيح يتقابل معنا في المعمودية أولًا.

30. الشعب لم يحتملوا أن يروا مجد الله (الآيات القادمة) فطلبوا أن الله يكلم موسى ثم يكلمهم موسى بما قاله الله. وكان هذا رمزا لأن المسيح الذي سيتجسد ويتأنس في ملء الزمان، آخذا صورة إنسان وذلك لنحتمل رؤيته، وسيكون في فمه كلام الله (آية 18). ولذلك قال بولس الرسول "ٱللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ ٱلْآبَاءَ بِٱلْأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ فِي ٱبْنِهِ" (عب2،1:1).

هذا من ناحية الرمز لكن يجب ألا ننسى أن موسى نبي أرسله الله أما المسيح فابن الله.

وموسى كان له ضعفاته أما المسيح فلم يكن له خطية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وشفاعة المسيح دائمة أبدًا وهي شفاعة كفارية أما شفاعة موسى فهي شفاعة توسلية.

 

آية 16:- "حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلًا: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلاَ أَرَى هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلاَّ أَمُوتَ."

لم يحتمل الشعب أن يرى مجد الله لئلا يموتوا فطلبوا من موسى أن يكون الوسيط (خر19:20 + تث5: 23-28).

 

آية 17:- "قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا."

استصوب الله كلامهم لأنه يعلم أن الإنسان في خطيته لن يحتمل أن يرى مجد الله فكان لا بُد من وجود وسيط بين الله والناس يكلمه الله فمًا لفم مثل موسى وهو يكلمهم. وفي العهد الجديد صار المسيح هذا الوسيط فهو كلمة الله، وأخذ جسدًا أخفى مجده حتى يكلمنا ولا نموت. لذلك استصوب الله كلامهم لأنه كان بحسب خطته الإلهية في التجسد.

 

آية 18:- "أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ."

المسيح هو النبي المنتظر، بل هو رب الأنبياء. وبسبب هذه النبوة قالوا "هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم" (يو14:6) وهم سألوا يوحنا المعمدان "النبي أنت؟" (يو21:1). وواضح طبعًا من هذه الآية أن المسيح سيأتي من شعب إسرائيل = أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ. والله طلب منهم أن لا يقيموا عليهم ملكا أجنبيا "مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا. لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْكَ رَجُلاً أَجْنَبِيًّا لَيْسَ هُوَ أَخَاكَ" (تث15:17). والمسيح المنتظر هو ليس نبياً فقط بل سيكون ملكاً فهو إبن داود الملك. فلا يمكن أن يكون هذا النبي الذي هو إبن داود أجنبياً فهو إبن داود الملك.

 

آية 19:- "وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ."

قارن مع (رو2: 13+ عب3:2 + 29:10 + 25:12).

 

الآيات 20-22:- "وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ. وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ."

تحذير من الأنبياء الكذبة. ولاحظ أن ضد المسيح سيأتي كنبي كاذب مدعيًا أنه المسيح مدعمًا أعماله بمعجزات (رؤ5:13) وقد يقف الناس حيارى أمام هذه المعجزات والنبوات والتعاليم المخادعة، ولكن الله يحدد هنا طريقة سهلة نحكم بها هي... هل يتحقق الكلام الذي يتنبأون به؟ إن لم يتحقق فهم كاذبون.

أيضًا هناك مبدأ عام:- هل ما يدعو إليه هذا النبي الكاذب يتفق مع أقوال الكتاب المقدس أو له تعاليم جديدة؟ هل يتفق مع الكنيسة وتعاليمها المُسَلَّمة لنا أم لا؟

هل تعاليم هذا النبي الكاذب تمجد الله وتمجد المسيح ابن الله وعمله أم لا؟ وهناك فرق واضح لا لبس فيه فالمسيح لن يأتي مرة أخرى كإنسان يظهر على الأرض بل هو أخبرنا أنه سيأتي في المجيء الثاني على السحاب في مجده (مت31:25) وهو يأتي للدينونة (مت32:25) وراجع (أع9:1-11).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات التثنية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/05-Sefr-El-Tathneya/Tafseer-Sefr-El-Tathnia__01-Chapter-18.html

تقصير الرابط:
tak.la/qvkt6hy