St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   26-Sefr-Yashoue-Ebn-Sirakh
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

يشوع ابن سيراخ 31 - تفسير سفر حكمة يشوع بن سيراخ

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب حكمه يشوع بن سيراخ:
تفسير سفر يشوع ابن سيراخ: مقدمة سفر يشوع ابن سيراخ | يشوع ابن سيراخ 1 | يشوع ابن سيراخ 2 | يشوع ابن سيراخ 3 | يشوع ابن سيراخ 4 | يشوع ابن سيراخ 5 | يشوع ابن سيراخ 6 | يشوع ابن سيراخ 7 | يشوع ابن سيراخ 8 | يشوع ابن سيراخ 9 | يشوع ابن سيراخ 10 | يشوع ابن سيراخ 11 | يشوع ابن سيراخ 12 | يشوع ابن سيراخ 13 | يشوع ابن سيراخ 14 | يشوع ابن سيراخ 15 | يشوع ابن سيراخ 16 | يشوع ابن سيراخ 17 | يشوع ابن سيراخ 18 | يشوع ابن سيراخ 19 | يشوع ابن سيراخ 20 | يشوع ابن سيراخ 21 | يشوع ابن سيراخ 22 | يشوع ابن سيراخ 23 | يشوع ابن سيراخ 24 | يشوع ابن سيراخ 25 | يشوع ابن سيراخ 26 | يشوع ابن سيراخ 27 | يشوع ابن سيراخ 28 | يشوع بن سيراخ 29 | يشوع بن سيراخ 30 | يشوع بن سيراخ 31 | يشوع بن سيراخ 32 | يشوع بن سيراخ 33 | يشوع بن سيراخ 34 | يشوع بن سيراخ 35 | يشوع بن سيراخ 36 | يشوع بن سيراخ 37 | يشوع بن سيراخ 38 | يشوع بن سيراخ 39 | يشوع بن سيراخ 40 | يشوع بن سيراخ 41 | يشوع بن سيراخ 42 | يشوع بن سيراخ 43 | يشوع بن سيراخ 44 | يشوع بن سيراخ 45 | يشوع بن سيراخ 46 | يشوع بن سيراخ 47 | يشوع بن سيراخ 48 | يشوع بن سيراخ 49 | يشوع بن سيراخ 50 | يشوع بن سيراخ 51

نص سفر يشوع ابن سيراخ: يشوع بن سيراخ 1 | يشوع بن سيراخ 2 | يشوع بن سيراخ 3 | يشوع بن سيراخ 4 | يشوع بن سيراخ 5 | يشوع بن سيراخ 6 | يشوع بن سيراخ 7 | يشوع بن سيراخ 8 | يشوع بن سيراخ 9 | يشوع بن سيراخ 10 | يشوع بن سيراخ 11 | يشوع بن سيراخ 12 | يشوع بن سيراخ 13 | يشوع بن سيراخ 14 | يشوع بن سيراخ 15 | يشوع بن سيراخ 16 | يشوع بن سيراخ 17 | يشوع بن سيراخ 18 | يشوع بن سيراخ 19 | يشوع بن سيراخ 20 | يشوع بن سيراخ 21 | يشوع بن سيراخ 22 | يشوع بن سيراخ 23 | يشوع بن سيراخ 24 | يشوع بن سيراخ 25 | يشوع بن سيراخ 26 | يشوع بن سيراخ 27 | يشوع بن سيراخ 28 | يشوع بن سيراخ 29 | يشوع بن سيراخ 30 | يشوع بن سيراخ 31 | يشوع بن سيراخ 32 | يشوع بن سيراخ 33 | يشوع بن سيراخ 34 | يشوع بن سيراخ 35 | يشوع بن سيراخ 36 | يشوع بن سيراخ 37 | يشوع بن سيراخ 38 | يشوع بن سيراخ 39 | يشوع بن سيراخ 40 | يشوع بن سيراخ 41 | يشوع بن سيراخ 42 | يشوع بن سيراخ 43 | يشوع بن سيراخ 44 | يشوع بن سيراخ 45 | يشوع بن سيراخ 46 | يشوع بن سيراخ 47 | يشوع بن سيراخ 48 | يشوع بن سيراخ 49 | يشوع بن سيراخ 50 | يشوع بن سيراخ 51 | يشوع ابن سيراخ كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-11): "السَّهَرُ لأَجْلِ الْغِنَى يُذِيبُ الْجِسْمَ، وَالاِهْتِمَامُ بِهِ يَنْفِي النَّوْمَ. سَهَرُ الاِهْتِمَامِ يَحْرِمُ الْوَسَنَ، وَالْمَرَضُ الشَّدِيدُ يُذْهِبُهُ النَّوْمُ. يَجِدُّ الْغَنِيُّ فِي جَمْعِ الأَمْوَالِ، وَفِي رَاحَتِهِ يَشْبَعُ مِنَ اللَّذَّاتِ، يَجِدُّ الْفَقِيرُ فِي حَاجَةِ الْعَيْشِ، وَفِي رَاحَتِهِ يُمْسِي مُعْوِزًا. مَنْ أَحَبَّ الذَّهَبَ لاَ يُزَكَّى، وَمَنْ اتَّبَعَ الْفَسَادَ يَشْبَعُ مِنْهُ. كَثِيرُونَ سَقَطُوا لأَجْلِ الذَّهَبِ، فَأَضْحَى هَلاَكُهُمْ أَمَامَ وُجُوهِهِمْ. الذَّهَبُ عُودُ عِثَارٍ لِلَّذِينَ يَذْبَحُونَ لَهُ، وَكُلُّ جَاهِلٍ يُصْطَادُ بِهِ. طُوبَى لِلْغَنِيِّ الَّذِي وُجِدَ بِغَيْرِ عَيْبٍ، وَلَمْ يَسْعَ وَرَاءَ الذَّهَبِ. مَنْ هُوَ فَنُغَبِّطَهُ؟ لأَنَّهُ صَنَعَ عَجَائِبَ فِي شَعْبِهِ. مَنِ الَّذِي امْتُحِنَ بِهِ فَوُجِدَ كَامِلًا؟ بِهِ فَلْيُفْتَخَرْ. مَنِ الَّذِي قَدَرَ أَنْ يَتَعَدَّى فَلَمْ يَتَعَدَّ، وَأَنْ يَصْنَعَ الشَّرَّ وَلَمْ يَصْنَعْ؟ سَتَكُونُ خَيْرَاتُهُ ثَابِتَةً، وَتُخْبِرُ الْجَمَاعَةُ بِصَدَقَاتِهِ."

الإنسان الذي يسعى وراء الغِنَى يذيب جسمه. والاهتمام به= في ترجمة أخرى أدق همه يبعد النوم. سهر الاهتمام يحرم الوسن = الذي يحمل الهم ويفكر في جمع الأموال يحرم من النعاس = الوسن، وهذا الهم قد يتسبب في أمراض شديدة ولكن حين ينام الشخص يستعيد صحته = المرض الشديد يُذِهِبَه النوم. وفي (3، 4) يَجِدُّ الْغَنِيُّ ليزيد أمواله ويَجِدُّ الْفَقِيرُ لمجرد أن يجد لقمة العيش. وبينما الغني يصرف أمواله في اللذات، تجد الفقير في راحته أي في أحسن أحواله معوزًا. وهذا ما يتطلب من الغني أن يهتم بالفقراء. ومَنْ أَحَبَّ الذَّهَبَ لاَ يُزَكَّى = الله ليس ضد الغنى، فالله خلق العالم لكي نستعمله، ولكن على ألاّ يكون هدفًا لنا، نحبه بل هناك من يعبده = يذبحون لهُ = (7). فمحبة العالم عداوة لله (يع4:4) لذلك قال الرب "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين.. الله والمال" (مت24:6). فمن أحب المال لهذه الدرجة لا يزكى = ببساطة لأن قلبه سيتعلق بالمال تاركًا الله. ومن إتبع الفساد يشبع منه = في ترجمة أخرى "من إتبع الكسب يضل فيه" أي من إتبع الكسب الحرام يضل في طريق الحرام. وفي هذا الطريق كثيرون سقطوا لأجل (اقتناء) الذهب وبهذا هم بالتأكيد سائرون في طريق الهلاك = فأضحى هلاكهم أمام وجوههم.  الذهب عود عثار = هو فخ عثرة للذين يذبحون له= يعبدونه. وكل جاهل (ينسى الله كإله ويعبد الذهب) يُصطاد به. طوبى للغني الذي وُجِدَ بغير عيب= إذًا الله ليس ضد الغني، على أن لا يعبد أحد الذهب. فإبراهيم وإسحق ويعقوب وأيوب وإبراهيم الجوهري كانوا أغنياء. وإبراهيم الجوهري بماله صنع عجائب في شعبه. عمومًا فالغني الذي يَتَعَفَّف عن السعي وراء الذهب ويخدم الله بماله هو مغبوط، ويعتبر هذا من العجائب، هذا شيء نادر. وسيتحدث عنه كل الناس أنه لم يتعدى بينما هو قادر بماله أن يتعدى. به فليفتخر= بمثل هذا فليفتخر الناس. وتخبر الجماعة بصدقاته= فما زال الناس تردد قصص إبراهيم الجوهري حتى الآن.

ستكون خيراته ثابتة= نصيبه السماوي أكيد، فهو صنع أصدقاء بمال الظلم.

 

الآيات (12-29): "إِذَا جَلَسْتَ عَلَى مَائِدَةٍ حَافِلَةٍ؛ فَلاَ تَفْتَحْ لَهَا حَنْجَرَتَكَ، وَلاَ تَقُلْ مَا أَكْثَرَ مَا عَلَيْهَا. اُذْكُرْ أَنَّ الْعَيْنَ الشِّرِّيرَةَ سُوءٌ عَظِيمٌ. أَيُّ شَيْءٍ خُلِقَ أَسْوَأَ مِنَ الْعَيْنِ؛ فَلِذلِكَ هِيَ تَدْمَعُ مِنْ كُلِّ شَخْصٍ. حَيْثُمَا لَحَظَتْ؛ فَلاَ تَمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَكَ، وَلاَ تُزَاحِمْهَا فِي الصَّحْفَةِ. اِفْهَمْ مَا عِنْدَ الْقَرِيبِ مِمَّا عِنْدَكَ، وَتَأَمَّلْ فِي كُلِّ أَمْرٍ. كُلْ مِمَّا وُضِعَ أَمَامَكَ، كَمَا يَأْكُلُ الإِنْسَانُ، وَلاَ تَكُنْ لَهِمًا لِئَلاَّ تُكْرَهَ. وَكُنْ أَوَّلَ مَنْ أَمْسَكَ مُرَاعَاةً لِلأَدَبِ، وَلاَ تَتَضَلَّعْ لِئَلاَّ يُنْكَرَ عَلَيْكَ. وَإِذَا اتَّكَأْتَ بَيْنَ كَثِيرِينَ؛ فَلاَ تَمْدُدْ يَدَكَ قَبْلَهُمْ. مَا أَقَلَّ مَا يَكْتَفِي بِهِ الإِنْسَانُ الْمُتَأَدِّبُ، وَمِثْلُ هذَا لاَ تَأْخُذُهُ الْكِظَّةُ عَلَى فِرَاشِهِ. السُّهَادُ وَالْهَيْضَةُ وَالْمَغْصُ لِلْرَّجُلِ الشَّرِهِ. رُقَادُ الصِّحَّةِ لِقَنُوعِ الْجَوْفِ. يَقُومُ بَاكِرًا وَهُوَ مَالِكُ نَفْسِهِ. وَإِذَا أُكْرِهْتَ عَلَى الأَكْلِ؛ فَاعْتَزِلْ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ فَتَسْتَرِيحَ. اِسْمَعْ لِي يَا بُنَيَّ، وَلاَ تَسْتَخِفَّ بِي، وَأَخِيرًا تَخْتَبِرُ أَقْوَالِي. فِي جَمِيعِ أَعْمَالِكَ كُنْ نَشِيطًا؛ فَلاَ يَلْحَقَ بِكَ سَقَمٌ. مَنْ سَخَا بِالطَّعَامِ تُبَارِكُهُ الشِّفَاهُ، وَيُشْهَدُ بِكَرَمِهِ شَهَادَةَ صِدْقٍ. مَنْ شَحَّ بِالطَّعَامِ تَتَذَمَّرُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةُ، وَيُشْهَدُ بِلُؤْمِهِ شَهَادَةَ يَقِينٍ."

هذه عن الشره ومساوئه، وضرورة التعفف عند الطعام. لا تقل ما أكثر ما عليها= أي أمامي فرصة لآكل كثيرًا. العين الشريرة= "عين الشره" في ترجمة أخرى أدق. فالعين التي تشتهي قال عنها أنها ليس أسوأ منها. فلذلك هي تدمع (تتأثر) من كل شخص= أي لا تترك عينك تتأثر بالطعام فتشتهيه، فطبيعة العين أنها تنظر وتتأثر فتشتهي. إذًا ما العمل؟ لا تنظر كثيرًا. وإذا لَحَظَتْ؛ فَلاَ تَمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَكَ، وَلاَ تُزَاحِمْهَا فِي الصَّحْفَةِ = في ترجمة أخرى "حيثما نظر ضيفك فلا تمدد يدك ولا تزاحمه في الصحفة "فالموضوع ليس صراع، من يأخذ أكثر، أو من يأخذ قبل الآخر. إفهم ما عند القريب مما عندك= فصديقك مثلك فلا ترهقه بأن تأخذ كل ما عنده= تأمل في كل أمر أي تروَّى وليكن لك حياء وتعفف حتى لا ترهق من أضافك. كل مما وضع أمامك كما يأكل الإنسان= وليس كما تأكل الوحوش. لذلك أضافت ترجمة أخرى على كلمة الإنسان صفة المتأدب. ولا تكن لهمًا لئلا تُكْرَه= لهمًا هي إصدار أصوات من الفم أثناء الأكل للتلذذ بالطعام، وفي ترجمة أخرى "لا تعمل الفكين". وحاول أن تكون أول من يتوقف عن الأكل ولا تكن نهمًا= لا تتضلع لئلا ينكر عليك = تضلَّع الرجل أي امتلأ شبعا وريًا، فيستنكر الناس ما تعمله. والإنسان المتأدب يكتفي بالقليل (22) فلا تأخذه الكظة على فراشه= أي لا يلهث من ضغط الطعام على معدته. والشره يعاني من السهاد= لا ينام. والهيضة= التقيؤ. والعكس فمن يأكل قليلًا يستيقظ مبكرًا في نشاط.

وإذا أكرهت على الأكل فاعتزل من بين الجماعة فتستريح= اعتزل في ترجمة أخرى تقيأ لتستريح وبالتالي تستطيع أن تأكل وتجامل مضيفك. لذلك من الأفضل عدم الضغط على أحد، حتى لا يحدث له هذا التعب.

ثم يوجه حديثه للمضيف بأن يكون سخيًا= من سخا بالطعام تباركه الشفاه. والعكس فالذي يبخل في ولائمه يتذمر عليه الجميع ويشتهر بخله في كل المدينة= يشهد بلؤمه (بخله) شهادة يقين= بحق.

 

الآيات (30-42): "لاَ تَكُنْ ذَا بَأْسٍ تُجَاهَ الْخَمْرِ؛ فَإِنَّ الْخَمْرَ أَهْلَكَتْ كَثِيرِينَ. الأَتُونُ يَمْتَحِنُ الْحَدِيدَ الْمُمْهَى، وَالْخَمْرُ تَمْتَحِنُ قُلُوبَ الْمُتَجَبِّرِينَ فِي الْقِتَالِ. الْخَمْرُ حَيَاةٌ لِلإِنْسَانِ، إِذَا اقْتَصَدْتَ فِي شُرْبِهَا. أَيُّ عَيْشٍ لِمَنْ لَيْسَ لَهُ خَمْرٌ؟ أَيُّ شَيْءٍ يُعْدِمُ الْحَيَاةَ؟ الْمَوْتُ. الْخَمْرُ مِنَ الْبَدْءِ خُلِقَتْ، لِلاِنْبِسَاطِ لاَ لِلسُّكْرِ. الْخَمْرُ ابْتِهَاجُ الْقَلْبِ وَسُرُورُ النَّفْسِ، لِمَنْ شَرِبَ مِنْهَا فِي وَقْتِهَا مَا كَفَى. الشُّرْبُ بِالرِّفْقِ صِحَّةٌ لِلنَّفْسِ وَالْجَسَدِ. الإِفْرَاطُ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ خُصُومَةٌ وَنِزَاعٌ. الإِفْرَاطُ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ مَرَارَةٌ لِلنَّفْسِ. السُّكْرُ يُهَيِّجُ غَضَبَ الْجَاهِلِ لِمَصْرَعِهِ، وَيُقَلِّلُ الْقُوَّةَ وَيُكْثِرُ الْجِرَاحَ. فِي مَجْلِسِ الْخَمْرِ لاَ تُوَبِّخِ الْقَرِيبَ، وَلاَ تَحْتَقِرْهُ فِي سُرُورِهِ. لاَ تُخَاطِبْهُ بِكَلاَمِ تَعْيِيرٍ، وَلاَ تُضَايِقْهُ فِي الْمُطَالَبَةِ."

هذه عن الخمر. وكان اليهود مثلهم مثل من يعيش في بلاد باردة يشربون الخمر، وكانوا يستعملونها في أفراحهم (عرس قانا الجليل).

لا تكن ذا بأس تجاه الخمر= لا تدعي القوة تجاه الخمر فتشرب كثيرًا ظانًا أن الخمر لا يؤثر فيك وذلك:-

1. قد تسكر وتفقد الوعي فيهزأ الناس بك. 2. تدمن الخمر فتفقد مالك وصحتك.

وهذا ما يعنيه بقوله= فإن الخمر أهلكت كثيرين. بل يقول كما أن الأتون (الفرن) يمتحن الحديد الممهي (الفولاذ) أي يصهره، هكذا الخمر تضيع إرادة الرجال الأقوياء= تمتحن قلوب المتجبرين في القتال= وتحول هؤلاء الأقوياء إلى جبناء يهربون من القتال. ثم ينادي الحكيم بالإعتدال في شرب الخمر= الخمر حياة للإنسان إذا إقتصدت في شربها= أي هي مصدر مسرة، وكانوا يستخدمونها كعلاج (السامري الصالح + 1تي23:5) الخمر من البدء خلقت للإنبساط لا للسكر= فالسُكر أفقد نوح كرامته وجعل هيرودس يقتل يوحنا المعمدان. ولأنهم استخدموها كعلاج يقول الشرب بالرفق صحة للنفس والجسد. أمّا الإفراط في شرب الخمر فيتسبب عنه السُكْر وفقدان الوعي وبالتالي خصومة ونزاع. وبالتبعية مرارة للنفس= [1] بسبب الخصومات [2] إفلاس المدمن [3] خراب بيته وصحته. لذلك من يفعل ذلك فهو جاهل= السُكر يهيج غضب الجاهل وذلك يؤدي لمصرعه= دخوله في صراعات. ثم نصيحة أن لا نهزأ بالسكران فهذا عيب= في مجلس الخمر لا توبخ القريب السكران ولا تضايقه في المطالبة= كأن تطلب منه التوقيع على شيء وهو فاقد وعيه، وهذا ما حدث مع هيرودس.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ملحوظة عن الخمر:-

 في العهد القديم لم يكن أمامهم سوى الأفراح عن طريق الأكل والشرب والغناء (سيراخ5:32-8). [فالروح القدس لم يكن قد أُعْطِيَ بَعْدُ، لأن يسوع لم يكن قد مُجِّدَ بعد] (يو39:7). ولكن لنسمع الآن قول بولس الرسول "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلأوا بالروح" (أف18:5) ومن ثمار الروح الفرح. وعُرْس قانا الجليل يشرح كيف تكون أفراحنا، حيث يسوع موجود في وسطنا, وبشركة القديسين (فمريم أمه وتلاميذه كانوا هناك). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ويسوع يُحوِّل الماء (جهادنا لتطهير أنفسنا) إلى خمر أي فرح روحي "حُبَّك أطيب من الخمر" (نش2:1). والروح القدس الذي إذا إمتلأنا به يسكب محبة المسيح في قلوبنا فيكون لنا الفرح الروحي الذي هو الخمر الجيدة (يو6:2) + (يو22:16).

 

ولنعرف فِكر العهد القديم عن الخمر راجع الآيات الآتية:-

فهذه أقوال موسى ونحميا الذين يريدون للشعب أن يفرح. فهذه إرادة الله لشعبه وكانت هذه هي وسيلة الفرح في العهد القديم. مع ملاحظة أن العهد القديم يحذر من السكر أي شرب الخمر بكميات كبيرة تصل بالإنسان لدرجة السكر كما في هذا الأصحاح الآية 31 الخمر خلقت من البدء للانبساط لا للسكر.

وراجع ما قاله الأنبياء عن رفض الله للسُّكْر وما حدث لرجال شهد لهم الكتاب أنهم أبرار مثل نوح ولوط، وراجع أيضًا ما قاله الحكيم عن الخمر مثلًا في (أم 23: 29-32).

 

أما العهد الجديد حيث يسكن الروح القدس في أولاد الله , يكون الروح القدس هو مصدر الفرح والتعزية وهذا لم يكن متاحًا لشعب العهد القديم. مع ملاحظة الآتي:-

1- أن كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل شيء يوافق أو يبني (1 كو 6: 12 + 1 كو 10: 23). والمعنى أنه لا يوجد شيء نجس قد خلقه الله لكن كيف نستعمل كل الأشياء.

2- لا مقارنة بين الأفراح والتعزيات التي يعطيها لنا الروح القدس والأفراح التي يعطيها العالم بكل ما فيه من أكل وشرب وخمر وغناء..... إلخ. فما يعطيه الله لا سلطان لشيء أو لخليقة أو حتى الموت أن ينزعه منا (يو 16: 22).

3- إن مشكلة مَنْ لا يزال يستخدم العالم لكي يفرح.. أنه لا يعرف طريق الفرح الروحي, وكيف يمتلئ من الروح فيختبر هذا الفرح (اف 5: 15 -21).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/26-Sefr-Yashoue-Ebn-Sirakh/Tafseer-Sefr-Yasho3-Ibn-Sira5__01-Chapter-31.html

تقصير الرابط:
tak.la/9c24axz