محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
يناقش
الرسول هنا قضيتين
(1) التقاضي أمام المحاكم الوثنية.
(2) الهروب من الزنا المحيط بهم.
آية 1:- "أَيَتَجَاسَرُ مِنْكُمْ أَحَدٌ لَهُ دَعْوَى عَلَى آخَرَ أَنْ يُحَاكَمَ عِنْدَ الظَّالِمِينَ، وَلَيْسَ عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ؟"
إذا كان المؤمنين لهم حق أن يحكموا ويدينوا الإخوة الذين من داخل
الكنيسة، لذلك فإنني أتساءل كيف يجرؤ أي شخص منكم يكون له شكاية على شخص آخر، أن
يحاكمه أمام المحاكم الوثنية = عند الظالمين = وهم القضاة الوثنيين عبدة
الأوثان، وليس عندهم فكرة سليمة عن العدالة. أليس الأفضل أن تذهبوا لرجال الكنيسة
=
القديسين = هؤلاء يسكن فيهم الروح القدس. وبولس لا يعني بصفة مطلقة أن كل
قانون مدني هو ظالم لأنه هو نفسه التجأ للقانون المدني ليحميه (أع 18: 12 وما
يليه + أع 22: 25 + أع 25: 10-12) لكنه يرى أن التجاء أخوين مسيحيين لمحاكم
وثنية هو فشل للكنيسة وهو عيب فبولس لجأ للقضاء حينما كانت المشاكل بينه وبين الرومان،
ولكن حينما اضطهده إخوته اليهود لم يلجأ للقضاء.
آية 2:- "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟ فَإِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ، أَفَأَنْتُمْ غَيْرُ مُسْتَأْهِلِينَ لِلْمَحَاكِمِ الصُّغْرَى؟"
قارن مع (مت 19: 28) سيدينون العالم = لكن كيف ندين العالم؟
(أ)
في هذه الآية نرى قمة تحقيق
الوحدة بين المسيح الديان كرأس لكنيسته وبين كنيسته المنتصرة.
(ب) سلوكنا البار سيكون كنقطة بيضاء وسط سواد العالم الخاطئ فيفتضحون.
(ج)
سيدين القديسون بتعاليمهم
التي ملأت الدنيا، ورَفَضَها الخطاة.
(ء) وفي اليوم الأخير سيمتلئ المؤمنون من الروح القدس
لاتحادهم الكامل بالمسيح، والروح سيعطيهم حكمة غير عادية واستنارة فيدركوا حكمة أحكام المسيح على الأشرار ويوافقون
عليها، ويعطونه المجد على كل أحكامه التي يظهر فيها العدالة الإلهية، وسيتطابق
حكمهم مع حكم المسيح. وحتى على الأرض فالإنسان الروحي المملوء من الروح يحكم في كل شيء حكم صائب
وأيضًا لا اعتراض لديه على أحكام الله (1كو 2: 15).
وإذا
كنتم تستعملون كمثال ومقياس يحاكم على أساسه البعيدون عن
الله وإذا كنتم ستدينون
العالم وتقاضون الآخرين، أفلستم مستحقون لأن تقيموا محاكمات تقضون فيها على هذه
الأمور الصغيرة.
آية 3:- "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هذِهِ الْحَيَاةِ!"
سندين ملائكة =
المقصود الملائكة الساقطين (الشياطين)
الذين سوف ندينهم بحياتنا الطاهرة بالرغم من محاولاتهم إسقاطنا في الخطية، هؤلاء
لم يحفظوا رياستهم وهم دون حروب من الخارج، بينما نحن حفظنا طهارتنا ونحن في حرب
مستمرة منهم.
آية 4:- "فَإِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَاكِمُ فِي أُمُورِ هذِهِ الْحَيَاةِ، فَأَجْلِسُوا الْمُحْتَقَرِينَ فِي الْكَنِيسَةِ قُضَاةً!"
المحتقرين = أي من تنظرون إليهم في
احتقار، وهم من رجال الكنيسة والمعنى أن أحقر من في الكنيسة لهو أفضل من الظالمين
فهو مرتشد بالروح القدس. إذًا اتخذوا قضاتكم من رجال الكنيسة فهذا أفضل من عُباد
الأوثان.
فإن كان لكم محاكم = أي إن كان بينكم قضايا تستحق
الذهاب للمحاكم.
آية 5:- "لِتَخْجِيلِكُمْ أَقُولُ. أَهكَذَا لَيْسَ بَيْنَكُمْ حَكِيمٌ، وَلاَ وَاحِدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ إِخْوَتِهِ؟"
ليس بينكم حكيم = إشارة لاذعة للكورنثيين
الذين يدّعون الحكمة (1كو4: 10). هم لكبريائهم فقدوا البصيرة فلم يعد بينهم حكماء
يحكمون لإخوتهم، وهذا ما يخجل أنهم وصلوا إلى هذا الحال = لتخجيلكم.
آية 6:- "لكِنَّ الأَخَ يُحَاكِمُ الأَخَ، وَذلِكَ عِنْدَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ!"
مما يخجل أن الأخ المسيحي يحاكم أخاه المسيحي عند قضاة غير مؤمنين.
آية 7:- "فَالآنَ فِيكُمْ عَيْبٌ مُطْلَقًا، لأَنَّ عِنْدَكُمْ مُحَاكَمَاتٍ بَعْضِكُمْ مَعَ بَعْضٍ. لِمَاذَا لاَ تُظْلَمُونَ بِالْحَرِيِّ؟ لِمَاذَا لاَ تُسْلَبُونَ بِالْحَرِيِّ؟"
فيكم عيب مطلقًا = عيب على الإطلاق أن يكون
فيكم كذا وكذا.. أي لا استثناءات في هذا الموضوع. لماذا لا تُظْلمون = هذا
مبدأ وضعه السيد المسيح نفسه (مت 5: 39، 40). فالمؤمن الحقيقي يقبل الظلم والضيق
بفرح، فلماذا يلجأ إلى محاكمة أخيه حيث يمكن أن يُحكَمَ على أخيه ظلمًا. هذه
المحاكمات بينكم علامة أنكم بعيدين عن روح الحب = عيب = بعيدين عن روح
احتمال بعضكم بعضًا، وإن كان المفروض أن نحب المسيئين إلينا فكم بالأولى إخوتنا،
ومن يَظلِم ينصفه الله ويكافأه ومن يظلم يدينه الله، فاختاروا الأحسن أي أن
تقبلوا الظلم = لماذا لا تظلمون بالحرى = عمومًا من يؤمن أن له ميراث سماوي
لن يهتم بأن يُظْلَمْ. ومن يخاف من أن يلجأ لحكم الكنيسة في قضية ما، هو خائف أن
يُظْلَمْ. وبولس يقول له ولماذا لا تقبل أن تُظْلَمْ، والله قادر أن يعوضك إذا
التجأت إليه وإلى كنيسته. وأيهما أفضل أن تُظْلَمْ من ناس مملوئين من الروح القدس
ويعوضك الله، أو يظلمك القاضي الوثني (وهذا جائز جدًا فكل إنسان معرض للخطأ)، ولكن
هنا لن يعوضني الله لأنني رفضت الكنيسة وحكمها.
آية 8:- "لكِنْ أَنْتُمْ تَظْلِمُونَ وَتَسْلُبُونَ، وَذلِكَ لِلإِخْوَةِ!"
بدلًا من أن نقبل الظلم نظلم نحن إخوتنا. فقد تحكم لنا المحاكم بأكثر
من استحقاقنا فكأننا سلبنا أخوتنا وبهذا نحرم من ميراث ملكوت الله. ومن (مت 18:
15-17) نفهم أنه علينا أن نتعاتب ونشتكي للكنيسة ولا نسكت على الظلم ولكن في
إطار المحبة داخل الكنيسة ومن يرفض حكم الكنيسة نختصره ولا نكرهه بل نصلي لأجله.
آيات 9، 10:- "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ."
لا تضلوا = لا تنخدعوا، لا تخدعكم قلوبكم أو أفكاركم الخاصة. إن هذا الذي تفعلونه إنما تفعلونه عن جهل. ألا تعلمون أن الذين يسلبون غيرهم لا يرثون ملكوت الله فأحذروا من أن تنخدعوا لأن هناك أعمالًا شريرة تمنع الإنسان عن أن يكون له الحق في ميراث ملكوت السموات. ومن سلسلة الخطايا التي أوردها الرسول نفهم أن الظلم يتساوى بالزنا، وهنا تحذير من الخطايا المنتشرة في كورنثوس بين الوثنيين، ووضع عبادة الأوثان وسط خطايا الزنا، فعبادة الأوثان ارتبطت بالزنا في هياكل الأوثان، وأيضًا بالشذوذ الجنسي = مأبونون = مخنثون شواذ جنسيًا يُسْتَعْمَلون كالأنثى، وهم موجودون في الهياكل الوثنية مع العاهرات. وكل هذه الخطايا المذكورة تمنع من ملكوت السموات، ومعها الظلم الذي هو عبادة أوثان (كو 3: 5). فالطماع يريد أن يزيد دخله ليؤمن مستقبله بينما أن تأمين المستقبل وتدبيره هو عمل الله، والطماع صار العالم هدفًا لهُ، إلهًا يسعى لإرضائه بدلًا من أن يكون وسيلة يعيش بها.
آية 11:- "وَهكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا."
وأنتم أيها الكورنثيون كنتم تمارسون هذه الخطايا قبل إيمانكم وقبل معموديتكم = إغتسلتم وبها غُفرت خطاياكم السابقة، بموتكم مع المسيح، وانقطعت علاقتكم بهذه الخطايا.
تقدستم = صرتم مخصصين ومكرسين للرب
تبررتم = التبرير ليس فقط هو غفران الخطايا بل أن نحيا في أعمال بر يعطيها لنا المسيح الذي يحيا فينا (غل 2: 20) والمقصود هو أنه قد انقطعت كل علاقة لكم بشروركم الماضية وصارت لكم حياة بارة، وصرتم مخصصين للرب يسوع.
باسم الرب يسوع وبروح إلهنا = (راجع المقدمة).
وهذا تعبير عفوي عن الثالوث، فالمعمودية هي باسم الثالوث (مت 28: 19) والخلاص هو
عمل الثالوث =(إلهنا =الآب؛
الرب يسوع =الابن؛ روح = الروح
القدس)
آية 12:- "«كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ."
يبدأ من هنا مناقشة قضية الزنا، ولاحظ أن الزنا كان
منتشرًا جدًا في كورنثوس، وللأسف تسلل هذا الفكر الرديء للكنيسة في كورنثوس، فتصوروا أن
الحرية في المسيحية تسمح بالزنا. والرسول في رده قال هذه القوانين:-
وبالإضافة لما ورد في (1كو 10: 23) "كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء تبني" نرى أمامنا قانون المسيحية. هو يبدأ بهذه الآية (1كو 6: 12) حديثًا عن تقديس الجسد، ويركز حديثه على الامتناع عن الزنا. وربما يوجه الرسول هذه الآيات للأمم ليعلن لهم أنهم غير مرتبطين بالطقوس اليهودية ولا سيما ما يتعلق بالأطعمة. ولكن هذه الآيات هي القاعدة المسيحية للسلوك. ونحن نردد هذه القوانين بدلًا من قولنا " حرام وحلال " هذه هي مبادئ الأخلاق المسيحية، إذًا ليسأل كل واحد نفسه حسب هذه الكلمات:-
(1) هل
هذا التصرف يوافقني كابن لله صارت له الحياة هي المسيح (في 1: 21)؟ هل لو كان
المسيح مكاني كان سيفعل هذا التصرف أم لا.؟ وقد يقول أحد أنا لست المسيح. وهذا
خطأ، فالمسيح أعطاني حياته. مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ (غل 2
: 20) فالمسيح نور للعالم ونحن صرنا نور للعالم (يو 8: 12 + مت 5: 14). ولاحظ
أننا أحرار لنبقى على صورة المسيح أو نرفضها. ولكن من يرفض المسيح ويعود لخطاياه
يستلمه الشيطان ويستعبده.
(2)هل هذا الشيء أو هذا التصرف يبني ويزداد به ثباتي في المسيح وتزداد علاقتي بالله، ويزداد حبي له فأقترب إليه ويقربني له.
(3) هل
مثل هذه التصرفات ستجعلني عبدًا لعادة ما، أو هل هذا الشيء سيتسلط عليَّ ويستعبدني
بعد أن حررني المسيح. إذًا فلأترك هذه العادة وأحذر لئلا يتسلط عليَّ عادة جديدة (مثال:- فنجان قهوة في الصباح تَعَوَّدت عليه قد يمنعني من الصيام).
ولاحظ
أن الروح القدس يرشد لما يوافق ويبني. حقًا لقد صرنا أحرارًا، ولكن يجب أن تتقيد
حريتي بقواعد روحية أخلاقية، ولا يكون شعاري هو الحرية لأجل الحرية، بل أن أختار
من الأفعال ما هو خير وأرفض ما هو شرير. فإن بعض الناس يسيئون استخدام معنى الحرية
ويخضعون باسم الحرية لما يستعبدهم (السجائر مثلًا). وطبعًا فالرسول يبدأ كلامه عن
تقديس الجسد بهذه القوانين ليقول، هل الزنا يوافق ويبني؟!
آية 13:- "الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ، وَاللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ. وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ، وَالرَّبُّ لِلْجَسَدِ."
الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ، وَاللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ
= غالبًا هذا مثل شعبي في كورنثوس، والمقصود بالجوف هو شهوة التلذذ بالأطعمة. وأهل كورنثوس حاولوا تطبيق المثل الشعبي على الزنا بقولهم "الجسد للزنا والزنا للجسد والله سيبيد هذا وذاك". والرسول يرد.. وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا فهو يعترض على ما يقولونه شارحًا لماذا يرفض هذا الكلام. ويقول حقًا إن الأطعمة وضعت من أجل أن تؤكل، وكذلك الجوف هو من أجل الأطعمة، وفي حياتنا الأبدية لن يكون هناك حاجة لهذه أو تلك، أي الأطعمة وشهوتها أي شهوة الجوف، فسيكون لنا أجساد روحانية لا تحتاج الطعام. وقوله اللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ نلمح فيه أنه علينا عدم الاهتمام الشديد بالطعام، فالجسد كله سيباد. وفي الحياة الأبدية سنتحرر من شهوة الطعام حيث لا جوع ولا عطش (رؤ 7: 16). وعلينا من الآن أن نحيا هذه الحياة السمائية فلا نصير عبيدًا للجوف والأطعمة كما تفعل كنيستنا بزيادة مدة الأصوام.ولكن عمومًا فشهوة الطعام شيء والزنا شيء آخر، فالطعام مهما كان لن يدنس الجسد أما الزنا فيدنس الجسد. والله لم يخلق الجسد للزنى ولكنه خلقه لأجله أي لأجل الرب، ليصبح ملكًا لهُ ويسكن فيه، وهدف خلقة الجسد أن نمجد الله بأجسادنا وحياتنا بأعمال صالحة خُلِقْنا لنعملها (أف2: 10). ومن عاش يمجد الرب في جسده، هو تاجَرَ بوزناته وربح، فهذا سيقيم الله جسده ليتم إتحاد جسده بالمسيح. وسيعطيه الله جسدًا ممجدًا في السماء.
وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا
= لأن الجسد الآن في المسيح ونحن أعضاء في هذا الجسد، لذلك نحن هيكل الله. والأطعمة لن تفصلني عن الله. أما من يترك جسده للزنى الآن فهو لا يحقق الغرض الذي خلق الله جسده لأجله، بل هو يفصل نفسه عن حياة المسيح الأبدية التي نالها في المعمودية، وبهذا فهو يترك جسده ليحتله إبليس ويُعَرِّضَه للفساد، وهنا نطبق ما قاله الرسول من قبل "من يفسد هيكل الله يفسده الله" (1كو 3: 17). أما من كانت له حياة المسيح ثابتة فيه فجسده لن يباد ولكنه سيقوم في غير فساد. ولذلك يجب أن نحرص على تقديس أجسادنا أي تكون مخصصة ومكرسة للمسيح، ولا نسمح بأن يلحق بها دنس حتى لا يُفسد الله أجسادنا، وتنفصل عنا حياة المسيح. وبالتالي لا يكون لنا نصيب في أمجاد الحياة الأبدية إذ قد فقدنا حياة المسيح الأبدية، ونفقد حياة البركة والفرح على الأرض.الْجَسَدَ لِلرَّبِّ
= الرب إفتدى الإنسان بالصليب، فصار يملكه جسدًا ونفسًا وروحا، وهو إشتراه بدمه وإمتلكه ليسكن فيه (1كو3: 16). إذًا ليس من حق الإنسان أن يستخدم جسده في الزنا. ويقصد الرسول من الآية ككل أنه ليس من حق الإنسان الذي صار ابنًا لله أن يستخدم جسده في الزنا. ولا وجه للمقارنة بين الطعام والزنا، فمن حقه أن يستخدم المعدة للأطعمة، ولكن إن أراد أن يستمر جسده للرب فليس من حقه أن يزني.وكلمة الجسد جاءت هنا "سوما" σώμα أي كياننا كله وشخصيتنا الظاهرة التي نتعامل بها مع الآخرين بكل ما فيها من عواطف ومشاعر وأفكار. أما كلمة جسد بمعنى لحم ودم فهي في اليونانية "ساركس" σαρξ. والمقصود أن الله يطلب الإنسان كله جسدا ونفسا وروحا وإرادة ومشاعر وأفكار وطاقات، وهذا معنى "يا ابني إعطني قلبك" (أم23: 26) فالقلب يعني كل هذا في الفكر الكتابي.
وبهذا نفهم أن الزنا لا يؤثر فقط في لحم ودم الإنسان بل في أخلاقياته وكيانه، وبالزنا سيتلوث جسدًا ونفسًا وروحًا. فبالزنا يخطئ الإنسان إلى نفسه. ومن يزني فهو يظن أنه يرتوي ولكنه يكون كمن يبحث عن ماء في أبار مشققة لا تضبط ماء (إر 2: 13). ولنسأل سليمان الحكيم...هل شبع من 900 امرأة؟ لا بل جعلهم 1000 !!. هذا هو الماء الذي من يشرب منه يعطش أي الملذات الجسدية. فمن يجري وراء شهوات العالم لا يشبع بل يمتلئ غمًا ويظل يجري وراء نفس الشيء العمر كله دون أن يرتوي، بل كل يوم يزداد غمًا نتيجة إستعباد الشياطين له. فمن يفسد هيكل الله يُفسده الله، وذلك بأن تنفصل عنه حياة المسيح الأبدية، فلا شركة للنور مع الظلمة، وتذهب عنه حماية الله له فقد انفصل الله عنه. وهنا يتلذذ عدو الخير
بأن يضرب هذا الإنسان بالأمراض الجسدية والنفسية، وينتقل من فساد لفساد، ونهايته فساد أبدي.أما من يذهب لله ينبوع الماء الحي يشبعه الله ويرويه، فيفرح ويشتاق للمزيد، وطوبى للجياع والعطاش للبر لأنهم يُشبعون (مت 5: 6) ومثل هذا يزداد فرحًا يومًا بعد يوم. وينتقل من مجد إلى مجد حتى يحصل على الجسد الممجد أبديًا.
الرَّبُّ لِلْجَسَدِ
= الجسد يحتاج للرب ليحيا ويشبع نفسا وجسدا وروحا، والإنسان لا يستطيع حقيقة أن يشبع ويرتوي سوى بالله فهو مخلوق على صورة الله. ويحتاج الإنسان للرب ليتمم غرض الله الذي خلقه لأجله "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئا" (يو15: 5). والله يريد بل يفرح بأن يساعد الإنسان ويشبعه ويملأه فرحا، ويعينه ويقويه ليتمم ما خلقه لأجله.. والمسيح جاء ليرفع من شأن الجسد وليجعلنا خدامًا له نكرمه في أجسادنا. والرب يعتني بأجسادنا حتى وإن متنا تكون أجسادنا وديعة عنده يقيمها ثانية ولكن في جسد ممجد (2تي 1: 12).
آية 14: - "وَاللهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُوَّتِهِ."
والله قد أقام الرب
= لاهوت المسيح أقام جسده من الموت لأن لاهوته لم يفارق ناسوته وهو في القبر، بل كان جسد المسيح في القبر فيه حياة لإتحاد لاهوته به. وبنفس الأسلوب فإن كل من هو ثابت في المسيح، هو له حياة أبدية. وليس معنى أننا نموت الآن أن هذه هي النهاية بل الله سيقيمنا كما أقام المسيح، فحياة المسيح فينا لذلك نحن لا نموت بل ننتقل وسنقوم ثانية. أجسادنا لن تفنى بل الله سيقيمها بقوته. فالمسيح بقيامته وهب أجسادنا قوة القيامة فسنحيا للأبد في غير فساد. وفي الحياة بعد القيامة سينتهي دور الطعام والمعدة (الجوف) ولكن الجسد سَيُقام في مجد إن عشنا به غير دنسًا ثابتين في المسيح. الجوف والأطعمة سيبطلان أما الجسد فلن يبطل ولن يفنى. ومَنْ يخضع لأهوائه الآن يُحَقِّر جسده الذي يريد الله أن يمجده، فيفقد من يُحَقِّر جسده هذا المجد.ولماذا تنفصل حياة المسيح عن الزاني؟
آية 15: - "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!"
لقد صرنا متحدين مع المسيح وصرنا أعضاء جسده، لحم من لحمه وعظم من عظامه (أف 5: 30) وهذا تم بالمعمودية والتناول. فانظر إذن إلى أي حد عندما نهين ونحتقر أجسادنا عندما نُخضعها للشهوات... أنظر إلى أي حد نهين ونحتقر في الوقت نفسه أعضاء جسد المسيح، ومعنى كل ذلك أننا لا يجب أن نتصرف في أجسادنا كما لو كانت في ملكيتنا أو حيازتنا. نحن لسنا نملك الجسد أي ليس من حقنا حرية التصرف في أجسادنا. أما من يقول أنا حر وسأفعل بجسدي ما أريد، فالله سيحاول معه في البداية منعه من طريق الانحراف ولكن أمام إصراره ينفصل عنه الله. في البداية يضيق الله عليه الطريق كما فعل مع الابن الضال حتى يعود تائبًا، ولكن أمام إصرار الإنسان على الخطية فالله لا يقيد حريته ويتركه يفعل ما يريد، ولكن الله لن يسمح بإهانة نفسه وينفصل عن هذا الزاني، فلا شركة للنور مع الظلمة وهذا معنى قول الرب "أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" (رؤ3: 16). وحينما ينفصل الله عن هذا الزاني يصير عرضة لذل وإستعباد إبليس وهذا هو الخراب والفساد، فإبليس يتلذذ بعذاب البشر.
والجسد هنا ليس اللحم والدم بل كيان الإنسان كله، لأن أعضاء المسيح ليست فقط لحم ودم، بل أعضاء حية تلتصق بالرب، بالكيان كله روحًا ونفسًا وجسدًا. فحينما نتحد بالرب نتحد بكياننا كله نفسا وجسدا وروحا. والعكس فمع خطية الزنا ينفصل الله، ونصبح بلا حماية أمام إبليس. فإن تمكن إبليس من إنسان (إذ رفع الله حمايته عنه) يضرب الإنسان نفسا وجسدا، أما الروح فتموت إذ أن الله انفصل عنها بسبب الزنا، فانفصلت عنها حياة المسيح الأبدية. وهذا معنى قول الرب "لك اسم أنك حي وأنت ميت" (رؤ3: 1).
فكيف نستخدم أجسادنا استخدام سيء يهين إنتسابنا وإنتمائنا لجسد المسيح السري وذلك بالزنا فنخسر حياتنا وأبديتنا وحماية الله لنا من ضربات إبليس.أَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ
= لاحظ أن كلمتي أعضاء وزانية جائتا على شكل مضاف ومضاف إليه. أي أجعل أعضاء المسيح (التي هي جسدي) أعضاء امرأة زانية PROSTITUTE أوHARLOT.
آية 16: - "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ؟ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا»."
ما
الذي يجعل أعضاء المسيح أعضاء امرأة زانية في حالة الزنا؟ يقول الرسول ألا تعلمون
أن ذلك الذي يزني مع امرأة زانية يكون هو وهي جسدًا واحدًا، أي أنه ينتج عن هذا
الارتباط شخصية واحدة هي خلاصة هذا الإتحاد بين الرجل الزاني والمرأة الزانية.
وحيث إن المسيح لن يقبل
على
نفسه هذا فلا شركة للنور مع الظلمة. (2 كو6: 14، 15)
فيحدث أن المسيح لا يثبت في الزاني أو الزانية وهذا عكس " اثبتوا فيَّ وأنا فيكم
" وهذا الانفصال معناه عدم إتحاد وبالتالي موت، فالمسيح هو القيامة والحياة
ومن لا يثبت في المسيح يموت:-
1) يُحرم هنا من البركات الإلهية والحماية الإلهية.
2) يُحرم من الحياة الأبدية.
والمعنى أن الله سيفسده. فإتحادنا بالمسيح لا يجيء إلاّ إذا كانت لنا الأجساد الطاهرة النقية، وكيف يستمر ثباتنا في المسيح وتكون لنا حياته الأبدية، ونحن نهين أعضاءه ونجعلها واحدا مع زانية.
والرسول إعتمد على قول الله "ويكونان جسدا واحدا" (تك 2: 24) في فهم أن العلاقة الجسدية بين أي رجل وأي إمرأة تجعلهما جسدا واحدا، سواء هما زوجين أم لا.
آية 17:- "وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ."
(قارن مع "سلم الدرجات الروحية" في المقدمة).
الإنسان
حر أن يختار بين أن يصعد لمستويات روحية أو ينحدر للجِسْدانيَّات(1). فهو روح واحد =
هذه عكس الحالة السابقة التي فيها صار الإنسان جسدًا واحدًا مع زانية (هذه كانت
قاع الدرجات الروحية) أمّا من اختار الالتصاق بالله فينطلق لمستويات الروح العالية،
فهو يتحد بالله روحيًا بمعنى أن روحه تمتلئ بروح الله، وتسلك في طاعة كاملة لهُ،
إذ تقتني بالروح فكر المسيح.
وهذا
يتم بأن يوجه الإنسان المؤمن قلبه وإرادته لله. والزواج يجعل الزوجين جسدًا واحدًا،
كذلك الروح باقترانها بالمسيح بالإيمان والمحبة صارت معه روحًا واحدًا. إن ذلك
الإنسان الذي يخضع للرب يسوع ويتصل به والذي يملأه روح الرب ويوجهه، أي الذي يخضع
خضوعًا تامًا لروح الرب وإرشاداته يصبح مع الرب روحًا واحدًا، أي أن الاتحاد بين
المؤمن وبين المسيح ينتهي إلى أن تمتلئ روح الإنسان بروح الرب، وإلى أن يوجه
الإنسان كله بواسطة الرب يسوع، فإذا كان الإتحاد مع الشر هو إتحاد جسدي، فإن
الإتحاد مع الرب يسوع
على
عكس ذلك هو إتحاد روحي فبينما أن الالتصاق بالزانية يؤدي
إلى أن يكون الاثنان جسدًا واحدًا لأنه التصاق شهواني مادي، فإن الالتصاق بالمسيح
يؤدي إلى أن يكون الإنسان والمسيح روحًا واحدًا لأن الإتحاد هنا إتحاد روحي فيكون
لنا فكر المسيح (1 كو 2: 16).
(راجع في
المقدمة "سلم الدرجات الروحية")
الإنسان
حر في أن ينحدر ويهبط لمستوى الجسدانيات أو يرتفع لمستوى روحي عالٍ.
1-
الهبوط لمستوى الجسدانيات = هذا الإنسان يسير وراء شهواته كأنه في غيبوبة
لا تحركه سوى شهواته، فهو يزني وبهذا يتحد بزانية ويصير جسد شهواني. هو لا يتحرك
سوى وراء شهواته. في البداية يسمع صوت الروح القدس يبكته
على
ما يفعل، ولكنه يقاوم
الصوت فينطفئ الروح فيه وينحدر ليصير كأنه جسد بلا روح.
2- الانطلاق لمستويات الروح العالية = هذا يسمع صوت الروح
القدس ويتجاوب ويشعر بصراع بين الروح والجسد فيقمع جسده ويستعبده، صائمًا مصليًا،
يسبح الله دائمًا، فيضمحل جسده وشهواته ويصير كأنه روح بلا جسد. ولأنه يسمع لصوت
الروح ويتجاوب معه يمتلئ من الروح، وتموت شهواته الجسدية. وكلما ازداد قمعًا لجسده
يفني الجسد يومًا فيومًا ويتجدد الروحاني يومًا فيومًا. وهذا ما جعل الكنيسة تزيد
في الأصوام. والله يساعد مثل هذا ببعض الأمراض والتجارب ليضمحل الجسد فتنمو الروح،
قارن مع (2 كو 4: 16).
لماذا
كان الزنا محرمًا؟
الزنا
لا يعبر عن حب عفيف طاهر، ولكنه يعبر عن شهوة دنيئة يستغل فيها أحد الطرفين الطرف
الآخر لإشباع لذاته بلا تقدير لإنسانيته. في الزنا ليس التصاق بين روح وروح ولا
بين فكر وفكر بل بين شهوة وشهوة، بين جسد وجسد. فلا إتحاد روحي بين الاثنين. هذا
الاتحاد لا يستمر إلا في الصلة الشرعية أي الزواج الذي هدفه تكوين أسرة فيها يبذل
كل واحد نفسه لأجل الآخر في محبة وفي لقاء فكري وعواطف سامية لذلك فمضجع الزواج
غير دنس (عب 13: 4)
الحب
هو ما شابه حب المسيح أي الحب المنطلق من الذات نحو الأخر.
أما الشهوة فهي انحصار وأنانية وتقوقع حول الذات |
الحب
هو بذل كما بذل المسيح ذاته فمن يتشبه بالمسيح وينطلق من ذاته ويبحث عن الآخر
تكون له حياة، أمّا مَنْ ينغلق على ذاته في شهوانية فهو يتقوقع حول ذاته فيموت.
فالتشبه بالله فيه حياة والعكس هو موت. وللأسف فلقد انتشر في الغرب الآن تعبير
TO
MAKE LOVE عن ممارسة الجنس، وهذا خداع شيطاني فشتان الفرق بين الحب والشهوة الجنسية.
آية 18: - "اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ."
اهربوا
من الزنا
= رأينا بشاعة خطية الزنا وهولها. فبسببها لا يمكن الإتحاد بالمسيح وبالتالي
فساد الإنسان. لذلك وصية الرسول كانت اهربوا من الزنا، هي وصية أب يخاف
على
أولاده.
إن كان الله يعاقب من يخطئ إلى هيكل الله أو الكنيسة، فسيعاقب الزاني لأنه أخطأ في
حق جسده الذي هو هيكل الله. وإن كنا نقدس ونحترم الكأس والصينية اللذان يوضع
فيهما الجسد والدم، ألا نقدس جسدنا الذي هو هيكل الله، والذي اتحد بالجسد والدم.
وربما
تفهم الآية
على
أن من يزني يخطئ إلى جسده فيصيبه بالأمراض وهذا صحيح. لكن كلمة جسد
هنا تعبر عن الشخصية والكيان وليس اللحم والدم فقط. فالزنا يجعل الإنسان في إتحاد
مع من يلتصق به، وبذلك ينفصل عن المسيح ويُحرم من الإتحاد به سواء
على
الأرض أو
في الأبدية = يخطئ إلى جسده.
هي
خارجة عن الجسد = الجسد هنا بكونه عضو في جسد المسيح. فالزنا بالذات يلحق
إهانة بجسد المسيح إذ يجعل أعضاؤه أعضاء امرأة زانية. وذلك بسبب الوحدة التي تمت
بيننا وبين المسيح في المعمودية والإفخارستيا، أما أي خطية أخرى فهي خارج الجسد هذه الآية تعني
ببساطة أن خطية الزنا كوم وبقية الخطايا كوم آخر.
آية 19: - "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟"
جسدكم
هو هيكل للروح القدس.
(أ)
كيف نقدم أجسادنا للزنا ونحن نعرف أنه بواسطة المعمودية أصبحت أجسادنا هيكل للروح
القدس يسكن فيها، وهذا أخذناه من الله. فبالزنا نهين هيكل الله.
(ب)
بهذا نتحول إلى سماء، فالسماء هي حيث يسكن الله، فهل بعد أن نتصور هذا العلو الذي
وضعنا الله فيه، هل نخطئ لأجسادنا ونحزن قلب الله.
(ج)
يقول
القديس أغسطينوس أن حياة الجسد هي الروح، وحياة الروح هو الله، فروح الله
يحل في النفس وبها يحل في الجسد فيصير جسدنا هيكل للروح القدس المُعْطَى لنا من الله.
(د)
جسدنا ليس ملكًا لنا لنهينه ونلوثه بخطية الزنا. ومن يزني يحزن الروح القدس لأنه
يهين هيكله، ويحزن المسيح فهو بجسده عضو في المسيح، ويحزن الآب الذي فداه بإبنه
وأسكن فيه روحه.
(ه)
في (1 كو 3: 16) قال إننا هيكل لله، وهنا يقول أننا هيكل للروح القدس ومن هذا
نفهم أن الروح القدس هو الله. ومن (2 كو 6: 16) نفهم أننا هيكل الله الحي.
فالروح القدس هو الإله الحي.
آية 20: - "لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ."
= الكلمة اليونانية هي شراء من سوق العبيد فقد كنا عبيد للخطية والسيد هو إبليس. وحينما اشترانا الله صرنا لسنا ملكًا لأنفسنا. بِثَمَنٍ = دم المسيح. وعلى هذا ينبغي أن نطيع وصية هذا الذي صرنا ملكًا له إذ اشترانا. والمسيح سدد الدين للآب وليس لإبليس. فهو مات كمطلب للعدل الإلهي. نحن كنا عبيد مسروقون من بيت ملك عظيم سرقهم سيد قاس ليذلهم ويغيظ بهم أبيهم الملك، فنزل ابن الملك وحجب مجده في جسد كالعبيد، وجاهر بأنه سيموت عنهم ليدفع ثمن حريتهم ففرح السيد القاسي بأنه سيضم لسجنه هذا أيضًا ففاجأهُ المسيح بقوة لاهوته. لقد صارت أجسادنا ملكًا لله الذي خلقها ثم فداها.فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ
= بالبعد عن الخطية، وحفظ جسدنا طاهرًا، منضبطًا، خادمًا لله بكل طاقاته، بل خادمًا للجميع ليشابه سيده الذي أتى ليَخْدِمْ لا ليُخْدَمْ. عابدًا. محتملًا للآلام بشكر وغير مكتئب في ضيقة. صائمًا غير ساعيًا وراء ملذات الدنيا. الله أعطانا جسده طعامًا فلنعطه جسدنا هيكلًا لهُ.حين يرانا الناس وقد قدمنا أجسادنا ذبيحة حب من أجل المسيح، فهذا يمجد المسيح. والذبيحة قد تكون ذبيحة حية بصلب الجسد مع الأهواء والشهوات.
وقد نقدم أجسادنا ذبيحة دموية في استشهاد، وهذا يمجد المسيح بالأكثر وراجع تاريخ الشهداء لترى كم الوثنيين الذين آمنوا بالمسيح ومجدوه إذ رأوا مواكب الشهداء.
وَفِي أَرْوَاحِكُمُ
= بالالتصاق بالله والسلوك بالروح، خاضعين للروح القدس، أي لا نقاوم صوته حتى لا ينطفئ، بل نتجاوب معهُ فنمتلئ بالروح، فتخضع أجسادنا لأرواحنا وأرواحنا للروح القدس. والروح القدس يقود أرواحنا، وأرواحنا تقود أجسادنا.ومَنْ يمتلئ بالروح يحمل صورة المسيح ويعكس صورة مجده فيمجد المسيح إذ يُظْهِر صورته للناس.
ويفرح به الملائكة، ويمجدوا الله على نتيجة عمله الفدائي والخلاص الذي قدمه للبشر (رؤ5: 9 - 14). ويرى الشياطين هذا فيخزوا أمام ما حصل عليه البشر، ويخزوا إذ فشلت حروبهم ضد هذا الإنسان.والمقصود عمومًا أن نبتعد عن كل سلوك رديء خصوصًا الزنا، ولنحرص على الإتحاد به، وذلك بالبعد عن أي شيء يفقدنا نقاوتنا ويدنس أفكارنا وإيجابيًا بعمل البر. وقد يعني مَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ = أي البعد عن خطايا الجسد كالزنا. وَفِي أَرْوَاحِكُمُ = أي البعد عن خطايا الروح كالكبرياء.
ومن يمجد الله بجسده يمجد الله له جسده (رو 8: 30 + 2كو 3: 18). ونمجد الله بجسدنا حين لا نهتم بملذات الدنيا ونميت الجسد بأصوام كثيرة لتسمو الروح.
الله خلق آدم في جنة عَدْن= وهي كلمة عبرية עֵדֶן تعني فرح فهذه هي إرادة الله للانسان . وهذا الفرح كان نتيجة لتبادل الحب مع الله . وكان الله يحب آدم فالله محبة ولذاته مع بنى آدم (أم 8: 31) . ولأن آدم مخلوق على صورة الله فقد تبادل هذا الحب مع الله. فعاش في فرح والسبب أن كل طاقة الحب التي في آدم كانت مقدسة أي متجهة لله .
وبعد الخطية إختبأ آدم من الله، وما عاد يراه، فما عاد له نفس الحب لله . وبدأ الحب يختفي من قلبه . وهنا نفهم معنى ترك آدم للجنة ، أن آدم ترك الفرح . فوجه طاقة الحب التي فيه لجسد امرأته، وهذا معنى أن أول آية بعد السقوط " فانفتحت أعينهما وعلما انهما عريانان "(تك 3: 7 ). وبدأ آدم يوجه طاقة الحب فيه لجسد إمرأته ، وإنشغل بهذه اللذة الجسدية وترك الفرح الحقيقي .
وبعد الفداء جاء الروح القدس ليعيد لنا الحالة الفردوسية الأولى. وكان ذلك بأن سكب محبة الله في قلوبنا (رو 5: 5). وكان من ثمار ذلك محبة فرح .....(غل 5: 22) .
ولهذا نرى بولس الرسول فيما يأتي يفضل البتولية على الزواج، وذلك حتى يمكن تكريس طاقة الحب في القلب لله. فنتذوق الفرح الذي لا يمكن لأحد أن ينزعه منا.
الفرح |
الملذات الحسية |
عطية الله "أراكم فتفرح قلوبكم" (يو16: 22). |
عطية الجسد، وعدو الخير يثير غرائزنا. |
دائم مستمر كنور الشمس، لا يتأثر بالظروف الخارجية. |
وقتي للحظات، كنور البرق، يضيء لحظات ولكن يعقبه ظلام ثانية. |
ينتصر على أي ألم " لا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16: 22). ولنرى أفراح وتهليل الشهداء وهم مقبلون على الموت. |
هذا لا يقدر على مواجهة الألم والضيقات، فهل تقدر لذة حسية أن تعطي فرحًا لمشرف على الموت. |
الله لم يطرد آدم من الجنة كمكان، فالجنة كانت في أرض العراق، وآدم استمر في أرض العراق بعد السقوط. ولكن معنى طرد آدم أن الأرض التي يحيا فيها لم تعد مكانا للفرح كما كانت قبل السقوط.
لقد خدع الشيطان آدم وحواء بأن اللذات الحسية هي الفرح، وما زالت هذه الخدعة تعمى أعين البشر عن الفرح الحقيقي، فيلهثون وراء اللذات الحسية، ولكنهم يجهلون طريق الفرح. وهذا الفرح كما سبق ليس له سوى طريق واحد هو القلب المنفتح بالحب لله وحده.
محبة الله للإنسان أزلية أبدية (راجع تفسير يو13: 1). فقد كنا نشغل فكر الله منذ الأزل، كنا فكرة في عقل الله، الله يحبنا، وظل فترة طويلة من الزمان يُعِّد جنة لآدم ليحيا فيها في فرح (عَدْنْ كلمة عبرية עֵדֶן وتعني فرح وبهجة). وبعد أن أعد الله كل شيء خلقنا. الله أحبنا فخلقنا بعد أن أعد جنة جميلة لنفرح فيها.
حينما أراد الله أن يُخبر حزقيال النبي بأنه سمح بأن تحترق أورشليم بسبب نجاساتها، وأنه لن يحزن على ما سيفعله بها لأنه إنما يفعل هذا ليطهرها ويشفيها من وثنيتها، قال لحزقيال "يا ابن آدم هأنذا آخذ عنك شهوة عينيك بضربة فلا تنح ولا تبك ولا تنزل دموعك. تنهد ساكتا لا تعمل مناحة على اموات (الموت هنا هو موت الخطية) .." (حز24: 16 ، 17). وكان هذا ليفهم الشعب أن الله سمح بتطهير أورشليم بأن يتركها ليد البابليين ولكن هذا ليطهرها إذ كانوا في وثنيتهم أمواتا في نظر الله. وكما لم يبكِ حزقيال على زوجته شهوة عينيه بل تنهد، هكذا الله لن يحزن على حرق أورشليم بل كما لو كان يتنهد فقط. ولكن لاحظ تعبير شهوة عينيك الذي يعني أن شعب الله هو شهوة عينيه. كل هذا الحب في قلب الله تجاهنا نحن البشر. وتشير الآية لأن الضربات أو قل التجارب التي يسمح بها الله لشعبه هي لتنقيته.
والله هو الذي يقول "ولذاتي مع بني آدم" (أم8: 31).
بل كل ما قلناه لا يعادل منظر المسيح معلقا على الصليب لأجل آدم ونسله "ليس لأحد حب اعظم من هذا: أن يضع احد نفسه لأجل احبائه" (يو15: 13).
"لأني هانذا خالق سموات جديدة وأرضا جديدة فلا تُذكر الأولى ولا تخطر على بال. بل افرحوا وابتهجوا إلى الابد فيما انا خالق لأني هانذا خالق اورشليم بهجة وشعبها فَرَحًا (الفرح هنا هو فرح الله بشعبه). فابتهج باورشليم وافرح بشعبي ولا يسمع بعد فيها صوت بكاء ولا صوت صراخ" (إش65: 17 - 19).
نلاحظ في الآية الأخيرة أن فرحة الله هي في أن يرى البشر في حالة فرح :-
الله خلقنا للفرح في جنة الفرح كما قلنا.
والله خلقنا لنحيا أبديا (كانت شجرة الحياة أمام آدم وهو الذي رفضها).
والله خلقنا للمجد. المجد هو الله نفسه (زك2: 5) المجد هو طبيعة الله. ومن يرى الله ينعكس عليه هذا المجد (هذا ما حدث مع موسى إذ لمع وجهه حينما رأى النذر اليسير من مجد الله) فما بالك بآدم الذي كان يرى الله.
ولما فقدنا كل هذا تجسد الابن ليعيدنا إلى ما أراده الله من البدء.
ولأن الفرح له طريق واحد وهو اتجاه القلب إلى الله بالحب، كما يتجه الله بالحب نحو الإنسان، نجد الله يطلب هذا "اسمع يا إسرائيل. الرب الهنا رب واحد، فتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك" (تث6: 4 ، 5). وكانت هذه الوصية ليضمن الله أن يحيا شعبه في فرح. وبقدر ما ينشغل القلب بحب الله يزداد فرح القلب. فالفرح ينتج عن المحبة، وبدون محبة لا يوجد فرح حقيقي. ولاحظ ثمار الروح محبة، فرح، ... المحبة أولًا ثم يليها الفرح.
وكما يعتبر الرجل إمرأته زانية لو أحبت رجلا غيره، يسمي الله مَنْ يذهب لوثن أن هذا "زنا روحي". "احترز من أن تقطع عهدا مع سكان الأرض. فيزنون وراء آلهتهم ويذبحون لالهتهم فتُدعى وتاكل من ذبيحتهم" (خر34: 15 ، 16).
المسيح أعاد الفرح لنا بأن أرسل الروح القدس الذي من ثماره الفرح. وكلما نمتلئ بالروح يزداد الفرح، والرسول يطلب منا قائلا "إمتلئوا بالروح" (أف5: 18 - 21). وبولس الرسول يقول "افرحوا في الرب كل حين" (في 4: 4).
ما يحزن قلب الله جدًا أن يجد أحد أولاده الأحباء يسعى قلبه وراء لذة حسية، تاركا محبته فيضيع فرح هذا الشخص مما يُحزن قلب الله جدًا، إذ إنخدع هذا الإنسان بخدعة الشيطان أن اللذة الحسية هي الفرح.
من يسعى وراء الملذات الحسية كالزنى رافضا محبة الله والفرح الروحي، يفرح قلب الشيطان، ويزيد له الشيطان لذة وراء أخرى. ولكن بينما أن الله يعطي بسخاء ولا يُعَيِّر (يع1: 5)، نجد أن الشيطان يُعطى من ملذات هذا العالم ولكنه يُطالب بالثمن، وهو العبودية له كما قال للسيد المسيح في تجربة الجبل "أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي" (مت4: 9). لذلك قال عنه الرب "رئيس هذا العالم" فهو يستخدم إغراءات العالم ليسقط بها أولاد الله. وعند موت هذا الإنسان يأتي الشيطان ويُطالب بثمن ما قدمه لهذا الإنسان. وعندما لا يجد هذا الإنسان البائس ما يقدمه له، يأخذه الشيطان معه إلى مكانه الجحيم. وهذا ما يُحزن قلب الله الذي دفع في هذا الإنسان ثمنا غاليا هو دمه.
أما المسيح فلأنه لم يقبل من يد الشيطان أي شيء قال "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء" (يو14: 30). وكل من هو ثابت في المسيح يستطيع أن يردد هذا الذي قاله المسيح. لذلك يطلب منا المسيح أن نثبت فيه (يو15: 4) ويطلب منا أن لا نعود ونستعبد له بعد أنه حررنا (يو8: 30 - 36).
إذًا الله يقدم لنا طريق الفرح وهو أن نحب الله من القلب ونثبت فيه. ويحزن الله على من يسلك في طريق الملذات الخاطئة تاركا محبته، فيستعبده إبليس فيهلك. وإذا حزن الله يَحزن معه السمائيين، وذلك على هلاك تلك النفس. فإذا قدَّم هذا الخاطئ توبة يفرح به الله ويفرح به السمائيين، ويجري عليه الله ليحتضنه كما إحتضن الأب ابنه الضال إذ عاد إليه.
طريق الفرح وطريق الملذات الجسدية الحسية طريقان متضادان تمامًا. الطريق الأول هو الالتصاق بالله، وإنفتاح العين على محبته، فنحبه، فنفرح، ويزداد التصاقنا به والثبات فيه فنحيا إذ أن الله هو الحياة. والطريق الثاني هو طريق السعي وراء الملذات الحسية، وهذا يحدث كما حدث مع آدم، إذ حينما إختبأ من الله ولم يعد يراه بدأت محبته في النقصان، ومع تزايد الخطية، ازداد عَمَى العيون وإنطفأت معرفة الله وضاعت المحبة، ولاحظ أن معرفة الله ومحبة الله كلاهما لهما معنى واحد هو الثبات في الله (راجع تفسير يو15: 9). وعدم الثبات في الله يعني الموت إذ أن الله هو الحياة (يو11: 25 + يو6: 57). والنتيجة ضياع الفرح والسقوط في يد إبليس والموت. وموت الإنسان يُحزن قلب الله حزن أب هلك ابنه، بل أن الله إشترانا بثمن غالٍ جدًا.
تعليق على النقطة السابقة: أتصور أن الله خلق آدم في حالة كمال وكانت له طاقة حب بها يتجه قلبه إلى الله فيحب الله من كل قلبه فيفرح. ثم خلق الله حواء فأحبها آدم وفرح بها كمعين نظيره ولكن بدون شهوات جسدية. أحب آدم إمرأته من خلال محبته لله، ومن يحب الله يجد نفسه يحب الناس فما بالك بحواء إمرأته المأخوذة منه (1يو4: 21). ولكن بعد السقوط تشوهت هذه الطاقة وبدأ كلاهما إستخدامها لأجل اللذة الحسية. وطريق اللذة الحسية هو إستخدام خاطئ لطاقة الحب التي أعطاها الله للإنسان ليتجه بها لله فيعرفه ويحبه، هو طريق يعمي العين عن محبة الله ومعرفته وبالتالي عدم الثبات فيه والنتيجة الموت.
وهنا يثور سؤال - الله قال لآدم وحواء "أثمروا وأكثروا وإملأوا الأرض" (تك1: 28). فكيف كان سيتم هذا؟ قطعا الإجابة غير واضحة فقد تشوهت طبيعتنا، ولكن كان التناسل في تصوري سيتم بنفس الأسلوب الذي وضعه الله في أجسادنا ولكن بدون شهوات فالقلب متجه بالكامل لله ليفرحوا.
أما الزواج فإن الذي أسسه هو الله لبقاء النسل، لذلك يقول السيد المسيح عن الزواج "ما جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت19: 4 - 6). ورأينا فهم بولس الرسول لعبارة "يكون كلاهما جسد واحد" أنها تعني العلاقة الجسدية، وهذه العلاقة الجسدية مسموح بها من خلال الزواج فقط. ولكن نجد في الإصحاح التالي أن بولس الرسول يطلب فترات يمتنع فيها الزوجان عن العلاقة الجسدية، مكرسين حياتهم لله في صلوات وأصوام، وذلك ليتذوقوا حياة الفرح. فلا يعيشوا كالبهائم لا يدركون سوى الملذات الحسية، وهذا هو ما قاله الملاك روفائيل لطوبيا الشاب (طو6: 17 ، 18).
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الأولى 7 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير كورنثوس الأولى 5 |
_____
(1) الجِسْدانيات أي الأمور الجسدية أو المتعلقة بالجسد.. فهناك إنسان روحاني يسلك حسب الروح، وإنسان جِسْداني يسلك حسب الجسد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5yd8qqa