محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
ميخا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
يظهر الله هنا محبته لشعبه وأنه يود لو أن تكون له علاقة محبة معهم. ونجده هنا يتعاتب معهم، وكأنه قاضٍ ينزل عن كرسي القضاء حتى يجلس مع المتهم ويعاتبه.
الآيات (1-5): "اِسْمَعُوا مَا قَالَهُ الرَّبُّ: «قُمْ خَاصِمْ لَدَى الْجِبَالِ وَلْتَسْمَعِ التِّلاَلُ صَوْتَكَ. اِسْمَعِي خُصُومَةَ الرَّبِّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ وَيَا أُسُسَ الأَرْضِ الدَّائِمَةَ. فَإِنَّ لِلرَّبِّ خُصُومَةً مَعَ شَعْبِهِ وَهُوَ يُحَاكِمُ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَعْبِي، مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ وَبِمَاذَا أَضْجَرْتُكَ؟ اشْهَدْ عَلَيَّ! إِنِّي أَصْعَدْتُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَفَكَكْتُكَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَأَرْسَلْتُ أَمَامَكَ مُوسَى وَهارُونَ وَمَرْيَمَ. يَا شَعْبِي اذْكُرْ بِمَاذَا تَآمَرَ بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ، وَبِمَاذَا أَجَابَهُ بَلْعَامُ بْنُ بَعُورَ، مِنْ شِطِّيمَ إِلَى الْجِلْجَالِ، لِكَيْ تَعْرِفَ إِجَادَةَ الرَّبِّ»."
قم خاصم لدى الجبال = الله يلجأ للطبيعة ليشهدها على أعمال محبته نحو هذا الشعب، لأنه لم يبقى إنسان ليشهده على ذلك فالكل زاغوا وفسدوا بل أن هذه الجبال والتلال في حالة خجل من الممارسات الوثنية التي تمارس عليها. وربما سمعت الجبال والتلال وأسس الأرض، أما هذا الشعب فله أذان ولا يسمع، وله عيون ولا يبصر، لقد تبلدوا تمامًا. والله هنا يحاكمهم بأنبيائه وبأعمال عنايته. فإن للرب خصومة = فالخطية تولد خصومة بين الله والإنسان. وفي (3) يتحداهم الله ليذكروا ماذا فعله ضدهم فجعلهم يهجرونه ويثوروا ويتمردوا عليه. وهو لم يظلمهم في شيء، ولم يثقل عليهم ولم يخدعهم في شيء. وفي (4، 5) يذكرهم بسابق إحساناته عليهم فهو [1] حررهم من العبودية = فككتك من بيت العبودية. [2] موسى وهرون ومريم = موسى رمز للمسيح الكلمة وهرون رمز للمسيح الكاهن الذي قدم نفسه ذبيحة ومريم تشير للكنيسة التي جعلها المسيح جسده فصارت تسبح كمريم. وكأن موسى وهرون ومريم إشارة لسر المسيح وكنيسته، المسيح الكلمة الإلهي الذي تجسد وصار كاهنًا ليقدم ذبيحة نفسه فيحرر كنيسته ويجعل منها جسده فتسبحه العمر كله. [3]بالاق الملك طلب من بلعام أن يلعن له الشعب غير أن الله وضع كلمات بركة في فمه. فها هنا نجد الله يحول اللعنة إلى بركة، ويحول أعداء الكنيسة لخدام الكنيسة يباركوا بدلًا من أن يلعنوا، لأن الله أحب الكنيسة (تث5:23 + أش1:60-17). [4] شطيم = آخر محطة لهم خارج كنعان. والجلجال = أول محطة أو مقر لهم داخل كنعان. وبين شطيم والجلجال مات موسى وأعطاهم الله يشوع رمزًا للمسيح الذي به بل فيه ندخل لكنعان السماوية. من شطيم للجلجال هو انتقالنا من هذه الحياة لندخل للحياة السماوية الأبدية (أي الموت الجسدي). إذًا ملخص ما أعطاه الله للإنسان، أنه حرره من إبليس والعبودية (مصر) وجعله جسدًا للمسيح ابن الله، والمسيح رأسًا للكنيسة وأخضع أعداءه له، وحول له اللعنة إلى بركة، وبعد الموت يعطيه السماء ميراثًا له فلماذا نخاصمه. لكي تعرف إجادة الرب = فلنتأمل جودة عطاياه ونشكره.
الآيات (6-8): "بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُول أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ، بِرِبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي، ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ."
هنا تساؤل لإنسان حساس، بعد أن سمع عطايا الله وجودته، فتأثر من محبته وتحرك ضميره أمام عتاب الرب وتساءل كيف يرضي الرب، مثل هذا الإنسان يريد أن يتصالح مع الله، فيسأل ما الذي يرضيه، وتقدم هذا الإنسان ببعض الآراء. [1] مُحْرَقَاتٍ.. عُجُول أَبْنَاءِ سَنَةٍ [2] ألوف الكباش = وكان يكفي كبشًا واحدًا [3] ربوات أنهار زيت = وكان الزيت يقدم كتقدمة [4] أُعْطِي بِكْرِي = تقديم البِكْر: والبكر هو أعز ما للإنسان،(لذلك كان الوثنيون يذبحون أبنائهم لتسكين غضب الآلهة). وكل هذا لأن هذا الإنسان الحساس قد شعر بخطيته وأنه أحزن قلب الله = معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي = فالإنسان الذي يشعر بخطيته تكون له الحساسية أن يدرك عطايا الله له وجودته. مثل هذا تنفتح عيناه ويطلب التصالح مع الله معترفًا بخطيته وأنه لا يستحق شيء، بل هو مستعد لأن يقدم كل ما عنده (راجع قصة زكا مع المسيح). ولاحظ الطريقة التي يتحدث بها مثل هذا الإنسان مع الله، بوقار = بم أتقدم إلى الرب وأنحني للإله العلي. ونلاحظ في الاقتراحات المقدمة أنها [1] ذبيحة محرقة = مُحْرَقَاتٍ، بِعُجُول [2] ذبيحة خطية = ألوف كباش [3] تقدمات زيت متدفق كالأنهار. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكل هذا قام به المسيح، إذ قدم نفسه وهو البكر (بِكْرِي) [4] ذبيحة محرقة وذبيحة خطية، ففاض الروح القدس (= الزيت إشارة للروح القدس) على الكنيسة. والمعنى أن كل ما اقترحه الإنسان الذي شعر بعطايا الله وجودتها، ليقدمه لله، قام به المسيح وهو غير مطلوب منا الآن. إذًا ما هو المطلوب؟ أن تصنع الحق = أي لا تظلم أحد (وهذا هو الخير السلبي أن نمتنع عن الشر والظلم) وتحب الرحمة = لكل محتاج [وهذا هو الخير الإيجابي (يع27:1)] وتسلك متواضعًا = تبتعد عن الكبرياء وتشعر أن كل خير لك مصدره الله، وأنك بدونه لا شيء فيسكن الله عندك (أش15:57).
الآيات (9-16): "صَوْتُ الرَّبِّ يُنَادِي لِلْمَدِينَةِ، وَالْحِكْمَةُ تَرَى اسْمَكَ: «اِسْمَعُوا لِلْقَضِيبِ وَمَنْ رَسَمَهُ. أَفِي بَيْتِ الشِّرِّيرِ بَعْدُ كُنُوزُ شَرّ وَإِيفَةٌ نَاقِصَةٌ مَلْعُونَةٌ؟ هَلْ أَتَزَكَّى مَعَ مَوَازِينِ الشَّرِّ وَمَعَ كِيسِ مَعَايِيرِ الْغِشِّ؟ فَإِنَّ أَغْنِيَاءَهَا مَلآنُونَ ظُلْمًا، وَسُكَّانَهَا يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ، وَلِسَانَهُمْ فِي فَمِهِمْ غَاشٌّ. فَأَنَا قَدْ جَعَلْتُ جُرُوحَكَ عَدِيمَةَ الشِّفَاءِ، مُخْرِبًا مِنْ أَجْلِ خَطَايَاكَ. أَنْتَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْبَعُ، وَجُوعُكَ فِي جَوْفِكَ. وَتُعَزِّلُ وَلاَ تُنَجِّي، وَالَّذِي تُنَجِّيهِ أَدْفَعُهُ إِلَى السَّيْفِ. أَنْتَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ. أَنْتَ تَدُوسُ زَيْتُونًا وَلاَ تَدَّهِنُ بِزَيْتٍ، وَسُلاَفَةً وَلاَ تَشْرَبُ خَمْرًا. وَتُحْفَظُ فَرَائِضُ «عُمْرِي» وَجَمِيعُ أَعْمَالِ بَيْتِ «أَخْآبَ»، وَتَسْلُكُونَ بِمَشُورَاتِهِمْ، لِكَيْ أُسَلِّمَكَ لِلْخَرَابِ، وَسُكَّانَهَا لِلصَّفِيرِ، فَتَحْمِلُونَ عَارَ شَعْبِي»."
هذه الآيات عكس السابقة. فالآيات السابقة كانت لإنسان حساس، تائب، تحرك قلبه عندما سمع عتاب الله،
أما هذه فلمن تَقَسَّى قلبه فلم يتحرك أمام عتاب الله:في (9)
صوت الرب ينادي للمدينة = إن كان الله يؤدب لكنه يعاتب الكل والحكمة ترى إسمك = هذه تفهم بطريقتين:-[1] الحكمة هو الرب الذي يرى كل
أعمالنا، والإسم يدل على الشخص الخاطئ الذي يوجه له الله العتاب هنا. والمعنى أن الله يعرف كل فرد وتصرفاته فهو فاحص القلوب والكُلَى.[2] قد تعني الإنسان الذي يوجه له الله العتاب. ومن له حكمة يسمع مناداة الله للمدينة ويرى في أقواله عدله ومحبته وقدرته وكل صفاته المشار لها بإسمه. وأيضًا من له حكمة سيعرف أن الله القدوس الملك القدير لا يقبل الشر، وأن نتيجة وجود الشر في حياة إنسان هو سبب ضياع البركة من حياته. والله كملك له السلطان أن يعاقب. ومن يفهم فليتب عن شره فتعود البركة.
وَالْحِكْمَةُ تَرَى اسْمَكَ: «اِسْمَعُوا لِلْقَضِيبِ وَمَنْ رَسَمَهُ = ومن له حكمة فليسمع للقضيب ومن رسمه: القضيب هو رمز لسلطان الله في
التأديب. وقضيب التأديب ليس بلا هدف إنما هو برسم أي تخطيط إلهي، وإذا عرفنا الله جيدًا سنعرف أن قضيب تأديباته هدفه الخير لنا كمشرط الجراح الذي ينتزع شيء خبيث من داخلنا حتى لا نموت، فالخطية قاتلة. وفي (10) الله لا يقبل الغش ويدينه. الله هنا يكشف أسباب غضبه التي بسببها يرسل قضيب تأديبه، ومنها كنوز الشر أي الكنوز التي جمعوها من الغش والظلم للأبرياء والمساكين. وفي (13) جعلت جروحك عديمة الشفاء = كما ضربوا الفقير وظلموه هكذا لأنهم لم يستجيبوا له عند صراخه لن يستجيب الله لهم حينما يصرخون بعد أن يضربهم بالمرض. وفي (14) لا تكون لهم بركة = تَأْكُلُ وَلاَ تَشْبَعُ.. وَتُعَزِّلُ وَلاَ تُنَجِّي = كلمة تعزل تعني أن يحاول أن يمسك أو يأخذ شيئًا من يد العدو، فحين يهاجمهم العدو سيحاولون أن ينقذوا أي شيء من يده ولن يستطيعوا، فما أخذ بالظلم سيذهب بالظلم. وفي (16) عُمْرِي هو والد أَخْآبَ وكلاهما أشر ملوك إسرائيل فقد أدخل عمري عبادة البعل في إسرائيل (راجع 1مل26:16، 31) وهنا الله يدينهم لأنهم سلكوا حسب مشورات هذين الملكين الأشرار. فتحملون عار شعبي = لأنهم فسدوا وجلبوا الخراب عليهم بسبب خطيتهم فإن تسميتهم شعب الله يزيد عارهم شناعة، لأن أعداءهم سيقولون "هؤلاء شعب الرب" فيجلبون عارًا على اسم الرب .
← تفاسير أصحاحات ميخا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير ميخا 7 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير ميخا 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gd6dpkv