← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29
الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالعِشْرُونَ
(1) داود يخلص قعيلة من الفلسطينيين (ع1-5)
(2) شاول يتعقب داود في قعيلة (ع6-13)
(3) يوناثان يقابل داود ويجدد العهد معه (ع14-18)
(4) خيانة أهل زيف ومطاردة شاول لداود (ع19-29)
1 فَأَخْبَرُوا دَاوُدَ: «هُوَذَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَ قَعِيلَةَ وَيَنْهَبُونَ الْبَيَادِرَ». 2 فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ: «أَأَذْهَبُ وَأَضْرِبُ هَؤُلاَءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟» فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ: «اذْهَبْ وَاضْرِبِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَخَلِّصْ قَعِيلَةَ». 3 فَقَالَ رِجَالُ دَاوُدَ لَهُ: «هَا نَحْنُ هَهُنَا فِي يَهُوذَا خَائِفُونَ, فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذَا ذَهَبْنَا إِلَى قَعِيلَةَ ضِدَّ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟» 4 فَعَادَ أَيْضًا دَاوُدُ وَسَأَلَ مِنَ الرَّبِّ, فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «قُمِ انْزِلْ إِلَى قَعِيلَةَ, فَإِنِّي أَدْفَعُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَدِكَ». 5 فَذَهَبَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ إِلَى قَعِيلَةَ وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَسَاقَ مَوَاشِيَهُمْ وَضَرَبَهُمْ ضَرْبَةً عَظِيمَةً, وَخَلَّصَ دَاوُدُ سُكَّانَ قَعِيلَةَ.
ع1:
بيادر: أجران أي مخازن القمح أو الشعير.قعيلة: بلدة تقع في أراضي سبط يهوذا بالقرب من تخم الفلسطينيين، تبعد ثلاثة أميال من مغارة عدلام وثمانية أميال ونصف شمال غرب حبرون (الخليل حاليًا).
جاء بعض الرجال إلى مكان "داود" وأخبروه أن الفلسطينيين قاموا بغارة على البلدة اليهودية "قعيلة" لنهب محصول القمح أو الشعير الذي قام أهل قعيلة بتخزينه. ويلاحظ أنهم لم يذهبوا لشاول الذي انصرف عن حماية الشعب وكان همه الأول هو قتل "داود".
وهجوم الفلسطينيين على البلاد اليهودية كان بسبب:
ترك الله لشاول فأصبح ضعيفًا غير قادر على حماية بلاده.
انشغل شاول بمقاومة داود ومطاردته وليس حماية شعبه حتى أنه خرّب بعض بلاده مثل نوب (1 صم 22).
فقدان شاول لقائده الحربى الكبير داود.
ع2: لم يندفع داود ولم يبادر بالصعود للحرب وتخليص "قعيلة" بل بدأ بسؤال الله، ربما بإرسال رسول إلى صموئيل أو من خلال أبياثار الكاهن والذي كان يحمل معه الأوريم والتميم، وكانت إجابة الرب له أن يذهب للحرب من أجل تخليص "قعيلة". وهكذا تعلم داود ألا يتحرك أو يفعل شيئًا إلا بعد أن يسأل الله حتى لا يخطئ كما أخطأ وذهب إلى جت. ولعله فهم هنا لماذا أعاده الله بإرشاد جاد النبي إلى أراضي سبط يهوذا، فهذا ليستخدمه في إنقاذ قعيلة وتمهيدًا لتملكه على كل بني إسرائيل.
ع3: إلاّ أن رجال داود المرافقين له خافوا جدًا من الصعود للحرب، وقالوا له نحن الآن في أراضي يهوذا أي داخل المملكة ومع هذا نحن خائفون جدًا، فكيف لنا أن نصعد ونحارب جيشًا للفلسطينيين.
ع4: ذهب داود مرة أخرى لسؤال الله ليطمئن رجاله الخائفين، وكان أمر الله له واضحًا كالمرة الأولى بأن يذهب إلى قعيلة ليخلصها وأعلن الله له أنه سوف يكون معه ويدفع الفلسطينيين ليديه، أي يعطيه النصرة عليهم.
ع5: بالفعل ذهب داود وانتصر على الفلسطينيين وأخذ مواشيهم وخلّص شعب قعيلة من ظلمهم وسرقتهم؛ وقد كان داود محتاجًا لهذا الانتصار جدًا لترتفع معنوياته ومعنويات رجاله ويشعر بأن الرب معه ولم يفارقه.
† إحرص على سؤال الله وطلب بركته قبل أي عمل تقوم به، فيقود حياتك وتسكن مطمئنًا، ولا تنزعج إن قابلتك ضيقات فهو يجعلك تتغلب عليها وتنجح في كل شيء.
6 وَكَانَ لَمَّا هَرَبَ أَبِيَاثَارُ بْنُ أَخِيمَالِكَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى قَعِيلَةَ نَزَلَ وَبِيَدِهِ أَفُودٌ, 7 فَأُخْبِرَ شَاوُلُ بِأَنَّ دَاوُدَ قَدْ جَاءَ إِلَى قَعِيلَةَ. فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ نَبَذَهُ اللَّهُ إِلَى يَدِي, لأَنَّهُ قَدْ أُغْلِقَ عَلَيْهِ بِالدُّخُولِ إِلَى مَدِينَةٍ لَهَا أَبْوَابٌ وَعَوَارِضُ». 8 وَدَعَا شَاوُلُ جَمِيعَ الشَّعْبِ لِلْحَرْبِ لِلنُّزُولِ إِلَى قَعِيلَةَ لِمُحَاصَرَةِ دَاوُدَ وَرِجَالِهِ. 9 فَلَمَّا عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ شَاوُلَ مُنْشِئٌ عَلَيْهِ الشَّرَّ, قَالَ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ قَدِّمِ الأَفُودَ. 10 ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ: «يَا رَبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ, إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ سَمِعَ بِأَنَّ شَاوُلَ يُحَاوِلُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى قَعِيلَةَ لِيُخْرِبَ الْمَدِينَةَ بِسَبَبِي. 11 فَهَلْ يُسَلِّمُنِي أَهْلُ قَعِيلَةَ لِيَدِهِ؟ هَلْ يَنْزِلُ شَاوُلُ كَمَا سَمِعَ عَبْدُكَ؟ يَا رَبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ, أَخْبِرْ عَبْدَكَ». فَقَالَ الرَّبُّ: «يَنْزِلُ». 12 فَقَالَ دَاوُدُ: «هَلْ يُسَلِّمُنِي أَهْلُ قَعِيلَةَ مَعَ رِجَالِي لِيَدِ شَاوُلَ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «يُسَلِّمُونَ». 13 فَقَامَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ, نَحْوُ سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ, وَخَرَجُوا مِنْ قَعِيلَةَ وَذَهَبُوا حَيْثُمَا ذَهَبُوا. فَأُخْبِرَ شَاوُلُ بِأَنَّ دَاوُدَ قَدْ أَفْلَتَ مِنْ قَعِيلَةَ, فَعَدَلَ عَنِ الْخُرُوجِ.
ع6:
هذا العدد هو مقدمة توضيحية لما هو آتٍ بعده، ويخبرنا بأن أبياثار عندما هرب من "نوب" أخذ معه أفوده، وكان أفود رئيس الكهنة به الصدرة وحجرا الأوريم والتميم اللذان يستخدمان لمعرفة رأى الله عند سؤاله.
ونرى هنا شر شاول، الذي من مسئوليته الدفاع عن قعيلة وتخليصها من الفلسطينيين، ولكنه تهاون فأكمل داود نقصانه ودافع عنها وأنقذها من الفلسطينيين، فلم يشكره شاول على ذلك، بل على العكس اعتبرها فرصة للقبض على داود وقتله. وقول شاول أن الله "نبذ داود إلى يدى" أي أن الله تركه ليسقط في يدى، وهذه نظرة مغلوطة عكس الحقيقة تمامًا، فالله كان مع داود وكان يحميه، فانتصر على الفلسطينيين وخلص قعيلة، ولكن شاول لشره يرى الأمور بشكل مقلوب، وكل من يبتعد عن الله يفقد الحكمة والتمييز فيرى الأمور بشكل مقلوب.
ع9: علم داود بأمر شاول، وكيف استعد واستدعى الرجال للخروج لقتله، فطلب من أبياثار الكاهن أن يقدم الأفود، والمقصود بتقديم الأفود أن يلبسه رئيس الكهنة وعليه حجرا الأوريم والتميم لسؤال الرب في أمر ما.
ع10، 11: وقف داود أمام الله وفى مواجهة رئيس الكهنة الجديد أبياثار وبدأ يسال الله سؤالين:
هل بالفعل سيأتى شاول إلى قعيلة ويقتحمها من أجل قتله؟!
هل يقوم أهل قعيلة بخيانتى وتسليمى ليد شاول؟
وجاءت إجابة الرب بالإيجاب على نزول شاول إلى قعيلة.
ع12: أعاد داود سؤاله الثاني مرة أخرى وجاءت إجابة الرب أيضًا أن أهل قعيلة سوف يقدمونه إلى شاول ولن يدافعوا عنه.
† بالرغم من إنقاذ داود لأهل قعيلة من شر الفلسطينيين، إلاّ أنه علم من الله أنهم سوف يخونونه ويسلمونه إلى شاول. فلا تضع أيها الحبيب رجاءك في إنسان ولا تنتظر أجرة المعروف منهم، بل اجعل كل تعاملك مع الله فتربح دائمًا ولن يتخلى عنك.
ع13:
بعد استماع داود لصوت الله، أخذ رجاله الذين زاد عددهم إلى 600 رجل بعد أن كان عددهم 400 (1 صم 22: 1-2)، وترك قعيلة إلى البرارى مرة أخرى وذهبوا إلى حيثما يرشدهم الله وليس إلى مكان محدد. وعرف شاول ثانية بالأمر وخروج داود من قعيلة، فصرف هو أيضًا النظر عن الخروج لملاحقته. وقد منع الله داود من البقاء في قعيلة ومحاربة شاول لما يأتى:لئلا بعدما انتصر على الفلسطينيين يظن أنه من السهل الانتصار على شاول فيتكبر وينسى أن الله هو مصدر قوته.
حتى لا يحارب شعبه الذي سيصير ملكًا عليهم قريبًا فيعاديهم وهم أهله.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
14 وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْحُصُونِ وَمَكَثَ فِي الْجَبَلِ فِي بَرِّيَّةِ زِيفٍ. وَكَانَ شَاوُلُ يَطْلُبُهُ كُلَّ الأَيَّامِ, وَلَكِنْ لَمْ يَدْفَعْهُ اللَّهُ لِيَدِهِ. 15 فَرَأَى دَاوُدُ أَنَّ شَاوُلَ قَدْ خَرَجَ يَطْلُبُ نَفْسَهُ. وَكَانَ دَاوُدُ فِي بَرِّيَّةِ زِيفٍ فِي الْغَابِ. 16 فَقَامَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ وَذَهَبَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى الْغَابِ وَشَدَّدَ يَدَهُ بِاللَّهِ. 17 وَقَالَ لَهُ: «لاَ تَخَفْ لأَنَّ يَدَ شَاوُلَ أَبِي لاَ تَجِدُكَ, وَأَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ, وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِيًا. وَشَاوُلُ أَبِي أَيْضًا يَعْلَمُ ذَلِكَ». 18 فَقَطَعَا كِلاَهُمَا عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ. وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْغَابِ, وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ.
برية زيف: مكان مرتفع جدًا عن البحر وتبعد عن مدينة الخليل نحو 6 كم جنوبًا.
هرب داود إلى الصحراء واحتمى في بعض الحصون المهجورة أو المغاير الجبلية الطبيعية، وحاول شاول مرارًا تعقبه ولكن الله لم يسمح بإيذائه. وعلم داود بأن شاول يسعى إليه، فكان يحتمى في بعض الأحيان في منطقة تكاثفت فيها الأشجار وسميت بالغاب.
ع16: اشتاق يوناثان الصديق الأقرب لقلب داود إليه، فذهب إليه في الغاب وشجعه بكلمات طيبة ونصحه بأن يتكل على الله الذي يعضده.
ويلاحظ أن محبة يوناثان لداود هي التي دفعته للبحث عنه، مع أن هذا يشكل خطورة له، فأبوه شاول إذا علم بذلك قد يقتله إذ يعتبره مساندًا لعدوه.
† في وقت الأزمات التي تحيط بالناس، وابدأ بتشجيعهم وتثبيتهم والفت نظرهم إلى الله الملجأ والحصن الحصين والمعزى في الضيقات والله سيساعدك ويرشدك كما أرشد يوناثان إلى مكان داود.
ع17: في كلمات واثقة أكمل يوناثان تشجيعه لداود، وبعين الإيمان أخبره بأن أباه مهما صنع لن ينال من داود، وأن شاول نفسه يعلم هذا يقينًا ويعلم أيضًا أن داود سوف يحكم إسرائيل بعده، وبلهجة متضعة قال يوناثان أنه لن يتخلى عن داود بل سيكون رجله الثاني المساعد له، وهو التعبير المساوى لكلمة "ذراعه الأيمن"، في تدبير أمور المملكة التي سيجلسه الله على كرسيها.
ع18: كرر الرجلان ما سبق وفعلاه في (1 صم 20) من قطع عهد بالصداقة والمحبة أمام الله، وعاد يوناثان إلى مكانه أما داود فبقى في الغاب.
19 فَصَعِدَ الزِّيفِيُّونَ إِلَى شَاوُلَ إِلَى جِبْعَةَ قَائِلِينَ: «أَلَيْسَ دَاوُدُ مُخْتَبِئًا عِنْدَنَا فِي حُصُونٍ فِي الْغَابِ فِي تَلِّ حَخِيلَةَ الَّتِي إِلَى يَمِينِ الْقَفْرِ. 20 فَالآنَ حَسَبَ كُلِّ شَهْوَةِ نَفْسِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ فِي النُّزُولِ انْزِلْ, وَعَلَيْنَا أَنْ نُسَلِّمَهُ لِيَدِ الْمَلِكِ». 21 فَقَالَ شَاوُلُ: «مُبَارَكُونَ أَنْتُمْ مِنَ الرَّبِّ لأَنَّكُمْ قَدْ أَشْفَقْتُمْ عَلَيَّ. 22 فَاذْهَبُوا أَكِّدُوا أَيْضًا وَاعْلَمُوا وَانْظُرُوا مَكَانَهُ حَيْثُ تَكُونُ رِجْلُهُ وَمَنْ رَآهُ هُنَاكَ. لأَنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّهُ مَكْرًا يَمْكُرُ. 23 فَانْظُرُوا وَاعْلَمُوا جَمِيعَ الْمُخْتَبَئَاتِ الَّتِي يَخْتَبِئُ فِيهَا ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَيَّ عَلَى تَأْكِيدٍ, فَأَسِيرَ مَعَكُمْ. وَيَكُونُ إِذَا وُجِدَ فِي الأَرْضِ أَنِّي أُفَتِّشُ عَلَيْهِ بِجَمِيعِ أُلُوفِ يَهُوذَا». 24 فَقَامُوا وَذَهَبُوا إِلَى زِيفٍ قُدَّامَ شَاوُلَ. وَكَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ فِي بَرِّيَّةِ مَعُونٍ فِي السَّهْلِ عَنْ يَمِينِ الْقَفْرِ. 25 وَذَهَبَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ لِلتَّفْتِيشِ, فَأَخْبَرُوا دَاوُدَ فَنَزَلَ إِلَى الصَّخْرِ وَأَقَامَ فِي بَرِّيَّةِ مَعُونٍ. فَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ تَبِعَ دَاوُدَ إِلَى بَرِّيَّةِ مَعُونٍ. 26 فَذَهَبَ شَاوُلُ عَنْ جَانِبِ الْجَبَلِ مِنْ هُنَا, وَدَاوُدُ وَرِجَالُهُ عَنْ جَانِبِ الْجَبَلِ مِنْ هُنَاكَ. وَكَانَ دَاوُدُ يَفِرُّ فِي الذَّهَابِ مِنْ أَمَامِ شَاوُلَ, وَكَانَ شَاوُلُ وَرِجَالُهُ يُحَاوِطُونَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ لِيَأْخُذُوهُمْ. 27 فَجَاءَ رَسُولٌ إِلَى شَاوُلَ يَقُولُ: «أَسْرِعْ وَاذْهَبْ لأَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ قَدِ اقْتَحَمُوا الأَرْضَ». 28 فَرَجَعَ شَاوُلُ عَنِ اتِّبَاعِ دَاوُدَ, وَذَهَبَ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. لِذَلِكَ دُعِيَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ «صَخْرَةَ الزَّلَقَاتِ». 29 وَصَعِدَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ وَأَقَامَ فِي حُصُونِ عَيْنِ جَدْيٍ.
تل حخيلة: تل يقع جنوب البرية وجنوب شرق مدينة حبرون.
في تطور غير متوقع للأحداث، ذهب أهل زيف إلى شاول الملك بمدينة (جبعة) وأخبروه بمكان اختباء داود وحدّدوه تحديدًا دقيقًا، وعرضوا على شاول الذهاب إليهم للقبض على داود وسيساعدونه في ذلك ويسلمونه له.
ولا نجد مبررًا لأن يصنع أهل "زيف" هذا سوى أنهم ربما خافوا أن يبطش شاول بهم مثلما بطش بالكهنة سابقًا، أو محاولتهم للتقرب من شاول ليأخذوا مكافآت مادية منه، وهم في هذا يرمزون ليهوذا الاسخريوطى الذي لم يطلب منه أحد أن يؤذى المسيح ولكنه ذهب بنفسه وباعه لليهود. وإن كان أهل زيف خائفين من شاول لوجود داود عندهم ولكنهم يحبون داود وليس أنفسهم لكانوا قد طلبوا من داود أن يفارقهم إلى أي مكان آخر. وقد رتل داود مز(54) عندما فعل الزيفيون ذلك.
ع21: إرتاح جدًا شاول لسماعه هذه الأخبار ومدح أهل زيف ودعا لهم بالبركة، واعتبر صنيعهم هذا هو صنيع شخصى مقدم له، وأنهم قوم أخذتهم الشفقة عليه بمعنى أنهم شعروا به وتعاطفوا معه.
ويستخدم شاول اسم الرب للبركة ولكنه يجهل قوته لأن قلبه بعيد عن الله، فهو استخدام لفظى وليس من قلبه كما يستخدم اليوم كثيرون تعبيرات مقدسة لها فاعلية كبيرة إن أدركوا معناها.
ألوف يهوذا: الأراضي التي يقيم فيها ألوف يهوذا أي عشائر يهوذا الكبيرة.
طلب شاول من أهل زيف الذهاب لمدينتهم وتجسس أخبار داود لتحديد المكان الذي يقيم ويبيت فيه "حيث تكون رجله"، ويتأكدوا أيضًا من الشخص الذي رآه وأين رآه بالضبط، لأنه علم عن داود ذكاءه وكيف يغير أماكنه ويتفنن في الاختفاء، وبعد أن يعرفوا الأماكن التي يختبئ فيها كلها يرجعوا ويعلموه بها، وعندما يتأكد يصعد ويفتش في جميع أنحاء أراضي يهوذا.
ع24:
برية معون: تقع جنوب مدينة الخليل على بعد 13 كم.سبق رجال زيف وتأكدوا من الأمور وعادوا إلى شاول ليصطحبوه في الطريق إلى مكان داود، الذي كان ينتقل من مكان لمكان، ويذكر الوحى أنه في هذا الوقت كان داود قد ترك منطقة الغاب واتجه إلى مكان آخر وهو وادٍ صحراوى منخفض يعرف باسم برية معون.
ع25: عندما وصل شاول إلى المنطقة، كان رجال داود المراقبون على علم بتحركات شاول، فأبلغوا داود فترك السهل المكشوف واتجه إلى الصخور التي في نفس المنطقة أي برية معون ليحتمى بها، وسمع شاول أيضًا بهذا واستمرت المطاردة.
ع26: كان السهل أو وادي برية معون تحوطه بعض المرتفعات يطلق عليها جبالًا، فأخذ شاول جانبًا من هذه الجبال ليعسكر فيها، وأخذ داود جانبًا آخر للاحتماء مع رجاله خلفها، وكان داود دائمًا يفر من هجمات رجال شاول الذين ضيقوا الخناق عليه جدًا وكادوا بالفعل أن يتمكنوا من أسره.
ع27: وهنا تأتى المعونة الإلهية، ففى هذا الوقت الصعب جدًا على داود ورجاله، يسمح الله بأن يعتدى الفلسطينيون على شعب إسرائيل واحتلوا بعض الأراضي، وجاء رسول من الشعب يبلغ شاول بهذه الأنباء.
ع28:
صخرة الزلقات: سخرة ملساء.بالطبع كانت الحادثة الأخيرة أهم بكثير من الاستمرار في مطاردة داود، ولذلك نجد شاول الملك ومن معه ذهب ليجمع الرجال من أجل الحرب ضد الفلسطينيين، وكان المكان الذي استقبل فيه شاول النبأ عبارة عن صخرة ملساء ولهذا أطلق اسمها على هذا المكان "صخرة الزلقات".
ع29: ترك داود المكان بسرعة بعد انصراف شاول ورجاله، واتجه إلى "عين جدى" وهي عين ماء غرب البحر الميت بنحو ميل وتبعد 35 ميلًا عن القدس. وكان هذا المكان به كثير من المخابئ والمغائر الطبيعية.
† اطمئن، فعندما تضيق عليك الحال وتغلق جميع الأبواب، أصرخ إلى الله الذي يدبر لك مخارج لا تتوقعها كما دبر هجوم الفلسطينيين ليبعد شاول عن مطاردة داود، فالله يحرك كل الظروف من أجل نجاتك من أعدائك ويحفظك في كل طرقك.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 24 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير صموئيل الأول 22 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/samuel1/chapter-23.html
تقصير الرابط:
tak.la/6hzkqc4