← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
(1) شاول والأتن الضالة (ع1-14)
(2) لقاء شاول مع صموئيل (ع15-27)
1 وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ بِنْيَامِينَ اسْمُهُ قَيْسُ بْنُ أَبِيئِيلَ بْنِ صَرُورَ بْنِ بَكُورَةَ بْنِ أَفِيحَ, ابْنُ رَجُلٍ بِنْيَامِينِيٍّ جَبَّارَ بَأْسٍ. 2 وَكَانَ لَهُ ابْنٌ اسْمُهُ شَاوُلُ, شَابٌّ وَحَسَنٌ, وَلَمْ يَكُنْ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحْسَنَ مِنْهُ. مِنْ كَتِفِهِ فَمَا فَوْقُ كَانَ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ. 3 فَضَلَّتْ أُتُنُ قَيْسَ أَبِي شَاوُلَ. فَقَالَ قِيْسُ لِشَاوُلَ ابْنِهِ: «خُذْ مَعَكَ وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَقُمِ اذْهَبْ فَتِّشْ عَلَى الأُتُنِ». 4 فَعَبَرَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ, ثُمَّ عَبَرَ فِي أَرْضِ شَلِيشَةَ فَلَمْ يَجِدْهَا. ثُمَّ عَبَرَا فِي أَرْضِ شَعَلِيمَ فَلَمْ تُوجَدْ. ثُمَّ عَبَرَا فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ فَلَمْ يَجِدَاهَا. 5 وَلَمَّا دَخَلاَ أَرْضَ صُوفٍ قَالَ شَاوُلُ لِغُلاَمِهِ الَّذِي مَعَهُ: «تَعَالَ نَرْجِعْ لِئَلَّا يَتْرُكَ أَبِي الأُتُنَ وَيَهْتَمَّ بِنَا». 6 فَقَالَ لَهُ: «هُوَذَا رَجُلُ اللَّهِ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مُكَرَّمٌ, كُلُّ مَا يَقُولُهُ يَصِيرُ. لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى هُنَاكَ لَعَلَّهُ يُخْبِرُنَا عَنْ طَرِيقِنَا الَّتِي نَسْلُكُ فِيهَا». 7 فَقَالَ شَاوُلُ لِلْغُلاَمِ: «هُوَذَا نَذْهَبُ, فَمَاذَا نُقَدِّمُ لِلرَّجُلِ؟ لأَنَّ الْخُبْزَ قَدْ نَفَدَ مِنْ أَوْعِيَتِنَا وَلَيْسَ مِنْ هَدِيَّةٍ نُقَدِّمُهَا لِرَجُلِ اللَّهِ. مَاذَا مَعَنَا؟» 8 فَعَادَ الْغُلاَمُ وَأَجَابَ شَاوُلَ: «هُوَذَا يُوجَدُ بِيَدِي رُبْعُ شَاقِلِ فِضَّةٍ فَأُعْطِيهِ لِرَجُلِ اللَّهِ فَيُخْبِرُنَا عَنْ طَرِيقِنَا». 9(سَابِقًا فِي إِسْرَائِيلَ هَكَذَا كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْأَلَ اللَّهَ: «هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي». لأَنَّ النَّبِيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقًا الرَّائِيَ). 10 فَقَالَ شَاوُلُ لِغُلاَمِهِ: «كَلاَمُكَ حَسَنٌ. هَلُمَّ نَذْهَبْ». فَذَهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي فِيهَا رَجُلُ اللَّهِ. 11 وَفِيمَا هُمَا صَاعِدَانِ فِي مَطْلَعِ الْمَدِينَةِ صَادَفَا فَتَيَاتٍ خَارِجَاتٍ لاِسْتِقَاءِ الْمَاءِ. فَقَالاَ لَهُنَّ: «أَهُنَا الرَّائِي؟» 12 فَأَجَبْنَهُمَا: «نَعَمْ. هُوَذَا هُوَ أَمَامَكُمَا. أَسْرِعَا الآنَ, لأَنَّهُ جَاءَ الْيَوْمَ إِلَى الْمَدِينَةِ لأَنَّهُ الْيَوْمَ ذَبِيحَةٌ لِلشَّعْبِ عَلَى الْمُرْتَفَعَةِ. 13 عِنْدَ دُخُولِكُمَا الْمَدِينَةَ لِلْوَقْتِ تَجِدَانِهِ قَبْلَ صُعُودِهِ إِلَى الْمُرْتَفَعَةِ لِيَأْكُلَ - لأَنَّ الشَّعْبَ لاَ يَأْكُلُ حَتَّى يَأْتِيَ لأَنَّهُ يُبَارِكُ الذَّبِيحَةَ. بَعْدَ ذَلِكَ يَأْكُلُ الْمَدْعُوُّونَ. فَالآنَ اصْعَدَا لأَنَّكُمَا فِي مِثْلِ الْيَوْمِ تَجِدَانِهِ». 14 فَصَعِدَا إِلَى الْمَدِينَةِ. وَفِيمَا هُمَا آتِيَانِ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ إِذَا بِصَمُوئِيلَ خَارِجٌ لِلِقَائِهِمَا لِيَصْعَدَ إِلَى الْمُرْتَفَعَةِ.
هذان العددان هما مقدمة وتقديم لشخصية شاول بن قيس، ولما كان شاول سيصبح أول ملوك بنى إسرائيل، كان من الجدير واللائق ذكر نسبه. يذكر لنا صموئيل أنه كان ابنًا لرجل بنيامينى اسمه قيس بن أبيئيل، وكان مشهودًا لهذا الرجل أنه جبار بأس أي صاحب نفوذ ومكانة، وتكتمل فيه كل صفات الرجولة. أما شاول نفسه فكان شابًا وسيمًا وبهى الطلعة ولم يكن أطول منه في كل الشعب، أي أنه بالمقاييس الجسدية فخر شباب إسرائيل كله. وهذا هو طلب الشعب أي المقاييس الجسدية وليست المقاييس الروحية، فهم يريدون منظر عظيم للملك في الشكل والقوة وليس علاقته بالله وتقواه.
ع3: أتن: جمع أتان وهي أنثى الحمار.
فقد قيس ابن شاول مجموعة من الأتن ربما كانت متروكة ترعى في الحقول، وعندما لم يجدها كان من الطبيعي أن يكلف ابنه مع أحد العبيد أو العاملين في البيت للذهاب والبحث عنها.
ع4:
شليشة: تعنى ثلاثة، وهي ثلاث قمم صغيرة لجبل غرب إفرايم وتقع جنوب غرب شكيم.كان شاول شابًا على مستوى المسئولية إذ أنه قطع مسافة كبيرة في البحث على الأتن الضائعة، فذهب شمالًا نحو أفرايم ثم غربًا إلى منطقة شليشة، ولم ييأس بل ذهب إلى مقاطعة أخرى اسمها شعليم.
ع5: استمر البحث على الأتن، فتركا شعليم واتجها إلى أرض "صوف" القريبة من الرامة حيث مكان إقامة صموئيل ومع هذا لم يعثرا على شيء، فاقترح شاول العودة إلى بيت أبيه، خوفًا من أن يتحول قلق الأب من الأتن إلى ابنه فيرسل آخر يبحث عن ابنه. وتظهر هنا صفة جيدة في شاول وهي تحمله المسئولية واهتمامه ألا يقلق والديه، وهذا يجعله أهلًا للمُلك وإن كان كبرياؤه قد أفسد حياته وجعله مرفوضًا من الله.
ونرى هنا كيف يحول الله الأحداث الصغيرة لتنفيذ مشيئته، فضياع الأتن كان الوسيلة لأن يقابل شاول صموئيل ويمسحه ملكًا. فثق أن كل شيء يمر في حياتك يستخدمه الله لخيرك إن كنت تحبه.
ع6: تحدث الغلام مع سيده شاول فقال له: نحن الآن بجوار مدينة الرامة التي يسكنها صموئيل رجل الله، وهو رجل معروف لدى الشعب كله بأنه نبى وكل ما ينطق به هو من عند الرب، فلماذا لا نذهب إليه ونسأله وهو يرشدنا للطريق والمكان الذي نجد فيه الأتن. ويسمى النبي "رجل الله" لأنه يقود شعبه في طريق الله ويصلى من أجلهم أمام الله ولا نعجب أن شاول لم يكن يعلم اسم صموئيل النبي وذلك لأنه كان يعيش في إحدى القرى ولا يهتم بالأمور السياسية العامة.
ع7، 8: لم يمانع شاول بل قبل اقتراح الغلام، ولكنه كان يريد أن يكرم رجل الله وأن يقدم له هدية ولكنه لم يجد خبزًا أو شيئًا يمكن تقديمه له، فأجابه الغلام بأنه يملك ربع شاقل من الفضة (ما يساوى 3 جرام فضة)، واقترح تقديمها لرجل الله الذي سوف يخبرهم عن الطريق.
ع9: هذا العدد اعتراضى ويقطع قصة شاول والأتان وقد ذكره صموئيل النبي في كتابته لهذا السفر لتوضيح شيئين:
الأول: هو اعتياد الناس لسؤال الله عن طريق رجل الله عن كل ما يشغلهم أو فقد منهم.
الثانى: أن لقب نبى هو لقب حديث استخدم في آخر أيام صموئيل أمام اللقب الشائع للنبى فهو "الرائى" أي الذي يرى رؤى الله.
ع10: استحسن شاول كلام الغلام واطمأن لوجود الربع شاقل الذي سيقدمه لصموئيل النبي وذهبا إلى الرامة لمقابلته.
ع11: كانت الآبار ومجارى المياه عادة خارج المدن، فبينما أخذ شاول والغلام طريقهما إلى مدينة الرامة صعودًا، قابلا الفتيات حاملات الجرار لملئ الماء وهن نازلات من الرامة المرتفعة إلى الوادى حيث توجد الآبار. وسألاهن عن وجود الرائى في المدينة.
ع12: أجابت الفتيات بالإيجاب وطلبن من شاول والغلام الإسراع لأنه عاد اليوم إلى الرامة وهو مزمع أيضًا أن يقدم ذبيحة على المرتفعة أي المذبح الذي بناه صموئيل في الرامة مكان استقراره الدائم (1 صم 7: 17).
ع13: أضافت الفتيات أن الشعب مجتمع على المرتفعة لتقديم الذبيحة ومنتظر صموئيل ليبارك الذبيحة ثم يأكلوا منها، فيمكنهما أن يقابلاه وهو في طريقه من بيته إلى المرتفعة.
ع14: وبالفعل صعدا إلى المدينة، وفى اتجاههما نحو وسطها، قابلا صموئيل الخارج من بيته في طريقه إلى مكان الذبيحة على المرتفعة. وهكذا فضياع الأتن جعل شاول يبحث عن صموئيل ليقابله، ومنه عرف أن الله قد اختاره ملكًا كما سترى (ع15، 16). فالله يسمح بكل شيء ليؤدى إلى خلاصنا إن كنا نحبه ونخضع له.
† اهتم أن تسمع صوت الله في كل أمور حياتك بالصلاة وإرشاد أب الاعتراف والمرشدين الروحيين، فيطمئن قلبك وتكون قويًا في خطواتك معتمدًا على الله الذي يسندك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
15 وَالرَّبُّ كَشَفَ أُذُنَ صَمُوئِيلَ قَبْلَ مَجِيءِ شَاوُلَ بِيَوْمٍ قَائِلًا: 16«غَدًا فِي مِثْلِ الآنَ أُرْسِلُ إِلَيْكَ رَجُلًا مِنْ أَرْضِ بِنْيَامِينَ, فَامْسَحْهُ رَئِيسًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ, فَيُخَلِّصَ شَعْبِي مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ, لأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى شَعْبِي لأَنَّ صُرَاخَهُمْ قَدْ جَاءَ إِلَيَّ». 17 فَلَمَّا رَأَى صَمُوئِيلُ شَاوُلَ قَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَلَّمْتُكَ عَنْهُ. هَذَا يَضْبِطُ شَعْبِي». 18 فَتَقَدَّمَ شَاوُلُ إِلَى صَمُوئِيلَ فِي وَسَطِ الْبَابِ وَقَالَ: «أَطْلُبُ إِلَيْكَ: أَخْبِرْنِي أَيْنَ بَيْتُ الرَّائِي؟» 19 فَأَجَابَ صَمُوئِيلُ شَاوُلَ: «أَنَا الرَّائِي. إِصْعَدَا أَمَامِي إِلَى الْمُرْتَفَعَةِ فَتَأْكُلاَ مَعِيَ الْيَوْمَ ثُمَّ أُطْلِقَكَ صَبَاحًا وَأُخْبِرَكَ بِكُلِّ مَا فِي قَلْبِكَ. 20 وَأَمَّا الأُتُنُ الضَّالَّةُ لَكَ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فَلاَ تَضَعْ قَلْبَكَ عَلَيْهَا لأَنَّهَا قَدْ وُجِدَتْ. وَلِمَنْ كُلُّ شَهِيِّ إِسْرَائِيلَ؟ أَلَيْسَ لَكَ وَلِكُلِّ بَيْتِ أَبِيكَ؟» 21 فَقَالَ شَاوُلُ: «أَمَا أَنَا بِنْيَامِينِيٌّ مِنْ أَصْغَرِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ, وَعَشِيرَتِي أَصْغَرُ كُلِّ عَشَائِرِ أَسْبَاطِ بِنْيَامِينَ؟ فَلِمَاذَا تُكَلِّمُنِي بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ؟» 22 فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ شَاوُلَ وَغُلاَمَهُ وَأَدْخَلَهُمَا إِلَى الْمَنْسَكِ وَأَعْطَاهُمَا مَكَانًا فِي رَأْسِ الْمَدْعُوِّينَ, وَهُمْ نَحْوُ ثَلاَثِينَ رَجُلًا. 23 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلطَّبَّاخِ: «هَاتِ النَّصِيبَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهُ, الَّذِي قُلْتُ لَكَ عَنْهُ ضَعْهُ عِنْدَكَ». 24 فَرَفَعَ الطَّبَّاخُ السَّاقَ مَعَ مَا عَلَيْهَا وَجَعَلَهَا أَمَامَ شَاوُلَ. فَقَالَ: «هُوَذَا مَا أُبْقِيَ. ضَعْهُ أَمَامَكَ وَكُلْ. لأَنَّهُ إِلَى هَذَا الْمِيعَادِ مَحْفُوظٌ لَكَ مُنْذُ دَعَوْتُ الشَّعْبَ». فَأَكَلَ شَاوُلُ مَعَ صَمُوئِيلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. 25 وَلَمَّا نَزَلُوا مِنَ الْمُرْتَفَعَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ تَكَلَّمَ مَعَ شَاوُلَ عَلَى السَّطْحِ. 26 وَبَكَّرُوا. وَكَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ أَنَّ صَمُوئِيلَ دَعَا شَاوُلَ عَنِ السَّطْحِ قَائِلًا: «قُمْ فَأَصْرِفَكَ». فَقَامَ شَاوُلُ وَخَرَجَا كِلاَهُمَا, هُوَ وَصَمُوئِيلُ إِلَى خَارِجٍ. 27 وَفِيمَا هُمَا نَازِلاَنِ بِطَرَفِ الْمَدِينَةِ قَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «قُلْ لِلْغُلاَمِ أَنْ يَعْبُرَ قُدَّامَنَا». فَعَبَرَ. «وَأَمَّا أَنْتَ فَقِفِ الآنَ فَأُسْمِعَكَ كَلاَمَ اللَّهِ».
ع15، 16: كشف أذن صموئيل: أعلن لصموئيل.
في ترتيب الله وقيادته للأمور، كما دفع شاول بسبب الأتن لمقابلة صموئيل، هو أيضًا هنا يهيئ صموئيل لاستقبال شاول؛ فأعلن الرب لصموئيل قبل مجئ شاول إليه بيوم أنه في الغد سيرسل له رجلًا بنيامينيًا لكي ما يمسحه رئيسًا وملكًا لإسرائيل، وسيعطيه أن يخلص شعبه إسرائيل من ذل الفلسطينيين لأنه سمع صراخ شعبه وحان الوقت للخلاص. وهذا لا يتعارض مع ما ورد في (1 صم 7: 13) أن الفلسطينيين انهزموا أمام بني إسرائيل ولم يعودوا يهاجمونهم، فالعداوة مازالت قائمة بدليل قيامهم فيما بعد ومهاجمتهم لبني إسرائيل، فالشعب كان يصرخ إلى الله ليعطيهم ملكًا يحميهم دائمًا من أي هجوم فلسطينى أو أي أعداء.
ع17، 18: عندما خرج صموئيل في طريقه إلى المرتفعة ورأى شاول، تكلم الرب معه ثانية وقال له هذا هو الرجل الذي أخبرتك عنه والذي سوف يقود ويضبط الشعب أي يصير عليهم ملكًا، وفى هذه اللحظات تقدم شاول نحو صموئيل وهو لا يعرف شخصيته وسأله أين يجد بيت الرائى. ونفهم من هذا أن صموئيل كان يلبس ملابس عادية وليس له حاشية كبيرة تحيط به، بل كان متضعًا يسير بهدوء مثل باقي الناس. وتعبير "وسط الباب" معناه وسط باب المدينة، إذ أن المدن القديمة كلها كان لها أبواب تغلق في الليل لحمايتها.
ع19: أجاب صموئيل شاول بأنه هو الرجل الذي يطلبه شاول ويبحث عنه، ودعا صموئيل شاول والغلام الذي يصاحبه للصعود معه للمرتفعة حيث يقوم صموئيل بتقديم الذبيحة ثم يأكل الجميع معا، ودعاه أيضًا للمبيت حتى صباح اليوم التالي وسوف يعلن له كل ما يدور بخاطره. وبالطبع قد سبق وأعلن الله كل هذا لصموئيل.
ع20:
فاجأ صموئيل شاول بقوله عن الأتن الضائعة أنها وُجدَت، فلا أحد يعلم قصة الأتن سوى شاول والعبد فكيف عرف الرجل هذا، بالطبع قصد صموئيل هذا ليؤكد لشاول أنه رجل الله بالحقيقة ويعلم أمره ويكون هذا دافع بالأكثر لتصديقه في الكلام الهام الذي سيقوله له بعد ذلك. وأعلم شاول أنه سيحصل على أعظم وأفخر ما في إسرائيل وذلك لأنه سيكون ملكًا عليه.
ع21: لم يفهم شاول كلام صموئيل ولا تلميحه، بل تعجب من كلامه وذهل من معرفة صموئيل لقصة الأتن، وفى الوقت نفسه استنكر الجزء الثاني من كلامه فكيف يكون له كل غنى إسرائيل وهو رجل بنيامينى أي من السبط الأقل عددًا وشأنًا من باقي الأسباط، وهو وأسرته وعشيرته أيضًا أصغر الأسر في السبط نفسه... وبهذا أجاب شاول صموئيل.
ع22: المنسك: مكان كالقاعة بجوار المرتفعة مخصص لأكل الذبيحة.
أخذ صموئيل شاول وغلامه بعد تقديم الذبيحة وأجلسهما مع المدعوين في مكان خاص يدعى المنسك، وكان عدد المدعوين ثلاثين رجلًا في ضيافة صموئيل، وكنوع من الإكرام أجلس صموئيل شاول وغلامه في مكان الصدارة أمام الجميع.
ع23، 24: يفهم من هذا العدد ضمنًا أن صموئيل عندما ذبح الذبيحة أخذ جزءًا منها وأعطاه للطباخ وأوصاه ألا يخرجه إلا عندما يطلبه منه، وهنا طلبه صموئيل فأتى الطباخ بالساق الأمامية وما عليها من لحم ووضعها أمام شاول بحسب أمر صموئيل. ومن المعروف أن الساق الأمامية كانت من نصيب الكاهن وهذا معناه أن صموئيل قدّم نصيبه الخاص إلى شاول فأكلا سويًا منه، وهذا إكرام كبير من صموئيل لشاول ... وقد أكمل صموئيل حديثه قائلًا أن هذا ما تبقى من الذبيحة كلها وقد حفظته لك نصيبًا بخلاف ما قدم للشعب كله.
ع25: بعد انقضاء الذبيحة والوليمة نزل صموئيل من المرتفعة آخذًا معه شاول والغلام إلى بيته وصعد مع شاول إلى سطح منزله ليتكلم معه ومن المتوقع أنه كان يمهد الأمر له بكونه سيصبح ملكًا لإسرائيل.
ع26، 27: بات شاول على سطح بيت صموئيل، وعند الصباح الباكر جدًا أيقظ صموئيل شاول لكي ما يودعه ويصرفه إلى بيت أبيه، وبعدما استيقظ شاول ونزل هو وصموئيل وتركا البيت وقبل الوصول إلى بوابة المدينة طلب صموئيل من شاول أن يأمر غلامه المرافق بأن يسبق ويتقدمهما، وكان غرض صموئيل من ذلك أن ينفرد بشاول ليسمعه باقي أحكام الله في اختياره، وبعد هذا يمسحه ملكًا على إسرائيل.
ويلاحظ في الآيات السابقة أن صموئيل كان يعد شاول لاستقبال خبر إقامته ملكًا منذ أن قابله عند الباب حتى هذه الآية، ثم سيعلن له أنه الملك في بداية الأصحاح التالى عندما يمسحه بالدهن، فالله بمحبته يمهد للإنسان أي خبر عظيم، فهو يراعى نفسية أولاده. فليتك تهتم بهذا في توصيل الأخبار للآخرين.
† الله أكرم شاول عن طريق صموئيل ثم جعله ملكًا، ولكنه للأسف أفسد حياته بالكبرياء. فليتك تشكر الله على عطاياه وتخضع لوصاياه باتضاع ولا تنسَ ضعفك وعجزك الأول وتنسب عطايا الله لنفسك فتظن أنك عظيم بذاتك فيتركك الله وتهلك مثل شاول.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 10 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير صموئيل الأول 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/samuel1/chapter-09.html
تقصير الرابط:
tak.la/a6svwxn