← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21
الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
(1) دعوة الله لصموئيل (ع1-14)
(2) إبلاغ عالي، وإعلان صموئيل نبيًا للرب (ع15-21)
1 وَكَانَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ يَخْدِمُ الرَّبَّ أَمَامَ عَالِي. وَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. لَمْ تَكُنْ رُؤْيَا كَثِيرًا. 2 وَكَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِذْ كَانَ عَالِي مُضْطَجِعًا فِي مَكَانِهِ وَعَيْنَاهُ ابْتَدَأَتَا تَضْعُفَانِ - لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُبْصِرَ. 3 وَقَبْلَ أَنْ يَنْطَفِئَ سِرَاجُ اللَّهِ, وَصَمُوئِيلُ مُضْطَجِعٌ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللَّهِ, 4 أَنَّ الرَّبَّ دَعَا صَمُوئِيلَ, فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 5 وَرَكَضَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هَئَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَقَالَ: «لَمْ أَدْعُ. ارْجِعِ اضْطَجِعْ». فَذَهَبَ وَاضْطَجَعَ. 6 ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ وَدَعَا أَيْضًا صَمُوئِيلَ. فَقَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هَئَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَقَالَ: «لَمْ أَدْعُ يَا ابْنِي. ارْجِعِ اضْطَجِعْ». 7(وَلَمْ يَعْرِفْ صَمُوئِيلُ الرَّبَّ بَعْدُ, وَلاَ أُعْلِنَ لَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ بَعْدُ). 8 وَعَادَ الرَّبُّ فَدَعَا صَمُوئِيلَ ثَالِثَةً. فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هَئَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَفَهِمَ عَالِي أَنَّ الرَّبَّ يَدْعُو الصَّبِيَّ. 9 فَقَالَ عَالِي لِصَمُوئِيلَ: «اذْهَبِ اضْطَجِعْ, وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَاضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ. 10 فَجَاءَ الرَّبُّ وَوَقَفَ وَدَعَا كَالْمَرَّاتِ الأُوَلِ: «صَمُوئِيلُ صَمُوئِيلُ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». 11 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «هُوَذَا أَنَا فَاعِلٌ أَمْرًا فِي إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ. 12 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ. أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ. 13 وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ, وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ. 14 وَلِذَلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ».
ع1:
يبدأ هذا الأصحاح بتأكيد استمرار خدمة الصبى التي بدأها منذ طفولته، وكانت هذه الخدمة بالطبع تحت إشراف "عالى" الكاهن الذي كان يوجهه كتلميذ له، ويشير الوحى هنا أن الرؤى والأحلام النبوية وحديث الله مع شعبه كان قليلًا جدًا وذلك بسبب خطايا الشعب وجفافه الروحي، وكذلك شر الكهنة كما رأينا في شخص ابنى "عالى الكاهن". ولكن الله لا يترك نفسه بلا شاهد، فكلم صموئيل الصبى وأعده لقيادة الشعب،وفى كل جيل يوجد من يتقى الله ويعلن صوته مثل موسى النبي وسط الشعب الذي ضلّ وعبد العجل الذهبى والبابا أثناسيوس الذي حفظ الإيمان رغم انحراف الكثيرين.
ع2: وفى هذا الزمان، الذي صارت فيه كلمة الرب عزيزة، كان "عالى" جالسًا في خيمته القريبة جدًا من خيمة الاجتماع وبالتحديد في مقابلها كعادة مساكن الكهنة. ويشير هذا العدد إلى ضعف بصره جدًا وأن عينيه لم تستطع الرؤيا كما كانت مما أعاق خدمته.
ع3، 4: سراج الله: هو المنارة الذهبية ذات السبع سرج، وكانت تضاء طوال الليل وتطفأ في الصباح الباكر عند وقت الفجر.
بالطبع لم يكن أحد يبيت في القدس أو قدس الأقداس أو هيكل الرب، فصموئيل كان يسكن خيمة تجاور خيمة "عالى" الكاهن حيث يتمكن من خدمته والإسراع إليه عند سماع صوته، والمذكور هنا كناية عن قرب خيمة صموئيل من خيمة الاجتماع. وعند وقت الفجر بالتقريب سمع الصبى صموئيل صوتًا يناديه باسمه، ولم يعلم الصوت لمن ولكنه افترض أنه صوت عالى الكاهن، فأجاب بصوته وقبل الذهاب إليه "هأنذا" مثل أن يقول أحد منا لآخر يناديه (نعم أو حاضر).
ونلاحظ أن الكتاب المقدس يذكر أن عالى اضطجع في مكانه (ع2)، أما صموئيل فاضطجع في هيكل الرب، ليعلن أن صموئيل البار كان يشعر بمهابة وعظمة بيت الرب أما عالى فاضطجع بجسده ولم يشعر بمخافة الله.
ع5: أسرع صموئيل وركض إلى "عالى" الكاهن وقال له: نعم أنا هنا كما ناديتنى، فأجابه عالى بأنه لم ينادى عليه، وأمره بالعودة والنوم.
ع6-8: تكرّر ما حدث ثانيةً وأعاد عالى الكاهن الصبى صموئيل لينام، ويوضح لنا (ع7) أن صموئيل الصبى لم يستطع أن يميز أن هذا الصوت هو الله، فهذه هي أول مرة يحادثه فيها الله وخاصة أنه لا يزال صغير السن، وشتّان بين عدم معرفة صموئيل لصوت الله وبين عدم معرفة حفنى وفنحاس لله لأجل شرورهم، إلا أنه عندما حدث ذلك للمرة الثالثة فهم الكاهن قديم الأيام بإحساسه الروحي أن الله هو الذي يتحدث مع الصبى.
ع9: فأعاده مرة ثالثة إلى مكانة، ولكن هذه المرة أعطاه نصيحة جديدة، إذ أخبره أنه عندما يسمع هذا الصوت مرة أخرى، فعليه أن يجيب صاحب هذا الصوت بالعبارة "تكلم يارب فعبدك سامع". وذهب صموئيل الصبى مطيعًا لمعلمه في شجاعة نادرًا ما يتحلى بها صبى صغير.
وسمح الله للصبى صموئيل البار أن يتعلم كيف يميز صوت الله على يد عالى رئيس الكهنة المتهاون حتى يتعلم صموئيل الاتضاع والتعلم من الكبار، وذلك ما يحتاجه الصبيان والشباب في كل جيل.
† كان صموئيل صبيًا بارًا محبًا لله، وكان "عالى" أمام الله مدانًا بتقصيره وتهاونه وعدم حسمه في حرمان أولاده جزاء شرهم، ومع هذا استخدم الله "عالى الكاهن" في إرشاد وتبليغ صموئيل بأن الصوت المسموع هو صوت الله، فكم بالحرى كهنوت العهد الجديد العامل بالروح؛ فيا أيها الحبيب لا تهمل إذًا مشورة أبيك الروحي عندما يتعذر عليك فهم مقاصد الله في حياتك.
ع10: جاء الرب ووقف: أي ظهر ظهورًا بصورة شخص يستطيع أن يُرَى.
كانت المرات الثلاث الأولى هي نداءات فقط، ولكن في هذه المرة صاحبها ظهور إلهي كما حدث لأشخاص أُخر في العهد القديم. وعندما بدأ الرب حديثه أجاب صموئيل بكلمات "عالى" تكلم لأن عبدك سامع".
ع11: بدأ الله في الكلام، معلنًا للصبى صموئيل أول نبوءة يتلقاها كنبى من الله، أما موضوع هذه النبوة فكان جليلًا وخطيرًا، إذ أن الله وصف عمله بأنه سيكون شديدًا جدًا حتى أن آذان الناس لن تحتمله، وتعبير "تطن أذناه" هو كناية عن الشدة والمخافة التي ستصيب الناس، فهذه الأحداث ستكون كدوىّ الرعد أو الصوت المخيف الذي ترهبه وتخافه الآذان.
ع12: في اليوم المحدد لهذا الأمر سوف ينفذ الله كل ما تكلم به وأخبره النبي "لعالى" من عقاب (1 صم 2: 27-33)، وعندما يبدأ فلن يتمهل ولن يتوقف حتى يتمّم كل كلامه السابق.
ع13: يشرح الله هنا للصبى صموئيل ما لم يسمعه بالطبع في حديث رجل الله مع "عالى". وحديث الله هنا مع صموئيل نستخرج منه أكثر من معنى روحي:
الله يريد أن يتحدث مع كل قلب طاهر ونقى ولا تهمه المرتبة حتى لو كان صبيًا.
الله أراد بهذا الحديث أن يهدئ قلب صموئيل حتى لا يعثر مع شدة الأحداث القادمة فيفهم أن كل هذا هو قضاء الله العادل.
الله يعلن لصموئيل ولنا أنه وإن أطال أناته فهو لا يعفى الشرير المستبيح من ذنبه وهذا يجعل الإنسان يراجع نفسه ويحتسب لخطواته.
الله أراد أن يعلن لصموئيل و"لعالى" الكاهن بعد ذلك أن صموئيل هو المختار نبيًا وقاضيًا وكاهنًا لإسرائيل.
ع14: يختم الرب كلامه مع صموئيل بكلام صعب وهو أنه لن يقبل من عالى وأسرته أيّة ذبائح تكفير أو أي تقدمة استرضاءً له، وذلك لأنهم مصرون على أخطائهم، فعبادتهم ظاهرية، فالله لا يقبل عبادة الأشرار الذين لا يريدون أن يتركوا خطاياهم، أما من يضعف ويسقط في الخطية يقبله الله إذا تاب.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
15 وَاضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ, وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ. وَخَافَ صَمُوئِيلُ أَنْ يُخْبِرَ عَالِيَ بِالرُّؤْيَا. 16 فَدَعَا عَالِي صَمُوئِيلَ وَقَالَ: «يَا صَمُوئِيلُ ابْنِي» فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 17 فَقَالَ: «مَا الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَكَ بِهِ؟ لاَ تُخْفِ عَنِّي. هَكَذَا يَعْمَلُ لَكَ اللَّهُ وَهَكَذَا يَزِيدُ إِنْ أَخْفَيْتَ عَنِّي كَلِمَةً مِنْ كُلِّ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمَكَ بِهِ». 18 فَأَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ. فَقَالَ: «هُوَ الرَّبُّ. مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ». 19 وَكَبِرَ صَمُوئِيلُ وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ, وَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ كَلاَمِهِ يَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ. 20 وَعَرَفَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ أَنَّهُ قَدِ اؤْتُمِنَ صَمُوئِيلُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ. 21 وَعَادَ الرَّبُّ يَتَرَاءَى فِي شِيلُوهَ, لأَنَّ الرَّبَّ اسْتَعْلَنَ لِصَمُوئِيلَ فِي شِيلُوهَ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ.
ع15:
كانت الرؤيا تقريبًا عند الفجر بعدها استقر صموئيل على فراشه فترة صغيرة قبل الصباح، ولا نعرف إذا كان نامها أم ظل مندهشًا ومتأملًا في ما سمعه وفى أول رؤيا له، إلا أنه عند الصباح بدأ في ممارسة عمله اليومى وفتح أبواب خيمة الاجتماع استعدادًا للخدمات الصباحية، وقد اتخذ قرارًا في قلبه ألا يخبر "عالى" بما رآه وسمعه بسبب خوفه عليه من صعوبة الخبر، وهذا يبين رقة مشاعره.
ع16، 17: هكذا يعمل الله لك وهكذا يزيد
: يغضب الله عليك ويعاقبك.أراد عالى أن يعرف ما قاله الله لصموئيل، فاستدعاه، وعند حضور الصبى أمامه أمره أن يخبره بكل ما حدث ولا ينقص منه كلمة واحدة وإلا أنزل الله غضبه.
ع18:
أمام إصرار عالى وتهديده بعقوبة الله، أقرّ صموئيل بكل شيء، ولم يخفِ عليه، أما "عالى" فاستسلم لعقاب الله في ضعف وتخاذل، وكان الأجدر به أن يقدم توبة بدموع أمام الله ويعاقب ابنيه، فحينئذ يندم الله على الشر الذي كان سيصنعه.
ع19، 20: نما صموئيل بعد ذلك في عمره وعقله وحكمته وروحانياته، وكان مع الرب فكان الرب معه وأعطاه روح النبوة، فكل ما كان ينطق به كان يتحقق، حتى أن كل الإسرائيليين في كل البلاد من أقصاها إلى أقصاها (دان أقصى الشمال، وبئر سبع أقصى الجنوب)، عرفوا وشاع بينهم وتيقنوا مع مرور الوقت أن صموئيل اختاره الله نبيًا ورجلًا له.
ع21:
بدأ هذا الأصحاح بإقرار حقيقة أن كلمة الله كانت عزيزة ونادرة (ع1)، ولكن في نهاية الأصحاح وبوجود الإنسان الروحي وهو صموئيل ينتهى هذا الأصحاح بكلمة "عاد الرب"، وكانت بداية عودة الرب بالترائى لصموئيل وهو صبى، ثم تلاه بعد ذلك رؤى أخرى وأعمال أخرى من الوقوف بجانب شعبه واختيار "داود" بعد ذلك ملكًا لهم.† عندما تحل بك ضيقات أو تسمع صوت الله في الكتاب المقدس أو على لسان أب اعترافك، إسرع للتوبة وتغيير حياتك تاركًا شرورك فتنال مراحم الله، لأنه أب حنون ينذرك حتى تتوب ولا يريد أن يعاقبك.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 4 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير صموئيل الأول 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/samuel1/chapter-03.html
تقصير الرابط:
tak.la/9yyyr9p