← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
الأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالعِشْرُونَ
(1) داود يتجه إلى عدلام ثم مصفاة موآب (ع1-5)
(2) دواغ يبلغ عن مكان داود (ع6-10)
(3) شاول يقتل كهنة الرب (ع11-19)
(4) هروب أبياثار ابن أخيمالك ونجاته (ع20-23)
1 فَذَهَبَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ وَنَجَا إِلَى مَغَارَةِ عَدُلَّامَ. فَلَمَّا سَمِعَ إِخْوَتُهُ وَجَمِيعُ بَيْتِ أَبِيهِ نَزَلُوا إِلَيْهِ إِلَى هُنَاكَ. 2 وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ كُلُّ رَجُلٍ مُتَضَايِقٍ, وَكُلُّ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ, وَكُلُّ رَجُلٍ مُرِّ النَّفْسِ, فَكَانَ عَلَيْهِمْ رَئِيسًا. وَكَانَ مَعَهُ نَحْوُ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ. 3 وَذَهَبَ دَاوُدُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مِصْفَاةِ مُوآبَ وَقَالَ لِمَلِكِ مُوآبَ: «لِيَخْرُجْ أَبِي وَأُمِّي إِلَيْكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا يَصْنَعُ لِيَ اللَّهُ». 4 فَوَدَعَهُمَا عِنْدَ مَلِكِ مُوآبَ فَأَقَامَا عِنْدَهُ كُلَّ أَيَّامِ إِقَامَةِ دَاوُدَ فِي الْحِصْنِ. 5 فَقَالَ جَادُ النَّبِيُّ لِدَاوُدَ: «لاَ تُقِمْ فِي الْحِصْنِ. اذْهَبْ وَادْخُلْ أَرْضَ يَهُوذَا». فَذَهَبَ دَاوُدُ وَجَاءَ إِلَى وَعْرِ حَارِثٍ.
ترك داود نوب وجت واتجه إلى بلده عدلام الواقعة على بعد 12 ميلًا جنوب غرب بيت لحم وتقع في أرض يهوذا، وعندما سمع إخوته وكل أقارب أبيه، ذهبوا إليه، وصاحبهم أيضًا كل الرجال المتضايقين من شاول أو من يعانى من ضائقة مادية ولا يستطيع السداد، وبلغ عدد المجتمعين حوله تقريبًا 400 رجل، اختلفت دوافعهم، فأهله خافوا من شاول الذي قد ينتقم منهم تشفيًا في داود أما باقي الرجال فدفعهم الضيق لتبعية داود، إذ رأوا فيه منقذًا لهم من ظلم شاول وظروفهم الصعبة، خاصة وأن الفقر قد زاد في بنى إسرائيل بسبب هجمات الفلسطينيين المتكررة وسلبهم للشعب، وبكفاءة داود القائد استطاع أن يحولهم إلى جيش محارب يقوده بنفسه. ونرى هنا فائدة ثورة الفلسطينيين في جت على داود، أنه اضطر أن يتركها ويعود إلى بلاده ويكون خاضعًا لله وفى حمايته، فباركه الله بالتفاف 400 رجل حوله فصار قوة عظيمة، وفى عدلام رتل المزمور (57).
وداود يرمز هنا للمسيح، إذ اجتمع حوله المتعبون والمتضايقون كما أتى للمسيح الخطاة والعشارون، فرفع خطاياهم وصاروا جيشًا كبيرًا هو قطيع المسيح الذي يدخله الملكوت. أما شاول، الذي كان يملك بقوة ظاهرة على المملكة، فهو رمز للشيطان الذي يملك على العالم ولكن مصيره الهلاك كما قتل شاول في المعركة مع الفلسطينيين (1 صم 31).
ع3، 4: استمر داود في هروبه مع رجاله وأسرته، فترك أرض يهوذا وعبر الأردن إلى مشرقه حيث بلاد الموآبيين وتقابل مع ملكهم في بلده "مصفاة موآب" وطلب منه أن يترك أبيه وأمه في هذه البلدة حماية لهما من بطش شاول وحتى يتدبر أمره ويعلم ماذا يريد له الله في الأيام القادمة؛ وبالفعل تركهما في ضيافة ملك موآب، أما هو فاختبأ بأحد الأماكن المحصنة في أراضي الموآبيين. وقد لجأ داود إلى موآب لأن إحدى جداته وهي راعوث كانت موآبية (را4: 17) فهناك صلة قرابة بينه وبين موآب. بالإضافة إلى وجود عداوة بين شاول وموآب إذ حاربهم شاول وانتصر عليهم (1 صم 14: 47).
ع5:
جاد النبى: ذكر في حادثة تعداد الشعب (2 صم24: 11-15) وفى (2 أى29: 25) في ترتيب الخدمة الموسيقية. ويرى البعض أنه من تلاميذ صموئيل النبي في مدرسة الأنبياء، وأوصى صموئيل جاد باتباع داود لمعرفته أنه رجل الله والملك الحقيقي.افتقد الله "داود" بأحد أنبيائه وهو "جاد النبى" أو الرائى، كما كان يطلق على الأنبياء قديمًا، وأبلغ "جاد" داود بضرورة ترك الحصن، وهو أحد حصون موآب، والعودة إلى أرض يهوذا، فأطاع داود الرسالة وجاء إلى مكان في أرض يهوذا اسمه "وعر حارث" وهي منطقة غابات تقع جنوب غرب بيت لحم.
† استمع لصوت الله حتى لو كان بخلاف ما تفكر فيه، فالله يدبر كل الأمور من أجل خلاص نفسك، واقبل باتضاع إرشاد الله، فداود كان نبيًا ولكنه قبل إرشاد جاد النبي وبهذا يقودك الله ويحميك ولا يستطيع أحد أن يؤذيك.
6 وَسَمِعَ شَاوُلُ أَنَّهُ قَدِ اشْتَهَرَ دَاوُدُ وَالرِّجَالُ الَّذِينَ مَعَهُ. وَكَانَ شَاوُلُ مُقِيمًا فِي جِبْعَةَ تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي الرَّامَةِ وَرُمْحُهُ بِيَدِهِ, وَجَمِيعُ عَبِيدِهِ وُقُوفًا لَدَيْهِ. 7 فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ الْوَاقِفِينَ لَدَيْهِ: «اسْمَعُوا يَا بِنْيَامِينِيُّونَ. هَلْ يُعْطِيكُمْ جَمِيعَكُمُ ابْنُ يَسَّى حُقُولًا وَكُرُومًا, وَهَلْ يَجْعَلُكُمْ جَمِيعَكُمْ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ, 8 حَتَّى فَتَنْتُمْ كُلُّكُمْ عَلَيَّ, وَلَيْسَ مَنْ يُخْبِرُنِي بِعَهْدِ ابْنِي مَعَ ابْنِ يَسَّى, وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ يَحْزَنُ عَلَيَّ أَوْ يُخْبِرُنِي بِأَنَّ ابْنِي قَدْ أَقَامَ عَبْدِي عَلَيَّ كَمِينًا كَهَذَا الْيَوْمِ؟» 9 فَأَجَابَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ الَّذِي كَانَ مُوَكَّلًا عَلَى عَبِيدِ شَاوُلَ: «قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ يَسَّى آتِيًا إِلَى نُوبَ إِلَى أَخِيمَالِكَ بْنِ أَخِيطُوبَ. 10 فَسَأَلَ لَهُ مِنَ الرَّبِّ وَأَعْطَاهُ زَادًا. وَسَيْفَ جُلْيَاتَ الْفِلِسْطِينِيِّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ».
ع6، 7: ذاع صيت داود ورجاله، إذ كان عددهم كبيرًا وملحوظًا، وبلغ الأمر شاول الملك الذي اجتمع مع رجاله وعبيده في بلدته جبعة، وتحت ظلال شجرة الأثلة وجّه حديثه لهم وقد ملأه الغيظ والحسد، فقال لهم أنتم من سبطى بنيامين ومن أبناء عشيرتى، وأنا الذي أعطيتكم الكروم والحقول وجعلت منكم رؤساء ألوف على كل الشعب ورؤساء مئات، فهل أعطاكم داود بن يسى شيئًا في المقابل؟! وبالطبع كان كلام شاول لرجاله بغرض استمالتهم له وتحريضهم ضد داود بأنه فقير وحتى لو صار ملكًا فشاول ورجاله يتوقعون أن يكرم رجال سبطه يهوذا وليس رجال بنيامين.
ويظهر من هذا ضعف شاول لأنه اعتمد على نفسه بكبرياء وليس على الله، فذهب يبحث عن تعضيد من سبطه ضد داود، أما موسى الذي اعتمد على الله فكان تلميذه يشوع من سبط أفرايم وموسى من سبط لاوى ولم يقم موسى أولاده رؤساء. وأيضًا داود عندما صار ملكًا كان قلبه متسعًا، فقبل أبنير رئيس جيش شاول وعماسة وغيره ...
ع8:
فتنتم عليَّ: تآمرتم عليَّ.يستكمل شاول حديثه بغرض استعطاف رجاله فيقول لهم، لماذا لم تلتفوا حولى إذًا ولماذا تآمركم على ولا أجد أحد يرثى لى أو يتعاطف معى، وقد ذهب ابنى (يوناثان) وتحالف مع عدوى "داود" وأقاما علىّ مخططًا لقتلى وكمينًا لهلاكى، ولم يخبرنى أحد منكم بالاتفاق الذي تم بينهما. وبالطبع كان كلام شاول كذبًا أراد به تحريض الرجال ضد داود من أجل قتله والإشفاق عليه من المؤامرة المزعومة. كل هذا يؤكد ضعف شاول لأنه ابتعد عن الله فصار يهيج الناس ضد داود ويشعر أنه مظلوم ومهمل من عشيرته، والحقيقة أن قلبه فارغ من الله لذا يعانى من صغر النفس.
ع9، 10: كان دواغ الأدومي هو الرجل الذي كان في خيمة الاجتماع عندما تقابل "داود" مع "أخيمالك" الكاهن (1 صم 21: 7)، وهو من بدأ بالرد هنا على شاول ليعلن تبعيته له ومعاداته لداود، فبدأ يقص عليه تفاصيل مقابلة داود مع أخيمالك وكيف أن أخيمالك قدم لداود خبزًا وكذلك سيف جليات، وأضاف أن أخيمالك سأل له من الرب ليعلن تعاطف أخيمالك مع داود ويثير شاول ضد أخيمالك، وقد سبق الحديث عن دواغ وعمله ونسبه في (1 صم 21).
† لا تنتهز الفرص لتكسب محبة الآخرين عن طريق الإدانة وإثارة الناس ضد بعضهم البعض، فأنت بهذا عميل للشيطان تنشر الشر والخلافات بين الناس وتتحدى الله فتفقد رحمته وينتظرك عقاب إلهى.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ وَاسْتَدْعَى أَخِيمَالِكَ بْنَ أَخِيطُوبَ الْكَاهِنَ وَجَمِيعَ بَيْتِ أَبِيهِ, الْكَهَنَةَ الَّذِينَ فِي نُوبٍ. فَجَاءُوا كُلُّهُمْ إِلَى الْمَلِكِ. 12 فَقَالَ شَاوُلُ: «اسْمَعْ يَا ابْنَ أَخِيطُوبَ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا يَا سَيِّدِي». 13 فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: «لِمَاذَا فَتَنْتُمْ عَلَيَّ أَنْتَ وَابْنُ يَسَّى بِإِعْطَائِكَ إِيَّاهُ خُبْزًا وَسَيْفًا, وَسَأَلْتَ لَهُ مِنَ اللَّهِ لِيَقُومَ عَلَيَّ كَامِنًا كَهَذَا الْيَوْمِ؟» 14 فَأَجَابَ أَخِيمَالِكُ الْمَلِكَ: «وَمَنْ مِنْ جَمِيعِ عَبِيدِكَ مِثْلُ دَاوُدَ, أَمِينٌ وَصِهْرُ الْمَلِكِ وَصَاحِبُ سِرِّكَ وَمُكَرَّمٌ فِي بَيْتِكَ؟ 15 فَهَلِ الْيَوْمَ ابْتَدَأْتُ أَسْأَلُ لَهُ مِنَ اللَّهِ؟ حَاشَا لِي! لاَ يَنْسِبِ الْمَلِكُ شَيْئًا لِعَبْدِهِ وَلاَ لِجَمِيعِ بَيْتِ أَبِي, لأَنَّ عَبْدَكَ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئًا مِنْ كُلِّ هَذَا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا». 16 فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَوْتًا تَمُوتُ يَا أَخِيمَالِكُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِ أَبِيكَ». 17 وَقَالَ الْمَلِكُ لِلسُّعَاةِ الْوَاقِفِينَ لَدَيْهِ: «دُورُوا وَاقْتُلُوا كَهَنَةَ الرَّبِّ, لأَنَّ يَدَهُمْ أَيْضًا مَعَ دَاوُدَ, وَلأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهُ هَارِبٌ وَلَمْ يُخْبِرُونِي». فَلَمْ يَرْضَ عَبِيدُ الْمَلِكِ أَنْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ لِيَقَعُوا بِكَهَنَةِ الرَّبِّ. 18 فَقَالَ الْمَلِكُ لِدُوَاغَ: «دُرْ أَنْتَ وَقَعْ بِالْكَهَنَةِ». فَدَارَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ وَوَقَعَ هُوَ بِالْكَهَنَةِ, وَقَتَلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا لاَبِسِي أَفُودِ كَتَّانٍ, 19 وَضَرَبَ نُوبَ مَدِينَةَ الْكَهَنَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ: الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَالرِّضْعَانَ وَالثِّيرَانَ وَالْحَمِيرَ وَالْغَنَمَ.
ع11، 12: بعد وشاية "دواغ"، أخذ الغيظ شاول جدًا، فأرسل عبيده برسالة لإحضار أخيمالك الكاهن وكل الكهنة معه من "نوب" مدينة الكهنة وخيمة الاجتماع في ذلك الوقت، وعندما حضروا أمام شاول، بدأ شاول الكلام بصورة تحمل احتقارًا لأخيمالك إذ لم يذكر اسمه بل ناداه باسم أبيه وبلهجة تحمل غيظًا وتوعد بالشر، وأجابه أخيمالك باتضاع "هأنذا يا سيدى".
ع13:
تكلم شاول مباشرة مع أخيمالك وكذلك الكهنة، موجهًا لهم تهمة التآمر ومساعدة داود ضد الملك بإعطائه الخبز والسيف والدعاء له بأن يظل مختفيًا ومتربصًا بالملك. وبالطبع لم يقصد أخيمالك أي شر ضد الملك عندما ساعد داود، فقد كان هاربًا من الملك وليس كامنًا له أو يريد أن يفعل بالملك شرًا.بدأ أخيمالك الكلام مدافعًا عن نفسه بأسلوب منطقي ورزين، ويمكن أن نلخص دفاعه في محورين أساسيين:
أ - شخصية داود: فوصفه بأنه رجل بأس شجاع وليس مثله في الشعب، وهو أيضًا زوج ابنة الملك وأمين سره ودائمًا له مكان في مائدة الملك، أي أنه شخص بعيد كل البعد عن أيّة شبهة.
ب - عدم علمه: وهو الدفاع الثاني لأخيمالك بأنه لا يعلم أي شيء عن الخلاف بين داود وشاول أو هرب داود أو تآمر داود على الملك.
وكان أخيمالك في كل هذا يقول الصدق، وطلب من شأول ألا يلصق به أو بأهله من الكهنة أي شيء من هذه التهم الباطلة.
السعاة: جنود مدربون على الحركة السريعة ومنهم كان الحرس الملكى الواقف أمام شاول.
بالرغم من دفاع أخيمالك القوى عن نفسه وصدقه في كل ما قاله، إلاّ أن غيظ شاول وغضبه أعمياه وكأنه لم يسمع شيئًا، وبظلم واستبداد في رأيه نطق بحكم الموت على أخيمالك وكل الكهنة، وطلب من رجاله الواقفين معه تنفيذ حكمه الجائر، مبررًا حكمه بتآمر الكهنة مع داود وإخفائهم للحق؛ إلاّ أن الرجال لم يستطيعوا فعل هذا العمل الشنيع ويلطخوا أيديهم بدم كهنة الله العلى الموقرين من الشعب كله، والذين أمر الله بإكرامهم وتقديمهم الذبائح وتفسيرهم للشرائع وقيادتهم للشعب حتى في الحروب. ويظهر من هذا أن السعاة كانوا أبرّ من الملك وكانوا يحترمون الكهنوت ويرفضون الظلم.
ع18:
الأفود: قماش كتان أبيض كان من ملابس الكهنة.لاحظ شاول عدم طاعة حرسه الخاص وامتناعهم عن قتل الكهنة، ولم يثنه هذا عما هاج به قلبه، فنظر إلى "دواغ الأدومى" وطلب منه تنفيذ نفس الأمر، فاستجاب هذا الشرير والذي لا ينتسب لشعب الله أساسًا بل هو من نسل "عيسو"، وبالفعل قتل من الكهنة 85 كاهنًا لابسين أفود الكهنة.
ع19: تعدى الأمر كل حد، إذ ذهب أيضًا هذا الشرير إلى "نوب"، حيث مدينة الكهنة والمكان الحالي لخيمة الاجتماع، وقتل كل الكهنة المتبقين مع نسائهم وأطفالهم الأبرياء، ولم تنج أيضًا الحيوانات من هذه المذبحة الشنعاء. فشاول هنا، لأنه تابع للشيطان، يخرب نفسه لأنه يخرب مدينة تابعة له وليس مدينة تابعة للأعداء، كما يخرب الإنسان الشرير حواسه وأفكاره بنفسه بدلًا من أن يقاوم الشيطان.
† الغضب أعمى يقود الإنسان لأشر الخطايا، راجع نفسك ولا تأخذ قرارًا في غضبك بل اهرب من الغضب وتحكم في نفسك وأعصابك وأطلب من الله الهدوء لئلا تخطئ خطًأ يصعب إصلاحه.
20 فَنَجَا وَلَدٌ وَاحِدٌ لأَخِيمَالِكَ بْنِ أَخِيطُوبَ اسْمُهُ أَبِيَاثَارُ وَهَرَبَ إِلَى دَاوُدَ. 21 وَأَخْبَرَ أَبِيَاثَارُ دَاوُدَ بِأَنَّ شَاوُلَ قَدْ قَتَلَ كَهَنَةَ الرَّبِّ. 22 فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيَاثَارَ: «عَلِمْتُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ كَانَ دُوَاغُ الأَدُومِيُّ هُنَاكَ أَنَّهُ يُخْبِرُ شَاوُلَ. أَنَا سَبَّبْتُ لِجَمِيعِ أَنْفُسِ بَيْتِ أَبِيكَ. 23 أَقِمْ مَعِي. لاَ تَخَفْ, لأَنَّ الَّذِي يَطْلُبُ نَفْسِي يَطْلُبُ نَفْسَكَ, وَلَكِنَّكَ عِنْدِي مَحْفُوظٌ».
لم يذهب أبياثار بن أخيمالك مع الكهنة لمقابلة شاول، بل ظل في نوب داخل الخيمة ليتمم الخدمة، وكان هذا سبب نجاته وعدم قتله، وبعد رؤيته لكل ما حدث، غادر "نوب" وتركها هاربًا إلى "داود" الهارب أيضًا من وجه شاول، وعندما عثر على داود أخبره بكل الشر الذي صنعه شاول مع الكهنة وكيف سفك دماءً بريئة.
ع22:
تحدث داود مع "أبياثار" الكاهن الهارب وقال له إنه عندما رأى "دواغ الأدومى" في نوب، عند أخذ الخبز من أبيه أخيمالك توقع أن يكون هذا الأدومى الشرير صاحب فتنة وسيبلغ شاول بما رأى ويضيف عليه ليشعل غضبه، وقدم داود لأبياثار اعتذارًا وأسفًا بأنه هو السبب وراء كل هذه الأحداث المؤسفة، وهذا يظهر تواضعه.
ع23:
طلب داود بعد ذلك من أبياثار الإقامة معه، وبالطبع هذا ما كان يتوقعه الرجل من داود، ولكى يطمئن داود الرجل أعطاه عهدًا ووعدًا بالحماية إذ قال له، أن الذي يريد قتلك كأنه يريد قتلى، والمعنى المقصود أن داود لن يسمح بهذا إطلاقًا؛ وهكذا انضم إلى داود الكاهن الأخير المتبقى من جريمة شاول الفظيعة، وظل أبياثار كاهنًا مع داود كل أيام حياته . وترحيب داود بأبياثار يظهر قلبه المتسع لكل المضطهدين، فباركه الله إذ صار هو وحده الذي عنده كاهن يسأل الله. وبهذا الشر الذي فعله شاول تحقق كلام الله في إبادة نسل عالى الكاهن لتهاونه مع ابنيه (1 صم 2: 31-36).† على قدر شر شاول كان كرم أخلاق داود، فرحب بأبياثار ليعيش معه ويحميه. كن محبًا ومساعدًا للآخرين مهما كان المحيطون بك أشرار وأنانيين ويسيئون للآخرين، فأنت تحب الناس من أجل الله الذي أحبك وفداك ويعتبر كثيرًا كل محبة تقدمها للآخرين ويكافئك عليها.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 23 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير صموئيل الأول 21 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/samuel1/chapter-22.html
تقصير الرابط:
tak.la/2vk5ffx