← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ
(1) تابوت العهد في أشدود (ع1-7)
(2) التابوت في جت (ع8-9)
(3) التابوت في عقرون (ع10-12)
1 فَأَخَذَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ اللَّهِ وَأَتُوا بِهِ مِنْ حَجَرِ الْمَعُونَةِ إِلَى أَشْدُودَ. 2 وَأَخَذَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ اللَّهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ بِقُرْبِ دَاجُونَ. 3 وَبَكَّرَ الأَشْدُودِيُّونَ فِي الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ, فَأَخَذُوا دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ فِي مَكَانِهِ. 4 وَبَكَّرُوا صَبَاحًا فِي الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ وَرَأْسُ دَاجُونَ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ عَلَى الْعَتَبَةِ. بَقِيَ بَدَنُ السَّمَكَةِ فَقَطْ. 5 لِذَلِكَ لاَ يَدُوسُ كَهَنَةُ دَاجُونَ وَجَمِيعُ الدَّاخِلِينَ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ عَلَى عَتَبَةِ دَاجُونَ فِي أَشْدُودَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 6 فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأَشْدُودِيِّينَ, وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبَوَاسِيرِ فِي أَشْدُودَ وَتُخُومِهَا. 7 وَلَمَّا رَأَى أَهْلُ أَشْدُودَ الأَمْرَ كَذَلِكَ قَالُوا: «لاَ يَمْكُثُ تَابُوتُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ عِنْدَنَا لأَنَّ يَدَهُ قَدْ قَسَتْ عَلَيْنَا وَعَلَى دَاجُونَ إِلَهِنَا».
: أحد مدن الفلسطينيين الهامة وتقع شمال مدينة غزة.
داجون: إله عبده الفلسطينيون والأشوريون والفينيقيون، وهو إله القمح والمحاصيل الزراعية، ويسمى إله الخصوبة وكان رأسه وصدره وذراعاه على شكل إنسان أما باقي جسده فعلى شكل سمكة من أجل تكاثر السمك بكثرة في البحر.
ترك الإسرائيليون تابوت العهد في مكان المعركة وهربوا، فأخذه الفلسطينيون إلى أحد مدنهم الشهيرة وهي أشدود، ولم يجدوا مكانًا لوضع التابوت أفضل من المعبد المخصص لأحد آلهتهم الشهيرة وهو الصنم داجون، فصار التابوت بجانب تمثال الإله. وبهذا أظهروا قوة إلههم داجون الذي يعتبرونه أعظم آلهتهم، حيث أحضروا إليه تابوت عهد الله إله إسرائيل، الذي ظنوا أنه ضعيف بتغلبهم عليه هو وشعبه، ووضعوه أمام داجون، فلم يحتمل داجون الذي به شيطان أن يرى الله فسقط على وجهه أمامه كما سنرى في الآيات التالية.
ع3، 4: فى صباح أول يوم، بعد دخول التابوت إلى معبد "داجون"، بكَّر الكهنة الوثنيون الفلسطينيون للوقوف أمام إلههم، وإذ المفاجأة أنهم وجدوا تمثال داجون ساقطًا على وجهه، أي ساجدًا ! وكان هذا أمرًا عجيبًا لم يحدث قط لتمثالهم، فما كان منهم إلا أنهم أعادوا نصبه في مكانه مرة ثانية، وفى اليوم التالي دخلوا معبد داجون للعبادة، فإذا به ساقطًا على وجهه أيضًا كالأمس، ولكن في هذه المرة كان السقوط أكثر شدةً، إذ بعد سقوطه على وجهه انفصلت رأسه ويداه على عتبة المعبد، وهذا يعنى أن الرأس الذي يرمز للعقل واليدان اللتان ترمزان للعمل ليست لهذا الإله، أي أنه غير عاقل وعاجز عن أي شيء، وبقى الجزء الحيوانى وهو السمكة ليعلن حقارة هذا الإله. بالإضافة إلى أن سقوط الرأس واليدين عند العتبة التي تُدَاس بالأقدام يعلن أيضًا حقارة هذا الإله وخزى من يعبده.
ويعلن الله أيضًا قوته مع الوثنيين، فهو وإن كان قد فارق شعبه لأجل شرورهم، لكنه يمجد اسمه أمام البعيدين ليؤمنوا به.
وعندما يدخل الله، الذي يرمز إليه تابوت العهد، إلى القلب، فأمامه تتحطم كل قوى العالم من مركز ومال ..
ع5: بدلًا من الفهم والإدراك والإقرار بأن "داجون" هذا لا شيء سوى صناعة يد إنسان، ذهب كهنة "داجون" في اتجاه آخر غريب، إذ اضافوا إكرامًا غير مستحق لإلههم الحجرى، فأخذوا عهدًا على أنفسهم بألا تدوس أرجلهم على عتبة البيت احترامًا لسقوط رأسه ويديه على العتبة !! وظل هذا التقليد سنينًا طويلة.
ع6: البواسير
: يرى البعض أنها ليست مرض البواسير المعروف بل هي نتيجة مرض الطاعون الذي يصيب الغدد الليمفاوية والفخذ، وهذا المرض تنقله الفئران، لذا تعلن الترجمة السبعينية أن الفئران هاجمت بلاد الفلسطينيين، وجاء في (ع11) أنهم خافوا من الموت وذلك بسبب وباء الطاعون.إذ لم يفهم الفلسطينيون الغرض الإلهي من هذه الضربات لإلههم وفخرهم "داجون"، شدد الرب الإله يده عليهم، فأصابهم بالضيق والخراب وعدم البركة في أمور حياتهم المادية بل وأزاد الرب على ذلك بأن ضربهم بمرض البواسير المؤلم جدًا والذي يسبب ضيقًا شديدًا لصاحبه.
ع7: أخيرًا فهم أهل أشدود واستوعبوا الدرس، وأدركوا أن إله إسرائيل هو وراء كل هذه الضربات ووصلوا إلى قرار بأنه لا يمكن أن يمكث تابوت إله إسرائيل عندهم، فكفاهم ما أصابهم مع إلههم من جهة، وخافوا مما هو قادم عليهم أيضًا.
† استغرق الأمر كثيرًا حتى يفهم أهل أشدود ... كن سريعًا في فهم مقاصد الله، وارجع فورًا بالتوبة والاعتذار وعقد العزم على الإصلاح، فتنقذ نفسك من تأديبات الله وتتمتع بالحياة الهادئة المباركة.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
8 فَأَرْسَلُوا وَجَمَعُوا جَمِيعَ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَيْهِمْ وَقَالُوا: «مَاذَا نَصْنَعُ بِتَابُوتِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالُوا: «لِيُنْقَلْ تَابُوتُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَتَّ». فَنَقَلُوا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ. 9 وَكَانَ بَعْدَمَا نَقَلُوهُ أَنَّ يَدَ الرَّبِّ كَانَتْ عَلَى الْمَدِينَةِ بِاضْطِرَابٍ عَظِيمٍ جِدًّا, وَضَرَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ وَنَفَرَتْ لَهُمُ الْبَوَاسِيرُ.
ع8: أقطاب: رؤساء.
جت: أحد مدن الفلسطينيين الكبيرة مثل أشدود وتقع شمال شرق غزة.
اجتمع رؤساء عشائر الفلسطينيين بعد أحداث أشدود العجيبة، وكان غرض الاجتماع شيئًا واحدًا، وهو ماذا نصنع بتابوت العهد وأين نضعه، وكان الرأى أن ينقلوه إلى مدينة جت، وهم بذلك برهنوا على عدم فهمهم، إذ ظنوا أن إله إسرائيل لم تعجبه أشدود أو داجون فاقترحوا مكانًا بديلًا.
ع9: نفرت
: ظهرت وتورمت.كانت يد الرب أيضًا على مدينة "جت"، كما كانت على أشدود، فأصابهم نفس المصاب من ضيق واضطراب، ونفرت البواسير وصار لهم نفس الألم. وسمح الله بهذه الآلام ولم يهلكهم لأنهم أخذوا تابوت عهد الله بجهل إذ لا يعرفون أنه هو الله.
† عندما تتكرر معك الضيقات، راجع نفسك وصلى لتفهم مقاصد الله، فقد يكون غرضه دعوتك للتوبة عن خطية معينة أو إصلاح تقصير معين.
10 فَأَرْسَلُوا تَابُوتَ اللَّهِ إِلَى عَقْرُونَ. وَكَانَ لَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ اللَّهِ إِلَى عَقْرُونَ أَنَّهُ صَرَخَ الْعَقْرُونِيُّونَ: «قَدْ نَقَلُوا إِلَيْنَا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ لِيُمِيتُونَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا!». 11 وَأَرْسَلُوا وَجَمَعُوا كُلَّ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا: «أَرْسِلُوا تَابُوتَ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرْجِعَ إِلَى مَكَانِهِ وَلاَ يُمِيتَنَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا». لأَنَّ اضْطِرَابَ الْمَوْتِ كَانَ فِي كُلِّ الْمَدِينَةِ. يَدُ اللَّهِ كَانَتْ ثَقِيلَةً جِدًّا هُنَاكَ. 12 وَالنَّاسُ الَّذِينَ لَمْ يَمُوتُوا ضُرِبُوا بِالْبَوَاسِيرِ, فَصَعِدَ صُرَاخُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّمَاءِ.
ع10: عقرون: مدينة فلسطينية مشهورة تقع جنوب "يافا" ومعناها "عاقر".
تخلصا من التابوت ومن مشاكله، أخذ أهل "جت" قرارًا بإبعاد التابوت عنهم وإرساله إلى مدينة عقرون، وذلك دون إذن أو علم العقرونيين، ولهذا صرخ وتذمر وخاف أهل عقرون عند وصول التابوت لهم وقالوا لقد أرسل أهل "جت" التابوت لنا من أجل هلاكنا.
ع11:
ما أن وصل التابوت حتى استشعر أهل عقرون بانتقام الله ويده القوية، إذ حدث اضطراب شديد بسبب ارتفاع عدد الموتى، ولهذا عقدوا اجتماعًا لكل رؤساء عشائر الفلسطينيين وطلبوا أن يعود التابوت إلى إسرائيل حيث مكانه وراحته، فيقف بذلك انتقام إله إسرائيل الشديد جدًا.
ع12: أصاب الموت البعض أما الباقى فضُرِبَ بمرض البواسير، وكان الألم شديدًا والضيق عظيمًا؛ حتى أن صراخ الشعب ملأ المدينة كلها مستنجدين لإبعاد التابوت عنهم.
† قد يسمح الله لأبنائه ببعض التأديب مثل ما حدث مع إسرائيل شعبه بسبب التهاون والاستهتار، ولكن الله من أجل مجد اسمه لا يسمح للأعداء بالشماتة في أبنائه أو التمتع بالنصرة، فهو عادل ويجازى بالحق وفى الوقت نفسه يغير على اسمه وعلى شعبه، فلا تظلم أحدًا وتفرح بما كسبته لأن الله قادر أن يجازيك بضربات كثيرة إن لم تتب.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 6 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير صموئيل الأول 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/samuel1/chapter-05.html
تقصير الرابط:
tak.la/wf35zfj