* تأملات في كتاب
أيوب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21
الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ
الجزء الأول من السفر هو مقدمة عن حياة أيوب وما حل به من ضيقات وتذمر بسبب آلامه وطلبه الموت.
الجزء الثاني من هذا السفر هو حوارات بين أيوب وأصدقائه الثلاثة تبدأ في هذا الأصحاح وتنتهي في الأصحاح الحادى والثلاثين وهي تشمل ثلاثة جولات (جدول (1)):
أ - الأولى (أي 4-14) وتتحدث عن الضيقات التي حلت بأيوب وأنها بسبب خطاياه، ثم دعوته للتوبة.
ب - الثانية (أي 15-20) وتتحدث عن مصير الأشرار.
جـ- الثالثة (أي 21-31) وتشمل اتهامات قاسية لأيوب ودفاع أيوب عن نفسه.
أثناء كل هذه الحوارات كان الصديق الرابع وهو أليهو صامتًا، ثم تحدث في النهاية من (أي 32-37).
بعد كلام كل الأصدقاء وأيوب تحدث الله من (أي 38) إلى بداية (أي 42) حتى الآية السادسة. وبعدها بارك الله أيوب بضعف ما كان عنده.
يبدو أن الأصدقاء الثلاثة في فترة الصمت، أي الأسبوع الذي جلسوا أمامه فيه صامتين، اتفقوا بينهم على المبدأ الذي تحدثوا عنه في الجولة الأولى من الحوارات، وهو أن الضيقات التي حلت بأيوب هي بسبب شروره.
لقد بدأ اليفاز التيمانى الحديث مع أيوب، وذلك غالبًا لأنه كان أكبر الأصدقاء سنًا. وقد يكون بسبب مركزه، أو بسبب لباقته في الكلام، فلم يوبخ أيوب مباشرة، بل أشار إلى أخطائه.
حاول الشيطان أن يتهم أيوب بالشر ولكنه خضع لله، إذ ظهر كمال أيوب واحتماله. وحتى إمرأة أيوب اعترفت أيضًا بكماله. ولكن أصدقاء أيوب الثلاثة اتهموه في الجولة الأولى بأن الضيقات التي أتت عليه هي بسبب خطاياه. ولأن الله عادل، فيلزم أيوب أن يتوب عن خطاياه العظيمة؛ ليرفع الله عنه هذه الضيقات.
دافع أيوب عن نفسه أمام اتهامات أصدقائه وأظهر بره وكماله.
خطأ الأصدقاء الثلاثة أنهم أظهروا جانب من الحقيقة، وهو أن الله عادل، ولم يظهروا باقي الجوانب، وهي أن هناك أبرارًا يعانون من ضيقات، وكذلك أشرارًا ينعمون بالخيرات.
(1) مدح أيوب واتهامه بالرياء (ع1-6)
(2) شر الإنسان يجلب غضب الله (ع7-11)
(3) رؤيا لإثبات عدل الله (ع12-21)
1 فَأجَابَ أَلِيفَازُ التَّيمَانِيُّ وَقَالَ: 2 «إِنِ امْتَحَنَ أَحَدٌ كَلِمَةً مَعَكَ، فَهَلْ تَسْتَاءُ؟ وَلكِنْ مَنْ يَسْتَطِيعُ الامْتِنَاعَ عَنِ الْكَلاَمِ؟ 3 هَا أَنْتَ قَدْ أَرْشَدْتَ كَثِيرِينَ، وَشَدَّدْتَ أَيَادِيَ مُرْتَخِيَةً. 4 قَدْ أَقَامَ كَلاَمُكَ الْعَاثِرَ، وَثَبَّتَّ الرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ! 5 وَالآنَ إِذْ جَاءَ عَلَيْكَ ضَجِرْتَ، إِذْ مَسَّكَ ارْتَعْتَ. 6 أَلَيْسَتْ تَقْوَاكَ هِيَ مُعْتَمَدَكَ، وَرَجَاؤُكَ كَمَالَ طُرُقِكَ؟
بدأ أليفاز التيمانى حديثه بلباقة ورقة تظهر فيما يلي:
استأذنه في أن يتحدث معه.
أظهر أنه قد يسبب له بعض الضيق من خلال إظهار الحقائق، فهل يقبل أيوب أن يستمع إليها.
أظهر ثقته فيما سيقوله في قوله "من يستطيع الامتناع عن الكلام" فهو يثق في الحقائق التي سيقولها ويشعر بغيرة على الله، فيريد إظهار أنه عادل. ولا يستطيع الصمت أمام اتهامات أيوب لله.
ع3، 4: في بداية حديث أليفاز مع أيوب امتدحه في هاتين الآيتين بأنه كان مرشدًا لمن حوله في مشاكلهم وضيقاتهم، ومشددًا لهم في أزماتهم، ومساندًا لهم حتى يسيروا في الطريق المستقيم. وهذه شهادة واضحة من أليفاز بأن أيوب كان معلمًا ومرشدًا، ولم ينشغل بإدارة أملاكه فقط، بل كان خادمًا صالحًا لمن حوله، سواء من أسرته، أو أي إنسان يعرفه. وفى هذا المديح يظهر ما يلي:
لباقة أليفاز في أنه يبدأ حديثه بالمديح قبل أن يوجه اللوم لأيوب. وفى هذا مراعاة لآداب الحديث ولنفسية أيوب المضغوطة بسبب الضيقة.
أليفاز يقصد أنه إن كنت أنت يا أيوب مرشدًا لغيرك في ضيقاتهم، فمن حقك أن تجد من يرشدك ويساندك في ضيقتك.
حيث أنك يا أيوب كنت مرشدًا لغيرك، فتذكر الآن أنك محتاج أن ترشد نفسك بنفس الكلمات التي كنت تقولها لغيرك.
بعد مدح أليفاز لأيوب يتهمه بأنه مرائى؛ يبدو معلمًا ومساندًا للآخرين ولكن في نفس الوقت يرفض تنفيذ هذه التعاليم في حياته. فيعلم الناس في ضيقاتهم أن يخضعوا لله ويتوبوا، وعندما تحل به الضيقة لا يقبل ويتذمر على الله. وفى هذه الاتهام الذي قاله أليفاز نرى ما يلى:
اندفاع أليفاز في اتهام أيوب بالرياء وهذا عكس الحقيقة؛ لأن أيوب قبل الضيقات من الله وما زال في إيمانه، ولكن صعوبة الآلام جعلته يسب يومه ولكن لا يسب الله.
ضعف إحساس أليفاز بأيوب، فرغم قسوة الضيقات التي مرت على أيوب يقول له إن الله معه، مع أنه في الحقيقة قد طحنه بأوجاع كثيرة.
كان قاسيًا في وصفه أيوب أنه ضجر؛ أي تذمر بشدة مع أنه معذور لكثرة آلامه.
اتهام أليفاز لأيوب أن تمسكه بالكمال مزيف، إذ عندما حلت به ضيقات تذمر ولم يحتمل.
قد يعني أليفاز اتهام أيوب بأنه اعتمد على تقواه وكماله؛ ليظل محتفظًا بغناه وممتلكاته، فلما ضاعت ممتلكاته تذمر على الله وظهر بطلان كماله، أي عدم كماله وتقواه؛ لأنه تذمر على الله في الأصحاح الثالث.
وهكذا عندما فشل الشيطان في اثبات رياء أيوب وعدم تقواه أمام الله، استخدم طريقة أخرى لمضايقة أيوب، محاولًا أن يزعزع إيمانه بالله، وهي اتهام أصدقائه له بالرياء، رغم أن هذا كذب.
† ما أجمل أن تبدأ حديثك مع الآخرين بامتداحهم وتشجيعهم حتى تكسبهم وحينئذ يصغون لكلامك باهتمام، فترشدهم لكل ما لصالحهم.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
7 اُذْكُرْ: مَنْ هَلَكَ وَهُوَ بَرِيءٌ، وَأَيْنَ أُبِيدَ الْمُسْتَقِيمُونَ؟ 8 كَمَا قَدْ رَأَيْتَ: أَنَّ الْحَارِثِينَ إِثْمًا، وَالزَّارِعِينَ شَقَاوَةً يَحْصُدُونَهَا. 9 بِنَسَمَةِ اللهِ يَبِيدُونَ، وَبِرِيحِ أَنْفِهِ يَفْنَوْنَ. 10 زَمْجَرَةُ الأَسَدِ وَصَوْتُ الزَّئِيرِ وَأَنْيَابُ الأَشْبَالِ تَكَسَّرَتْ. 11 اَللَّيْثُ هَالِكٌ لِعَدَمِ الْفَرِيسَةِ، وَأَشْبَالُ اللَّبْوَةِ تَبَدَّدَتْ.
ع7، 8: يوضح أليفاز حقيقة يراها وهي أن المصائب تأتى على الإنسان بسبب شره. وهذه حقيقة صحيحة في بعض الأحيان وليس في جميع الأحيان؛ لأن المصائب قد تأتى على الأبرار لتزكيهم، مثل هلاك هابيل رغم قداسته، وخروج إبراهيم إلى البرية تاركًا مدينته الحصينة وكان هذا طاعة لله، وتعرض إبراهيم لتجربة ذبح ابنه الوحيد؛ لتظهر عظمة إيمانه، وتعرض إبراهيم لمجاعة هو وابنه اسحق ولكنهما ظلا ثابتين في إيمانهما.
وبناء على حجة أليفاز بأن البرئ والمستقيم لا يهلكان، فيكون بالتالى أيوب مخطئًا؛ ولذا أتت عليه هذه التجارب. وبهذا يتهمه بالرياء في كماله وهذا غير سليم؛ لأن أيوب كان محبًا لله ومؤمنًا به وصادقًا في قداسته.
حاول أليفاز استفزاز أيوب، وطلب منه أن يحكم بنفسه ويتذكر بخبرته؛ هل رأى بريئًا، أو مستقيمًا يهلك بالشر؟ حتى يجيب أيوب بالطبع لا، وبالتالي يقنع أيوب أن ما يعانيه من آلام قد تؤدى به إلى الموت هو نتيجة طبيعية لأفعاله الشريرة. ثم يؤكد أليفاز بخبرته أن من يحرث، أو يزرع خطية تأتى على رأسه.
ع9-11: أضاف أليفاز بأن الله عادل وسيبيد ويفنى الأشرار عقابًا على شرهم. ومهما كانت قوتهم، فلو كانوا مثل الأسد في قوته سيحطمهم الله. ويقصد هنا بالأسد أيوب.
وقد أورد أربعة أسماء للأسد وهي الأسد والأشبال والليث واللبوة، ليؤكد لأيوب أن ما يمر به من ضيقات هو تحطيم له من قبل الله عقابًا على شره؛ لأن الله عادل ولابد أن يعاقبه.
بل اتهم أيضًا أيوب بما يلي:
بالقسوة
الظلم
الوحشية
السرقة
تشتيت الآخرين
إن في هذه الآيات يحذر أليفاز أيوب بأن ما يمر به من نكبات هو من نفخة الله، كما هبت الريح وحطمت البيت على رؤوس أولاده. كل هذا مقدمة بدأها الله، وإن لم يتب أيوب سريعًا، فالله سيفنيه ويبيده تمامًا.
من هذا نرى قسوة من أليفاز في اتهامات زور لأيوب الذي شهد الله بكماله. وكم يكون صعبًا أن توجه هذه الاتهامات لإنسان سقط تحت نكبات كثيرة، فبدلًا من أن يعزيه ويسانده اتهمه بما سبق!
†
لا تتسرع في الحكم على الآخرين، معتمدًا على ذكائك وخبرتك؛ لئلا تتهمهم زورًا. كن مترفقًا بالكل، فيترفق بك الله واطلب الله بالصلاة قبل أن تحكم على أحد إن كان هذا ضروريًا.
12 «ثُمَّ إِلَيَّ تَسَلَّلَتْ كَلِمَةٌ، فَقَبِلَتْ أُذُنِي مِنْهَا رِكْزًا. 13 فِي الْهَوَاجِسِ مِنْ رُؤَى اللَّيْلِ، عِنْدَ وُقُوعِ سَبَاتٍ عَلَى النَّاسِ، 14 أَصَابَنِي رُعْبٌ وَرَعْدَةٌ، فَرَجَفَتْ كُلَّ عِظَامِي. 15 فَمَرَّتْ رُوحٌ عَلَى وَجْهِي، اقْشَعَرَّ شَعْرُ جَسَدِي. 16 وَقَفَتْ وَلكِنِّي لَمْ أَعْرِفْ مَنْظَرَهَا، شِبْهٌ قُدَّامَ عَيْنَيَّ. سَمِعْتُ صَوْتًا مُنْخَفِضًا: 17 أَالإِنْسَانُ أَبَرُّ مِنَ اللهِ؟ أَمِ الرَّجُلُ أَطْهَرُ مِنْ خَالِقِهِ؟ 18 هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ، وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً، 19 فَكَمْ بِالْحَرِيِّ سُكَّانُ بُيُوتٍ مِنْ طِينٍ، الَّذِينَ أَسَاسُهُمْ فِي التُّرَابِ، وَيُسْحَقُونَ مِثْلَ الْعُثِّ؟ 20 بَيْنَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ يُحَطَّمُونَ. بِدُونِ مُنْتَبِهٍ إِلَيْهِمْ إِلَى الأَبَدِ يَبِيدُونَ. 21 أَمَا انْتُزِعَتْ مِنْهُمْ طُنُبُهُمْ؟ يَمُوتُونَ بِلاَ حِكْمَةٍ.
ع12: ركزًا: فهمًا قليلًا.
يحدثنا هنا أليفاز عن رؤيا رآها وهو متيقظ أعلن له الله فيها كلمته، ففهم شيئًا قليلًا مما أعلنه الله. وهذا يبين اتضاع أليفاز باعترافه بأن فهمه محدودًا لكلام الله.
وبالطبع قد رأى أليفاز هذه الرؤيا قبل كلامه الذي قاله لأيوب في هذا الأصحاح. وهذا إما قبل سفره من بلده إلى أيوب، أو أثناء السبعة أيام التي كان فيها بجوار أيوب صامتًا. وهذا هو الأرجح.
يفهم من هذه الرؤيا أن الله قدم كلامه لأليفاز بهدوء، إذ يقول تسللت، أي دخلت بهدوء وبطريقة خفية؛ لأن الله لا يحب الإزعاج، بل عمله دائمًا هادئًا، ليناسب النفس البشرية المحبة له. ولكن صوته واضح ومحدد، كما تكلم مع إيليا قديمًا في "صوت منخفض خفيف" (1 مل19: 12).
ع13: الهواجس
: جمع هاجس وهو ما يخطر على فكر الإنسان ويحدث نفسه به.سبات: نوم عميق.
يؤكد هنا أن الله يتكلم في الهدوء، فيعلن ميعاد الرؤيا وهو الليل، عندما كان الناس حول أليفاز في نوم عميق. أتت إليه أفكار عن حالة أيوب وما يعانيه من آلام. هذه هي الهواجس التي أتت إلى أليفاز، وكان تمهيدًا للرؤيا التي سيعلنها في الآيات التالية.
ع14: رعب
: خوف شديدة.رعدة: اضطراب شديد وارتعاش.
رجفت: ارتعشت.
عندما أتت الهواجس على أليفاز شعر بخوف شديد واضطراب؛ حتى ارتعش كل جسده، كل هذا كان مقدمة لاستقبال الرؤيا من الله. وهذا معناه أن أليفاز شعر بخوف الله وبحضرته عندما أقبلت عليه الرؤيا.
ع15: فى بداية الرؤيا شعر أليفاز بروح، أو ريح، أو كأن إنسانًا يقترب من وجهه، فخاف جدًا حتى انتصب شعر جسده من الخوف. وهذا طبيعي فعندما يشعر الإنسان بحضرة الله يخاف، كما حدث مع القديسين، مثل أمنا العذراء عندما ظهر لها الملاك (لو1: 30).
ع16: كانت الرؤيا التي رآها أليفاز هي أن شيئًا ما وقف أمامه، هو شبه المخلوقات، أو البشر ولكنه لم يستطع تمييزه. ووقف هذا الشيء، أو هذه الروح أمامه، وسمع صوتًا منخفضًا صادرًا عن هذه الروح، أو آتيًا إليه من حيث لا يدرى. والخلاصة أنه رأى روح لا يستطيع تمييز معالمها قد وقفت أمامه، وساد الصمت، ثم سمع صوتًا منخفضًا.
ع17: سمع أخيرًا أليفاز صوت الله قائلًا أن الله الذي خلق الإنسان هو بالطبع أبر وأطهر من الإنسان، وبالتالي فلا يظن الإنسان مهما كان طاهرًا، أو كاملًا أن الله قد قصر في حقه، أو لم يكافئه بما يناسبه؛ لأن الله عادل وطاهر وكامل في كل صفاته.
أراد الله بهذه الرؤيا أن يوضح لأيوب على لسان أليفاز بأن الله لم يظلمه بهذه التجارب؛ لأن الله يريد خلاص نفسه، والله طاهر وكامل في كل تصرفاته. ولكن أليفاز فهم الرؤيا بشكل خاطئ فاتهم أيوب بأنه يقول أنه أبر من الله، مع أن أيوب لم يقل هذا، وسيظهر اتهام أليفاز في الآيات التالية.
ع18: انتهت الرؤيا في الآية السابقة وبدأ هنا تعليق أليفاز وكلامه مع أيوب، فأعلن له أن الله لا يأتمن ملائكته على كل أسراره، بل هو مدبر الكون بحكمته. كما أن الملائكة أرواح محدودة ولها حرية الاختيار ومعرضة للخطأ، ولذا ينسب إليها أحيانًا الحماقة، أي الجهل والتقصير. يقصد أليفاز بهذا أنه إن كانت الملائكة عبيد الله لهم قصور في الفهم، وليس لهم حق تدبير الكون، فبالأولى لا يصح أن يتكبر أيوب ويتذمر على الله ويتهمه بالخطأ، مع أن أيوب لم يفعل هذا.
ع19: العث
: حشرة ضعيفة تأكل الملابس خاصة الصوف.إن كان الله يفعل هكذا مع ملائكته، فكم بالأحرى مع البشر الذين يسكنون في بيوت مصنوعة من الطوب اللبن، أي من الطين وأصلهم من التراب؛ لأن الله أخذ ترابًا ونفخ فيه فخلق آدم.
كما أن هؤلاء البشر ضعفاء جدًا يسهل سحقهم مثل حشرة العث.
ع20: يضيف هنا أليفاز أن البشر تنتهي حياتهم سريعًا بين النهار والليل، أي كما نقول "بين يوم وليلة مات فلان" ولا ينشغل بموته أحد، حتى لو تأثر البعض من أحبائه لفترة، تهدأ بعد ذلك أحزانهم، فيؤكد أن الإنسان ضعيف ويموت سريعًا ولا يهتم به أحد. وهو مخلوق ستنتهي حياته حتمًا بالموت، فإن كان نهارًا، أي بدأت حياته، فسيأتى حتمًا ليلٌ، أي ستنتهي حياته. كل هذا موجه لأيوب؛ حتى يخضع لله ولا يتكبر عليه مع أن أيوب لم يتكبر على الله.
ع21: طنبهم
: الحبال التي تربط أقمشة الخيمة بالأوتاد.يؤكد أليفاز أن البشر يموتون ويشبه حياتهم بالخيام التي تنتزع حبالها (2 كو5: 1)، أي ينزعون من الأرض بالموت، وليس لهم حكمة، أو قوة لإيقاف الموت، أو إبعاده عنهم؛ لأنهم بشر ضعفاء. ومهما بلغت حكمة الإنسان وفهمه ستنتهي بموته.
† إن كانت حياتك يشبهها الكتاب المقدس بخيمة، فينبغى ألا تتعلق بالعالم، بل على العكس تستعد لحياتك الأبدية، وترتبط بمحبة الله، وتعمل خيرًا ورحمة مع كل من حولك.
← تفاسير أصحاحات أيوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أيوب 5 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أيوب 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/job/chapter-04.html
تقصير الرابط:
tak.la/nqk5qq5