محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
سفر رويا يوحنا الإنجيلي: |
* كاتب السفر هو يوحنا الحبيب تلميذ السيد المسيح ويسمى اللاهوتي لأن إنجيله كان هدفه إثبات لاهوت السيد المسيح (يو 31:20). ولقد نشأ يوحنا في بيت غني، فلقد كان لهم عمال أجراء وهذا يدل على غناهم (مر 20:1) ولقد وُلِدَ في بيت صيدا (لو 10:5) وتتلمذ ليوحنا المعمدان أولًا ثم تركه ليتبع يسوع بعد أن أشار المعمدان للمسيح واقتنع يوحنا الحبيب بالمسيح كمعلم (يو 29:1-34) + (يو 35:1-39).
* ويوحنا كان شاهدًا على أحداث عظام قام بها السيد المسيح مثل إقامة ابنة يايرس والتجلي وصراع جثسيماني وكان معه أيضًا بطرس ويعقوب.
* ولقد أعد الله يوحنا ليشهد له ضد الهراطقة الذين كثرت هرطقاتهم.
* أسس كنائس آسيا بعد نياحة العذراء وكان بطريركًا على أفسس.
* خرج من حمام عام لما وجد فيه كيرنثوس الهرطوقي وقال "خشيت انهيار الحمام" وذلك لتوضيح خطورة الهرطقات.
* كان يقضي بعض الوقت في التسلية مثل العمل في حديقة ويقول لا تترك القوس مشدودًا باستمرار لئلا يرتخي.
* تمتلئ كتاباته تعاليم عن المحبة وكذلك عظاته وكذلك خدمته فحينما انحرف الشاب التائب الذي تتلمذ على يديه جرى وراءه وهو قد أصبح زعيم عصابة لصوص حتى أعاده، لذلك سمى بالحبيب.
* عذبه الإمبراطور دومتيانوس في نهاية أيامه، وألقاه في زيت مغلي ولما فشل إذ كان الرب يشفيه نفاه إلى جزيرة بطمس. ودومتيانوس هذا كان قد أثار ضد المسيحية اضطهادًا شديدًا جدًا أشد من اضطهاد نيرون وكان هدفه استئصال المسيحية. وكان يطلب من المسيحيين عبادة الإمبراطور.
* عهد له الرب بأمه العذراء وهو عاش لأوائل القرن الثاني وهو الوحيد من التلاميذ الذي لم يستشهد.
* عاش يوحنا لمدة 25 سنة بعد استشهاد كل الرسل، وهو ذهب لأسيا الصغرى بعد استشهاد الرسولين بطرس وبولس وقال عنه بولس أنه من الأعمدة (غل 9:2).
كان ذلك حوالي سنة 95 م. في نهاية حكم دومتيانوس، وكتب يوحنا السفر في جزيرة بطمس التي نفاه إليها دومتيانوس وهي تبعد حوالي 25 ميلًا من شواطئ آسيا الصغرى (تركيا حاليًا) وتدعى حاليًا بتينو. وهي جزيرة قاحلة لا يسكنها غير المجرمين المنفيين حيث لا يمكنهم الهرب منها وقضى يوحنا في بطمس سنة ونصف فعاد بعدها لرعاية كنيسة أفسس بعد استشهاد أسقفها تيموثاوس.
يوحنا لم يذكر اسمه في إنجيله وذكره هنا 5 مرات (يو 9،4،1:1) + (يو 2:21) + (يو 8:22) وهذا لأن يوحنا إنسان متواضع يخفي ذاته، ولا يحب أن يشير إلى نفسه باسمه. فيوحنا كان أحد التلميذين اللذين سارا وراء يسوع بعد شهادة المعمدان (يو 35:1) والتلميذ الآخر كان أندراوس، ولكننا نجد أن يوحنا لا يذكر اسمه. وكان يسمي نفسه "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" (يو 26:19) + (يو 20:21). ولكن سفر الرؤيا لغموضه ونبواته، كان يلزم ذكر اسم من كتبه ليكون هناك ثقة فيمن كتبه وثقة فيما هو مكتوب فيه.
يوحنا المتألم لأجل المسيح والمضطهد والمنفي في هذا المكان القاسي يعزيه الله بهذه الرؤيا السماوية فشريك الصليب والألم شريك المجد (رو 17:8).
هي رسالة للكنيسة المضطهدة والمتألمة، رسالة عزاء بهذه الرؤيا ودعوة من الله أن من يغلب سيكون شريكًا في هذا المجد المعلن.
نرى بصورة متكررة أن الشيطان وراء كل هذه الآلام وهو مصدر كل اضطهاد للكنيسة، ولكننا نرى أيضًا أن المسيح هو ضابط الكل، الإله القدير الذي يرعى كنيسته، يحملها في يديه، يجول وسط كنيسته ليرعاها، لا شيء يحدث إلا بسماح منه، هو انتصر وغلب وبالتأكيد فإن كنيسته عروسه ستنتصر وتغلب. وإذا كان ما يحدث هو بسماح من عريس الكنيسة وهو المتحكم فيه فلماذا الخوف؟
نجد هنا نصرة الكنيسة التي قال عنها السيد المسيح أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، هي كنيسة مضطهدة على الأرض حاملة صليبها كعريسها، ولكنها ممجدة في السماء، ونرى هنا ما أعده الله لها من مجد مذهل. ويمكننا أن نفهم لماذا يسمح المسيح بالألم لكنيسته ولأحبائه؟ السبب ببساطة أن بداخلنا حب وانجذاب للخطية وللعالم بسبب أننا بالخطية ولدتنا أمهاتنا. والله وجد أن طريق الصليب هو الطريق الذي نكمل به، بل قيل عن المسيح نفسه أن "كمل رئيس خلاصنا بالآلام" (عب10:2) فإن كان المسيح قد كُمِّلَ بالآلام أفلا يكون طريق كمالنا هو الصليب الذي به نصير تلاميذ له. ولماذا؟ نجد أن الألم دخل إلى العالم نتيجة للخطية "أنا اختطفت لي قضية الموت" (القداس الغريغوري)، وهذا الألم واقع على كل البشر، ولكن الله الذي يعلم أن الخطية سكنت في جسد الإنسان (رو7: 17، 18) حَوَّلَ هذه الآلام لِمَنْ يحبونه وسيلة تأديب "حَوَّلت لي العقوبة خلاصًا" (رو8: 28)، "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله"، وهذا رأيناه مثلًا مع أيوب. لكن لنلاحظ أن المسيح تَكَمَّل بالآلام ليشبهنا نحن البشر المتألمين في كل شيء، أما نحن فنكمل بالآلام لنشبه المسيح. راجع تفسير (عب2: 10).
إذا كان المسيح قد وجد أن الألم هو طريق الكمال وبالتالي هو طريق السماء والمجد، إذًا علينا أن نصبر... لذلك تتكرر كلمة الصبر في هذا السفر (رؤ9:1 + 19،3:2 + 10:13).
نرى السموات مكان الفرح والتسبيح، فالسفر مملوء تسابيح للسمائيين. وهذه السماويات هي المكان المعد للكنيسة. ولكن أوصاف السماء أتت بصورة رمزية فلغة البشر محدودة لا تستطيع وتعجز عن أن تصف ما في السماء.
نرى في السفر الهزيمة الكاملة للشيطان وأتباعه في البحيرة المتقدة بالنار، فيكون هذا دافعًا لنا لترك كل شر وشبه شر. ونرى مجد الغالبين وأفراحهم فيكون هذا دافعًا لنا للجهاد الروحي.
نرى هنا نصرة السيد المسيح المؤكدة على كل الأشرار والشياطين فنتمسك به كإله قدير، لقوته وقدرته،
1. عبارة تتكرر 7 مرات للسبع كنائس في الإصحاحين الثاني والثالث. وقيلت ثانية في (رؤ21: 7). وحديث الرب عن مكافأة الغالب تشير لأننا في حرب. وهي حرب حقيقية، ولكنها حرب روحية كما قال القديس بولس الرسول "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف6: 12). أي أن هدف هذه الحرب جذبنا بعيدا عن الحياة في السماويات. فهناك من يغلب فيخلص ويكافأ، وهناك من ينهزم وينجذب للعالم فيهلك. ولاحظ أنه يكلم هنا أساقفة مؤمنين. فلو قالوا أن الغلبة هي أن نؤمن، نقول أن عبارة من يغلب قد قيلت لأساقفة وبالطبع هم مؤمنين. ويقول الرب مثلا لملاك (أسقف) أفسس ".. وتُب وأعمل الأعمال الأولى وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها (رؤ2: 5). فما يطلبه المسيح هنا أعمال.
2. وهذه الحرب هي بين الروح والجسد (غل5: 17)، فالروح القدس يدعونا لنحيا في السماويات التي أحضرها لنا المسيح لنحياها على الأرض، وبين شهوات الجسد الخاطئة. وهذه الحياة السماوية التي أتى لنا بها الرب يسوع، قال عنها "أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10: 10). الروح القدس يفتح أعيننا على لذة الحياة السماوية بينما نحن هنا على الأرض. لأن المسيح أتى لنا بهذه الحياة السماوية، أي أعطانا أن نحيا حياة سماوية بينما نحن هنا على الأرض وهو في وسطنا. هذه الحياة هي عربون لحياتنا الأبدية في السماء. هذه الحياة السماوية عبَّرَ عنها المرنم بقوله "طأطأ السموات ونزل" (مز18: 9). والشيطان رئيس هذا العالم يستخدم أسلحته وهي شهوات وملذات العالم الخاطئة مستغلا شهوات أجسادنا الضعيفة. ولنلاحظ:-
* الروح القدس يعطي نعمة أعظم (يع4: 6). القوة التي يعطيها لنا الروح القدس هي أقوى من الخطية وقادرة على أن تجعلنا نغلب شهواتنا. ويفتح أعيننا على لذة عشرة المسيح والحياة السماوية فنشتهيها، وحين نتذوقها نفهم أن كل ما عداها هو نفاية بالمقارنة بها (في 3: 7 ، 8). الروح القدس هو الذي يُعَرِّفَنا بالمسيح فنحب المسيح ونتلذذ بعشرته "ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 14). لأن من يعرف المسيح حقيقة سيحبه لأنه يستحق فعلا هذه المحبة.
* القديس بولس الرسول يخبرنا عن الأسلحة التي يجب أن نستخدمها في (أف6: 13 – 18). وهذا معناه أننا يجب أن نجاهد فنحن في حرب روحية مستخدمين هذه الأسلحة. ويجب أن نعيش حياتنا صالبين الجسد مع الأهواء والشهوات (غل5: 22 - 24) لتظهر فينا ثمار الروح القدس. وصلب الجسد أشار إليه القديس بولس الرسول بقوله أيضًا "مقدمين أجساكم كذبائح حية مقدسة مرضية عند الله" (رو12 : 1). ويقول في هذا القديس بولس الرسول "بل أقمع جسدي وأستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا" (1كو9: 27). وهذا ما يُسَمَّى بالجهاد السلبي أي الامتناع عن الخطايا. وقال القديس بولس أيضًا "مصلين بلا انقطاع" (1تس5: 17). وأيضًا "بأصوام مرارًا كثيرة" (2كو11: 27). وهذا ما نسميه بالجهاد الإيجابي.
* نقدم كل هذا لإخوتنا البروتستانت الذين يقولون أن الخلاص بالنعمة بدون جهاد أو أعمال. فلو كان ما يقولونه صحيحا فما معنى تكرار قوله من يغلب، بل كما قلنا أن عبارة من يغلب مقدمة لأساقفة مؤمنين. المعنى ببساطة أنه علينا كمؤمنين عمل وجهاد لا بد أن نقوم به بتغصُّب لنخلص، وهذا ما قاله السيد المسيح "ملكوت السموات يُغصب" (مت11: 12).
هناك من يستعمل سفر الرؤيا ليستخرج منه مواعيد وأوقات لبعض الأحداث وهناك من يفسره حرفيًا مثلما فعلت بعض الطوائف فقالوا إن عدد من يدخل السماء 144000 حرفيًا على أن يكونوا من طائفتهم. وقال البعض أن المسيح سيأتي ليحكم على الأرض لمدة 1000 سنة يقيد فيها الشيطان وتسيل فيها الجبال خمرًا ولبنًا.
وهناك تفسير روحي يستفيد منه الجميع وهذا ما تتبعه كنيستنا وهذا التفسير يعتبر أن الشيطان قُيِّدَ فعلًا بعد الصليب، ولا يتمسك هذا التفسير بمملكة أرضية ولا يطلبها عملًا بقول السيد المسيح "مملكتي ليست من هذا العالم". ومن هذا التفسير يُفهم أن الكنيسة تحيا الآن في السماويات كما قال بولس الرسول (أف 6:2) وأن الكنيسة تحارب في كل زمان ومكان في السماويات التي تحيا فيها (أف 12:6) ونحن في السماويات لأن المسيح وسطنا دائمًا (مت 20:18؛ 20:28) ومع أن الكنيسة تحارب في كل حين، لكن لوجود المسيح فيها فالنصرة لها دائمًا وفي النهاية تتمجد، أما حرب الشيطان بعد تقييده فهو لا يستطيع سوى أن يعرض دون أن يفرض ما لم نعطه نحن هذا السلطان. والمسيح أعطانا نحن عبيده سلطانًا أن ندوس عليه بعد أن سقط (لو 19،18:10) + (يو 31:12) + (يو 11:16).
وما يتصوره أصحاب فكرة الملك الألفي أن المسيح يملك على الأرض 1000 سنة هو فكر مرفوض. أما الملك الألفي في نظر الكنيسة هو ما تحياه الكنيسة الآن حيث تمارس حياة الملكوت. إذ جعلنا ملوكًا أي نملك ذواتنا وشهواتنا "ها ملكوت الله في داخلكم" (لو21:17) "وكل مجد ابنة الملك من داخل" (مز 13:45) "ونملك وعودًا بميراث سماوي".
كان لا بُد من استخدام هذا الأسلوب فهو يخبر المسيحيين بانتصارهم على مضطهديهم، فكيف يقول هذا بوضوح والإمبراطورية الرومانية التي تضطهدهم في عز مجدها. كيف يقول لهم أن الإمبراطورية الرومانية ستزول أو أنها ستتحول إلى المسيحية. بل إن غموض سفر الرؤيا يزيده جلالًا فلا تنكشف معانيه إلا في الوقت الذي يريده الله، أما لو عرفت هذه الأسرار مبكرًا فقد يفسدها إبليس.
مثال:- كان للسيد المسيح في أقواله بعض العبارات غير المفهومة مثل " فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال..." (مت 15:24-21) وظلت هذه العبارة غير مفهومة إلى أن حدث ما جعلها واضحة كالشمس، وهذه العبارة كانت السبب في نجاة آلاف المسيحيين من آلام رهيبة.
فلقد أحاط تيطس القائد الروماني بأورشليم مع جيشه وحاصرها مدة من الزمان حتى يأس وقرر أن يقوم بمحاولة أخيرة في فجر أحد الأيام، على أنه إذا فشل في اقتحام أسوار أورشليم المنيعة فإنه سينسحب مع جيشه تاركًا أورشليم، هذه المدينة الصغيرة التي لا تستحق تعطيل الجيش الروماني العظيم. وفي الفجر تسلل بعض الجنود مستخدمين سلالم وصعدوا على أسوار أورشليم من ناحية الهيكل، فقد كان الهيكل ملاصقًا للسور، ودخل عشرات من الجنود الرومان فعلًا ووضعوا النسر الروماني على الهيكل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولكن اليهود تنبهوا وقتلوهم وفشلت المحاولة. وقرر تيطس الانسحاب واحتفل اليهود بهذا الانتصار . ولكن حينما استيقظ المسيحيون الذين كانوا بأورشليم صباحًا ووجدوا النسر الروماني على الهيكل تذكروا كلام السيد المسيح، وفهموا أن النسر الروماني المعلق على الهيكل هذا هو رجسة الخراب وأنه موجود الآن في المكان المقدس، فهربوا في لحظتها إلى الجبال. هرب كل المسيحيين الذين كانوا في أورشليم إلى الجبال، بينما كان اليهود يحتفلون بانتصارهم على الرومان. وبعد أن غادر تيطس أورشليم وعلى مسيرة ثلاث ساعات من أورشليم وجد نجدة آتية من روما بأوامر صريحة بهدم أورشليم، فعاد بعد 6 ساعات فقط من مغادرته أورشليم لمحاصرتها ثانية. وحاصرها حصارًا مريرًا أكلت الأم فيه أولادها، ثم أسقط أورشليم وأحرقها وقتل حوالي 2,1 مليون يهودي وأحرق على صلبان 120 ألف آخرين وباع البقية عبيدًا. من هنا نفهم لزوم غموض نبوات سفر الرؤيا. فهي لن تفهم تمامًا إلا في حينه وذلك لينقذ الله عبيده وما حدث أيام تيطس قد يحدث ثانية فنحن نعرف أن ضد المسيح سيجلس في هيكل الله مظهرًا نفسه أنه إله (2 تس 4:2). وضد المسيح هذا سيثير حربًا ضد الكنيسة، وسيكون ضيق لم يكن مثله (دا 1:12) ولكن الله سينجي شعبه بطريقة ما، لن نعرفها سوى في حينه. ولكن سفر الرؤيا يكشف بعض من الخطة الآن بلغة شفرية إذ يقول "أن المرأة ستهرب إلى البرية وان الله سيعولها هناك" (رؤ 6:12) ولكن متى وكيف نهرب، ربما تكون نفس العلامة التي وردت في (مت 15:24-21) أي رجسة الخراب القائمة في المكان المقدس. ولكن إلى أين نذهب وكيف نتصرف؟ هذا هو ما نراه مكتوبًا ولكن بأسلوب شفري غامض لن نفهمه إلا في حينه.
إن كل محاولة لفهم السفر فهمًا حرفيًا هي محاولة فاشلة، ولكن كما قيل في سفر الرؤيا نفسه "طوبى لمن يحفظ أقوال هذا الكتاب ويقرأه ويسمعه" (رؤ 3:1 + 9:22) إذًا علينا أن نفهمه روحيًا، أي محاولة فهمه بطريقة تجعلنا نقترب من الله فنتجنب ما يحذرنا منه وننفذ كل وصية فيه، ونخشى غضبه ونتشبه بالسمائيين فنسبح الله مثلهم، ونشعر باقتراب الدينونة فنقدم توبة وهذه التوبة تفرح السمائيين، بل تجعلنا معهم ومن صفوفهم ونحفظ السفر بمعنى أن نتذكر كل ما قيل فيه حتى لو لم نفهمه تمامًا، حتى نفهم الرسائل الشفرية التي فيه حينما يحين الوقت وننفذها فننجو.
ضع لونًا بقلم أخضر على كل آية معزية في السفر لتدرك محبة الله لك وحفظه لك في الضيقات مثل (17،11،7:2 + 21،12،5:3 + 6،2:6 + 15:7-17 + 3:7 + 4:9).
وضع لونًا أحمر على الآيات التي تدل على دينونة الله وغضبه على الخطية لتتحاشاها.
وسفر الرؤيا يعتبر السفر النبوي في العهد الجديد.
نرى في السفر انتصار نهائي للسيد المسيح على كل قوى الشر، لقد بدأ الانتصار على الصليب، وها نحن نرى كمال الانتصار. ونرى الشيطان ملقى في البحيرة المتقدة بالنار هو وأتباعه. ونرى الكنيسة منتصرة مع عريسها في عرس سماوي دائم.
هذا السفر يبدأ بالكنيسة التي على الأرض (رسائل الكنائس السبع) وينتهي بالكنيسة في السماء أي أورشليم السمائية وما بينهما حروب ضد الكنيسة وعريسها المسيح. ولكن لا بُد وستنتصر الكنيسة بالمسيح عريسها.
هو سفر السباعيات (7 كنائس / 7 أبواق / 7 ختوم / 7 جامات / 7
تطويبات...).
بل حتى كلمات التسابيح سباعية. فرقم 7 هو رقم الكمال، وإذا كان هذا
السفر يحدثنا عن أحداث النهاية، فهذا يعني أن عمل الله دائمًا عمل
كامل.
السفر مكتوب بطريقة رمزية وأمثلة على ذلك:-
ما معنى أن يُقَيَّد الشيطان بسلسلة، والشيطان روح (رؤ20: 2).
ما معنى أن يكون قوس قزح لونه لون الزمرد الأخضر، ومعروف أن قوس قزح له سبعة ألوان (رؤ4: 1-3). فهل تقيد الأرواح بسلسلة.
هل عدد المخلصين محدد بـ144000؟ وكيف يتفق هذا مع قوله في نفس الإصحاح أن عدد المخلصين لا يمكن لأحد أن يَعُدَّه (رؤ 7: 4- 9).
← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6rnqa62