محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
سفر رويا يوحنا الإنجيلي: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
آية 1 "ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ."
وَإِذَا خَرُوفٌ
= هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم. وهنا نجده خروف حقيقي أي محبته حقيقية تصل حتى بذل الدم، بالمقارنة مع النبي الكذاب الذي هو شبه خروف (قال عنه كخروف) أي يَدَّعي المحبة لكنه يتكلم كتنين (رؤ11:13). سفر الرؤيا فيه تركيز على تصوير المسيح على أنه خروف إذ قدَّم ذاته في محبة ذبيحة عنا فغفر خطايانا وأعَدَّ لنا مكانا في المجد السماوي الذي يحدثنا عنه سفر الرؤيا. وكان لا يمكن لنا أن نعاين هذا المجد السماوي لولا ذبيحة "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1: 29).واقف = مستعد لحماية كنيسته، وواقف أمام الآب يشفع فيها.
على جبل صهيون = جبل صهيون هو جبل الهيكل، كان في يد الأمم الوثنية وأخذه داود، وأقيم عليه بعد ذلك هيكل سليمان. والهيكل إشارة لكنيسة المسيح أي جسده (يو18:2-21). والكنيسة سماوية عالية كالجبل وراسخة، أبواب الجحيم لن تقوى عليها (أف6:2) + (مت18:16). وسر ثبات الكنيسة أن المسيح واقف على جبل صهيون وسط كنيسته (مت18: 20). وسمعنا سابقًا أنه ماشي وسط السبع المنائر الذهبية (رؤ1:2) فهو في حركة واستعداد دائمين للدفاع عن كنيسته ضد الأخطار المحيطة بها. ولكن بعد أن تنتهي هذه الأخطار نسمع أن المسيح جالس (رؤ14:14) أي بعد أن اطمأن عليها. ووجود المسيح السماوي وسط كنيسته يجعلها سماوية. وكما ملك داود على جبل صهيون وأخذه من يد الأمم، هكذا اشترى المسيح كنيسته بدمه وحررنا من يد إبليس، وملك عليها. والكنيسة سواء على الأرض أو من في السماء هي كنيسة واحدة. تبدأ هنا على الأرض وتمتد إلى السماء، تسبيح يبدأ هنا ويستمر في السماء. فرح هنا كعربون وفرح كامل في السماء. هذا الفرح يتم التعبير عنه بلغة التسبيح. نحيا في نمو دائم وصعود مستمر في اتجاه السماويات قائلين هلم نصعد إلى جبل الرب (أش3:2) لذلك فهذه الرؤيا تبدأ هنا على الأرض ولكنها تكمل في السماء.
وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا
= هو عدد رمزي = 12×12×1000 = 12 (مؤمني العهد القديم) ×12 (مؤمني العهد الجديد) × 1000 (يحيون في السماويات) ولأنهم كنيسة واحدة تم التعبير عن ذلك بقوله 144 = 12 ×12.ولاحظ أن رقم 12 هو رقم يعبر عن شعب الله فهو = 3×4. ورقم3 يشير إلى المؤمنين بالله الذين قاموا من موت الخطية ورقم 4 يشير للعمومية.
وربما أن الـ 144000 = هم 12×12×1000 = 12 (الكنيسة المجاهدة على الأرض وتحيا حياة سماوية) × 12 (الكنيسة المنتصرة في السماء) × 1000 (يحيون في السماويات). وهذا التفسير هو الأصح ويتمشى مع مفهوم الإصحاح.
عمومًا نقول أن بولس الرسول حين قال أن المسيح "جعل الاثنين واحدا" (أف2: 14) قصد كنيستيّ العهد القديم والعهد الجديد وفهمتها كنيستنا أنها على السماء والأرض (تسبحة صوم الرسل).
الرقم 144000 هو رقم رمزي ولكن العدد الفِعلي لا يُحْصَى ولا يُعَد (رؤ9:7)، هم المؤمنين، خاصة الله في كل زمان، الذين يحيون حياة سماوية وصلوا إليها بجهادهم كمن يصعد جبل، وهذا معنى آخر لتشبيه الكنيسة بجبل "هلم نصعد إلى جبل الرب" ولاحظ قول إشعياء الذي ينطبق هنا. ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب (المسيح) ثابتًا في رأس الجبال (المؤمنين) (أش2:2). فالمسيح وسط كنيسته على الأرض ووسط كنيسته في السماء لذلك هي كنيسة واحدة رأسها المسيح تتكوَّن من كنيسة مجاهدة وكنيسة منتصرة. والمسيح الذي وحد السمائيين مع الأرضيين واقف في وسط كنيسته الواحدة. ونجد في (مز125: 1، 2) صورة رائعة. وهذا المزمور من ترانيم المصاعد "المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون الذي لا يتزعزع بل يسكن إلى الدهر. أورشليم الجبال حولها والرب حول شعبه من الآن والى الدهر". ففي خلال رحلة صعودنا للسماويات أي جهادنا نصعد ونرتفع ونسمو عن الأرضيات والماديات، نكون كجبال يحيط بنا جبال هم الملائكة والقديسين ويحيط بالجميع الرب يسوع المسيح. فالمسيح بتجسده وفدائه "طأطأ السموات ونزل" (مز18: 9) = أتى لنا بالسماء على الأرض.
ولقد سمعنا أن عدد المختومين كان 144000 (رؤ4:7-8). وكان الختم ليحفظهم وسط الضيقات والآن صاروا غالبين. إذًا عدد 144000 يشير للمختومين بالروح القدس (أف30:4) ويعني أن الله يعرفهم واحدًا واحدا. وقد سبق وأعطى ليوحنا قصبة لقياسهم، أما الأشرار فلا يذكر معهم عدد فلقد طُرِحُوا خارجًا دون قِياس (رؤ 2:11). لهم اسم أبيه مكتوبا على جباههم = في نهاية الإصحاح السابق رأينا تابعي الوحش لهم سمة على أياديهم اليمنى وعلى جباههم بها يشترون ويبيعون، أي أن معاملاتهم في العالم تجري بسهولة، أما أولاد الله فسيعانون من ضيقات شديدة فهم لن يستطيعوا أن يشتروا أو يبيعوا فالعالم لا يقبلهم (يو18:15-21). ولكننا نرى هنا كيف تحيا الكنيسة في سلام وفرح يفتقده أولاد العالم. والسلام راجع لمسيحها الذي يحيا في وسطها، وهي تعيش في السماء مسبحة علامة فرحها، ولكن ذلك لمن لهم سمة الآب أو اسم الآب على جباههم، وهذا يعني:-
1. هم ملك الآب أو خاصته والسمة علامة ملكية الآب لهم.
2. الجبهة رمز التفكير. إذا هم دائمي التفكير في الله فهذا مصدر شبعهم ولذتهم.
إذًا الأشرار لهم سمة الوحش بها يبيعون ويشترون ولكنهم بلا سلام. أما أولاد الله لهم سمة الآب على جباههم يعيشون في ضيق لفترة محدودة (3,5 زمان) لكنهم يعيشون في سلام وفرح مسبحين، والمسيح وسطهم سر فرحهم (مت20:28) + (يو22:16).
آية 2 "وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيمٍ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا كَصَوْتِ ضَارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ يَضْرِبُونَ بِقِيثَارَاتِهِمْ،"
صوت مياه كثيرة = راجع (رؤ15:17) تجد أن المياه الكثيرة هي أمم وألسنة وشعوب والمياه ترمز للروح القدس العامل في هذه الشعوب فتسبح، والصوت صوت تسبيح لأنه صادر من السماء. وهؤلاء المسبحين كانوا كصوت ضاربين بالقيثارة. وسط كل هذه التسابيح ومظاهر البهجة والفرح في السماء نسمع كصوت رعد عظيم هو صوت إنذار أخير للأشرار. والمعنى لماذا الإصرار على طريق الشر الذي نهايته مرعبة، ألا تريدون أن تنضموا لهؤلاء المسيحيين في فرح. وتفهم الآية أن صوت الكنيسة المسبحة في السماء بالنسبة للشياطين وأتباعهم هو كصوت رعد فالكنيسة مرهبة كجيش بألوية (نش4:6).
آية 3 "وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ كَتَرْنِيمَةٍ جَدِيدَةٍ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِّلاَّ الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفًا الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ."
كترنيمة جديدة = من يحيا في السماويات يشعر أن كل ما يحيط به جديد لا يشيخ، وأنه في فرح مستمر وكل يوم يعرف جديدا عن الله ويسبح تسبحة كأنها جديدة لأنه اكتشف أعماقا جديدة للكلمات. كلمات الترنيمة لا تشيخ بل تشيع الفرح في نفسه دائما يكتشف لذتها كل يوم كأنها جديدة. أما حتى من على الأرض الآن فهم يشعرون بملل من كل شيء حتى من خطاياهم.
ولا يستطيع أن يرنم سوى الـ144000 فغيرهم مستعبدين للخطية ولإبليس، وكل مستعبد لا يستطيع أن يفرح ولا أن يرنم، كما قال المرنم "كيف نسبح تسبحة الرب في أرض غريبة؟!" (هي بابل) (مز1:137-4) لم يستطع أحد أن يرنم إلا = لأنها علاقة خاصة مع المسيح فلن يعرفها أحد إلا من يرنم والمسيح فقط. هي كلمات أو قل هي مشاعر حب من قلب المرنم إلى المسيح. الذين اشتروا من الأرض = اشتراهم المسيح بدمه الكريم ليحررهم فسبحوا.
آية 4 "هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً للهِ وَلِلْخَرُوفِ."
الذين لم يتنجسوا مع النساء = هذه لا تعني الرهبان أو البتوليون لماذا؟
1. لأن الزواج طاهر ومكرم والمضجع غير نجس (عب4:13).
2. ما جمعه الله لا يفرقه إنسان (مت6:19) فهل يجمع الله رجل وامرأة في نجاسة؟!
3. الذي أسس سر الزواج هو الله (تك24:2).
4. علاقة المسيح بكنيسته مشبهة بعلاقة الزوج بزوجته (أف23:5).
5. إذا كان الـ144000 هم الرهبان الذين لم يتزوجوا فهل الراهبات الذين لم يتنجسوا مع رجال ليس لهم نصيب في الـ144000... سنقول ثانية سفر الرؤيا لا يفسر حرفيًّا.
وقوله لم يتنجسوا مع النساء هي إشارة للطهارة عمومًا. والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب (عب14:12). والنجاسة مع النساء هي الزنا عمومًا. والزنا نوعين:-
1- زنا جسدي.
2- زنا روحي أي عبادة أحد آخر غير الله وهذا هو المقصود هنا أن الـ144000 لم يزنوا جسديا، ولا هم تبعوا ضد المسيح تاركين الله وهذا هو الزنا الروحي. والبتولية عمومًا المقصود بها بتولية الروح وليس بتولية الجسد وهذه ممكنة للجميع بنعمة المسيح، أي يكون الإنسان مرتبط بالمسيح كعريس لنفسه، في علاقة حب بالمسيح وليس سواه من مغريات العالم، يكون فكره وحواسه وقلبه مكرسة للمسيح، لا ينشغل ولا يطلب سوى المسيح وحده، فهذا ينطبق على أي أحد، حتى لو كان متزوجا... أنه عذراء عفيفة للمسيح (2كو2:11) والآباء والقديسون قالوا "إن التوبة تحول الزاني إلى بتول" (الشيخ الروحاني)، والكنيسة كلها مشبهة بعشر عذارى (مت25).
يتبعون الخروف حيثما ذهب = في حب تبع يوحنا الحبيب المسيح حتى الصليب فلم يحتاج أن يسمع من المسيح قوله " اتبعني " أما بطرس حينما قال له الرب أنه سيصلب، اضطر الرب لأن يقول له اتبعني ليشجعه على قبول الصليب (يو18:21-22). إذًا كلما ازددنا حبا نتبع المسيح حيثما يريدنا أن نذهب بل هو معنا يذهب معنا = حيثما ذهب.
باكورة لله = راجع (خر2:13) ومنها نفهم أن كل باكورة مخصصة لله أي مقدسة لله ومكرسة لله، حتى باكورة الحيوانات وباكورة المحاصيل الزراعية. وبهذا المفهوم كان البكر في المواليد مخصص لله حتى تم استبدال الأبكار باللاويين.
وبهذا نفهم أن هؤلاء الـ144000 هم مقدسين أي مكرسين لله. وهذه تنطبق على المتزوجين أيضًا.
وللخروف = ألم يشترهم الخروف بدمه فصاروا ملكه. وهذا ما شرحه المسيح في (يو10،9،6:17) فهؤلاء المقدسين هم للآب كما للابن. المسيح إشترانا وختمنا بختم الروح القدس، وكان هذا في سر الميرون (أف1: 13 + 2كو1: 22). والختم علامة الملكية، أي صرنا له مكرسين ومخصصين وهذا هو المقصود بكلمة "عذارى".
آية 5 "وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ."
هؤلاء المقدسين هم أمناء صادقون = في أفواههم لم يوجد غش = أي لم يسيروا وراء الشيطان الكذاب وأبو الكذاب (يو44:8). ولم يرددوا كذب وضلال وغش الوحش ولا النبي الكذاب بل شهدوا للمسيح.
بلا عيب = كل من هو ثابت في المسيح يكمله المسيح فيصير بلا عيب قدام الله كما قال بولس الرسول " قد صالحكم الآن. في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه (كو22،21:1).
الآيات 6-11 "ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ». ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلًا: «سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا!». ثُمَّ تَبِعَهُمَا مَلاَكٌ ثَالِثٌ قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ. وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلًا لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ»."
الله لا يترك الناس تهلك دون إنذار، والله أرسل الأنبياء في العهد القديم لينذروا الناس، وأرسل يونان لنينوى. وهنا نرى الله يرسل ثلاث ملائكة للإنذار وربما يكونوا رسلا. فكلمة ملاك تعني مرسل. وقيل أن الثلاثة سيكونوا هم إيليا وأخنوخ والكتاب المقدس. المهم ستكون كلمة الله في أفواه الرسل.
هذا الملاك الأول يبشر المؤمنين الصابرين في الضيق أن يوم النهاية قد اقترب، وأن احتمالهم للضيق سيكون لوقت قليل ثم يتمجدوا.
طائرًا في وسط السماء = إشارة لأن هذا الرسول سيجول بسرعة في وسط الكنيسة التي تحيا في السماويات، يبشرها ليسود الفرح الكنيسة. وليدعو المؤمنين للثبات في عبادتهم لله قائلًا أسجدوا لصانع السماء.
الملاك الثاني: آية 8:-
هذا رسول آخر ينذر بخراب بابل، وبابل في الكتاب المقدس هي دولة الشر ومقاومة الله في العالم منذ القديم، فبابل بدأت مقاومة الله ببناء برج بابل منذ القديم، ودولة بابل غرقت في الوثنية والزنا، ودولة الشر في العالم خطيتها الأولى والكبيرة هي خطية الزنا، وكثيرين تعلقت شهواتهم بهذه الخطية التي يسهلها إبليس منذ القديم، ويسير المنخدعون كالسكارى وراء خطية الزنا هذه. ولكن هذه الخطية تثير غضب الله = خمر غضب زناها أي أنهم كمن فقد صوابه، كالسكير يندفع في طريق الزنا، وهذا يجلب غضب الله عليه. وهذه الخطية تختلف عن أي خطية أخرى كما يقول بولس الرسول (1كو15:6-20).
سقطت سقطت = التكرار بصيغة الماضي يشير لأن الأمر مقرر من قبل الله وأنه مؤكد الحدوث. وبهذا نفهم أن هذا الملاك ينذر ويحذر زناة هذا العالم بسقوطهم وخرابهم إن لم يتوبوا عن أعمالهم.
هذا الملاك ينذر بعدم التبعية للوحش، وإلا سيشرب من يتبعه من خمر غضب الله. المصبوب صرفا= أي بلا ماء (فالعادة أن يخلط الخمر بالماء لتخفيفه). وفي هذا إشارة لأن غضب الله سيكون غضبا مركزا وبلا رحمة. هم أرادوا أن يشربوا خمر لذة الزنا ولكن الله سيجعلهم يشربون كأس خمر غضبه، ولاحظ تشبيه الخطية بالخمر، وغضب الله بالخمر، فعقوبة الخطية فيها. فالله يريدنا أن نعبده وحده، وعبادة الله تحرر، لكن هناك من يتصور أنه يريد أن يتحرر من الله ويسلك كما يشاء في حرية مزعومة، لكنه يجد نفسه مستعبدا للشيطان يذله ويذهب عنه سلامه وفرحه. فالحرية المزعومة إنما هي عبودية للشيطان. إذًا نفهم أن عقوبة الخطية فيها، فالله أعطى الوصية لصالح الإنسان لا ليتحكم في الإنسان. مثال آخر لنفهم أن عقوبة الخطية في الخطية، فالله يوصينا بأن نحب أعدائنا، فمن لا يريد تنفيذ الوصية ويملأ قلبه حقدا وكراهية ضد شخص آخر يصاب بالأمراض وبفقدان السلام. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). من هنا جاء تشبيه الخطية وغضب الله كلاهما بالخمر أي بنفس الشيء. ولماذا الخمر بالذات فالخطية تجعل الإنسان يظن أنه في نشوة كمن يترنح من الخمر. ولكنه سيترنح من غضب الله.
أمام الملائكة وأمام الخروف = الملائكة شهود على عدالة الله، فهم أنذروا، والله أرسلهم حتى يتوب الأشرار، إذًا فالله لم يقصر معهم.
دخان عذابهم = الدخان يصعد إذا كان هناك شيء يحترق، والمعنى عدم تلاشي الأشرار، بل أن عذابهم سيكون دائم = نهارا وليلا = أي بصفة مستمرة.
آية 12 "هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ. هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ."
الإشارة للصبر هنا هي نظرًا لشدة الاضطهاد في تلك الأيام. والصبر يدعمه رجاء المجد للأبرار وتأكيد عذاب الأشرار. وإن كنا نصبر فسنملك أيضًا معه (2تى12:2).
ولاحظ أن الصبر ليس بطولة ورجولة وجَلَدْ.. بل هو عطية من الله لمن قرر أن يثبت على إيمانه. هنا يعطي الله الصبر والتعزية والمعونة والاحتمال. ووعد المسيح أن الفرح الذي يعطيه لنا وسط أحزان هذا العالم "لا ينزعه أحد" (يو16: 22) حتى هذه الضيقة العظيمة. أي أن الفرح الذي يعطيه لنا ينتصر على هذه الضيقة فنفرح وسط الضيقة. والله يعطي "سلامًا يفوق كل عقل" (فى4: 7). أي سلام يتفوق (surpasses) على القلق والاضطراب الذي يحدث في النفوس في هذه الأيام الصعبة بسبب الضيقة العظيمة. الله لا يترك أولاده ولا يتخلى عنهم أبدًا.
يقول الرب "اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ... لِأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" (مت11: 29-30) وهذا يعني أن من يقبل أن يلتزم بوصايا المسيح ويقبل أن يتحمل صليب الألم، وفي وقت الاستشهاد يقبل أن يذهب للاستشهاد، هذا يقال عنه أنه يحمل النير مع المسيح. فالنير هو العصا التي تربط ثورين ليجرا المحراث مثلًا، ونحن نرتبط بنير المسيح حين نقرر أن نحفظ وصاياه. ومن يفعل يحمل المسيح عنه الألم ويعطيه الصبر والقوة فينفذ الوصية بسهولة (عب12: 1). وهذا معنى قول إشعياء النبي "لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا" (إش53: 4). والفرح الذي يعطيه المسيح يغلب الخوف والألم في آلام الاستشهاد أو المرض. ومن يحمل النير في هذه الآية هم من قيل عنهم هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ. ومن يقبل أن يحمل النير مع المسيح يعطيه الرب هذا الصبر المملوء رجاءً وفرحًا فيصير حمل الصليب سهلًا عليه.
آية 13 "وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا لِي: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ». «نَعَمْ» يَقُولُ الرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ»."
هذه الآية فيها تشجيع لمن يستشهد على يد ضد المسيح بسبب إيمانه. وهنا بعد أن شرح العذاب الأبدي للأشرار والمجد الأبدي للأبرار يُطَوِّب كل مَنْ مات في بره عبر الزمان، فلن يلحقه عذاب، بل سيحيا للأبد في فرح.
منذ الآن = أي بعد أن فتح المسيح الفردوس بفدائه. بالمسيح صار الموت عبور للراحة والفرح ثم المجد بعد المجيء الثاني.
نعم يقول الروح = هذا هو تعليم الروح القدس الذي يعلمنا كل شيء ويذكرنا دائمًا بهذا فنصبر على آلام الزمان الحاضر (يو26:14).
وأعمالهم تتبعهم = هنا نرى أهمية الأعمال.
آية 14 "ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ."
هنا نرى السيد المسيح وفي يده منجل حاد. فوقت الحصاد قد اقترب، وقصة الحصاد شرحها السيد المسيح بنفسه في مثل الحنطة والزوان (مت24:13-30).
فالحنطة نما معها الزوان، ولكن في اليوم الأخير حين ينضج المحصول تجمع الحنطة للبيادر (أي الأبرار يذهبون للسماء) والزوان يحرق (أي يذهب الأشرار للنار الأبدية). وشرحها في مثل الخراف الذين يذهبون إلى اليمين والجداء إلى الشمال في ذلك اليوم.
سحابة بيضاء = اللون الأبيض يشير للبر والعدل فهو يحكم بعدل. وكما عرفنا من قبل فالسحاب يظهر دائمًا مرافقًا لمجد الله حتى يحجب نوره ومجده الذي لن نحتمله. لكن كلما كانت السحابة بيضاء تخللتها أشعة الشمس. وهنا نرى سحابة بيضاء والمعنى أن الأبرار بدأوا الآن يشعرون بالأكثر بمجد ونور السيد المسيح، وأيضًا غضبه وعدله وانتقامه صاروا ظاهرين بوضوح للكل.
شبه ابن إنسان = لأن مجد لاهوته أعطاه صورة مهيبة (راجع إصحاح 1).
له... إكليل = علامة الغلبة النهائية على أعدائه.
في يده منجل حاد = إشارة للملائكة الذين سيجمعون مختاريه مميزين الخراف عن الجداء راجع (مت32:25).
جالسا = لقد استراحت نفسه من جهة كنيسته، فزمان جهادها قد انتهى. قبل ذلك رأيناه ماشيا وسط كنيسته كما رآه يوحنا (رؤ1:2) وذلك ليحميها من أعدائها ورأيناه قائما يشفع فيها كما رآه إسطفانوس (أع56:7). وأيضًا رأيناه قائمًا في الآية (1) من هذا الإصحاح. وطالما ذُكِر هنا أنه جالس فهذا إشارة واضحة لانقضاء الأيام.
آية 15 "وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْجَالِسِ عَلَى السَّحَابَةِ: «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ لِلْحَصَادِ، إِذْ قَدْ يَبِسَ حَصِيدُ الأَرْضِ»."
خَرَجَ مَلاَكٌ
.. مِنَ الْهَيْكَلِ = الهيكل هو مكان القديسين في السماء. وقد رأينا هؤلاء القديسين من قبل يصرخون بصوت عظيم طالبين من السيد أن ينتقم لدمائهم (رؤ10:6) ومعنى طلبهم هذا أن تأتي النهاية ليلقي كل واحد نصيبه، هم يتمجدوا، ويظهر عدل الله وقداسته في عقاب الأشرار ويَكُفّوا عن التمرد على الله. وهنا نجد هذا الملاك صارخا مثلهم، فالملائكة لهم نفس شهوة الأبرار في أن يظهر مجد المسيح في عقاب الأشرار الذين يهينونه. بِصَوْتٍ عَظِيمٍ = كما صرخوا هم. أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ = هذا دعاء ورجاء. لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ = هم عرفوا من العلامات المذكورة في الكتاب المقدس أن الوقت قد حان. وهم رأوا أن النجاسة انتشرت والشر عمَّ كل الأرض.يبس حصيد الأرض= نضج وحان الأوان للحصاد. ليذهب القمح إلى المخازن والزوان لحريق النار. ويبس تفهم أن الأشرار استنفذوا كل فرصة لهم للتوبة. وقوله يبس تشير أنهم بلا ماء (رطوبة) أي أطفأوا الروح القدس (المكنى عنه بالماء).
آية 16 "فَأَلْقَى الْجَالِسُ عَلَى السَّحَابَةِ مِنْجَلَهُ عَلَى الأَرْضِ، فَحُصِدَتِ الأَرْضُ."
الجالس على السحابة هو السيد المسيح. ألقى منجله على الأرض = أي أعطى أوامره للملائكة لبدء عملية الحصاد.
آية 17 "ثُمَّ خَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، مَعَهُ أَيْضًا مِنْجَلٌ حَادٌّ."
هذا هو الملاك المكلف بالحصاد خرج لينفذ أوامر المسيح.
آية 18 "وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْمَذْبَحِ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى النَّارِ، وَصَرَخَ صُرَاخًا عَظِيمًا إِلَى الَّذِي مَعَهُ الْمِنْجَلُ الْحَادُّ، قَائِلًا: «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ الْحَادَّ وَاقْطِفْ عَنَاقِيدَ كَرْمِ الأَرْضِ، لأَنَّ عِنَبَهَا قَدْ نَضِجَ»."
له سلطان على النار = هذا الملاك يلقي الزوان أي الأشرار في النار ليُحْرَقوا كما جاء في مثل الحنطة والزوان.
عناقيد كرم الأرض = كرم الأرض أي الأشرار، فالأبرار هم كرم الله (نش12:8) وقد أسماهم من قبل حصيد الأرض اليابس (آية 15).
عنبها قد نضج = كأس غضب الله قد امتلأت من شرورهم.
آيات 20،19 "فَأَلْقَى الْمَلاَكُ مِنْجَلَهُ إِلَى الأَرْضِ وَقَطَفَ كَرْمَ الأَرْضِ، فَأَلْقَاهُ إِلَى مَعْصَرَةِ غَضَبِ اللهِ الْعَظِيمَةِ. وَدِيسَتِ الْمَعْصَرَةُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، فَخَرَجَ دَمٌ مِنَ الْمَعْصَرَةِ حَتَّى إِلَى لُجُمِ الْخَيْلِ، مَسَافَةَ أَلْفٍ وَسِتِّمِئَةِ غَلْوَةٍ."
تفهم بطريقتين:- الأولى روحية (دينونة للأشرار). والثانية مادية (حرب).
الأولى:-
التفسير الروحيأن الأشرار سيُلْقَون في معصرة غضب الله خارج المدينة السماوية، أورشليم السماوية حيث يلاقون عذابات أليمة شبهت هنا بقوله فخرج دم من المعصرة. وهؤلاء الأشرار سيكونون كثيرين حتى أن دماءهم إرتفعت حتى إلى لجم الخيل.
أَلْفٍ وَسِتِّ مِئَةِ غَلْوَةٍ
= 4×4 ×100 ورقم 4 هو رقم الشمولية لكل جهات العالم الأربعة والمعنى أن الدينونة هي لكل الأرض، كما أن فرص التوبة هي أيضًا الآن لكل الأرض.تفسير آخر:- 1600 = 40×40، 40 =هو رقم الانتظار الذي يأتي بعده إما بركة أو عقوبة وهؤلاء الأشرار استنفذوا فرصهم، ولقد نفذ صبر الله معهم.
الثانية:- حرب مادية على الأرض
قد تشير الآيات لمعركة يحيط فيها الأشرار بشعب الله المكنى عنه بالمدينة.
والأشرار هم من تابعي الوحش، وتأتي عليهم ضربة رهيبة خارج أورشليم أي المدينة، أي أن الضربة تصيبهم ولا تصيب أولاد الله. وهذا معنى ما أتى في (رؤ 7:20-9). وهؤلاء الأشرار سيهلكون خارج المدينة. فالضربة موجهة لتابعي الوحش وليس لشعب الله. وقوله أن الدماء حتى إلى لجم الخيل تفهم في هذا التفسير حرفيا أنها تشير لكثرة عدد القتلى فهم كانوا بحسب (رؤ7:20-9) كرمل البحر.
(يُرْجَى الرجوع للتفاسير في أماكنها منعا للإطالة)
أولا:- العهد الجديد
نبوات السيد المسيح:-
بالإضافة لما ورد في (مت24 + مر13 + لو21)، يتنبأ السيد المسيح عن رفض اليهود له وقبولهم لضد المسيح في (يو5: 43)، إذ يقول الرب "أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني. إن أتى آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه". وكلمة اسم في العبرانية تشير لقدرات وإمكانيات وشخصية الشخص وليس مجرد اسم الشخص كما نفعل الآن. فاليهود في كبريائهم رفضوا المسيح المتواضع صورة الآب، والذي أتى بقوة الآب. وكانت كل أعماله وأقواله تعبر عن إرادة ومحبة الآب. ولكنهم سيقبلون ضد المسيح المتكبر والمنتفخ والقوي عسكريًّا [قال أحد قادة اليهود المعاصرين أنه مستعد لأن يسير وراء الشيطان إن كان سَيُعْطَي لإسرائيل القوة والحكم].ومن نبوات السيد المسيح عن هذه الأيام الأخيرة "أن جيوشا تحيط أورشليم" (لو21: 20). وفعلا فقد أحاط الجيش الروماني بأورشليم قبل أن يخربها سنة 70م.
ولكن بالنسبة للأيام الأخيرة فهذه لها معنى آخر من أثنين وكلاهما صحيح:- (أ) هيجان واضطهاد ضد المسيح ورجاله لشعب الله المسيحي. (ب) جيوش تهاجم أورشليم فعلا للحرب الأخيرة، هذه التي تنبأ عنها أنبياء العهد القديم (غالبًّا هي حرب جوج وماجوج).
نبوة بولس الرسول:-
(2تس2) وهذه نبوة واضحة عن مجيء ضد المسيح ومجيء الارتداد أولا قبل مجيء المسيح الثاني. والقديس بولس الرسول يقول عن ضد المسيح هنا أنه "إنسان الخطية" فهو الضد للمسيح في كل صفاته. والمسيح إلهنا "كلي القداسة". والمسيح إلهنا هو "ابن الله الحي". أما ضد المسيح فيقول عنه الرسول هنا أنه ابن الهلاك، فهو ابن للشيطان. ونهاية هذا الضد للمسيح سيصاحبها نهاية هذا العالم الحالي "ويبطله بظهور مجيئه" (2تس2: 8).نبوات سفر الرؤيا:-
وهي عديدة. وعن النبوات التي تتكلم عن ضد المسيح نجدها في (رؤ11 ، 13). وعن هذه الحرب الأخيرة التي وردت أخبارها في الآيات الأخيرة في هذا الإصحاح والتي تسبق المجيء الثاني (رؤ 14: 19 ، 20)، نجد أيضًا أن هذه الحرب الأخيرة يتم الإشارة إليها في (رؤ16: 12 – 14). وأيضًا في (رؤ20: 7 - 9) والتي أسماها الكتاب حرب جوج وماجوج. ونرى نتائج هذه الحرب في (رؤ19: 17 – 18).
ثانيا:- العهد القديم
هناك نبوات عديدة في العهد القديم عن ضد المسيح، وعن الأحداث الأخيرة:-
حزقيال
:- يتنبأ عن حرب رهيبة على شعب الله، وجيوش عظيمة قال عنها أنها جيوش جوج وماجوج (حز38: 2 + حز39: 1 + رؤ20:7 - 9). وهذه العلامة، الجيوش المحيطة بشعب الله تنبأ عنها السيد المسيح في (لو21). ونلمح هنا إشارة لضد المسيح وكيف أنه سيهاجم شعب الله "هكذا قال السيد الرب. هل أنت هو الذي تكلمت عنه في الأيام القديمة عن يد عبيدي أنبياء إسرائيل الذين تنبأوا في تلك الأيام سنينا أن آتي بك عليهم" (حز38: 17). وقد تصور هذا الجوج أن شعب الله لا يوجد من يحميه (حز38: 11). ونرى نهايته المرعبة في (حز38: 20 – 23 + حز39 : 3 – 7 ، 17 – 24) وهي نفس ما ذكره سفر الرؤيا في (رؤ 19: 17 – 18).
دانيال
:- نرى أن علامة نهاية الأزمنة هي انتشار الرجاسات بسرعة في العالم (دا9: 27). ونرى في (دا11: 36 – 39) نبوة واضحة عن ضد المسيح. وكان في النبوة أن أنطيوخس إبيفانيوس آخر ملوك اليهود اليونانيين قبل حكم المكابيين، رمزًا له. ويطمئننا الوحي في (دا12: 6 ، 7) أن الأحداث كلها تحت سيطرة المسيح إلهنا، وأن هذه الأحداث مؤقتة (5,3) سنة. يُرجى الرجوع لتفسير (دانيال 9)، و(رؤيا 20) للشرح مع مراجعة الخرائط الموضحة.
هوشع
:- إن كان الإصحاح (إش19) يتنبأ عن مصر والأحداث التي تمر بها منذ دخول المسيح إليها محمولا على أيدي العذراء مريم، وحتى نهاية العالم. فإن الإصحاحات (هو 11 ، 12 ، 13) من سفر هوشع نرى فيها قصة معاملات الله مع شعب إسرائيل منذ وجود أبيهم يعقوب في بطن أمه وحتى نهاية الأيام، ورفضهم للمسيح وقبولهم لضد المسيح. وخرابهم نتيجة لذلك.ونرى فيها أن الله في محبته يخرج شعب إسرائيل من مصر (هو 11: 3). ولكنهم دائما يرتدون عنه (هو 11: 3)، واستمرت محبة الله وطول أناته لهم طويلا (هو 11: 4). ولكنهم دائما كانوا راغبين في اللجوء لآخر، كمصر وأشور، وفي النهاية يصلبون الرب (هو 12 : 14). ويجمع المسيح كنيسته التي تسرع وراءه (هو 11: 10 ، 11). ويجمع إسرائيل أما اليهود فيصرون على الارتداد (هو 11: 12). وفي نهاية الأيام يلجأون لقوى عظمى كما فعلوا دائمًا، إذ كانت أشور ومصر هي القوى العظمى في ذلك الزمان (هو 12: 1). بل يغترون بقوتهم الذاتية (غناهم وقوتهم) تاركين الله (هو 12: 8 + 13: 2). وهذا هو حالهم الآن، هم لهم قوتهم الذاتية ويعتمدون على قوى عظمى للحماية لكن الله ليس في وسطهم لرفضهم المسيح ابنه. ويغشون النبوات التي بين أيديهم التي تشهد للمسيح (هو 12: 7).
وفي إصرار يظلون على رفضهم للمسيح. ثم يقبلون ضد المسيح ويكون ذلك لخرابهم (هو 12: 9). وشبه خرابهم بريح شرقية مدمرة تأتي عليهم فتخرب كل شيء بنوه (هو 12: 1 – 2) وبعد أن يتكونوا ينتهوا سريعا (هو 13: 3 ، 15). والسبب رفضهم للمسيح (هو 13: 9) فخسروا البنوة لله (هو 13: 13).
يوئيل
:- في الوقت الذي يرد الله أولاده إلى المجد الأبدي، يكون هناك قضاء الله على كل الأشرار والمقاومين له. ويكون ذلك في وادي يهوشافاط (يؤ3: 1 ، 2).
وادي يهوشافاط:- يهوشافاط تعني يهوه يقضي وهذه إشارة للحرب الرهيبة التي يشنها هذا الجوج ضد شعب الله فتنصب عليه نيرانا رهيبة من السماء لتقضي عليه، هذا قضاء الله وهذه دينونة وعدالة إلهية. ووادي يهوشافاط هو وادي شرق أورشليم. وغالبا كان هو الذي تجمعت فيه جيوش موآب وعمون وأدوم ضد الملك يهوشافاط. وكان ذلك بحسد إبليس بسبب قداسة وإصلاحات الملك يهوشافاط. وصلى الملك يهوشافاط قائلًا "نحن لا نعلم ماذا نعمل، ولكن نحوك أعيننا". وكانت ضربة الله للمهاجمين مرعبة (2أى20:1 – 30). وهذا تكرر أيام حاصرت أشور أورشليم وبالصلاة أهلك ملاك الرب 185000 من جيش أشور. وكل هذا كان رمزا لما سيحدث في حرب هذا الجوج ضد شعب الله في أيام النهاية.
زكريا
:- في إصحاح (زك 11) نرى رفض اليهود للمسيح وأنهم ثمنوه بثلاثين من الفضة. ثم نرى قبولهم لضد المسيح الذي قال عنه هنا "راع أحمق" فصفاته هي تماما ضد صفات المسيح الراعي الصالح كلي الحكمة بل هو أقنوم الحكمة. ونرى وحشيته وما سوف يحدث له بحسب قول الوحي "كما فعلت يفعل بك، عملك يرتد على رأسك" (عو15). وفي (زك12) نرى صورة للحرب ضد أورشليم وهلاك أعدائها.وفي (زك14) نرى أعداء أورشليم حولها. مرة أخرى نقول أن هذه الحرب هي حربين:- (أ) حرب ضد المسيح ضد شعب المسيح. (ب) حرب فعلية ضد أورشليم. وفي كلاهما ينهزم العدو بعد أن يصيبه بعض النجاح أولًا. ثم تنزل عليه ضربة مرعبة من السماء لتقضي عليه (زك 14: 12 – 13). ولكي يهرب شعب الله من اليهود الذين آمنوا بالمسيح* من هذه الضربة، يسمح الله بزلزلة عظيمة تشق جبل الزيتون، ليجعل الله مهربًّا منعزل لشعبه. وهذه الزلزلة مشار إليها أيضًا في (حز38: 19). أما بقية شعب الله في كل مكان، فإن الله يعدهم بمكان أعده لهم حيث يعولهم هناك (رؤ12: 6).
*من علامات نهاية الأيام إيمان اليهود (مت23: 38 ، 39 + رو11: 15).
← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الرؤيا 15 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير الرؤيا 13 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z9vzbm2