St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   sirach
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   sirach

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

يشوع ابن سيراخ 50 - تفسير سفر حكمة يشوع بن سيراخ

 

* تأملات في كتاب حكمه يشوع بن سيراخ:
تفسير سفر يشوع ابن سيراخ: مقدمة سفر يشوع ابن سيراخ | يشوع ابن سيراخ 1 | يشوع ابن سيراخ 2 | يشوع ابن سيراخ 3 | يشوع ابن سيراخ 4 | يشوع ابن سيراخ 5 | يشوع ابن سيراخ 6 | يشوع ابن سيراخ 7 | يشوع ابن سيراخ 8 | يشوع ابن سيراخ 9 | يشوع ابن سيراخ 10 | يشوع ابن سيراخ 11 | يشوع ابن سيراخ 12 | يشوع ابن سيراخ 13 | يشوع ابن سيراخ 14 | يشوع ابن سيراخ 15 | يشوع ابن سيراخ 16 | يشوع ابن سيراخ 17 | يشوع ابن سيراخ 18 | يشوع ابن سيراخ 19 | يشوع ابن سيراخ 20 | يشوع ابن سيراخ 21 | يشوع ابن سيراخ 22 | يشوع ابن سيراخ 23 | يشوع ابن سيراخ 24 | يشوع ابن سيراخ 25 | يشوع ابن سيراخ 26 | يشوع ابن سيراخ 27 | يشوع ابن سيراخ 28 | يشوع بن سيراخ 29 | يشوع بن سيراخ 30 | يشوع بن سيراخ 31 | يشوع بن سيراخ 32 | يشوع بن سيراخ 33 | يشوع بن سيراخ 34 | يشوع بن سيراخ 35 | يشوع بن سيراخ 36 | يشوع بن سيراخ 37 | يشوع بن سيراخ 38 | يشوع بن سيراخ 39 | يشوع بن سيراخ 40 | يشوع بن سيراخ 41 | يشوع بن سيراخ 42 | يشوع بن سيراخ 43 | يشوع بن سيراخ 44 | يشوع بن سيراخ 45 | يشوع بن سيراخ 46 | يشوع بن سيراخ 47 | يشوع بن سيراخ 48 | يشوع بن سيراخ 49 | يشوع بن سيراخ 50 | يشوع بن سيراخ 51

نص سفر يشوع ابن سيراخ: يشوع بن سيراخ 1 | يشوع بن سيراخ 2 | يشوع بن سيراخ 3 | يشوع بن سيراخ 4 | يشوع بن سيراخ 5 | يشوع بن سيراخ 6 | يشوع بن سيراخ 7 | يشوع بن سيراخ 8 | يشوع بن سيراخ 9 | يشوع بن سيراخ 10 | يشوع بن سيراخ 11 | يشوع بن سيراخ 12 | يشوع بن سيراخ 13 | يشوع بن سيراخ 14 | يشوع بن سيراخ 15 | يشوع بن سيراخ 16 | يشوع بن سيراخ 17 | يشوع بن سيراخ 18 | يشوع بن سيراخ 19 | يشوع بن سيراخ 20 | يشوع بن سيراخ 21 | يشوع بن سيراخ 22 | يشوع بن سيراخ 23 | يشوع بن سيراخ 24 | يشوع بن سيراخ 25 | يشوع بن سيراخ 26 | يشوع بن سيراخ 27 | يشوع بن سيراخ 28 | يشوع بن سيراخ 29 | يشوع بن سيراخ 30 | يشوع بن سيراخ 31 | يشوع بن سيراخ 32 | يشوع بن سيراخ 33 | يشوع بن سيراخ 34 | يشوع بن سيراخ 35 | يشوع بن سيراخ 36 | يشوع بن سيراخ 37 | يشوع بن سيراخ 38 | يشوع بن سيراخ 39 | يشوع بن سيراخ 40 | يشوع بن سيراخ 41 | يشوع بن سيراخ 42 | يشوع بن سيراخ 43 | يشوع بن سيراخ 44 | يشوع بن سيراخ 45 | يشوع بن سيراخ 46 | يشوع بن سيراخ 47 | يشوع بن سيراخ 48 | يشوع بن سيراخ 49 | يشوع بن سيراخ 50 | يشوع بن سيراخ 51 | يشوع ابن سيراخ كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اَلأَصْحَاحُ الخمسون

سمعان بن أونيا

 

(1) تمجيد سمعان بن أونيا (ع1-23)

[2] صلاة لابن سيراخ (ع24-31)

 

(1) تمجيد سمعان بن أونيا (ع1-23):

1 سِمْعَانُ بْنُ أُونِيَّا الْكَاهِنُ الأَعْظَمُ رَمَّ الْبَيْتَ فِي حَيَاتِهِ، وَوَثَّقَ الْهَيْكَلَ فِي أَيَّامِهِ، 2 وَأَسَّسَ سَمْكًا مُضَاعَفًا، تَحْصِينًا شَامِخًا حَوْلَ الْهَيْكَلِ. 3 فِي أَيَّامِهِ اسْتُنْبِطَتْ آبَارُ الْمِيَاهِ، وَكَالْبَحْرِ تَنَاهَتْ فِي الْفَيَضَانِ. 4 هُوَ الَّذِي اهْتَمَّ بِشَعْبِهِ لِئَلاَّ يَهْلِكَ، وَحَصَّنَ الْمَدِينَةَ لِئَلاَّ تُفْتَحَ. 5 مَا أَمْجَدَهُ فِي تَصَرُّفِهِ بَيْنَ الشَّعْبِ، وَفِي خُرُوجِهِ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِ الْبَيْتِ. 6 مَثَلُهُ مَثَلُ كَوْكَبِ الصُّبْحِ بَيْنَ الْغَمَامِ، أَوِ الْبَدْرِ أَيَّامَ تَمَامِهِ، 7 أَوِ الشَّمْسِ الْمُشْرِقَةِ عَلَى هَيْكَلِ الْعَلِيِّ، 8 أَوِ الْقَوْسِ الْمُتَلأْلِئَةِ بَيْنَ سُحُبِ الْبَهَاءِ. أَوْ زَهَرِ الْوَرْدِ فِي أَيَّامِ الرَّبِيعِ، أَوِ الزَّنْبَقِ عَلَى مَجَارِي الْمِيَاهِ، أَوْ نَبَاتِ لُبْنَانَ فِي أَيَّامِ الصَّيْفِ. 9 أَوِ النَّارِ أَوِ اللُّبَانِ عَلَى الْمِجْمَرَةِ. 10 أَوْ إِنَاءِ الذَّهَبِ الْمُصْمَتِ الْمُزَيَّنِ بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ. 11 أَوِ الزَّيْتُونِ الْمُثْمِرِ أَوِ السَّرْوِ الْمُرْتَفِعِ إِلَى السُّحُبِ. إِذْ كَانَ يَأْخُذُ حُلَّةَ مَجْدِهِ وَيَلْبَسُ كَمَالَ زِينَتِهِ، 12 وَيَصْعَدُ إِلَى الْمَذْبَحِ الْمُقَدَّسِ كَانَ يَزِيدُ لِبَاسَ الْقُدْسِ بَهَاءً. 13 وَإِذْ كَانَ يَتَنَاوَلُ أَعْضَاءَ الذَّبِيحَةِ مِنْ أَيْدِي الْكَهَنَةِ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى مُوْقَدِ الْمَذْبَحِ، كَانَ يُحِيطُ بِهِ إِكْلِيلٌ مِنَ الإِخْوَةِ، إِحَاطَةَ الْفُرُوعِ بِأَرْزِ لُبْنَانَ، 14 وَالشَّطْبِ بِالنَّخْلِ. وَكَانَ جَمِيعُ بَنِي هَارُونَ فِي مَجْدِهِمْ، 15 وَتَقْدِمَةُ الرَّبِّ فِي أَيْدِيهِمْ أَمَامَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ. وَكَانَ هُوَ عِنْدَ إِتْمَامِ خِدْمَتِهِ عَلَى الْمَذْبَحِ، لِتَزْيِينِ تَقْدِمَةِ الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ، 16 يَمُدُّ يَدَهُ عَلَى الْمَسْكَبِ، وَيَسْكُبُ مِنْ دَمِ الْعِنَبِ. 17 يَصُبُّهُ عَلَى أُسُسِ الْمَذْبَحِ، رَائِحَةً مَرْضِيَّةً أَمَامَ الْعَلِيِّ مَلِكِ الْجَمِيعِ. 18 حِينَئِذٍ كَانَ بَنُو هَارُونَ يَهْتِفُونَ بِالأَبْوَاقِ الْمَطْرُوقَةِ، وَيُسْمِعُونَ صَوْتًا عَظِيمًا ذِكْرًا أَمَامَ الْعَلِيِّ. 19 وَكَانَ عِنْدَ ذلِكَ كُلُّ الشَّعْبِ يُبَادِرُونَ مَعًا، وَيَخِرُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ، سَاجِدِينَ لِرَبِّهِمِ الْقَدِيرِ للهِ الْعَلِيِّ. 20 وَكَانَ الْمُغَنُّونَ يُسَبِّحُونَ بِأَصْوَاتِهِمْ، وَيُسْمِعُونَ فِي الْبَيْتِ الْمُعَظَّمِ أَلْحَانَهُمُ اللَّذِيذَةَ. 21 وَكَانَ الشَّعْبُ يَتَضَرَّعُونَ إِلَى الرَّبِّ الْعَلِيِّ بِصَلاَتِهِمْ أَمَامَ الرَّحِيمِ، إِلَى أَنْ يُفْرَغَ مِنْ إِكْرَامِ الرَّبِّ وَتَتِمَّ خِدْمَتُهُ. 22 ثُمَّ كَانَ يَنْزِلُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مُبَارِكًا الرَّبَّ بِشَفَتَيْهِ، وَمُفْتَخِرًا بِاسْمِهِ، 23 وَيُكَرِّرُ سُجُودَهُ لِيُظْهِرَ أَنَّ الْبَرَكَةَ مِنْ لَدُنِ الْعَلِيِّ.

 

ع1: يكتب ابن سيراخ عن رئيس الكهنة الذي كان في أيامه بالتفصيل والتوضيح، فيمجده، ويصفه بالعظمة؛ لأنه:

  1. رمَّم بيت الله أثناء حياته.

  2. ثبت "وثَّق"، وحصن هيكل الله.

ع2: شامخًا: عاليًا.

وتحصين الهيكل الذي صنعه سمعان بن أونيا الكاهن العظيم، هو أنه بنى حول الهيكل سورًا عاليًا، سمكه كبيرًا، ضعف السور الأصلى للهيكل، وبهذا صار الهيكل محصنًا ضد أي عوامل جوية، أو أية مشاكل يمكن أن تقابله.

 

St-Takla.org Image: Simon (Symon), son of Onias (Onyas) and called the Just - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493. صورة في موقع الأنبا تكلا: سمعان البار ابن أونيا - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

St-Takla.org Image: Simon (Symon), son of Onias (Onyas) and called the Just - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سمعان البار ابن أونيا - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

ع3: استُنطبت: حفرت.

تناهت : تزايدت.

وفى أيام رئيس الكهنة سمعان بن أونيا، حفرت آبار مياه كثيرة، خرج منها ماء بكميات ضخمة؛ لتغطى احتياجات المذبح، والاغتسال للكهنة واللاويين، وايضًا للذبائح؛ حتى أنهم عملوا خزان تحفظ فيه هذه المياه، ثم يوزع منه إلى أحواض أصغر.

 

ع4: اهتم سمعان، ليس فقط بمباني الهيكل، بل بالأولى اهتم بتعليم شعبه روحيًا، ودعوته لعبادة الله في نقاوة وسلوك مستقيم تبعًا لشريعة الله.

واهتم أيضًا بتحصين المدينة، أي استكمال أسوارها، وأبوابها؛ حتى لا يستطيع أي عدو أن يقتحم مدينة أورشليم المقدسة.

 

ع5: كان رئيس الكهنة سمعان متزنًا في تصرفاته بين شعبه، بل مثالًا للروحانية. وما أعظمه يوم الكفارة العظيم الذي يأتي كل سنة (2 مك3: 33) فيدخل سمعان بن أونيا، رئيس الكهنة، إلى قدس الأقداس، ومعه البخور والدم؛ لينضحه على تابوت العهد، ويخرج من الحجاب الذي أمام قدس الأقداس إلى القدس ليقابل الكهنة، ثم إلى الساحة الخارجية ليلتقي بالشعب، فيرى بركة الله عليه والقداسة تفيض منه.

 

ع6: البدر: القمر في تمام استنارته.

ومنظر سمعان بن أونيا بعد الخروج من أمام الله، وقدس الأقداس، يكون مثل كوكب الصبح، أي نجم الصبح، والمقصود الشمس في بدء شروقها، فتخرج إلى العالم وحولها الغمام، أي أن سمعان رئيس الكهنة، عندما يخرج والبخور محيط به يكون منيرًا كالشمس في الصباح، التي تشرق على الأرض فتضيئها. ويكون أيضًا مثل القمر المنير كالبدر؛ كل هذا رآه ابن سيراخ، وتأثر به، ويصفه لنا هنا.

 

ع7: ويشبه سمعان أيضًا، بالشمس المشرقة بنورها العظيم على هيكل الرب.

 

ع8: القوس المتلألئة هي قوس قزح بألوانها السبع الجميلة؛ ألوان الطيف، عندما تظهر في السماء بين سحب البهاء، أي السحب البيضاء التي تظهر عندما يشتد نزول المطر في الشتاء، فتعطى رجاءً وفرحًا، وتأكيدًا لحماية الله، وتنفيذ وعده برعاية أولاده البشر، كما وعد نوح أبا الآباء ألا يسمح بطوفان مرة أخرى على الأرض (تك9: 13-15).

ويشبه ابن سيراخ سمعان في عظمته وجماله بزهر الورد أيام الربيع، حيث يكون متفتحًا بجماله، وألوانه الكثيرة؛ هكذا أيضًا ظهر سمعان رئيس الكهنة بثيابه المذكورة في (خر28) وهي جميلة وبهية.

ويشبه أيضًا رئيس الكهنة بالزنبق، وهو نوع من الأزهار، له ألوان متعددة، جميل المنظر، وعندما ينمو الزنبق على مجارى المياه، يتغذى ويشرب الماء، فيظهر جماله مثل جمال ثياب رئيس الكهنة.

ويضيف في وصف جمال رئيس الكهنة بملابسه العظيمة، أنه يشبه نبات لبنان في أيام الصيف، ولبنان تتميز بوجود أنواع كثيرة جدًا من النباتات، وبعضها نادرة، لا توجد إلا في لبنان، وفى أيام الصيف تكون هذه النباتات قد نمت، وظهرت ألوانها الجميلة التي تبهر العيون، كما كانت صدرة رئيس الكهنة مرصعة باثنى عشر حجرًا من الحجارة الكريمة ذات الألوان الجذابة.

 

ع9: وتشبيه آخر يقدمه ابن سيراخ لرئيس الكهنة بأنه كالنار، أو اللبان على المجمرة. فالنار بلهيبها الأحمر، واللبان برائحته الذكية في المجمرة (الشورية) يمثلان قوة وطهارة رئيس الكهنة، وثيابه المعطرة برائحة البخور.

 

ع10: مصمت: كتلة واحدة لا فراغ فيها.

ويصف رئيس الكهنة بأنه إناء الذهب المصمت المزين بكل حجر كريم. فرئيس الكهنة ثمين جدًا، مثل كتلة ذهبية غالية الثمن، وأيضًا مرصعة بالجواهر الثمينة. والذهب يرمز للحياة السماوية التي يحيا فيها رئيس الكهنة، والحجر الكريم يرمز إلى الفضائل التي يتحلى بها رئيس الكهنة.

 

ع11: يضيف ابن سيراخ إلى عظمة رئيس الكهنة بأنه مثل الزيتون المثمر، والزيتون يرمز للسلام، وأيضًا للزيت الذي يستخرج منه، وهو عمل الروح القدس. ورئيس الكهنة مبشر بالسلام، ويدعو بالروح القدس شعبه؛ ليحيا مع الله.

وكذلك يقول عنه أنه كالسرو المرتفع إلى السحب. وشجرة السرو هي شجرة مرتفعة جدًا، ترمز إلى التعلق بالسماء، والحياة الروحية السامية عن شهوات العالم. والسرو نبات دائم الخضرة طوال السنة، ويرمز للحيوية الدائمة، وخشبه لا يسوس، ومتين، يرمز إلى قوة رئيس الكهنة؛ لأن الله يعمل فيه. كل الصفات السابق ذكرها عن رئيس الكهنة سمعان بن أونيا تظهر فيه عندما يأخذ حلة مجده ويلبس كمال زينته السابق ذكرها في سفر الخروج.

 

ع12: رئيس الكهنة سمعان، الذي يلبس ملابسه الكهنوتية البراقة، بألوانها الجميلة، وأحجارها الثمينة؛ كان يتقدم إلى المذبح النحاسى؛ ليقدم الذبيحة الصباحية، أو المسائية، فكان دخوله إلى المذبح يزيد ملابسه المقدسة بهاءً ومجدًا من مجد الرب الحال على مذبحه، وفى بيته، فمجد رئيس الكهنة مصدره مجد الله، الساكن في هيكله.

 

ع13، 14: الشطب : سعف النخل الأخضر الطرى.

عندما يقف رئيس الكهنة على المذبح، يناوله الكهنة أعضاء الذبيحة؛ ليّضعها على المذبح؛ لتحرق أمام الله إرضاءً لإسمه القدوس (لا16: 24، 25)، وهي ترمز للمسيح، الذي أرضى الآب بتقديم نفسه ذبيحة على الصليب.

وفيما كان رئيس الكهنة واقفًا على المذبح، كان يحيط به الكهنة بشكل إكليل جميل، مثل إحاطة فروع الأرز بالشجرة المرتفعة إلى السماء، فهو يقود الكهنة في تقديم الذبيحة، فيرتفعوا جميعًا إلى الله الذي في السماء بكل قلوبهم، كما ترتفع شجرة الأرز نحو السماء، هي وفروعها.

وكذلك الكهنة وهم يحيطون برئيس الكهنة، يشبهون أفرع النخلة القوية اليابسة التي تحيط بسعف النخل الأخضر الطرى، الذي في قلب النخلة. وهكذا نرى جميع الكهنة بنى هرون في مجد حول رئيس الكهنة العظيم.

 

ع15-17: المسكب : الكأس الذي يضعون الخمر فيه.

وفيما يمسك الكهنة أعضاء الذبيحة، ويقدمونها لرئيس الكهنة؛ ليصنعها على المذبح في مشهد رائع أمام جماعة بني إسرائيل، فيأخذها منهم، ويضعها بإكرام على المذبح.

وحتى يزين الذبيحة المقدمة لله، يسكب عليها خمرًا "دم العنب"، والخمر هنا يرمز للفرح؛ لأن الله يفرح بشعبه الذي يرضيه بتقديم الذبيحة، فيفرح الشعب أيضًا برضى الله عنه (عد28: 7).

ويصب رئيس الكهنة الخمر على أسس المذبح النحاسى، فيرضى الله عندما تشتعل النار في الذبيحة، ويفرح الرب بملكه على قلوب جميع أولاده الذين قدموا له هذه المحرقة.

 

ع18: الأبواق المطروقة: هي أبواق مصنوعة من الفضة تم تشكيلها بالضرب عليها بالمطرقة.

عند تقديم المحرقة على المذبح النحاسى بواسطة رئيس الكهنة، كان هناك كهنة مخصصين لاستخدام الأبواق، فيبوقون بها لإعلان صوت قوى جميل، ينبه الكل، عن قرب وعن بعد، بأنه قد تم تقديم المحرقة إرضاءً لله (عد10: 10)، وتذكارًا مقدسًا لكل الشعب، فترتفع قلوبهم لله بالشكر والفرح.

 

ع19: بعد سماع الشعب صوت الأبواق، يسرعون ويعلنون إيمانهم بهذه المحرقة المقدمة لله، وخضوعهم له، بالسجود أمامه، فليس لهم إله إلا هو، وبهذا يرفضون كل العبادات الوثنية المحيطة بهم.

 

ع20: وبعد استخدام الكهنة للأبواق، يبدأ اللاويون المخصصون لتسبيح الله أمام هيكله في تقديم التسابيح والألحان الجميلة، التي يمدحون بها الله.

 

ع21: أثناء هذه التسابيح والألحان التي يقدمها اللاويون، يتضرع الشعب في صلوات حارة من قلوبهم، طالبين غفران خطاياهم، والتدخل من الله الرحيم لحل مشاكلهم، في إيمان وحماس جماعى، وفى نفس الوقت فردى؛ لأن كل إنسان يقدم مشاعره الخاصة، فتظهر العلاقة الشخصية أمام الله، الممتزجة بالعلاقة الجماعية بين الشعب كله في الليتورجيا الجميلة، التي هي العبادة الجماعية، تحت قيادة رئيس الكهنة، ويظلون في هذه الصلوات؛ حتى ينتهى رئيس الكهنة من تقديم المحرقة، أي يتم خدمته. إنه مشهد عظيم ورمز واضح لكنيسة العهد الجديد، ذات القلب الواحد، التي تمتزج فيها مشاعر كل إنسان في وحدانية مع باقي إخوته.

 

ع22: بعد هذا يسجد رئيس الكهنة سمعان بن أونيا على الأرض، ثم يقوم، ويتجه نحو الشعب، ويباركهم ببركة الله التي أخذها من المذبح والهيكل، ويبارك الله الذي أنعم عليه، وعلى شعبه بالوجود في حضرته، وتقديم المحرقة له، ويمجد اسمه العظيم القدوس، وذلك في يوم الكفارة العظيم، فينطق باسم يهوه مباركًا الشعب كله. ولم يكن مسموحًا بنطق هذا الإسم "يهوه" إلا في هذا العيد العظيم، الذي يأتي مرة كل عام. ويهوه معناه الله، أما في باقى الأعياد والمناسبات، فيستبدل اسم يهوه بأدوناى، ومعناه السيد، وهي إحدى صفات الله.

 

ع23: وبعد أن يبارك رئيس الكهنة الله والشعب، يسجد مرة ثانية أمام الله؛ ليعلن ويؤكد أن البركة التي أعطاها للشعب هي من الله.

ونلاحظ في يوم الكفارة تكرار السجود من رئيس الكهنة، ومن الشعب؛ لأن يوم الكفارة العظيم يرمز إلى يوم الجمعة العظيمة في العهد الجديد، حيث يتكرر سجود الكهنة والشعب، ويقدمون أربع مئة ميطانية في كل الاتجاهات.

إن الكاهن يأخذ البركة بوقوفه على مذبح الله، ولمسه الأسرار المقدسة، فصلواته تعطى الشعب بركة، وعلى قدر إيمان الشعب ينالون قوة هذه البركة في حياتهم.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[2] صلاة لابن سيراخ (ع24-31):

24 فَالآنَ، يَا جَمِيعَ النَّاسِ، بَارِكُوا اللهَ، الَّذِي يَصْنَعُ الْعَظَائِمَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَيَزِيدُ أَيَّامَنَا مُنْذُ الرَّحِمِ، وَيُعَامِلُنَا عَلَى حَسَبِ رَحْمَتِهِ. 25 لِيَمْنَحْنَا سُرُورَ الْقَلْبِ، وَالسَّلاَمَ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِنَا، وَعَلَى مَدَى الدُّهُورِ، 26 مُقِرًّا عَلَيْنَا رَحْمَتَهُ، وَمُفْتَدِيًا لَنَا فِي أَيَّامِهِ. 27 أُمَّتَانِ مَقَتَتْهُمَا نَفْسِي، وَالثَّالِثَةُ لَيْسَتْ بِأُمَّةٍ: 28 السَّاكِنُونَ فِي جَبَلِ السَّامِرَةِ، وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ وَالشَّعْبُ الأَحْمَقُ السَّاكِنُ فِي شَكِيمَ. 29 قَدْ رَسَمَ تَأْدِيبَ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ فِي هذَا الْكِتَابِ يَشُوعُ بْنُ سِيرَاخُ الأُورُشَلِيمِيُّ، الَّذِي أَفَاضَ الْحِكْمَةَ مِنْ قَلْبِهِ. 30 طُوبَى لِمَنْ يُوَاظِبُ عَلَى هذِهْ؛ فَإِنَّ الَّذِي يَجْعَلُهَا فِي قَلْبِهِ يَكُونُ حَكِيمًا، 31 وَإِذَا عَمِلَ بِهَا، يَقْدِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ نُورَ الرَّبِّ دَلِيلُهُ.

 

ع24: بعد مدح ابن سيراخ للآباء، والرجال العظماء في تاريخ بني إسرائيل، وبالطبع تَعَرَّض للبعض، ولا يمكن أن يستوفى الكل، يختم كلامه بصلاة قصيرة في هذا الإصحاح، يدعو فيها كل شعبه، إلى مباركة الله وتمجيده؛ لأنه يصنع أعمالًا عظيمة في كل مكان في العالم، وخاصة شعبه.

ويطلب أن يزيد الله أيامهم المملوءة من بركاته، ليس فقط منذ ولادتهم، بل منذ كانوا في رحم أمهاتهم، فهو يرعاهم حتى الآن. وينطبق هذا الكلام أيضًا على الأمة اليهودية التي اهتم بها الله، عندما كانت في الرحم، أي منذ بدايتها، فقد بدأت بعدد صغير دخل إلى مصر، وهو سبعون فرد هم يعقوب ونسله، وباركها خلال أربع مئة سنة، فصارت مليونين، ثم أخرجها من أرض مصر. ثم رعاهم في برية سيناء، ثم في أرض كنعان، وحتى الآن.

كل هذه الرعاية التي يرعاها الله لأولاده حسب رحمته، وليس حسب خطاياهم، أو استحقاقهم، فهو يسامحهم، ويسندهم، ويباركهم.

 

ع25: يطلب أيضًا ابن سيراخ من الله أن يمنحه هو وشعبه أمرين، هما السرور والسلام؛ ليحيوا هادئين، بل أيضًا في فرح، ليس فقط في وقت كتابة هذا السفر، بل أيضًا يمنح شعب الله هذه النعمة إلى نهاية العالم.

 

ع26: مقرًا: مثبتًا.

ويا ليت الله يثبت علينا رحمته؛ لنتمتع بها على الدوام، فنحيا مطمئنين فرحين.

ونرجو أن ننال الفداء بالمسيا المنتظر في ملء الزمان، عندما يتجسد المسيح ويفدينا، وقد تحقق هذا في الصليب والقيامة.

 

ع27، 28: مقتتهما : كرهتهما.

يعلن ابن سيراخ أن هناك أمتين تكرههما نفسه، وذلك لشرهما، والثالثة ليست بأمة، أي لا تعتبر أمة، وهذا تعبير بلاغي قديم يمثل الكمال في الكلام، حيث يمثل عدد ثلاثة كمال الأشياء.

الأمة الأولى هي الساكنون في جبل السامرة، ويشير إلى الأمة الثالثة في آخر الآية أنها "الشعب الساكن في شكيم"، والحقيقة أن الساكنون في السامرة وشكيم هم شعب واحد.

وتوجد ترجمة ثانية للسفر، وهي مثل الترجمة التي بين أيدينا، ما عدا اختلافات بسيطة لا تؤثر على المعنى، ولكن في هذه الآية تقول الترجمة الثانية "الساكنون في جبل سعير" بدلًا من "الساكنون في جبل السامرة"، فيكون المعنى المقصود هو أن ابن سيراخ متضايق من الأمة الساكنة في جبل سعير، وهم الأدوميون، نسل عيسو، وكانوا شعبًا شريرًا، يضايق بني إسرائيل طوال حياتهم، وشمت بهم عندما هجمت بابل عليهم، بل كانوا يساعدون بابل، بتسليم اليهود الهاربين إليهم، وقد أعلن الله غضبه عليهم في نبوة عوبديا.

والأمة الثانية الشريرة التي يتضايق منها ابن سيراخ، هم الفلسطينيون، وهم يعبدون الأوثان مثل الأدوميين، ويضايقون شعب الله على مدى أجيال كثيرة.

أما الأمة الثالثة، التي لا يعتبرها ابن سيراخ أمة، ويسميهم الشعب الأحمق، فهم الساكنون في شكيم، أي في منطقة السامرة، وهم من أصل يهودي، وانفصلوا عنهم بعد حكم سليمان، وتمسكوا بأسفار موسى الخمسة، ورفضوا باقي الكتاب المقدس، وعبدوا عجلين ذهبيين، وتركوا عبادة الله في هيكله. وكان الشعب اليهودي لا يخالطهم لأجل حماقتهم، فهم يريدون أن يعبدوا الله، ولكن يسجدون لله عند جبل جرزيم في هيكل قد بنوه لأنفسهم. والمسيح في لقائه مع السامرية قال لها: "أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم" (يو4: 22).

 

ع29: تأديب العقل والعلم : الحكمة.

تقرر هذه الآية أن كاتب السفر هو يشوع بن سيراخ، فيقول: أنه رسم، أي كتب ونظم الحكمة في هذا السفر، وأن اسمه يشوع بن سيراخ، ومكانه هو أورشليم. ومن هذا نفهم أن كاتب هذه الآيات هو غالبًا حفيد يشوع بن سيراخ، وقد أضافها هنا في نهاية السفر؛ لتأكيد أن جده ابن سيراخ هو كاتب السفر، كما ذكرنا في مقدمة السفر.

ثم تكمل الآية فتقول: أن يشوع بن سيراخ الأورشليمي قد أفاض الحكمة من قلبه، وهذا يعنى أمران :

  1. أنه كان يشعر بكلمات الحكمة التي كتبها، فهي في قلبه، وفاضت من قلبه بكلمات مكتوبة في هذا السفر.

  2. أن الله بنعمته قد أفاض الحكمة من قلب يشوع بن سيراخ؛ لفائدته، وفائدة كل من يقرأ هذه الكلمات.

 

ع30: تطوب هذه الآية كل من يستمر في قراءة كلمات الحكمة التي في هذا السفر؛ فبتكرار قراءتها وفهمها يشعر بها، ويختزنها في قلبه على الدوام؛ يالسعادة هذا الإنسان الذي أحب الحكمة، ويهتم بقراءتها والإحساس بها.

 

ع31: يستكمل القارئ لكلام الحكمة، والذي يشعر بها، استفادته منها بعمله لهذه الحكمة، أي يطبق كلام الحكمة في حياته، فيصبح، بحكمة الله وقوته، قادرًا على التصرف في كل شئ؛ لأنها سترشده في كل عمل.

وأيضًا، ستنير الحكمة نورًا يهدى من يعمل بها في جميع طرقه، ودليلًا يرشده إلى الحق، وإلى كل عمل صالح.

ليتك تهتم بقراءة الحكمة في هذا السفر، وأسفار الحكمة الأخرى في الكتاب المقدس، مثل سفر الحكمة وسفر الأمثال، بل وكل أسفار الكتاب المقدس؛ لأن تكرار القراءة يثبت الكلام في قلبك، ويتحول إلى حياة تعيشها، فتحيا بالله، ويستنير عقلك، بل وتشعر بالله معك، فتحيا مطمئنًا وتسير في طريق الملكوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/sirach/chapter-50.html

تقصير الرابط:
tak.la/2qqax3y