← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ وَالعِشْرُونَ
(1) الحكمة والشيوخ (ع1-8)
(2) الفرح والمخافة (ع9-16)
(3) المرأة الخبيثة (ع17-36)
† 1 ثَلاَثٌ هُنَّ زِينَةٌ لِي، وَبِهِنَّ قُمْتُ جَمِيلَةً أَمَامَ الرَّبِّ وَالنَّاسِ: 2 اتِّفَاقُ الإِخْوَةِ، وَحُبُّ الْقَرِيبِ، وَالْمُصَافَاةُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَرَجُلِهَا. 3 ثَلاَثَةٌ تُبْغِضُهُمْ نَفْسِي وَتَمْقُتُ حَيَاتَهُمْ: 4 الْفَقِيرُ الْمُتَكَبِّرُ، وَالْغَنِيُّ الْكَذَّابُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي الْفَاقِدُ الْفَهْمِ. 5 إِنْ لَمْ تَدَّخِرْ فِي شَبَابِكَ؛ فَكَيْفَ تَجِدُ فِي شَيْخُوخَتِكَ؟ 6 مَا أَجْمَلَ الْقَضَاءَ لِلشِّيْبِ، وَحُسْنَ الْمَشُورَةِ لِلشُّيُوخِ. 7 مَا أَجْمَلَ الْحِكْمَةَ لِلشُّيُوخِ، وَالرَّأْيَ وَالْمَشُورَةَ لأَرْبَابِ الْمَجْدِ. 8 كَثْرَةُ الْخِبْرَةِ إِكْلِيلُ الشُّيُوخِ، وَمَخَافَةُ الرَّبِّ فَخْرُهُمْ.
تتكلم الحكمة، وهي الأقنوم الثاني الذي تجسد في ملء الزمان في شخص ربنا يسوع المسيح، وتقول أن هناك ثلاث صفات تتزين بها الحكمة، أي يزداد بها جمالها، ويظهر هذا الجمال واضحًا أمام الله والناس. واهتمام الحكمة أن تكون جميلة ليس فقط أمام الله، لكن أيضًا أمام الناس تبين أهمية تقدير الناس المحيطين بنا للحكمة؛ لنكون قدوة لهم، أي نورًا للعالم وملحًا للأرض، كما كان المسيح ينمو في الحكمة والقامة والنعمة أمام الله والناس (لو2: 8).
وهذه الصفات الجميلة التي تزين الحكمة كلها تصف المحبة، وتتدرج من المحبة للمجتمع الكبير، ثم بين الأقرباء، وبعد هذا المحبة داخل الأسرة، والأساس بالطبع هو محبة الأسرة التي ينتج منها محبة الأقرباء، ومحبة المجتمع كله. وهذه الصفات هي:
المحبة بين الإخوة في المجتمع كله، والذي يظهر في اتفاقهم؛ لأن المحبة توحد بين الناس، كما يؤكد المزمور هذا المعنى (مز133).
المحبة بين الأقرباء، وهم الدائرة الأصغر والمرتبطين معًا بالقرابة الجسدية.
الصفاء بين الرجل والمرأة في الأسرة الناتج عن المحبة. الذي يجعل القلوب صافية بين أفراد الأسرة؛ الأب والأم، والأبناء.
: تكره.
تواصل الحكمة حديثها، فتعلن أن ثلاث حالات تبغضها الحكمة وتكره حياة أصحابها، فالحكمة تحب كل البشر؛ حتى الخطاة، وتود رجوعهم بالتوبة. وهؤلاء هم:
1- الفقير المتكبر:
† فالفقير قد يسقط في الطمع، أو الكذب ليحصل على احتياجاته؛ لأنه محروم، وقد يسقط في صغر النفس لأجل ضعفه، ولكن الغريب أن صغر نفسه ينقلب إلى كبرياء، فيعلن أنه أفضل من كل الناس، ومن الأغنياء. وبهذا يخسر حياته، إذ يسقط في خطية غريبة عنه كان من السهل أن يرفضها لأجل ظروفه كفقير، ويبدو أقل من غيره، وهذا يبين إصراره على الكبرياء، رغم أن ظروفه تدعوه إلى الاتضاع، فينال مراحم الله.
2- الغنى الكذاب:
لماذا يكذب الغنى، ووضعه المالى يساعده أن يكون قويًا، ولا يحتاج أن يكذب، ولكن هذا شيء غريب عن الغنى، ويبين تعلقه بالكذب، فقد يكون مستخدمًا للكذب لزيادة غناه، أي يستخدم الخداع والكذب ليحصل بطريقة خاطئة على أموال أكبر، أو ينسب الغنى إلى ذكائه وقدراته، فلا يشكر الله، أو يكذب لأنه بخيل ولا يريد أن يساعد أي محتاج، فيدَّعى عدم وجود أموال لديه.
3- الشيخ الزانى الفاقد الفهم:
قد يكون الشاب الصغير معرضًا للسقوط في الشهوة والزنى، ولكن الشيخ الوقور الذي هدأ جسده، وازدادت حكمته، كيف يسقط في الزنى، ويستبيح هذه الخطية؟ فيكررها، وهو غير محتاج إليها، لأن الجهاد في اقتناء العفة أسهل عليه من الشاب المملوء قوة وحيوية، لأنه قادر بحكمته أن يبتعد عن مصادر الزنى، ويحيا مع الله، وقد اقتربت حياته من النهاية، وسيقابل الله.
وسنرى في الآيات التالية من (ع5-8) كيف ينبغى أن يسلك الشيوخ، ويبتعدوا عن كل شر.
ع5: سؤال صريح يوجهه الحكيم ابن سيراخ إلى كل شاب: إن لم تدخر في أيام شبابك، أي تعمل، وتتعب؛ لتوفر أموالًا في شبابك، فعندما تشيخ، فماذا تجد؟ إنك لن تجد شيئًا، فستحتاج وتبحث عمن يساعدك.
ولكن الأصعب، أنك يا شاب لا تتعب في التعلم والتلمذة؛ لتفهم وتسلك في الطريق المستقيم. فإن شخت، فلن تجد الحكمة إلى تحيا بها. وإن أقبل عليك الشباب لن تستطيع أن ترشدهم، بل لن تستطيع أن تقابل الله، وأنت تلهو في الخطايا، وتكون فاقدًا للحكمة.
† ليتنا جميعًا نستعد لسن الشيخوخة الذي فيه تضعف قوانا، وإمكانياتنا، خاصة الروحية، فنعود أنفسنا من سن الشباب والحيوية على الصلاة والتسبيح والقراءة والكتب المقدسة وحفظ المزامير وعمل الخير والكلمات الطيبة لكل من حولنا؛ حتى نحيا بكل هذا في شيخوختنا، فنكون في سلام وفرح، ونجد طريقنا إلى ملكوت السموات.
ع6: منذ القديم، الناس ترجع في مشاكلها إلى الشيوخ الذين كانوا يجلسون في ساحات المدن، ويجتمع إليهم الناس؛ لأخذ مشورتهم، وحل مشاكلهم. وهذا كان منتشرًا في العالم كله.
وفى الحياة الروحية، يحتاج الناس إلى الشيوخ المختبرين، مثل الكهنة والخدام الشيوخ لإرشادهم في طرق الجهاد، وهكذا أيضًا في الرهبنة، يحتاج الرهبان لإرشادات الشيوخ المختبرين.
† فالشيوخ قادرون على الإرشاد، وأيضًا حل المشاكل، وحسم النزاعات، والقضاء بين المتخاصمين، والواقعين في مشاكل.
ع7: والخلاصة، ما أجمل أن تلتجئ إلى الشيوخ؛ لتتعلم الحكمة، وتستشير كبار السن الممجدين في أعين الناس لخبرتهم الكثيرة، فتجد معونة، وإرشاد يفيدك في جوانب حياتك المختلفة.
ع8: الشيوخ يتميزون بخبرات كثيرة في الحياة، وإذا كانوا أناسًا مجاهدين في الحياة الروحية، فتكون خبراتهم ذات قيمة كبيرة، بل هي إكليل على رؤوسهم، يجتذب النفوس للتعلم والتلمذة على أيديهم.
هؤلاء الشيوخ يعيشون في مخافة الرب، فيبتعدون عن الخطية، ويحيون في نقاوة، ويحبون كل عمل صالح، فهم في فخر؛ لأنهم يعيشون في مخافة الرب التي تحميهم، وتدخلهم إلى الأعماق الروحية.
† إنتهز كل فرصة لتتعلم من الشيوخ الروحيين، فتعرف كيف تسلك في حياتك الروحية، وكيف تسير في الطريق المستقيم. وكل ما تسمعه من إرشادات روحية، اهتم أن تطبقه بمشورة أب اعترافك؛ لتكون بحكمة، وبما يناسبك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
† 9 تِسْعُ خِصَالٍ غَبَّطْتُهَا فِي قَلْبِي، وَالْعَاشِرَةُ يَنْطِقُ بِهَا لِسَانِي. 10 مَغْبُوطٌ الإِنْسَانُ الَّذِي يُفَرَّحُ بِالأَوْلاَدِ، وَالَّذِي يَرَى فِي حَيَاتِهِ سُقُوطَ أَعْدَائِهِ. 11 مَغْبُوطٌ مَنْ يُسَاكِنُ امْرَأَةً عَاقِلَةً، وَمَنْ لَمْ يَزْلِلْ بِلِسَانِهِ، وَمَنْ لَمْ يَخْدُمْ مَنْ لاَ يَسْتَأْهِلُهُ. 12 مَغْبُوطٌ مَنْ وَجَدَ الْفِطْنَةَ، وَمَنْ يَجْعَلُ حَدِيثَهُ فِي أُذُنٍ وَاعِيَةٍ. 13 مَا أَعْظَمَ مَنْ وَجَدَ الْحِكْمَةَ؛ لكِنَّهُ لَيْسَ أَفْضَلَ مِمَّنْ يَتَّقِي الرَّبَّ. 14 مَخَافَةُ الرَّبِّ أَعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. 15 الَّذِي يَحُوزُهَا، بِمَنْ يُشَبَّهُ؟ 16 مَخَافَةُ الرَّبِّ أَوَّلُ مَحَبَّتِهِ، وَالإِيْمَانُ أَوَّلُ الاِتِّصَالِ بِهِ.
ع9: غبطتها
: مدحتها.خصال : صفات.
يذكر ابن سيراخ تسعة فضائل هي تسعة صفات يمدحها، ويفرح بها، سيذكرها واحدة واحدة. ثم هناك صفة عاشرة، سيتكلم عنها بوضوح أكبر. يا ترى ما هي هذه الصفات؟
ع10: الصفة الأولى: "يفرح بالأولاد"
أى يهتم بتربية أولاده، ويعلمهم كيف يحيون مع الله، فيسلكون سلوكًا مستقيمًا، وينجحون في حياتهم، فيفرح بهم. وليس المقصود أن يهتم فقط بأجسادهم وتعليمهم؛ حتى يفتخر بها، فيزداد كبرياء، ولكنه يهتم بنفوسهم وأرواحهم، فيفرح بسلوكهم الحسن في الأرض، ثم تنتظرهم أفراح السماء.
الصفة الثانية: "سقوط أعدائه":
فعندما تبطل مشورة الأشرار، أو يعاقبون على أخطائهم يشعر الإنسان بأن الله موجود، وأن عدله يضبط كل شيء، فيطمئن قلبه، فهو لا يشمت بأعدائه، ولكن يرى العدل الإلهي، فيتشجع ليدقق في حياته، ويتمنى أن أعداءه يتوبون ويرجعون إلى الله.
وهناك معنى آخر، وهو سقوط الشياطين أعدائنا، أي لا تنجح مؤامراتهم، ويبعدهم الله عنا، ويخزيهم، فيطمئن المؤمن بأن الله معه يحميه، ويبعد عنه قوة الشياطين.
ع11: يزلل
: يسقط بواسطة.الصفة الثالثة: "يُساكن إمرأة عاقلة":
عظيم جدًا أن تكون زوجتك عاقلة، فتدبر لك جوًا هادئًا، يساعدك على الحياة مع الله، والتمتع بالفرح بين أولادك، وتنظيم كل أمور حياتك بشكل طيب يريحك، كما يقول الكتاب المقدس": امرأة فاضلة من يجدها ..." (أم31: 10)، ويقصد المرأة العاقلة.
الصفة الرابعة: "من لم يزلل بلسانه"
إن اللسان عضو صغير كما يقول لنا يعقوب الرسول، إما يريح الإنسان في حياته، ويدخله الملكوت، أو يضايقه ومن حوله، ويذهب به للجحيم (يع3: 6). والزلل باللسان هو السقوط في خطايا اللسان المتنوعة، ومغبوط هو الإنسان المدقق الذي يضبط لسانه، وتكون كلماته لينة ترضى الله.
الصفة الخامسة: "من لم يخدم من لا يستأهله" :
† المقصود بمن لا يستأهله، هو إنسان شرير أو ظالم، فمن يضطر أن يخدم هذا الإنسان عن طريق العبودية، أي يكون عبدًا له فسيعانى من متاعب كثيرة وظلم، وتصرفات قاسية. فجميل أن لا يكون الإنسان في هذا الوضع، وإن كان عبدًا فيكون لإنسان صالح، فيعامله برفق، ويستطيع أن يحيا مع الله دون عوائق.
ومن ناحية أخرى، إن كان للإنسان الاختيار أن يخدم إنسانًا شريرًا، فيفضل ألا يقبل هذه الخدمة، حتى لا يساعد الشرير على شره، ولا يضايق نفسه بمعاشرة هذا الشرير، بل يختار إنسانًا صالحًا ويخدمه، فيساعده على الصلاح، ويتعلم أيضًا منه هذا الصلاح.
ع12: الصفة السادسة "وجد الفطنة":
الفطنة هى القدرة على التمييز والإفراز، وهي أعظم الفضائل؛ لأنها تجاور كل فضيلة فتجعلها مفيدة لمن يتحلى بها، وبدونها لا نستفيد من الفضيلة، إذ تكون في غير مكانها، أو بالمقدار غير المفيد. ومفرح جدًا أن يجد الإنسان الفطنة ليحيا بها في الطريق المستقيم، ويقترب إلى الله، ويتمتع بعشرته.
الصفة السابعة: "من يجعل حديثه في أذن واعية":
هنا استخدام الحكمة لفائدة الآخرين، أن يجد الإنسان أمامه آذان واعية تبحث عن الحكمة لتتعلم وتستفيد، وليست آذان مستهترة ترفض الحكمة وتحتقرها. والإنسان الحكيم يصمت إذا لم يجد آذانًا واعية. وعلى العكس، يفرح ويعطى كل ما عنده قدر ما يستطيع لطالبى الحكمة ذوى الآذان الواعية.
ع13-16: الصفة الثامنة الإيمان (ع16)
:† الإيمان هو أول الاتصال بالله، فيجعل الإنسان مطمئنًا وقويًا لأن الله معه، ولا يخاف من شيء، بل يتقدم بشجاعة إلى كل عمل صالح، مهما كان ثقيلًا.
الصفة التاسعة محبة الله (ع16):
هى هدف كل إنسان يؤمن بالله، وهي مشاعر طبيعية نحو الله الذي أحبنا منذ الأزل، ويعتنى بنا، وفى النهاية يأخذنا لنحيا معه إلى الأبد في السماء.
الصفة العاشرة: مخافة الرب (ع14، 16):
وهى أول خطوة في طريق محبة الرب، وهي أعلى من كل الفضائل. ومن يخاف الله ويتقيه ليس له شبيه في البشر (ع15)، وهو أفضل إنسان (ع13). وبهذه الصفة ينطلق لسان ابن سيراخ، ليتكلم عن مخافة الله كثيرًا (ع13-16)، بل أنه تكلم عنها عدة مرات يصعب حصرها في هذا السفر، تأكيدًا على أهمية مخافة الله.
تعبير "تسع... والعاشرة" (ع9) تعبير عبري، ليس المقصود به الرقم نفسه، ولكن يقصد به الكمال، كما يظهر في أسفار أخرى من العهد القديم مثل (أم6: 16، جا11: 2، مى5: 5).
† ما أجمل أن تتحلى يا أخى بالفضائل، فهي زينة الإنسان الذي يحيا مع الله. فاسعَ إلى اكتساب الفضيلة التي هي عكس وعلاج للخطية التي تعانى منها، فتغلب الخطية، وتتمتع بعشرة الله.
† 17 غَايَةُ الأَلَمِ أَلَمُ الْقَلْبِ، وَغَايَةُ الْخُبْثِ خُبْثُ الْمَرْأَةِ. 18 كُلَّ أَلَمٍ وَلاَ أَلَمَ الْقَلْبِ. 19 وَكُلَّ خُبْثٍ وَلاَ خُبْثَ الْمَرْأَةِ. 20 وَكُلَّ نَائِبَةٍ وَلاَ النَائِبَةَ مِنَ الْمُبْغِضِينَ. 21 وَكُلَّ انْتِقَامٍ وَلاَ انْتِقَامَ الأَعْدَاءِ. 22 لاَ رَأْسَ شَرٌّ مِنْ رَأْسِ الْحَيَّةِ. 23 وَلاَ غَضَبَ شَرٌّ مِنْ غَضَبِ الْمَرْأَةِ. مُسَاكَنَةُ الأَسَدِ وَالتِّنِّينِ خَيْرٌ عِنْدِي مِنْ مُسَاكَنَةِ الْمَرْأَةِ الْخَبِيثَةِ. 24 خُبْثُ الْمَرْأَةِ يُغَيِّرُ مَنْظَرَهَا، وَيَرُدُّ وَجْهَهَا أَسْوَدَ كَالْمِسْحِ. 25 رَجُلُهَا يَكْمَدُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَإِذَا سَمِعَ تَأَوَّهَ بِمَرَارَةٍ. 26 كُلُّ سُوءٍ بِإِزَاءِ سُوءِ الْمَرْأَةِ خَفِيفٌ. لِتَقَعْ قُرْعَةُ الْخَاطِئِ عَلَيْهَا. 27 مَثَلُ الْعَقَبَةِ الْكثِيرَةِ الرَّمْلِ لِقَدَمَيِ الشَّيْخِ؛ مَثَلُ الْمَرْأَةِ الْخَبِيثَةِ اللِّسَانِ لِلْرَّجُلِ الْهَادِئِ. 28 لاَ يُعْثِرْكَ جَمَالُ امْرَأَةٍ، وَلاَ تَشْتَهِ امْرَأَةً لِحُسْنِهَا. 29 غَضَبٌ وَوَقَاحَةٌ وَفَضِيحَةٌ عَظِيمَةٌ، 30 الْمَرْأَةُ الَّتِي تَتَسَلَّطُ عَلَى رَجُلِهَا. 31 الْمَرْأَةُ الشِّرِّيرَةُ ذِلَّةٌ لِلْقَلْبِ، وَتَقْطِيبٌ لِلْوَجْهِ، وَأَلَمٌ لِلْفُؤَادِ. 32 الَّتِي لاَ تُنْشِئُ سَعَادَةَ رَجُلِهَا، إِنَّمَا هِيَ تَرَاخٍ لِلْيَدَيْنِ، وَتَخَلُّعٌ لِلرُّكْبَتَيْنِ. 33 مِنَ المَرْأَةِ ابْتَدَأَتِ الْخَطِيئَةُ، وَبِسَبَبِهَا نَمُوتُ نَحْنُ أَجْمَعُونَ. 34 لاَ تَجْعَلْ لِلْمَاءِ مَخْرَجًا، وَلاَ لِلْمَرْأَةِ الشِّرِّيرَةِ سُلْطَانًا. 35 إِنْ لَمْ تَسْلُكْ طَوْعَ يَدِكَ، تُخْزِيكَ أَمَامَ أَعْدَائِكَ. 36 فَاقْطَعْهَا عَنْ جَسَدِكَ، لِئَلاَّ تُؤْذِيَكَ عَلَى الدَّوَامِ.
: منتهى الشئ وأصعبه.
إن كانت الآلام التي تأتى على الإنسان تتعبه، ولكن أصعب الآلام هي التي تؤلم القلب، أي المشاعر. وبنفس المقياس فإن الخبث، وهو المكر الشديد صعب، ويؤلم أي إنسان يتعرض له، ولكن أصعب خبث هو خبث المرأة؛ لأنها بطبيعتها عاطفية، فإذا استخدمت عاطفتها في الشر، فإنها تكون حادة جدًا ومؤلمة لمشاعر البشر الذين حولها رجالًا ونساءً.
ع20: نائبة
: مصيبة.إن المصائب أمور صعبة على أي إنسان، ولكن أصعب المصائب هي التي تأتى ممن يكرهونك؛ سواء القريبين منك، أو البعيدين؛ لأنهم يدبرون لك أصعب شيء بسبب كراهيتهم لك.
ع21: احتمال انتقام الآخرين صعب؛ لأنه مؤلم جدًا، ولكن أصعب انتقام هو انتقام الأعداء؛ لأنهم يريدون أن يهلكوك، أو يعذبونك، ولا يكتفون بقتلك، بل يظهرون غضبهم حتى من جسدك الذي مات. وهم بهذا أشر من الحيوانات المفترسة، فالأسد إذا افترس إنسانًا، أو حيوانًا وأكله وشبع، لا يحاول أن يؤذى من حوله، أما العدو فلا يكف عن الإساءة والانتقام.
ع22: إن كانت رؤوس الحيوانات بعضها كبير، وضخم، ويحوى قرونًا صلبة، أو أسنانًا قوية، ولكن أصعب رأس من رؤوس الحيوانات هو رأس الحية؛ ليس فقط لأنه سام ويهلك كل من تهجم عليه، ولكن أيضًا، لأن الحية خبيثة تستخدم خبثها في التحرك بهدوء، أو تلتف حول نفسها، وتقفز لتصيب فريستها، إنسانًا، أو حيوانًا لتهلكه.
فرأس الحية والأعداء والمبغضون، كلها رموز للمرأة الخبيثة، لتوضيح أن خبثها أشر شيء في العالم.
ع23: التنين
: وحش كبير خطير وهو أسطورى، ولكن يقصد به هنا، وفى أماكن كثيرة من الكتاب المقدس ثعبان ضخم خطير.إن كان الغضب أمر مكروه من الناس، ولا يريدون أن يتعرضوا له، ولكن أصعب غضب هو غضب المرأة؛ لأنه لا تعتمد على عقلها فقط، بل بالأكثر على عواطفها، فتكون عنيفة، وتنتقم بشرور كثيرة، وتستخدم خبثها لتحطيم من تغضب عليه، ولذا يقول الحكيم ابن سيراخ: أن مساكنة الأسد والتنين المعروفان بالشراسة أسهل من مساكنة المرأة الخبيثة المملوءة شرًا.
ع24: المسح
: قماش خشن أسود اللون.إن خبث المرأة وشرها يؤثر ليس على أفكارها ومشاعرها فقط، بل يظهر أيضًا على جسدها، فيصير شكل وجهها غامقًا، ويميل للسواد، ويشبهه هنا بالمسوح السوداء، أي مملوءة من الحزن والكآبة نتيجة شرها. وهكذا تتحول المرأة من اللطف والرقة والنعومة إلى العنف والقسوة وقباحة الوجه نتيجة شرها.
كل هذا ينبه المرأة وكل إنسان ليبتعد عن الشر، ويسلك مع الله في حياة نقية مملوءة حبًا، فيصير صورة لله تعلن محبته لكل البشر، وتجتذب النفوس للحياة النقية معه.
ع25: يكمد
: يظهر الحزن على وجهه.تآوه : الصوت الذي يصدر من المتألم.
إن زوج المرأة الخبيثة يكون في حزن بسبب سلوك إمرأته الشرير. وإذا جلس بين أصحابه يكونون مبتهجين بزوجاتهم وأولادهم، أما هو فيكون حزينًا.
وإذا سمع زوجها أخبارًا عن شرورها، أو أخبارًا عن فضائل زوجات أصحابه، فإنه لا يستطيع أن يتكلم، بل يظهر حزنه بتأوهات تبين مرارة قلبه.
ع26:
الخلاصة، أن المرأة الخبيثة سيئة جدًا، ولا يوجد من هو أسوأ منها؛ لأنها مصدر لشرور كثيرة.وإذا كان الله يسمح بمعاقبة إنسان خاطئ لا يريد التوبة بأن يقع نصيبه في الارتباط والزواج بالمرأة الخبيثة، فإنه عقاب شديد أن يتزوجها؛ لأنه واقع في الشر، وهي مملوءة شرًا، فتكون حياتهما صعبة جدًا؛ لأنها بعيدة عن الله. وإذا رأيت أيها الزوج امرأتك فيها شيء من الخبث، فراجع نفسك لئلا يكون فيك بعض الخطايا التي تحتاج للتوبة، فلا تسرع بإدانتها قبل أن تتوب أنت.
ع27: إذا كان شيخ يمشى وسط الرمال، وقابله كوم من الرمل، فإنه يتعثر في اجتيازه، وقدماه تنغرسان فيه، ويجد صعوبة بالغة في اجتياز هذه العقبة. كذلك أيضًا، إذا كان رجل هادىء، متزوجًا من امرأة خبيثة، كثيرة الكلام، وتنطق بكلمات شريرة، فإنه يتعب جدًا من معاشرتها، فهي تكسر هدوءه، وتملأ أذنيه بكلمات ردية بكثرة.
ع28: ينجذب الكثير من الشباب إلى جمال المرأة، فهو الحكم الأول عليها، وكأن الجمال هو الأساس في التعامل مع المرأة؛ إنها الشهوة، حتى لو استترت وراء كلمات رنانة. ولكن لا يصح أن يكون تقييم المرأة هو الجمال الجسدي فقط، إذ أن هذه النظرة تجعل الجمال الجسدي هو الأساس، وكل ما في المرأة من ميزات، لا تذكر، هل هذا تقييم سليم !؟ من أجل هذا تفشل الكثير من الزيجات.
إننا لا نهاجم الجمال الجسدي، فهو نعمة من الله، بشرط أن يقترن بالحياة الروحية والأخلاق والطباع الجميلة.
ع29، 30: الله خلق الرجل ليكون قائدًا للمرأة والأولاد وهذا يريح الرجل، ويريح المرأة. ولكن الكبرياء يدعو المرأة للتسلط على رجلها، مستخدمة قوة شخصيتها، أو خبثها ومكرها، أو أموالها، أو قدرتها السريعة على التصرف، أو أية صفات متميزة فيها لقيادة البيت. وهذا يسبب لها الشعور بالوحدة وأنها بلا سند بسبب تصرفها هذا. والرجل يكون في ضيق وغضب وخجل من تسلط امرأته عليه، ويصبح مرفوضًا من الناس، ويعد هذا الأمر فضيحة له ولإمرأته.
ع31: ذلة
: انكسار وخزى.تقطيب : ملامح الحزن على الوجه.
الفؤاد : القلب.
هذا الزوج الذي تسيطر عليه زوجته يكون في ذل وعار، ووجهه دائمًا حزين، وقلبه متألم، ولكنه في ضعف ويأس، ولا يستطيع أن يفعل شيئًا؛ لأجل جبروت وسيطرة زوجته. فهو تعيس، وهي أيضًا تعيسة.
ع32: إن الزوجة المسيطرة التي تُتعس زوجها لابد أن تعلم أنها هي السبب في ضعفه. فأسلوبها المسيطر جعل يديه متراخيتين، أي عاجزًا عن العمل، وركبتيه منخلعتين، أي عاجز عن السير في طريق النجاح، فهي في الغالب تتهمه بالكسل والضعف، وتتناسى أنها السبب فيما حدث له.
ع33: الخطية دخلت إلى العالم من خلال غواية الحية لحواء. فالخطية دخلت إلى العالم بسقوط حواء في الخطية، وحُكم عليها بالموت؛ لأن الله قال لآدم وحواء أن من يأكل من شجرة معرفة الخير والشر موتًا يموت (تك2: 17). وفى آدم وحواء سقط الجنس البشرى كله، أي أن البشر ورثوا الخطية من خلال سقوط حواء وآدم، وهكذا حُكم بالموت على الجنس البشرى كله. هذا يعلنه ابن سيراخ في القرن الثاني قبل الميلاد، قبل تجسد المسيح الفادى، وبعد الفداء يعلن نفس الحقيقة بولس الرسول (رو5: 12).
ع34، 35: إذا كان للإنسان حوض فيه ماء، فلا يصح أن يكون فيه ثقب يخرج منه الماء؛ لئلا يُتلف المكان الذي حوله. هكذا أيضًا لا تجعل يا رجل سلطانًا لإمرأتك عليك إن كانت شريرة؛ لأنها ستقود حياتك للشر، وإذا واجهت أعداءًا لك، ستكون معهم ضدك، لأنها أنانية تفكر في مصلحتها على حسابك، فلا تعطى لها فرصة أن تتسلط عليك هذه المرأة الشريرة بأن تسمح لها بالصرف عليك، فتتكاسل في عملك، فتجبرك على الخضوع لها، أو تعطيها الفرصة أن تتحكم في أحوالك، وظروفك وأولادك، أي لا تأتمنها على حياتك، لأنها شريرة.
ع36: إن فشلت يا رجل في إيقاف امرأتك عن التسلط عليك، فالحل الأخير في العهد القديم هو أن تقطعها عن جسدك، أي تطلقها وتفارقها، ولا تحيا معها؛ لأنها مصرة على الشر، وإفساد حياتك.
أما في العهد الجديد، فالروح القدس هو الذي يوحد الزوجين، ويحل مشاكلهما باقتراب الزوجين إلى الكنيسة والأسرار، وإرشاد أب الاعتراف.
† لا تندفع أيها الشاب في اختيار زوجة لك لمجرد أنها جميلة، أو ذات مواهب جذابة. إبحث أولًا عن علاقتها بالله، وطباعها. فهذا هو ما سيستمر معك؛ لتحيا في سلام وفرح.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 26 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير يشوع ابن سيراخ 24 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/sirach/chapter-25.html
تقصير الرابط:
tak.la/f693hw2