← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
(1) معاملة النساء (ع1-13)
(2) معاملة الخطاة والأبرار (ع14-25)
1 لاَ تَغَرْ عَلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي فِي حَجْرِكَ، وَلاَ تُعَلِّمْ عَلَيْكَ تَعْلِيمًا سَيِّئًا. 2 لاَ تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلَى الْمَرْأَةِ، لِئَلاَّ تَتَسَلَّطَ عَلَى قُدْرَتِكَ. 3 لاَ تَلْقَ الْمَرْأَةَ الْبَغِيَّ، لِئَلاَّ تَقَعُ فِي أَشْرَاكِهَا. 4 لاَ تَأْلَفِ الْمُغَنِّيَةَ، لِئَلاَّ تُصْطَادَ بِفُنُونِهَا. 5 لاَ تَتَفَرَّسْ فِي الْعَذْرَاءِ، لِئَلاَّ تُعْثِرَكَ مَحَاسِنُهَا. 6 لاَ تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلَى الزَّوَانِي، لِئَلاَّ تُتْلِفَ مِيرَاثَكَ. 7 لاَ تُسَرِّحْ بَصَرَكَ فِي أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ، وَلاَ تَتَجَوَّلْ فِي أَخْلِيَتِهَا. 8 اصْرِفْ طَرْفَكَ عَنِ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ، وَلاَ تَتَفَرَّسْ فِي حُسْنِ الْغَرِيبَةِ. 9 فَإِنَّ حُسْنَ الْمَرْأَةِ أَغْوَى كَثِيرِينَ، وَبِهِ يَتَلَهَّبُ الْعِشْقُ كَالنَّارِ. 10 كُلُّ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ تُدَاسُ كَالزِّبْلِ فِي الطَّرِيقِ. 11 كَثِيرُونَ افْتَتَنُوا بِجِمَالِ الْمَرْأَةِ الْغَرِيبَةِ، فَكَانَ حَظُّهُمُ الرَّذْلَ، لأَنَّ مُحَادَثَتَهَا تَتَلَهَّبُ كَالنَّارِ. 12 لاَ تُجَالِسْ ذَاتَ الْبَعْلِ الْبَتَّةَ، وَلاَ تَتَّكِئْ مَعَهَا عَلَى الْمِرْفَقِ. 13 وَلاَ تَكُنْ لَهَا مُنَادِمًا عَلَى الْخَمْرِ، لِئَلاَّ تَمِيلَ نَفْسُكَ إِلَيْهَا، وَتَزِلَّ بِقَلْبِكَ إِلَى الْهَلاَكِ.
ع1:
تحذر هذه الآية الرجل من الغيرة الشديدة على المرأة التي في حجره، والمقصود زوجته. فالمحبة والاهتمام بالزوجة تختلف عن الغيرة الزائدة عليها إذا نظرت، أو كلمت رجلًا. فهذا يضايقها جدًا؛ لأنها بريئة، ولا تقصد شيئًا، بالإضافة إلى أن تكرار هذه الغيرة يمكن أن يستخدمه الشيطان؛ ليدفعها إلى التعلق بهذا الرجل الغريب، فتخطئ ويكون السبب غيرة الزوج.وينصح الرجل أيضًا في الجزء الثاني من الآية فيقول: "ولا تعلم عليك تعليمًا سيئًا" والمقصود "ولا تعلم زوجتك تعليمًا سيئًا فيأتى عليك بالضرر"، ويظهر هذا المعنى في الترجمة الكاثوليكية والإنجليزية. وهذا معناه أنك لا تدخل إلى بيتك أصدقاءً كثيرين، وتدفع زوجتك للتعامل الزائد معهم، فتكون علاقات خاصة، ثم تلومها عليها، مع أنك أنت الذي دفعتها إلى هذه العلاقة.
ع2:
تحذر هذه الآية الرجل من التعلق بأية امرأة ليست زوجته، لئلا تستغلك، وتسقطه في الزنى، وتسلب أمواله، فيكون منقاضًا لها في الشر، أي كن حريصًا مدققًا، وضع حدودًا في علاقتك مع كل النساء.ومن ناحية أخرى، حتى مع زوجتك، لا تخضع لها خضوعًا كاملًا، لئلا تتسلط عليك، فتبعدك عن الله لتفعل رغباتها، حتى لو كانت ضد وصايا الله.
وما ينطبق على الزوجة ينطبق على الأخت، أو الأم، فلا تجعل أية امرأة تتسلط عليك، ولا تخضع لها خضوعًا يبعدك عن الله. كن قائدًا لبيتك، وأحب الكل، واحترم رغبات من حولك فيما يرضى الله.
ع3: البغى: المرأة الفاجرة التي تتكسب من زناها.
اشراكها: فخاخها.
يحذر الرجل من السعى للالتقاء بالمرأة الفاجرة الساقطة؛ لأن حيلها كثيرة، واعتمادها على إثارة الرجال قد يسقطك في التهاون معها في الكلام، وعمل علاقات تؤدى بك في النهاية إلى السقوط في الزنى بأى شكل. فهو ينهى بوضوح عن مقابلة الساقطات في أي مكان، وبأى شكل.
ع4: يحذر أيضًا الرجل من مصادقة المغنيات والاعتياد على مجالستهن، فهذا التآلف سينحدر به إلى نظرات وأفكار وكلام سئ، يمكن أن يسقطه في النهاية في الزنى أيضًا؛ حتى لو كان في البداية يعلن إعجابه بفنها في الغناء، وعظمة الموسيقى، لكن ستقتاده كل هذه الأمور إلى الخطية مع هذه المغنية وأمثالها.
ع5: تتفرس: تدقق النظر.
تحذر هذه الآية أي رجل من النظر بتدقيق في أية بنت عذراء؛ لأن هذا يمكن أن يثير شهوته ناحيتها. لأن هذه النظرة المدققة غالبًا ما تكون نظرة شهوانية. والمسيح حذرنا من هذه النظرة؛ لأنها ينتج عنها زنى في القلب (مت5: 28)، وطبعًا النظرة البسيطة التي ينظرها الإنسان في مجرد التعامل العادي لا ينتج عنها أي ضرر.
وداود النبى نظر وتفرس في امرأة أوريا الحثى، فاشتعل قلبه بالشهوة نحوها، ثم زنى معها، وقتل زوجها (2 صم11: 2).
ع6: تحذر هذه الآية بشدة من التهاون في العلاقة مع الزوانى، لأنه من يفرح، ويتلذذ بشهوته نحو الزوانى فإنه يتعلق بهن لدرجة أن يسلم حياته لهن. وهذا يؤدى إلى أحد أمرين:
أن يتزوج بهن، وينجب منهن، فيضيع ميراثه الأرضى، فلا يكون لأبنائه الذين من زوجته، ويقسم على كثيرين من أبناء الزوانى.
أن لا يتزوج من الزانيات، بل يخطئ معهن إشباعًا لشهوته، واستباحة الزنى ستجعل الرجل بالطبع يخسر ميراثه الأبدي، فلا يكون له نصيب في الملكوت، كما يعلن لنا الكتاب المقدس هذا بوضوح (1 كو6: 9، 10).
والكتاب المقدس أعطى أمثلة كثيرة لخطورة الزنى، كما ذكر في (أم 7)، وكما أعلن ذلك في حياة شمشمون الذي أحب الزنى، فتعرض للموت، وقص الفلسطينيون شعره وفقأوا عينيه، وجعلوه يجر الطاحون في معبد الأوثان، مثل الحيوان (قض16: 18-21).
ع7: أزقة: جمع زقاق وهو الشارع الضيق.
أخليتها: أماكنها الخالية المهجورة.
تضيف هذه الآية تحذيرًا من أن يترك الرجل عينيه تتجول في شوارع وأزقة المدينة، وهو يبحث عن أية امرأة؛ ليتمتع بجمالها، وخاصة الزوانى الساقطات. ولا يتطلع في الأماكن الخالية، لعله يجد امرأة زانية جالسة على الأرض تنتظر من يلتقطها.
مثال ذلك فعله يهوذا، عندما وجد امرأة جالسة على الطريق في مدخل المدينة، فأخذها وزنى معها، ثم اكتشف فيما بعد أنها ثامار زوجة ابنه (تك38).
يتلهب : يلتهب ويشتعل.
يلتزم الرجل الطاهر ألا يدقق النظر في المرأة الغريبة الجميلة، والغريبة هى التي ليست زوجته. لأن التأمل في جمال هذه المرأة سيشعل الشهوة في قلب الرجل، ويشعر بميل إليها وعشق، فيدفعه إلى كلمات وتصرفات سيئة لا ترضى الله.
ع10: الزبل: فضلات الحمام والغنم.
المرأة الزانية تغرى الرجال للسقوط معها، فيقبلون عليها ليتمموا شهوتهم، ثم يلقونها عنهم، كما تلقى فضلات الطيور والحيوانات في الأرض، وتداس بالأقدام.
فهذه الآية تظهر أن الشهوة مؤقتة، وستنتهي؛ حتى لا يندفع إليها الرجال. ومن ناحية أخرى تحذر الزانية من الاستمرار في إغراء الرجال، وإثارتهم، وفى النهاية ستلقى، وتداس، وتهمل من الكل، بالإضافة إلى غضب الله على الزانية، وعلى الرجال الذين زنوا معها.
ع11: افتتنوا: أعجبوا في إعجابًا شديدًا.
الرذل : الرفض.
تأكيدًا لخطورة الانسياق وراء الشهوات، تعلن هذه الآية أن الإعجاب بالمرأة الجميلة الغريبة، والتعلق بجمالها، والحديث معها يؤدى بالإنسان الملتهب بعشق جمالها إلى الرذل، والرفض من الناس، ومن الله؛ لأن الجلوس مع هذه المرأة الجميلة، والتحدث معها، يزيد التعلق بها، فيضعف الرجل أمامها، وتثور شهوته، فيفقد عقله. فيا ليت كل إنسان يتعقل، ولا يندفع وراء شهواته، حتى لا تذله.
ع12، 13: البعل: الزوج، والمقصود بذات البعل، المتزوجة.
البتة : نهائيًا.
تتكئ : تجلس، أو تستند.
المرفق : الكوع، والمقصود تستند على المرفق في جلسة مستريحة ممدًا جسدك.
منادمًا: مرافقًا ومشاركًا.
تحذرنا هذه الآية من الجلوس مع أية امرأة غير الزوجة في جلسة مريحة، يمدد فيها الإنسان جسده، فتسترخى أعضاؤه، وتثور شهوته، وهو يجلس ويشرب مع هذه المرأة، خاصة إن كان يجلس معها وحدهما.
ولا تجلس مع هذه المرأة التي أعجبت بها، وتشرب الخمر معها، فيتوه عقلك، ويتوه عقلها، فتنفجر شهوتك نحوها وتذلك، وتجلب الهلاك على نفسك.
†
احتفظ بنقاوتك في كل حين، فاضبط نظرك، وأفكارك، وكلامك؛ حتى تسلك باستقامة، وتحب الكل، وتحترم جميع النساء، وتشعر أن الكل إخوتك، وصورة لله، فتعيش بسلام، وتتمتع ببركات الله التي لا تحصى في الأرض، وفى السماء.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
14 لاَ تُقَاطِعْ صَدِيقَكَ الْقَدِيمَ، فَإِنَّ الْحَدِيثَ لاَ يُمَاثِلُهُ. 15 الصَّدِيقُ الْحَدِيثُ خَمْرٌ جَدِيدَةٌ، إِذَا عَتُقَتْ، لَذَّ لَكَ شُرْبُهَا. 16 لاَ تَغَرْ مِنْ مَجْدِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ كَيْفَ يَكُونُ انْقِلاَبُهُ. 17 لاَ تَرْتَضِ بِمَرْضَاةِ الْمُنَافِقِينَ. اُذْكُرْ أَنَّهُمْ إِلَى الْجَحِيمِ لاَ يَتَزَكَّوْنَ. 18 تَبَاعَدْ عَمَّنْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الْقَتْلِ، فَلاَ تَجْرِيَ فِي خَاطِرِكَ مَخَافَةُ الْمَوْتِ. 19 وَإِنْ دَنَوْتَ مِنْهُ، فَلاَ تُجْرِمْ، لِئَلاَّ يَذْهَبَ بِحَيَاتِكَ. 20 اعْلَمْ أَنَّكَ تَتَخَطَّى بَيْنَ الْفِخَاخِ، وَتَتَمَشَّى عَلَى مَتَارِسِ الْمُدُنِ. 21 اخْتَبِرِ النَّاسَ مَا اسْتَطَعْتَ، وَشَاوِرِ الْحُكَمَاءَ مِنْهُمْ. 22 لِيَكُنْ مُؤَاكِلُوكَ مِنَ الأَبْرَارِ، وَافْتِخَارُكَ بِمَخَافَةِ الرَّبِّ. 23 اجْعَلْ عِشْرَتَكَ مَعَ الْعُقَلاَءِ، وَكُلَّ حَدِيثِكَ فِي شَرِيعَةِ الْعَلِيِّ. 24 يُثْنَى عَلَى عَمَلِ الصُّنَّاعِ لأَجْلِ أيْدِيهِمْ، أَمَّا رَئِيسُ الشَّعْبِ فَإِنَّهُ حَكِيمٌ لأَجْلِ كَلاَمِهِ. 25 الْفَتِيقُ اللِّسَانِ يُخَافُ مِنْهُ فِي مَدِينَتِهِ، وَالْهَاذِرُ فِي كَلاَمِهِ يُمْقَتُ.
الصديق القديم هو من اختبرته على مدى أيام كثيرة، وشعرت بإخلاصه، وفهمت طباعه، بل أيضًا عيوبه، وشعرت أنها مناسبة لك؛ هذا تمسك به، حتى لو أخطأ في حقك، أو أهملك في أمر ما. ولو ظهر من صديق حديث إخلاص ومحبة كبيرة، فليس معنى هذا الاستغناء عن الصديق القديم، واستبداله بالحديث؛ لأن الصديق القديم مضمون أكثر من الحديث. ويمكنك إضافة الصديق الحديث حسبما تظهر لك الأيام مدى إخلاصه.
والصديق الحديث يشبه الخمر اللذيذة، التي إذا احتفظت بها مدة طويلة، وصارت معتقة يكون طعمها أكثر لذة، أي إن اخلاص الصديق الحديث سيظهر على مدى الأيام، فتفرح وتتمسك به.
ع16: لا تغر: لا تغار، أي لا تسقط في الغيرة.
يفاجأ الأبرار أنهم يعانون من ضيقات، وفى نفس الوقت يرون نجاح الأشرار، فيحاربهم إبليس بالغيرة، أو الضيق، أو التذمر؛ لأن مع كونهم متمسكين بالله، يعانون من الضيق، أما الخطاة فيفرحون بمباهج الحياة.
تنبه هذه الآية الأبرار ألا يغاروا من الخطاة؛ لأن نجاحهم مؤقت، مهما حققوا في هذه الحياة من مكاسب مادية، لكن انقلابهم في الحياة الأخرى، وعذابهم لا يحتمل. بالإضافة إلى أن فرح الأشرار سطحى، ولا يوجد سلام بداخلهم، أما الأبرار فإن كانوا يعانون من الضيقة الخارجية، ولكن مساندة الله، وإيمانهم به، تطمئنهم في داخلهم.
ع17: لا تكن مراضيًا للمنافقين في كلامهم، وأفعالهم الشريرة، والتوائهم، إذ هم يظهرون عكس ما يبطنون، بل كن مستقيمًا في أفكارك، وكلامك، وأفعالك.
إن المنافقين مرفوضون من الله، ولا يرضى عنهم حتى يصلوا إلى الجحيم، ولن يدافع عنهم أحد، أو يزكيهم للدخول إلى الفردوس، بل حتمًا سيلقون في العذاب الأبدي.
متارس : جمع متراس، وهو حائط محيط بالمدينة لحمايتها.
كن محترسًا، ولا تقترب من الحاكم، أو الذي له سلطان أن يأمر بقتلك، فقد يكون متهورًا، فيقتل أي إنسان باستهانة، أو جنون، وبهذا التباعد تحمى نفسك من أفكار الخوف والقلق من الموت، فتحيا مطمئنًا.
ومن الناحية الروحية، ابتعد عن الشياطين، وأعمالهم، وكل من يتصل بهم؛ لأنهم يريدون قتلك، ولكنهم لا يستطيعون؛ لأن الله يحميك. فإذا كنت تسلك مع الله، وترفض أفكار الشر، تحيا مطمئنًا، ولا تخاف من حيل إبليس المميتة.
احترس من أن تخطئ أمام من له سلطان على قتلك؛ لأنه قد يندفع ويقتلك، فإنك باقترابك إليه، واستهانتك بصنع الخطأ أمامه، تكون كمن يمشى بين الفخاخ، مثل الألغام، فتسقط في الفخاخ، أو تنفجر فيك الألغام، وتشبهه أيضًا بمن يسير فوق المتاريس المحيطة بالمدينة، فيسهل إصابته من الأعداء بأى سهم، لكن الأولى به أن يحتمى وراء المتاريس؛ حتى لا تصيبه السهام.
ع21: حتى تحيا في طمأنينة، اختبر الناس المحيطين بك، أي افحص طرقهم، وسلوكهم فتفهم هل هم أبرار، أم أشرار؟ وهل هم مسالمون، أم يميلون إلى معاداة من حولهم، والإساءة إليهم؛ حتى تقترب من الأبرار والمسالمين، وتبتعد عن الأشرار والأعداء.
إن صادفت بعض الحكماء، فاستشرهم في سلوكك، وأيضًا في فهم من حولك، فيرشدونك إلى اختيار أصدقائك، ومن تعاشرهم.
ع22: مؤاكلوك: الجالسون معك على مائدة الطعام.
إذا صنعت وليمة، فاحرص أن تدعو الأبرار إليها، وليس الأشرار. وإذا دعيت إلى وليمة، فتأكد أن المدعوين معك من الأبرار؛ حتى يكون كلامك عن الله، ومخافته، إذ هو أهم موضوع تتكلم عنه؛ لأنك تهتم بخلاص نفسك وأبديتك، أما مجالسة الأشرار، والأكل معهم، فبالطبع سيؤذى أذنيك بكلمات شريرة، تبعدك عن الله، ومخافته.
ع23: يُفهم مما سبق أنك ستسعى لمعاشرة العقلاء، وهم خائفو الله، سواء في الكلام والحوار معهم، أو أثناء الطعام، أو التنزه؛ لأن معاشرة هؤلاء الروحيون ستساعدك على التكلم في شريعة الله، ووصاياه؛ سواء كلامًا مباشرًا، أو بكلمات طيبة أساسها محبة الله، ومخافته.
ع24: يُثنى: يُمدح.
إن كان الصناع - وهم الحرفيون الذين يعملون بأيديهم - يمتدحون إذا كانت صناعتهم جيدة، ومتميزة؛ لأن هذا هو هدفهم، وأفضل شيء يعملونه، كذلك أيضًا، العمل الأساسى للحاكم والرئيس، هو الحكمة في تدبير الرعية، ومن هم تحت مسئوليته. فكلامه الحكيم هو الذي يجعل الناس يمتدحونه، وتزداد ثقتهم به، ويحبونه.
والخلاصة، أهم شيء الأمانة في عمل كل واحد أيًا كان مركزه، فالصانع فيما يصنعه، أما الحاكم ففيما يقوله من قرارات وتدابير لمن يحكمهم. فكن حريصًا إذا كنت في مكان رعاية، أو مسئولية، فكل أب، وكل أم، وكل مسئول في العمل عن آخرين، لابد أن يهتم بكلامه وقرارته لراحة من يتبعونه.
ع25: الفتيق اللسان: الكثير الكلام.
الهاذر : الذي يكثر من كلام الهزل والمزاح والسخرية.
يُمقت : يصير مكروهًا.
الذى يكثر من الكلام يخاف منه الناس؛ لأنه لن يحتفظ بالسر، بل سينقل الكلام سريعًا، حتى لو كان مجرد شائعات، فالناس لا تتكلم معه؛ لأنه سينشر كلامهم، حتى لو كان كلامًا خاصًا، وعمومًا هو غير مؤتمن على الأسرار، ويصعب مصاحبته لعدم أمانته.
كذلك من يكثر من السخرية، فهو يضحك على كل شئ؛ حتى على نفسه، وأسلوبه هزلى، يمكن أن يضحك الناس، ولكنهم يكرهونه في قلوبهم؛ لأن كلامه يمكن أن يكون موجعًا لأى أحد، فهو لا يستطيع أن يضبط لسانه. ولا يشعر بأنه يسىء للآخرين لثقته في خفة ظله، وانشغاله بابتسامات وضحك الآخرين.
† ليتك تدقق في اختيار أصدقائك، ومن تعاشرهم، وتجلس معهم، لأنك ستتأثر بهم. فإن كانوا من خائفى الله، فإنهم يساعدونك على الاقتراب إلى الله، فتحتفظ بسلامك، وتتقدم في حرارتك الروحية.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 10 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير يشوع ابن سيراخ 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/sirach/chapter-09.html
تقصير الرابط:
tak.la/hh32jxp