St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   sirach
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   sirach

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

يشوع ابن سيراخ 39 - تفسير سفر حكمة يشوع بن سيراخ

 

* تأملات في كتاب حكمه يشوع بن سيراخ:
تفسير سفر يشوع ابن سيراخ: مقدمة سفر يشوع ابن سيراخ | يشوع ابن سيراخ 1 | يشوع ابن سيراخ 2 | يشوع ابن سيراخ 3 | يشوع ابن سيراخ 4 | يشوع ابن سيراخ 5 | يشوع ابن سيراخ 6 | يشوع ابن سيراخ 7 | يشوع ابن سيراخ 8 | يشوع ابن سيراخ 9 | يشوع ابن سيراخ 10 | يشوع ابن سيراخ 11 | يشوع ابن سيراخ 12 | يشوع ابن سيراخ 13 | يشوع ابن سيراخ 14 | يشوع ابن سيراخ 15 | يشوع ابن سيراخ 16 | يشوع ابن سيراخ 17 | يشوع ابن سيراخ 18 | يشوع ابن سيراخ 19 | يشوع ابن سيراخ 20 | يشوع ابن سيراخ 21 | يشوع ابن سيراخ 22 | يشوع ابن سيراخ 23 | يشوع ابن سيراخ 24 | يشوع ابن سيراخ 25 | يشوع ابن سيراخ 26 | يشوع ابن سيراخ 27 | يشوع ابن سيراخ 28 | يشوع بن سيراخ 29 | يشوع بن سيراخ 30 | يشوع بن سيراخ 31 | يشوع بن سيراخ 32 | يشوع بن سيراخ 33 | يشوع بن سيراخ 34 | يشوع بن سيراخ 35 | يشوع بن سيراخ 36 | يشوع بن سيراخ 37 | يشوع بن سيراخ 38 | يشوع بن سيراخ 39 | يشوع بن سيراخ 40 | يشوع بن سيراخ 41 | يشوع بن سيراخ 42 | يشوع بن سيراخ 43 | يشوع بن سيراخ 44 | يشوع بن سيراخ 45 | يشوع بن سيراخ 46 | يشوع بن سيراخ 47 | يشوع بن سيراخ 48 | يشوع بن سيراخ 49 | يشوع بن سيراخ 50 | يشوع بن سيراخ 51

نص سفر يشوع ابن سيراخ: يشوع بن سيراخ 1 | يشوع بن سيراخ 2 | يشوع بن سيراخ 3 | يشوع بن سيراخ 4 | يشوع بن سيراخ 5 | يشوع بن سيراخ 6 | يشوع بن سيراخ 7 | يشوع بن سيراخ 8 | يشوع بن سيراخ 9 | يشوع بن سيراخ 10 | يشوع بن سيراخ 11 | يشوع بن سيراخ 12 | يشوع بن سيراخ 13 | يشوع بن سيراخ 14 | يشوع بن سيراخ 15 | يشوع بن سيراخ 16 | يشوع بن سيراخ 17 | يشوع بن سيراخ 18 | يشوع بن سيراخ 19 | يشوع بن سيراخ 20 | يشوع بن سيراخ 21 | يشوع بن سيراخ 22 | يشوع بن سيراخ 23 | يشوع بن سيراخ 24 | يشوع بن سيراخ 25 | يشوع بن سيراخ 26 | يشوع بن سيراخ 27 | يشوع بن سيراخ 28 | يشوع بن سيراخ 29 | يشوع بن سيراخ 30 | يشوع بن سيراخ 31 | يشوع بن سيراخ 32 | يشوع بن سيراخ 33 | يشوع بن سيراخ 34 | يشوع بن سيراخ 35 | يشوع بن سيراخ 36 | يشوع بن سيراخ 37 | يشوع بن سيراخ 38 | يشوع بن سيراخ 39 | يشوع بن سيراخ 40 | يشوع بن سيراخ 41 | يشوع بن سيراخ 42 | يشوع بن سيراخ 43 | يشوع بن سيراخ 44 | يشوع بن سيراخ 45 | يشوع بن سيراخ 46 | يشوع بن سيراخ 47 | يشوع بن سيراخ 48 | يشوع بن سيراخ 49 | يشوع بن سيراخ 50 | يشوع بن سيراخ 51 | يشوع ابن سيراخ كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اَلأَصْحَاحُ التاسع وَالثَّلاَثُونَ

الحكيم وتسبيح الله على أعماله

 

(1) محب الحكمة (ع1-15)

(2) التسبيح (ع 16-20)

(3) أعمال الله صالحة (ع 21-41)

 

(1) محب الحكمة (ع1-15):

† 1 فَإِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ حِكْمَةِ جَمِيعِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَيَتَفَرَّغُ لِلنُّبُوءَاتِ. 2 يَحْفَظُ أَحَادِيثَ الرِّجَالِ الْمَشْهُورِينَ، وَيَدْخُلُ فِي أَفَانِينَ الأَمْثَالِ. 3 يَبْحَثُ عَنْ خَفَايَا الأَقْوَالِ السَّائِرَةِ، وَيَتَبَحَّرُ فِي أَلْغَازِ الأَحَاجِيِّ. 4 يَخْدِمُ بَيْنَ أَيْدِي الْعُظَمَاءِ، وَيَقِفُ أَمَامَ الرَّئِيسِ. 5 يَجُولُ فِي أَرْضِ الأُمَمِ الْغَرِيبَةِ؛ فَيَخْتَبِرُ فِي النَّاسِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. 6 يُوَجِّهُ قَلْبَهُ إِلَى الاِبْتِكَارِ، أَمَامَ الرَّبِّ صَانِعِهِ، وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الْعَلِيِّ، 7 وَيَفْتَحُ فَاهُ بِالصَّلاَةِ، وَيَسْتَغْفِرُ لِخَطَايَاهُ. 8 فَإِنْ شَاءَ الرَّبُّ الْعَظِيمُ، يَمْلأُهُ مِنْ رُوحِ الْفَهْمِ. 9 فَيُمْطُرُ بِأَقْوَالِ حِكْمَتِهِ، وَفِي الصَّلاَةِ يَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ. 10 يَسْتَهْدِي بِمَشُورَتِهِ وَعِلْمِهِ، وَيَتَأَمَّلُ فِي خَفَايَاهُ. 10 يُبَيِّنُ تَأْدِيبَ إِرْشَادِهِ، وَيَفْتَخِرُ بِشَرِيعَةِ عَهْدِ الرَّبِّ. 12 كَثِيرُونَ يَمْدَحُونَ حِكْمَتَهُ، وَهِيَ لاَ تُمْحَى إِلَى الأَبَدِ. 13 ذِكْرُهُ لاَ يَزُولُ، وَاسْمُهُ يَحْيَا إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ. 14 تُحَدِّثُ الأُمَمُ بِحِكْمَتِهِ، وَتُشِيدُ الْجَمَاعَةُ بِحَمْدِهِ. 15 إِنْ بَقِيَ، خَلَّفَ اسْمًا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفٍ، وَإِنْ دَخَلَ إِلَى الرَّاحَةِ، أَفَادَ نَفْسَهُ.

 

ع1: المتقدمين: السابقين.

يواصل ابن سيراخ كلامه عن الكاتب المهتم بكلام الله في الشريعة، المذكور في (ع25) في الإصحاح السابق، ويصفه بما يلي:

الصفة الأولى: التلمذة على أيدي الحكماء السابقين:

يبحث عن حكمة الآباء الذين سبقوه، المعروفين بالحكمة؛ ليتعلم من حكمتهم التأمل.

الصفة الثانية: الكتاب المقدس:

يتفرغ ويعطي وقتًا كبيرًا للتأمل في النبوات التي قالها الأنبياء السابقون. فهذا الكاتب يمثل كل إنسان روحي يريد أن يتمتع بعشرة الله، فهو يريد أن يكون صورة حقيقية لله، فيتأمل في الروحانيين الذين سبقوه، وكلامهم؛ ليتمثل بهم؛ لأنهم هم أيضًا يريدون التشبه بالله، فيكون الكاتب ومن سبقوه كلهم صورة لله، تتضح كل يوم من خلال تأمل الإنسان في كلام الله على فم القديسين الذين سبقوه.

 

ع2: أفانين: فنون

الصفة الثالثة: العمل بأقوال الحكماء:

محب الحكمة ليس فقط يبحث عن أقوال الرجال الأتقياء المشهورين الذين سبقوه، بل أيضًا يفهمها ويحفظها، والمقصود بالحفظ ليس الحفظ الذهني فقط، بل التطبيق العملي، أي يحيا بها، فيتمتع ببركات الحكمة.

أيضًا يدخل في فنون الأمثال، أي يتأمل في أمثال الله، والمقصود بها الأسفار الحكمية، مثل أسفار أيوب، والمزامير، والأمثال ... ليستنتج منها حكمة الله التي تدخل في تفاصيل حياة الإنسان، فيتمتع بفهم حكمة الله التي في أمثاله.

 

ع3: الأحاجي: الألغاز.

يتبحر : يتعمق

الصفة الرابعة: التأمل في الأمثال الشعبية:

من صفات محب الحكمة أيضًا أنه يبحث عما يختفي وراء الأقوال السائرة، وهذه الأقوال هي الأقوال السائدة والمشهورة في هذا الزمان، وقد تكون متوارثة من أجيال سابقة؛ ماذا تعني هذه الأقوال؛ يفحصها؛ ليعرف ما تحتويه، ويتأمل فيها، ليتعلم منها.

الصفة الخامسة: البحث في الظواهر الغامضة:

كذلك يزداد بحثه في الحقائق الغير مفهومة، فيتساءل لماذا يحدث هذا، أو ذاك؟ ويكتشف أسرار وحكمة الله فيه، مثل أن ينظر إلى الماء الذي يسقط كأمطار من السماء، فيملأ الأنهار والبحار، ثم يعود ليتبخر بحرارة الشمس، ويرتفع في الجو، وكيف تتعادل هذه العمليات، وتتوازن. فلا تفيض الأنهار والبحار، ولا تنقص، أو تجف السماء، أو تزداد كميات السحاب فيها، فيرى حكمة الله ضابط الكل، الذي يحفظ الإنسان ويعطيه احتياجاته في الوقت المناسب، والعالم مملوء بالألغاز التي يحاول العلم اكتشافها تدريجيًا ولا تنتهي لأنها كثيرة جدًا.

 

ع4: محب الحكمة كنز عظيم، يستغله العظماء والرؤساء، ويحرصون على ضم هؤلاء إلى مستشاريهم ومساعديهم لماذا؟

  1. يرشدوهم في تدبير أمور الدولة.

  2. يساعدوهم في تربية وإرشاد أبنائهم.

  3. يرسلوهم كسفراء للتباحث مع الدول الأخرى، وحل المشاكل.

  4. يرشدوهم في تصريف أمورهم الشخصية.

ومن أمثلة هؤلاء الحكماء، القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك، والمعلم إبراهيم الجوهري، الذي لحكمته صار في مكانة رئيس الوزراء.

 

ع5: الصفة السادسة: التعلم من الجميع:

الإنسان محب الحكمة يميل للتعلم من كل إنسان، ولا يكتفى بالاستفادة ممن حوله من الحكماء، والاحتراس من شر السالكين في طريق الخطية المحيطين به، ولكن يشتاق لتعلم معرفة الخير، ورفض الشر من خلال أسفاره في البلاد الأخرى في العالم، فيقابل حكماء، يتعلم منهم الكثير، ويصادف أشرارًا فيحترس، ويتباعد عنهم، فهو بهذا يختبر الخير والشر، أي تزداد خبرته في محبة الخير، ورفض الشر.

 

ع6-8: الابتكار: الاستيقاظ مبكرًا.

فاه : فمه.

الصفة السابعة: الصلاة:

محب الحكمة الذي يبحث عنها ليقتنيها، يلزمه أن يقوم باكرًا ليقف أمام الله الذي خلقه وصنعه، ليفعل ما يلي:

  1. "يتضرع إلى العلي" : إذ يشعر أن الله هو أعلى شخص في الوجود، فيتقدم باتضاع أمامه، وتذلل، ويطلب احتياجاته التي هي الحكمة، ومعرفة الله؛ ليشبع ويستطيع بعد هذا أن يعطي، ويرشد الآخرين

  2. "يفتح فاه بالصلاة" : يفتح الباحث عن الحكمة فمه، ويردد كلمات الصلاة، التي يقترب بها من الله، ويعبر فيها عن شكره، واحتياجه لله. وبكثرة الصلوات يتشبه محب الحكمة بالله، وتنطبع صورة الله عليه، ويصير حكيمًا.

  3. يستغفر لخطاياه : لا ينسى محب الحكمة ضعفه، فيعترف بخطاياه أمام الله؛ لينال غفرانه ومراحمه، وهكذا بالاتضاع والتوبة يصبح حكيمًا، كهبة ونعمة من الله.

 

ع9: الصفة الثامنة: تعليم الآخرين:

محب الحكمة يميل أن يعطي ما عنده من حكمة للآخرين، بل يعطيها بسخاء، ولا يمسكها عن أحد؛ لأنه غير أناني. ويشبه عطاء محب الحكمة بأنه كالمطر الذي ينزل على الجميع ويسقي الكل.

الصفة التاسعة: شكر الله:

الباحث عن الحكمة يعرف أن كل ما يناله من حكمة هو من الله، ولذا فهو يعترف بالفضل لله، أي يشكره دائمًا على الحكمة التي وهبه إياها.

 

ع10: الصفة العاشرة: السلوك بمشورة الله:

محب الحكمة ليس فقط يدرس الكتاب المقدس، ويعرف شريعة الله، ولكنه يحرص أن يسلك في حياته بكلام الله ومشورته، فهو يتعلم حكمة الله ليحيا بها.

الصفة الحادية عشر: التأمل في أعمال الله الخفية:

محب الحكمة يحيا مع الله، والله يعمل في حياته، وأحيانًا تكون أعمال الله غير مفهومة للإنسان الحكيم، ولكنه يقبلها بشكر في وقتها، وبعد فترة قصيرة، أو طويلة يكتشف غاية الله مما حدث في حياته، فيشكر الله، ويزداد في تسليم حياته لله والاتكال عليه.

 

ع11: الصفة الثانية عشر: قبول تأديب الله:

محب الحكمة ليس فقط يبحث عن الحكمة ليعرفها، أو يحيا بها، ولكنه أيضًا يقبل الضيقات التي تمر به، ويعتبرها تأديب من الله؛ ليتوب عن خطاياه، أو لتحميه الضيقات من الشهوات الشريرة، أو أية أغراض أخرى، المهم أنه يقبل برضا تأديب الله، ثم يعلم من حوله قبول هذا التأديب، فيحتفظوا بسلامهم وسط كل الضيقات.

الصفة الثالثة عشر: الافتخار بالشريعة:

الباحث عن الحكمة ليس فقط يحب شريعة الله، ويقرأها، ويفهمها، ويطبقها، بل أيضًا يفتخر بها، إذ هي أعظم شيء تعلمه، فهو لا يفتخر بعظمة العالم الزائلة، أو كل مقتنياته، لكنه يفتخر فقط بشريعة الله وكلامه.

 

ع12-15: الصفة الرابعة عشر: خلود حكمته:

من يطلب الحكمة، ويقتنيها، ويعطيها للآخرين، فإن الناس تحبه، وتمدحه في حياته، سواء القريبين منه، أو الذين يسمعون عنه؛ حتى لو سكنوا في بلاد بعيدة.

ثم يمتد أيضًا ذكر حكمته إلى ما بعد موته، فيذكره الناس بالخير، وإن كان قد استراح بموته، فقد أفاد نفسه بالحياة الأبدية والتلذذ بعشرة الله، فتظل الناس تذكر كلامه، وحكمته ويتعلمون منها، مثلما يحدث مع القديسين أولاد الله في كل الأجيال، فحكمتهم تنتشر، ويذكرهم ألوف الناس في حياتهم، ثم بعد موتهم تذكرهم أعداد أكبر من الناس، ويتلذذون بذكر كلامهم الحكيم، بل ويسعون لتطبيقه؛ لأنه كلام الله على لسان الحكماء.

إن الحكمة أفضل شيء تطلبه يا أخي؛ لأنها تقربك إلى الله، وتشبعك، وترشدك في كل خطواتك. فاهتم بالتعلم والتلمذة طوال حياتك مهما تقدمت بك الأيام؛ لتكتشف كل يوم بركات جديدة عن الله.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) التسبيح (ع 16-20):

† 16 إِنِّي أَسْتَمِرُّ عَلَى بَيَانِ أَفْكَارِي، لأَنِّي امْتَلأْتُ كَبَدْرِ تِمٍّ. 17 اسْمَعُونِي، أَيُّهَا الْبَنُونَ الأَصْفِيَاءُ. انْبُتُوا كَوَرْدٍ مَغْرُوسٍ عَلَى نَهْرِ الصَّحْرَاءِ، 18 وَأَفِيحُوا عَرْفَكُمْ كَاللُّبَانِ، 19 وَأَزْهِرُوا كَالْزَّنْبَقِ. انْشُرُوا عَرْفَكُمْ، وَسَبِّحُوا بِتَرْنِيمِكُمْ. بَارِكُوا الرَّبَّ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهِ، 20 وَعَظِّمُوا اسْمَهُ. اِعْتَرِفُوا لَهُ بِالتَّسْبِيحِ بِتَرَانِيمِ الشِّفَاهِ وَبِالْكِنَّارَةِ، وَقُولُوا هكَذَا بِالاِعْتِرَافِ.

 

ع16: البدر: القمر عندما تكمل استدارته، واستنارته.

يعلن ابن سيراخ أنه سيستمر في إعلان أفكاره، التي هي عمل الله فيه، والحكمة التي وهبه إياها، خاصة وأنه يشعر بامتلائه، وشبعه من الحكمة، والاستنارة الروحية، مثل البدر المنير، أي المكتمل في نوره، فهذا يبين امتلاء ابن سيراخ، وميله كأب وخادم أن يفيض على أولاده بحكمة الله، ليعلمهم ويشركهم الفرح بعشرة الله.

 

ع17: الأصفياء: الأتقياء

يحدث الحكيم ابن سيراخ أولاده الروحيين الأتقياء؛ لأنهم محبون للحكمة، ويطلبونها دائمًا؛ وبهذا تتنقى حياتهم، فيطلب منهم أن ينبتوا كورد على نهر الصحراء.

ويشبه الحكمة بنهر يجري في وسط الصحراء، والماء هو أهم شيء يطلبه الإنسان الذي يحيا في الصحراء، هكذا الحكمة هي شرط لحياة الإنسان الروحي وسط برية العالم. هذا النهر هو أيضًا نهر الروح القدس الذي يعطي الحكمة، أما الورد النابت على حواف النهر، فهو ثمار هذا الماء الجاري في الصحراء، ومنظره جميل، ويعطي إحساس بالحيوية، هذه الورود هي ثمار الروح القدس، أو ثمار الحكمة.

فعندما يطلب ابن سيراخ من طالبي الحكمة أن ينبتوا كورد، يقصد أن يعيشوا بالحكمة، ويتغذوا بها، فتظهر ثمارها في حياتهم، ويصيرون كالورد الجميل وسط صحراء العالم، يملأ عيون الناظر إليها بالحيوية، والمنظر الجميل، والرائحة الطيبة. وهذا هو عمل الإنسان الروحي طالب الحكمة، والذي يحيا بها، أن يكون نور للعالم وملح للأرض.

 

ع18: أفيحوا : أنشروا.

عرفكم: رائحتكم.

اللبان: البخور.

ويطلب أيضًا ابن سيراخ من طالبي الحكمة أن ينشروا رائحتهم الطيبة، ويقصد أعمالهم الصالحة، وكلماتهم المملوءة حكمة، كما تنتشر رائحة البخور التي تقدم أمام الله في هيكله. ويقصد أيضًا أن التقوى والروحانية التي يحيون فيها، ستؤثر فيمن حولهم، وتنتشر دون أن يقصدوا في كل مكان يذهبون إليه.

 

ع19: الزنبق: الزهر

يطلب أيضًا ابن سيراخ من محبي الحكمة أن يزهروا كالزنبق، أي تظهر في حياتهم فضائل روحية اكتسبوها من الحكمة، فتكون مؤثرة على من حولهم، وكرائحة زكية لله تخرج منهم.

ويطلب منهم أيضًا، أن يسبحوا الله، ويباركوه على كل أعماله العظيمة في رعايته، وعنايته بهم، وبالعالم كله، فيكونوا قدوة للآخرين، ويجذبونهم إلى محبة الله، وشكره وتسبيحه.

 

ع20: الكنارة: آلة موسيقية تشبه القيثارة

يواصل ابن سيراخ تشجيعه لطالبي الحكمة ليقدموا عبادة مقدسه لله تشمل:

  1. عظموا اسمه: تمجيد الله وترديد اسمه القدوس، فينال الإنسان قوة، ومساندة من الله، ويبشر باسمه حتى يجذب البعيدين والمنشغلين عن الله إليه.

  2. اعترفوا له بالتسبيح : قدموا تسابيح شكر لله، تعترفون فيها بأعماله العظيمة، وتدابيره الرعوية لأولاده.

  3. ترانيم الشفاه، وبالكنارة : رنموا لله بالحمد والتسبيح، واستخدموا الآلات الموسيقية لتتحرك مشاعركم، وتفرحوا بكل كيانكم، وتمجدوا الله.

  4. وقولوا هكذا بالاعتراف : أخيرًا يطلب ابن سيراخ من طالبي الحكمة أن يشمل اعترافهم لله، وتسابيحهم موضوعات كثيرة من أعماله، سيأتي تفصيلها في الآيات التالية.

جيد يا أخي أن تلاحظ أعمال الله معك، وتشكره عليها كل يوم، وترى تدابيره الحسنة حولك، وتمجده، وهذا يزيد ارتباطك به، وتمتعك بعشرته، وتنال بركات وفيرة منه.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) أعمال الله صالحة (ع 21-41):

† 21 أَعْمَالُ الرَّبِّ كُلُّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا، وَجَمِيعُ أَوَامِرِهِ تُجْرَى فِي أَوْقَاتِهَا، وَكُلُّهَا تُطْلَبُ فِي آوِنَتِهَا. 22 بِكَلِمَتِهِ وَقَفَ الْمَاءُ كَرِبْوَةٍ، وَقَفَتْ حِيَاضُ الْمِيَاهِ بِقَوْلِ فَمِهِ. 23 فِي أَمْرِهِ كُلُّ مَرْضَاةٍ، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَمْنَعُ تَمَامَ خَلاَصِهِ. 24 أَعْمَالُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ، وَلاَ شَيْءَ يَخْفَى عَنْ عَيْنَيْهِ. 25 يَنْظُرُ مِنْ دَهْرٍ إِلَى دَهْرٍ، وَلَيْسَ شَيْءٌ عَجِيبًا أَمَامَهُ. 26 لَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ: «مَا هذَا؟» أَوْ: «لِمَ هذَا؟» لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ خُلِقَ لِفَوَائِدَ تَخْتَصُّ بِهِ. 27 فَاضَتْ بَرَكَتُهُ كَنَهْرٍ، 28 وَرَوَّتِ الْيَبَسَ كَطُوفَانٍ. كَذلِكَ يُورِثُ الأُمَمَ غَضَبَهُ، 29 كَمَا حَوَّلَ الْمِيَاهَ إِلَى يَبَسٍ. طُرُقُهُ مُسْتَقِيمَةٌ لِلْقِدِّيسِينَ، كَذلِكَ هِيَ مَعَاثِرُ لِلأُثَمَاءِ. 30 الصَّالِحَاتُ خُلِقَتْ لِلصَّالِحِينَ مُنْذُ الْبَدْءِ، كَذلِكَ الشُّرُورُ لِلأَشْرَارِ. 31 رَأْسُ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ حَيَاةُ الإِنْسَانِ: الْمَاءُ وَالنَّارُ وَالْحَدِيدُ وَالْمِلْحُ وَسَمِيذُ الْحِنْطَةِ وَالْعَسَلُ وَاللَّبَنُ وَدَمُ الْعِنَبِ وَالزَّيْتُ وَاللِّبَاسُ. 32 كُلّ هذِهِ خَيْرَاتٌ لِلأَتْقِيَاءِ، وَكَذلِكَ هِيَ تَتَحَوَّلُ لِلْخَطَأَةِ شُرُورًا. 33 مِنَ الأَرْوَاحِ أَرْوَاحٌ خُلِقَتْ لِلاِنْتِقَامِ، وَهذِهِ فِي غَضَبِهَا تُشَدَّدُ سِيَاطَهَا. 34 وَفِي وَقْتِ الاِنْقِضَاءِ تَصُبُّ قُوَّتَهَا، وَتُسَكِّنُ غَضَبَ صَانِعِهَا. 35 النَّارُ وَالْبَرَدُ وَالْجُوعُ وَالْمَوْتُ، كُلُّ هذِهِ خُلِقَتْ لِلاِنْتِقَامِ. 36 أَنْيَابُ السِّبَاعِ وَالْعَقَارِبُ وَالأَفَاعِي وَالسَّيْفُ، تَنْتَقِمُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ بِإِهْلاَكِهِمْ. 37 هذِهِ تَفْرَحُ بِوَصِيَّتِهِ، وَعَلَى الأَرْضِ تَسْتَعِدُّ لِوَقْتِ الْحَاجَةِ، وَفِي أَزْمِنَتِهَا لاَ تَتَعَدَّى كَلِمَتَهُ. 38 فَلِذلِكَ تَرَسَّخْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ، وَتَأَمَّلْتُ وَرَسَمْتُ فِي كِتَابِي، 39 أَنَّ جَمِيعَ أَعْمَالِ الرَّبِّ صَالِحَةٌ، فَتُؤْتِي كُلَّ فَائِدَةٍ فِي سَاعَتِهَا، 40 وَلَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ: «إِنَّ هذَا شَرٌّ مِنْ هذَا»، فَإِنَّ كُلَّ أَمْرٍ يُسْتَحْسَنُ فِي وَقْتِهِ. 41 فَالآنَ سَبِّحُوا بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَأَفْوَاهِكُمْ، وَبَارِكُوا اسْمَ الرَّبِّ.

 

ع21: أونتها: ميعادها.

كل أعمال الله الكبيرة، أو الصغيرة حسنة جدًا؛ لأن الله خلقها ودبرها على أحسن وجه؛ لتفيد الإنسان، ويتمتع بها، بل ويرى الله فيها، فيمجده.

كل أوامر الله، أي تدابيره نظمها لتجري في أوقاتها، فالأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، ولكل كوكب مساره الذي لا يحيد عنه، لئلا يصطدم بغيره، فتكون كارثة في الكون.

وكذلك تدبيره احتياجات الإنسان من النبات والحيوان، وكذلك الهواء والماء، بل وأيضًا جسد الإنسان كل عضو فيه يقوم بدور مهم لحياة الإنسان.

وقد تبدو بعض خلائق الله بلا فائدة، ولكن في الوقت المناسب تظهر أهميتها؛ لذا يوجد في العالم ما يسمى بالتوازن البيئي، فلو زاد، أو قل أحد المخلوقات، يمكن أن يؤثر على البيئة كلها. حتى الخلائق التي تبدو للإنسان أحيانًا أنها ضارة، هي غذاء لمخلوقات أخرى، وبهذا تجري الحياة بطريقة متوازنة لفائدة الإنسان.

 

ع22: ربوة: تل صغير

حياض المياه: سيل المياه وجريانها

عندما أمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر الأحمر، انشق البحر، ووقفت المياه كسور، أو كحائط يمينًا ويسارًا، وعبر بنو إسرائيل على الأرض بين سورين، أو ربوتين من المياه. وكذلك عندما دخل تابوت العهد يحمله الكهنة في نهر الأدرن وقفت المياه كالسور أيضًا، وعبر بنو إسرائيل إلى أرض كنعان، فالمياه السائلة والجارية في البحر الأحمر وقفت فجأة بكلمة الله الذي أمر موسى أن يضرب بعصاه البحر، ووقفت أيضًا المياه الجارية في نهر الأدرن، عندما أمر الله يشوع أن يدخل الكهنة بتابوت عهد الله (يش3: 16).

 

ع23: مرضاة: ما يرضي الله

إن أوامر الله وتدابيره لحياة الإنسان وكل خلائقه تصنع ما يرضي الله، فهي حسنة وصالحة وتقود الإنسان إلى خلاص نفسه، أي تساعده أن يحيا ويشكر الله، ويرى الله في تدابيره، فيثبت إيمانه، ولا يتعلق بالأرض المتغيرة، ولكن ينظر إلى السماء حتى يرتفع إليها.

 

ع24، 25: الله ضابط الكل، كل شيء مكشوف وعريان أمامه، فهو يرى كل إنسان، ليس فقط في أعماله وكلامه، بل أيضًا يرى أفكاره ونيات قلبه، وهو يرى كل إنسان في أي مكان يذهب إليه، أي يرى جميع الأماكن على الأرض، وفي السماء، ويرى أيضًا الإنسان عبر الزمان، فيرى الإنسان وهو صغير، ثم بعدما يكبر، ويرى الآباء والجدود منذ آدم حتى الآن، ويرى أيضًا الذين سيأتون في المستقبل.

 

ع26: الله هو وحده الخالق والمدبر للعالم كله، وأعطى الإنسان عقلًا لكي يميز قدرما يستطيع، ولكن بالطبع لا يفهم الإنسان كل حكمة الله الغير محدودة، فإن آمن الإنسان بالله، واتكل عليه، سيقبل كل تدابيره، ولكن إن أهمل وجود الله، وفكر بعقله فقط، فقد يظن أن بعض المخلوقات ضارة، أو ليس لها فائدة، ولا داعي لخلقتها، فيخطئ بسبب ضعفه وعجزه، والأولى به أن يؤمن بالله، ويثق أن كل أعماله صالحة، ولا يخلق شيئًا ضارًا، أو بلا فائدة، ولكنه سيفهم فيما بعد سبب وجود كل كائن، سواء إن عاش مع الله فيعطيه فهمًا، أو بعدما يترك هذا الجسد ويذهب للحياة الأخرى، يستطيع أن يعرف.

 

ع27، 28: بركات الله تفيض على أولاده مثل النهر الذي يروي الأراضي التي يمر بها. ونهر النيل يأتيه الفيضان في أشهر الصيف، فيروي الأراضي العطشى، وتنبت الزروع، فمياه الفيضان تغمر الأراضي الجافة في صعيد مصر، فتنبت الزروع ويأتي الخير.

من ناحية أخرى، إذا استمر الأشرار في خطاياهم، فالله يغضب عليهم، ويعاقبهم، كما عاقب سدوم وعمورة وخربها، وأحرقها، وكما غضب على قورح، وداثان وأبيرام، فانشقت الأرض وابتلعتهم. (تث 29: 23، تث 11: 6)

 

ع29، 30: معاثر: جمع عثرة، وهي المعطلات والموانع التي تسقط الإنسان وتؤذيه، وقد تهلكه.

الأثماء: الخطاة

الله الحنون يهتم بأولاده الذين قدسهم لإيمانهم به، فيحفظهم في طرقهم، وإن كان يعوقهم في طريقهم شيء ما، يحوله لهم إلى طريق سهل، كما شق البحر الأحمر لشعبه، فساروا فيه على أرض ناشفة بسهولة، ونفس هذا البحر، أي البحر الأحمر الذي انشق وعبر فيه بنو إسرائيل، هو الذي غرق فيه فرعون وكل جيشه؛ لأنهم أشرار يريدون إذلال واستعباد شعب الله (خر15: 4).

فالله خلق البحر الأحمر؛ ليعبر فيه أولاده بسلام، ولكن فرعون وجيشه لأنهم أشرار، تحول لهم البحر إلى سبب لهلاكهم.

ووصايا الله صالحة ومفيدة لأولاده الذين يطبقونها في حياتهم، وفي نفس الوقت هذه الوصايا ثقيلة على الأشرار، ويرفضونها، وتدينهم؛ لأنهم لا يعملون بها، فيهلكوا.

 

ع31، 32: سميذ الحنطة: الدقيق الفاخر المأخوذ من القمح الجيد.

دم العنب: عصير العنب الذي لونه أحمر.

اللباس: الملابس

الله خلق للإنسان أمورًا أساسية مفيدة، فيفرح بها الإنسان، ويستخدمها لخيره؛ هذا بالنسبة للأبرار، أما الأشرار فتكون لأذيتهم وهلاكهم.

فمثلًا، الماء يستخدمه الإنسان للشرب، أو يعبر فيه بالسفن، ليصل إلى المكان الذي يقصده، وفي نفس الوقت يهلك الأشرار، مثل الفيضانات التي تقتل الكثيرين.

والنار يستخدمها الإنسان في نواحي كثيرة من حياته؛ سواء للإنارة والتدفئة، أو الطهي، أو تسخين المياه للأغراض المختلفة النافعة، وفي نفس الوقت، النار تعلن غضب الله التي تحرق الأشرار، كما حدث في الضربات العشر، وفي حرق سدوم وعمورة.

والحديد تصنع منه آلات كثيرة مفيدة، وفي نفس الوقت تُصنع منه آلات للحرب يستخدمها الأشرار في إهلاك الآخرين.

والملح مفيد في الطعام وحفظ الأطعمة، وإذا زاد عن مقداره يتلف الطعام، ويفسده.

وسميذ الحنطة والعسل واللبن أطعمة مفيدة للإنسان ليحيا بها، وفي نفس الوقت، الانغماس في التلذذ بها، يشغل الإنسان عن الله، وتعلقه بشهوتها، ونسيانه للفقراء يغضب الله، كما في مثل الغنى ولعازر.

ودم العنب كعصير، مفيد للإنسان الطبيعي، ومضر لمن يجعله يختمر، فيشربه بكثرة ويسكر به.

والزيت مفيد كطعام، وكعلاج لبعض الأمراض، وفي نفس الوقت إذا ألقى جزء منه على الطريق يتسبب في حوادث وهلاك الناس.

واللباس يدفئ الإنسان ويستره وهذا مفيد، ولكنه ممكن أن يشغل البعض عن الله، ويقلقهم إذا نقص، ويتعلقون به إذا زاد، فيضرهم كل هذا.

وهذه المواد ترمز لأمور روحية هامة؛ فالماء واللباس يرمزان للمعمودية، ولبس الطبيعة الجديدة.

وسميذ الحنطة ودم العنب يرمزان لجسد المسيح ودمه في سر الإفخارستيا، والنار والزيت يرمزان لعمل الروح القدس المطهر والشافي، والحديد يرمز لقوة الله. والملح واللبن يرمزان للطعام الروحي، أي كلمة الله. وإهمال هذه الأمور يفقد الإنسان بركاتها، وكذا نوالها بدون استحقاق يدينه.

 

ع33، 34: سياطها: جمع سوط وهو الكرباج.

وقت الإنقضاء: وقت إتمام مشيئة الله، أو وقت تنفيذ إرادته.

الأرواح المقصود بها الرياح، فبعض الرياح شديدة، كالعواصف، وتظهر غضب الله على الأشرار، وتكون مؤلمة مثل ضرب السياط، بل يمكن أن تهلك من تأتي عليه. هذه العواصف في وقت هبوبها تنفذ إرادة الله في عقاب الأشرار، فتسكن غضب الله، كما نزل البرد من السماء في الضربات العشر، فأهلك الكثيرين، ومثل الريح الشديدة التي شق بها الله البحر الأحمر؛ ليعبر أولاده ويغرق الأشرار؛ فرعون وكل جنوده (خر 14: 21). ولذا تصلي الكنيسة من أجل أهوية السماء في القداس الإلهي.

وهذه الرياح العاصفة يمكن أن تكون الممالك التي استخدمها الله لتأديب شعبه، أو معاقبة الأشرار، فمملكة آشور، ثم مملكة بابل خربت بلاد اليهود، واستولت عليها وأحرقتها، وأخذت اليهود سبايا، وبعثرتهم في الأرض كلها، ثم قامت مملكة مادي وفارس فعاقبت بابل وأذلتها، وأعادت شعب الله إلى بلاده.

والمقصود بغضب الله (صانعها)، تأديبه وعقابه للأشرار لعلهم يتوبون.

 

ع35-37: البرد: قطع ثلجية تتساقط بكثرة كأمطار على الأرض تصيب وتهلك من تسقط عليه.

السباع: الأسود

كل خلائق الله أدوات يستخدمها لتنفيذ إرادته، ولإعلان غضبه، فيسمح ببعض الظواهر الطبيعية، أو تصرفات البشر مع بعضهم، أن تكون مؤذية ومهلكة للآخرين. فالنار والبرد نزلت معًا في الضربات العشر، وأهلكت الكثيرين (خر9: 24)، والجوع الذي حدث سبع سنوات أيام يوسف (تك41: 54)، والموت الذي نتج عنه، والسباع التي هجمت على الأمم الذين أسكنهم الآشوريون مكان اليهود في مملكة إسرائيل، فمات عدد كبير منهم (2 مل17: 26)، والأفاعي لدغت شعب الله بعد تذمرهم وأكلهم اللحم في البرية، فنظروا إلى الحية النحاسية، فنالوا الشفاء (عد 21: 5-6). أما السيف فقد ظهر في حروب كثيرة، وأمات الكثيرون، مثل هجوم بابل على أورشليم.

كل هذه الأدوات تطيع الله؛ لتنفيذ إرادته، وتأديب أولاده، وعقاب الأشرار؛ حتى يرجع إلى الله بالتوبة كل من ينخسه قلبه، وهي في حدود تنفيذ إرادة الله، فينتبه الإنسان من غفلته ويتوب.

 

ع38، 39: ترسخت: تأكدت وتيقنت.

رسمت في كتابي: كتبت

عندما رأى ابن سيراخ أعمال الله، وتأمل فيها، تأكد من صلاح الله الذي رتب كل شيء في وقته؛ ليتم ويعلن مشيئته لفائدة الإنسان، فيدعو الناس إلى الإيمان والحياة معه، والتوبة عن الخطية، وكتب ذلك في كتابه، الذي هو سفر حكمة يشوع بن سيراخ.

 

ع40، 41: وحيث أن تدابير الله تضع كل شيء بمقداره، وفي وقته المناسب، لا يندفع إنسان ويقول إن هذا الأمر صعب، أو شرير، وكان ينبغي أن يكون بدلًا منه أمر آخر، فالله يعرف كل شيء، ويدبر بحكمته كل شيء لمصلحة الإنسان، ويبقى فقط أن يتفرغ الإنسان لتسبيح الله وتمجيده بكل قلبه، ويبارك اسمه القدوس على أعماله العظيمة الصالحة.

ليتك يا أخي تشكر الله كل يوم على الظروف التي تمر بك، وتعلم أن كل تدابيره لخيرك، بل أن كل الأشياء تعمل معًا لخيرك، فتكون مطمئنًا، وتطلب فقط معونته لتعبر وسط الأمور الصعبة بسلام، وتتمتع بكل عطاياه الصالحة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/sirach/chapter-39.html

تقصير الرابط:
tak.la/ap8pz7y