← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19
الأَصْحَاحُ الثاني عشر
(1) الصدقة (ع1-7)
(2) الصديق والعدو (ع8-19)
1 إِذَا أَحْسَنْتَ، فَاعْلَمْ إِلَى مَنْ تُحْسِنُ، فَيَكُونَ مَعْرُوفُكَ مَرْضِيًّا. 2 أَحْسِنْ إِلَى الْتَّقِيِّ فَتَنَالَ جَزَاءً. إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِهِ فَمِنْ عِنْدِ الْعَلِيِّ. 3 لاَ خَيْرَ لِمَنْ يُوَاظِبُ عَلَى الشَّرِّ وَلاَ يَتَصَدَّقُ، لأَنَّ الْعَلِيَّ يَمْقُتُ الْخَطَأَةَ، وَيَرْحَمُ التَّائِبِينَ. 4 أَعْطِ الْتَّقِيَّ وَلاَ تُمِدِّ الْخَاطِئَ؛ فَإِنَّهُ سَيَنْتَقِمُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَالْخَطَأَةِ، لكِنَّهُ يَحْفَظُهُمْ لِيَوْمِ الانْتِقَامِ. 5 أَعْطِ الصَّالِحَ، وَلاَ تُؤَاسِ الْخَاطِئَ. 6 أَحْسِنْ إِلَى الْمُتَوَاضِعِ، وَلاَ تُعْطِ الْمُنَافِقَ. امْنَعْ خُبْزَكَ وَلاَ تُعْطِهِ لَهُ، لِئَلاَّ يَتَقَوَّى بِهِ عَلَيْكَ، 7 فَتُصَادِفَ مِنَ الشَّرِّ أَضْعَافَ كُلِّ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ. إِنَّ الْعَلِيَّ يَمْقُتُ الْخَطَأَةَ، وَيُكَافِئُ الْمُنَافِقِينَ بِالاِنْتِقَامِ.
ع1:
إذا كنت تهتم بمساعدة الآخرين، والإحسان إلى المحتاجين، فافحص لتعرف من هو في احتياج حقيقي لتحسن إليه، وإن كنت لا تعرف، فإما أن تحسن إليه بشئ قليل، أو توجهه إلى الكنيسة لتفحص احتياجاته، لأن كثيرين يدعون الفقر، ويطلبون الإحسان، ويكنزون أموالًا كثيرة منه.وبالطبع فإن فحص استحقاق المحتاج ليس سهلًا، ولكن قدر ما تعرف عن احتياجات الإنسان، إعطِ له بسخاء قدر ما تستطيع، فيرضى عنك الله، ويشكرك المحتاج، الذي أحسنت إليه. واستشر زملاءك في الخدمة، فيرشدكم الله لمن يستحق ومن لا يستحق.
ع2: ليتك تهتم بالفقير الذي يخاف الله؛ هذا هو التقى، فالاهتمام بالأبرار الذين يمرون بضيقة مالية أمر هام، يظهر محبة الله لهم.
وهذا التقى إن كان في تعب شديد، ولم يستطع أن يشكرك كما ينبغى، فالله سيفيض عليك ببركات كثيرة.
ع3: يمقت
: يكره.الإنسان الشرير هو إنسان أناني، يفكر في إشباع شهواته بشرور مختلفة، وبالطبع لا يشعر بمن حوله، ولا يساعدهم. هذا الشرير الأنانى، لن يحسن إليه الله، أو يباركه، لأن الرب يكره الخطية، ويتباعد عن الخطاة المستبيحين المتمسكين بخطيتهم، وفى نفس الوقت يهتم بالتائبين، فيسامحهم، ويرحمهم، ويباركهم.
ع4: تُمد
: تجعله يتمادى.الخلاصة، اهتم بمساعدة الأتقياء الفقراء، ولا تساعد وتشجع الخطاة؛ حتى لا يتمادوا في شرهم، ولكن إن أظهروا استعدادًا للتوبة، فساعدهم؛ لأن عمل المحبة يكسب قلوب البعيدين، أما الخطاة المتمادون في شرهم، فالله سينتقم منهم، ولكن ليس سريعًا، بل يعطيهم فرصة للتوبة طوال حياتهم، وفى يوم الدينونة ينتظرهم عقابًا شديدًا، وعذابًا أبديًا.
: تواسي وتساعد.
عليك أن تساعد الفقراء الصالحين وتعطيهم احتياجاتهم الذين هم بالحقيقة روحانيين ومتضعين. ولكن لا تساعد الخاطئ المتمادي في شره، أو المنافق الذي يتظاهر بما ليس فيه، ولكن في باطنه شرير. هذا إن ساعدته يستفيد من مساعدتك، ويستخدمها ضدك، بل يسىء إليك في كل فرصة؛ لأنه أنانى يحب نفسه فقط، ويغتاظ من كل إنسان أفضل منه، فهو لا يقدر معروفك، ويعتبره حق طبيعي له، وينظر إلى مصلحته، فإن كانت على حسابك، سيعمل كل ما يضرك لينفع نفسه.
الله يكره هؤلاء الخطاة المتمادين في شرهم؛ لأنهم يرفضون التوبة، ويعاقبهم بالعذاب الأبدي، بالإضافة إلى أنهم في حياتهم مضطربون دائمًا، مهما ضحكوا، أو تلذذوا بشهواتهم المختلفة.
† تذكر أن الله يعطيك كل يوم بركات كثيرة، فلا تبخل بعطاياك على أولاده البشر المحيطين بك، واذكر أيضًا أن عطاياك هي نعمة من الله وهبها لك؛ لتتمتع بها وتشكره، وتساعد بها كل محتاج تقابله.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
8 لاَ يُعْرَفُ الصَّدِيقُ فِي السَّرَّاءِ، وَلاَ يَخْفَى الْعَدُوُّ فِي الضَّرَّاءِ. 9 فِي سَرَّاءِ الرَّجُلِ، أَعْدَاؤُهُ مَحْزُونُونَ، وَفِي ضَرَّائِهِ، الصَّدِيقُ أَيْضًا يَنْصَرِفُ. 10 لاَ تَثِقْ بِعَدُوِّكَ أَبَدًا، فَإِنَّ خُبْثَهُ كَصَدَإِ النُّحَاسِ. 11 وَإِنْ كَانَ مُتَوَاضِعًا يَمْشِي مُطْرِقًا، فَتَنَبَّهْ لِنَفْسِكَ وَتَحَرَّزْ مِنْهُ؛ فَإِنَّكَ تَكُونُ مَعَهُ كَمَنْ جَلاَ مِرْآةً، وَسَتَعْلَمُ أَنَّ نَقَاءَهَا مِنَ الصَّدَإِ لاَ يَدُومُ. 12 لاَ تَجْعَلْهُ قَرِيبًا مِنْكَ، لِئَلاَّ يَقْلِبَكَ وَيُقِيمَ فِي مَكَانِكَ. لاَ تُجْلِسْهُ عَنْ يَمِينِكَ، لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِي كُرْسِيِّكَ. وَأَخِيرًا تَفْهَمُ كَلاَمِي وَتُنْخَسُ بِأَقْوَالِي. 13 مَنْ يَرْحَمُ رَاقِيًا قَدْ لَدَغَتْهُ الْحَيَّةُ؟ أَوْ يُشْفِقُ عَلَى الَّذِينَ يَدْنُونَ مِنَ الْوُحُوشِ؟ هكَذَا الَّذِي يُسَايِرُ الرَّجُلَ الْخَاطِئَ، يَمْتَزِجُ بِخَطَايَاهُ. 14 إِنَّهُ يَلْبَثُ مَعَكَ سَاعَةً، وَإِنْ مِلْتَ لاَ يَثْبُتُ. 15 الْعَدُوُّ يُظْهِرُ حَلاَوَةً مِنْ شَفَتَيْهِ، وَفِي قَلْبِهِ يَأْتَمِرُ أَنْ يُسْقِطَكَ فِي الْحُفْرَةِ. 16 الْعَدُوُّ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، وَإِنْ صَادَفَ فُرْصَةً يَشْبَعُ مِنَ الدَّمِ. 17 إِنْ صَادَفَكَ شَرٌّ، وَجَدْتَهُ هُنَاكَ قَدْ سَبَقَكَ، 18 وَفِيمَا يُوهِمُكَ أَنَّهُ مُعِينٌ لَكَ، يَعْقِلُ رِجْلَكَ. 19 يَهُزُّ رَأْسَهُ وَيُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ، وَيَهْمِسُ بِأَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ، وَيُغَيِّرُ وَجْهَهُ.
ع8: السراء
: وقت السعة واليسر في كل أحوال الإنسان.الضراء : وقت الشدة والضيق.
عندما يكون الإنسان متيسرًا في أمواله، وصحته، ومركزه، يلتف حوله كل الناس؛ لينالوا مصلحتهم، فيصعب تمييز الصديق من العدو؛ لأن الكل يظهر محبته، واهتمامه، واستعداده للتضحية، أما في وقت الشدة، فينصرف الأعداء، وذوو المصالح، والأنانيون عن الإنسان، ولا يبقى معه إلا الأصدقاء المخلصون، الذين يساندونه ويساعدونه، ويبذلون من أجله؛ لأنهم يقدرون معروفه، ومحبته السابقة.
ع9: عندما يكون الإنسان في مسراته، يتضايق أعداؤه؛ لأنهم يكرهونه، ويصيرون في حزن شديد، إذ يتمنون له الشر والضيق، أما في وقت الشدة، فينصرف عن الإنسان أعداؤه، وكذلك الأصدقاء المزيفون، الذين كانوا يتظاهرون بصداقته في وقت السعة، ولكنهم أنانيون يبحثون عن مصلحتهم، فينصرفون عنه أيضًا، ولا يبقى معه إلا قليلون، هم الأصدقاء المخلصون.
ع10: كن محترسًا في تعاملك مع عدوك؛ لأنه يتظاهر بعكس ما في داخله، فلا تثق به إن أظهر لك أنه يحبك، ويهتم بمصالحك، فقد يكون داخله حقدٌ، ويريد أن يؤذيك.
إن العدو يشبه المرآة التي كانت تصنع قديمًا من النحاس، وعندما يصيبها الصدأ لا تعود تعكس صورتك بدقة؛ هذا هو العدو، الذي لا يظهر ما في داخله، ويغطى نفسه كما تتغطى قطعة النحاس بالصدأ، فلا تثق بعدوك.
ع11: مطرقًا
: منكس الرأس.تحرز منه: احترس منه.
جلا مرآة: صقلها وأزال الصدأ منها.
إن لاحظت، أن عدوك يسلك بمظهر الاتضاع، فينظر إلى الأرض، ويحنى رأسه، فلا تثق به أيضًا، فكل هذه المظاهر قد تكون مؤقتة، ومخادعة، وهو في داخله كبرياء وأنانية.
إن هذا العدو يشبه مرآة أصبحت معتمة، ثم جليت، فعادت سليمة، ولكن هذا التغير مؤقت، إذ ستعود وتصبح معتمة لا تعكس صورتك؛ كذلك العدو لا يظهر حقيقة ما في داخله.
ع12: تنخس
: هو من ضرب بمنخاس في جسده لينتبه، والمنخاس هو سيخ حديدى مدبب يضغط به على جسم الحيوان، مثل الحمار؛ ليسرع في مشيه، والمقصود أن هذه الكلمات تنبه الإنسان في سلوكه.احترس من عدوك، فلا تقربه إليك، لئلا يعرف أسرارك، ويستخدمها ليقلب حياتك، ويضرك؛ لأنه لا يحبك، ويفكر في نفسه فقط، وفى مصلحته على حسابك.
لا تجعل عدوك عن يمينك، أي قريبًا جدًا منك، وتستند عليه في أمور حياتك؛ لأنه ممكن أن يطمع في مكانك، ويأخذه منك، ويطردك خارجًا.
والخلاصة، كن محترسًا من أعدائك، وليس معنى محبتك لهم أن تدخلهم إلى بيتك، وتعطيهم أسرارك، بل أحسن إلى أعدائك من أجل الله، مع أنهم لن يجازوك خيرًا، وكن مدققًا في كل تصرفاتك معهم. هذه الكلمات هامة جدًا، ضعها أمام عينيك دائمًا؛ لتحفظك من أخطار كبيرة.
: هو الحاوى الذي يخرج الثعابين من مخابئها ولا تؤذيه.
يدنون : يقتربون.
إذا اقتربت من راقيا لم يستطع التحكم في الثعابين فلدغته، فإنك معرض بسهولة أن تلدغك الثعابين أنت أيضًا. وهذا الراقى يرمز إلى المتهاون مع الخطية، ويقترب منها، فيسقط فيها، وتلدغه الحية، أي يسرى سمها في جسده. فلا تقترب من هذا الخاطئ، لئلا يجذبك إلى الخطية؛ لأنك إن سقطت فيها سيهملك، ويتركك تهلك؛ لأنه أنانى شهوانى، لا يساعد أحدًا على الخروج من خطيته.
وكذلك من يقترب من الوحوش، فإن فقد سيطرته عليهم، فإنهم يفترسونه، وهذا أيضًا يرمز للخاطئ الذي يقترب من الخطية، اعتمادًا على قوته، فتقوم عليه، وتسقطه، لا تقترب من هذا أيضًا لئلا تفترسك الوحوش، وإن سقطت تحت الوحوش، فلن ينجدك، أو يهتم بك.
ومن يقترب من الثعابين، أو الوحوش سيتمثل بطباعها، ويصير مثلها، أي لا تقترب من الخطاة، لئلا تتأثر بطباعهم، وتصير مثلهم شريرًا.
ع15: يأتمر
: يتآمر، أو يدبر مؤامرة ضدك.في هذه الآية، وما يليها حتى نهاية الأصحاح، يحدثنا ابن سيراخ عن خداع العدو، الذي يظهر محبة وصداقة خادعة، أما قلبه فمملوء شرًا. في هذه الآية يبين أن العدو يقول كلامًا حلوًا، أي مملوءًا بالمحبة والمديح، ولكن في قلبه يدبر خطة، ومؤامرة ضدك، ليسقطك في حفرة، أي مشكلة ومصيبة كبيرة، فلا تنخدع بكلامه، ولا تصدقه.
ع16: إن العدو يظهر لك تعاطفًا مع مشاكلك، حتى أنه يبكى وتسيل الدموع من عينيه، مشاركة لك في متاعبك وضيقاتك. وهذه المشاعر الخداعة تخفى ما في قلبه من ميل إلى التخلص منك بسفك دمك. إنه يحاول قتلك، وإهلاكك بكل الوسائل، فكن حريصًا، ولا تصدق عواطفه الكاذبة.
ع17: وإن قابلتك مشكلة وأصابك شرٌ، ستفاجأ أن عدوك في نفس المكان، وتكتشف أنه هو الذي دبر لك هذه المصيبة، فهو الذي سبقك، وأعدها لك؛ ليفرح في ضيقك.
ع18: يعقل
: يعرقل خطواتك، ويحاول إسقاطك.يخادعك العدو، ويظهر أنه يحبك، ويعاونك في أعمالك، ولكنه في الحقيقة يحاول تعطيلك، وإيقافك عن إنجاز أعمالك؛ إنه ضدك، وليس معك، فلا تأتمنه على نفسك، ولا تشركه في مشاريعك، فإنه غير متعاون، بل هو ضدك، كما رفض نحميا محاولة طوبيا العمونى، ومن معه من أعداء بني إسرائيل، الذين عرضوا أن يساعدوه في بناء سور أورشليم (نح4: 7-14).
ع19: إن العدو إذا وجدك قد سقطت في مشكلة يشمت بك، ويعبر عن ذلك بكل مظاهر الشماتة، مثل أن يهز رأسه ساخرًا منك، ومستهزئًا بك، ويصفق بيديه فرحًا بسقوطك، ويهمس بكلمات الشماتة لأصدقائه فرحًا بضيقتك، ويغير وجهه الذي كان يبدو متعاطفًا معك إلى وجه من يشمت بك؛ لأنه يتمنى لك الشر، وليس الخير، فابتعد عنه، واحترس منه.
من أجل هذا، كان القديسون، ومازالوا يرفضون مساعدات إبليس، مثلما عرض الشيطان على القديس الأنبا أنطونيوس أن يكون له نورًا في ظلام الصحراء، فأغمض القديس عينيه، لأنه لا يقبل مساعدة منه.
† كن محترسًا من كل من تعرف أنه يعاديك، ولكن في نفس الوقت ليكن لك قلبٌ نقيٌ محبٌ له، متمنيًا رجوعه إلى الله، وتصلى لأجله.
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
تفسير يشوع ابن سيراخ 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير يشوع ابن سيراخ 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/sirach/chapter-12.html
تقصير الرابط:
tak.la/wx442c5