محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
هذا الكتاب هو دراسة إصحاحات سِفْر الرؤيا.
وهو مجموعة محاضرات أُلقيَت على طلبة الكلية الإكليريكية بالبَلْيَنا خلال عامي (1981 و1982)، ثم طُبعَتْ عام 1983، كما أُلقيَت على طلبة الكلية بالأقصر، وقِنا، والغردقة، وأخيرًا الأنبا رويس بالقاهرة. وها نحن نعيد طباعتها مع بعض الإضافات. وهي سلسلة:
تَأَمُّلَاتُنَا فِي الْأَبُوكَالِبْسِيس
وهي مجموعة كُتُب تشرح سِفْر الرؤيا بطريقة مُبَسَّطَة وأُسلوب سهْل:
الكتاب الأول: مقدمة الرؤيا
الكتاب الثاني: باب مفتوح في السماء (رؤيا 1 - 5)
الكتاب الثالث: الزَّيْتُونَتَانِ وَالْمَنارَتَانِ (رؤيا 6 -11)
الكتاب الرابع: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَة بِالشَّمْس (رؤيا 11-15)
الكتاب الخامس: تَقيِيدُ الشيطان (رؤيا 16- 22)
القمص يوحنا فايز زخاري
![]() |
سفر الرؤيا يحوي 22 إصحاحًا، مُقَسَّمة إلى نصفين، كل 11 إصحاح تبدأ بالتجسد وتنتهي بيوم القيامة.
النصف الأول وهو الـ 11 إصحاح الأولى:
1. (رؤيا 1) وصْفُ السيد المسيح، والرسائل السبعة (رؤيا 2-3)
2. (رؤيا 5-4) الباب المفتوح والسفر المختوم [(رؤ 10) السفر الصغير]
3. السباعيات الثلاث:
(رؤيا 8؛ 6) |
(رؤيا 8-9؛ 11) |
(رؤيا 16) |
||||||
قضاء الله في الختوم |
إنذاراته في الأبواق |
تنفيذ قضائه بالجامات |
4. (رؤيا 6) الختوم الستة، والسابع في (رؤيا 8)، ثم الأبواق الأربعة الأولى.
(رؤيا 9) البوق الخامس والسادس، والسابع في (رؤيا 11) ثم النبيان والمنارتان.
5. بينها (رؤيا 7) المسيح (رحمة الله أثناء عدله) بين الختوم
(رؤيا 10) المسيح (ضابط الكل مُعطي السفر الصغير) بين الأبواق
النصف الثاني وهو الـ 11 إصحاح الأخيرة:
1. (رؤيا 12) المرأة المتسربلة بالشمس، (رؤيا 13) الثالوث الشرير.
2. (رؤيا 14-15) غلبة الخروف.
3. الدينونات الثلاث: دينونة بابل بالجامات السبعة (رؤيا 16).
دينونة الزانية (رؤيا 17-18).
دينونة الثالوث الشرير (رؤيا 19).
4. (رؤيا 20) تقييد الشيطان.
5. (رؤيا 21-22) أورشليم الجديدة وملكوت السماوات.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
![]() |
تعالوا بنا نرجع إلى الوراء نحو تسعة عشر قرنًا من الزمان، إلى سنة 97 ميلادية تقريبًا[1]، وإذ بنا أمام شيخٍ وقور لحيته بيضاء يناهز المئة عام أو أقل بقليل. هذا هو رسولنا العظيم مار يوحنا الحبيب.
وَفِي ابتسامة ترتسم على وجهه المتأمل وعينيه اللامعتين يتلقى أمر الإمبراطور دومتيان بالقبض عليه، وجنود الرومان يعرضون عليه عبادتهم الوثنية، ثم يضعونه في الزيت المغلي، والرب يُنجيه، ويُنفَى إلى جزيرة بطمس، جزيرة الألم، مع جبابرة الشر وأكبر المجرمين.
جلس مار يوحنا يُحَّدق بعينيه في الأُفق البعيد مفكرًا... لقد استشهد إخوتي الرسل جميعًا وبقيتُ أنا وحدى، وَفِي سن الشيخوخة ألقوا بي منفيًا. وشَخَصَ مار يوحنا نحو السماء معاتبًا الله.
وفجأةً نظر، «وَإذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ» وسمع صوتًا قَائِلًا له: «اصْعَدْ إلَى هُنَا». وصعد مار يوحنا، ورأى ما لم تره عينٌ وسمع ما لم تسمعه أذنٌ، فقد كانت رؤياه أكبر رؤى الأنبياء ورجال الله.
رأى الرب الإله الجالس على عرشِهِ الكِروبيمي، في مجموعة رؤى متتابعة. أكان وَقتَها في الجسد أم خارج الجسد لسنا نعلم، لكننا نعلم شيئًا واحدًا، أن مار يوحنا دخل إلى الأقداس السمائية، ورأى الله الحال فوق الكروبيم في هيبةٍ وجلال، حتى سقط على وجهه كميت، ذلك المحبوبُ الَّذِي كان يتكئ على صدر الرب يسوع.
ليس صحيحًا أن يُدعى هذا السِّفْر "الرؤيا"؛ فهو ليس رؤيا واحدة، بل مجموعة رؤى، بين كل واحدةٍ وأخرى زمنٌ محدد: دقائق أو ساعات وربما أيام. ولذلك تكررت كلمة «رأيت» (رؤ 4: 1، 6؛ 5: 1؛ 6: 1، 12)، وتكررت عبارة «وبعد هذا نظرت» (رؤ1:4). ثم يأتيه أمرًا: «اُكتب ما رأيت» (رؤ19:1) حتى كُتب هذا السِّفْر.
![]() |
سِفْر الرؤيا أو الأبوكالبسيس هو السِّفْر النبوي الوحيد في العهد الجديد، أخذ اسمه من أول كلمة فيه: «إعلان» وباليونانية Ἀποκάλυψις، ولذلك سُمِّيَتِ الليلة التي يُقرأ فيها هذا السِّفْر السماوي بين يوم الجمعة العظيمة وفجر السبت الكبير: ليلة أبوغلمسيس.
ويرجع هذا الطقس إلى أن الرب عندما مات على الصليب، انفصلت روحه (الإنسانية) عن جسده، "أما لاهوته فلم ينفصل قط لا عن نفسهِ ولا عن جسدهِ"[2]، فكان اللاهوت متحدًا بالجسد المائت على الصليب، ولما طعنه لونجينوس الجندي سال منه دم وماء، فتعجب وقال: «حَقًّا كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ» (مر15: 39)، وآمن به.
وكان اللاهوت متحدًا بالروح الإنسانية خلال رحلتها إلى الجحيم حيث «نَزَلَ أَوَّلًا إلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى». "نزل إلى الجحيم من قبل الصليب"[3]، «سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا». (أفسس8:4)، فأخرج الذين ماتوا على رجاء، آدم وحواء، هابيل الصديق دون قايين الشرير، كما أخرج شيثًا. ونوحًا وإبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف... وقيَّد الشيطان ألف سنة. ولذلك قال الرب: «كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلًا، وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟» (متى29:12)، فقد ربط الرب الشيطان (القوي) أولًا، ونهب أمتعته أي النفوس التي ملكها من قديسي العهد القديم الذين ماتوا على رجاء؛ إذ هم وارثو خطية آدم ولم يُكفَّر بعد عن خطاياهم التي تابوا عنها وقدموا ذبائح دموية رمزية، فظلت هذه النفوس تحت قبضة إبليس في الجحيم إلى يوم الفداء، وفُتِح باب الفردوس الذي أُغلق منذ خطيئة آدم. ففي هذه الساعات بين موت المسيح على الصليب وقيامته، انفتح أمامنا الفردوس مرة أخرى وبِتْنا الليل كله نقرأ سِفْر السماء، سِفْر الرؤيا الذي يُقدم لنا السماء المفتوحة، والله الجالس على عرش مجدِه مُسبَّحًا من القوات السمائية.
وفي ليلة الأبوكالبسيس: يلتقي الألم مع الفرح الحقيقي، فالمسيح قد صلب وتألم على الصليب.
آلامًا جسدية: بالمسامير وإكليل الشوك والحربة والسياط وحمل الصليب، آلامًا نفسية نابعةٌ من البصق واللطم والهُزء إذ كانوا قد ألبسوه ثوبًا قرمزيًا أحمر؛ هو زِيُّ الملوك، ووضعوا على رأسه إكليلًا من الشوك، وجعلوا قصبة في يده، وصاروا يلطمونه مستهزئين به قائلين تنبأ يا ملك اليهود من لطمك؟
وآلامًا روحية إذ «وضع الرب عليه إثم جميعنا» (إشعيا6:53) والَّذِي لم يعرف خطيئة صار خطيئة من أجلنا» (2كورنثوس21:5). أي حزنٍ وألمٍ حينما يَحمل القدوس الخطيئة؟! إذ صار نائبًا عن الإنسانية المخطئة مطرودًا من وجه الآب القدوس، وهكذا مات الربُ بالصليب، ونزلت روحه متحدةً باللاهوت إلى أقسام الأرض السُّفلَى، وتلاقى مع إبليس وجنوده من الملائكة الساقطين، والعصاة من البشر الذين انضموا إلى مملكته، لقاءٌ محزنٌ وأليم.
فالربُ قبض على الشيطان، وأخرج من الجحيم الذين ماتوا على رجاء وفتح باب الفردوس وأدخل الأبرار وبدأت أفراح الفردوس والانتصار. وفي الوقت الَّذِي نذكر موت الرب، نقرأ الرؤيا التي رآها مار يوحنا في جزيرة الألم، وَفِي يوم الجمعة الكبيرة ليلًا وحتى فجر السبت، الوقت الَّذِي نحتفل بعودة الإنسان إلى الفردوس المفقود، نذكر سِفْر الرؤيا، سِفْر الفرح الحقيقي. فسِفْر الرؤيا له وجهان الألم والفرح، فهو سِفْر الفرح وسط الآلام.
![]() |
إنها سمات المسيحية « كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ» (2كو10:6).
فرحون في الضيق، فالله يتراءى لقديسيه أثناء الألم أكثر مما نراه في الفرح. نراه فوق جبل الجلجثة، أعمق مما نراه على جبل التجلي. ففي الوقت الذي قُبض على الثلاثة فتية وألقوهم في لهيب النار المشتعلة المحماة إلى سَبْعَةَ أَضْعَافٍ انفتحت عيونهم ورأوا الرب، حتَّى قال نبوخذ نصر الملك: «هَا أَنَا نَاظِرٌ أَرْبَعَةَ رِجَال مَحْلُولِينَ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَسَطِ النَّارِ وَمَا بِهِمْ ضَرَرٌ، وَمَنْظَرُ الرَّابعِ شَبِيهٌ بِابْنِ الآلِهَةِ». (دانيال 25:3). وفي الوقت الذي انفتحت أفواه الأسود الجائعة، المزمجرة لتلتهم دانيال المُلقَى في الجب، قال عبارته المشهورة: «يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي» (دانيال21:6-22). لذلك تنتقل ألحان الكنيسة المقدسة من اللحن الأدريبي الحزين إلى السنوي في هذا اليوم، ثم الفرايحي.
جاء اسمه في سِفْر الرؤيا خمس مرات في (رؤيا 1: 1، 4، 9) (رؤيا 21: 2)، (رؤيا 22: 8). فمن هو يوحنا الَّذِي رأى الرؤيا؟.
ليس هو:
يُوحَنَّا المعمدان: الَّذِي قتله هيرودس (متى14: 2، 10-12). ولا هو:
يُوحَنَّا اليهودي: قريب رئيس الكهنة (أع4: 6) الَّذِي اشترك في محاكمة الرسولين بطرس ويوحنا بعد شفائهما للأعرج أمام باب الهيكل الجميل. ولا:
يُوحَنَّا الملقب مرقس بن مريم: (أع 12: 12، 25؛ 15: 37) الَّذِي رافق برنابا وشاول ثم فارقهما وعاد إلى أورشليم، وبسببه اختلف القديسان بولس وبرنابا (أعمال15: 36-39) وكان شريكًا للرسول بولس في الخدمة (2تيموثاوس4: 11).
إنما هو:
§ يُوحَنَّا بن زبدي أخو يعقوب: الَّذِي كان صيادًا للسمك (مت4: 21) وكان مع الرب في التجلي (متى17: 1)، وكانت العذراء في بيته بعد موت المسيح على الصليب (يوحنا19: 26، 27). ولَقبَ نفسه «التلميذ الَّذِي كان يسوع يحبه» (يو13: 23). ورافق القديس بطرس الرسول في ذهابه إلى السامرة؛ ليقبل الذين آمنوا فيها ويعطيهم الروح القدس بوضع يديهما (أعمال8: 14، 15). وهو ضمن المعتبرين أنهم أعمدة (غلاطية2: 9) وقد قتل هيرودس أخاه يعقوب (أعمال12: 2)، وبقي هو التلميذ الوحيد الَّذِي لم يستشهد. وهو كاتب إنجيل يوحنا (يو21: 24) وكاتب سِفْر الرؤيا والرسائل الثلاثة المنسوبة إليه.
§ ويتّفق التقليد القديم على أنّ يوحنا الرسول هو صاحب الرؤيا كما شهد بهذا: يوستينوس الشهيد الذي عاش بعض الوقت في أفسس خلال القسم الأول من القرن الثاني[5]. وشهد بابياس[6] ومليتون السرديسي[7] وأوريجينس[8] و هيبوليتس[9] والمُطَّلِع اللوقاوي المُناوئ لمرقيون. كلّهم يتحدّثون عن يوحنا الرسول ككاتب الرؤيا. ويعتبر التقليد أنّ يوحنا بن زبدي ذهب إلى
آسيا الصغرى وعاش حتى سنة 95. بل إن أقدَم مرجع يجعل الرؤيا في عهد دوميتيانس هو إيريناؤس. في نهاية عهد دوميتيانس[10].
§ و إيرينيؤس المولود بآسيا الصغرى أسقف ليون جنوب فرنسا، استشهد كثيرًا في كتابه «ضد الهراطقة» برؤيا يوحنا. ما يدلّ على انتشاره السريع. وكتبت كنائس ليون (فرنسا) وڤِيينا إلى مؤمني آسيا وفريجية كتابًا، استشهدت فيه (رؤ14: 4؛ 12: 1؛ 19: 9؛ 22: 11)[11].
§ وجاءت الرؤيا في لائحة مورا توري في نهاية القرن الثاني، ثُم وصلت إلى روما وقبلتها الكنيسة. أما اللاهوتي الكبير هيبوليتس في القرن الثالث، الذي عاش في روما فأورد مقاطع منها، واعتبر أن صاحبها هو «رسول الرب وتلميذه». وفي قرطاجنة «ابنة كنيسة روما»، اُعتبرت الرؤيا كتابًا له سلطانه في نهاية القرن الثاني. وعاد ترتليانس المدافع القرطاجي الكبير عن المسيحية إلى الرؤيا وأورد مقاطع من 18 فصل من فصوله. في السنوات الأولى من القرن الثالث[12].
§ وفي مصر اعتبر اكليمنضس الاسكندري الرؤيا كتابًا رسوليًا، [13]وهكذا فعل أوريجينس معاصره ومواطنه[14]. وفي سورية العربية استعمل ثيؤفيلوس أسقف أنطاكية شهادة من رؤيا
يوحنا في مقاله ضد الهرطوقي هرموجانس[15].
§ عَبْده يُوحَنَّا: كان القديس يوحنا الحبيب أحد الرسل الاثني عشر، بل التلميذ الَّذِي كان يسوع يحبه (يوحنا13: 23) وكان رئيس كهنة، ونبيًا كتب السِّفْر النبوي الوحيد في العهد الجديد، وإنجيليًا كتب إنجيله اللاهوتي وشاهدًا ليسوع المسيح. وعندما وصف نفسه في سِفْر الرؤيا لم يقل أنه الرسول أو النبي أو الإنجيلي بل قال «عَبْده يُوحَنَّا» (رؤيا 1: 1)، وأخفى اسمه تمامًا في الإنجيل، ولما اضطر أن يذكره قال «التلميذ الَّذِي كان يسوع يحبه» دون أن يذكر من هو، وَفِي رسائله لم يذكر اسمه في الرسالة الأولى، أما في الثانية والثالثة فأشار إلى صفته فقط دون اسمه فقال: «الشيخ (الكاهن) إلى كيريه المختارة» (2يوحنا1) أو «الشيخ إلى غايس» (3يوحنا1) دون أن يذكر اسمه في كل هذا. أما في سِفْر الرؤيا فلأنه سِفْر نبوي يحتاج لِكَي يصدقه القارئ أن يعرف مصدره اضطر أن يكتب اسمه فقال «عَبْده يُوحَنَّا» (رؤيا 1: 1).
إذا كانت البشائر تقدم السيد المسيح في ناسوته، وقد أخلى ذاته وصار في الهيئة كإنسان آخذًا صورة عبد، فإن سِفْر الرؤيا يقدمه في مجد لاهوته، الديان المخوف، ذلك لأن سِفْر الرؤيا يحدثنا عن السيد المسيح بعد صعوده وجلوسه عن يمين أبيه، أي في قوة الآب لذلك قدمه كـ«مَلِك الْمُلُوكِ وَرَبّ الأَرْبَابِ». (رؤيا 16:19) ودعاه «وَرَئِيس مُلُوكِ الأَرْضِ» (رؤيا 5:1) فكم ينبغي أن نقرأ هذا السِّفْر بالخشوع اللائق بالمسيح الجالس على عرشه وحوله الأربعة الحيوانات غير المتجسدين يسجدون له إلى أبد الأبد.
في الإنجيل قدم القديس يوحنا الحبيب نفسه كالتلميذ الَّذِي كان يسوع يحبه، متكئًا على صدره، أما في الرؤيا أمام الرب المهيب فقدم نفسه «كعبده يوحنا». ولما رآه في مجد لاهوته لم يتكئ على صدره بل قال «سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ» (رؤيا 17:1).
في تجسُد الرب «صار في الهيئة كإنسان»، «أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَرِ.» (مزمور 2:45)، ثم كشف عن مجده على جبل التجلي: «وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.» (متى2:17)، وحينئذٍ صرخ مار بُطْرُسُ: «يَارَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا!.. نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإيلِيَّا وَاحِدَةٌ» من بهاء مجده، لم يكن هذا الكشف لكل الناس بل للخاصة من تلاميذه الرسل: «بطرس ويعقوب ويوحنا»، ثم زاد الكشف لواحد من هؤلاء وصار: «وجهه كالشمس وَهِيَ تضئ في قوتها» (رؤيا 16:1). حتى لم يستطع القديس يوحنا أن يحتمل المنظر وقال: «فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت» (رؤيا 17:1). أما في الأبدية فسيكون الكشف أكثر وأكثر: «نراه كما هو» (1يوحنا3: 2)، ولكن طبيعتنا سترتقي ونلبس أجسادًا نورانية يمكنها أن تعاين مجده، وتكون قلوبنا قد تطهرت، وتنقت فنقدر أن نُعايِنَه لأنه: «طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله» (متى8:5).
وهنا نسأل: من الذين يُكشَف لهم أكثر؟ هم الأكثر حبًا، فالرؤيا الأكبر كشفت للتلميذ الأكثر حبًا، وهكذا سمعنا عن دانيال النبي في العهد القديم الَّذِي كُشفت له الرؤيا الأكبر في العهد القديم، خاطبه الملاك قبل أن يعاين رؤياه الشهيرة قائلًا: «أيها الرجل المحبوب» (دانيال10: 11).
أخيرًا: كتب لنا القديس يوحنا في إنجيله عن ما حدث، وفي سِفْر الرؤيا عن ما سيحدث، فهو السِّفْر النبوي والحديث فيه رمزي ويحتاج إلى فهم وإعلان وتفسير، لذلك حينما نقترب من سِفْر الرؤيا نحتاج إلى الصلاة، ليكشف لنا الله غموض هذه النبوة ويرشد أفكارنا ويطهر حواسنا ويمنحنا عقلًا شاخصًا في الإلهيات.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لاشك أننا نحتاج إلى تفسير الكتاب المُقدس لنفهمه بعمقٍ، ونتأمل في معانيه الروحية بطريقة صحيحة ثُم نُطبقه في حياتنا تطبيقًا سليمًا، فقد كان الرب نفسه يُفسر لتلاميذه تلك الأمثال التي يقولها للجموع.
وعندما ظهر الرب لتلميذي عمواس بعد قيامته: «ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ.» (لُوقَا27:24).
وينبغي أن يكون هذا التفسير صحيحًا نقيًا؛ لأن القديس بولس الرسول يُحذرنا من الفهم والتفسير الحرفي فيقول: «لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي.» (2كُورِنْثُوسَ6:3)، والقديس بطرس الرسول يُحذرنا أيضًا من التفسير المُنحرف فيقول: «الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.» (2بطرس16:3). بل بالأكثر إن التفسير غير الصحيح يُحَوِّل الإنْجِيلَ إلى إنْجِيل آخَرَ! من يتبعه يصير محرومًا
من الله فيقول مار بولس الرسول: «إنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إلَى إنْجِيل آخَرَ! 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلكِنْ إنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ "أَنَاثِيمَا"! 9كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضًا: إنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا»(غَلاَطِيَّةَ6:1-9)
وسِفْر الرؤيا أكثر أسفار الكتاب المُقدس احتياجًا إلى التفسير الصحيح، لصعوبته وعمقه؛ ولأنه سِفْرٌ نبوي ورمزي. ففي مُحاولتنا لفهمه ينبغي أن نرجع إلى آباء الكنيسة الأولين الأكثر قُربًا إلى زمن كتابته، لأولئك الذين تتلمذوا بطريقةٍ مباشرة، أو غير مباشرة للقديس يوحنا الحبيب الرائي، كاتب السِّفْر. وأهم هؤلاء الآباء هم:
(1) القديس يوستينوس الشهيد الذي استشهد عام 165م، وهو أول مَن فَسر سِفْر الرؤيا على الإطلاق.
(2) القديس إيريناؤس تلميذ القديس بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا الحبيب الذي استشهد عام 205م.
(3) البابا ديونيسيوس أسقف الإسكندرية سنة 248م والذي كان تلميذًا للعلامة أوريجينوس، وقد تنيح عام266م.
(4) القديس باسيليوس الكبير، وهو من قيصرية الجديدة لكنه تربى في قيصرية الكبادوك، ثُم ترهب مع القديس غريغوريوس الثيئولوغس سنة363م، وصار أسقف الكبادوك عام369م وتنيح عام378م.
(5) القديس غريغوريوس الثيئولوغس الناطق بالإلهيات النزينزي نسبة إلى المدينة التي أُقيم أسقُفًا عليها عام 271م، ثُم صار بطريرك القسطنطينية عام 377م، وبعد ثلاث سنوات ترك كرسيه خوفًا من الانشقاق، ورجع إلى الكبادوك مدينته حتى تنيح عام 389م.
(6) القديس كيرلس الكبير بابا الإسكندرية بطل مجمع أفسُس ضدًا لنسطور. الذي صار بطريركًا عام 411م وتنيح بعد 33سنة عام 444م.
(7) ابن العسال جامع القوانين والقبطي الشهير، والذي فسر كل الرؤيا ما عدا الإصحاحين الأخيرين إذ قد تنيح عام1271م قبل أن يتممهما.
السباعية1 |
سباعية المقدمة: المُعلِن "إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ"، ومعطي الإعْلاَنُ هو الله، وهدفه لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا سيَكُونَ قَرِيبًا، وواسطة الرؤيا بِيَدِ مَلاَكِهِ، والكاتب "يُوحَنَّا"، والمكتوب لهم "إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا"، والتحية "نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ". |
|||
السباعية2 |
الكنائس السَّبعةُ: وهي تحكي تاريخ الكنيسة في عصورها المتعاقبة. ومعها الْمَلاَئكُة السَّبعةُ، والرسائل السَّبعةُ. |
|||
السباعية3 |
سُبْاعَيةُ الختوم أو سباعية القضاء، وبين الختمين السادس والسابع، رسالتين، وختم عبيد الله الـ144 ألف كي لا يمسهم أحد. |
|||
السباعية4 |
سُبْاعَيةُ الأبواق، وبين البوقين السادس والسابع رسالتا عزاء. |
|||
السباعية5 |
سُبْاعَيةُ الجامات، سباعية تنفيذ القضاء للديان العادل. (رؤ16). |
|||
السباعية6 |
سُبْاعَيةُ الرُّؤُوسِ أو الجِبَال أو المُلُوك. خَمْسَةٌ سَقَطُوا، وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ، وَالآخَرُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ. وَمَتَى أَتَى يَبْقَى قَلِيلًا. |
|||
السباعية7 |
سُبْاعَيةُ الْعَرُوس أُورُشَلِيمَ السَّمَائية، فوُصِفَت سبع مرات بالرقم 12: "اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا، أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ، اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ، الْمَدِينَةَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ، سُورهَا مِئَة وَأَرْبَعُ وَأَرْبَعونَ ذِرَاعًا، الاثْنَا عَشَرَ بَابًا، اثْنَتَا عَشَرَةَ لُؤْلُؤَةً". |
![]() |
يُقدم القديس يوحنا الحبيب أحداث سفر الرؤيا في ثماني رؤى وهي:
و تشمل الإصحاحات الثلاثة الأولي، وفيها:
* وَصْف السيد المسيح الإله المتأنس، كما رآه يوحنا بين المناير السبعة، حال في وسط كنيسته، في شبه ابن الإنسان، متسربلٌ بثوبه الكهنوتي إلي الرجلين ومنطقة من ذهبٍ عند ثدييه، كرئيس كهنة مُمسكٌ بكهنته في يمينه (رؤيا 1).
* وكالراعي الأعظم ماشي في وسط كنيسته يشجع ويسندُ ويُعلم ويُرشد، وأحيانًا يحذر ويهدد، وأخيرًا يَعد بالفرح الأبدي (رؤ2-3). خلال سبع رسائل إلى سبعة أساقفة الكنائس تحكي حياة الكنيسة:
عَصْرُ الرُّسل (كنيسة أفسس) يعاتبه ليعود إلي محبته الأولى.
عَصْرُ الاستشهاد (سميرنا) يَحُثُّه للثبات إلى الموت، ويَعِده بإكليل الحياة.
عَصْرُ المجامع المسكونية (بَرْغَامُسَ) يحُثُّه لمقاومة النُّقُولاَوِيِّينَ، ويهددهم بالسيف، ويعِدُه بالمَن المُخفَى والحَصَاةً البَيْضَاءَ.
عَصْرُ الإسلام (ثَيَاتِيرَا) يَحُثُّه ليقاوم إيزابل مُعَلِّمة الزِّنى وأكْلِ ما ذُبِح للأوثان، والتي تَدَّعِي النبوة، ويَعِدُه بالسُّلطان على الأمم.
عَصْرُ البقية (سَارْدِسَ) والعِبادة المَظهرية فَيصِفه بالحي الميت، ويحذره فسيأتي كَلِص ويعده بالثِيَاب البِيضٍ والحياة الأبدية.
عَصْرُ التوافق الكنسي(فِيلاَدَلْفِيَا) يَحُثُّه للاحتراس لئلا يؤخَذ إكليله، ويعده بأن يجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ الله، وَيكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ الله، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ.
عَصْرُ التَّجْرِبَةِ الْعَتِيدَةِ والمجيء الثاني (الّلاَوُدِكِيِّينَ) عصر الفتور ويهدده أن يتقيأه، ويَحُثُّه أن يشتري ذهبًا مُنَقَّى بالنار وثيابًا بيضًا ويُكَحِّل عينيه، ويعِدُه بالجْلوِسَ مَعِه فِي عَرْشِه.
وفيها يظهر السيد المسيح يفتح السفر المختوم.
(رؤيا 4): من خلال بَاب مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاء، رأى القديس مار يوحنا الله الآب الجالس علي العرش الملتهب الكاروبيمي، في السماء (الأربع حيوانات المملؤة عيونًا لكل واحد ستة أجنحة) ، في شبه اليَشْب والعقيق، وقوس قزح كالزمرد الأخضر حوله يُعلن انه مانح السلام، والأربعة والعشرون كاهنًا جلوس حوله على كراسيهم، لابسين ثيابهم الكهنوتية النقية وعلي رؤوسهم أكاليل من ذهب يرفعون بخورًا صاعدًا من مجامرهم يحمل صلوات القديسين.
وأمامه الروح القدس الناري العامل في البحر البلوري، وهذه هي المعمودية المقدسة، التي لا نصل إلي الجالس علي العرش إلا من خلالها، أما أسمي الطغمات الكاروبيمية، الحيوانات الأربع المملؤة عيونًا ذو الستة الأجنحة (نيابة عن السمائيين) يسبحون قائلين قدوس قدوس قدوس، فيسجد الكهنة ويطرحون أكاليلهم عند قدمي الرب الإله. ويسبحون (نيابة عن البشر).
(رؤيا 5): على يمين الجالس على العرش، السِّفْر المُمتلئ (من الداخل والخارج) مختوم بسبعة ختوم: وبينما لم يقدر أحد في السماء، ولا علي الأرض، أو تحت الأرض أن يفتح السفر المختوم. يُري وسط العرش، والحيوانات الأربع، والأربعة والعشرين كاهنًا، خروفٌ قائمٌ كأنه مذبوح هو الأسد والحَمَل في نفس الوقت، تقدم وفتح السفر وفك ختومه، فتهلل ورنم له كل الطغمات السمائية ترنيمة ٍجديدةٍ، وأشترك معهم الحيوانات الأربع، والاربعة والعشرون كاهنًا، والوف الملائكة، وكل الخليقة.
· (رؤيا 6): الختوم السبعة، ستة منها في (رؤيا 6)، والسابع في (رؤيا 8).
وهى عصور تبدأ بِعَصْر الرُّسُل وتنتهي بالمجيء الثاني. وتحوي الأفراس الأربعة الأبيض والأحمر والأسود والأخضر، يُمَثِّلون العصر الرسولي وعصور الاستشهاد والهرطقات والإسلام،
ثُم عَصْر نفوس الشهداء ينتظرون العبيد رفقاءهم وعصر ضد المسيح، ثم القيامة العامة والمجيء الثاني.
وخلال فتح الختوم الأربعة الأولى سُمع صوت الأربع حيوانات، شبه الأسد والعجل ووجه إنسان والنسر وخرج الأربع ُفُرس:
الختم الأول: سَمِع كاروبًا كَصَوْتِ رَعْدٍ يشير للفَرَس الأبيض (العَصْر الرسولي)، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ قَوْسٌ، وَخَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يَغْلِبَ.
الختم الثاني: سَمِع كاروبًا كَصَوْتِ الثور يشير إلى الفَرَس الأحْمَرُ (عَصْر الاستشهاد) والْجَالِسِ عَلَيْهِ معه سيف يَنْزِعَ السَّلاَمَ مِنَ الأَرْضِ، وَأُعْطِيَ سَيْفًا عَظِيمًا.
الختم الثالث: سَمِع كاروبًا كرأس إنسان يشير إلى الفَرَسٌ الأَسْوَدُ (عَصْر الهرطقات) وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ مِيزَانٌ يرمز لأزمةٍ فى القمح والشعير ويرمزُ للجوع الروحي، أَمَّا الزَّيْتُ وَالْخَمْرُ كالعلاج فَلاَ يُضُرَّان.
الْخَتْمَ الرَّابِعَ: سَمِع كاروبًا كالنَّسر يشير إلى الفَرَس أَخْضَر (عَصْر الإسلام)، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ اْسمُهُ الْمَوْتُ وَالْهَاوِيَةُ تَتْبَعُهُ، له سُلْطَان عَلَى رُبْعِ الأَرْضِ ليَقْتُل بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْمَوْتِ ووُحُوشِ الأَرْضِ.
الْخَتْمَ الْخَامِسَ:رأى نفوس الشهداء تَحْتَ الْمَذْبَحِ في السماء، يصرخون طالبين الانتقام لدمائهم وأعطوا ثيابًا بيضًا ليستريحوا زمانًا حتى يكمل العبيد رفقائهم العتيدون أن يُقتلوا.
الْخَتْمَ السَّادِسَ: حدثت معه زلزلة عظيمة (عَصْر ضد المسيح)، واسودت الشمس، والقمر صار كالدم وتساقطت نجوم السماء، وتزحزحت الجبال والجزر واختبئ الكل قائلين يا جبال أسقطي علينا وأخفينا من وجه الجالس على العرش فقد جاء يوم غضبه.
(رؤيا 7): بين الختوم الستّ في (رؤيا 6) والختم السابع في (رؤيا 8) ملاك يختم عبيد الله الـ144 ألف، بينما الملائكة الأربعة في زوايا الأرض الأربعة يمسكون أربعة رياح الأرض؛ لكي لا تهب فلا تَضُر أحدًا، وجمْعٌ لا يُعَد من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة بثيابٍ بِيض مُمسكين سعف النخل في أيديهم يُسَبحون الجالس على العرش وسط الحيوانات الأربعة، والأربعة عشرين كاهنًا. وواحد منهم يسأل مَن هؤلاء ومن أين أتوا؟، من الضيقة العظيمة وقد غسَّلوا ثيابهم بدم الخروف. ثم يأتي الختم الأخير ويحوي الأبواق السبعة، وهي سبع إنذارات.
الأبواق السبعة، وصراع ضد المسيح مع النبيين (رؤيا 8-9).
وفيها يُفَكُّ الختم السابع والأخير والذي يحوي الأبواق السبعة، أربعة في (رؤيا 8)، واثنان في (رؤيا 9)، والبوق السابع والأخير في آخِر(رؤيا 11). بينما مَلاَكٌ آخَرُ وَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ، وأخذ مِنْ نَارِ الْمَذْبَحِ وَأَلْقَاهَا إِلَى الأَرْضِ.
البوق1: بَرَدٌ وَنَارٌ مَخْلُوطَانِ بِدَمٍ، وَأُلْقِيَا إِلَى الأَرْضِ، فَاحْتَرَقَ ثُلْثُ الأَشْجَارِ، وَاحْتَرَقَ كُلُّ عُشْبٍ أَخْضَرَ.
البوق2: جَبَلٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ بِالنَّارِ أُلْقِيَ إِلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ ثُلْثُ الْبَحْرِ دَمًا. وَمَاتَ ثُلْثُ الْخَلاَئِقِ الَّتِي فِي الْبَحْرِ الَّتِي لَهَا حَيَاةٌ، وَأُهْلِكَ ثُلْثُ السُّفُنِ.
البوق3: سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ كَمِصْبَاحٍ، وَوَقَعَ عَلَى ثُلْثِ الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيع الْمِيَاهِ. وَاسْمُ الْكَوْكَبِ يُدْعَى «الأَفْسَنْتِينُ» . فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا.
البوق4: أَظلم ثُلْثُ الشَّمْسِ وَثُلْثُ الْقَمَرِ وَثُلْثُ النُّجُومِ. ثم قال ملاكٌ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «وَيْلٌ! وَيْلٌ! وَيْلٌ لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ.
(رؤيا 9): بوق(5، 6) وهما الويلات (1، 2)، وفي آخِر (رؤيا 11). يتكلم عن المسيح، والبوق السابع والأخير. مثل (رؤيا 10) الذي يُحدِّثنا عن الشيد المسيح،
البوق5: سَقَطَ كَوْكَبٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ، وسقوط الكواكب: في بوق 3 (رؤيا 8)، وبوق5 (رؤيا 9) والبوق السابع الأخير في آخِر (رؤيا 11)، وعلى أثَرِه صَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ، فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ، ومنه خرج جيشُ جَرَادٌ عَلَى الأَرْضِ، كالِعَقَارِبِ عمل سِتارًا أظلم الشمس، وهو جيش لاَ يَضُرَّ عُشْبَ الأَرْضِ، وَلاَ شَيْئًا أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً مَا، إِلاَّ النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ.
جيش الْجَرَادِ شِبْهُ الخَيْل المُهَيَّأَةٍ لِلْحَرْبِ (رؤيا 9)
لَهَا وُجُوهٌ كَوُجُوهِ النَّاسِ، وَعَلَى رُؤُوسِهَا كَأَكَالِيلَ شِبْهِ الذَّهَبِ، ولَهَا شَعْرٌ كَشَعْرِ النِّسَاءِ، ، وأَسْنَانُهَا كَأَسْنَانِ الأُسُودِ، ولَهَا دُرُوعٌ كَدُرُوعٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَصَوْتُ أَجْنِحَتِهَا كَصَوْتِ مَرْكَبَاتِ خَيْل كَثِيرَةٍ تَجْرِي إِلَى قِتَال. وأَذْنَابها شِبْهُ الْعَقَارِبِ، وفِي أَذْنَابِهَا حُمَاتٌ، وَتُؤْذِيَ النَّاسَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ. فيَطْلُبُون الْمَوْتَ وَلاَ يَجِدُونَه. وقائد هذا الجيش مَلاَكُ الْهَاوِيَةِ، اسْمُهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «أَبَدُّونَ»، وَبِالْيُونَانِيَّةِ «أَبُولِّيُّونَ».
البوق6: وهو الْوَيْلُ الثاني، وفيه ملاكٌ كبير (أحد قُرُونِ مَذْبَحِ الذَّهَبِ) يأمر الْمَلاَكِ المُبَوِّق أن يفُكَّ الأَرْبَعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الْمُقَيَّدِينَ عِنْدَ نَّهْرِ الْفُرَاتِ. فقتلُوا ثُلْثَ النَّاسِ. في الميعاد المحدد.
جُيُوشِ الْفُرْسَانِ مِئَتَا مليون (رؤيا 9).
الْفُرْسَان لَهُمْ دُرُوعٌ نَارِيَّةٌ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٌ وَكِبْرِيتِيَّةٌ، ، والخيول لها َرُؤُوسُ كَرُؤُوسِ الأُسُودِ، وَمِنْ أَفْوَاهِهَا يَخْرُجُ نَارٌ وَدُخَانٌ وَكِبْرِيتٌ. فقُتِلَ ثُلْثُ النَّاسِ، سُلْطَانَهَا فِي أَفْوَاهِهَا وَأَذْنَابِهَا، لأَنَّ أَذْنَابَهَا شِبْهُ الْحَيَّاتِ، وَلَهَا رُؤُوسٌ تَضُرُّ. ، والثُلْثان اللذان لم يُقتلا لم يتوبوا بل سجدواِ للشَّيَاطِينِ.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(رؤ10): مَلاَكُ آخَرَ قَوِيُّ نَازِلٌ مِنَ السَّمَاءِ، مُتَسَرْبِلٌ بِسَحَابَةٍ (السيد المسيح). وَضَعَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْبَحْرِ وَالْيُسْرَى عَلَى الأَرْضِ، و زَمْجِر كالأَسَد.، وَأَقْسَمَ بِالْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، أَنْ لاَ يَكُونَ زَمَانٌ بَعْدُ! بَلْ يَتِمُّ سِرُّ اللهِ (القيامة)، فصرخت الرعود السبعة (الملائكة) ففهم يوحنا، ولكنه أُمِرَ أن لا يكتب. وأخذ مار يوحنا السِّفْر الصغير المفتوح وأكَلَه فكان في فَمِه حُلْوًا كالعسل وفي جوفه مُرًّا، وتنبأ عن شعوب وأُمَم وأَلْسِنَة وملوك.
(رؤيا 11): أعطى الملاكُ مار يوحنا قصبة ليقيس هيكل الله والمذبح والساجدين، ولا يقيس الدار الخارجية التي للأمم، فسيدوسون أورشليم 42 شهرًا. وأخيرًا صراع ضد المسيح مع النَبْيَّيْنِ.
الشاهدان الزيتونتان المنارتان القائمتان أمام رب الأرض يتنبآن1260 يومًا لابِسَيْن مُسُوحًا، ولهما سلطان إغلاق السماء فلا تمطر، ويُحَوِّلان الماء إلى دم، ومَن يؤذيهما تخرج نارٌ من فَمِهما وتقتله. أما الوحش الصاعد من الهاوية يحاربهما ويغلبهما ويقتلهما، ويجعل جُثَّتاهما على شارع أورشليم، حيث صُلِب ربُّنا، وتُسَمَّى رُوحِيًّا مِصر، فتنظرها الشعوب والأمم والقبائل والألسنة، ثلاث أيام ونصف، ولا يوضعان في قبور. ويشمت فيهما سكان الأرض ويفرحون ويرسلون هدايا، ثم تدخل فيهما روحُ حياةٍ من الله فيقوما ويصعدا إلى السماء في سحابة أمام أعدائهما. ثم تحدث زلزلةٌ فيُقتَل سبعة آلاف من الناس ذوي اسم والباقي يرتعبون. (هذا الوَيْل الثاني).
فيأتي البوق السابع والأخير (الوَيْل الثالث والأخير) وهنا تقوم الساعة أو نهاية العالم والقيامة العامة: صارت ممالك العالم لربنا ولمسيحه فسيملك إلى الأبد والـ24 كاهنًا سجدوا وسبَّحوا، وانفتح هيكل الله في السماء وحدثت بروقًا ورعودًا، وتبدأ الدينونة العامة.
(رؤيا 12): رأي مار يوحنا حربًا بين المرأة المتسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلي رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا وهي حُبلي تصرخ لتلد، وبين التنين الأحمر ذو السبع الرؤوس المتوجة، والعشر قرون وذنبه يجر ثلث نجوم السماء، مُريدًا أن يبتلع ولدها، لكن ُأُختطف ولدها إلي الله، وأُعطيت المرأة جناحي نسر، فهربت إلي البرية ثلاث سنوات ونصف، والتنين ألقى نهرًا وراءها لكن الأرض ابتلعت ذلك النهر. فغضب التنين فصنع حربًا مع باقي نسلها.
كما رأي حربًا في السماء بين ميخائيل وملائكته والتنين وملائكته. فطرح ميخائيل الشيطان إلي الأرض الذي بدأ يُضل العالم.
(رؤيا 13): الوحشان:
الوحشٌ الطالعٌ من البحر (ضد المسيح) له سبعة رؤوس عليها اسم تجديف. وعشرة قرون متوجه، ويعمل بقدرة الشيطان المعطاة له، ويحاول أن يُمثل السيد المسيح مظهرًا أنه مذبوح للموت، ثم قام فأنبهر الكل وسجدوا له وللشيطان وهتفوا.
والوحش الخارج من الأرض (النبي الكذاب) له قرنان ويُنزِل من السماء نارًا، ويدفع للسجود للوحش الأول، ويعمل له سمة 666 ويَمنع البيع والشراء بدونها.
(رؤيا 14): انتصار الخَرُوف عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ. ومعه 144ألف، واسم الله على جباههم. يتبعون الحَمَل أينما يمضي، يسبحون تسبحة جديدة لا يتعلمها "إلا هُم، أمام العرش والأربعة الحيوانات والأربعة وعشرين كاهنًا" (رؤيا 14: 1-4). وفيها نرى:
ثلاثة ملائكة:
1. ملاك طائر وسط السماء معه بشارة أبدية قائلًا خافوا الله وأعطوه مجدًا.
2. ملاك آخَر يقول سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة.
3. ملاك ثالث ينذر من يسجد للوحش أو صورته، ويقبل سِمَتَه ينال غضب الله والنار الأبدية.
صَوْت مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «طُوبَى لِلْأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ». (رؤيا 14: 13) مع ظهور المسيح "عَلَى سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وعَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ."(رؤيا 14: 14)
ثلاثة ملائكة آخرين:
1. ملاك آخر يقول «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ الْأَرْضِ». (رؤيا 14: 15).
2. مَلاَكٌ آخَرُ « مِنَ الْهَيْكَلِ مَعَهُ الْمِنْجَلُ الْحَادُّ». (رؤيا 14: 17).
3. ملاك من المذبح يقول «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ الْحَادَّ وَاقْطِفْ (الأشرار) عَنَاقِيدَ كَرْمِ الْأَرْضِ فَأَلْقَاهُا إِلَى غَضَبِ اللهِ.». (رؤيا 14: 18-20).
الغالبون وسبع جامات غضب الله:
(رؤيا 15): ليس تتميمًا ل(رؤيا 14) الذي حدَّثنا عن دينونة الأشرار. فهو معاصر لِضِد المسيح وغضب الله على مملكته.
فقد رأي مار يوحنا هَيْكَلُ الله فِي السَّمَاءِ والسَّبْعَةُ الْمَلَائِكَةُ مُتَسَرْبِلُونَ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَمُتَمَنْطِقُونَ بِمَنَاطِقَ ذَهَب يسكبون سبع جَامَات غَضَبِ اللهِ الأخيرة. علي الأشرار الخاضعين للوحش. فامْتَلَأَ الْهَيْكَلُ دُخَانًا مِنْ مَجْدِ اللهِ." (رؤيا 15: 5-8).
وقد رأي القديس يوحنا الْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ وَاقِفِينَ عَلَى الْبَحْرِ الزُّجَاجِيِّ المختلط بنار (المعمودية) "يسبحون الله بتَرْنِيمَةَ مُوسَى والْخَرُوفِ." (العهدين) تشجيعًا لأبناء الله ليغلبوا ضد المسيح. (رؤيا 15: 2-4).
هَيْكَلُ الله فِي السَّمَاءِ والسَّبْعَةُ الْمَلَائِكَةُ مُتَسَرْبِلُونَ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَمُتَمَنْطِقُونَ بِمَنَاطِقَ ذَهَب ومعهم جَامَات غَضَبِ اللهِ الأخيرة. فامْتَلَأَ الْهَيْكَلُ دُخَانًا مِنْ مَجْدِ اللهِ." (رؤيا 15: 5-8).
(رؤيا 16): سمع مار يوحنا صوتًا من الهيكل يأمر الملائكة أن يسكُبوا "سبعة جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى مملكة الوحش. (رؤيا 16: 1).
الجام1: سُكب علي الأرض: فأنتج دمامل خبيثة لاتباع الوحش.
الجام2: علي البحر فصار البحر دمًا فماتت الأحياء البحرية.
الجام3: علي الأنهار وينابيع المياه فصارت دمًا.
الجام4: علي الشمس فأحرقتِ الناسَ فجدفوا ولم يتوبوا.
الجام5: علي عرش الوحش فأظلمت مملكته فاغتاظ الناس وجدفوا ولم يتوبوا.
الجام6: علي نهر الفُرات فجف وصار طريقًا لملوك الشرق، فخرج عليهم الثلاث أشرار، وصارت معركة هَرْمَجِدُّون، وإنذار بالمجيء الثاني.
الجام7: علي الهواء فحدثت أصوات ورعود وبروق وزلزلة عظيمة ليس مثلها، وقُسمت أورشليم إلى ثلاثة، وبابل نالت جزاءها ونزل بَرَد ثقيل على الناس فجدفوا على الله.
بابل تحارب الخروف، والخروف يغلبها لأنه ملك الملوك. فسقوط بابل واحتراقها وبكاء ملوك الأرض والأشرار عليها، وثلاث ملائكة يُعلنون: 1سقوط بابل، 2أخرجوا يا شعبي، 3الملاك يلقي حجرًا عظيمًا في البحر قائلًا هكذا بابل تُلقي وتختفي.
(رؤيا 17): "دَيْنُونَة الزَّانِيَةِ الْعَظِيمَةِ ، بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزَّوَانِي المُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ، الجَالِسَةِ عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ، وهِيَ شُعُوبٌ وَجُمُوعٌ وَأُمَمٌ وَأَلْسِنَةٌ، الَّتِي زَنَى مَعَهَا مُلُوكُ الْأَرْضِ. الجَالِسَةً عَلَى الوَحْشٍ القِرْمِزِيٍّ ذا سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وعليه أسماء تجديف. وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا، وهي سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وشُهَدَاءِ يَسُوعَ." (رؤيا 17: 1-6).
"قَالَ الْمَلَاكُ: الْمَرْأَة الزانية جَالِسَةً مسيطرة على اَلسَّبْعَةُ الرُّؤُوسِ التي هِيَ سَبْعَةُ جِبَالٍ وَعَشَرَةُ قُرُونِ وَسَبْعَةُ مُلُوكٍ: خَمْسَةٌ اضطهدوا الكنيسة وسَقَطُوا، وَوَاحِدٌ (دومتيان) مَوْجُودٌ في زمن الرؤيا، وَالْآخَرُ (ضد المسيح) لَمْ يَأْتِ بَعْدُ. وَمَتَى أَتَى يَنْبَغِي أَنْ يَبْقَى قَلِيلًا فستقصر تلك الأيام."
الْوَحْشُ (الشيطان) الَّذِي رَأَيْتَ، كَانَ وَلَيْسَ الْآنَ (لأنه مُقيَّد)، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إِلَى الْهَلَاكِ. وهو سيُحَلُّ من سجنه فَهُوَ ثَامِنٌ (يحسب مرتين) وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ. (رؤيا 17: 7-11). وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونِ عَشَرَةُ مُلُوكٍ يَأْخُذُونَ سُلْطَانَهُمْ كَمُلُوكٍ مَعَ الْوَحْشِ مدة قصيرة َيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ ويُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، فيَغْلِبُهُمْ. (رؤيا 17: 12-15)،
وَأَمَّا الْعَشَرَةُ الْقُرُونِ وهم الملوك فَهَؤُلَاءِ سينقلبون ويُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ، وَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ". (رؤ17: 16).
(رؤيا 18): سقوط بابل وحزن الأشرار عليها. وثلاثة ملائكة يُعلنون:
1. ملاك عَظِيمٌ ومنير صَرَخَ "سَقَطَتْ سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ". (رؤ18: 1-3)
2. صَوْت السَّمَاءِ: "اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي، لِئَلَّا تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا". (رؤيا 18: 4-20)
3. مَلَاكٌ ألقى حَجَرًا الرَّحى فِي الْبَحْرِ قَائِلًا «هَكَذَا سَتُرْمَى بَابِلُ وَلَنْ تُوجَدَ بَعْدُ».
(رؤيا 18: 21- 24)
(رؤيا 19) تهليل وفرح السمائيين
1. لعدالة الله وإدانة الزَّانِيَةَ الْعَظِيمَةَ (رؤيا 19: 1-6)
2. لِأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. (رؤيا 19: 7-10)
3. مجيء المسيح الثاني للدينونة بمجد عظيم مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى «كَلِمَةَ اللهِ» وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الْأَرْبَابِ» (رؤيا 19: 11-16)
4. "مَلَاك وَاقِف فِي الشَّمْسِ، قَائِلًا للطُّيُورِ لتجْتَمِعِ لعَشَاءِ الْإِلَهِ الْعَظِيمِ، وتَأْكُلِ لُحُومَ الأشرار» (رؤيا 19: 17-18)
5. حرب بين الْوَحْشَ والخروف الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ، فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ؛ الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الْآيَاتِ وطرحهما حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. (رؤيا 19: 19-21)
(رؤيا 20): تقييد الشيطان وحتى المجيء الثاني.
المسيح المصلوب يقبض على الشيطان ويقيده في الهاوية". (رؤيا 20: 1-3),
يبدأ الملك الألفي في الأرض والفردوس، وهؤلاء "لم يسجدوا للوحش وصورته ولم يقبلوا سِمَتَهُ". (رؤيا 20: 4-6).
قُبَيل القيامة يُحَلُّ الشيطان ويضل الأمم، وتبدأ معركة جوج وماجوج، وفيها يحيط الأشرارُ بمعسكر القديسين في أورشليم المدينة المحبوبة ولكن الله يدافع عنهم فتنزل نار من السماء وتأكلهم، وإبليس يطرح في بحيرة النار والكبريت مع الوحش والنبي الكذاب (رؤيا 19: 19-21) إلى الأبد (رؤيا 20: 7-10).
ثم المجيء الثاني للمسيح، والقيامة العامة ثم الدينونة العامة. (رؤيا 20: 11-15).
(رؤيا 21): فقد رأي مار يوحنا الكنيسة المنتصرة أورشليم المقدسة نازلة من السماء كعروس مزينة لعريسها بصفات الله، ويمسح الله دموع عروسه ويسكن معها وتَرِثُ كل شيء (رؤيا 21: 1-7). ورأى الأشرار نصيبهم البحيرة المتقدة بنار وكبريت (رؤيا 21: 8)
رآها في سموها، وأسوارها وأبوابها الاثني عشر كل باب لؤلؤة، وأساساتها الاثني عشر حجرًا كريمًا، هم رُسُل الخروف، وهي من ذهب نقي شبه الزجاج النقي، وسُوقها ذهب. كما رأي ضخامتها طولًا وعرضًا وعمقًا. (رؤ21: 9-21)
رأي الله هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا، ومَجْد اللهِ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا. وَشُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ وَمُلُوكُ الْأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ إِلَيْهَا. وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ". (رؤيا 21: 22-26).
لَنْ يَدْخُلَهَا دَنِسٌ وَلَا مَا يَصْنَعُ َكَذِبًا، إِلَّا الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ". (رؤيا 21: 27).
ويسجد أمام الملاك، فيمنعه قائلًا أسجد لله، ثم من زيادة أو نقص أقوال الله،
كما رأي مار يوحنا الأشرار ونصيبهم البحيرة المتقدة بنار وكبريت (رؤيا 21: 8).
(رؤيا 22): الحياة الأبدية في أورشليم السمائية
عَرْشِ اللهِ وَالْخَرُوفِ يخرج منه نهرُ مَاءِ حَيَاةٍ لاَمِعًا كَبَلُّورٍ، وشَجَرَةُ الحَيَاةٍ لها اثْنَتَا عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَوَرَقُها لِشِفَاءِ الأُمَمِ. وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ. (رؤيا 22: 1-5).
المجيء الثاني والمجازاة. فالَّذِينَ يَصْنَعُونَ وَصَايَاهُ يأكلون من شَجَرَةِ الْحَيَاةِ. (رؤيا 22: 6-15)
المسيح أصل داود وذريته. وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: «تَعَالَ!» (رؤيا 22: 16-17).
يأتي الإنذار بسرعة المجيء الثاني، والتحذير إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ أو يَحْذِفُ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ ويختم السفر بأشواقه لله: "أمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤيا 22: 18-21).
_____
[1]نُفي مار يوحنا الحبيب نحو عام 92م وعمره 84 سنة، ثم نفاه الإمبراطور دومتيان سبع سنوات فصار عمره 91 سنة عام 99م، وعاش بعدها سنة واحدة، فصار عمره 92 سنة عام 100م.
[2]القسمة السريانية.
[3] القداس الباسيلي - صلاة التقديس
[4] كتبنا عنه فصلًا كاملًا في كتاب البشائر والبشيرون.
[5] حوار مع تريفون81: 15
[6] حسب اندرياس القيصري.
[7] يوسابيوس القيصري، التاريخ الكنسي 4: 26.
[8] شرح يوحنا 2: 5.
[9] المعاديّ للمسيح 36: 50.
[10] ضد الهراطقة 5: 30.
[11] يوسابيوس القيصري، التاريخ الكنسي 15: 58.
[12] ضد مارقيون3: 14، 4
[13] المربي2: 119
[14] شرح يوحنا 5: 3
[15]يوسابيوس، التاريخ الكنسي 4: 24.
← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/apocalypse/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/6t7kqam