St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-youhanna-fayez  >   apocalypse
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-youhanna-fayez  >   apocalypse

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص يوحنا فايز زخاري

الرؤيا 16 - تفسير سفر الرؤيا

 

محتويات:
(إظهار/إخفاء)

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اَلإصحاح 16

سَكْبُ جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى أتباع الْوَحْشِ

 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نص الأصحاح:

مقدمة: سًكْبُ جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ

1 وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ الْهَيْكَلِ قَائِلًا لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ:

«امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى الأَرْضِ».

 

الجَام الأَوَّلُ: عَلَى الأَرْضِ، دَمَامِلُ عَلَى أتباع الْوَحْشِ

2 فَمَضَى الأَوَّلُ وَسَكَبَ جَامَهُ عَلَى الأَرْضِ

فَحَدَثَتْ دَمَامِلُ خَبِيثَةٌ وَرَدِيَّةٌ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ بِهِمْ سِمَةُ الْوَحْشِ

وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِصُورَتِهِ.

 

الجَام الثَّانِي: عَلَى الْبَحْر، فَصَارَ دَمًا فمَاتَتْ الكائنات الْبَحْرِية

3 ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّانِي جَامَهُ عَلَى الْبَحْر،

فَصَارَ دَمًا كَدَمِ مَيِّتٍ. وَكُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَاتَتْ فِي الْبَحْرِ.

 

الجَام الثَّالِثُ: عَلَى الأَنْهَارِ وَاليَنَابِيعِ، فَصَارَتْ دَمًا. وتسبيح الله لعدله

4 ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ جَامَهُ عَلَى الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ

فَصَارَتْ دَمًا.

5 وَسَمِعْتُ مَلاَكَ الْمِيَاهِ يَقُولُ:

«عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَكُونُ، لأَنَّكَ حَكَمْتَ هَكَذَا.

6 لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ، فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ»

7 وَسَمِعْتُ آخَرَ مِنَ الْمَذْبَحِ قَائِلًا:

«نَعَمْ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، حَقٌّ وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ»

 

الجَام الرَّابِعُ: عَلَى الشَّمْسِ، فَاحْتَرَقَ النَّاسُ، وَجَدَّفُوا وَلَمْ يَتُوبُوا.

8 ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الرَّابِع جَامَهُ عَلَى الشَّمْسِ،

فَأُعْطِيَتْ أَنْ تُحْرِقَ النَّاسَ بِنَارٍ،

9 فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقًا عَظِيمًا، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ

الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا.

الجَامُ الْخَامِسُ: عَلَى عَرْشِ الْوَحْشِ، فَأظْلَمَت مَمْلَكَتُهُ وَجَدَّفُوا وَلَمْ يَتُوبُوا

10ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الْخَامِسُ جَامَهُ عَلَى عَرْشِ الْوَحْشِ،

فَصَارَتْ مَمْلَكَتُهُ مُظْلِمَةً. وَكَانُوا يَعضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْوَجَعِ.

11وَجَدَّفُوا عَلَى إلَهِ السَّمَاءِ، مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَمِنْ قُرُوحِهِمْ،

وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ.

الجَام السَّادِسُ: عَلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ، فصار طَرِيقًا لْمُلُوكِ الشْرِقِ.

12ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ جَامَهُ عَلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ الْفُرَاتِ،

فَنَشِفَ مَاؤُهُ لِكَيْ يُعَدَّ طَرِيقُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ.

وظهر ثَلاَثَة أَرْوَاحٍ شَيَاطِينَ تصَنعَ آيَاتٍ مِنْ خلال التِّنِّينِ والْوَحْشِ

والنَّبِيِّ الْكَذَّابِ، وتَجْمَعَهُمْ لمعركة «هَرْمَجَدُّونَ»:

13وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ

ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَة شِبْهَ ضَفَادِعَ،

14فَإنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ،

وَكُلِّ الْمَسْكُونَة؛

لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ، الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

15«هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ.

طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلَّا يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ».

16 فَجَمَعَهُمْ إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ».

الجَام السَّابِعُ: عَلَى الْهَوَاءِ، وصَوْتٌ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا: «قَدْ تَمَّ!»، فقد تَمَّت مقاصد الله. ثُم زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، وانقْسَامُ أورشليم ثَلاَثَةَ قِوى متصارعة، وذُكِرَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أَمَامَ اللهِ، فسكب كَأْسَ غَضَبِهِ، فهَرَبَتْ الجِبَال، فَجَدَّفَوا عَلَى اللهِ.

17 ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ جَامَهُ عَلَى الْهَوَاءِ،

فَخَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ هَيْكَلِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا: «قَدْ تَمَّ!»

18فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ.

وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الأَرْضِ،

زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هَكَذَا.

19وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ، وَمُدُنُ الأُمَمِ سَقَطَتْ،

وَبَابِلُ الْعَظِيمَةُ ذُكِرَتْ أَمَامَ اللهِ لِيُعْطِيَهَا كَأْسَ خَمْرِ سَخَطِ غَضَبِهِ.

20وَكُلُّ جَزِيرَةٍ هَرَبَتْ وَجِبَالٌ لَمْ تُوجَدْ.

21 وبَرَدٌ عَظِيمٌ، نَحْوُ ثِقَلِ وَزْنَةٍ، نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى النَّاسِ.

فَجَدَّفَ النَّاسُ عَلَى اللهِ مِنْ ضَرْبَةِ الْبَرَدِ، لأَنَّ ضَرْبَتَهُ عَظِيمَةٌ جِدًّا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ملخص الجَامَاتِ السبعة

1. دَمَامِلُ خَبِيثَةٌ وَرَدِيَّةٌ، عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ بِهِمْ سِمَةُ الْوَحْشِ، وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِصُورَتِهِ. ما يُشبه ضربةُ البَرَص في العهد القديم.

2. صَارَ البحر دَمًا كَدَمِ مَيِّتٍ. وَمَاتَتِ الأنَفْسُ الحَيَّة فِي الْبَحْرِ، ما يُشبه ضربة المصريين في العهد القديم.

3. صَارَتِ الأَنْهَارُ وَيَنَابِيعُ الْمِيَاهِ العذبة دَمًا. فقال المَلاَكَ: «عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرب لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ القِدِّيسِينَ، فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا.

4. أحْرَقَت الشمسُ النَّاسَ، فَجَدَّفُوا وَلَمْ يَتُوبُوا.

5. أظْلَمَت مملكة الْوَحْشِ، فَجَدَّفُوا مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَقُرُوحِهِمْ، وَلَمْ يَتُوبُوا.

6. جف نَّهْرُ الْفُرَاتِ، واستعد الثلاثة النجسون لمعركة «هَرْمَجَدُّونَ».

7. أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَزَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ وبَرَدٌ عَظِيمٌ، فَجَدَّفُوا عَلَى اللهِ.

 

الله مُنقذ كنيسته

كان البوقُ الخامسُ إعلانَ الغضب على الأشرار، فعُذِّب «الذين لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ.» (رؤيا 9: 4)، وحَفَظ الله كنيسته.

وفي البوق السادس، كانت معركة، قُتِل فيها ثُلثُ الناس (رؤيا 9: 18)، أما بقية الناس، فهُم أشرار لم يتوبوا، وأبرارٌ حَفظهم الله.

ثُم بدأت جَامَات غضب الله (رؤيا 16)، وهي تُشابه الضربات في سفر الْخُرُوج (خروج 7-11)، إلا أن الجَامَات في سفر الرؤيا رمزية، أما الضربات في سفر الْخُرُوج فحقيقية:

ففي الجَامَة الأولى «حَدَثَتْ دَمَامِلُ خَبِيثَةٌ وَرَدِيَّةٌ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ بِهِمْ سِمَةُ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِصُورَتِهِ.» (رؤ 16: 2)، وحَفَظ الله كنيسته. وتُشبه الضربة السادسة على الهواء «دَمَامِلَ بِبُثُورٍ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (خروج 9: 8-12).

وفي الجامَةِ الثانية، صَارَ البحرُ دَمًا، وَمَاتَتْ كُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي الْبَحْرِ

فصارت مجاعةٌ، وحفظ الله كنيسته. وتُشبِه الضربة الأولى على النهر: «فَتَحَوَّلَ كُلُّ الْمَاءِ الَّذِي فِي النَّهْرِ دَمًا... وَأَنْتَنَ النَّهْرُ، فَلَمْ يَقْدِرِ الْمِصْرِيُّونَ أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنَ النَّهْرِ. وَكَانَ الدَّمُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (خروج 7: 21-22).

في الجامة الثالثة كانت ضربة الأنهار «لِأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ، فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا» (رؤ 16: 6). وحفظ الله كنيسته. وتُشبه الضربة الثانية: «مُدَّ يَدَكَ عَلَى مِيَاهِ الْمِصْرِيِّينَ، عَلَى أَنْهَارِهِمْ وَعَلَى سَوَاقِيهِمْ،... لِتَصِيرَ دَمًا. فَيَكُونَ دَمٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (خروج 7: 19).

في الجامة الرابعة حرقت الشمسُ الناس بنارها فـ«جَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ... وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا.» (رؤيا 16: 8-9). وحفظ الله كنيسته. وتُشبه الضربة التاسعة على الشمس فحدث: «ظَلاَمٌ دَامِسٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. لَمْ يُبْصِرْ أَحَدٌ أَخَاهُ.» (خر 10: 21 إلخ.).

وفي الجامة الخامسة صَارَتْ مَمْلَكَة الْوَحْشِ مُظْلِمَةً، والناس يَعَضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْوَجَعِ، وَجَدَّفُوا عَلَى إلهِ السَّمَاءِ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَمِنْ قُرُوحِهِمْ، وحفظ الله كنيسته من كل هذا. وتُشبه الضربة الثامنة حيث قال: «مُدَّ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ لِيَكُونَ ظَلاَمٌ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ،.. فَكَانَ ظَلاَمٌ دَامِسٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ.» (خروج 8: 6).

في الجامة السادسة نَشِفَ مَاء النَّهْرِ الْكَبِيرِ الْفُرَاتِ، فصار طَرِيقُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ المَشْرِقِ. وخرجت ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَة أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وجَمَعَتهُمْ لِقِتَالِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ في معركة هرمجدون، وحفظ الله كنيسته. وتُشبه الضربة السابعة: حيث «أَضْرِبُ جَمِيعَ تُخُومِكَ بِالضَّفَادِعِ. فَيَفِيضُ النَّهْرُ ضَفَادِعَ.» (خروج 8: 2-3).

في الجامة السابعة كانت الضربة عظيمة، أن حَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَزَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الأَرْضِ، وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ، فجدَّف الناس للمرة الثالثة والأخيرة، وحفظ الله كنيسته من هذه الضربة وهذا التجديف. وتُشبه الضربة الثامنة: «هَا أَنَا أُمْطِرُ بَرَدًا عَظِيمًا جِدًّا لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي مِصْرَ مُنْذُ يَوْمِ تَأْسِيسِهَا إلَى الآنَ... فَأَعْطَى الرَّبُّ رُعُودًا وَبَرَدًا،... لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مُنْذُ صَارَتْ أُمَّةً.» (خر 9: 18-24).

 

جَامَات غَضَبِ اللهِ

«وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ الْهَيْكَلِ، قَائِلًا لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ:

"امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى الأَرْضِ" (رؤيا 16: 1)

الصَوْت العَظِيم الذي خرج مِنَ الْهَيْكَلِ هو صوت الله، الذي يأمر الْمَلاَئِكَة السَّبْعَة بسكب جَامَاتِ غَضَبِه عَلَى الأشرار وأتباع الْوَحْشِ. كما يقول دَاوُدَ النبي: «صُبَّ عَلَيْهِمْ سَخَطَكَ، وَلْيُدْرِكْهُمْ حُمُوُّ غَضَبِكَ» (مزمور 69: 24). وكما يقول إرْمِيَا النبي «اُسْكُبْ غَضَبَكَ عَلَى الأُمَمِ الَّتِي لَمْ تَعْرِفْكَ.. الَّتِي لَمْ تَدْعُ بِاسْمِكَ» (إرميا 10: 25). أما جَامَاتِ الغَضَبِ فقد: سُكب الجام الأول على الأرض (اليهُود)، والثاني على البحر (الأمم الوثنية)، والثالث على الأنهار (مياه الحياة أي كلام الله عندما يُحرَّف فيُمسِي هرطقة)، والرابع يخُص الشمس (المعلمون الذين كان يجب أن يُنيروا فأمسوا مُضِلِّين)، والخامس على مملكة ضد المسيح، والسادس على نهر الفرات (بابل المُقاومة)، والسابع في الجو وهو رمزٌ لتأديبات الله (قبل المجيء الثاني).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الجَامَاتِ الأربع الأولى: (رؤيا 16: 2- 9)

الجَامَات (عقوبات)

اَلإصحاح السَّادِسُ عَشَرَ

الأبوّاَقَ (إنذارات)

الإصحاح الثامن والتَّاسِعُ

2 فَمَضَى الأَوَّلُ وَسَكَبَ جَامَهُ

عَلَى الأَرْضِ، فَحَدَثَتْ دَمَامِلُ خَبِيثَةٌ وَرَدِيَّةٌ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ بِهِمْ سِمَةُ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِصُورَتِهِ.

7 فَبَوَّقَ الْمَلاَكُ الأَوَّلُ، فَحَدَثَ

بَرَدٌ وَنَارٌ مَخْلُوطَانِ بِدَمٍ، وَأُلْقِيَا

إلَى الأَرْضِ.

فَاحْتَرَقَ ثُلْثُ الأَشْجَارِ، وَاحْتَرَقَ كُلُّ عُشْبٍ أَخْضَرَ. (رمز المجاعات)

 

الجام الأول

مثل البوق الأول (رؤيا 8: 7)؛ فيه تُضرَب الأرض بِبثُور وقرُوح، تُذكّرنا بالضربة السادسة من الضربات العشرة للمصريين (خر 9: 8). وكَونُها سُكِبَت عَلَى الأَرْضِ، أي على اليهود، الذين أعطاهُمُ الله الشرّيعة، ووهبهُم المواعيد، وبسبب شَرّهِم رفَضهُم. وفي أيام ضد المسيح، يُضرَب جميع البشر، «الَّذِينَ عليهم سِمَةُ الْوَحْشِ ويَسْجُدُونَ لِصُورَتِه». وتأديب الله لهم في الجامات، أَظهر نَتانَة ضد المسيح وفساده. وصورة الْوَحْش التي عبدوها لم تُفِدْهم.

 

الجَامَ الثَّانِي (رؤيا 16: 3)

البوقَ الثَّانِي (رؤيا 8: 8)

ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّانِي جَامَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ دَمًا كَدَمِ مَيِّتٍ. وَكُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَاتَتْ فِي الْبَحْرِ.

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الثَّانِي، فَكَأَنَّ جَبَلًا عَظِيمًا مُتَّقِدًا بِالنَّارِ أُلْقِيَ إلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ ثُلْثُ الْبَحْرِ دَمًا وَمَاتَ ثُلْثُ الْخَلاَئِقِ التِي فِي الْبَحْرِ الَّتِي لَهَا حَيَاةٌ، وَأُهْلِكَ ثُلْثُ السُّفُنِ. (رمز الحروب)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الجام الثاني

مِثل البُوق الثاني، يضرب الْبَحْر، أي ينسكب على الأمم التي سجدت لِضِد المسيح، فيتحوّل الْبَحْر إلى الدم. ونتذكّر ضربة مصر الأولى (خر 7: 14-21). والدم كَدَمِ مَيِّتٍ، أي دم جُثث مَيِّتة، وهذا يجعله نجسًا. فهُم يمُوتُون رُوحيًا، وتستمر الضربة، إلى أن يموت كلّ ما في البحر.

 

الجَامَ الثَّالِثُ (رؤيا 16: 4-6)

البوقَ الثَّالِثُ (رؤيا 8: 10-11)

ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ جَامَهُ عَلَى الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ، فَصَارَتْ دَمًا. وَسَمِعْتُ مَلاَكَ الْمِيَاهِ يَقُولُ «عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَكُونُ؛ لأَنَّكَ حَكَمْتَ هكَذَا. لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ، فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا. لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ!»...

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ، فَسَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ كَمِصْبَاحٍ، وَوَقَعَ عَلَى ثُلْثِ الأَنْهَار وَعَلَى يَنَابِيع الْمِيَاهِ. 11وَاسْمُ الْكَوْكَبِ يُدْعَى الأَفْسَنْتِينُ، فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا، وَمَاتَ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمِيَاهِ؛ لأَنَّهَا صَارَتْ مُرَّةً. (رمز الهرطقات).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الجَامَ الثالث

مثل البوق الثالث، يضرب الرب المياه العذبة، فلا تتحوّل إلى أفسنتين كالبوقَ الثَّالِث، بل إلى دم، كما في ضربة مصر الأولى (خر 7: 14-21). وهذا عكس ما حدث في البرية، إذ كانت المياه مرّة، فألقى موسى شجرة في المياه، فصارت عذبًة (خر 15: 23-25).

وهي ضربة خطيرة، فالذين يحملون الإنجيل ينبوع الحياة؛ ليُقدمُوا ماءَ الحياة لترتوي منه البشرّية، بعدما عرفُوا الرّب وشربُوا من ينبوعه، وصاروا خدامًا. ها هم انحرفُوا، وأمسوا مُبتدعين وهراطقة، وصارت ينابيعهُم دمًا؛ لهذا يطلب الملائكة أن يُؤدبهُم الرّب؛ لكي لا يُهلكوا البُسطاء، الذين يشربون من أيديهِم دمًا مُميتًا، مع لَذَّةٍ قاتلة، كما يقول القديس أغاثون. وبِهذا تتميز فترة ضد المسيح، أن الذين كانُوا يحملون قيادة الخدمة، ويُعلمون بالحقّ، يسقطون.

أما «مَلاَكَ الْمِيَاهِ» (رؤيا 16: 5)، وهو ثالث ملاك، مسؤول عن ظاهرة طبيعية. «مَلاَكَ الْمِيَاهِ» يأتي بعد ملائكة الرياح (رؤيا 7: 1)، وملاك النار (رؤيا 14: 18)؛ لأن الجَامَ الثالث ضَربَت منطقة نفوذه. فهو عالِمٌ بما يفعل، وقد أعلن دينونة الله العادلة.

فسَبَّح «مَلاَك الْمِيَاهِ»: «عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَكُونُ لأَنَّكَ حَكَمْتَ هكَذَا. لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ، فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا؛ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ» (رؤيا 16: 5-7):

[وهي ترنيمة توازي ترنيمة الغالبين الواقفين على بحر البلّور. فبَعْد المؤمنين، تأتي الخليقة نفسها، فتُقِرّ أن تَصَرُّف الله عادل. فالله هو "الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ"، "ذاك الذي يأتي"، كما في (رؤيا 1: 4-8؛ 4: 8)؛ لأن الديّان هو الآن حاضر، وعمله يكشفه أنه القدوس، ذاك الذي لا يستطيع تَحَمُّل الشرّ (رؤيا 15: 4)](46).

«لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاء» (رؤيا 16: 6)

[إن تَحوُّل الماء إلى الدم ليس ضربة عادية، فهي القصاص العادل، للذين سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاء كما يُسفك الماء (مز 79: 3). والنداء الذي أطلقه الشهداء من تحت المذبح(47) (رؤيا 6: 10) قد سُمع، فضَرب الله مضطهِديهم. وأنشد الملاك: نالوا ما يسْتَحِقُّونَ. «لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ»](48).

«فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا.» (رؤيا 16: 6):

مِيَاه الأَنْهَارِ وَاليَنَابِيعِ هي أساس الحياة، فإذا تحوّلَ إلى دَمٍ كَدَمِ مَيِّتٍ.... [فالإنسان الذي يرفض أن يشرب الدم، الذي يعطي الحياة الأبدية (يو 6: 54)، يُحكَم عليه بالعطش، ويُفرَض عليه أن يشرب "دم الموت" في نهاية الأزمنة. تلك كانت الكأس الثالثة](49).

 

وَسَمِعْتُ (صَوْتًا) آخَرَ مِنَ الْمَذْبَحِ قَائِلًا: «نَعَمْ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَقٌّ وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ» (رؤيا 16: 7).

[بدأ المذبح يتكلّم. فالمذبح هو الذي حمل إلى الله كل صلوات القديسين (رؤيا 8: 3- 5؛ 9: 13؛ 14: 18). فصوتُه يُمثّل صوت القديسين والشهداء، ويُقابل صوت الملاك وما فيه من طلب انتقام. وهو يستعيد كلمات نشيد موسى ونشيد الحمل «عظيمة وعجيبة هي أعمالك» (رؤيا 15: 3-4)](50).

 

الجَامَ الرَّابِعُ (رؤيا 16: 8-9)

البوقَ الرَّابِعُ (رؤيا 8: 12)

ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الرَّابعُ جَامَهُ عَلَى الشَّمْسِ، فَأُعْطِيَتْ أَنْ تُحْرِقَ النَّاسَ بِنَارٍ، فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقًا عَظِيمًا، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الرَّابِعُ، فَضُرِبَ ثُلْثُ الشَّمْسِ وَثُلْثُ الْقَمَرِ وَثُلْثُ النُّجُومِ، حَتَّى يُظْلِمَ ثُلْثُهُنَّ، وَالنَّهَارُ لاَ يُضِيءُ ثُلْثُهُ وَاللَّيْلُ كَذلِكَ.

(الظلمة ضد لاهوت المسيح)

 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الجَامَ الرابِعُ

مثل البوق الرابع. وقد سَكَبَ الْمَلاَكُ الرَّابعُ جَامَهُ عَلَى الشَّمْسِ، فصار حرًا شديدًا حارقًا. ويصف داود النبي: حماية الله لنا من الشمس فيقول: «فلا تؤذيك شمس النهار، ولا يؤذيك القمر في الليل» (مز 21: 6). وإشَعْيَا النبي يقول: «يرسل الرب خيمة تظلّل أورشليم في النهار من الحرّ»، (إشعيا 4: 6)، «لاَ يَجُوعُونَ وَلاَ يَعْطَشُونَ، وَلاَ يَضْرِبُهُمْ حَرٌّ وَلاَ شَمْسٌ، لأَنَّ الَّذِي يَرْحَمُهُمْ يَهْدِيهِمْ وَإلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ يُورِدُهُمْ.» (إشعيا 49: 10). ويصف سفر الرُؤْيَا الغالبين: «لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ» (رؤيا 7: 16). وكل هذا يُشير إلى حماية الله لنا من الجَام الرَّابِع، من ثِقل النهار وحَرِّه.

خُلقت الشمس لتُنير الأرض (تك 1: 5)، وهنا حرارة الشمس تحرقهم. أما الأبرار، فأتون النَّارِ المُتقدة ليس لها قُوَّةٌ عَلَى أَجْسَامِهِمْ (دا 3: 27).

سَكَبَ الْمَلاَكُ الرَّابعُ جَامَهُ عَلَى الشَّمْسِ، والمفروض أن الشَّمْس ترمز للمسيح شَّمْسِ البر، فكيف يسَكُبُ الْمَلاكُ جَامَهُ عَلَى الشَّمْسِ؟!، هذا يعني أن الشمس أيضًا هي كلمة الله. فحينما يسَكُبُ الْمَلاَكُ جَامَهُ عَلَى الشَّمْسِ، يسكُبُه على كلمة الله، وهذا هو التفسير المُنحرِف لكلمة الله أو الهرطقة. أما عبارة «فَاحْتَرَقَ النَّاسُ»، تعني أنهم انساقوا وراء البدع. وبدلًا من أن يَتُوبُوا مستفيدين من التأديب ويُعْطُوهُ مَجْدًا، إزدادوا عنادًا وَجَدَّفُوا عَلَى اللهِ.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الجَامَ الخَامِسُ

 

الجَامَ الخَامِسُ (رؤيا 16: 10-11)

البوقَ الْخَامِسُ (رؤيا 9: 1-5)

10سَكَبَ الْمَلاَكُ الخَامِسُ جَامَهُ عَلَى عَرْشِ الْوَحْشِ، فَصَارَتْ مَمْلَكَتُهُ مُظْلِمَةً. وَكَانُوا يَعَضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْوَجَعِ 11وَجَدَّفُوا عَلَى إلهِ السَّمَاءِ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَمِنْ قُرُوحِهِمْ، وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ.

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الْخَامِسُ، فَرَأَيْتُ كَوْكَبًا قَدْ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ إلَى الأَرْضِ، وَأُعْطِيَ مِفْتَاحَ بِئْرِ الْهَاوِيَةِ. 2فَفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ. فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ مِنْ دُخَانِ الْبِئْرِ. 3 وخَرَجَ جَرَادٌ عَلَى الأَرْضِ، فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا كَمَا لِعَقَارِبِ الأَرْضِ سُلْطَانٌ. 4وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرَّ عُشْبَ الأَرْضِ وَلاَ شَيْئًا أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً مَا، إلاَّ النَّاسَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ. 5وَأُعْطِيَ أَنْ لاَ يَقْتُلَهُمْ، بَلْ أَنْ يَتَعَذَّبُوا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ. َ

 

أصاب الجَامُ الخَامِسُ عَرْشَ الْوَحْشِ (ضد المسيح). فرُوما هي العَرْش، وسلطانها هو الْوَحْش (رؤيا 13: 2). فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ، وصَارَتْ مَمْلَكَتُهُ مُظْلِمَةً، رُوحيًا وأدبيًا. [فأُصيب الناسُ بِالعَمَى](51). فيتشككون ويتحيرون في شخصية ضد المسيح، بسبب المعجزات التي يعملها، ويُضِل بها ولو أمكن المُختارين أيضًا. وفيه ظهر يأس أتباع الوحش بعد آلامهم الكثيرة والقروح الخبيثة التي أصابتهم، «كَانُوا يَعَضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْوَجَعِ».

«وَجَدَّفُوا عَلَى إلهِ السَّمَاءِ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَمِنْ قُرُوحِهِمْ، وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ». فهدَف الله مِن سكْب الجامات هُو توبة البشر ورجُوعهم عن ضلالاتهم. والجَام الخَامِسُ يُذكّرنا بضربة مصر التاسعة (خر 10: 21- 23).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الجَام السَّادِسُ

الجَام السَّادِسُ (رؤيا 16: 12)

البوق السَّادِسُ (رؤيا 9: 13)

ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ جَامَهُ عَلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ الْفُرَاتِ، فَنَشِفَ مَاؤُهُ؛ لِكَيْ يُعَدَّ طَرِيقُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ. 13وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، 14فَإنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ؛ لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 15«هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ؛ لِئَّلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا، فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ». 16فَجَمَعَهُمْ إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ».

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ... فَانْفَكَّ الأَرْبَعَةُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُعَدُّونَ لِلسَّاعَةِ وَالْيَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالسَّنَةِ، لِكَيْ يَقْتُلُوا ثُلْثَ النَّاسِ 16وَعَدَدُ جُيُوشِ الْفُرْسَانِ مِئَتَا أَلْفِ أَلْفٍ. 17وَهكَذَا رَأَيْتُ الْخَيْلَ وَالْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، لَهُمْ دُرُوعٌ نَارِيَّةٌ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٌ وَكِبْرِيتِيَّةٌ، وَرُؤُوسُ الْخَيْلِ كَرُؤُوسِ الأُسُودِ وَمِنْ أَفْوَاهِهَا يَخْرُجُ نَارٌ وَدُخَانٌ وَكِبْرِيتٌ 18مِنْ هذِهِ الثَّلاَثَةِ قُتِلَ ثُلْثُ النَّاسِ. 19فَإنَّ سُلْطَانَهَا هُوَ فِي أَفْوَاهِهَا وَفِي أَذْنَابِهَا، لأَنَّ أَذْنَابَهَا شِبْهُ الْحَيَّاتِ، وَلَهَا رُؤُوسٌ وَبِهَا تَضُرُّ. 20وَأَمَّا بَقِيَّةُ النَّاسِ فَلَمْ يَتُوبُوا حَتَّى لاَ يَسْجُدُوا لِلشَّيَاطِينِ وَأَصْنَامِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَجَرِ وَالْخَشَبِ، 21وَلاَ تَابُوا عَنْ قَتْلِهِمْ وَسِحْرِهِمْ وزِنَاهُمْ وسَرِقَتِهِمْ

 

«ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ جَامَهُ عَلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ الْفُرَاتِ»: في الجام السادس، كما في البوق السادس، يظهر الصراع الأخير بين التِّنِّينِ، وَالْوَحْشِ، وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ من جهة، وبين الكنيسة من جهة أخرى، حيثُ يتفقُون معًا لمحاربة الكنيسة، برُوح واحدة.

St-Takla.org Image: Babylonian art - from "Religion in the Home or Captivating Bible Stories" book, by Charlotte M. Yonge, engravings by Julius Schnorr Von Karolsfeld, published by George W. Bertron, 1913. صورة في موقع الأنبا تكلا: فن بابلي - من كتاب "الدين في المنزل، أو قصص كتابية آسِرة"، لـ شارلوت م. يونج، رسم جوليوس شنورر فون كارولسفيلد، إصدار جورج و. بيرتون، 1930 م.

St-Takla.org Image: Babylonian art - from "Religion in the Home or Captivating Bible Stories" book, by Charlotte M. Yonge, engravings by Julius Schnorr Von Karolsfeld, published by George W. Bertron, 1913.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فن بابلي - من كتاب "الدين في المنزل، أو قصص كتابية آسِرة"، لـ شارلوت م. يونج، رسم جوليوس شنورر فون كارولسفيلد، إصدار جورج و. بيرتون، 1930 م.

«فَنَشِفَ مَاؤُهُ لِكَيْ يُعَدَّ طَرِيقُ الْمُلُوكِ(52) الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ.»

«وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، فَإنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ، لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (رؤيا 16: 13-14)

التِّنِّينِ هو الشيطان، والْوَحْشِ هو ضِدّ المسيح، والنَّبِيِّ الْكَذَّابِ يتقدم ضِدّ المسيح ويُمهد له، فيخرج من أفواههِم ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، وهي أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ تختفي في هذه المناظر، صَانِعَةٌ آيَاتٍ ومعجزات شيطانية تخدع بها المؤمنين، وتَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ، فتخدعهم، وتقودهم وتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ». وهي معركة رهيبة لم يحدث مثلها في كل تاريخ العالم،

فهي مكان يرمز للموت وسفك الدماء(53) (رؤيا 16: 13-16).

فرغم الأسلحة المخيفة، وكثرة الجنود في إسرائيل، فإن الرب هو الذي سيبيدهم في ظهوره. وهذه المعركة لن يُستثنَى منها أحد. ويحدثنا عن طَرِيق الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ، أما مكان الحرب، فهو وادٍ في أرض فلسطين يمتد من حيفا جنوبًا إلى عكا شمالًا. رآه نابليون في يومه فقال وكأنه يتنبأ: هذا المكان يصلح لموقعة حربية هائلة!

«هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَّلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ» (رؤيا 16: 15).

«هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ!»: تحذيرٌ إلهي. فالمجيء الثاني للمسيح سيكون فجأة! فملكُوت الله لا يأتي بمراقبة، ومجيئه مُفرحٌ للمستعدين المنتظرين وطالبين سرعة مجيئه، ومُرعبٌ لغير السَاهرين.

«طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَّلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا»: كان آدَمُ مكسوًا في جنة عدن بثِيَاب النعمة، لكنه لم يَسْهَر ولم يَحْفَظه، فأمسى عُرْيَانًا. وإذ سَمِعَ صَوْتَ الرَّبِّ الإلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ، اخْتَبَأَ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإلهِ... فَنَادَى الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ.. «أَيْنَ أَنْتَ؟». فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ» (تك 3: 8-10) والآن يعود الرب ويقول: «هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَّلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا».

«فَجَمَعَهُمْ إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّون» (رؤ 16: 16)

ترجم القديس إيرونيموس (جيروم) كلمة «هَرْمَجَدُّون بجبل اللصوص أو الموضع المنخفض، وهو مكان في فلسطين، ربما في وادي يهوشافاط الذي يعني قضاء الله (يوئيل 2: 12-14)، أما الكلمة حرفيًا فتعني لصوص الأُلوهة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الجَامَ السَّابعُ

البوقَ السَّابعُ (رؤيا 11: 15)

الجَامَ السَّابعُ (رؤيا 16: 17)

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً: «قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إلَى أَبَدِ الآبِدِينَ». 16وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا ِلله 17قَائِلِينَ: «نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ. 18وَغَضِبَتِ الأُمَمُ، فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا، وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ، وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الأَرْضَ». 19وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ.

ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّابعُ جَامَهُ عَلَى الْهَوَاءِ، فَخَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ هَيْكَلِ السَّمَاءِ، مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا: «قَدْ تَمَّ!» 18فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الأَرْضِ، زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هكَذَا. 19وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ، وَمُدُنُ الأُمَمِ سَقَطَتْ، وَبَابِلُ الْعَظِيمَةُ ذُكِرَتْ أَمَامَ اللهِ لِيُعْطِيَهَا كَأْسَ خَمْرِ سَخَطِ غَضَبِهِ. 20وَكُلُّ جَزِيرَةٍ هَرَبَتْ، وَجِبَالٌ لَمْ تُوجَدْ. 21وَبَرَدٌ عَظِيمٌ، نَحْوُ ثِقَلِ وَزْنَةٍ، نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى النَّاسِ. فَجَدَّفَ النَّاسُ عَلَى اللهِ مِنْ ضَرْبَةِ الْبَرَدِ، لأَنَّ ضَرْبَتَهُ عَظِيمَةٌ جِدًّا

 

«ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّابعُ جَامَهُ عَلَى الْهَوَاءِ، فَخَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ هَيْكَلِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا «قَدْ تَمَّ!» (رؤيا 16: 17): هذه أحداث النهاية.

سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّابعُ جَامَهُ عَلَى الْهَوَاءِ: في الجَامِ السَّابع والأخير، كما في البُوق السَّابع الأخير قبيل القيامة مباشرة، آخر فرصة للتأديب، فقد جاء وقت الدينُونة. وهي:

«فَخَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ هَيْكَلِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَرْشِ»: الْعَرْشُ طغمة كِروبيمية سامية، بل أَسمَى الرُّتب، وصَوْتُهم العَظِيم يُمثل الإرادة الإلهية. فالقرار الإلهي هو:

«قَدْ تَمَّ!» كل تدبير يمكن أن يُعمَل لخلاص البشر، وجاء نفس التعبير «قَدْ تَمَّ!» في (رؤيا 21: 6)، وهي خاتمة ظهور أورشليم السماوية.

«فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الأَرْضِ، زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هكَذَا» (رؤيا 16: 18)

هذه آية ثيؤفانية تُعبر عن الحضور الإلهي. فالأَصْوَات وَالرُعُود وَالبُرُوق. وَالزَلْزَلَة العَظِيمَة، كلها مظاهر تدلّ على حضور الله.

أما عبارة «لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الأَرْضِ» في سفر الرؤيا قد تكررت ثلاث مرات في نهاية الضربات في مصر. ففي الضربة السابعة قيل: «لم يكن مثله في مصر منذ أُسّست» (خر 9: 18، 24) وفي الضربة التاسعة قيل: «لم يكن قبله ولن يكون بعده» (خر 10: 14). وفي الضربة العاشرة قيل: «لم يكن مثله ولن يكون مثله» (خر 11: 6). وهكذا قيل «لم يكن منذ كانت أُمّة» (دا 12: 1)، «لم يكن مثله منذ بدء الخليقة» (مر 13: 19).

«لَمْ يَحْدُثْ.. زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هكَذَا»

ما هذه الزَلْزَلَةٌ العَظِيمَةٌ التي تُحطِم الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ أورشليم بهذه المِقْدَارِ: «وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ وَمُدُنُ الأُمَمِ سَقَطَتْ» (رؤيا 16: 19)

تحطّمت الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ أورشليم، وَصَارَتِ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ، وانهارت مُدُنُ الأُمَمِ. وغضِبَ اللهُ على الجِبَال (إر 4: 24؛ حز 38: 20؛ حب 3: 6؛ رؤ 6: 14)، وجُزُر البحر (حز 26: 15-18). فالعالم الحاضر سيزول (رؤ 21: 1-5).

«وَبَابِلُ الْعَظِيمَةُ ذُكِرَتْ أَمَامَ اللهِ لِيُعْطِيَهَا كَأْسَ خَمْرِ سَخَطِ غَضَبِهِ. وَكُلُّ جَزِيرَةٍ هَرَبَتْ، وَجِبَالٌ لَمْ تُوجَدْ» (رؤيا 16: 19-20).

بَابِلُ الْعَظِيمَةُ: التي ترمز للتَّمرُّد والشر، هي الإمبراطورية الرومانية التي تُمثِّل الوثنية، حيث يَتسلَّط التنين والوحشان. لذلك يستقر عليها غضبُ الله؛ لإنها انفصلت عنه.

ذُكِرَتْ أَمَامَ اللهِ: وهنا تبدأ محاكمة الله للعالم. ويتجلّى حضور الله؛ ليكشف الهُوَّة بينه وبين شرور المدينة الشريرة بَابِل. لذلك ستشرب كَأْسَ خَمْرِ سَخَطِ غَضَبِهِ. ومنه هَرَبَ الكل، الجِبَال والجُزُرْ.

«وَبَرَدٌ عَظِيمٌ، نَحْوُ ثِقَلِ وَزْنَةٍ، نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى النَّاسِ» (رؤيا 16: 21).

البَرَد هنا غير طبيعي، بحجم كُرة نحو 40 كيلوجرام تقريبًا، وهو وزن الكُرة التي أطلقها الرومان بالمنجنيق في حصار أورشليم سنة 70 م. وهذا ما أشار إليه سفر الحكمة في حديثه عن الدينونة الأخيرة فقال: «وسخطه يَرجِمُهم ببَرَد ضخْم» (حك 5: 22).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

خاتمة

كانت الختوم في الإصحاح السَّادِس، إعلاناتٍ تشير إلى ما سيُقابل الكنيسة في مسيرتها. والأبواق إنذاراتٍ تحُث الناس على الإيمان والتوبة، أما الجامات فهي عقوبات ستحل على الأشرار.

وهي ثلاث رُؤى تَشرح صِراع قِوى الشر مع الكنيسة في مسيرتها من الأرض إلى السماء. وتنتهي بغَلبة أبناء الله الحتمية على الشيطان.

ورأينا أن الأبواق أصابت ثُلث الأشياء، أما الجامات فأصابت الكل. والأبواق أصابت الإنسان من البوق الرابع، أما الجامات فأصابت الإنسان من الجام الأول.

[في الجام الأول (رؤ 16: 2) وجدنا القروح التي هي الضربة السادسة بين ضربات مصر (خر 9: 8-12). وفي الجام الثاني (رؤ 16: 3-7) يتحوّل الماء إلى دم، كما في الضربة الأولى (خر 7: 14- 25). وفي الجام الخامس (رؤ 16: 10-11) تُغطِّي الظُلمة الأرض، كما في الضربة التاسعة من ضربات مصر (خر 10: 21-23). في الجام السادس (رؤ 16: 12-15)، نرى الضفادع كما في الضربة الثانية (خر 8: 1-7). وفي الجام السابع (رؤ 16: 17-21) ينزل البَرَد الكبير كما في الضربة السابعة (خر 9: 13-35)](54).

في العهد القديم، استعان الله بالطبيعة؛ ليقود فرعون للتوبة ويدعوه للاعتراف بقدرته. وفي العهد الجديد، جاءت قِوَى الطبيعة تدلّ على دينونة الله. فهل تاب الناس؟ كلا. مثلًا نقرأ في الجام السابع: فَجَدَّفَ النَّاسُ عَلَى اللهِ مِنْ ضَرْبَةِ الْبَرَدِ؛ لأَنَّ ضَرْبَتَهُ عَظِيمَةٌ جِدّا» (رؤ 16: 21)](55). وبهذا يكررون موقف فرعون ويتحمّلون الضَرْبَة دون أن يفهموا معناها.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(46)بولس الفغالي (الخوري)، تفسير سفر الرؤيا، طبعة رابعة 2006 م، ص 254.

(48)بولس الفغالي (الخوري)، تفسير سفر الرؤيا، طبعة رابعة 2006 م، ص 254.

(49)المرجع السابق، ص 255.

(50)المرجع السابق، ص 254.

(51) بولس الفغالي (الخوري)، تفسير سفر الرؤيا، طبعة رابعة 2006 م، ص 256.

(52)«بدأت الصين في إنشاء طَرِيقُ الْمُلُوكِ من الصين إلى إيران، وحتى سيناء. وافتتح جزءه الأول عام 1978، ويعتبرونه معجزة الصين الجديدة، قام به 10 آلاف عامل صيني لمدة ثماني سنين، شقوا الطريق في منطقة جبلية ارتفاعها 5.5 كيلومترا. فصار سور الصين الحديثة. واعترضت الهند عليه باعتباره يهدد السلام في آسيا، لكن الهند لم تعرف الخطورة الحقيقة لهذا الطريق كما سيتضح فيما بعد، وكما نفهمه من الحديث عن سكب الجام السادس، فالملوك الذين من مشرق الشمس، وهي على الأرجح دول الشرق الأقصى كالصين واليابان. (فعدد الجيش الذي يُذكر في البوق السادس، إذا أُخذ حرفيًا 200 مليون، لا يمكن أن يخرج إلا منها). وستكون الحرب عالمية بمعني الكلمة.

(53)حيث غلب العبرانيون سيسرا، وقتل ملك يهوذا أخزيا، وفرعون مصر يوشيا ملك يهوذا.

(54)بولس الفغالي (الخوري)، تفسير سفر الرؤيا، طبعة رابعة 2006 م، ص 255.

(55)المرجع السابق، ص 255.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/apocalypse/chapter-16.html

تقصير الرابط:
tak.la/f6txx8c