St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-youhanna-fayez  >   apocalypse
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-youhanna-fayez  >   apocalypse

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص يوحنا فايز زخاري

الرؤيا 11 - تفسير سفر الرؤيا

 

محتويات:
(إظهار/إخفاء)

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الإصحاح الْحَادِي عَشَرَ

الشاهدان والبوق الأخير

 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نص الأصحاح:

الإصحاح الْحَادِي عَشَرَ

الشاهدان والبوق الأخير

1 ثُمَّ أُعْطيتُ قَصَبَة شِبْه عَصًا، وَوَقَف الْملاَكُ قَائِلا لِي

قُم وَقس هَيكَل اللهِ وَالْمَذْبَحَ وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ.

2 وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي هِيَ خَارِجَ الْهَيْكَلِ فَاطْرَحْهَا خَارِجًا وَلاَ تَقِسْهَا

لأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ لِلأُمَمِ،

 

وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَة الْمُقَدَّسَةَ اثْنَيْن وَأَرْبَعِين شَهْرًا. 3 وَسَأُعْطِي لِشَاهِدَيَّ فَيَتَنَبَّآنِ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا،

لاَبِسَيْنِ مُسُوحا.

 

4هَذانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ وَالْمَنَارَتَانِ الْقَائِمَتَانِ أَمَامِ رَبِّ الأَرْضِ

5 وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا

وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا فَهَكذَا لاَ بد أَنَّهُ يُقتلُ.

 

6هَذانِ لَهُمَا السُّلْطَانُ أَنْ يُغْلِقَا السَّمَاءَ حَتَّى لاَ تُمْطِرَ مَطَرًا

فِي أَيَّامِ نُبُوَّتِهِمَا

وَلَهُمَا سُلْطَانٌ عَلَى الْمِيَاهِ أَنْ يُحَوِّلاَهَا إِلَى دَمٍ،

وَأَنْ يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَةٍ كُلَّمَا أَرَادَا

 

7 وَمَتَى تَمَّمَا شَهَادَتَهُمَا

فَالْوَحْشُ الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ سَيَصْنَعُ مَعَهُمَا حَرْبًا وَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُمَا

8 وَتَكُونُ جُثَّتَاهُمَا عَلَى شَارِعِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُدْعَى رُوحِيا

سَدُومَ وَمِصْرَ حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا أَيْضًا

9 وَيَنْظُرُ أُنَاسٌ مِنَ الشُّعُوبِ وَالْقَبَائِلِ وَالأَلْسِنَةِ وَالأُمَمِ جُثَّتَيْهِمَا

ثَلاَثَة أَيَّامٍ وَنِصْفا، وَلاَ يَدَعُونَ جُثَّتَيْهِمَا تُوضَعَانِ فِي قُبُورٍ.

 

10 وَيَشْمَتُ بِهِمَا السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ

وَيَتَهَلَّلُونَ، وَيُرْسِلُونَ هَدَايَا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ

لأَنَّ هَذَيْنِ النَّبِيَّيْنِ كَانَا قَدْ عَذَّبَا السَّاكِنِين عَلَى الأَرْضِ.

11 ثُمَّ بَعْدَ الثَّلاَثَةِ الأَيَّامِ وَالنِّصْفِ

دَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ حَيَاةٍ مِنَ اللهِ، فَوَقَفَا عَلَى أَرْجُلِهِمَا.

وَوَقَع خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى الَّذِينَ كَانُوا يَنْظُرُونَهُمَا.

12 وَسَمِعُوا صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلا لَهُمَا:

اصْعَدَا إِلَى هَهُنَا. فَصَعِدَا إِلَى السَّمَاءِ فِي السَّحَابَةِ،

وَنَظَرَهُمَا أَعْدَاؤُهُمَا.

 

13 وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ حَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، فَسَقَطَ عُشْرُ الْمَدِينَةِ،

وَقُتِلَ بِالزَّلْزَلَةِ أَسْمَاءٌ مِنَ النَّاسِ سَبْعَةُ آلاَفٍ.

وَصَارَ الْبَاقُونَ فِي رُعْبَةٍ وَأَعْطُوا مَجْدًا لِإِلَهِ السَّمَاءِ.


14 الْوَيْلُ الثَّانِي مَضَى وَهُوَذا الْوَيْلُ الثَّالِثُ يَأْتِي سَرِيعًا.

15 ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ،

فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً

قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.

 

16 وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ،

خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدوا لِلَّهِ،

17 قَائِلِينَ نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،

الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأتِي،

لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ.

 

18 وَغَضِبَتِ الأُمَمُ فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا،

وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ،

الصِّغَار وَالْكِبَارِ، وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الأَرْضَ.

 

19 وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ،

وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org         Image: Enoch the Righteous, Coptic icon by Tasony Sawsan صورة: أيقونة القديس أخنوخ البار، رسم قبطي معاصر - تاسوني سوسن

St-Takla.org Image: Enoch the Righteous, Coptic icon by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس أخنوخ البار، رسم قبطي معاصر - تاسوني سوسن.

مقدمة

بين الختمين السادس (رؤ 6: 12)، والسابع (رؤ 8: 1) كانت رسالة عزاء (الإصحاح السابع) (رؤ 7). خُتِمَ أبناءُ الله لكي لا تؤذيهم وَيْلات الضيقة العظيمة.

وبين البوقين السادس (رؤيا 9: 13)، والسابع (رؤيا 11: 15) رسالة عزاء (الإصحاح العاشر) (رؤ 10). السِّفْر الصغير الحُلو أولًا والمُرُّ أخيرًا، والشاهدان.

وانتهى الإصحاح العاشر بأنْ فَهِمَ مار يوحنا السِّفْر الصغير أو أَكَلَهُ، وتنبأَ عن شعوبٍ وأممٍ وألْسِنَةٍ وملوك. وسنلتقي هُنا في الإصحاح الحادي عشر بهذه النبوات. فقد سيطر الرب على الأرض والبحر إذ وضع رِجْلَيه عليهما وأقسم بأن الزمن سينتهي ويتم سِرُّ الله فيتغير الناس في لحظة وطَرْفَة عَيْن، وتبدأ الأبدية.

وقبل هذا تَنْصَبُّ جامات غضب الله السبعة أو الضربات الأخيرة التي بها يكتمل غضبُ الله على الأشرار والوحش فتنتهي مملكته. ولذلك يبدأ الإصحاح الحادي عشر بأورشليم المدوسة من الأمم.

وينقسم الإصحاح الحادي عشر إلى:

1. الهيكل والمذبح والدار الخارجية وأورشليم المدوسة (رؤ 11: 1-2)

2. الشاهدان وصراعهما مع الوحش (رؤيا 11: 3-12)

3. الوَيْل الثاني (رؤيا 11: 13-14)

4. الوَيْل الثالث أو البوق السابع (رؤيا 11: 15-19)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الهيكل والمذبح والدار الخارجية وأورشليم المدوسة (رؤيا 11: 1-2)

"ثُمَّ أُعْطِيتُ قَصَبَةً شِبْهَ عَصًا" (رؤيا 11: 1)

"وَالَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كَانَ مَعَهُ قَصَبَةٌ مِنْ ذَهَب

لِكَيْ يَقِيسَ الْمَدِينَةَ وَأَبْوَابَهَا وَسُورَهَا" (رؤيا 21: 15)

ثُمَّ أُعْطِيتُ مبني للمجهول، والفاعل هو المسيح الذي أعطى مار يوحنا.

"قَصَبَةً شِبْهَ عَصًا" (رؤيا 11: 1)، "قَصَبَةٌ مِنْ ذَهَب" (رؤيا 21: 15)

القَصَبَة أداة قياس الطول وتقدر بـ 6 أذرع (الذراع من الرسغ إلى الكوع في الإنسان المتوسط) كما في (حزقيال 40: 3). والقياس دليل الامتلاك، أمَّا القصبة من ذهب في يد المسيح في (رؤيا 21: 15) فتعني الرب الملك "قضيب استقامة قضيب مُلْكِك" (مزمور 45: 6؛ عب 1: 8). فهو يقيس البَشَر لِيُجازي كل واحد حسب عمله، ولعل هذه القصبة ترمز إلى المِقياس الإلهي الذي يُقاس به الإنسان وهو كلمة الله.

 

St-Takla.org Image: Russian icon of the Prophet Elijah, 18th century (Iconostasis of Kizhi monastery, Karelia, Russia). صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة روسية من القرن الثامن عشر تصور النبي إيليا - من حامل أيقونات دير كيزهي، كاريليا، روسيا.

St-Takla.org Image: Russian icon of the Prophet Elijah, 18th century (Iconostasis of Kizhi monastery, Karelia, Russia).

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة روسية من القرن الثامن عشر تصور النبي إيليا - من حامل أيقونات دير كيزهي، كاريليا، روسيا.

"وَوَقَفَ الْمَلاَكُ قَائِلًا لِي

قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالْمَذْبَحَ وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ." (رؤ 11: 1)

طوباك يا يوحنا تشترك مع الله في تقييم البشرية

كانت خِدمتك الأولى هي التعليم "اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ..." فَتُوَصِّلُ كلمة الله إلى كنيسة الله أساقفةً وشعبًا، ورأى الرب أمانتك، فأعطاك خدمة التقييم "قُمْ وَقِسْ... السَّاجِدِينَ"، أعطاك سلطان الحُكم فتقيس مَن هو مُستحِق ومن هو غير مستحق. أليس هذا امتدادًا لِلسُّلطان "مَن غفرتم لهم خطاياهم غُفِرَتْ.."، "ما حللتموه على الأرض يكون محلولًا"؟ فالساجدون في هيكل الله والمذبح قَبِلَهُم الله إذ هم يسجدون بالروح والحَقِّ في هيكله.

"هَيْكَل اللهِ" وما أروع أن يُقال عن الهيكل هيكل الله، نعم بناه البشر على الأرض ولكنه هيكل الله، فيه يسكن الله مع الإنسان ويرمز لهيكل العهد الجديد حيث يتحد الله مع الإنسان.

كان الهيكل اليهودي مستخدَمًا ككنيسة مسيحية في العَصْر الرسولي "كَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ" (أعمال 2: 46). وقد أوصاهم الرب بِمَلاكِه "اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هذِهِ الْحَيَاةِ." (أعمال 5: 20)

وعندما نتذكر أنَّ في زمن كتابة الرؤيا لم يكن الهيكل اليهودي المادي العظيم الذي بناه سليمان الحكيم على جبل المُرَايا موجودًا، فقد هُدِم سنة 70 م بِواسطة تيطس الإمبراطور الروماني، فنُدرك أن الهيكل هنا هو هيكل الله المسيحي الذي يعني الكنيسة المسيحية بما تحمل من "الساجدين" أي المؤمنين المسيحيين.

"وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ" قياس السَّاجِدِينَ يعني قياس روحياتهم وأهدافهم من السجود وهذا لا يتأتى إلا بمُمارسة سِر الاعتراف.

 

"وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي هِيَ خَارِجَ الْهَيْكَلِ فَاطْرَحْهَا خَارِجًا وَلاَ تَقِسْهَا لأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ لِلأُمَمِ" (رؤ 11: 2).

هؤلاء يأتون إلى بيت الله ولا يدخلون إلى هَيْكله إلى عُمْق الشَّرِكة معه. كثيرون في عَصْرنا يأتون إلى فِناء الكنيسة، إلى ما بين البَابَيْن(28) ويمنعهم الشيطان وتَمْسِكُهم الخطية أن يدخلوا إلى الشركة المقدسة حيث يمارسون سِر التوبة والاعتراف وسِر الِافخارستيا ويتعاملون مع الهيكل والمذبح، فالحياة السطحية لا تُفيد شيئًا، والرب لا يزال يقول "اُدخلوا إلى العمق وأَلقوا شِباككم للصَّيْد".

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الشاهدان المنارتان الزيتونتان

(رؤ 11: 3-12)

"وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ اثْنَيْن وَأَرْبَعِين شَهْرا." (رؤ 11: 2)

καὶ τὴν πόλιν τὴν ἁγία πατήσουσιν وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ μῆνας τεσσεράκοντα δύο. اثْنَيْن وَأَرْبَعِين شَهْرا.

تكلَّم الرب يسوع عن خراب أورشليم وعلامات المجيء الثاني فقال "وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ" (لو 21: 24)، ووصفها إشعيا النبي "وَيَجْعَلَهُمْ مَدُوسِينَ كَطِينِ الأَزِقَّةِ" (إش 10: 6).

وهذه المدة الرمزية التي فيها ستُداس أورشليم المدينة المقدسة من الأمم هي اثنان وأربعون شهرًا (رؤ 11: 3).

والمدة بالشهور تعني العقوبة، فالطوفان حُسِب بالشهور (تك 7: 11؛ 8: 4-5)، "فاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ... عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ. وَالْمِيَاهُ تَنْقُصُ إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ." (تك 8: 4-5)

وسُبِيَ "تَابُوتُ اللهِ فِي بِلَادِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ" (1 صموئيل 6: 1)، وتعذيب الناس بالجراد حُسب بالشهر "وَأُعْطِيَ أَنْ لَا يَقْتُلَهُمْ بَلْ أَنْ يَتَعَذَّبُوا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ. وَعَذَابُهُ كَعَذَابِ عَقْرَبٍ إِذَا لَدَغَ إِنْسَانًا." (رؤيا 9: 5)، واكتمال الإثم حُسب اثنين وأربعين شهرًا "وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا." (رؤيا 13: 5)،

أو 1260 يومًا (رؤ 11: 3؛ 12: 6) أو زمان وزمانين ونصف زمان (رؤ 12: 14)، أو نصف الأسبوع الأخير (دا 9: 24) من أسابيع دانيال السبعين، وهي بتعبير آخر "وسط الأسبوع" (دا 9: 27)، والأسابيع هنا أسابيع سنين، وهي مدة ناقصة؛ لأنها نِصف أسبوع والكمال في الأسبوع و 42 شهر أي 7×6 وهذا كمال النقص وهي 3,5 سواء سنوات أو أزمنة فهي نصف عدد الكمال 7 والمدة الناقصة تعنى أن احتقار اليهود أو أورشليم ليس إلى النهاية بل إلى مدة محدودة تنتهي وترجع مرة أخرى وحينما يُبنى هيكل أورشليم في المدينة المقدسة في نهاية العالم ويجلس ضد المسيح في هيكل الله مُظهِرًا أنه إله يكون بهذا قد داسوا المدينة المقدسة وهيكلها وسيطر ضد المسيح على الهيكل، وقد تنبأ دانيال بأنهم "وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ إِلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ." (دا 7: 25) حتى يبيده الرب بنفخة فمه.

St-Takla.org Image: The two witnesses, as depicted in the Bamberg Apocalypse, an 11th-century illuminated manuscript, at Bamberg State Library, Bavaria, Germany. صورة في موقع الأنبا تكلا: الشاهدين من سفر الرؤيا، من مخطوط بامبرج، القرن الحادي عشر، مكتبة ولاية بامبرج، بافاريا، ألمانيا.

St-Takla.org Image: The two witnesses, as depicted in the Bamberg Apocalypse, an 11th-century illuminated manuscript, at Bamberg State Library, Bavaria, Germany.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشاهدين من سفر الرؤيا، من مخطوط بامبرج، القرن الحادي عشر، مكتبة ولاية بامبرج، بافاريا، ألمانيا.

"وَسَأُعْطِي لِشَاهِدَيَّ فَيَتَنَبَّآنِ." (رؤ 11: 3)

وَسَأُعْطِي: إنها شهادة قوية لأنها مُعطاةً من الله فلا يقدر ضدُّ المسيح القوي أن يغلبهما لأنه "لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (زكريا 4: 6)، ولا يقدر أحد أن يقاومهما.

لِشَاهِدَيَّ:

تبدأ خدمة الشاهدين بظهورهما قُبَيْل المجيء الثاني في الفترة التي يعمل فيها ضد المسيح، ويُحَلُّ الشيطان زمانًا يسيرًا حُدِّدَ بـ 1260 يومًا، يُحَلُّ من سِجْنِه لِيُضِلَّ الأُمَم ويقودَهم فيصنعوا حَرْبًا مع القديسين ومع الشاهِدَيْن، وتستمر الحرب إلى أن يظهر الرب ويُبيده بنفخة فمه. فالوحش الصاعد من الهاوية (الأول) سيصنع مع الشاهدين حربًا ويغلبهما ويقتلهما وتكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة أورشليم التي تُدعى روحيًّا سدوم ومصر حيث صُلِب ربُّنا أيضًا.

لكن هل سينتهي المشهَد بانتصار الشر؟ بالطبع لا. فالله لابُد أن يغلِب أخيرًا "فَيقْبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ" (رؤ 19: 20). ثُمَّ بعد ثلاثة أيام ونِصف يقوما من الموت ويسمعا صوتًا من السماء "اصعدا إلى ههنا" فيصعدا إلى السماء في السحابة وينظرهما أعداؤهما. نعم الأرض رفضتهما ولم يوجد لهما موضعٌ حتى يدُفنا فقبلتهما السماء، فقاما وصعدا.

فَيَتَنَبَّآنِ (رؤ 11: 3): النبوة بِمَعنَيَيْها، التنبؤ بالمُستقبَل وشَرْح النبوات الموجودة فيكشفا ضلال ضد المسيح والنبي الكذاب في تعليمهما ومعجزاتهما.

وقد جعل الرب شاهِدَيْن يُشجِّعان الناس على الثبات في الإيمان المستقيم ليعين أحدهما الآخر. وقد رأيْنا هذا في مناسبات كثيرة: "مَلَاكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالْآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا." (يو 20: 12) ليشهدا بالقيامة، وهكذا قال الجامعة "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ... لِأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ." (جامعة 4: 9-10)

 

"أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا، لاَبِسَيْنِ مُسُوحًا." (رؤ 11: 3)

خدمة الشاهدَيْن في زمان ومكان ضد المسيح صعبة وتحتاج إلى صلاة ووداعة وتذلل أمام الله ليُعطيهما النُصرة. حقًّا قال إرميا النبي "تَنَطَّقُوا بِمُسُوحٍ. الْطُمُوا وَوَلْوِلُوا لأَنَّهُ لَمْ يَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنَّا." (أر 4: 8)، خدمة تحتاج إلى القدوة والعمل وحياة التوبة والانسحاق قبل التعليم، وقد كانت خدمة إيليا النبي (2 مل 1: 8) والمعمدان (مت 3: 4) هكذا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

النَّبِيَّان

"هَذَانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ وَالْمَنَارَتَانِ الْقَائِمَتَانِ أَمَامِ رَبِّ الأَرْضِ" (رؤ 11: 4)

الزَّيْتُونَتَانِ ثلاث أشجار مشهورة في الكتاب المقدس لكلٍ رمزها ومعناها

الزيتونة: هي الكنيسة، وعمل النعمة فيها هو زيتها "لأَنَّهُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ قُطِعْتَ مِنَ الزَّيْتُونَةِ الْبَرِّيَّةِ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ وَطُعِّمْتَ بِخِلاَفِ الطَّبِيعَةِ فِي زَيْتُونَةٍ جَيِّدَةٍ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُطَعَّمُ هَؤُلاَءِ... فِي زَيْتُونَتِهِمِ الْخَاصَّةِ؟" (رومية 11: 24).

الكرمة: هي المسيح، والكنيسة أغصانها، ودم المسيح عصيرها يجري في الكرمة وفي ثمارها. "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ." (يو 15: 5).

التينة: هي كنيسة العهد القديم "اُنْظُرُوا إِلَى شَجَرَةِ التِّينِ... مَتَى أَفْرَخَتْ تَنْظُرُونَ وَتَعْلَمُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَنَّ الصَّيْفَ قَدْ قَرُبَ." (لو 21: 29-30)

الزيتونتان شجرة الزيتون رمز للقداسة، فخشبها صُلْب لا يُسَوِّس، وهي ضخمة لا تُهُزُّها الرياح، ومُعَمِّرَة رمْز للدوام، وزَيْتها للشِّفاء يرمز لنعمة الروح القدس، شجرة ترمز للسلام "فَأَتَتْ... الْحَمَامَةُ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَوَرَقَةُ زَيْتُونٍ خَضْرَاءُ فِي فَمِهَا." (تك 8: 11)، وعندما سأل زكريا النبي الرب «مَا هَاتَانِ الزَّيْتُونَتَانِ عَنْ يَمِينِ الْمَنَارَةِ وَعَنْ يَسَارِهَا؟ فَأَجَابني الملاك قَائِلًا أَمَا تَعْلَمُ مَا هَاتَانِ؟ فَقُلْتُ لاَ يَا سَيِّدِي فَقَالَ هَاتَانِ هُمَا ابْنَا الزَّيْتِ الْوَاقِفَانِ عِنْدَ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا»" (زك 4: 11-14)

فكما أعلنَتْ حمامة نوح بِغُصن الزيتون انتهاء الطوفان وحفظ الكنيسة أعلن الشاهدان الزيتونتان نهاية ضد المسيح وانتصار الكنيسة.

وكما لم يخرج نوح بعد انتهاء الطوفان إلا في اليوم الثامن. ففي قصة الشاهدين لم تنتهِ مملكة ضد المسيح إلا بعد ثماني أيام. "وَمَتَى تَمَّمَا شَهَادَتَهُمَا فَالْوَحْشُ الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ سَيَصْنَعُ مَعَهُمَا حَرْبًا وَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُمَا." (رؤ 11: 7)

ورأى يوحنا الحبيب الكِروبَيْن المصنوعين من خشب الزيتون القائمين في هيكل سليمان مع التابوت في موضع الغفران، هكذا الزيتونتان في آخِر الأيام يُعضِّدان الكنيسة ويحفظان الإيمان، ويشبهان الكِروبَيْن من أجل حكمتهما وسيرتهما الملائكية.

المنارتان: المنارة هي حاملة النور. فإن كان الرب يسوع هو النور الحقيقي الآتي إلى العالم، فالمنارتان هما من يحمل الرب يسوع للعالم. قال الرب عن يوحنا المعمدان "كَانَ هُوَ السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً" (يو 5: 35)، خدمتهما أن يُنيرا الطريق أمام الناس في وقت امتلأ بالظلمة والضلال بعمل ضد المسيح والنبي الكذاب فيشهدان للرب ويُقدِّمان نوره الحقيقي لكل البشرية.

وهما مملوآن نعمة (زيتونتان)، يُنيرا الطريق أمام الكل (منارتان)، يعمل فيهما الروح القدس الناطق في الأنبياء (قانون الإيمان)

في سِفْر زكريا رأى زكريا منارة واحدة على جانبها زيتونتين.

في سِفْر الرؤيا رأى يوحنا زيتونتين ومنارتين.

ليعلن أن الزيتونتان سوف لا تفيضان زيتًا في المنارة الواحدة أي في الكنيسة فقط بل سيكونان منارتين مُضيئتين أمام الله والكنيسة. والمنارة في القُدْس ذات السبعة سُرُج رمز للأسرار السبعة التي يعمل من خلالها الروح القدس في الكنيسة، وهي ذات سبعة سُرج ولكن زيتًا واحدًا يصعد فيها فيُقَدِّم نورًا واحدًا، هكذا الكنيسة المقدسة الواحدة الوحيدة وإن كانت لها سبعة سُرُج إلا أن زيتًا واحدًا يصعد في هذه السُرُج الكثيرة يُعطي إيمانا واحدًا وعقيدةً واحدة وتعليمًا واحدًا "لأن معلمكم واحد هو المسيحوإذ قال الرب لنا أنتم نور العالم (في 2: 15) فإنه قال أيضًا أنا نور العالم، فنحن نور لأننا نُقدِّم نور المسيح الواحد للعالم.

"الْقَائِمَتَانِ أَمَامِ رَبِّ الأَرْضِ" (رؤ 11: 4)

الواقفان عند سيد الأرض كلها (زك 4: 14) لماذا الأرض؟

الطبيعي أن يُقال رب السماء، لكنه قصد هنا بِرَبِّ الأرض لأن شاهدَيْه من الأرض قائمتان وواقفتان أمام رب الأرض وسيد الأرض كلها.

الشاهدان، النبيان، الزَّيْتُونَتَانِ، الْمَنَارَتَانِ أربعة أسماء أو صفات لهما

فمن هما؟

حولهما تختلف الآراء. فمن قال أنهما:

موسى وإيليا، هكذا قال القديس يوستينوس الشهيد وأغناطيوس وأوغسطينوس وإفرام السرياني والقديس امبروسيوس، وآخَرون يقولون إيليا وأخنوخ، مثل ابن العسال، وأقول كمن رَحِمَهُ الرب لا هذَيْن ولا ذَيْنك، بل هما نبيان لم يولدا بعد، سيولدان في جيل ضد المسيح، ابنا جيلهما.

وآخَرون يقولون بالمعنى الروحي أنهما الشريعة والنبوة أو هما العهدان القديم والجديد، ولكني لا أوافق على هذا الرأي.

أولًا: ليسا هما موسى وإيليا

إذا كان التفسير يعتمد على نوع المعجزات التي عملها كل من موسى وإيليا في الماضي وسيعملهما النبيان في نهاية الزمن فقد أغلق إيليا السماء فلم تمطر وحوَّل موسى النبي الماء دمًا.

لذلك ظن البعض أن الشاهدين أو النبيين اللذين يُغلِقا السماء ويُحوِّلا الماء إلى دم لابد أن يكونا هما إيليا وموسى، ولكن عندما نقرأ سِفْر الرؤيا بتدقيق نجده يتكلم عن النبيين معًا قائلًا هذان (بالمُثنَّى) لهما السلطان أن يُغلقا السماء (بالمُثنَّى)، ولهما سلطانٌ على المياه (بالمُثنَّى) أن يُحَوِّلاها إلى دم فيكون بهذا أنَّ الفِكرة التي بُنِي عليها التفسير قد سقطَت، فإيليا وحده هو الذي أغلق السماء وليس الاثنان، وموسى النبي فقط هو الذي حوَّل الماء دمًا. إذن فَنَوْع المعجزات التي سيعملها النبيان في سِفْر الرؤيا، لا تؤيد أن يكون النبيان هما موسى وإيليا.

بل إن فكرة انتظار مجيء إيليا في آخر الأيام صحَّحها رب المجد نفسه، فقد ذكر ملاخي النبي في الفقرة الاخيرة من سِفْره "هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ." (ملا 4: 5-6)

وما انتهى به العهد القديم بدأ به العهد الجديد. فإذا رتَّبْنا العهد الجديد ترتيبًا زمنيًّا فإن إنجيل القديس مرقس الرسول هو أقدم الأناجيل ويبدأ بقصة يوحنا المعمدان "فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ." (مر 1: 2-4؛ مت 14: 10) هذا الذي قال عنه الملاك وهو يبشر بميلاده "وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ- أمام المسيح- بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ" (لو 1: 16-17)، نفْس العبارة التي استخدمها سِفْر ملاخي في نهايته وقال إن إيليا سيأتي قبل مجيء السيد المسيح فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ (ملا 4: 5-6). ثم عاد وشرحها القديس لوقا وطبَّقها عن يوحنا المعمدان الذي سيأتي بروح إيليا وقوته.

بل إن الرب نفسه قد حسم الموقف عندما تحدث طويلًا عن يوحنا المعمدان قائلًا "ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيِّئ طريقك قدامك"، ثم أكمل قائلا "وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي. من له أذنان للسمع فليسمع." (مت 11: 7-15) أي إذا كنتم تنتظرون إيليا المزمع أن يأتي فالرب يقول لكم بفمه الطاهر "وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ". والعجيب أن الرب إذ يعرف أن الناس سَيَستهويهم فكرة انتظار إيليا آتيًا من السماء لذلك شدَّد على التأكيد على أنَّ يوحنا المعمدان هو إيليا المزمع أن يأتي. فسبقها بعبارة "إن اردتم أن تقبلوا"، وتلاها بعبارة "من له أذنان للسمع فليسمع" لِيُظهِر أنَّ كثيرين لا يريدون أن يسمعوا أو يقبلوا.

ومرة أخرى يأتي الرب ليؤكد نفس الفكرة ويمسح من أذهان الناس قصة انتظار مجيء إيليا النبي من السماء. فعندما "سألة تلاميذه قائلين فلماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغي أن يأتي أولًا (هذا هو التعليم اليهودي الذي للكتبة)، "فأجاب يسوع وقال لهم إن إيليا يأتي أولا ويرد كل شيء (هذا هو النص المحفوظ الذي لكتبة اليهود) وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ، (وهذا هو تعليم المسيح) "إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا." حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان" (مت 17: 10-13).

ثانيا: ليسا هما أخنوخ وإيليا

فسَّر آخَرون أنَّ النَّبِيَّيْن هما إيليا وأخنوخ باعتبارهما صعدا حَيَّيْن إلى السماء فلابد أن ينزلا إلى الأرض ويموتا (2 مل 2: 11؛ تك 5: 24).

وماذا عن الأحياء عند مجيء الرب؟ لن يموتوا إلا بالمعنى الذي يُمكن أن ينطبق على إيليا وأخنوخ فعنهم يقول الكتاب "هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ" (1 كو 15: 51- 54).

مَن هُما النَّبِيَّان إِذن؟

لماذا نبحث في الأنبياء القُدامى عن نَبِيَّيْن ونعطيهما هذه الوظيفة؟! إذا كان الكتاب المقدس لم يُحدد مَن هما فما بالُنا نزعم أننا قادرون أن نحددهما بالاسم؟! أنعرف نحن أكثر من الوَحْي الإلهي أو أكثر من يوحنا الحبيب صاحب الرُّؤى السماوية فيسكت هو ونتكلم نحن؟ إنَّ كل ما أعلنه مار يوحنا الرائي والحبيب أن الله سيُرسِل اثنين من خُدَّامه ويعطيهما هذه المُهِّمة ويعينهما بنعمته.

إنهما اثنان من هذا الجيل الذي يظهر فيه ضدُّ المسيح والنبي الكذاب. هذان شريران بإرادتهما يستخدمهما الشيطان ويعطيهما قوته،

وهذان قديسان بجهادهما يستخدمهما الله ويعطيهما نعمته وقوته ليُقَوِّيا المؤمنين في زمن الضيقة العظيمة.

الأَربعة بشَرٌ عاديُّون أبناء جيل واحد.

أخشى أن تكون فكرة البحْث في الأنبياء القُدامى "موسى. إيليا. وأخنوخ" ليكون منهما نبيَّا سِفْرِ الرؤيا ناشِئةً عن فهم خاطئ لكلمة نبي بأنها تُرجِعنا إلى العهد القديم لنستعيد منه ظنًّا أن العهد الجديد ليس فيه أنبياء، بالطبع إنها فكرة خاطئة.

ماذا تعني النبوة؟

لماذا اثنان؟

في الناموس شهادة رَجُلَيْن حق (يو 8: 17)، على فم شاهِدَيْن أو ثلاثة تقوم كل كلمة (تث 19: 15)، وقد أرسل يوحنا المعمدان اثنين من تلاميذه للمسيح ليعطيهما فرصة التحقُّق من شخصية المسيح (متى 21: 1)، وأرسل الرب تلاميذه اثنين اثنين (لوقا 10: 1)، وقد ظهر ملاكان يشهدان بقيامة الرب (يو 20: 12) وملاكان يشهدان بصعوده ويُعلنان مجيئه الثاني (أع 1: 10)

كان الوحشان هُما النبي الكذاب وضد المسيح ليُضِلَّا العالم بِعمل إبليس، لذلك أرسل الله نعمته بالنَّبِيَّين ليقاومهما ويكشف أباطيلهما. إنها طبيعة الله المُعطي المعونة في كل عَصْر.

فلما ظهر آريوس من قِبَل إبليس أرسل الله البابا أثناسيوس ترياقًا لِلدَّاءِ، ولما ظهر نسطور أقام الله البابا كيرلس عمود الدين، ولما ظهر لاون ومركيان أقام الله البابا ديسقورس بطل الأرثوذكسية، ولما ظهر بيلاجيوس أرسل الله القديس أوغسطينوس.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الشاهدان وعملهما ومعجزاتهما

"وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا

وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا فَهَكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ." (رؤ 11: 5)

سيَقبَل الكثيرون شهادة النبيين ويرجعون إلى الحق والبر، وسوف لا يقبل الأكثرون شهادتهما، وعندما لا يتبع الإنسان الحق يُقاوِمه ويُقاوِم الذين يُنادون به، لذلك يقول سِفْر الرؤيا "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا وتتكرر مرتين في آيَةٍ واحدة، ليُظهِر أن الشر نابع من إرادة شريرة ضد خادمي الله الشاهدين لِاسمه، ويعطيهما قدرات لإتمام رسالتهما فبمجرد أنَّ أحدًا يريد أن يؤذيهما، يدافع الرب عنهما.

1. تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا

2. لابد أن يُقتَل (رؤ 11: 5).

1. الجزاء الإلهي "نار تأكل الأعداء"، "يُقتَل" وإن كانت كلمة يُقتل مبني للمجهول لكي تدل أن القاتل الحقيقي هو حُكْمُ الله. فالله سيُعطِي النبيين قُدرة وأحقِّية الجزاء "فتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا وَتَأْكُلُ أَعْدَاءَهُمَا".

تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا: هذه هي كلمة الله القوية تخرج من فم النبيين كنار تحرق الأعداء. كما قال الله لإرميا النبي "هَأَنَذَا جَاعِلٌ كَلَامِي فِي فَمِكَ نَارًا، وَهَذَا الشَّعْبَ حَطَبًا، فَتَأْكُلُهُمْ." (إرميا 5: 14)، "أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ؟" (إرميا 23: 29). وقد قدَّم سِفْر الرؤيا نفْس الصورة مرة سابقة عند وصْفِ السيد المسيح "وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ" (رؤيا 1: 16)، "لِأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ." (عبرانيين 4: 12).

ويستيقظ ضد المسيح وتابعوه لِيَقتُلوا النبيين الشاهدين، ولكنهما في إعلانهما الناري بأنَّ الدجَّال ليس هو المسيح الحقيقي وأتباعه مسحاءٌ كذَبة يُبَشِّران بالمسيح المصلوب مُخَلِّص العالم قُبيل النهاية في زمن ضد المسيح، وتكون بشارتهما نارًا تلتهم تعاليم ضد المسيح والنبي الكذاب المضلة.

ولذلك يُقبَض على الشاهدَيْن ويتحولا إلى شهيدين.

 

2. "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا فَهَكَذَا لاَ بُدَّ أَنَّهُ يُقْتَلُ" (رؤ 11: 5).

قال ابن العسَّال يقتلانِه بِنارٍ من فَمِهِما بالمعنى الروحي أي الحرمان، ويمكن أن يكون المعني مادي.

"فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ لَهُمْ: إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ" (2 ملوك 1: 10)، وتكررت نفس القصة "فَنَزَلَتْ نَارُ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ." (2 ملوك 1: 12)، وهكذا صار الذين قُتِلوا بنار الله النازلة من السماء 102 شخصًا. وأشار لهذه القصة يشوع بن سيراخ "وقد أنزل إيليا نار من السماء ثلاث مرات (سيراخ 48: 3).

هكذا الجزاء الذي سيطلبه النبيان لِيُهلِكا الذي يرغب أن يؤذيَهما سواءً بالحَرْق بالنار الإلهية النازلة من الله أو بالقتل بأي نَوْع آخَر سيُستجاب لهما فورًا ويتحقق قول الرب "وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الْأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى 18: 19).

لماذا يُريد الناس أن يؤذيا النبيين؟

وهما لم يصنعا معهما شرًّا؟ نعم قال الرب "وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لِأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلَا يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ." (يوحنا 3: 19-20)

 

"هَذَانِ

لَهُمَا السُّلْطَانُ أَنْ يُغْلِقَا السَّمَاءَ حَتَّى لاَ تُمْطِرَ مَطَرًا فِي أَيَّامِ نُبُوَّتِهِمَا وَلَهُمَا سُلْطَانٌ عَلى الْمِيَاهِ أَنْ يُحَوِّلاَهَا إِلَى دَمٍ،

وَأَنْ يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَةٍ كُلَّمَا أَرَادَا" (رؤ 11: 6)

عندما يغلق النبيان السماء فلا تمطر فترة 1260 يومًا سيذكر الناس إيليا النبي وقوله لآخاب "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لَا يَكُونُ طَلٌّ وَلَا مَطَرٌ.. إِلَّا عِنْدَ قَوْلِي." (1 ملوك 17: 1) حتى قِيل "كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الْآلَامِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلَاةً أَنْ لَا تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الْأَرْضِ ثَلَاثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ." (يعقوب 5: 17).

فماذا فعل آخاب حتى أغلق إيليا السماء؟

آخاب مَلِك إسرائيل "اتَّخَذَ إِيزَابَلَ ابْنَةَ مَلِكِ الصِّيدُونِيِّينَ امْرَأَةً، وَعَبَدَ الْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ. لِإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ." (1 ملوك 16: 31-33)

وهذا نفس ما فعله الوحش وأتباعه: فإيليا العهد القديم أغلق السماء فلم تمطر لأن الناس عبدوا وسجدوا للبعل، والنبيان في العهد الجديد في آخَر الأيام سيغلقان السماء فلا تمطر نفس المدة لأن الناس سيسجدون للوحش ويعبدوه.

"وَلَهُمَا سُلْطَانٌ عَلَى الْمِيَاهِ أَنْ يُحَوِّلَاهَا إِلَى دَمٍ، وَأَنْ يَضْرِبَا الْأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَةٍ كُلَّمَا أَرَادَا." (رؤيا 11: 6)

وعندما يُحَوِّل النبيان المياه إلى دم سيتذكر الناس قصة موسى النبي وإخراجه لبني إسرائيل من مصر أرض عبوديتهم وتحويله مياه المصريين إلى دم (خروج 7: 19-21).

كما أن تحوِيل الماء إلى دم قد حدث في سِفْر الرؤيا مرة سابقة وسيحدث مرتين بعد هذه عند البوق الثاني "فَكَأَنَّ جَبَلًا عَظِيمًا مُتَّقِدًا بِالنَّارِ أُلْقِيَ إِلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ ثُلْثُ الْبَحْرِ دَمًا." (رؤيا 8: 8) عند الجام الثانية والثالثة.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

حكمة هذه الضربات

في العهد القديم عندما تحولت مياه النيل في مصر إلى دم تنجس الإله المعبود بالنسبة للمصريين وما استطاع أن يحمي نفسه وفي سِفْر الرؤيا كان الوحش إلها معبودا عرشه في الشرق الأوسط وتحولت الأنهار وينابيع المياه إلى دم وماتت الأحياء التي في الماء فأنتنت المياه وما استطاع أحد أن يشرب. وسوف لا يستطيع الوحش أن يصنع شيئا لمن يصرخون حوله طالبين ماءا ليشربوا. وهكذا يظهر ضعف هذا الإله أمام الضربة عينها التي أظهرت ضعف إلهة المصريين بل نجاستهم.

لا مطر من السماء ولا ماء في الأنهار فهل يستطيع الوحش أن يحول الدم إلى ماء؟ فيشرب هؤلاء؟!

كانت الضربة الأولى إيقاف المطر من السماء والضربة الثانية تحوَيْل المياه إلى دم.

وَأَنْ يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَةٍ كُلَّمَا أَرَادَا (رؤ 11: 6)

أما الضربة الثالثة هي قدرة الدفاع عن نفسيهما بكل ضربة متى شاءا، أن رسالتهما رسالة محبة أن يحثا الناس على التوبة لإنقاذهم من الغضب الآتي. وهما لا يؤذيان أحدا إلا دفاعًا عن أنفسهما بالقدرة المعطاة لهما من الله لحمايتهما من الأشرار.

"وَمَتَى تَمَّمَا شَهَادَتَهُمَا" (رؤ 11: 7) بعد 1260 يوم.

في عهد فرعون أرسل الله موسى وهرون، وفي عَصْر القضاة أرسل الله يشوع وكالب، وعَصْر الملوك أرسل الله زربابل ويهوشع، عَصْر الإنجيل أرسل الله السبعين اثنين اثنين، وفي الأيام الأخيرة سيرسل الله الشاهدين فعلى فم شاهدين تقوم كل حُجَّة.

الإنسان باقٍ على الأرض إلى أن يُتَمم شهادته أو رسالته التي أعطاه الله إياها قبض هيرودس على مار بطرس ليقتله لكي يُرضي اليهود لكن الرب أنقذه (أعمال 12: 11) هذا لأن مار بطرس في ذلك الوقت لم يكن قد تمم شهادته، كان أمامه مجالًا للخدمة. وبعض الناس يتمموا شهادتهم وهم أطفال والبعض وهم شباب أو رجال والبعض الآخَر يكون تمام شهادتهم باستشهادهم أي يكون الموت هو آخِر نقطة في شهادتهم فلا يكون الموت بعد نهاية شهادتهم بل الموت هو نهاية شهادتهم.

وهناك من يشهد بكلماته ومن يشهد بحياته ومن يشهد بموته أو باستشهاده. والعجيب أن الرب يسوع نفسه كانت مدة خدمته ثلاث سنين وثُلْث مثل الشاهدين، وقبلها حاول اليهود قتله أكثر من مرة ولم يكن؛ لأنَّ "ساعته لم تكن قد جاءت بعد" وهي اكتمال شهادته.

 

"فَالْوَحْشُ الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ سَيَصْنَعُ مَعَهُمَا حَرْبًا" (رؤ 11: 7)

فَالْوَحْشُ هو ضد المسيح، ودعي وحشًا لشراسته وقسوته

وصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ لِقُوَّته الجُهنَّمية الشريرة.

وحش طالع من البحر له سبعة رؤوس وعشرة قرون (رؤيا 3: 7)

قال عنه مار بولس "يُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلَاكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلَهًا" (2 تس 2: 3)

قال عنه مار يوحنا "ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الْآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ." (1 يوحنا 2: 18) "هَذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ." (2 يوحنا 7)

في بداية ظهور ضد المسيح سيتحالف مع اليهود ويعقد معهم عهدًا لحمايتهم وإقامة عبادتهم في الهيكل، وفي نصف الأسبوع ينقضي هذا العهد كما يقول دانيال "وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، وَفِي وَسَطِ الْأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ" (دانيال 9: 27) وبعدها "أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ" (رؤيا 13: 7)

"وَكُنْتُ أَنْظُرُ وَإِذَا هَذَا الْقَرْنُ يُحَارِبُ الْقِدِّيسِينَ فَغَلَبَهُمْ." (دانيال 7: 21)

هذه صورة تظهر جبروت الوحش الذي غلب الشاهدين فيفرح فيهما كل الأشرار، ويكونا عبرة أمام الناس فلا يقاوم أحد الوحش.

وسَيَصْنَعُ حَرْبًا مع الشاهدين فالمعركة بين الشاهدين والوحش ترمز لها المعركة بين ايليا وإيزابل (2 مل 18: 19)، حيث قتل إيليا الأشرار بكلمته، ثم طلبته إيزابل الملكة فلم يجد في نفسه قوة فهرب إلى الجبال. وضد المسيح يغلب لحكمة غير مدركة.

وَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُمَا بالسيف كما قُتل المعمدان، فقَتْلُ الشاهدين وطرح جثتيهما على الطريق عبرة لكل من يقاوم ضد المسيح.

"وَهَذَا الْقَرْنُ لَهُ عُيُونٌ وَفَمٌ مُتَكَلِّمٌ وَكُنْتُ أَنْظُرُ وَإِذَا هَذَا الْقَرْنُ يُحَارِبُ الْقِدِّيسِينَ فَغَلَبَهُمْ،... وَالْقُرُونُ الْعَشَرَةُ... هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ يَقُومُونَ، وَيَقُومُ بَعْدَهُمْ آخَرُ، وَهُوَ مُخَالِفٌ الْأَوَّلِينَ،... وَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ وَيُبْلِي قِدِّيسِي الْعَلِيِّ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الْأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ، وَيُسَلَّمُونَ لِيَدِهِ إِلَى زَمَانٍ وَأَزْمِنَةٍ وَنِصْفِ زَمَانٍ." (دانيال 7: 20-25)

 

"وَتَكُونُ جُثَّتَاهُمَا عَلَى شَارِعِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُدْعَى رُوحِيًّا سَدُومَ وَمِصْرَ حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا أَيْضًا" (رؤ 11: 8)

وتكون جثتهما καὶ τὸ πτῶμα αὐτῶν جثة واحدة ولكنها منسوبة إلى الشاهدين وكأنهما شخص واحد في الفكر والهدف والخدمة وهما واحد في شهادتهما واستشهادهما.

الْمَدِينَة الْعَظِيمَة أورشليم وهي مقر ضد المسيح وفيها قتل الشاهدين حَيْثُ صُلِبَ المسيح له المجد "لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارج عن أورشليم (لو 13: 33). وقد وُصِفت بثلاث صفات:

1. الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ اجتماعيا "وَالْمَرْأَةُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ." (رؤيا 17: 18)

2. التي تُدعَى روحيًّا سَدُومَ وَمِصْرَ: وتعنى الفساد الخُلُقي والعقيدي، فسدوم بلد الزِّنا ومصر بلد الأوثان.

3. حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا تاريخيًّا قاتلة الأنبياء صالِبة الرب

كما وُصِفَتْ بابل المدينة العظيمة (رؤ 14: 8؛ 16: 19؛ 17: 18؛ 18: 10-24)

تدعى روحيًّا سدوم من أجل شرِّها (تك 18: 20؛ إش 1: 10)، ومِصْر التي أزَلَّت شعب الله (خروج 3: 7).

"وَيَنْظُرُ أُنَاسٌ مِنَ الشُّعُوبِ وَالْقَبَائِلِ وَالأَلْسِنَةِ وَالأُمَمِ جُثَّتَيْهِمَا

ثَلاَثَة أَيَّامٍ وَنِصْفًا، وَلاَ يَدَعُونَ جُثَّتَيْهِمَا تُوضَعَانِ فِي قُبُورٍ" (رؤ 11: 9)

سوف لا يسمح ضد المسيح بِدَفن النَّبِيَّين كنوعٍ من الهُزء وامتهان جُثتيهما ولتعرف الشعوب والقبائل والأمم أن هذه هي نهاية مَن يُعارِضه، العار والذُّل والتشهير ولكن الله سيقود الأمور لِمجدِهِما.

هذه الآية في زمن كتابتها، لا يمكن أن تُفهَم. لماذا؟

حينما توضَع الجُثَّتان على ناصية شارع أورشليم لمدة ثلاثة أيام ونصف من سيراهما؟ ربُّما أورشليم فقط أو مُدُن إسرائيل ولكن هل الشعوب والقبائل والألسنة والأمم؟؟

ولكنها عبارة سيتم تطبيقها في عَصْر متأخر بعد ألْفَي عام تقريبًا وربما أكثر. فتكون القنوات الفضائية اختُرِعت ويمكن نقل الصورة فيراها الشعوب والألسنة والأمم.

عجيبة كراهية الأشرار للنَّبِيَّيْن القديسَيْن، أرادوا ترك جثتاهما في الشارع للتعَفُّن وللتَّشَفِّي فيهما، وأخذوا يُهنئون بعضهم بعضًا بهذه الغَلَبة غَلَبَة الشَّر على الخير. ولكنها غَلَبة مؤقَّتَة.

 

"وَيَشْمَتُ بِهِمَا السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ

وَيَتَهَلَّلُونَ، وَيُرْسِلُونَ هَدَايَا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ

لأَنَّ هَذَيْنِ النَّبِيَّيْنِ كَانَا قَدْ عَذَّبَا السَّاكِنِين عَلَى الأَرْضِ." (رؤ 11: 10)

لماذا يفرح الأشرار الساكنون على الأرض ويشمتون؟

لأن النبيين كانا يوبخان الخُطاة، وعذبا ضمائرهم بوعظهما وتعليمهما وإنذارهما فلا يستريحوا.

 

القيامة من الموت

"ثُمَّ بَعْدَ الثَّلاَثَةِ الأَيَّامِ وَالنِّصْفِ

دَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ حَيَاةٍ مِنَ اللهِ، فَوَقَفَا عَلَى أَرْجُلِهِمَا.

وَوَقَع خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى الَّذِينَ كَانُوا يَنْظُرُونَهُمَا." (رؤ 11: 11)

ضد المسيح قتل الشاهدين، وبقيت جثتاهما في الشارع، فمُنِع دفنهما في قبور، واستمرا هكذا ثلاثة أيام ونصف وبعدها حدث شيءٌ عجيب أن "دَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ حَيَاةٍ مِنَ اللهِ" وقاما من الموت فتبدلت فرحة الأشرار وشماتتهم حُزنًا ورهبةً وخوفًا.

رجع النبيان إلى الحياة! إنَّها القيامة.

فهل هي القيامة النهائية في أجساد مُمَجَّدة طبيعتها الصعود؟

أم أنه صعود مُعجزي كما صعد إيليا وأخنوخ سابقا في أجساد ترابية؟

أهي قيامة كقيامة المسيح له المجد الفريدة؟ أم هي قيامة كقيامة لعازر (يو 11: 44) وابن أرملة نايين (لو 7: 15) وابنة يايرس (متى 9: 23-25) الذين قاموا بأجساد ترابية، بعدها ماتوا ليقوموا في القيامة العامة.

وهل يُمكِن أن توجَد قيامة كاملة قبل يوم القيامة العامة؟! إنها قيامة مثل قيامة لعازر، ثم صعود مثل صعود إيليا وأخنوخ بالجسد المادي كنوع من إكرام الله لهما أمام أعدائهما.

وهو صعود كَنَوْع من الموت المُكَرَّم. صعد إيليا وأخنوخ كنوع من تكريم الله لهما، وماتت أمُّنا العذراء وصعد جسدها، تكريمًا للجسد المقدس الذي حَمَل الإله داخله، وصيانةً له، وكرَّم الله الأنبا بيشوي إذ حفظه بغير فساد. كلها أنواع مختلفة من التكريم ولكن في النهاية هو موت مُكرَّم من الله.

 

الصَعِودُ إِلَى السَّمَاءِ

"وَسَمِعُوا صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا لَهُمَا اصْعَدَا إِلَى هَهُنَا.

وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ

وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلًا اصْعَدْ إِلَى هُنَا." (رؤ 11: 12؛ 1: 10؛ 4: 1)

هو نفس الصوت الأول الذي سمعه مار يوحنا كبُوق يتكلم معه في الإصحاح الأول والرابع.

اصْعَدَا إِلَى هَهُنَا: صعد مار يوحنا "اصْعَدْ إِلَى هُنَا... وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ." (رؤيا 4: 1-2)، وصعد السيد المسيح له المجد في السحابة، صعودًا نهائيًا بجسد القيامة الممجد." ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ." (أعمال 1: 9)

اشتركا مع المسيح في الآلام فاشتركا في القيامة والصعود.

المسيح كالشاهد الأمين

الشاهدان

خدمته ثلاث سنوات ونصف

خدمتهما ثلاث سنوات ونصف

لبس الجسد الإنساني

لبسا المسوح

صانع المعجزات

عملا معجزات

صُلِب خارج سور أورشليم

قتلهما الوحش في أورشليم

دُفِنَ جسده في القبر ثلاث أيام وثلاث ليالي

بقيت جثتهما على شارع المدينة ثلاث أيام ونصف

حدثت زلزلة عظيمة

حدثت زلزلة عظيمة

قاما وصعدا إلى السماء

قاما وصعدا إلى السماء

"فَصَعِدَا إِلَى السَّمَاءِ فِي السَّحَابَةِ، وَنَظَرَهُمَا أَعْدَاؤُهُمَا" (رؤ 11: 12)

صعد النبيان إلى السماء على سحابة أمام الكل.

 

هل مات إيليا وأخنوخ؟

نعم. صعدا أحياءً، ولكن هل لا يزالان إلى الآن آلاف السنين وراء السحاب بحياة الجسد المادية؟ يأكلون ويشربون؟ أمْ تغيَّرَت طبيعة الجسد إلى جسد روحاني لا يأكل ولا يشرب؟

والتغير موت وقيامة، موت للجسد الترابي وقيامة لجسمٍ روحاني غير قابل للفساد. "يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا" (1 كو 15: 42)

"هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لَا نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ" (1 كو 15: 51) "في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير" (1 كورنثوس 15: 44).

صعد إيليا وأخنوخ بالجسد الترابي الحيواني (القابل للتَّحَلُّل).

ولا نستطيع أن نقول أن هذا الجسد تغيَّر فصار قادرًا أن يبقي بدون طعام أو شراب؛ لأنَّ التغيُّر هو موت وقيامة والتغير لا يحدث إلا عند البوق الأخير.

إذن صعود إيليا وأخنوخ إلى السماء هو موت مُكَرَّم من الله أمام البشر، لكنه موت. إذ وقفت صورة الحياة الحاضرة، ولن تبدأ صورة جسد القيامة قبل القيامة. وإلَّا تكون كرامة جسدَي إيليا وأخنوخ أعظم من كرامة جسد العذراء كلية الطهر.

إنه أمْرٌ مهيب أن الذين قُتلا ورأينا جثتيهما مُلقَيَتَيْن في الشارع ثلاث أيام ونصف، وبدأ جسداهما يتحللان، وستنقل شاشات التلفزيون بقنواتها الفضائية منظرهما إلى كل بقاع العالم ويتحقق القول

"وَيَنْظُرُ أُنَاسٌ مِنَ الشُّعُوبِ وَالْقَبَائِلِ وَالْأَلْسِنَةِ وَالْأُمَمِ جُثَّتَيْهِمَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَنِصْفًا" (رؤيا 11: 9)

ثم فجأة والناس يرون هذا المنظر بفرح وشماتة، إذا بِالْمَيِّتَيْن يقفا على أرجلهما حَيَّيْنِ.

مَنْظرٌ مَهيبٌ لمن يراه،

عجيب... ارتعب الناس مرة في موت اثنين، ومرة في قيامة اثنين. النبيان قاما فجأة بعد موت ثلاث أيام ونصف فـ"وَقَعَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى الَّذِينَ كَانُوا يَنْظُرُونَهُمَا." (رؤيا 11: 11)

وحنانيا وسفيرة رآهما الناس حَيَّيْن، وفي لحظة يكذبان على مار بطرس الرسول فيسقط كل منهما فجأةً ميتًا.

"فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ... عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ." (أعمال 5: 11)

 

"حدثت زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ"

عند فَتْح الْخَتْم السَّادِس، حدثت زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ (رؤيا 6: 12)

وبعد البوق السادس، حدثت زلزلة عظيمة (رؤيا 11: 12)

وعند صب الجام السابع حَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا (رؤ 16: 18)

ولابد أن تكون الزلزلة بمعناها المادي لأنه سقط عُشْر المدينة.

 

4. الوَيْل الثاني (رؤ 11: 3 -14)

وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ (رؤ 11: 13)

رفض الناس شهادة الشاهدين، ووصلت قِصَّتَهما بأنْ قُتِلا ووُضِعت جثتُهما على شارع المدينة ثلاثة أيام ونصف وشَمَتَ بهما الساكنون على الأرض وتبادلوا الهدايا. فغضب الله، وأقامهما وأصعدهما إلى السماء، أما الشامتون فأنزل عليهم الوَيْل الثاني.

نعم. كل واحد معروف بِاسمه أمام الله "فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ." (يوحنا 10: 3). وقال قديمًا ليعقوب أب الآباء "دعوتك باسمك"، وعن الأشرار قال "هَؤُلَاءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ." (تك 6: 4). وذُكِرَتِ الزلازل في سِفْر الرؤيا أثناء فَتح الْخَتْم السَّادِس، "وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ" (رؤ 6: 12)، وفي (رؤ 8: 5) وحينما "انْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، حَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ." (رؤ 11: 19)، وأثناء سَكْبِ الجَامِ السابعة كانت أعظم زلزلة (رؤيا 16: 17) "زَلْزَلَة عَظِيمَة، لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الْأَرْضِ، زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هَكَذَا." (رؤيا 16: 18).

هذه الزلزلة رافقت هيبة قيامة النبيين من الموت كما رافقت هيبة قيامة المسيح له كل المجد، وكان لها تأثيراتها الثلاثة وهي:

"سَقَطَ عُشْرُ الْمَدِينَةِ، وَقُتِلَ سَبْعَةُ آلَافٍ من المعروفين. وَصَارَ الْبَاقُونَ فِي رَعْبَةٍ"، فتابوا ومجَّدوا الله فـ"بَدْءُ الحكمة مخافة الرب" (أم 9: 10).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

سر الله في المجيء الثاني

البوق السابع والأخير وهو الوَيْل الثالث والأخير

 

5. "الْوَيْلُ الثَّانِي مَضَى وَهُوَذَا الْوَيْلُ الثَّالِثُ يَأْتِي سَرِيعًا" (رؤ 11: 14)

كان البوق الخامس يحوي الوَيْل الأول (رؤ 9: 12)،

والبوق السادس يحوي الوَيْل الثاني (رؤ 11: 13-14)،

والبوق السابع يحوي الوَيْل الثالث مع الختم السابع (رؤ 11: 15-19).

قُلْنا أن قَلْب الرؤيا هو الثلاث سباعيات (الختوم. الأبواق. الجامات)،

وقُلْنا أن فضَّ الختوم هو الإنذار بِقَضاء الله، والأبواق هي إذاعة هذا القضاء والجامات هي تنفيذ القضاء،

وقُلْنا أن عدل الله مملوء رحمة فالله لا يأتي بقضائه مُباشرة بل يُنذِر أولًا ويُذيع إنذاره قبل أن يأتي بِقضائِه،

وقُلْنا أنَّ الله يَفُضُّ ستة ختوم ثم يتمهل قبل فَضِّ الختم السابع ويُرسِل أبواقه الستة ثم يتمهل قبل البوق الأخير، ويَسكُب سِتَّ جامات غضب ويتمهل قبل أن يَصُبَّ جَامَهُ الأخير.

فالله متأني في أحكامه متأني في عقابه.

 

كُلها تُمَهِّد لجامات غضب الله أو "السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ، التي بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ" (رؤ 15: 1).

الضربة المصاحبة للبوق السادس:

1. خروج نار من فَمِ الشاهِدَيْن لِقَتل أعدائهما

2. الشاهدان يقتلا أعداءهما بالطريقة التي يريداها

3. الرجاء المصاحب لقيامة الشاهدين،

4. سقوط عُشْر المدينة، وموت 7,000 اسم.

حذَّرنا ملاكٌ طائر في السماء من ثلاثة ويلات تأتي على الأرض وقال "ثُمَّ نَظَرْتُ وَسَمِعْتُ مَلاَكًا طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَيْلٌ! وَيْلٌ! وَيْلٌ لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ بَقِيَّةِ أَصْوَاتِ أَبْوَاقِ الثَّلاَثَةِ الْمَلاَئِكَةِ الْمُزْمِعِينَ أَنْ يُبَوِّقُوا!»" (رؤ 8: 13)

وهي ملاصقة للأبواق الثلاثة الأخيرة. والوَيْل الثاني يحوى 6 نقاط، وها الآن يأتي الوَيْل الثالث والأخير.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: "Then the seventh angel sounded: And there were loud voices in heaven, saying, “The kingdoms of this world have become the kingdoms of our Lord and of His Christ, and He shall reign forever and ever!” " (Revelation 11: 15) - Details (18) from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم بوق الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة: «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين»" (الرؤيا 11: 15) - تفاصيل (18) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Then the seventh angel sounded: And there were loud voices in heaven, saying, “The kingdoms of this world have become the kingdoms of our Lord and of His Christ, and He shall reign forever and ever!” " (Revelation 11: 15) - Details (18) from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم بوق الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة: «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين»" (الرؤيا 11: 15) - تفاصيل (18) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

الأبدية السعيدة

ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ 4 أبواق في رؤيا 8 وبوقَيْن في رؤيا 9 والآن البوق السابع والأخير في رؤيا 11 وهو الوَيْل الثالث والأخير. وكان الويلان الأول الثاني في البوقين الخامس والسادس.

"فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً" (رؤ 11: 15)

عند فتْح الختم السابع، حَدَثَ سكوت فِي السَّمَاءِ (رؤ 8: 1)،

عندما سُمع البوق السَّابِعُ، حَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ (رؤ 11: 15)

هي أصوات تسبيح الحيوانات الأربعة الكِروبيمية مع الأربعة وعشرين كاهنًا الجلوس على كراسيهم والملائكة المسبحين ألوف ألوف وربوات ربوات مع أصوات الذين قُتِلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم والجمع الكثير الذي لم يستطع أحد أن يَعُدَّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة الواقفين أمام العرش الكُل يهتفون:

"قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ". هل هذا وَيْل أم بركة؟؟

الاثنان معا. فهو بركة للأبرار ولعنة للأشرار.

عند بدء خدمة ربنا وأثناء صومه الأربعيني تقدم له إبليس "وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي»" (متى 4: 8-9)، وفعلًا إبليس "رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ" (يوحنا 12: 31؛ 16: 11) "وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ." (1 يوحنا 5: 19)

ولكن الآن بعد صَلْب المسيح له المجد وقد صار مَلِكًا علينا،

بل وبعد البوق السابع والأخير

فَسَيَمْلِكُ: المتوقع أن العبارة تكون

قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكان...

ولكن جاءت الكلمة فَسَيَمْلِكُ، ذلك لأن الآب (ربنا) والابن (مَسِيحَهُ) إله واحد سيملك إلى أبد الآباد ولا يكون لِمُلْكِة انقضاء "أَنَا وَالْآبُ وَاحِدٌ" (يو 10: 30) "أَنَا فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ؟" (يو 14: 10).

 

مع البوق الأخير يأتي يوم القيامة، لذلك نسمع أصوات ملائكية عظيمة في السماء تُعلِن انتهاء ممالك العالم وبدء مُلْك المسيح الأبدي على العالم كله. ومع يوم القيامة ونهاية العالم يأتي تسبيح المنتصرين فينوب عنهم أعلى طُغْمة من طُغمات القديسين المُنتصرين.

"وَبَعْدَ ذلِكَ النِّهَايَةُ، مَتَى سَلَّمَ الْمُلْكَ ِللهِ الآبِ، مَتَى أَبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ" (1 كو 15: 24) "وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ" (لو 1: 33).

"فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ" (دا 7: 14)

"وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا ِلله" (رؤ 11: 16).

عظماءُ هؤلاء الأربعة والعشرون كاهنًا، فَهُم كهنة العهد القديم والجديد جَالِسِون عَلَى عروْشِ في محضر الله فهذه مكانتهم بينما يقف أمامه الملائكة والقديسون كما نقرأ "وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. "وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ"... ويَخِرُّ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا قُدَّامَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُمْ أَمَامَ الْعَرْشِ" (رؤ 4: 4، 10)، "وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا أَمَامَ الْخَروفِ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ" (رؤ 5: 8)، "وَكَانَتِ الْحَيَوَانَاتُ الأَرْبَعَةُ تَقُولُ آمِينَ. وَالشُّيُوخُ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ خَرُّوا وَسَجَدُوا لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ" (رؤ 5: 14)، "وَخَرَّ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتِ وَسَجَدُوا ِللهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ قَائِلِينَ «آمِينَ! هَلِّلُويَا!»" (رؤ 19: 4).

St-Takla.org Image: Jesus Christ on the throne around His angels in heaven: "who is to come" (Revelation 1: 4, 8; 4: 8; 11: 7) - Details (12) from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح على عرشه وسط ملائكته في الملكوت: "الذي يأتي" (الرؤيا 1: 4، 8؛ 4: 8؛ 11: 17) - تفاصيل (12) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: Jesus Christ on the throne around His angels in heaven: "who is to come" (Revelation 1: 4, 8; 4: 8; 11: 7) - Details (12) from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح على عرشه وسط ملائكته في الملكوت: "الذي يأتي" (الرؤيا 1: 4، 8؛ 4: 8؛ 11: 17) - تفاصيل (12) من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

عظماءٌ أيضًا

"قَائِلِينَ نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،

الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي،

لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ" (رؤ 11: 17)

هذه الطغمة السامية في البشر طغمة الكهنة نائبة عن البشرية المنتصرة تشكر الله ضابط الكل والقادر على كل شيء. ويصِفون الرب بخمسة صفات هي:

1. الرَّبُّ الإِلهُ: إشارة للاهوت المسيح: هنا يصِف الوحي الإلهي المسيح بِصِفات إلهية "الرب الإله القادر على كل شيء"، وهذا وصْفٌ لله الكائن والذي كان والذي يأتي أو السرمدي فهو الله، وكلمة يأتي تعني الحركة في التجسد (المجيء الأول، والمجيء الثاني).

2. الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ: كُلي القدرة. وهي عبارة تدل على وحدانية الله لأنه لا يُمكن أن يتَّصف بها اثنين في وقتٍ واحد. فإذا وُصِف بها السيد المسيح تكون دليلًا على لاهوته وأنه هو هذا الإله الواحد.

3. الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي أي الله السرمدي (شُرحت في رؤ 1: 8).

وهي عبارة ثُلاثية تُعطي أبعاد الزمن الثلاثة. فالمسيح له المجد هو السرمدي. وهذه أيضًا إحدى صفات الله وحده، وقد وُصِف بها الآب أيضًا "نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي" (رؤيا 1: 4)، ووُصِفَ بها الابن في "أَنَا هُوَ الْأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. (رؤيا 1: 8). وُصِف بها الآبُ والابن معًا في (رؤيا 11: 17)، وهذا الوصف الرباعي يسبحه طغمة الكروبيم دائمًا قائلين "قدوس. قدوس. قدوس" "الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي." (رؤيا 4: 8)

 

4. لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ: ونلاحظ هنا "قُدْرَتك" لم يأخذ قُدرَة عظيمة أُضيفَتْ إليه من أحد. فهو الكامل الذي لا يزيد. إنما أخذت "قدرتك" التي كانت لك منذ الأزل. ولكن لعل الله لم يستخدمها معنا في فترة صبره علينا لنأخذ فرصة التوبة بحريتنا. والآن "اتخذ قدرته العظيمة" لبدء دينونته.

5. وَمَلَكْتَ: الرب الإله هو ملك الملوك ورب الأرباب وسيد الأسياد، ولكنه خلَق العالم وسيَّدَ آدم عليه "فَخَلَقَ اللهُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ... وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلَأُوا الْأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا" (تكوين 1: 27-28)، وهكذا صار آدم سيِّدًا على الخليقة. وفي معركة بين الشيطان وآدم، فقَدَ آدمُ سُلطانَه وانتقلت سِيادَة العالم إلى إبليس. لكن الرب أخذ إنسانيتنا وأتى ودخل المعركة مع إبليس في البرية (متى 4؛ مرقس 1؛ لوقا 4) وغَلبَ لا بلاهوته بل بوصفه آدم الثاني. وهنا استحقَّ آدمُ الثاني أن يستعيد سُلطانَه على الخليقة. وهكذا ارتفع الرب على الصليب وقيَّد الشيطان وملك على خشبة.

ولكن الرب الإله لم يسترِّد ملكوته على الإنسان الحُرِّ قسرًا، بل أراد أن يكون "ملكوت ابن محبته" فهو سيملك بالحب ولذلك ترك الحرية للإنسان ليخضع بحريته، وهكذا صار الإنسان ينتقل من مملكة إبليس فردًا فردًا إراديًّا إلى ملكوت ابن محبته. ولعل صورة جُهْد الشيطان وقبول البنوة في سر المعمودية ثم استمرار حياة الإنسان في الطاعة والخضوع إراديًّا للمسيح الملك هي خطوات يخطوها الإنسان بحريته وإرادته ليملك الله عليه حتى تأتي كلمة "وملكْتَ".

"لِأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ." (رؤيا 11: 17) وهذا يعني الابن الذي أخلى ذاته في التجسد والآن أخذ قدرته العظيمة ومُلكَه الأبدي. "اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. لَبِسَ الْجَلاَلَ. لَبِسَ الرَّبُّ الْقُدْرَةَ" (مز 93: 1)، وفي النهاية يقول "أَمَّا.. أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي." (لو 19: 27).

"وَغَضِبَتِ الأُمَمُ، فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا" (رؤ 11: 18)

وَمَلَكْتَ وَغَضِبَتِ الأُمَمُ: غضب الأمم نتيجة مُلكِه، فقد هتفوا قديمًا "ليس لنا مَلِك إلا قيصر" وهي نفس عبارة "لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ" (لو 19: 27). فبعدما أحبَّهم واشتراهم بِدمه، أحبوا الظلمة أكثر من النور، وغضبوا على طريق البِر "فَأَتَى غَضَبُكَ عليهم". في القديم غضب هيرودس وقتل الأطفال بالمئات وغضب نيرون وقتل ألوف، أما الغضب الإلهي وهو رَدٌّ على غضب الإنسان فسيحدث في البوق الأخير عندما يأتي وقت الغضب والدينونة، حيث تأتي "الضَّرَبَاتُ الْأَخِيرَةُ، التي بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ." (رؤ 15: 1)، وزَمَنُ سَكْب جامات غضب الله (رؤيا 16: 17)، فهذا هو الْغَضَب الْآتِي." (1 تس 1: 10).

"وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ (بالخطايا) لِيُدَانُوا"

وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ: فالكل إذن عبيد كما شرحنا في [رؤيا 1].

"الأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ" (رؤ 11: 18)

زَمَانٌ واحدٌ لدينونة الأَمْوَاتِ بالخطايا والْقِدِّيسِينَ، وفي الدينونة سيُجازي الله كل واحد كحسب أعماله (1 كو 3: 8؛ 2 تى 4: 1)، وسيُعطي أُجرة مُبارَكة لِعبيده الأبرار سواء كانوا أَنْبِيَاء عَلَّموا المسكونة أو قِدِّيسِينَ أناروا طريق الله بِحياتهم فصاروا قُدْوةً أو كانوا أبرارًا خَائِفِينَ اسْمه.

ولعل هذه الدرجات أشار إليها الكتاب "الْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ." (دانيال 12: 3)

وهي هنا مُرَتَّبة تنازليًا

فالأنبياء هم الذين ردُّوا كثيرين يُنيرون أكثر من القديسين الذين صاروا إنجيلًا معاشا وهؤلاء وأولئك أسمى من الأبرار "الْخَائِفِينَ اسْمَكَ"

الذين يَحْيَوْن في مخافة الله ويهربون من الشر ويجاهدون في البر بدرجات متفاوتة صِّغَارًا وَكِبَارًا

"وَخَرَجَ مِنَ الْعَرْشِ صَوْتٌ قَائِلًا سَبِّحُوا لإِلهِنَا يَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ، الْخَائِفِيهِ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ" (رؤ 19: 5)، "وَيَجْعَل الْجَمِيعَ الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَار وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ" (رؤ 13: 16)، "وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ، وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ" (رؤ 20: 10).

الزمن في سِفْر الرؤيا: يرى مار يوحنا ما سيحدث كأنه حادثٌ أمامه، لذلك يتكلم عن أمور مستقبلة وكأنها قد حدثت.

فمثلا غَضَبُ الله النهائي "فَأَتَى غَضَبُكَ" (رؤ 11: 18)،

دينونة الأموات "وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا" (رؤ 11: 18)،

مكافئة الأبرار "وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ" (رؤ 11: 18)،

عقاب الأشرار" (رؤ 20: 10).

 

"وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الأَرْضَ" (رؤ 11: 18)

كما يُعْطي الرب أُجْرَة مُتَدَرِّجة للأبرار حسب بِرِّهِم،

يُعْطِي الرب أُجْرَةَ هلاكٍ لمن يُهْلِكُونَ الأَرْضَ.

فالجزاء من نوع العمل.

الدينونة للأشرار عَدْلٌ مِثل إدانة الزانية العظيمة في (رؤ 19: 2).

إهلاك الأشرار يَتِمُّ بالأبواق الستة ثُم بالجامات السِّتة ثم يُباد الوحش والنبي الكذاب (رؤ 19: 20) ثم إبليس (رؤ 20: 10).

"عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ الرَّبِّ يَسُوعَ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ مَلاَئِكَةِ قُوَّتِهِ، فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِيًا نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ" (2 تس 1: 7-9).

وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ (رؤ 11: 19)

بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا قَدِ انْفَتَحَ هَيْكَلُ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فِي السَّمَاءِ (رؤ 15: 5).

و"هيكل الله" يعني مسْكَن الله مع القديسين، فالسماء هي "مسكن الله مع القديسين وهو سيسكن معهم" (رؤ 21: 3). وقد رأى مار يوحنا سعادة ومجد الغالبين في رؤيا عقلية لا مادية، فتابوت العهد على الأرض والهيكل عُمِل على شِبه السماويات، و"تابوت العهد" رمزٌ لناسوت المسيح مصنوع من خشب لا يفسد فناسوت المسيح لم يرى فسادًا. والتابوت كان خشبًا مُغشَّى من الداخل بالذهب رمزًا للاهوته، والتابوت يرمز للخلاص والغفران. عليه كروبان ينظران وجهًا لوجه رمز العهدين يُقدِّما مسيحًا واحدًا، وبِداخِلِه لَوْحَا الشريعة كلمة الله رَمْز المسيح كلمة الله، وعصا هارون التي أفرخت رَمْز العذراء التي ولَدَت ابنًا ولاتزال عذراء، كما به قسط المَنِّ والمَنُّ النازل من السماء رمز المسيح الإله الآتي مُتأنسًا ومُقدَّمًا لنا مأكلًا حقيقيًّا في سر الافخارستيا وبه نحيا ونتحرك ونوجد. والتابوت هو العذراء التي حَمَلتِ الله الكلمة، كما حَمَل التابوت لوحَي الشريعة كلمة الله، والتابوت يبرُق من داخِلِه وميضُ الذهب كالعذراء التي تُنير فضائلُها ومجدها من داخل مُزَيَّنة ومغشاة بالذهب.

في القديم لم يكن مُمكنًا للناس أن يرَوا تابوت العهد فللهيكل حجاب، ولكن وقد صُلب رب المجد وانشق حجاب الهيكل، يمكننا الآن أن نرى بسهولة تابوت العهد الذي يمثل المسيح متأنسًا من العذراء، فليتنا الآن أن لا نُقيم حجابًا آخَر من خطايانا، فقد تأنَّس المسيح وصُلِب عنَّا لينقض الحجاب المتوسط ولِنَجِد لذَّة في التعامل مع الله.

هيكل الله في السماء إذن ليس الهيكل القديم بل هيكل جديد دائمٌ في السماء. وظهر تابوت العهد، رغم أن تابوت العهد القديم قد اختفى مع انتهاء هيكل سليمان، ولما أعاد هيرودس بناء الهيكل لليهود لم يكن فيه تابوت العهد، إذن تابوت العهد الذي ظهر لمار يوحنا كان تابوت العهد الجديد. وتابوت العهد قديمًا يحمل قِسْط المَنِّ والمن الذي نزل من السماء فعلًا أثناء رحلة الخروج، إذَن فتابوت العهد الجديد يحمل المَنَّ الجديد النازل من السماء المسيح له المجد بجسده ودمه.

ومن هنا فنحن أمام رؤيا تحمل لنا الهيكل السمائي وتابوت العهد الجديد الذي يحمل المَن السمائي الجديد جسد الرب ودمه. ذلك الذي قال عنه رب المجد "أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي" (مت 26: 29) إنه الاتحاد الحقيقي بين العريس السمائي وعروسه في الملكوت الأبدي، وهذا يتفق مع قول مار يوحنا "وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلًا، لِأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا." (رؤيا 21: 22)

وَحَدَثَتْ 1بُرُوقٌ وَ2أَصْوَاتٌ وَ3رُعُودٌ وَ4زَلْزَلَةٌ وَ5بَرَدٌ عَظِيمٌ" (رؤ 11: 19)

"فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الأَرْضِ، زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هكَذَا" (رؤ 16: 18) "وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ الْهَيْكَلِ قَائِلًا لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى الأَرْضِ" (رؤ 16: 1).

هذا هو غضب الله، فهذه الخمسة رمزٌ لكمال الألم وعقاب الله للأشرار، وهذه الظواهر الطبيعية يستخدمها الله في تنفيذ مشيئته: "النَّارُ وَالْبَرَدُ، الثَّلْجُ وَالضَّبَابُ، الرِّيحُ الْعَاصِفَةُ الصَّانِعَةُ كَلِمَتَهُ" (مز 148: 8) "هوذا شَدِيدٌ وَقَوِيٌّ لِلسَّيِّدِ كَانْهِيَالِ الْبَرَدِ، كَنَوْءٍ مُهْلِكٍ، كَسَيْلِ مِيَاهٍ غَزِيرَةٍ جَارِفَةٍ، قَدْ أَلْقَاهُ إِلَى الأَرْضِ بِشِدَّةٍ" (أش 28: 2).

تكرَّر المشهد مرتين

"وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ" (رؤ 11: 19)،

"انْفَتَحَ هَيْكَلُ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فِي السَّمَاءِ وَخَرَجَتِ السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتِ مِنَ الْهَيْكَلِ،... سَبْعَةَ جَامَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مَمْلُوَّةٍ مِنْ غَضَبِ اللهِ... حَتَّى كَمِلَتْ سَبْعُ ضَرَبَاتِ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ." (رؤ 15: 5)،

"فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ" (رؤ 16: 18).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البوق السابع والأخير (المجيء الثاني)

"كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى... فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا... سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ" (دا 7: 13-14).

"لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ" (1 تس 4: 16-17).

 

(مت 24: 29-31)

وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ

تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ.

 

الضيقة العظيمة ختم 5 (رؤيا 6)

علامات النهاية ختم 6 (رؤيا 6)

 

 

وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ،

 

وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا"

(1 كو 15: 52)

 

 

 

 

 

البوق الأخير: هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ.

فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ (1 كو 15: 51-52)

"لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ" (1 تس 5: 2)

هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ.

نَعَمْ آمِينَ (رؤ 1: 7)

ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ. 15وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْجَالِسِ عَلَى السَّحَابَةِ: «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ لِلْحَصَادِ، إِذْ قَدْ يَبِسَ حَصِيدُ الأَرْضِ» فَأَلْقَى الْجَالِسُ عَلَى السَّحَابَةِ مِنْجَلَهُ عَلَى الأَرْضِ، فَحُصِدَتِ الأَرْضُ.(رؤ 14: 14- 16)

بَلْ فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ(رؤ 10: 7)

 

 

فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ" (رؤ 3: 3)

هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ (رؤ 16: 15)

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(28) للكنيسة بابان أحدهما خارجي يفتح إلى حُوش الكنيسة وآخر يفتح إلى صَحْن الكنيسة، وبينهما يحارب الشيطان أبناء الله وبناته فيشغلهم عن دخول الكنيسة للصلاة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/apocalypse/chapter-11.html

تقصير الرابط:
tak.la/69ax3q7