محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
الثامنة أو الأولى من الأسبوع الجديد
رقم 8 يرمز للأبدية
الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يُجازي الْغالبينَ والأشرار (رؤ 21: 5-8)
صفات المدينة: الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ (رؤيا 21: 9-11)
الإصحاح الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
1. أُورُشَلِيمَ السَّمَائية: (رؤيا 21: 1-4)
1ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ.
2وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.
3وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إلهًا لَهُمْ. 4وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».
2. الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يُجازي الْغالبينَ والأشرار: (رؤيا 21: 5-8)
5 وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!».
وَقَالَ لِيَ «اكْتُبْ فَإنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ».
6ثُمَّ قَالَ لِي «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ.
أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا.
7مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا.
8وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ،
فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي».
3. صفات المدينة، الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ: (رؤيا 21: 9-11)
9ثُمَّ جَاءَ إلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ المملؤة مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلًا:
«هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ».
10وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ،
11 لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ.
4. سُورها: (رؤيا 21: 12-20)
12وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 13مِنَ الشَّرْقِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْجَنُوبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْغَرْبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ. 14وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ.
15وَالَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كَانَ مَعَهُ قَصَبَةٌ مِنْ ذَهَبٍ لِكَيْ يَقِيسَ الْمَدِينَةَ وَأَبْوَابَهَا وَسُورَهَا. 16وَالْمَدِينَةُ كَانَتْ مَوْضُوعَةً مُرَبَّعَةً، طُولُهَا بِقَدْرِ الْعَرْضِ. فَقَاسَ الْمَدِينَةَ بِالْقَصَبَةِ مَسَافَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ. الطُّولُ وَالْعَرْضُ وَالارْتِفَاعُ مُتَسَاوِيَةٌ. 17وَقَاسَ سُورَهَا: مِئَةً وَأَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، ذِرَاعَ إنْسَانٍ أَيِ الْمَلاَكُ. 18وَكَانَ بِنَاءُ سُورِهَا مِنْ يَشْبٍ، وَالْمَدِينَةُ ذَهَبٌ نَقِيٌّ شِبْهُ زُجَاجٍ نَقِيٍّ.
19وَأَسَاسَاتُ سُورِ الْمَدِينَةِ مُزَيَّنَةٌ بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ.
الأَسَاسُ الأَوَّلُ يَشْبٌ. الثَّانِي يَاقُوتٌ أَزْرَقُ. الثَّالِثُ عَقِيقٌ أَبْيَضُ. الرَّابِعُ زُمُرُّدٌ ذُبَابِيٌّ 20 الْخَامِسُ جَزَعٌ عَقِيقِيٌّ. السَّادِسُ عَقِيقٌ أَحْمَرُ. السَّابِعُ زَبَرْجَدٌ. الثَّامِنُ زُمُرُّدٌ سِلْقِيٌّ. التَّاسِعُ يَاقُوتٌ أَصْفَرُ. الْعَاشِرُ عَقِيقٌ أَخْضَرُ. الْحَادِي عَشَرَ أَسْمَانْجُونِيٌّ. الثَّانِي عَشَرَ جَمَشْتٌ.
5. أبوابها: نبدأ هنا بعددي (رؤ 21: 12-13) ثُم: (رؤيا 21: 21-27)
21وَالاثْنَا عَشَرَ بَابًا اثْنَتَا عَشَرَةَ لُؤْلُؤَةً، كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَبْوَابِ كَانَ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ. وَسُوقُ الْمَدِينَةِ ذَهَبٌ نَقِيٌّ كَزُجَاجٍ شَفَّافٍ. 22وَلَمْ أَرَ فِيهَا
هَيْكَلًا، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا. 23وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إلَى الشَّمْسِ وَلاَ إلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا.
24وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا، وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إلَيْهَا.
25وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ نَهَارًا، لأَنَّ لَيْلًا لاَ يَكُونُ هُنَاكَ. 26وَيَجِيئُونَ بِمَجْدِ الأُمَمِ وَكَرَامَتِهِمْ إلَيْهَا. 27وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إّلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوف.
(رؤيا 21-22)
تُلَقَب الكنيسة عروس المسيح بعدة ألقاب: «مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا» (رؤ 21: 2)، «الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ» (رؤيا 21: 9).
«الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ"».
«الْمَدِينَةَ الْعَظِيمة أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ» (رؤيا 21: 2، 10) أو «الْمَدِينَةَ» (رؤيا 21: 14-16، 19-19). «مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ» (رؤيا 21: 3) وَهِيَ «السماء الأولى، السَّمَاء الْجَدِيدَةَ» (رؤيا 21: 1).
ملخص الإصحاح: يَحوي ثلاث نقاط:
(رؤيا 21) أُورُشَلِيم (رؤيا 21: 1-11). سُورها (رؤيا 21: 12-20). أَبْوَابهَا (رؤيا 21: 21-27). |
(رؤيا 22) عَرْش اللهِ وَالْخَرُوفِ (رؤيا 22: 1-11). المجيء الثاني (رؤيا 22: 7-15). يَسُوع باب الخراف (رؤيا 22: 16-21). |
(1) أُورُشَلِيم السماوية وصفاتها وألقابها.
(2) سُورها وَأَسَاسَاتهَا الاثْنَي عَشَرَ ومقاييسها.
(3) أَبْوَابهَا الاثْنَي عَشَرَ وَبهائها.
1 أورشليم السَمَائية: السَمَاء الجَدِيدَة بعد نهاية السَّمَاء الأُولَى وَالأَرْض وَالْبَحْرُ، نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا أو لعريسها (رؤيا 21: 1-2)
2 وصف أورشليم كتابوت اللهِ وسط النَّاسِ، فهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، كشَعْبًه، وَهو إلههم، فلا آلام، بل يَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، والْجَالِسُ عَلَى عَرْشِه يصنع كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا بطبيعة نورانية (رؤيا 21: 3-7).
3 الأشرار يمضون إلى جهنم: وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي» (رؤيا 21: 8).
4 أُورُشَلِيمَ السَمَائية: الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ النَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ بصفات تماثل عريسها فلَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ» (رؤيا 21: 9-11).
5 أُورُشَلِيمَ السمائية الذَهَبية الزُجَاجية بسُورهاٌ العَظِيمٌ العالي الَّذِي لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، عَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَر، وأبوابها إثْنَى عَشَرَ لؤلؤة لا تغلق، وهي مُرَبَّعَةً، وسوقها الذهبي، واللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا، ومَجْدَ اللهِ َنَورَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا، وَقديسيها الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ، ونهر الحياة الخَارِجً مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالْخَرُوفِ، وعلى جانبيه شَجَرَةُ حَيَاةٍ تُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُها لِشِفَاءِ الأُمَمِ. وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إّلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ» (رؤ 21: 12-27).
الإصحاح الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
«ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً،
لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا.» (رؤيا 21: 1).
Καὶ εἶδον οὐρανὸ καινὸν καὶ γῆν καινήν.
جَدِيدَة أَرْضًا وَ جَدِيدَةً سَمَاءً رَأَيْتُ ثُمَّ
ὁ γὰρ πρῶτος οὐρανὸς καὶ ἡ πρώτη γῆ ἀπῆλθαν
مَضَتَا الأَرْضَ الأُولَى وَ سَّمَاءَ الأُولَى لأَنَّ ال
أين مضتا؟ هذا ما سبق فأعلنه الإصحاح السابق في نهايته إذ يقول: «ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ» (رؤيا 20: 11).
فقد انتهت السماء المادية بما فيها من جَلَد وطيور (السماء الأولى) وكواكب ونجوم (السماء الثانية)، والأرض المادية بما فيها من حيوانات ووحوش، وأسماك، ونباتات، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وبانتهاء السَّمَاء الأُولَى وَالأَرْض الأُولَى انتهى الهواء الذي بينهما، فاختفى رئيس سُلطان الهواء، أي الشيطان من هذه المنطقة. وانتهت الحرب القائمة بينه وبيننا، وهذا ما أعلنه الإصحاح السابق، أنه طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ (رؤيا 20: 10؛ متى 25: 41).
ويصف مار بطرس الرسول هذا فيقول: «سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا. فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. وَلَكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ» (2 بط 3: 10-13) ويقول أيضًا: «وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ إلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ.» (2 بط 3: 7).
وهذا قاله إشعيا النبي: «لأَنِّي هَأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ.» (إشعيا 65: 17) «لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ السَّمَاوَاتِ الْجَدِيدَةَ وَالأَرْضَ الْجَدِيدَةَ الَّتِي أَنَا صَانِعٌ تَثْبُتُ أَمَامِي يَقُولُ الرَّبُّ... وَيَرُونَ جُثَثَ النَّاسِ الَّذِينَ عَصُوا عَلَيَّ لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ.» (إشعيا 66: 22، 24)، ويصف داود النبي هذا التغيير في السماء والأرض بلغة شعرية فيقول:
«مِنْ قِدَمٍ أَسَّسْتَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ، هِيَ تَبِيدُ وَأَنْتَ تَبْقَى وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ فَتَتَغَيَّرُ.» (مزمور 102: 25-26).
فوصف نهاية السماء والأرض الأولين ببلاء الثياب فنستغني عنه ويلقَى في النار ونُغَيره بثوبٍ جديد سماء جديدة وأرض جديدة. والتغيير ليس وضع رقعة جديدة بل آخَر غير الأول.
وبغياب القديم ظهر الجديد، سَمَاءٌ جَدِيدَةٌ وَأَرْضٌ جَدِيدَةٌ روحانية (رؤيا 21: 1)، وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!». وهنا نسكن مع السمائيين، من الملائكة بكل درجاتهم، ونَنضم إلى الأرضيين المنتصرين، حول رب السماء والأرض، ونبقى كل حين في تسبيحٍ دائم.
ومتى يحدث هذا؟
قُبيل الدينونة إذ يقول مار يوحنا: «رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ- هذه جلسة الدينونة العامة- وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ - هربت فعل ماض فقد تلاشت الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ قبيل جلسة الدينونة- وَرَأَيْتُ الأَمْوَاتَ صِغَارًا وَكِبَارًا وَاقِفِينَ أَمَامَ اللهِ، وَانْفَتَحَتْ أَسْفَارٌ وَانْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هُوَ سِفْرُ الْحَيَاةِ، وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ.» (رؤيا 20: 11 إلخ.).
«وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ» (رؤيا 21: 1)
καὶ ἡ θάλασσα οὐκ ἔστιν ἔτι
فِي مَا بَعْدُ يُوجَدُ لاَ الْبَحْرُ
فإذا «هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ.» (رؤيا 20: 11)
«السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا.» (رؤيا 21: 1)
أي تغيرت هيئتهما، فالبحر وهو ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية صار بلا فائدة. فلاَ بُدَّ أن ينتهي مع الأرض المادية والسماء المادية. فالبحار جزء من دورة المياه في الطبيعة موجودة في شكل مجتمع المياه في المحيطات والبحار والأنهار، وموجودة أيضًا داخل أجساد الكائنات الحية، من إنسان وحيوان ونبات وموجودة في السماء الأولى في شكل سحب. وما دامت السماء الأولى والأرض الأولى قد مضتا بما فيها، فالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ.
والبحار ترمز إلى ماء العالم أو الخطية. قال عنها الرب: «من يشرب من هذا الماء يعطَش.» فالخطية لا توجد فيما بعد، فَسَيُدانُ الملائكة الساقطون والناس الأشرار، ويَنتهي الشر تمامًا وتصير «سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ.» (2 بطرس 3: 13).
«وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ
نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ.» (رؤيا 2: 21)
καὶ τὴν πόλιν τὴν ἁγίαν Ἰερουσαλὴμ καινὴν
الْجَدِيدَةَ أُورُشَلِيم الْمُقَدَّسَةَ الْمَدِينَةَ
εἶδον κατα βαίνουσαν ἐκ τοῦ οὐρανοῦ ἀπὸ τοῦ θεοῦ
اللهِ مِنْ عِنْدِ السَّمَاءِ مِنَ نَازِلَةً رَأَيْتُ
وكما أن للعريس السماوي عدة ألقاب، هكذا للكنيسة عروسه:
فقد دُعي الرب العريس في سِفْر الرؤيا:
خروف مذبوح (رؤيا 5: 6) أسد (رؤيا 5: 5).
هيكل (رؤيا 21: 23) سراج (رؤيا 21: 23).
ودُعِيت العروس في هذا الإصحاح فقط بأربعة أسماء:
«جَاءَ... وَاحِدٌ مِنَ... الْمَلاَئِكَةِ... وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلًا: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ1». وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إلَى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ2 أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ3 نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ» (رؤيا 21: 9-10). فالعروس هي الكنيسة هيكل الله 4 كما قال الرسول بولس: «أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم...لأن هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ.» (1 كو 3: 16-17) «أَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ بِنَاءُ الله» (1 كو 3: 9)
![]() |
الْمَدِينَة الْمُقَدَّسَة أُورُشَلِيم الْجَدِيدَة (رؤيا 21: 2)
هذه الْمَدِينَةَ رآها أبونا إبْرَاهِيمُ وتَغَرَّبَ من أجلها، «لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ» (عب 11: 10). تلك التي قيل عنها: «الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً» (عب 11: 16). مدينة للقديسين: «لَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إلا الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَلِ.» (رؤيا 21: 27) «لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ.» (عب 13: 14).
كانت أورشليم مدينة الملك العظيم (متى 5: 35) رمزًا لأورشليم السماوية.
قصةٌ عجيبةٌ صاحبت صلب ربنا يَسُوع وَقيامته إذ: صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. فانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ، مِنْ فَوْقُ إلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ، وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ» (متى 27: 51-53).
وكان دخول القديسين القائمين من الموت إلى أورشليم الأرضية رمزًا لدخول القديسين بعد القيامة العامة إلى أورشليم السمائية.
وَفِي مقارنة شيقة قدمها مار بولس الرسول بين تواجد الرب في أورشليم الأرضية، وأورشليم السماوية التي يسكنها مع ملائكته يقول: «بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ... إلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإلَى... مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ» (عب 12: 22-23).
أُورُشَلِيم الْجَدِيدَة: مدينة الله، مدينه السلام، وهي ألقابٌ تنطبق على أُورُشَلِيم الأرضية رمزيًا، ووصفت جَدِيدَة لأن أُورُشَلِيم السمائية، بعد انتهاء أُورُشَلِيم الأرضية مع الأرض الأولى والسماء الأولى، فظهرت أُورُشَلِيم الْجَدِيدَة النازلة من فوق، حسبما قَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيداً» (رؤيا 21: 5).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
«رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ
نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ» (رؤيا 21: 2)
«وَأرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ،
نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ لهَا مَجْدُ اللهِ» (رؤيا 21: 10).
وَاسْمَ مَدِينَةِ إلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إلهِي» (رؤيا 21: 10)
فما معنى أن العَرُوسَ نَازِلَةٌ مِنَ السَّمَاءِ؟؟
نَازِلَة مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، من الفردوس، حيث أرواح القديسين. وحينما نرى العَرُوسَ نَازِلَةً إلينا هكذا مِنَ سَّمَاءِ الفردوس تزداد أشواقنا، وننضم إليها، ونصبح أعضاء هذه العَرُوس المُنتصرة.
«مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا (رؤيا 21: 2).
ἡτοιμασμένην ὡς νύμφην κεκοσμημένην
مُزَيَّنة كَعَرُوسٍ مُهَيَّأَة
τῷ ἀνδρὶ αὐτῆς. لِرَجُلِهَا
شرح الإصحاح التَّاسِع عَشَرَ: كيف صارت العَرُوسُ مُهَيَّأَةً ومُزَيَّنَةً لِرَجُلِهَا ودعانا: لِنَفْرَحَ وَنَتَهَلَّلَ وَنُعْطِيه الْمَجْدَ؛ لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاء، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا، وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ» (رؤيا 19: 7-8)
تهيأت العروس وتزينت لرَجُلِها، بالفضائل، على نحو ما قال الرسولان بطرس وبولس «هَكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ» (1 بط 3: 4-5) «وَكَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ.» (1 تى 2: 9). فالفضائل تُكتَسب بالجهاد والنعمة:
العروس تُهيئ نفسها فتتحلى بالفضائل... وهذا هو الجهاد.
وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزا نَقِيّا بَهِيا»... وهذه هي النعمة.
ثم يشرح سِفْر الرؤيا: «لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ» أي أعمالهم البارة فكيف يقول الكتاب: «أُعطيت أن تلبس بزًّا نقيًا بهيًا»؟ هذا يعني أن الأعمال البارة النقية البهية هي عطية من الله، فنستطيع أن نتجمل بها بالجهاد القانوني والنعمة المؤازرة، وبالجهاد والنعمة نغلب.
καὶ ἤκουσα φωνῆς μεγάλης ἐκ τοῦ θρόνου λεγούσης·
قَائِلًا السَّمَاءِ مِنَ عَظِيما صَوْتا سَمِعْتُ وَ
ἰδοὺ ἡ σκηνὴ τοῦ θεοῦ μετὰ τῶν ἀνθρώπων
هُوَذَا الـ مَسْكَنُ الله مَعَ النَّاسِ
Καὶ وَ σκηνώσει سَيَسْكُنُ μετ’ αὐτῶν مَعَهُمْ
وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ» (رؤيا 21: 3)
سَمِع مار يوحنا صَوْتًا مِنَ السَّمَاء أكثر من مرة وقال: سَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنْ جَمْعٍ كَثِيرٍ فِي السَّمَاءِ قَائِلًا: «هَلِّلُويَا! الْخَلاَصُ وَالْمَجْدُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ لِلرَّبِّ إلهِنَا.» (رؤيا 19: 1). وسَمِع صَوْتًا مِنَ الْعَرْشِ يقَول: «سَبِّحُوا لإلهِنَا يَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ، الْخَائِفِيهِ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ!». وَسَمِع صَوْت جَمْعٍ كَثِيرٍ، كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، وَكَصَوْتِ رُعُودٍ شَدِيدَةٍ قَائِلَةً: «هَلِّلُويَا! فَإنَّهُ قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الإلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.» (رؤيا 19: 5-6).
«هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ»: فملكوت السَّمَاوات هي المسكن الَّذِي سيتمتع فيه القديسون المنتصرون بالبقاء مع الله كل حين. كانت قصة التابوت وخيمة الاجتماع وسط خيام بني إسرائيل رمزًا لسكني الله مع الناس في الملكوت والآن ما كنا نراه بطريقة رمزية سنراه بالحقيقة في السَّمَاءِ، إنها السعادة الكاملة أن يسْكَنُ النَّاسِ مَعَ اللهِ، فنهتف مع ماربطرس الرسول : «يَا سَيِّدِي، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا».
وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ: «أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.» (رو 8: 18). مَهْما كانت الضيقات والاضطهادات وحروب الشياطين مُتعِبة ومجهِدة لكنها لا تقاس بعبارة «الله سَيَسْكُنُ مَعَنا»، ففي الملكوت يكفينا هذا المجد، تنازُل الله الخالق الأعظم.وسُكناه مَعَنا، فالمُبادرة منه هو.
καὶ αὐτοὶ λαοὶ αὐτοῦ ἔσονται, «وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا».
καὶ αὐτὸς ὁ θεὸς μετ’ αὐτῶν ἔσται αὐτῶν θεός
«وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إلَهًا لَهُمْ» (رؤيا 21: 3)
في السماء سنكون لَهُ شَعْبًا نلتصق به فيلتصق بنا، "وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إلَهًا لَهُمْ». سيكون هو الكل في الكل لنا، سعادتنا، فرحنا وعزاؤنا. هو مُتعتنا التي لا تنتهي. اشتهى موسى النبي العظيم أن يرى الله هنا على الأرض فقال له «ارِنِى مَجْدَكَ» (خروج 33: 18).
وتمتع داود بالله وتغنى: «ميراثي الرب، نصيبي في أرض الأحياء» (مز 15: 5)، ومار يوحنا الحبيب يقول: «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ.» (1 يوحنا 3: 2) فإن كنا نتمتع بالله على الأرض، بسعادة لا توصف فبالأحرى حينما نراه في السماء كما هو.
إلَهًا لَهُمْ: عذاب لا نهائي لمن يكون الله عليهم وليس لَهُمْ، وطوبى لمن يكون الله إلهًا لهم، وبقدر لانهائية الله بقدر سعادتهم.
![]() |
«وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ.» (رؤيا 21: 4).
«وَيَمسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ.» (رؤيا 7: 17).
وهذا ما تنبأ به إشعيا النبي فقال:
«وَيَمْسَحُ السَّيِّدُ الرَّبُّ الدُّمُوعَ عَنْ كُلِّ الْوُجُوهِ وَيَنْزِعُ عَارَ شَعْبِهِ عَنْ كُلِّ الأَرْضِ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ» (إشعيا 25: 8)
سيمسح الله دموع التوبة، ودموع آلام الاضطهادات وعذابات الاستشهاد وآلام الجهاد ضد الخطية. بل وَيمسح دموع الخدام من أجل خلاص المخدومين وتوبة البعيدين. لكن هذه الكلمات معنوية ففي السماء، لا توجد عيون مادية بل عيون ممجدة، فالسعادة التي يعطيها الله مكافئة للقديسين عتيدة أن تمسح آثار الدموع، بل إن الألم لا يقاس بمجد المكافئة العتيدة.
«وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ» (رؤيا 21: 4).
بشارة مفرحة أن تنتهي الآلام وأسبابها في الملكوت السماوي، إذ نحيا حياة أبدية في سعادة كاملة. فلا موت ما دمنا في أحضان رئيس الحياة ولا حزن ولا صراخ ولا وجع؛ لأن العدالة أخذت طريقها؛ فلا استشهاد ولا آلام، فتلك الأمور كانت نتيجة الظلم في الأرض. كما تتحقق كلمات الرسول: «آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ الْمَوْتُ.» (1 كو 15: 26)، ذاك الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس.
لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ: لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ (1 كو 15: 26).
«وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ» (رؤ 21: 5)
من هو الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ؟
يجيب القديس يوحنا في رؤياه بمجموعة من النصوص:
«وَرَأَيْتُ فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ.. خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ»
«فَأَتَى وَأَخَذَ السِّفْرَ مِنْ يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ.» (رؤيا 5: 6-7).
ففِي وَسَطِ الْعَرْشِ الابن الحمل المَذْبُوح، والْجَالِس عَلَى الْعَرْشِ هو الآب
فالآب والابن هما الواحد الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ.
2«لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ».
(رؤيا 5: 13) فالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ هو الآب، وفي الآية التالية الابن:
3«لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ.» (رؤيا 7: 17)
4«يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفِ» فالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ هنا الآب.
وفي نهاية السِّفْر يذكر «عَرْش اللهِ وَالْخَرُوفِ» (رؤيا 22: 1) وهنا يقول «عَرْشٌ» واحد لـ«اللهِ وَالْخَرُوفِ» لأن الآب والابن هما واحد عَلَى عَرْشِ واحد. هذا الْعَرْش قال عنه مار يوحنا الرائي: «ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ، الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ!» (رؤيا 20: 11) فهو عرش الديان العادل.
![]() |
«هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا.» (رؤ 21: 5).
في الحياة الأبدية كل شيء سيتغير، فالأجساد المادية الترابية ستأخذ صورة جديدة ممجدة، وسنقوم بأجساد نورانية تليق بمجد السماء، وتنتهي الحياة المادية ويصير كل شيء جديدًا ممجدًا خالدًا غير قابلٍ للفناء.
حتى في جهنم: الأجساد تأخذ طبيعة غير قابلة للاضمحلال والفناء فتبقى خالدة في عذابٍ أبدى ونارٍ أبدية لا تُطفأ.
كُلّ شَيْءٍ جَدِيدًا: بطبيعة خالدة سواء في المجد أو العذاب.
وسيصير جَدِيدًا إلى الأبد، لماذا؟ لأننا دخلنا إلى الأبدية فتوقف الزمن. وما كنا ننظره وننتظره بالإيمان سننظره الآن بالعيان. إذ لبسنا الروحاني لنحيا به في الأمجاد السمائية.
وهذا رد على شهود يهوه الذين يؤمنون بفناء الأشرار مقدمين مزمور داود: «لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فستُباد»
(المزمور الأول من صلاة باكر) (مزمور 1: 6) ولكن ينبغي أن نفهم أن وجود الأشرار في العذاب الأبدي عدل، والعدل خير. وهنا نرى أن الخير انتصر أخيرًا على الشر وأُبيد الشر إلى الأبد.
لذلك قال الله بلسان إشعيا النبي: «لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَال» (إش 65: 17)
وقال مار بطرس الرسول: «وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ.» (2 بطرس 3: 13)
وَقَالَ لِيَ «اكْتُبْ، فَإنَّ هَذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ.» (رؤيا 21: 5)
نعم فإن لم تكن أقوال الله ووعوده صادقة وأمينة فمن ذا الذي تكون أقواله صادقة «نعم لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إنْسَانٍ كَاذِبًا.» (رومية 3: 4)
وأقواله صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ لأنها خارجة من فم الْجَالِس عَلَى الفَرَس الأَبْيَض،
«ويُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ» (رؤيا 19: 11).
صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ: أقوال الله صَادِقَةٌ ستتم، وَأَمِينَةٌ ترشدنا بأمانة إلى ما يجب أن نفعل من أجل سعادتنا.
قديمًا حاول الشيطان المُختبئ في الحية أن يُكَذِّب قول الله ويُظهِر عدم أمانته للإنسان عندما قال له: «لَنْ تَمُوتَا بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تكوين 3: 4-5) وهذا يعني أن أقوال الله كاذبة؛ فالله قال «موتًا تموتا»، والشيطان يقول «لَنْ تَمُوتَا»، يريد أن يخدعنا بأن الله خائفٌ على مجده وَوحدانيته فقال: «اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.» وهذا كذب وعدم أمانة. جلب على آدم وحواء والبشرية كلها الطرد من الجنة والموت الأبدي، إلا أن محبة الله عالجت الأمر.
«ثُمَّ قَالَ لِي: "قَدْ تَمَّ"» (رؤيا 21: 6)
الحديث هنا عن السماء الجديدة والأرض الجديدة، وعن زوال السماء الأولى والأرض الأولى ونهاية البحر ونزول أورشليم الجديدة من السماء وزفافها كعروسٍ لعريسها المسيح له المجد، بل وسكنى الله مع الناس في المدينة المقدسة السمائية، وعن أن الرب سيمسح كل دموعهم، فلا يكون ألم ولا حزن ولا موت فيما بعد. بل تكلم عن تجديد الخليقة إلى خليقة روحانية باقية إلى الأبد. وكل هذا لم يتم بعد فما زلنا على الأرض الترابية المليئة بالخطية والأوجاع والحزن والموت، فكيف يقول: قَدْ تَمَّ؟!
المعنى هنا إن الرب أعطى الأمر الذي به ستأخذ الطبيعة المادية قدرة تجديدها وباللُغة العلميًة يُقال قَدْ تَمَّ بالقوة، بمعنى أن الطبيعة المادية أخذت قوة تغييرها في الزمن المحدد من الله.
«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ.» (رؤ 21: 6)
سبق شرحها في [رؤ 1: 8، 11، 17؛ 2: 8؛ 22: 13].
كلمات قالها كلٌّ من الآب والابن. إذَن فهما متساويان.
«أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا» (رؤيا 21: 6)
«مَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا» (رؤيا 22: 17)
«أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إلَى الْمِيَاهِ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا» (إش 55: 1).
قال الرب للسامرية «وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.» (يوحنا 4: 14)، فالله يدعو النفس البشرية العطشانة إلى محبته ليعطيها مَجَّانًا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ لترتوي بمَاءِ الْحَيَاةِ، وقال داود النبي: «عطشَت نفسي إلى الله إلى الإله الحي» (مزامير 42: 2).
![]() |
«مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ» (رؤيا 21: 7)
هذه تكملة للآية «أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا» فهذه هي نعمة الله المجانية لمن يشتاق ويتعطش إليها ولكن هل النعمة وحدها تُخَلِّص؟!
يجيب الرب: «مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ» إذَن الأمر يحتاج إلى الجهاد القانوني والاستمرار فيه. ومن يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. و«مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ»، فعبارة كُلّ شَيْءٍ وصْفٌ جيد للملكوت السماوي الذي فيه كُلَّ شَيْءٍ مشبع لكل احتياجات الإنسان روحيًا ونفسيًا وعقليًا، شبعًا كاملًا. ثم معنى كلمة يرث؟ أننا أبناء الله من حقنا أن نرث.
وعبارة «مَنْ يَغْلِبْ» تكررت 7 مرات في (رؤيا 2-3)، وها الرب يقول مرة ثامنة «مَنْ يَغْلِبْ» إنها وعود الله المُحفِّزة للجهاد والنصرة.
كانت عبارة «مَنْ يَغْلِبْ» في نهاية كل رسالة من الرسائل السبع تحفيزًا لتَغلِب كل كنيسة ضَعفها، وبهذه المرات السبع صار تشجيع الرب كاملًا ليعطيها البركات: «يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ» أما كلمة يرث الثامنة فهي إشارة إلى الغلبة النهائية الأبدية.
«وَأَكُونُ لَهُ إلَهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا» (رؤيا 21: 7)
ما أروع الوحي في دقته، فعلاقة الأبوة والبنوة «يَكُونُ لِيَ ابْنًا»، لا تلغي علاقة الألوهة والعبادة «أَكُونُ لَهُ إلَهًا»، فنحن عبيد وأبناء في وقت واحد(136).
«وَأَمَّا 1 الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ 2 الرَّجِسُونَ وَ 3 الْقَاتِلُونَ وَ 4 الزُّنَاةُ وَ 5 السَّحَرَةُ وَ 6عَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَ 7جَمِيعُ الْكَذَبَةِ» (رؤيا 21: 8).
هذه الفئات السبع من الأشرار هم:
«الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ»: بمَعنَى واحد؛ فالخوف هو عدم إيمان فالإيمان يجعلنا ندرك أنه إذا كان الله معنا فمن علينا. حينما خاف جيحزي صلى إيليا النبي اكشف يا رب عن عيني الغلام وعند ذلك رَأَى التلميذ وقال الذين معنا أكثر من الذين علينا وانتهي الخوف من حياته.
وَقَالَ الرب لتلاميذه: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إيمَانَ لَكُمْ؟» (مرقس 4: 40)، أو «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإيمَانِ؟» (متى 8: 26).
والخوف يلد خيانة، حتى عاتب الرب النفس البشرية قائلًا: مِمَّنْ خَشِيتِ وَخِفْتِ حَتَّى خُنْتِ، وَإيَّايَ لَمْ تَذْكُرِي» (إشعياء 57: 16)، هكذا في وقت الاضطهاد والاستشهاد يظهر المؤمنون أنهم لا يهابون شيئًا، أما الخائفون فلا يثبتوا في الإيمان.
وهذا غير الخوف الطبيعي الغريزي، كخوف الصغار من الظلام، أو خوف الإنسان من حيوان متوحش أو ضار. وهذا لا خطية فيه. وإن كانت حياة القداسة يمكنها أن تغلب هذا أيضًا، فقد استطاع القديسون أن يستأنسوا الوحوش، وإن شربوا سُمًا مميتًا لا يضرهم.
كما أن الخائفين على حياتهم الزمنية والمادية، ينكرون الإيمان جُبنًا، أما أبناء الله فقال لهم الرب: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا» (مت 10: 16-19).
الرَّجِسُونَ: ومنها رجاسات الأمم، التي تخص الوثنيين، وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ، كرجسة الخراب؛ وهي علامة النسر الذي يرمز للإمبراطورية الرومانية.
السَّحَرَةُ: الذين يستخدمون قوة الشياطين للوصول إلى أغراضهم.
عَبَدَةُ الأَوْثَانِ: الذين يتعبدون للأصنام، ومنهم عبدة المال، والطماعون. لذلك قال مار بولس: «فَإنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ.» (أفسس 5: 5).
جَمِيعُ الْكَذَبَةِ: لأن الْكَذَبَة أنواع: من يكذب في كلماته وَمن يكذب بأعماله، فيستخدم الغش والخداع، ويُظهر ما لا يُبطن، وهذا هو الرياء، ومن يكذب بأن ينشر التعليم الخاطئ، وهؤلاء الأنبياء الكذبة، والمُسحاء الكذبة، المعلمين الكذبة، «لكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ إلَى أَرْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ» (2 تيموثاوس 3: 13)، «أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إبْلِيسُ،.. لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا 8: 44).
وهناك مجموعة أخرى: «لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا» (رؤيا 22: 15).
«فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي». (رؤيا 21: 8)
الْمَوْتُ الثَّانِي هو الْمَوْتُ الأبدي فِي جهنم الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، «مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ» (رؤيا 20: 6)، هذه التي سيُعاقَب فيها إبليس والوحش والنبي الكذاب إلى الأبد: «وَإبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلًا إلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10)، أما الأشرار فيقول لهم الرب في الدينونة: «اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ» (متى 25: 41).
![]() |
«ثُمَّ جَاءَ إلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ المملوءة مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ» (رؤيا 21: 9).
كان السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ، الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتِ، المملوءة مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ. هو موضوع الإصحاح الْخَامِس عَشَرَ والسَّادِس عَشَرَ من سِفْر الرُؤْيَا (رؤيا 15: 1-8)، (رؤيا 16)، (رؤيا 17: 1).
وهذا الْمَلاَك مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ يُقدم لمار يوحنا عَرُوسَ المسيح:
وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلًا: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ.» (رؤيا 21: 9)
«وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ
أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ.» (رؤيا 21: 10)
وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ: اُختطف بِالرُّوحِ اختطافا عقليًا.
سبق أن قال مار يوحنا: «كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ» (رؤيا 1: 10) وهنا ارتقى درجة روحانية أكثر سموًا فقال: «وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ» وهي تُقابل: «فَحَمَلَنِي الرُّوحُ وَأَخَذَنِي» (حزقيال 3: 14)، فبِالرُّوحِ القدس نسْموا لندرك المناظر السماوية.
«إلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال»: فوق الجَبَل العَظِيم العَال، نحتاج إلى الجهاد «مَنْ يَصْعَدُ إلَى جَبَلِ الرَّبِّ؟ وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ، وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ.» (مز 24: 3) هذا الصعود يُذكرنا بالتجلي، فالكنيسة تعكس مجد الله للعالم (إشعيا 2: 2).
وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ:
لماذا لم يُرِه الْعَرُوسَ، بل أَرَاه الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ؟
نعم: «فَالْعَرُوس امْرَأَة الْخَرُوفِ» هي «الْمَدِينَة الْعَظِيمَة أُورُشَلِيم الْمُقَدَّسَة النَازِلَة مِنَ السَّمَاءِ»: بأسوارها وشوارعها ومبانيها (رؤيا 21: 16).
رسمها حِزْقِيَال النبي وقال: «فَلَمَّا أَتَمَّ قِيَاسَ الْبَيْتِ الدَّاخِلِيِّ، أَخْرَجَنِي نَحْوَ الْبَابِ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَقَاسَهُ حَوَالَيْهِ. قَاسَ جَانِبَ الْمَشْرِقِ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ، خَمْسَ مِئَةِ قَصَبَةٍ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ حَوَالَيْهِ. وَقَاسَ جَانِبَ الشِّمَالِ، خَمْسَ مِئَةِ قَصَبَةٍ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ حَوَالَيْهِ. وَقَاسَ جَانِبَ الْجَنُوبِ، خَمْسَ مِئَةِ قَصَبَةٍ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ. ثُمَّ دَارَ إلَى جَانِبِ الْغَرْبِ وَقَاسَ خَمْسَ مِئَةِ قَصَبَةٍ بِقَصَبَةِ الْقِيَاسِ. قَاسَهُ مِنَ الْجَوَانِبِ الأَرْبَعَةِ. لَهُ سُورٌ حَوَالَيْهِ خَمْسُ مِئَةٍ طُولًا، وَخَمْسُ مِئَةٍ عَرْضًا، لِلْفَصْلِ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ.» (حزقيال 43: 15-20)
وهي الكنيسة المنتصرة أو أبناء الله القديسون:
لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ (رؤ 21: 11)
حينما وصف مار بولس ظهور السيد المسيح قال: «رَأَيْتُ... نُورًا مِنَ السَّمَاءِ أَفْضَلَ مِنْ لَمَعَانِ الشَّمْسِ، قَدْ أَبْرَقَ حَوْلِي (أع 26: 13). هذا عن العريس، ووصف مار يوحنا الْعَرُوسَ بأن «لَمَعَانهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كحَجَرٍ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ». وقد ذُكر حَجَر اليَشْب 3 مرات في هذا الإصحاح (رؤيا 21: 11، 18-19). وظهر هذا الحَجَر الأَكْرَم في صدرة القضاء لرئيس الكهنة (خروج 28: 15-20)، كما وُصف بها السيد المسيح: «الْجَالِسُ علَى الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ» (رؤ 4: 3). وهذا يعني أن العروس على صورة عريسها، فهي تُقدم صورته للعالم، وهذا ما قاله الرب: «أنا نور العالم... أنتُم نور العالم» (متى 5: 14) تُشبهه ولا تساويه، «الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ» (في 3: 21)، «الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ» (1 يو 3: 2). كما وصف بناء سُور أُورُشَلِيمَ السَّمَائية أنه «منْ يَشْبِ» (رؤيا 21: 18) كأول حجر يُزين السور.
![]() |
«وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا»(137) (رؤيا 21: 12)، (رؤيا 21: 14).
«لَهَا سُورٌ» واحد فهي كنيسة واحدة، «عَظِيمٌ وَعَال» يفصل بين الأبرار والأشرار. والسُور أيضًا هو الإيمان المستقيم، الذي يفصل بين المؤمنين داخل أُورُشَلِيمَ، وغير المؤمنين خارجها. ولا يستطيع الإنسان أن ينضم إلى أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَة النَازِلَة مِنَ السَّمَاءِ عروس المسيح إلا من خلال الأَبْوَابِ الاثْنَي عَشَرَ القانونية.
«وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا»: للدخول إلى أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ النَازِلَة مِنَ السَّمَاءِ. توجد ثلاثة أبواب في كل جهة، رمز للثالوث، فالمؤمنون بالثالوث من كل جهات الأرض، هم الذين يدخلون من الباب.
قِياسه «مِئَةً وَأَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا» (رؤيا 21: 17)، وبِنَاءُه «مِنْ يَشْبٍ» (رؤيا 21: 18)، وَأَسَاسَاتُه «مُزَيَّنَةٌ بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ.» (رؤ 21: 19).
«وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا»: لحمايتها «عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ» (إشعيا 62: 6-7).
لذلك قيل عنها: «لَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا» (رؤيا 21: 27). فهي كنيسة مقدسة: «وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا، وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إلَيْهَا» (رؤيا 21: 24).
وهي كنيسة جامعة: أبوابها من كل جهة، «وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ» (رؤيا 21: 14)
فهي كنيسة رسولية. والسُورٌ العَظِيمٌ العَال، والاثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا. تحفظ للكنيسة سلامتها.
وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ (رؤ 21: 12)،
وهذا يشرحه حِزْقِيَال النبي فيقول: «وَأَبْوَابُ الْمَدِينَةِ عَلَى أَسْمَاءِ أَسْبَاطِ إسْرَائِيلَ. ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ نَحْوَ الشِّمَالِ: بَابُ رَأُوبَيْنَ وَبَابُ يَهُوذَا وَبَابُ لاَوِي. وَإلَى جَانِبِ الشَّرْقِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ، وَثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ: بَابُ يُوسُفَ وَبَابُ بَنْيَامِينَ وَبَابُ دَانٍ. وَجَانِبُ الْجَنُوبِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةِ مِقْيَاسٍ، وَثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ: بَابُ شِمْعُونَ وَبَابُ يَسَّاكَرَ وَبَابُ زَبُولُونَ. وَجَانِبُ الْغَرْبِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ، وَثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ: بَابُ جَادٍ وَبَابُ أَشِيرَ وَبَابُ نَفْتَالِي» (حزقيال 48: 31-34). فسَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إبْرَاهِيمَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. (متى 8: 11)
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
«مِنَ الشَّرْقِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْجَنُوبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْغَرْبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ» (رؤيا 21: 13).
القديسين إيرونيموس، وأوغسطينوس قالا أن الأَبْوَاب الاثْنَيْ عَشَرَ هي الرُسُل الاثْنَا عَشَرَ والأَبْوَاب هي إمكانية دخول أورشليم الكنيسة، سواء على الأرض أو في السماء. وثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ من كل جهة: فكل الشعوب مدعوة للسماء، مِنَ مشَّارِقِ الشمس إلى مغَارِبِها، وَمِنَ الشِّمَالِ إلى الْجَنُوبِ، وَالفرصة مُقدمة بالتساوي. ولكن الإيمان بالثالوث هو شرط الدخول، «وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ» (رؤيا 21: 25)، فالفرصة مُقدمة كل حين: «هَأنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ» (رؤ 3: 8)
«وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ» (رؤيا 21: 14).
سُورُ الْمَدِينَةِ مبني على اثْنَيْ عَشَرَ أَسَاسًا، كُلٍ منها حَجَرٌ كَرِيمٌ، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ. تُمثل الآباء الرُسُل في بهائهم، وقيمتهم وقداستهم، على الرغم من اختلاف شخصياتهم، فهُم أنماط متباينة للشخصية الإنسانية.
والسُورُ يفصل بين الداخل والخارج، فهو الإيمان الرسولي الذي يُمَثله رُسُل الْخَرُوفِ الاثْنَا عَشَرَ، وفي مصر: قد دخلنا من خلال مار مرقس الرسول وكرازته، والإيمان المستقيم الذي سلَّمه لنا. وارتفاع السور اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ(138)، وهو ارتفاع ضخم لا يَتسلَّقه أحدٌ.
ورَبْطُ الأَبْوَاب والأَسَاسَات بالأَسْبَاطِ ورُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ «مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ (أفسس 2: 20)، هو ربْطُ أُورُشَلِيمَ السمائية بالعهدين القديم والجديد، وبالكنيسة الواحدة الجامعة في كل زمان ومكان.
«وَالَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كَانَ مَعَهُ قَصَبَةٌ مِنْ ذَهَبٍ لِكَيْ يَقِيسَ الْمَدِينَةَ وَأَبْوَابَهَا وَسُورَهَا» (رؤيا 21: 15).
القَصَبَة: سِتُّ أَذْرُعٍ (حزقيال 40: 5) مِنْ ذَهَبٍ: دليل على قيمة القِياس. وَوَقَفَ الْمَلاَكُ قَائِلًا لِي: «قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالْمَذْبَحَ وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ» (رؤيا 11: 1)، وهذا يعني فرحَ اللهِ بهم، كأبنائه. والذي يقيس هو يوحنا الحبيب، مستخدِمًا قَصَبَةً شبه عصا. أما في (رؤ 21: 15) فالذي يقيس هو الْمَلاَكُ، ويستخدم قَصَبَة مِنْ ذَهَبٍ، ترمز إلى قداسة الله. في الحالة الأولى، الحديث عن الكنيسة المجاهدة، وفي الثانية الكنيسة المنتصرة.
وفي كنيسة السماء: يَشْبٌ وأحجار كريمة ترمز إلى مجد الله:
«والْمَدِينَةُ كَانَتْ مَوْضُوعَةً مُرَبَّعَةً، طُولُهَا بِقَدْرِ الْعَرْضِ. فَقَاسَ الْمَدِينَةَ بِالْقَصَبَةِ مَسَافَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ. الطُّولُ وَالْعَرْضُ وَالارْتِفَاعُ مُتَسَاوِيَةٌ» (رؤيا 21: 16).
«الْمَدِينَةُ مُرَبَّعَة، ضلعها اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ غَلْوَةٍ. ومساحتها إذَن 144 أَلْفَ غَلْوَةٍ، رمزٌ لكمال الكنيسة المنتصرة في السماء، وهي مساحة مناسبة للغالبين من العهدين في السماء. فقد قُلنا أن اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، ترمز لرعية المسيح المنتصرة في السماء، في العهد الجديد.
وهذا العدد الرمزي الكبير يعطينا رجاء في السماء، وأن الرب أعد لنا مكانًا: «بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ.» (رؤيا 7: 9). قال عنه باروخ النبي: «يا إسرائيل ما أعظم بيت الله، وما أوسع موضعِ مُقتناه، إنه لعظيم ولا انتهاء له.» (باروخ 3: 24).
«الطُّولُ وَالْعَرْضُ وَالارْتِفَاعُ مُتَسَاوِيَةٌ»:
هناك معنى ثانٍ: يكون الارْتِفَاع غريبًا عندما يتساوى مع الطُّول وَالْعَرْض الكبيرين جدًا، لكننا نفهم المعنى حينما ندرك أن الْمَدِينَة مؤسسة على جبل، وَالارْتِفَاع هو ارْتِفَاع الْمَدِينَة من سفح الجبل، فهي كنيسة مرتفعة في إيمانها وَروحياتها، ومبادئها. والارْتِفَاع يتناسق مع العمق، لذلك قال مار بولس الرسول: «حَتَّى.. تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ.» (أفسس 3: 18).
«وَقَاسَ سُورَهَا: مِئَةً وَأَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، ذِرَاعَ إنْسَانٍ أَيِ الْمَلاَكُ، وَكَانَ بِنَاءُ سُورِهَا مِنْ يَشْبٍ.» (رؤيا 21: 17-18)
ربما نجد صعوبة في تركيب الجملة لذلك نوضح أنه يمكن قراءتها: وَقَاسَ الْمَلاَكُ سُورَهَا: مِئَةً وَأَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، ذِرَاعَ إنْسَانٍ فالْمَلاَكُ هو الذي قَاسَ، ولكنه قاس بعدل فقاس بذِرَاعَ إنْسَانٍ.
«وَكَانَ بِنَاءُ سُورِهَا مِنْ يَشْبٍ»: إذا كانت الْمَدِينَة الْعَظِيمَة أُورُشَلِيم، ترمز للكنيسة الجامعة، فسُورهَا مِئَة وَأَرْبَعة وَأَرْبَعِونَ ذِرَاعًا 12×12 هو وصايا الله التي نقلها لنا الآباء الرسل، وهو سُورٌ واحد مِنْ يَشْبٍ، بمعنى أن تعليم المسيح المقدَّم للكنيسة واحدٌ، يَفصل بين مَن هم داخل الكنيسة ومن هم خارجها. فهو إذَن التعليم الرسولي الذي يحميها من كل تعليم غريب، وهو مِنْ يَشْبٍ نقي، واليَشْب حَجَر كريم شفاف شديد الصلابة يرمز لنقاء التعليم، كما يرمز لشدة التمسك بالتعليم النقي.
يقول القديس غريغوريوس الكبير: السُور هو المسيح نفسه، العامل في الكهنوت (مِئَة وَأَرْبَع وَأَرْبَعِونَ ذِرَاعًا 12×12) في العهدين.
![]() |
«وَالْمَدِينَةُ ذَهَبٌ نَقِيٌّ شِبْهُ زُجَاجٍ نَقِيٍّ» (رؤيا 21: 18)
وَالْمَدِينَةُ هي الكنيسة من ذَهَب نَقِيّ في قيمتها وأهميتها. وهي شِبْهُ زُجَاجٍ نَقِيٍّ يعني نقاء تعليمها وعقيدتها، كما يعني قداسة حياتها.
سُورِهَا مِنْ يَشْبٍ (واحدة وحيدة جامعة) وَالْمَدِينَةُ ذَهَبٌ نَقِيٌّ (رسولية أرثوذكسية) شِبْهُ زُجَاجٍ نَقِيٍّ (مقدسة).
«وَأَسَاسَاتُ سُورِ الْمَدِينَةِ مُزَيَّنَةٌ بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ.» (رؤيا 21: 19)
بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ: هناك 3 أنواع من الأحَجَار الكَرِيمة:
أحَجَار تُظهِر مجد الله في الخليقة (حزقيال 28: 13).
أحَجَار تُظهِر مجد الله في نعمته، كانت في صَدْرة رئيس الكهنة. (خروج 28: 17-20).
أحَجَار تُظهر مجد الله في الحُكم (رؤيا 21: 19-20).
وفي جميع هذه الأنواع يُوجد اليَشْب.
هذه الأَسَاسُاتُ تُمَثل الأسباط في العهد القديم (خروج 28: 17)، والآباء الرسل الاثني عشر في العهد الجديد (متى 10: 2). فالكنيسة مبنية على إيمانهم الرسولي، «مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ» (أفسس 2: 20). وَهذه الأَسَاسَاتُ مُزَيَّنَةٌ «بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ.»، والأحَجَار الكَرِيمة رمز للفضائل. ولذلك فالآباء الرسل يتزَيَّنون بجميع الفضائل، وإن كان هناك فروق فردية يتميز بها كل رسول عن غيره بِنُموه في فضيلة معينة أكثر، ولذلك فالآباء الرسل أنماط متباينة للشخصية الإنسانية. وكل رسول تُمثله جوهره معينة.
ويُقَدم سِفْر طوبيا: «أبواب أورشليم من يَاقُوت وزُمُرُّد وكل أسوار حيطانها من حجر ثمين، وجميع أسواقها مرصوفة من حجر أبيض نقي» (طوبيا 13: 21).
أَسَاسَاتُ سُورِ الْمَدِينَةِ مُزَيَّنَةٌ بِكُلِّ حَجَرٍ كَرِيمٍ: يَشْبٌ كالماس. يَاقُوتٌ أَزْرَقُ. عَقِيقٌ أَبْيَضُ. زُمُرُّدٌ ذُبَابِيٌّ شديد الخُضرة وشفاف. جَزَعٌ عَقِيقِيٌّ أحمر كالدم. عَقِيقٌ أَحْمَرُ. زَبَرْجَدٌ أصفر ذهبي. زُمُرُّدٌ سِلْقِيٌّ. يَاقُوتٌ أَصْفَرُ. عَقِيقٌ أَخْضَرُ. أَسْمَانْجُونِيٌّ سماوي. جَمَشْتٌ بنفسجي.
كلها ترمز إلى غنى السماء في التنوع وَالفضائل المتعددة.
«الأَسَاسُ الأَوَّلُ يَشْبٌ» (رؤيا 21: 19)
هذا الحجر الأول اليَشْب شديد الصلابة، شفاف اللون مع لمسة سماوية جاء في وصف المسيح له المجد الجالس على العرش في (رؤيا 4: 3)، فهو يُمثل مجد الله، والعروس تتشابه مع عريسها، فهي على صورته، والأَسَاسُ الأَوَّلُ يُمثل جَاد، أحد أبناء يعقوب إسرائيل، لِقُوته (تكوين 49: 21)، ويمثل القديس بطرس (الصخرة) الأول في الآباء الرُّسل،. وهذه الفترة الأولى، وتُمَثل الخِلقة.
«الثَّانِي يَاقُوتٌ أَزْرَقُ» (رؤيا 21: 19): لونه أزرق سماوي، وهو الحجر الثاني. ويُمثل نَفْتَالِي (المساواة)، ويرمز للقديس أندراوس أخي مار بطرس والمساوي له، ذلك الرسول السماوي الذي كانت طريقة استشهاده تُظهر محبته، فقد ذهب للصلب بإرادته فرحًا قائلًا السلام لك أيها الصليب الذي صُلب عليه رب المجد، فكم أشتهي أن ألقاكَ بلا فتور. فعندما أُصلَب عليك أُصلَب في أحضان ربي. ورُبط على الصليب وبقي حيًا يومين كاملين. وظل يتكلم ويعظ من فوق منبر الصليب حتَّى أسلم الروح. إنه إنسان سماوي يتكلم عن السماويات. وهذه الفترة الثانية، وتُمثل مساواة الابن للآب.
«الثَّالِثُ عَقِيقٌ أَبْيَضُ» (رؤيا 21: 19)
رمز للنقاوة وَالطهارة. وهو الأَسَاسُ الثَّالِثُ من أَسَاسَات أُورُشَلِيمَ الاثْنَيْ عَشَرَ، ويُمثل دَانُ، ويرمز للقديس يعقوب أخي يوحنا ابني زبدي. المُلتهبين حبًا.
والعَقِيق أربعة ألوان شفافة: «أَحْمَر صافي وهو أفضلها، أَحْمَر قوي الحُمرة، وبنفسجي، وأَصْفَرُ فاتح» وهو الحجر الأول من الصف الثاني في صدرة هرون الكاهن (خر 28: 17). وهذه الفترة الثالثة تُمثل التجسد من الروح القدس ومن العذراء.
«الرَّابِعُ زُمُرُّدٌ ذُبَابِيٌّ» (رؤيا 21: 19) أو أخضر: رمز للحيوية. وهو الحجر الثالث من الصف الأول في صدرة هرون الكاهن (خر 28: 17).
يُمثل سبط يَهُوذَا: إيَّاكَ يَحْمَدُ إخْوَتُكَ، وهو سبط المُلك، ومنه جاء المسيح. ويرمز للقديس يوحنا الحبيب، المُتسامي. فهو حجر يسطع كالبرق، يرمز لابن الرعد. وهذه الفترة الرابعة تُمثل آلام المسيح وموته. وفي قانون الإيمان يُمثل: صُلِب عنا على عهد بيلاطس البنطي.
والعَقِيق خَمسة ألوان شفافة: «أَحْمَر، أَصْفَرُ، أسود، أَزْرَقُ، أَبْيَضُ»، وأعظمها الأَحْمَر. ويُوجد عَقِيق له ثلاثة ألوان في وقتٍ واحد: «أَحْمَر، أَبْيَضُ، أسود». ولعل هذا الأَسَاس يرمز للقديس فِيلُبُّس الرسول، فقد أنار كالعَقِيق الأَبْيَض البلوري وقال: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا.» (يو 14: 8) فجَمَعَ بين البساطة (الأَبْيَض)، والمحبة النارية (الأَحْمَر). والعَقِيق هو الحَجَر الثاني في صدرة هرون الكاهن. ويُمثل نزول الرب إلى الجحيم المليء بالأشرار (الأسود)، من قِبَل الصليب (الأَحْمَر، الدم المسفوك) آخذًا من بينهم النفوس (البيَضاء) التي ماتت على رجاء. ليُدخِلها إلى الفردوس. وهذا كله مُتمثل في العَقِيق ذي الثلاثة ألوان.
«السَّادِسُ عَقِيقٌ أَحْمَرُ أو يَاقُوتٌ أَحْمَرُ.» (رؤيا 21: 20)
الأَسَاسُ السَّادِسُ من أَسَاسَات أُورُشَلِيمَ الاثْنَيْ عَشَرَ.
واليَاقُوت: هو أعظم الأحَجَار الكَرِيمة، صلابة فلا يذوب، وهو أربعة أنواع «أَحْمَر، أَصْفَرُ، أَسْمَانْجُونِيٌّ، أَبْيَضُ».
والعَقِيق: هو الحجر الأول في الصف الأول في صدرة هرون الكاهن. ويرمز إلى رأوبين، الذي أحب أخاه يوسف، وأراد أن يُخَلِّصه من إخوته (تكوين 37: 21). والعَقِيق الأَحْمَر رمز للفداء بالدم.
وهذا الأَسَاسُ يرمز للقديس برثولماوس الرسول (نَثَنَائِيلَ)، الذي أتى به فيلُبس إلى المسيح، فقال له «هُوَذَا إسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ» (يوحنا 1: 47). فهو اليَاقُوت الأَحْمَر الذي لاَ غِشَّ فِيهِ، وقد كان أول من أعلن إيمانه بالمسيح: «يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللهِ! أَنْتَ مَلِكُ إسْرَائِيلَ!» (يوحنا 1: 49) وقد استشهد مسلوخًا، وتخضب جسمه بالدم الأحمر.
«السَّابِعُ زَبَرْجَدٌ.» (رؤيا 21: 20)
الأَسَاسُ السَّابِعُ من أَسَاسَات أُورُشَلِيمَ الاثْنَيْ عَشَرَ.
والزَبَرْجَد: حَجَرٌ كَرِيم له لونان، أحدهما له بريقٌ أَصْفَرُ يبرُق أكثر من الذهب، شفاف كالزجاج، والثاني يشِفُّ عن لون البحر الأَسْمَانْجُونِيّ، وهكذا يُرى في النهار ذهبيًا، وفي الليل ناريًا، ولذلك دُعيَ بحجر الجمرة
والزَبَرْجَد هو الحجر الأول في الصف الرابع في صدرة هرون الكاهن. ويرمز إلى إفرام الذي منه خرج ملوك إسرائيل (لذلك فهو ذهبي) بعد انقسامهم من يهوذا. وهو أنقى أنواع الذهب، رمز للكمال.
وهو يرمز للقديس متى الرسول الذي قدم المسيح الملك، وأنار بإنجيله ذلك العالم المظلم (يُرى في الليل ناريًّا).
«الثَّامِنُ زُمُرُّدٌ سِلْقِيٌّ.» (رؤيا 21: 20)
الأَسَاسُ الثَّامِنُ من أَسَاسَات أُورُشَلِيمَ الاثْنَيْ عَشَرَ.
والزُمُرُّدٌ السِلْقِيٌّ حَجَرٌ كَرِيم بلوري، يُعطي لونًا أخضر شفاف كالبحر الصافي. رمز الصفاء. وهو الحجر الثالث في الصف الرابع في صدرة هرون الكاهن. ويرمز إلى بنيامين.
وهذا الأَسَاسُ يرمز للقديس توما الرسول الذي تحقق من قيامة الرب: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ!» (يوحنا 20: 29).
«التَّاسِعُ يَاقُوتٌ أَصْفَرُ.» (رؤيا 21: 20)
الأَسَاسُ التَّاسِعُ من أَسَاسَات أُورُشَلِيمَ الاثْنَيْ عَشَرَ.
واليَاقُوتٌ الأَصْفَرُ: حَجَرٌ كَرِيم بلوري، ذهبي اللون. واليَاقُوت هو الحجر الثاني في الصف الأول في صدرة هرون الكاهن. ويرمز إلى سبط شمعون. ويرمز للصبر، فالنار تزيده لمعانًا. وهذا الأَسَاسُ يرمز للقديس يعقوب الرسول بن حلفى أخي الرب أسقف أورشليم. وكان يشبه الرب لدرجة أن المسيحيين من اليهود كانوا يرون المسيح فيه. وكان ناسكًا لا يأكل لحمًا ولا يشرب خمرًا، بل يتغذى بالخبز والماء فقط، يمشي حافيًا، وكانت دموعه غزيرة، كثير السجود في الصلاة حتى صارت ركبتاه كخُفي الجمل. وقتله اليهود في أورشليم.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
«الْعَاشِرُ عَقِيقٌ أَخْضَرُ.» (رؤيا 21: 20).
الأَسَاسُ الْعَاشِرُ من أَسَاسَات أُورُشَلِيمَ الاثْنَيْ عَشَرَ.
والعَقِيق الأَخْضَرُ هو الزَبَرْجَد، وهو ثلاثة أنواع: أصفر شفاف (نوع من الياقوت الأصفر)، أَخْضَر شفاف بلوري، أَخْضَر به نقط ذهبية. والعَقِيق الأَخْضَرُ هو الحجر الثاني في الصف الثالث في صدرة هرون الكاهن. ويرمز إلى سبط يساكر. ويرمز لدوام الحيوية. وهذا الأَسَاسُ يرمز للقديس يهوذا الرسول لباوس، قَالَ لَهُ يَهُوذَا لَيْسَ الإسْخَرْيُوطِيَّ: «يَا سَيِّدُ، مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ؟» (يو 14: 21)
«الْحَادِي عَشَرَ أَسْمَانْجُونِيٌّ.» (رؤيا 21: 20).
الأَسَاسُ الْحَادِي عَشَرَ من أَسَاسَات أُورُشَلِيمَ الاثْنَيْ عَشَرَ.
والأَسْمَانْجُونِيّ هو السماوي يختلط بالبنفسجي. وقد وُضع الماس بدلًا منه، كالحجر الأول في الصف الثالث في صدرة هرون الكاهن. وهو ويرمز إلى سبط أشير (سعيد). وهو يرمز للقديس سمعان القانوي الرسول (الغيور)، هكذا قال القديسون إيرونيموس، غريغوريوس الكبير، غريغوريوس أسقف نيصص.
«الثَّانِي عَشَرَ جَمَشْتٌ.» (رؤيا 21: 20). رمزٌ لجاذبية كنيسة المسيح.
الأَسَاسُ الثَّانِي عَشَرَ من أَسَاسَات أُورُشَلِيمَ الاثْنَيْ عَشَرَ.
والجَمَشْت يجمع البنفسجي، والقُرمزي، والأحمر. وهو الحجر الثالث في الصف الثالث في صدرة هرون الكاهن. ويرمز إلى سبط زَبُولُون (مسكن). باركه موسى (تثنية 23: 18): «زَبُولُونُ عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ يَسْكُنُ، وَهُوَ عِنْدَ سَاحِلِ السُّفُنِ، وَجَانِبُهُ عِنْدَ صَيْدُونَ.» (تكوين49: 13) ويرمز للقديس متياس الرسول (عطية الله).
«وَالاثْنَا عَشَرَ بَابًا اثْنَتَا عَشَرَةَ لُؤْلُؤَةً، كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَبْوَابِ كَانَ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ. وَسُوقُ الْمَدِينَةِ ذَهَبٌ نَقِيٌّ كَزُجَاجٍ شَفَّافٍ.» (رؤ 21: 21)
كُلُّ بابِ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ: فالآباء الرسل متساوون في درجتهم الكهنوتية، وهي درجة ثمينة وسامية، شُبهت باللآلئ. والرسول هو باب إلى الكنيسة، فلا وصول إلى المسيح إلا من خلال الخدمة الرسولية الكهنوتية، فمار مرقس الرسول كان الباب الذي دخل منه المصريون إلى المسيح. بواسطته تعمدوا، وصاروا أبناء الله، وبه عمل الروح القدس فيهم، وبه نالوا الغفران، وبه اتحدوا بالمسيح جسدًا ودَمًا، وبه عرفوا كلمة الإنجيل ليحيوا بها. وإذا عرفنا أن اللُؤْلُؤَة تتكون في داخل صَدَفَة من نَدَى السماء مع تأثير القمر، وهكذا تَتَكوَّن الفضيلة داخل النفس البشرية من عمل نعمة الله مع تأثير الإنسان نفسه (القمر). وبهذه اللآلئ (الفضائل) تتزين العروس كنيسة المسيح. وإذا كان المسيح هو اللُؤْلُؤَة كثيرة الثمن (متى 13: 46)، فلاهوته محجوب في صَدَفَة الناسوت. وقد حُبل به من البتول بواسطة ندا الروح القدس، فعلينا أن نبيع كل شيء ونشتري هذه اللُؤْلُؤَة.
«وَسُوقُ الْمَدِينَةِ ذَهَبٌ نَقِيٌّ كَزُجَاجٍ شَفَّافٍ»: قال القديس بُولُس الرَّسُولِ: «التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَة فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ.» (1 تي 6: 6).
سُوقُ الْمَدِينَةِ هو مكان التِجَارَة، وتِجَارَتنا العَظِيمَة هي كيف نربح الفضيلة. والسماء بل والمسيح، لذلك فالسُوقُ ذَهَبٌ نَقِيٌّ كَزُجَاجٍ شَفَّافٍ.
«وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلًا، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا» (رؤيا 21: 22).
«وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلًا»: وجود الهَيْكَل رمز لوجود الذبيحة، والذبيحة لمغفرة الخطية، وفي السماء لا توجَد خطية؛ لذلك لَمْ يرَ مار يوحنا فِيهَا هَيْكَلًا. والهَيْكَل يعني الكنيسة المقدسة، وفي السماء لَمْ يَقُل لَمْ أَرَ هَيْكَلًا فقط، بل قال: «الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا»، إذَن فالهدف هو الاتحاد مع المسيح في جسده ودمه، وفي قُدس الأقداس السماوي حيث يسكن العَلي سيكون الاتحاد أكثر كمالًا. فالهَيْكَل هو الحِجال حيث اتحاد العريس مع العروس.
وعبارة: الرَّبّ الله الْقَادِر عَلَى كُلِّ شَيْءٍ: تعني الآب. وَالْخَرُوفُ أو الحمل: يعني الِابن. وكان من الطبيعي أن يُقال: هَيْكَلاهَا، ولكنه يقول: الآب والابن هَيْكَلُهَا أي أن الآب والابن هُما الله الواحد. «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ.» (يوحنا 10: 30)، «أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ» (يوحنا 10: 38).
إذا كان الإنسان في الجسد يحتاج إلى هَيْكَلٍ، يَحِلُّ الله فيه ليتعامل معه من خلاله، ففي السماء سنتعامل مع الله مباشرة.
![]() |
«وَالْمَدِينَةُ لاَ تَحْتَاجُ إلَى الشَّمْسِ وَلاَ إلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا» (رؤيا 21: 23).
وَالْمَدِينَةُ الْمُقَدَّسَةُ أُورُشَلِيمَ السمائية مسكن الله مع الناس لاَ تَحْتَاجُ إلَى الشَّمْسِ وَلاَ إلَى الْقَمَرِ لِيُضِيئَا فِيهَا، فهذا هو الأمر الطبيعي؛ لأَنَّ مَجْدَ اللهِ قَدْ أَنَارَهَا، فالله نورٌ وساكنٌ في نورٍ لا يُدنى منه.
أما عبارة: وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا، فهي عبارة موحية تُذكرنا بالآية: فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا. (كولوسي 2: 9)، فمَجْدَ اللهِ (النور) حال في السِرَاجُ (الْخَرُوف)، لذلك قيل وَالْخَرُوفُ سِرَاجُهَا. «أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ» (يوحنا 10: 38).
«وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا» (رؤيا 21: 24).
«هُوَّذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا» (رؤيا 21: 3)، وقال الله: وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسْطِهِمْ إلَى الأَبَدِ. وَيَكُونُ مَسْكَنِي فَوْقَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إلهًا وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا.» (حزقيال 37: 27).
«قُومِي اسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ... أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ الرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. فَتَسِيرُ الأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَالْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إشْرَاقِكِ.» (إشعيا 60: 1-3) فبنور الكنيسة المنتصرة في السماء تهتدي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ.
«وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إلَيْهَا.» (رؤيا 21: 24).
«وَيَجِيئُونَ بِمَجْدِ الأُمَمِ وَكَرَامَتِهِمْ إلَيْهَا.» (رؤيا 21: 26).
هكذا يسلك شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ حتى يَجِيئُونَ بِمَجْد وَكَرَامة إلى السماء.
«بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ: مِن تَواضُع الله أن يُعطي القديسين المنتصرين مَجْدًا وكَرَامة، وأن تُنسب إلَيْهَم فيقول: مَجْدهمْ وَكَرَامَتهمْ.
«وَأَبْوَابُهَا لَنْ تُغْلَقَ نَهَارًا، لأَنَّ لَيْلًا لاَ يَكُونُ هُنَاكَ.» (رؤيا 21: 25).
أَبْوَابُ السماء مفتوحة دائمًا، تستقبل كل من ينتصر، يَمْشِي إليها «شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ» في جهادهم في طريق الخلاص مهتدين بِنُورِهَا، «وَمُلُوكُ الأَرْضِ» «مَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً» (أَمْ16: 33)، الذين يملكون حواسهم فيُقدسونها، ويملكون عواطفهم وانفعالاتهم فيضبطونها، ويملكون رغباتهم وشهوات نفوسهم فيوجهونها إلى الطهارة.
وَيَمْشون كلهم في اتجاه السماء حتى يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إلَيْهَا. فيجدون أَبْوَاب السماء مفتوحة أمامهم طول النهار: «فلنعمل ما دام نهار»، «هَأنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا» (رؤيا 3: 8). وما دمنا قد وصلنا في حديثنا إلى السماء فلا يُقال لَيْل، لأَنَّ لَيْلًا لاَ يَكُونُ هُنَاكَ. (رؤ 21: 25)
«وَيَجِيئُونَ بِمَجْدِ الأُمَمِ وَكَرَامَتِهِمْ إلَيْهَا.» (رؤيا 21: 26)
«اِرْفَعِي عَيْنَيْكِ حَوَالَيْكِ وَانْظُرِي. قَدِ اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ. جَاءُوا إلَيْكِ. يَأْتِي بَنُوكِ مِنْ بَعِيدٍ وَتُحْمَلُ بَنَاتُكِ عَلَى الأَيْدِي. حِينَئِذٍ تَنْظُرِينَ وَتُنِيرِينَ وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ.» (إشعيا 60: 4-5)
«وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا،
إلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.» (رؤيا 21: 27)
«طُوبَى لِلَّذِينَ يَصْنَعُونَ وَصَايَاهُ لِكَيْ... يَدْخُلُوا مِنَ الأَبْوَابِ إلَى الْمَدِينَةِ،
لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا» (رؤيا 22: 14-15). فستكون الدينونة على هذه جميعها:
«وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ.» (رؤيا 22: 12).
_____
(136) انظر الملحق الخاص بموضوع (عبيد وأبناء) في كتابنا رسالة يعقوب للمؤلف.
(137) في هذا الإصحاح: 12 بابًا، 12 مَلاَكًا، 12 سِباطًا، 12 رسولًا، 12 أَسَاسًا، 12 حَجَرًا كَرِيمًا.
(138)قياس يوناني الأصل، يبلغ 185 متر، فتصير الـ12 ألف غلوة تساوي 2220 كيلومتر.
← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الرؤيا 22![]() |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص يوحنا فايز زخاري |
تفسير الرؤيا 20![]() |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/apocalypse/chapter-21.html
تقصير الرابط:
tak.la/tsrn8cg