محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
الإصحاح الثَّامِنُ
الختم السابع والأبواق الأربعة الأولى
1وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ السَّابِعَ حَدَثَ سُكُوتٌ فِي السَّمَاءِ نَحْوَ نِصْفِ سَاعَةٍ. 2وَرَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ وَقَدْ أُعْطُوا سَبْعَةَ أَبْوَاقٍ 3 وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ
وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ.
4فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ 5ثُمَّ أَخَذَ الْمَلاَكُ الْمِبْخَرَةَ وَمَلَأَهَا مِنْ نَارِ الْمَذْبَحِ وَأَلْقَاهَا إِلَى الأَرْضِ
فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَزَلْزَلَةٌ.
الأبواق السبعة (رؤيا 8-9؛ 11: 15)
6 ثُمَّ إِنَّ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الأَبْوَاقُ تَهَيَّأُوا لِكَيْ يُبَوِّقُوا
7 فَبَوَّقَ الْمَلاَكُ الأَوَّلُ، فَحَدَثَ بَرَدٌ وَنَارٌ مَخْلُوطَانِ بِدَمٍ،
وَأُلْقِيَا إِلَى الأَرْضِ، فَاحْتَرَقَ ثُلْثُ الأَشْجَارِ وَاحْتَرَقَ كُلُّ عُشْبٍ أَخْضَرَ
8 ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الثَّانِي، فَكَأَنَّ جَبَلًا عَظِيمًا مُتَّقِدًا بِالنَّارِ أُلْقِيَ إِلَى
الْبَحْرِ فَصَارَ ثُلْثُ الْبَحْرِ دَمًا 9 وَمَاتَ ثُلْثُ الْخَلاَئِقِ الَّتِي فِي الْبَحْرِ الَّتِي لَهَا حَيَاةٌ، وَأُهْلِكَ ثُلْثُ السُّفُنِ
10ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ، فَسَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ كَمصْبَاحٍ
وَوَقَعَ عَلَى ثُلْثِ الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ.
11وَاسْمُ الْكَوْكَبِ الأَفْسَنْتِينُ فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا،
وَمَاتَ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمِيَاهِ لأَنَّهَا صَارَتْ مُرَّةً.
12ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الرَّابِعُ فَضُرِبَ ثُلْثُ الشَّمْسِ وَثُلْثُ الْقَمَرِ وَثُلْثُ النُّجُومِ، حَتَّى يُظْلِمَ ثُلْثُهُنَّ، وَالنَّهَارُ لاَ يُضِيءُ ثُلْثُهُ، وَاللَّيْلُ كَذَلِكَ.
13ثُمَّ نَظَرْتُ وَسَمِعْتُ مَلاَكًا طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ «وَيْلٌ وَيْلٌ وَيْلٌ لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ بَقِيَّةِ أَصْوَاتِ أَبْوَاقِ الثَّلاَثَةِ الْمَلاَئِكَةِ الْمُزْمِعِينَ أَنْ يُبَوِّقُوا» (رؤيا 8)
![]() |
تعتبر الإصحاحات الوسطى (رؤيا 6-18) قَلْبُ سِفْر الرؤيا، ففيها يأتي "مَا هُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ هَذَا." (رؤيا 1: 19). فسِفْرُ الرؤيا يحتوي على ثلاث سباعيات تتدرج في شِدَّتِها من الصعب إلى الأصعب:
1. سُباعية الأختام التي تُفتَح فتُذِيع سِرًّا كان مختومًا (رؤيا 6؛ 8).
2. سُباعية الأبواق التي تذيع إنذارات الله للبشر ليتوبوا (رؤيا 7؛ 9؛ 11)
3. سُباعية الجامات التي تُصَبُّ تنفيذًا لِقَضاء الله العادل على الأشرار وكانت تحجزه الرحمة (رؤيا 16).
أخَذَ المسيح الحَمَل السِّفْر من يمين الجالس على العرش، فهو الوحيد المستحق أن يفتحه. وبعد أن فكَّ الختوم الستة الأولى (رؤيا 6)، سمعت أصوات التسبيح من الكروبيم والملائكة والبشر (رؤيا 7)، وعند فتح الختم السابع حدث سكوت عظيم (رؤيا 8).
فكَّ الختم السابع الذي يشمل الملائكة السبعة المُبَوِّقين:
1. عند فتح الختم السابع حدث سكوت نصف ساعة
2. إعطاء سبعة أبواق للسبعة الملائكة التي أمام الله
3-4. جاء الملاك الآخَر، وغالبًا هو المسيح (رؤيا 10: 1؛ 18: 1)،
ووقف أمام مذبح الذهب ومعه مبخرة من ذهب، فالمسيح هو رئيس الكهنة الأعظم الذي يتلقى البخور من جميع الكهنة كما يتلقى صلوات القديسين، ويصعدها أمام الآب
5. ألقى المسيح الكاهن الأعظم نارًا من المبخرة وهي صلوات القديسين تطلب الانتقام من مضطهديهم على الأرض فحدثت أصوات 1 ورعود 2 وبروق 3 وزلزلة 4. وعدد 4 كمال المكان من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب، فانتقام الله هذا في الأرض كلها. وهذه جُملة عامة تأتي تفصيلاتها في الأبواق.
6. الملائكة السبعة سيبوقون
7. البوق الأول بَرَدٌ ونارٌ مخلوطان بدم أُلقِيَ إلى الأرض
احترق ثُلْث الأشجار وكل عشب أخضر
8-9. البوق الثاني كأن جبل عظيم من نار أُلقي إلى البحر
ثُلْث البحر دم، ثُلْث الحيوانات البحرية ماتت، ثُلْث السفن هلكت
10-11. البوق الثالث سقط كوكب عظيم من السماء مُتَّقد كمصباح (الشيطان)
على ثُلْث الأنهار وينابيع المياه، فصار ثُلْث المياه أفستنينًا، ومات كثيرون من المياه المُرَّة.
12. البوق الرابع أظلم ثُلْث الشمس، ثُلْث القمر، ثُلْث النجوم، النهار لا يُضِيء ثُلْثه، والليل كذلك.
13. ملاكًا طائرًا في السماء قائلا وَيْل وَيْل وَيْل للساكنين على الأرض من أجل الأبواق الباقية.
![]() |
في البُوق السابع
"فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلاَكِ السَّابعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ" (رؤيا 10: 7).
"هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ." (1 كو 15: 51-52).
في الختم السابع
ليس كما نقرأ في السِّفْر قبل بدء الأبواق والجامات، لكن مكانه بعد الختم 6 والبوق 6 والجام 6، ويتزامن مع الجام 7 والبوق 7 مع ملاحظة أن الختم السادس يحوي الأبواق الستة والجامات الستة المتزامنة بدرجة كبيرة.
شَرْحُ الرَّسْم
أولًا: الختوم الأربعة الأولى تُطابق (مت 24: 6-8) وَتُسَمَّى "مبتدأ الأوجاع".
ثانيًا: الختم الخامس وفيه تبدأ الضيقة العظيمة التي سيجتازها كثير من أولاد الله وينتصرون، وتُكَمَّل تدريجيًا في الختم السادس بما يحمل من أبواق وجامات.
ثالثًا: الختم السادس وفيه تأتي الأبواق الستة والجامات الستة متوازية.
رابعًا: الختم السابع وفيه الجام السابع وينتهي بالبوق السابع فيحدث الاختطاف والمجيء الثاني، ويتم سر الله كما بشر عبيده الأنبياء (رؤ 10: 7) ويصعد القديسون إلى السماء وتبدأ الدينونة.
العمل الغريب
ولأن الله في طبيعته الحُب والحُنُو ومملوءٌ رحمة فالدينونة عَمَلُه الغريب
قال عنه الكتاب "لِيَفْعَل فَعْلهُ، فَعْلهُ الْغَرِيبَ،
وَلِيَعْمَلَ عَمَلَهُ، عَمَلَهُ الْغَرِيبَ" (إشعيا 28: 21).
الختم السابع (رؤيا 8: 1)
وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ السَّابِعَ (رؤيا 8: 1)
الله المحب ضابط الكل رتَّب أن الرحمة تفتخر على العدل في اليوم الأخير، فقبْلَ فك الختم السابع الذي يحمل العقوبة العظمى، من خلال الأبواق السبعة، توقف الله قليلًا ليعلن رحمته وتشجيعه لأبنائه التائبين، فحَدَثَ سُكُوتٌ فِي السَّمَاءِ نَحْوَ نِصْفِ سَاعَةٍ، وقَبْلَ نَفْخِ البوق السابع والأخير، توقف الله عن إعلان غضبه إلى أن يَخْتِم أولاده أولًا ويُسَيِّج حولهم فلا يَمَسَّهم قضاؤُه المُزمِع أن يكون، فإعلانات الله سيف ذو حدَّين تُعلِن قضاء الله وعزاءه:
قضاء الله على الأشرار الذين باستهتارهم يقولون "أين موعد مجيئه؟" وعزاء الله لأبنائه إذ ختمهم لكى لا يَمَسَّهم غضبه.
والمجيء الثاني للمسيح له المجد سيف ذو حدَّين ففيه: قضاء الله على الأشرار حتى يقولوا يا جبال اسقطي علينا. وعزاء الله للأبرار الذين ينتظرون ويطلبون سرعة مجيئه قائلين أمين تعال أيها الرب يسوع
فعمود النار قديمًا كان نورًا يُنير الطريق لِبَني إسرائيل ويقودهم.
وكان ظلامًا قاتِمًا لفرعون والأشرار.
وجسد الرب ودمه نورٌ وغفران لخطايا المعترفين التائبين.
ونارٌ تحرق غير التائبين وغير المتناولين لإهمالهم.
حدَثَ سكوت في السماء نحو نصف ساعة (رؤيا 8: 1)
هذا السكوت نوعٌ من هيبة الله. كما هو تأني الله وأنه "بطيء الغضب"
لا يتعجل القضاء لـ"إِنِّي لَا أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا" (حزقيال 33: 11).
ونِصْف ساعة: زَمَن غير كامل يعني أنه موقف مؤقت، ففرصة التوبة ليست دائمة والآيات التي تؤيد هذا كثيرة، إذ قيل عن عيسو "لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ." (عبرانيين 12: 17). وفي قصة نوح كانت فرصة الدخول إلى الفُلْك أمام الكل ولم ينجوا به غير ثماني أنْفُس.
ولما انْفَجَرَتْ يَنَابِيعُ الْمْاء، "وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ"، وما كان ممكنًا لأحد أن يدخل (تكوين 7: 16).
وفي مثل العَشْرَ عَذَارَى جَاءَ الْعَرِيسُ "وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ. ولما جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا، أَجَابَ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ." (متى 25: 10) "اذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنُونَ إِذْ تَقُولُ «لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ»" (جامعة 12: 1). فهناك وقت يضعُف فيه الإقبال على الحياة الروحية، ويقول الإنسان «لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ».
كَمَا قِيلَ «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ» (عب 3: 15؛ 4: 7).
يوجد وقت للتوبة حينما يسَمِعْ الإنسان صَوْتَ الله وإن لم ينتهز الفرصة ويتوب يتقَسّى قلبَه شيئًا فشيئًا.
![]() |
قال أغريباس لمار بولس "«أَمَّا الْآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ» (أعمال 24: 25)
وذهب مار بولس، وأغريباس لم يجد وَقْتًا إلى الآن ليسْتَدْعِيه.
والآن أغريباس في الجحيم يصرخ طالبًا مار بولس ولا يجده، فقد انتهى وقت التوبة.
وهذه الآية (رؤيا 8: 1) يطابقها (صفنيا 1: 7).
"أسْكُتْ قُدَّامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ، لِأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ." (صفنيا 1: 7)
"حَدَثَ سُكُوتٌ فِي السَّمَاءِ نَحْوَ نِصْفِ سَاعَةٍ." (رؤيا 8: 1)
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
"وَرَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ" (رؤيا 8: 2)
إذا كان الملاك له ثلاث معاني في الكتاب المقدس:
1. ملاك بالمعنى الحرفي مثل ميخائيل وروفائيل وسوريال وغبريال
2. ملاك بمعنى كاهن.
3. ملاك العهد أي السيد المسيح نفسه.
ولعل هؤلاء الملائكة المُبَوِّقين ملائكة بالمعنى الحرفي للكلمة، ينذرون الناس من غضب الله الآتي إلى العالم ليتوبوا ويرجعوا إليه.
سُباعية الملائكة وسُباعية الروح القدس.
يختلطان لأنهما يشتركان في أربع صفات:
1. رقم سبعة
2. في الطبيعة الروحانية
3. الوقوف أمام الله فالملائكة يقفون أمام الله والروح القدس أمام العرش
4. إرسالهم. فالآب أو الابن يُرسِل الروح القدس، ويرسل الملائكة للخدمة.
1. "وَرَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ وَقَدْ أُعْطُوا سَبْعَةَ أَبْوَاقٍ" (رؤيا 8: 2)
2. "ثُمَّ رَأَيْتُ... سَبْعَةَ مَلَائِكَةٍ مَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ الْأَخِيرَةُ، لِأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ." (رؤيا 15: 1)
3."وَسَمِعْتُ صَوْتًا... قَائِلًا لِلسَّبْعَةِ الْمَلَائِكَةِ «امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى الْأَرْضِ»." (رؤيا 16: 1)
هؤلاء الملائكة من درجة سامية؛ لأنهم "يقفون أمام الله" ولأنه أُشير إليهم بالتعريف. فقال مار يوحنا "السَّبْعَةَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ" وإلى هؤلاء السبعة ينتسب جبرائيل الملاك العظيم الذي يعني جبروت إيل أو قوة الله. والذي قال "أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ" (لوقا 1: 19).
![]() |
1. "نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي.
وَمِنَ السَّبْعَةِ الْأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ.
وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ:
الشَّاهِدِ الْأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الْأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الْأَرْضِ." (رؤيا 1: 4-5)
لابد أن يكون السبعة الأرواح التي أمام عرشه هنا هو الروح القدس؛ فلا يمكن أن يكونوا ملائكة ويوضعوا بعد الله وقبل يسوع المسيح، ولا يمكن أن يؤخذ منهم النعمة والسلام مشتركين مع ربنا يسوع المسيح بنفس الطريقة. إذَن السَّبْعَةُ الْأَرْوَاح الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ هو الروح القدس بعمله السُّباعي وطبيعته الروحانية وثباته في الله.
ويؤيد هذا المعنى الآية التالية المماثلة لها.
"وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ" (رؤ 4: 5)
"خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ... سَبْعُ أَعْيُنٍ هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الْأَرْضِ." (رؤيا 5: 6)
فالمسيح له المجد هنا يُرسِل الروح القدس إلى كل الأرض.
مثلما صعد إلى السماء وأرسل الروح القدس المعزي في يوم الخمسين فحل على الذين كانوا مجتمعين في أورشليم مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ من كل الأرض. (أعمال 2)
"وَرَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ" (رؤيا 8: 2)
هؤلاء ملائكة بالمعنى الحقيقي للكلمة من مرتبة كبيرة
"وَقَدْ أُعْطُوا سَبْعَةَ أَبْوَاقٍ" (رؤيا 8: 2)
الأبواق إعلان إلهي ببدء الضربات على الأشرار بعد أن خُتم عبيد الله الأمناء لحمايتهم. وستكون الضربات سبعة (1 جوعًا، 2حَرْبًا، 3 وباءًا، 4 جهلًا، 5 شهوةً، 6 غضبًا، 7 هلاكًا أبديًا للأشرار.)
والله يستخدم هذه الأبواق للإنذار ليتوبوا، لا ليُنزِل عليهم الضربات.
وقديمًا كانت تُستَخدَم الأبواق في تنبيه الشعب قبل الحروب وللتحذير من الخطر. وهذا هو الهدف من الأبواق السبعة التي نتحدث عنها، التحذير الكامل قبل المجيء الثاني والدينونة.
وهذه الأبواق السبعة تُذَكِّرنا بقصة سقوط أريحا التي فيها كان سبعة كهنة يضربون بالأبواق سبعة أيام وفي اليوم السابع سقطت ونالت قضاء الله الذي يرمز لقضاء الله على الأرض كلها.
![]() |
"وَجَاءَ مَلَاكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ" (رؤ 8: 3)
كلمة آخَر في اليونانية تعنى من نوع آخر، فهو ليس ملاك بالمعنى الحرفي بل ملاك العهد، السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم، ولذلك أمكن أن يقف أمام المذبح ويُمسِك مبخرة من ذهب ويعمل عمله الكهنوتي كرئيس الكهنة الأعظم.
إنَّ نيران هذه المجمرة الذهبية هي الروح القدس الذي أعطاه المسيح للكنيسة في يوم الخمسين، أمَّا المذبح فهو في حقيقته الصليب المجيد الذي قُدِّمت فوقه الذبيحة الحقيقة.
وتكرَّر تعبير ملاك آخَر بمعنى «مَلَاكُ الْعَهْدِ» (ملاخي 3: 1-2)
أي المسيح له المجد ثلاث مرات أخرى كما يأتي:
"وَرَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ طَالِعًا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ" (رؤ 7: 2)
"رَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ، مُتَسَرْبِلًا بِسَحَابَةٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ قَوْسُ قُزَحَ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَرِجْلَاهُ كَعَمُودَيْ نَارٍ" (رؤ 10: 1)
"رَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيمٌ.
وَاسْتَنَارَتِ الْأَرْضُ مِنْ بَهَائِهِ." (رؤ 18: 1)
"وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ" (رؤ 8: 3)
كان هارون رئيس الكهنة هو الذي يقف أمام مذبح الذهب ويرفع بخورًا بمِبْخَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ في «قُدْسُ الْأَقْدَاسِ» (عب 9: 3-4)، وكان رمزًا للمسيح. ويليق بالرب له المجد "رَسُول اعْتِرَافِنَا وَرَئِيس كَهَنَتِهِ الْمَسِيح يَسُوع" (عب 3: 1) أن يعمل عمله الكهنوتي ويرفع صلوات الكنيسة للآب، فهو الكاهن والذبيحة السرمدية الكاملة.
والمبخرة الذهبية بها جَمْر (فحم متقد) أي الإله المتأنس.
"وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ." (رؤيا 8: 3)
"وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ." (رؤيا 5: 8)
فالمسيح له المجد يتقبَّل صلواتنا (أُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا)
يقدمها للآب بكهنوته الدائم، بفعل وساطته السرمديًة على الصليب، يقدمها مع شفاعة القديسين جَمِيعِهِمْ.
صَلَوَات الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ أي شفاعة القديسين الذين على الأرض والذين انتقلوا إلى الفردوس، قديسي العهد القديم والجديد، والبخور المشار إليه هنا يتكون من أربع مواد عطرية ذُكِرَت في (خر 30: 22-34) تُشير إليه حياة المسيح المقدمة في البشائر الأربعة. لكن الرائحة العطرة لا تنبعث إلا بالنيران. التي تُمَثِّلها الآم الصليب
أما مذبح الذهب الذي أمام العرش (رؤيا 8: 3) أو أمام الله (رؤ 9: 13) لأنَّ مَوْقِعَهُ في العهد القديم أمام الحجاب قدام تابوت العهد الذي يرمز للعرش الإلهي.
"فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ" (رؤيا 8: 4)
الله قدوس، فلابد أننا نكون قديسين نظيره، لذلك يُلَقِّبنا سِفْرُ الرؤيا بهذا.
هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ وَإِيمَانُهُمْ." (رؤيا 13: 10)
هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ (رؤ 14: 12)
"لِأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ، فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا لِأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ" (رؤيا 16: 6)
"وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ" (رؤ 17: 6)
"وَفِيهَا وُجِدَ دَمُ أَنْبِيَاءَ وَقِدِّيسِينَ" (رؤيا 18: 24)
المعروف أن نار "مذبح النُّحاس" النازلة من عند الله (لاويين 9: 24)
هي المصدر الوحيد لِكُل نار أو نور في خيمة الاجتماع ولا تُطفأ أبدًا (لاويين 6: 9، 12-13)
والمذبح الذهبي رمز المسيح، فهو من ذهب يغشي خشب السنط والمسيح لاهوت متأنس "اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1 تي 3: 16) وهنا نسأل هل المذبح أم الملاك الواقف أمام المذبح هو المسيح والحقيقة أن المسيح هو الكاهن وهو الذبيحة
فقد قدم ذبيحة نَفْسِه كَإله، قدَّم ذاته على الصليب من خشب السنط الذي لا يُسَوِّس رمزًا لناسوته ومُغَشَّى بالذهب رمزًا للاهوته.
"ثُمَّ أَخَذَ الْمَلاَكُ الْمِبْخَرَةَ وَمَلأَهَا مِنْ نَارِ الْمَذْبَحِ" (رؤيا 8: 5)
في العهد القديم لا تؤخَذ نار من مذبح الذهب، بل إنَّ مذبح النحاس مذبح المحرقة وحده هو مصدر النار والنور. إذَن أخذ الملاك (المسيح) المبخرة وملأها من نار المذبح (مذبح النحاس) وهي نيران غضب الله على الخطية وألقاها إلى الأرض
"فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَزَلْزَلَةٌ" (رؤيا 8: 5)
وحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ." (رؤيا 11: 19)
"فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ" (رؤيا 16: 18)
"وَبَرَدٌ عَظِيمٌ، نَحْوُ ثِقَلِ وَزْنَةٍ، نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى النَّاسِ. فَجَدَّفَ النَّاسُ عَلَى اللهِ مِنْ ضَرْبَةِ الْبَرَدِ، لِأَنَّ ضَرْبَتَهُ عَظِيمَةٌ جِدًّا." (رؤيا 16: 21)
ليست جميعها بمعنى واحد.
هذا هو المسيح له المجد الذي أَرسل إلى الأرض نارَ مجمرته الذهبية حينما أرسل الروح القدس في يوم الخمسين فأضرم نار الروح القدس في كنيسته. فهو الكاهن الأعظم الذي وقف عند المذبح عندما صُلِب واقفًا ومعه مبخرة من ذهب "وَجَاءَ مَلَاكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ" (رؤيا 8: 3)، وقدم ذبيحة نفسه على خشبة الصليب (المذبح) الذبيحة الكفارية الكاملة فصار وسيطًا بين الله والناس، وباستحقاق الصليب أرسل الروح الناري فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ "إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ وَإِلَى أَقَاصِي الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ" (رو 10: 18؛ مز 19: 4) وَرُعُودٌ فكانت أصواتهم في أذان مقاوميهم كالرعد "فارتعب فيلكس" (أعمال 24: 25) الوالي إذ كان يحاكم مار بولس الذي كلَّمَهُ عن البَر والتَعَفُّف والدينونة العتيدة.
وَبُرُوقٌ فقد أبرق الآباء الرسل بنور الآيات والمعجزات التي كانوا يعملونها، وَزَلْزَلَةٌ هزَّت قلوب البشر بمخافة الله.
كانت الختوم السبعة هي المجموعة الأولى من مجموعات التأديب الثلاث: الختوم، الأبواق، الجامات أما المجموعة الثانية فهي الأبواق:
البوق 1 "حَدَثَ بَرَدٌ وَنَارٌ مَخْلُوطَانِ بِدَمٍ، وَأُلْقِيَا إِلَى الْأَرْضِ، فَاحْتَرَقَ ثُلْثُ الْأَشْجَارِ، وَ كُلُّ عُشْبٍ أَخْضَرَ." (رؤيا 8: 7)
البوق 2 "جَبَل عَظِيم مُتَّقِدً بِالنَّارِ أُلْقِيَ إِلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ ثُلْثُ الْبَحْرِ دَمًا. وَمَاتَ ثُلْثُ الْخَلَائِقِ فِي الْبَحْرِ، وَأُهْلِكَ ثُلْثُ السُّفُنِ." (رؤيا 8: 8-9)
البوق 3 "سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ كَمِصْبَاحٍ، اسْمُه «الْأَفْسَنْتِينَ» عَلَى ثُلْثِ الْأَنْهَارِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ. فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا، وَمَاتَ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمِيَاهِ لِأَنَّهَا صَارَتْ مُرَّةً."
(رؤيا 8: 10-11)
البوق 4 "ضُرِبَ ثُلْثُ الشَّمْسِ وَثُلْثُ الْقَمَرِ وَثُلْثُ النُّجُومِ، حَتَّى يُظْلِمَ ثُلْثُهُنَّ، وَالنَّهَارُ لَا يُضِيءُ ثُلْثُهُ، وَاللَّيْلُ كَذَلِكَ." (رؤيا 8: 12)
البوق 5 "رَأَيْتُ كَوْكَبًا سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَأُعْطِيَ مِفْتَاحَ بِئْرِ الْهَاوِيَةِ. فَفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ، فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ، فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ مِنْ دُخَانِ الْبِئْرِ. وَمِنَ الدُّخَانِ خَرَجَ جَرَادٌ عَلَى الْأَرْضِ، فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا كَمَا لِعَقَارِبِ الْأَرْضِ سُلْطَانٌ. وَقِيلَ لَهُ أَنْ لَا يَضُرَّ عُشْبَ الْأَرْضِ، وَلَا شَيْئًا أَخْضَرَ وَلَا شَجَرَةً مَا، إِلَّا النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ." (رؤ 9: 1-4)
البوق 6 "انْفَكَّ الْأَرْبَعَةُ الْمَلَائِكَةُ الْمُعَدُّونَ لِلسَّاعَةِ وَالْيَوْمِ وَالشَّهْرِ وَالسَّنَةِ، وَعَدَدُ جُيُوشِ الْفُرْسَانِ مِئَتَا أَلْفِ أَلْفٍ وَأَنَا سَمِعْتُ عَدَدَهُمْ. وَ الْخَيْلَ وَالْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، لَهُمْ دُرُوعٌ نَارِيَّةٌ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٌ وَكِبْرِيتِيَّةٌ، وَرُؤُوسُ الْخَيْلِ كَرُؤُوسِ الْأُسُودِ، وَمِنْ أَفْوَاهِهَا يَخْرُجُ نَارٌ وَدُخَانٌ وَكِبْرِيتٌ. مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ قُتِلَ ثُلْثُ النَّاسِ." (رؤ 9: 15، 18)
البوق 7 "حَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً: «قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الْآبِدِينَ». وَغَضِبَتِ الْأُمَمُ، فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ الْأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا، وَلِتُعْطَى الْأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ، وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الْأَرْضَ». وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ" (رؤ 11: 15-19)
والأبواق ثلاثة أنواع:
1. الأبواق الأربعة الأولى
2. أبواق تحمل ويلات وهي الأبواق 5-6، 7 تحمل ويلات 1-3
3. بوق يحمِل وجهين: وَيْل للأشرار وفرح للأبرار البوق 7
ضربات الأبواق أصابت 12 ثُلْث
بوق 1 ثُلْثُ الْأَشْجَارِ. بوق 2 ثُلْثُ الْبَحْرِ دَمًا، مَاتَ ثُلْثُ خَلَائِقِ الْبَحْرِ، أُهْلِكَ ثُلْثُ السُّفُنِ. بوق 3 ثُلْث الْأَنْهَارِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ، ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا. بوق 4 ثُلْثُ الشَّمْسِ وَثُلْثُ الْقَمَرِ وَثُلْثُ النُّجُوم يُظْلِمَ ثُلْثُهُنَّ، وَالنَّهَارُ لَا يُضِيءُ ثُلْثُهُ، وَاللَّيْلُ كَذَلِكَ. بوق 5 الجراد. بوق 6 يَقْتُلُوا ثُلْثَ النَّاسِ الخيل والفرسان. بوق 7 مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا.
لماذا جاءت الأبواق بين الختوم والجامات؟
نعم إن فَكَّ الختوم رمز لإعلان قضاء الله على العالم الشرير، والجامات رمْز لتنفيذ هذا القضاء. ولكننا نشكر الله الذي لم يسمح لقضائه أن يُنَفَّذ، وجاماته أن تُصَبَّ قبل أنْ تُبَوِّق الأبواق مُنذِرة إيانا بالتوبة. ونشكر الله أيضًا أن الأبواق كانت سبعة، فإنذارات الله لنا كاملة وكافية لتوبة من يرغب.
وحينما جاء وقت البوق السابع توقَّف إعلان غضب الله مؤقتًا حتى يعود إليه كلُّ راغب في التوبة حُبًّا لا خوفً. نعم فهذه الرؤيا تردد صوت النشيد قائلة "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم". تُبصِرون الختوم والجامات فتَرَوْن غضب الله على الشر وتدركون أني سوداء، ثم تُبصِرون الأبواق فتَرَون الرجاء في التوبة فتُدركون الجمال الذي فيها.
هذه هي محبة الله ورحمته التي تفتخر على العدل في يوم القضاء. الختوم التي ترمز إلى قضاء الله، ويُمَثِّل الختم السابع كمال قضاء عدله على الأشرار، وهو أمْرٌ مُخيفٌ ومُرعِب وُمرعِد، يأتي قبلها الأبواق التي ترمز إلى إنذاراته الكاملة، فتفتح طريق الرجاء والأمل أمام التائبين. إن الله يُقَدِّم أثناء صرامته لُطفًا، ووسط عدله رحمة بل يُظهِر كيف تفتخر الرحمة على الحكم.
الوعد بالمجيء الثاني للمسيح أَسْوَدٌ وجميل؛ أُناس يتهللون قائلين "تعال أيها الرب يسوع"، وآخرين يتهكمون قائلين أين موعد مجيئه؟؟ ظهور المسيح أَسْوَدٌ وجميل؛ تُبصِره كل عين والذين طعنوه فينوحون أسود ويُبصِره القديسون فيتهللون.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
"رَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ، وَقَدْ أُعْطُوا سَبْعَةَ أَبْوَاقٍ"
"ثُمَّ إِنَّ السَّبْعَةَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْأَبْوَاقُ تَهَيَّأُوا لِكَيْ يُبَوِّقُوا" (رؤيا 8: 2، 6)
كان المسيح الكاهن الأعظم هو الذي يستقبل البخور الصاعد من مذبح الذهب كما يستقبل صلوات القديسين أو كما يقول السِّفْر "فصعد... البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك (المسيح) أمام الله (الآب). هذا من جهة الأبرار، أما من جهة الأشرار فَأَنْزَلَ عليهم عِقابًا لكي يُوقظهم. فأخذ نارًا من مذبح النحاس الذي يُمَثِّل غضب الله ودينونته للخطية وألقاها إلى الأرض. هذه هي النار الإلهية التي تأتي من السماء وتلتهم الذبيحة، فحدثت مظاهر غضب الله على الخطية: "أصوات ورعود وبروق وزلزلة ". والآن تهيأ الملائكة السَبْعة حامِلُو الأبواق السبعة ليُبَوِّقوا.
والأبواق نوعان:
1.الأبواق الأربعة الأولى عقاب غير مباشر للإنسان يمس احتياجاته.
2.الأبواق الثلاثة الأخيرة عقاب مباشر على الإنسان نفسه.
والأبواق ثلاثة أنواع:
1. ثلاثة نار: الأول، والثاني، والسادس
2. ثلاثة كواكب: الثالث، والرابع، والخامس
3. السابع أصوات
ونلاحظ أن السباعيات وهي "الرسائل والختوم والأبواق والجامات" تتميز إلى أربعة وثلاثة.
الأبواق السبعة هي إنذارات الله، أمَّا الجامات فهي تنفيذ غضب الله.
بوق 1 بوق 2 بوق 3 بوق 4
بوق 5 بوق 6 بوق 7 |
مرتبطة بالأرض: رسالة إلى الأرض (رؤ 8: 7) البحر (رؤ 8: 8) الأنهار وينابيع المياه (رؤ 8: 10) الشمس والقمر النجوم (رؤ 8: 15) مرتبطة بالإنسان: رسالة إلى بئر الهاوية (رؤ 9: 2) النهر العظيم الفُرات (رؤ 9: 14) (رؤ 11: 14-15) |
الجام 1 الجام 2 الجام 3 الجام 4
الجام 5 الجام 6 الجام 7 |
مرتبطة بالأرض: رسالة إلى الأرض (رؤ 16: 2) البحر (رؤ 16: 3) الأنهار وينابيع المياه (رؤ 16: 4) الشمس والقمر النجوم (رؤ 16: 8) مرتبطة بالإنسان: رسالة إلى عرش الوحش (رؤ 16: 10) النهر العظيم الفُرات (رؤ 16: 10) (رؤ 16: 17-18، 21) |
"فَبَوَّقَ الْمَلاَكُ الأَوَّلُ" (رؤيا 8: 7)
للوقت بعد ضيق تلك الأيام (متى 24: 29) أي بعد الضيقة العظيمة في الختم الخامس "رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ... وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لَا تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الْأَرْضِ؟»". (رؤيا 6: 9-11)
"«تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لَا يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ" (متى 24: 29). ثم يَفتَح الختمَ السادس "وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ، وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ، وَنُجُومُ السَّمَاءِ سَقَطَتْ إِلَى الْأَرْضِ كَمَا تَطْرَحُ شَجَرَةُ التِّينِ سُقَاطَهَا إِذَا هَزَّتْهَا رِيحٌ عَظِيمَةٌ." (رؤيا 6: 12-13) "وَالسَّمَاءُ انْفَلَقَتْ كَدَرْجٍ مُلْتَفٍّ، وَكُلُّ جَبَلٍ وَجَزِيرَةٍ تَزَحْزَحَا مِنْ مَوْضِعِهِمَا." (رؤيا 6: 14)
"وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلَامَةُ ابْنِ الْإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الْأَرْضِ" (متى 24: 30)
فـ"هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الْأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ." (رؤيا 1: 7)
"وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ." (زكريا 12: 10)
"وَمُلُوكُ الْأَرْضِ وَالْعُظَمَاءُ وَالْأَغْنِيَاءُ وَالْأُمَرَاءُ وَالْأَقْوِيَاءُ وَكُلُّ عَبْدٍ وَكُلُّ حُرٍّ، أَخْفَوْا أَنْفُسَهُمْ فِي الْمَغَايِرِ وَفِي صُخُورِ الْجِبَالِ، وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ «اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفِ، لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟» (رؤيا 6: 15-17).
"وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلَائِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الْأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا" (متى 24: 30-31).
"بَلْ فِي أَيَّامِ صَوْتِ الْمَلَاكِ السَّابِعِ مَتَى أَزْمَعَ أَنْ يُبَوِّقَ، يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الْأَنْبِيَاءَ." (رؤيا 10: 7)
"ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ. وَخَرَجَ مَلَاكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْجَالِسِ عَلَى السَّحَابَةِ: «أَرْسِلْ مِنْجَلَكَ وَاحْصُدْ، لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَتِ السَّاعَةُ لِلْحَصَادِ، إِذْ قَدْ يَبِسَ حَصِيدُ الْأَرْضِ». فَأَلْقَى الْجَالِسُ عَلَى السَّحَابَةِ مِنْجَلَهُ عَلَى الْأَرْضِ، فَحُصِدَتِ الْأَرْضُ." (رؤيا 14: 14-16)
"لِأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلَائِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ثُمَّ نَحْنُ الْأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلَاقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ." (1 تس 4: 16-17)، فَنَصِلَ إلى الجام السابعة (رؤيا 16: 17).
"فَحَدَثَ بَرَدٌ وَنَارٌ مَخْلُوطَانِ بِدَمٍ، وَأُلْقِيَا إِلَى الْأَرْضِ" (رؤيا 8: 7)
هذه ضربة البوق الأول، مثل الضربة الأولى من الضربات العشرة التي أعطاها الله لفرعون وشعبه بواسطة موسى النبي "ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ.... فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، فَأَعْطَى الرَّبُّ رُعُودًا وَبَرَدًا، وَجَرَتْ نَارٌ عَلَى الْأَرْضِ، وَأَمْطَرَ الرَّبُّ بَرَدًا عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. فَكَانَ بَرَدٌ، وَنَارٌ مُتَوَاصِلَةٌ فِي وَسَطِ الْبَرَدِ... وَضَرَبَ الْبَرَدُ جَمِيعَ عُشْبِ الْحَقْلِ وَكَسَّرَ جَمِيعَ شَجَرِ الْحَقْلِ." (خروج 9: 22-25)
أمَّا أنهما مخلوطان بِدَم فهذا لأن البَرَد وهو ماء متجمد قد تلاحمت الأبخرة بأتربة حمراء في الجو ثم تجمدت "فنزل برد ونار مخلوطان بدم أي بلون الدم الذي يُذَكِّرهم بأنهم سفكوا دماءَ الشهداء.
وقد حدثت مثل هذه الظاهرة في إيطاليا في 17 أغسطس 1819 م أنْ سقط بَرَدٌ أحمر قُرْب جبال الألْب بِشَكْل كُرَات ثلجية.
وجاء التعبير عن اللون الأحمر بالدم في الكتاب المقدس في "وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ" (رؤيا 6: 12).
"فَاحْتَرَقَ ثُلْثُ الْأَشْجَارِ، وَاحْتَرَقَ كُلُّ عُشْبٍ أَخْضَرَ." (رؤيا 8: 7)
كيف احترق ثُلْث الأشجار وكل العشب الأخضر؟
بدأت القصة في (رؤيا 7) بأن كان الأربعة ملائكة مُمسِكين أربعة رياح الأرض؛ لكي لا تَهُبَّ رِيح على الأرض ولا على البحر ولا على شجرة ما، ثم أمَرَهم الملاك الآخر لا تَضُرُّوا الأرض ولا البحر ولا الأشجار حتى نختم عبيد الهنا. وفعلًا خُتِمَ عبيدُ الله وعندئذ تُرِكَتِ الرياح. وهكذا ستقع الأضرار على الأرض والبحر والأشجار.
الضربة الأولى: أُلْقِيَتْ على الأرض (رؤ 8: 7)
حدث بَرَد ونار فاحترق ثُلْث الأشجار وكل عشب أخضر. وهذا مثلما فعل الرب قديمًا مع فرعون والمصريين. وبهذه الضربة على النباتات يحدث جُوع وغلاءٌ، فيُعاقَب الإنسان وتختفي أخشاب التصنيع مع اختفاء خضروات وفواكه الإنسان وأعشاب الحيوان والطيور فيُضَرُّ أيضًا الحيوان وتَقِلُّ اللحومُ والألبانُ وغيرُها، وتزداد المجاعةُ والغلاء.
والبوق الثاني بإشارته إلى الدماء يُشير إلى العَصْر الثاني عَصْر الاستشهاد. فالجبل العظيم المُتَّقد بالنار الذي أُلْقِيَ على البحر هو اضطهاد الأباطرة ونيران غضبهم الشديد على المسيحية والمسيحيين، كَغَضَبِ القياصرة مثل تيطس قيصر، الذين سفكوا دماء القديسين.
ويظهر ضعف الوحش الذي لم يستطع إيقاف هذه الكوارث فيصير تابعوه بلا عُذْر في تَبَعِيَّتِهم للوحش وقد ظهرت حقيقته وعجزه.
البوق الأول: أُلْقِيَ إلى الأرض فالضربة موجهة لليهود إلى بابل أُمِّ الزواني.
البوق الثاني: أُلْقِيَ إلى البحر، فالضربة موجهة للأمم.
![]() |
"ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلَاكُ الثَّانِي، فَكَأَنَّ جَبَلًا عَظِيمًا مُتَّقِدًا بِالنَّارِ أُلْقِيَ إِلَى الْبَحْرِ." (رؤيا 8: 8)
ليس هذا جبلًا عظيمًا حقيقيًّا أُلْقِيَ إلى البحر، فهذا ليس معقولًا لاسيما أن مار يوحنا يقول "فَكَأَنَّ جَبَلًا"، ولكن رُبَّما نَيْزَك يسقط من السماء أو قنبلة تُفَجَّر في الهواء وتعمل "كَأَنَّ جَبَلًا مُتَّقِدًا بِالنَّار" ينزل من الجو إلى البحر وتكون هذه الغازات النارية سامة أيضًا. فينزل إلى البحر ويُسَمِّم مياهه ويصبغه باللون الدموي.
"فَصَارَ ثُلْثُ الْبَحْرِ دَمًا. وَمَاتَ ثُلْثُ الْخَلَائِقِ الَّتِي فِي الْبَحْرِ الَّتِي لَهَا حَيَاةٌ، وَأُهْلِكَ ثُلْثُ السُّفُنِ." (رؤيا 8: 8-9)
قُلْنا أنَّ البحر يُمكن أن يتلَّون باللون الدموي ويمكن أنَّ النيازك التي تسقط في البحر أو أشلاء ومحتويات القنبلة تُقَطِّع أجسام الخلائق الحية التي في البحر فتسيل دماؤها ويصير ثُلْث البحر دمًا.
ومن هنا يمتلئُ البَحر تَعَفُّنًا، والجراثيم تَنشُر الأمراض وترتبك صحة وحياة الإنسان.
وأُهلِكَ ثُلْثُ السُّفُن: والمقصود السُّفُن الموجودة في هذا البحر. ولعل البحر الذي يتحدث عنه الرسول هو البحر المتوسط باعتباره القريب من جزيرة بَطْمُس.
وهذه الصورة تتماثل مع الضربة الثانية التي ضربها موسى لفرعون والمصريين فحَوَّلَ مياه ُالنَّهْر دَمًا، وكان الدم في كل أرض مصر "وَمَاتَ السَّمَكُ الَّذِي فِي النَّهْرِ وَأَنْتَنَ النَّهْرُ، فَلَمْ يَقْدِرِ الْمِصْرِيُّونَ أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنَ النَّهْرِ. وَكَانَ الدَّمُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ." (خر 7: 21)
وما أروع عبارة "ثُلْثُ الْخَلَائِقِ الَّتِي فِي الْبَحْرِ الَّتِي لَهَا حَيَاةٌ" (رؤ 8: 9)
فهي عبارة علمية. فلم يَقُل ثُلْثُ الأسماك. فليس جميع ما في البحر أسماكًا، هناك أنواع مختلفةٌ جدًّا من الكائنات الحية التي تعيش في البحر لا تقع تحت اسم الأسماك.
"وَأُهْلِكَ ثُلْثُ السُّفُنِ." (رؤيا 8: 9)
السُّفُنِ رمز للأساقفة والمعلمين الذين يبحرون بالناس إلى شاطئ الإيمان، وحينما يهلك ثُلْث الأساقفة ويسقطون في الهرطقة يكون هذا هو عَصْر انتشار الهرطقات وعَصْر المجامع المقدسة وهو العَصْر الثاني الذي يناسب البوق الثاني.
وموت ثُلْث الخلائق التي في البحر هو موت ثُلْث الشعب بالهرطقات، وهذا يُظهِر أن الهالكين بواسطة الهرطقات المختلفة كثيرون ويُرمَز لهم بالثُلْث، لأننا اذا قسَّمْنا شعب الكنيسة إلى قسمين أحدهما أصغر من الآخر فإن الهالكين بالهرطقات هم العدد الأقل أي الثُلْث.
"ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلَاكُ الثَّالِثُ،
فَسَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ كَمِصْبَاحٍ" (رؤ 8: 10)
هذا هو البوق الثالث ويقابِل عَصْر الهراطقة العَصْر الثالث
ويُحَدِّثُنا الإصحاح التاسع عن "كوكب قد سقط من السماء" فيقول "فَرَأَيْتُ كَوْكَبًا قَدْ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَأُعْطِيَ مِفْتَاحَ بِئْرِ الْهَاوِيَةِ. فَفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ." (رؤيا 9: 1-2)
وهذا الكوكب الذي أُعطِي مِفتاحًا ليس كوكبًا بالمعنى المادي. ونفس المعنى نَجِدُه في (رؤيا 1: 20)
مَن هذا الكوكب الساقط من السماء إذَن في (رؤيا 8: 10)؟
هو ملاكٌ عظيم يسقط من السماء إلى الأرض، كان نجمًا أو كوكبًا مُرتَفعًا ثم سقط، يتِم فيه قول الكتاب وَنُجُومُ السَّمَاءِ تَتَسَاقَطُ (مر 13: 25)
وهذا الكوكب هو الهراطقة أصحاب البِدَعِ مِثل آريوس ونسطور ومقدونيوس وبيلاجيوس ولوثر وغيرهم، فقد كانوا نجومًا مرتفع في سماء الكنيسة، ولكنهم بتعاليمهم الخاطئة سقطوا من السماء بعد أن كانوا مصابيحًا مُنيرة "فالهرطقة كالكِبرياء، كلُّ قتلاها أقوياء".
وهكذا سقط الشيطان إذ كان كوكبًا مرتفعًا في السماء وسقط بالكبرياء ورثاه إشعيا النبي" كَيْفَ هَوَيْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟" (إشعيا 14: 12)، وقال عنه رب المجد «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ." (لو 10: 18). سقَطَ كمصباحٍ مُتَّقِد.
والكوكبُ الساقط من السماء رمزٌ لسقوط الهراطقة أولًا، والشيطانِ ثانيًا.
"وَوَقَعَ عَلَى ثُلْثِ الْأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ." (رؤيا 8: 10)
ولمَّا سقطوا وقعوا على ثُلْث الأنهار وعلى ينابيع المياه وهذه مصادر المياه العذبة المُعْطية حياة، وتُشِير إلى كلمة الله الحية، قال السيد المسيح "وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ" (يوحنا 4: 14). فكلام الله هو ماء الحياة.
"وَاسْمُ الْكَوْكَبِ يُدْعَى «الْأَفْسَنْتِينَ» فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا، وَمَاتَ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمِيَاهِ لِأَنَّهَا صَارَتْ مُرَّةً." (رؤيا 8: 11)
قُلْنا أنَّ الكوكب الساقط هو الهرطوقي الذي كان نجمًا وسقط ووقع على ثُلْثِ ينابيع المياه، وينابيع المياه هي كلام الله، قال عنه الرب "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ"، " لِهَؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولَئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ."
وحينما يسقط الهراطقة على الأنهار وينابيع المياه "وَاسْمُ الْكَوْكَبِ يُدْعَى «الْأَفْسَنْتِينَ»." والمياه هي كلمة الله يجعلونها مياه مُرَّةً
فالْأَفْسَنْتِينَ نبات "مُرٌّ وعَلْقم"، قال عنه سليمان الحكيم
"لِأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلًا... لَكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالْأَفْسَنْتِينِ" (أمثال 5: 3-4)، "هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ... هَأَنَذَا أُطْعِمُ هَذَا الشَّعْبَ أَفْسَنْتِينًا وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ." (إرميا 9: 12-16)
"ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلَاكُ الثَّالِثُ، فَسَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ مُتَّقِدٌ كَمِصْبَاحٍ" (رؤيا 8: 10)
هذا هو البوق الثالث يُقابِل عَصْر الهراطقة العَصْر الثالث، فيه سقط مِن السَّماء كوكب عظيم مُتَّقِد كمِصباح وهذا الكوكب هو الهراطقة. ولما سقطوا وقعوا على ثُلْث الأنهار وعلى ينابيع المياه وهذه مصادر المياه العذبة المعطية حياة وتشير إلى كلام الله فحولوا معاني الآيات وقدموا الماء الحي كماء مُرٍّ إذِ اختلطت الآيات الكتابية بأفكارهم الأفسنتينية فتحوَّل كلام الله الحُلْو إلى ماء مُرٍّ".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
"فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا" (رؤ 8: 11).
الهراطقة لا يُحَوِّلون كل الآيات لمعاني مختلفة، لا يُحَوِّلون كُلَّ الماء الحُلو مُرًّا، ولا يَضَعُون في الأنهار والينابيع كُلِّها أفسنتينًا.
ولكن في ثُلْثِه فقط فينظر الناس إلى الثُلْثين، ويطمئنون أنه ماءُ حياةٍ. وربما يذوقون عِظَاتِهم مرات وإذا بها ماء حُلْو، ولكن وفجأة يكتشف غيرهم المرارة والْأَفْسَنْتِينَ وقد دخلَتِ الهرطقة إلى أعماقهم دون أن يدروا أن السُّمَّ في ثُلْث الماء فقط. ولذلك فَلْنُكمِلْ قراءة الآيات "وَاسْمُ الْكَوْكَبِ يُدْعَى «الْأَفْسَنْتِينَ». فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا، وَمَاتَ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْمِيَاهِ لِأَنَّهَا صَارَتْ مُرَّةً." (رؤيا 8: 11)
نعم قيل عن كلام الله أنه يُمكِن أن يُمسِي "رائحة موت لموت"
ويقول مار بولس "إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ! لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الْآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»! أَفَأَسْتَعْطِفُ الْآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ." (غلا 1: 6-10)
لقد تكررت فِكرة الأفسنتين ثلاث مرات.
"وَاسْمُ الْكَوْكَبِ يُدْعَى «الْأَفْسَنْتِينَ». فَصَارَ ثُلْثُ الْمِيَاهِ أَفْسَنْتِينًا." (رؤيا 8: 11)
إنه تحذير كامل من كلمة الله التي تتحول على ألْسِنَةِ الهراطقة من مياه حلوة إلى مياه مُرَّةٍ.
![]() |
"ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلَاكُ الرَّابِعُ (رؤيا 8: 12)
فَضُرِبَ ثُلْثُ الشَّمْسِ وَثُلْثُ الْقَمَرِ وَثُلْثُ النُّجُومِ، حَتَّى يُظْلِمَ ثُلْثُهُنَّ."
هذا البوق الرابع يقابل عَصْر انتشار الإسلام أو إنكار لاهوت المسيح
"وَنَظَرْتُ لَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ السَّادِسَ، وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ، وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ، وَنُجُومُ السَّمَاءِ سَقَطَتْ إِلَى الْأَرْضِ." (رؤيا 6: 12-13)
"تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لَا يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ" (متى 24: 29)
فهل يسبق الختمُ السادس البوقَ الرابع أو يزامنه؟
فتُظلِم هذه الثلاثة أثناء الختم السادس. ثم تعود إلى الإنارة لكي يُظلِم ثُلْثُهن في زمن الأبواق؟ لعل ثُلْث الأرض المُظلِمة نتيجة عدم إضاءة ثُلْث الشمس وثُلْث القمر وثُلْث النجوم وثُلْث النهار وثُلْث الليل. هذا الثُلْث هو المكان الذي سيكون فيه عرش الوحش.
والذي يحِدُّها شِمالًا بابل وجنوبًا جبل أورشليم وشرقًا دِجلةُ والفُرات وغربًا البحر المتوسط، ونهر مصر.
أمْ أنَّ هذه الأنوار الثلاثة الشمس والقمر والنجوم هي نور الإيمان! فالشمس رَمْزٌ للمسيح شمسِ البر، والقمر للكنيسة، والنجوم للقديسين، وهذا النور لا يختفي تمامًا بل انفتاح قلوب البشر لا يكون كاملًا لنور الإيمان، ومن جِهَة اليهود يكون إيمانهم بالله الآب ومعرفتهم التاريخية غير الإيمانية للمسيح هذا هو الثُلْثان لكن رفضهم للروح القدس جعلهم يقبلوا الإيمان كاملًا صحيحًا.
هذا الملاك الطائر يُرَى ويُسمَع، ليس كالبوق الخامس القادم الذي يُرى، ولا كالسادس الذي يُسمَع، بل هذا يُرى ويُسمَع لأهميته، فقد شَدَّ انتباه القديس يوحنا الحبيب حتى قال "نظرت وسمعت". هذا الملاك فاصِلٌ بين الأربعة الأبواق الأولى والثلاثة الأخيرة.
هذا الملاك الطائر في وسط السماء مُحَذِّرًا بالويلات الثلاثة، وسيأتى مِثْلَه ثلاث ملائكة طائرين، مُتتابعين في وسط السماء ومُحذِّرين (رؤيا 14: 6، 8-9).
ماذا يعني هذا الملاك؟؟ رُبَّما يكون نبيًا في وسط السماء أي في وسط الكنيسة مُحَذِّرًا بالويلات قبل ظهور ضد المسيح، ربما وسط السماء أي تَصِلُ تحذيراتُه إلى كل المسكونة.
![]() |
"قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ «وَيْلٌ وَيْلٌ وَيْلٌ لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الْأَرْضِ»"(رؤ 8: 13)
والثلاثة وَيْلات لأنه يُنبِئ بثلاث ضربات على يد ثلاثة ملائكة. ففي:
(رؤيا 9: 1) تُفتَح بئر الهاوية، ويخرج جراد يُعذِّب الناس خمسة أشهر.
(رؤيا 9: 13) يُفَكُّ الملائكة لتقود جيش 200 مليون محارب يقتلوا ثُلْث الناس
(رؤ 11: 15) في البوق السابع يُصَبُّ غضب الله في الـ 7 جامات ليس مثلها.
كانت هذه الويلات الشديدة استجابة لصلاة شهداء الختم الخامس حينما صلُّوا «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لَا تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الْأَرْضِ؟» (رؤيا 6: 10)
لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الْأَرْضِ أي المشغولين بالأرض (رؤيا 3: 10؛ 6: 10).
"مِنْ أَجْلِ بَقِيَّةِ أَصْوَاتِ أَبْوَاقِ الثَّلَاثَةِ الْمَلَائِكَةِ الْمُزْمِعِينَ أَنْ يُبَوِّقُوا!" (رؤيا 8: 13).
← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الرؤيا 9![]() |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص يوحنا فايز زخاري |
تفسير الرؤيا 7![]() |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/apocalypse/chapter-08.html
تقصير الرابط:
tak.la/z8796jn