محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8
اَلإصحاح 15: الجاماتِ السَّبْعَة
الرؤيا الْخَامِسة (رؤيا 15-16)
مقدمة (رؤيا 15: 1)
1 ثُمَّ رَأَيْتُ آيَةً أُخْرَى فِي السَّمَاءِ عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً:
سَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ مَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَات الأَخِيرَةُ؛
لأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ.
الْغَالِبِونَ عَلَى الْوَحْشِ يسبحون (رؤيا 15: 2-4)
2 ورَأَيْتُ كَبَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ مُخْتَلِطٍ بِنَارٍ،
وَالْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ وَصُورَتِهِ وَعَلَى سِمَتِهِ وَعَدَدِ اسْمِهِ
وَاقِفِينَ عَلَى الْبَحْرِ الزُّجَاجِيِّ، مَعَهُمْ قِيثَارَاتُ اللهِ،
3 وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ وَتَرْنِيمَةَ الْحَمَلِ قَائِلِينَ:
«عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
عَادِلَة وَحَق هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ.
4 مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ، لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ؛
لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ؛ لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ»
السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَةُ (رؤيا 15: 5-6)
5 ثُمَّ بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ، وَإذَا قَدِ انْفَتَحَ هَيْكَلُ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فِي السَّمَاءِ،
6وَخَرَجَتِ السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ مِنَ الْهَيْكَلِ، وَهُمْ مُتَسَرْبِلُونَ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَبَهِيٍّ وَمُتَمَنْطِقُونَ عِنْدَ صُدُورِهِمْ بِمَنَاطِقَ مِنْ ذَهَبٍ.
سَبْعَةَ جَامَات غَضَبِ اللهِ (رؤيا 15: 7-8)
7 وَوَاحِدٌ مِنَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ أَعْطَى السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ سَبْعَةَ جَامَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مَمْلُوَّةٍ مِنْ غَضَبِ اللهِ الْحَيِّ إلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
8 وَامْتَلَأَ الْهَيْكَلُ دُخَانًا مِنْ مَجْدِ اللهِ وَمِنْ قُدْرَتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ الْهَيْكَلَ، حَتَّى كَمِلَتْ سَبْعُ ضَرَبَاتِ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ.
مقدمة
كعادة سفر الرؤيا، أن يبدأَ بِعبارات تُلَخِّص ما سيحدث، ثُم يأتي الشرح بعد هذا، هكذا تأتي الأعداد الأخيرة في هذا الإصحاح (رؤيا 15: 5-8) مُلخَصًا لِما سَيشرحه الإصحاح التالي (رؤيا 16)، وهذه عادة السفر. فَفِي (رؤيا 1) وُصف المسيح له المجد، ثم أتت هذه الأوصاف بتَوَسُّع خلال الرسائل السبعة فِي (رؤيا 2-3).
وَفِي (رؤيا 4) صورة الآب على عرشه. وَفِي (رؤيا 5) صورة الابن على عرشه للدينونة، ثم تأتي تفاصيل الدينونة فِي الخُتوم (رؤيا 6؛ 8) والأبواق (رؤيا 8-9؛ 11)، والجامات (رؤيا 15-16).
![]() |
رغم صغر الإصحاح فهو يحوي ثلاث رؤى تبدأ بكلمة «رأيت»
الرؤيا الاولى: «رَأَيْتُ... سَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ مَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَات الأَخِيرَةُ» (رؤيا 15: 1)، ورقم سَبْعَةَ يُشير لكمال النعمة أو النقمة، فهي الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ الكاملة.
الرؤيا الثانية: «وَرَأَيْتُ...الْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ.. يُرَتِّلُونَ» (رؤ 15: 2-4)، وتُقدِّم صورة الْغَالِبِينَ واقفين على البَحْرِ الزُّجَاجِيِّ المُخْتَلِطٍ بِنَارٍ، يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى وَتَرْنِيمَةَ الْخَرُوفِ، يسبحون الله على عَدِلَه.
الرؤيا الثالثة: «نَظَرْتُ.. السَّبْعَة الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ» (رؤيا 15: 5-6) خارجين من هَيْكَلُ الله فِي السَّمَاءِ لمُجازاة الأشرار.
رؤيا جديدة تحوي صورة الصراع بين الكنيسة وقِوَى الشر، وحتمية انتصار الكنيسة النهائي. وفيها نرى الْمَلاَئِكَة السَّبْعَة معهم الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ التي بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ. ونرى الْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ يُرَتِّلُونَ ألحانهم بِقِيثَارَاتِهِمْ يسبحون الله. ويخرج الْمَلاَئِكَةُ يَصُبون جَامَات غَضَبِ اللهِ، أما موضوع الجامات:
ففي (رؤيا 15): الْمَلاَئِكَةُ السَّبْعَةُ يتهيؤون لصب الجامات.
وفي (رؤيا 16): الْمَلاَئِكَةُ السَّبْعَةُ يصبون الجامات وتأثيرها.
الرؤيا الاولى: جامات غضب الله
«ثُمَّ رَأَيْتُ آيَةً أُخْرَى فِي السَّمَاءِ عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً: سَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ مَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ، لأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ» (رؤيا 15: 1).
«وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ» (رؤيا 12: 1)
«وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَر» (رؤيا 12: 3)
«ثُمَّ رَأَيْتُ آيَةً أُخْرَى فِي السَّمَاءِ عَظِيمَة وَعَجِيبَة» (رؤيا 15: 1).
«عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً μέγα καὶ θαυμαστόν,» (رؤيا 15: 1)
عجيب أن الملائكة الذين يحملون البشائر المفرحة، وأُخِذ اسمهم ἄγγελος من البشارة، يحملون الآن ضَرَبَاتِ وعقوبات.
وعجيب أن نرى الملائكة بضرباتهم فِي السَّمَاءِ، وليس على الأرض.
وعجيب أن غضب الله يكتمل بالجامات السبعة.
وعظيمة هي هيبة هؤلاء الملائكة السبعة، وهم يحملون الضربات السبعة الأخيرة، وهؤلاء ملائكة بالمعنى المعروف، وليسوا ملائكة الكنائس السبع أو أساقفة الكنائس أو الكهنة، فِي كل زمان ومكان.
أما السَبْعَة مَلاَئِكَة هنا، فهُم طغمة سمائية كاملة خدام الله.
وعجيب أن عدد 7 الذي يرمز إلى كمال النعمة يرمز أيضًا إلى كمال النقمة، فالنعمة والنقمة وجهان لعُمْلَة واحدة، للتائبين نعمة وللمعاندين نقمة.
وهؤلاء السَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ ذُكروا فِي سبعة مواضع:
«رَأَيْتُ... سَبْعَةَ مَلاَئِكَةٍ مَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ.» (رؤيا 15: 1)
«وَخَرَجَتِ السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ مِنَ الْهَيْكَل» (رؤ 15: 6)
«أَعْطَى السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ سَبْعَةَ جَامَاتٍ.. مَمْلُوَّةٍ مِنْ غَضَبِ اللهِ» (رؤ 15: 7)
«كَمِلَتْ سَبْعُ ضَرَبَاتِ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ» (رؤيا 15: 8)
لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ «امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ» (رؤيا 16: 1)
ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتُ وَتَكَلَّمَ مَعِي
ثُمَّ جَاءَ.. وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتُ الْمَمْلُوَّةُ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي» (رؤيا 17: 6؛ 21: 9).
ذكرت السبع ضربات 4 مرات فِي (رؤيا 15: 1، 6، 8؛ 21: 9)
وذكرت السبعة جامات 3 مرات فِي (رؤيا 21: 9؛ 17: 1؛ 15: 7)
وتوجد مجموعات أخرى لسبع ملائكة أخرين:
مجموعه عملها الإنذار: «وَرَأَيْتُ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ يَقِفُونَ أَمَامَ اللهِ وَقَدْ أُعْطُوا سَبْعَةَ أَبْوَاقٍ.... السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الأَبْوَاقُ» (رؤيا 8: 2، 6).
هناك ثلاثة أنواع من الضربات:
ضربات الختوم (رؤ 6؛ 8)، وضربات الأبواق (رؤ 8-9؛ 11)، ثم ضربات الجامات وهِيَ الضربات الأخيرة (رؤيا 15-16)، «بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ» (رؤيا 15: 1). ويوجد ضربات أخرى بعدها مثل: ضربة بابل وضربة ضد المسيح، وضربة جوج وماجوج. لكن هذه الضربات أخيرة، من حيث الضربات السباعية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
«لأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ اللهِ» (رؤيا 15: 1)
غَضَبُ اللهِ على الأشرار فِي سبع ضربات تكرر ثلاث مرات. فهو الغضب الإلهي الكامل لأن 7 هي كمال النقمة و 3 ترمز لله المثلث الأقانيم، فتكون (7×3) تمثل النقمة الإلهية الكاملة. ولذلك فعند الضربة السابعة والأخيرة «خَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ هَيْكَلِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا: «قَدْ تَمَّ» (رؤيا 16: 17).
قال عنها رب المجد «وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضوؤه، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ» (متى 24: 29-30)
وهي ذاتها الختم السادس: «وَنَظَرْتُ لَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ السَّادِسَ، وَإذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، وَالشَّمْسُ صَارَتْ سَوْدَاءَ كَمِسْحٍ مِنْ شَعْرٍ، وَالْقَمَرُ صَارَ كَالدَّمِ، وَنُجُومُ السَّمَاءِ سَقَطَتْ إلَى الأَرْضِ كَمَا تَطْرَحُ شَجَرَةُ التِّينِ سُقَاطَهَا إذَا هَزَّتْهَا رِيحٌ عَظِيمَةٌ. وَالسَّمَاءُ انْفَلَقَتْ كَدَرْجٍ مُلْتَفٍّ، وَكُلُّ جَبَلٍ وَجَزِيرَةٍ تَزَحْزَحَا مِنْ مَوْضِعِهِمَا» (رؤ 6: 12-14) لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. (رؤيا 6: 17)، يوم غضب الخروف (رؤيا 16: 16).
وهذا ما تنبأ عنه يوئيل النبي: «قُدَّامَهُ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَتَرْجُفُ السَّمَاءُ. الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يُظْلِمَانِ وَالنُّجُومُ تَحْجِزُ لَمَعَانَهَا... لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ جِدًّا فَمَنْ يُطِيقُهُ؟» (يوئيل 2: 10-11).
![]() |
«ورَأَيْتُ كَبَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ مُخْتَلِطٍ بِنَارٍ،
وَالْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ وَصُورَتِهِ وَعَلَى سِمَتِهِ وَعَدَدِ اسْمِهِ
وَاقِفِينَ عَلَى الْبَحْرِ الزُّجَاجِيِّ، مَعَهُمْ قِيثَارَاتُ اللهِ» (رؤيا 15: 2)
رأى القديس يوحنا الذين غلبوا الْوَحْش وَصُورَته وَسِمَته وَعَدَد اسْمِهِ وَاقِفِينَ عَلَى الْبَحْرِ الزُّجَاجِيِّ، ومَعَهُمْ قِيثَارَاتُ اللهِ، وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله، وترنيمة الخروف فيقول:
«وَرَأَيْتُ كَبَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ مُخْتَلِطٍ بِنَارٍ» (رؤيا 15: 2) وهو المعمودية. فالبحر الزُجَاجي هو الماء فِي صورة مُمُجدة ونقية، كما وُصِف أيضًا «بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ» (رؤيا 4: 6)، وعبارة «مُخْتَلِطٍ بِنَارٍ» تعني الروح القدس الناري، كما حل فِي يوم الخمسين كألسنة نار. فالماء والروح هو سر المعمودية، الماء النقي البِلَّوري، والروح القدس الناري بهما نولد ثانية، ولادة جديدة، وبفاعليات المعمودية في حياتنا نستطيع أن نغلب.
«وَالْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ وَصُورَتِهِ وَعَلَى سِمَتِهِ» (رؤيا 15: 2).
قيل عن الْوَحْش: «مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟» (رؤيا 13: 4).
«وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ» (رؤيا 13: 7).
«وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ.» (رؤيا 13: 7).
«فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ» (رؤ 13: 8)
ومع هذا نشكر الله أنه قيل: «وَالْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ»، فلا يغلب الْوَحْشِ إلا أبناء الله، المولودون من الماء والروح بالنعمة الإلهية، التي أخذوها في المعمودية. ولذلك جاءت المعمودية قبل مواجهة «الْوَحْشِ». فبقوة نعمة المعمودية قد غَلبوه.
«وَصُورَتِهِ وَعَلَى سِمَتِهِ وَعَدَدِ اسْمِهِ» (رؤيا 15: 2).
غَلَبوا الْوَحْش وَصُورَته وَسِمَته، بأمانتهم وثباتهم فلم يتبعوه ولا سجدوا له ولا لصُورَتِهِ ولم يضعوا [سِمَتَه أو عَدَدَ اسْمِهِ (666) على جباههم أو أيديهم].(45)
«وَالْغَالِبِينَ.. وَاقِفِينَ عَلَى الْبَحْرِ الزُّجَاجِيِّ» (رؤيا 15: 2) أي اعتمدوا
«وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ. وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ.» (رؤيا 4: 5-6).
وضَّحنا في الإصحاح الرَّابع أن هذه الآية تُشير إلى المعمودية، فأَمَامَ الْعَرْشِ وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بمعنى واحد. والمقصود أننا لِنَصِل إلى الْعَرْشِ الإلهي لابُد أن ندخل إلى سر المعمودية بالماء الطاهر «بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ.»، والروح القدس الناري «نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ»،
وهذا هو «الْبَحْرِ الزُّجَاجِيِّ» الذين هم وَاقِفِونَ عَلَيه.
«مَعَهُمْ قِيثَارَاتُ اللهِ» (رؤيا 15: 2): والقِيثَارَة هي الآلة الوحيدة المذكورة في سفر الرؤيا، ويستخدمها في تسبيح الله مجموعتان هما: الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ كاهنًا، وَ«الْغَالِبِينَ عَلَى الْوَحْشِ»:
«وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا أَمَامَ الْخَروفِ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ» (رؤيا 5: 8)
«وَسَمِعْتُ صَوْتًا كَصَوْتِ ضَارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ يَضْرِبُونَ بِقِيثَارَاتِهِمْ» (رؤيا 14: 2).
و«قِيثَارَاتُ اللهِ»: هي القِيثَارَاتُ المعطاة لهم من الله، فالله يضع في أفواهنا التسبيح، فنسبحه تسبيحًا جديدًا ومقبولًا.
«وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ وَتَرْنِيمَةَ الْحَمَلِ قَائِلِينَ:
καὶ ᾄδουσιν τὴν ᾠδὴν Μωϋσέως τοῦ δούλου τοῦ θεοῦ καὶ τὴν ᾠδὴν τοῦ ἀρνίου λέγοντες
«عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»
μεγάλα καὶ θαυμαστὰ τὰ ἔργα σου, κύριε ὁ θεὸς
ὁ παντοκράτωρ (رؤيا 15: 3)
تَرْنِيمَةَ مُوسَى، وَتَرْنِيمَةَ الْحَمَلِ: هي تَرانِيم الانتصار، وغَلِبة الشيطان.
فعندما عبر موسى البحر الأحمر، وغرق فرعون وكل جنوده، سبَّح موسى النبي الله بتسبحة الشكر، كما جاء في (خر 15: 1-19)، وبها تُسَبِّح الكنيسة فِي الهوس الأول في نصف الليل، والغالبون هنا يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مشابِهة لتَرْنِيمَة مُوسَى، وَتَرْنِيمَة الْحَمَلِ التي يُسبحون بها المسيح الفادي، الذي ذُبح على الصليب. فعَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ تدابيرك وأَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْء. فَفِي الصليب التقَى حب الله اللانهائي ورحمته مع عدله اللانهائي قَائِلِينَ:
«عَادِلَة وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ» (رؤيا 15: 3).
ففي (خر 15: 1-19) أول تسبحة سبَّح بها شعبُ الله، على أعماله وخلاصه، بالمعنى الأرضي. وفي (رؤيا 15: 3) آخِر تسبحة في الكتاب على فدائه والغلبة الأبدية، والفرح السماوي.
وقد تكررت عبارة «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ» في العدد الأول، عندما وَصف الضَّرَبَاتُ الأَخِيرَةُ. وفي العدد الثالث عندما وَصف أعمال الله العادلة.
«مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ، لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ» (رؤ 15: 4)
فالْمَلاَئِكَةُ السَّبْعَةُ يُعلنون هنا هيبة الرب الذي تَخَافُه كل الخليقة. ورغم هذا، فإنهم سبَّحوه كحَمَلٍ ذُبح لفداء البشر، فهو الله الوديع الهادئ، طويل الأناة، محب البشر. وهو أيضًا الإله القُدُّوس وَحْده مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ.
«لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ» (رؤ 15: 4) فسَيَخضع لك جَمِيعُ البشر: اليهود والأُمَم، الأبرار والأشرار.
لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ: وأُعِلن عدلُك وقداستك غير المحدودة، التي لا تحتمل الشر. كما ظهرت رحمتُك الكاملة.
«ثُمَّ بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ:
وَإذَا قَدِ انْفَتَحَ هَيْكَلُ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فِي السَّمَاءِ» (رؤيا 15: 5).
«انْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ» (رؤيا 11: 19).
انْفَتَاح هَيْكَل خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ فِي السَّمَاءِ في (رؤيا 15)، هو نفسه انْفَتَاح هَيْكَل اللهِ فِي السَّمَاءِ في (رؤيا 11). وفي كِلَيهما حدثت: «بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ» (رؤيا 11: 19)، (رؤيا 16: 18).
أما الشَّهَادَةِ، فهي لوحا الشريعة أو كلمة الله (أع 7: 44) الموجودة فِي تابوت العهد فِي قدس الأقداس، حيث يوجد أيضًا قِسط المن الذي يرمز لخُبز الحياة أو الإفخارستيا، وعصا هرون التي أفرخت هي سر التجسد من عذراء، وتُشير لحياتنا في المسيح. ومار يوحنا رأى هَيْكَل اللهِ فِي السَّمَاءِ، وهذا يُشير للحضور الإلهي، والملكوت السَّمَائي بدرجاته، والقديسين الغالبين الذين حفظوا شريعة الله، ونفَّذوها فِي حياتهم، ودخلوا مقادس الله، واتحدوا بالمسيح فِي قُدس الأقداس.
«ثُم إنَّ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الأَبْوَاقُ تَهَيَّأُوا لِكَيْ يُبَوِّقُوا وَخَرَجَتِ السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمُ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ مِنَ الْهَيْكَلِ» (رؤيا 8: 6؛ 15: 6)
خَرَجَ الْمَلاَئِكَة المُكَلَّفون بأمرٍ إلَهي، بعدما بوَّق السَّبْعَةُ الْمَلاَئِكَة بأَبْوَاقهم، كإنذارات لتبدأ السَّبْعُ الضَّرَبَاتُ الجزائية للذين لم يحفظوا شريعة الله، دفاعًا عن أبناء الله حافظي الشريعة.
الأبواق السبعة لليهود (رؤيا 8) والضربات السبعة للأمم (رؤيا 15) وهِيَ:
استحياء الأمم وتوبيخهم على خطاياهم
اضطهاد خدام الله
اضطهاد الأشرار للأبرار
حقد الأشرار على حكمة الأبرار
تابع: اضطهاد الاشرار للأبرار
اضطهاد الأشرار يخيف المسيحيين
انقسام روما.
«وَهُمْ مُتَسَرْبِلُونَ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَبَهِيٍّ
ومُتَمَنْطِقُونَ عِنْدَ صُدُورِهِمْ بِمَنَاطِقَ مِنْ ذَهَبٍ» (رؤيا 15: 6)
يرى ابن العسال أنَّ السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَة من طغمة السلاطين، وهم الذين بَوَّقوا (رؤيا 8: 2)، وهم الذين سيسْكُبُون جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ (رؤيا 16: 1).
أما تَسَرْبُلهم بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَبَهِيٍّ رمز الطهارة والقداسة، وَتَمَنْطقهم بِمَنَاطِقَ مِنْ ذَهَبٍ رمز العدالة، وهذه صورة القضاء، فمُجازاة الأشرار قداسةٌ وعدل. وحين يتسربل الْمَلاَئِكَة بثياب، فليس المقصود ثياب مادية؛ لأنهم ليسوا ماديين إنما يعني أنهم يستترون فلا يراهم أحد بصورة كاملة. وحين يتَمَنْطِقُ الْمَلاَئِكَة بِمَنَاطِقَ، فهذا هو الاستعداد للخدمة. وحينما يتشابه الْمَلاَئِكَة فِي ثيابهم مع رب المجد، كما وَصَفَه الإصحاح الأول من سفر الرؤيا: «شِبْهُ ابْنِ إنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلًا بِثَوْبٍ إلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقًا عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ» (رؤيا 1: 13). فهذا يعني أن الْمَلاَئِكَة سيعملون عمل الرب الديان الْعَادِل الذي يقول «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ.» (رومية 12: 19). وهو «الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.» (رومية 2: 6). والْمَلاَئِكَة يستخدمهم الله فِي تنفيذ مجازاة الأشرار بالدرجة والطريقة التي يريدها، ولذلك قيل:
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
«وَوَاحِدٌ مِنَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ أَعْطَى السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ سَبْعَةَ جَامَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مَمْلُوَّةٍ مِنْ غَضَبِ اللهِ الْحَيِّ إلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤيا 15: 7)
هذا العدد السابع يتقدم زمنيًا عن العدد السادس. فقد أَعْطَى وَاحِدٌ مِنَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ للسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ جَامَات غَضَبِ اللهِ. ثم خرجوا من هيكل السماء، ومعهم الجَامَات السبعة أو الضربات لِسَكْبها على البشر، الأمر الذي سيأتي بتفصيل فِي الإصحاح التالي (رؤيا 16).
«وَوَاحِدٌ مِنَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ» المذكورين فِي (رؤيا 4: 6) «وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ»، فهُم أقرب الكائنات إلى الله، هؤلاء هم الكِروبيم. والحيوان الأول شبه الأسد، زئيره يرمز إلى الغضب الإلهي، وقد كان كلامه كصوت رعد (رؤيا 6: 7)، وهذا الكِروب العظيم، أمر الملائكة السبعة وهم أقل منه رتبةً، أن يُنزِلوا غضب الله على الأشرار.
«أَعْطَى السَّبْعَةَ الْمَلاَئِكَةَ
سَبْعَةَ جَامَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مَمْلُوَّةٍ مِنْ غَضَبِ اللهِ الْحَيِّ» (رؤيا 15: 7)
«جَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ» (رؤيا 5: 8)
أَعْطَى أحد الحيوانات الأربعة- العرش الكِروبيمي لله- جَامَات غَضَبِ اللهِ للسَّبْعَة الْمَلاَئِكَة، لِصَبِّها على الأشرار، وهذا ما سنراه من بداية الإصحاح التالي، إذ يقول «وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ الْهَيْكَلِ قَائِلًا لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى الأَرْضِ» (رؤيا 16: 1). وَفِي نهاية صَبِّ الجامات «خَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ هَيْكَلِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا قَدْ تَمَّ» (رؤيا 16: 17). ولأن الصوت الذي أمر الملائكة، هو من أحد الحيوانات الأربعة، الذين يُمَثِّلون العرش؛ لذلك خرج من هيكل السماء أي من العرش.
وقدِ استُخدِمَت جَامَاتٌ؛ لأن أفواهها ضيقة، فسَكْبُ جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ،
يعني أن يكون قطرة قطرة؛ لإعطاء فرصة للتوبة.
«مَمْلُوَّةٍ مِنْ غَضَبِ اللهِ الْحَيِّ إلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤيا 15: 7).
يريد أن يُظهِر صعوبة الغَضَبِ الإلهي لله الْحَيِّ إلَى أَبَدِ الآبِادِ.
«وَامْتَلأَ الْهَيْكَلُ دُخَانًا مِنْ مَجْدِ اللهِ وَمِنْ قُدْرَتِهِ» (رؤيا 15: 8).
نحن الآن فِي السماء، وهذا المنظر رآه إشَعْيَا النبي فِي رؤياه فقال: «اهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ وَامْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَانًا» (إش 6: 4). وعندما أقام موسى النبي خيمة الاجتماع «غَطَّتِ السَّحَابَةُ خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ وَمَلأَ بَهَاءُ الرَّبِّ الْمَسْكَنَ» (خروج 40: 34). فلم يستطع الكهنة أن يقفوا أو يخدموا، بسبب السَّحَاب، وبَهَاءِ الرَّبِّ، وهكذا بعد بناء سليمان للهيكل (1 مل 8: 10). وهذا بِعَيْنِه ما نراه في (رؤيا 15: 7).
«وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ الْهَيْكَلَ حَتَّى كَمِلَتْ سَبْعُ ضَرَبَاتِ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ» (رؤيا 15: 8).
هذا ما حدث بعد أن «غَطَّتِ السَّحَابَةُ خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ، وَمَلأَ بَهَاءُ الرَّبِّ الْمَسْكَنَ، فلم يَقْدِر أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ؛ لأَنَّ السَّحَابَةَ حَلَّتْ عَلَيْهَا وَبَهَاءُ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكَنَ» (خروج 40: 34) (الإصحاح الأخير: الفقرة الأخيرة). أما بالنسبة لما حدث في سفر الرُؤْيَا، فقال ابن العسال: [لَمْ يَقْدِرُ أَحَدٌ من الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يَدْخُلَ هَيْكَلَ السماء ليتشفع عن خطايا البشر، حَتَّى كَمِلَتْ السَبْعُ ضَرَبَاتِ. كما لَمْ يَقْدِرُ أَحَدٌ من الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يَدْخُلَ هَيْكَلَ السماء من هيبة ورهبة بَهَاءُ الرَّبِّ. ولكن شكرًا لله ؛لأنه بعد سَكْبِ الْمَلاَك السَّابع جَامَهُ، سيخَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا: «قَدْ تَمَّ!» وتنتهي هذه الضيقة العظيمة].
_____
← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الرؤيا 16![]() |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص يوحنا فايز زخاري |
تفسير الرؤيا 14![]() |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/apocalypse/chapter-15.html
تقصير الرابط:
tak.la/9qj2pq9