St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-youhanna-fayez  >   apocalypse
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-youhanna-fayez  >   apocalypse

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص يوحنا فايز زخاري

الرؤيا 17 - تفسير سفر الرؤيا

 

محتويات:
(إظهار/إخفاء)

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الإصحاحُ السَّابعَ عَشَرَ

دينونة الزَّانِيَةِ الْعَظيمَة

 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نص الأصحاح:

الإصحاحُ السَّابعَ عَشَرَ

دينونة الزَّانِيَةِ الْعَظيمَة

الرؤيا السادسة (رؤيا 17-20).

هلاك بابل الزانِيَةِ الْعَظيمَةِ والوَحْش القِرْمِزِيّ: (رؤيا 17: 1-6)

1 ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتُ

وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلًا لِي «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ:

دَيْنُونَة الزانِيَة الْعَظيمَة الْجَالِسَة عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ 2 الَّتِي زَنَى مَعَهَا مُلُوكُ الأَرْضِ، وَسَكِرَ سُكَّانُ الأَرْضِ مِنْ خَمْرِ زِنَاهَا

3 فَمَضَى بِي بِالرُّوحِ إلَى بَرِّيَّةٍ

فَرَأَيْتُ امرأَةً جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ مَمْلُوءٍ أَسْمَاءَ تَجْدِيفٍ

لَه سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرةُ قُرونٍ.

4 وَالْمَرْأَةُ كَانَتْ متسربلة بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِز.

وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَة وَلُؤلؤ.

وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مَمْلُوَّةٌ رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا.

5 وَعَلَى جِبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ: سِرٌّ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزَّوَانِي وَرَجَاسَاتِ الأَرْض

6 وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ.

فَتَعَجَّبْتُ لَمَّا رَأَيْتُهَا تَعَجُّبًا عَظِيمًا.

 

الزانِيَةِ الْعَظيمَةِ والْوَحْشِ القِرْمِزِيٍّ الْحَامِلِ لَهَا (رؤ 17: 7-18)

7 ثُمَّ قَالَ لِي الْمَلاَكُ «لِمَاذَا تَعَجَّبْتَ؟ أَنَا أَقُولُ لَكَ:

سِرَّ الْمَرْأَةِ وَالْوَحْشِ الْحَامِلِ لَهَا الَّذِي لَهُ السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ

8 الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ

وَيَمْضِيَ إلَى الْهَلاَكِ. وَسَيَتَعَجَّبُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ.

الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ،

حِينَمَا يَرَوْنَ الْوَحْشَ أنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ.

 

السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ (رؤ 17: 9-11)

9 هُنَا الذِّهْنُ الَّذِي لَهُ حِكْمَةٌ!

السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ هِيَ سَبْعَةُ جِبَالٍ عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةً.

10 وَسَبْعَةُ مُلُوكٍ: خَمْسَةٌ سَقَطُوا وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ.

وَالآخَرُ لَمْ يَأْتِ بَعْد وَمَتَى أَتَى يَنْبَغِي أَنْ يَبْقَى قَلِيلًا.

11 وَالْوَحْشُ الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ فَهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ

وَيَمْضِي إلَى الْهَلاَكِ.

 

الْعَشَرَةُ الْقُرُونُ (رؤ 17: 12-18).

12 وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكًا بَعْدُ.

لَكِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ سُلْطَانَهُمْ كَمُلُوكٍ سَاعَةً وَاحِدَةً مَعَ الْوَحْشِ.

13 هَؤُلاَءِ لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ، وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ.

14 هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ

وَمَلِكُ الْمُلُوكِ وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».

 

الزَّانِيَةُ جَالِسَةٌ على الْوَحْشِ

15 ثُمَّ قَالَ لِيَ الْمِيَاهُ الَّتِي رَأَيْتَ حَيْثُ الزَّانِيَةُ جَالِسَةٌ.

هِيَ شُعُوبٌ وَجُمُوعٌ وَأُمَمٌ وَأَلْسِنَةٌ.

16 وَأَمَّا الْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى الْوَحْشِ:

فَهَؤُلاَءِ سَيُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ، وَسَيَجْعَلُونَهَا خرِبَةً وَعُرْيَانَةً،

وَيَأْكُلونَ لَحْمَها، وَيُحْرقُونَهَا بِالنَّارِ.

17 لأَنَّ اللهَ وَضَع فِي قُلوبِهمْ، أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ.

وَأَن يَصْنَعُوا رَأْيًا وَاحِدًا، وَيُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ حَتَّى تُكْمَلَ أَقْوَالُ اللهِ.

18 وَالْمَرْأَةُ الَّتِي رأيت: هِيَ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ.

الَّتِي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Reflections on the Apocalypse: The Book of Revelation - Vol. 4 (Revelation 17-22) (with back cover), book cover by Fr. Youhanna Fayez Zakhary. صورة في موقع الأنبا تكلا: غلاف كتاب تأملات في الأبوكالبسيس: سفر الرؤيا - جزء 4 (رؤ 17-22) (مع الغلاف الخلفي) - القمص يوحنا فايز زخاري.

St-Takla.org Image: Reflections on the Apocalypse: The Book of Revelation - Vol. 4 (Revelation 17-22) (with back cover), book cover by Fr. Youhanna Fayez Zakhary.

صورة في موقع الأنبا تكلا: غلاف كتاب تأملات في الأبوكالبسيس: سفر الرؤيا - جزء 4 (رؤ 17-22) (مع الغلاف الخلفي) - القمص يوحنا فايز زخاري.

مقدمة سقوط بابل ودينونة الزانِيَةِ

في (رؤيا 17): نلتقي ببابل الزانِيَةِ الْعَظِيمَة (رؤ 17: 1-6) وشرح الملاك لمعناها مُبيِّنًا علاقة الوحش بها، وبالخروف (رؤ 17: 7-18).

ومن خلالها نلتقي بهذه الشخصيات:

 

وهناك سبع رؤى:

[الأولى: بابل الزانية (رؤ 17: 1- 18).

الثانية: إعلان سقوط بابل (رؤ 18: 1- 3).

الثالثة: دعوة شعب الله إلى الهرب (رؤ 18: 4- 8).

الرؤية الرابعة: رثاء مُثلّث (رؤ 18: 9- 19).

الخامسة: فرح في السماء (رؤ 18: 20).

السادسة: تنفيذ الدينونة (رؤ 18: 21-24).

السابعة: نشيد انتصار في السماء (رؤ 19: 1- 5)](99).

 

ويتشابه الإصحاحان (رؤ 17-18) في الحديث عن سقوط بابل ودينونة الزانية:

(رؤيا 17)

(رؤيا 18)

الزانِيَة الْعَظيمَة.. الَّتِي زَنَى مَعَهَا مُلُوكُ الأَرْضِ وَسَكِرَ سُكَّانُ الأَرْضِ مِنْ خَمْرِ زِنَاهَا (رؤيا 17: 1-2).

وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مَمْلُوَّةٌ رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا:4

الْجَالِسَة عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ (رؤ 17: 1)

الزَّانِيَةَ.. يُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ (رؤ 17: 16)

هَلُمَّ فَأُرِيَكَ دَيْنُونَة الزانِيَة (رؤ 17: 1)

الْمَرْأَةُ الَّتِي رأيت هِيَ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ وَالْمَرْأَةُ كَانَتْ متسربلة بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِز وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ (رؤيا 17: 4).

الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ (رؤيا 17: 6).

بَابِلُ الْعَظِيمَةُ.. مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا شَرِبَ جَمِيعُ الأُمَمِ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ زَنَوْا مَعَهَا (رؤ 18: 2-3)

فِي الْكَأْسِ الَّتِي مَزَجَتْ فِيهَا امْزُجُوا لَهَا ضِعْفًا (رؤ 18: 6)

تَقُولُ فِي قَلْبِهَا أَنَا جَالِسَةٌ مَلِكَةً (رؤ 18: 7)

فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ..َتَحْتَرِقُ بِالنَّارِ (رؤ 18: 8)

الرَّبَّ الإلهَ الَّذِي يَدِينُهَا قَوِيٌّ (رؤ 18: 8)

وَيْلٌ! وَيْلٌ! الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ (رؤ 18: 16)

الْمُتَسَرْبِلَةُ بِبَزّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَالْمُتَحَلِّيَةُ بِذَهَبٍ وَحَجَرٍ كَرِيمٍ وَلُؤْلُؤٍ (رؤ 18: 16).

وَفِيهَا وُجِدَ دَمُ أَنْبِيَاءَ وَقِدِّيسِينَ، وَجَمِيعِ مَنْ قُتِلَ عَلَى الأَرْضِ (رؤ 18: 24)

 

وكما يتشابه الإصحاحان يوجد أيضًا بعض الفروق:

(رؤيا 17)

(رؤيا 18)

ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ.. وَتَكَلَّمَ مَعِي (رؤيا 17: 1)

هَلُمَّ فَأُرِيَكَ دَيْنُونَة الزانِيَة (رؤ 17: 1)

وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ (رؤيا 17: 12)

الْعَشَرَةُ الْقُرُونُ.. سَيُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ وَسَيَجْعَلُونَهَا خرِبَةً وَعُرْيَانَةً وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ.

ثُمَّ بَعْدَ هذَا رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ.. وَصَرَخَ.. قَائِلًا (رؤيا 18: 1)

سَقَطَتْ سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ:1

وَسَيَبْكِي وَيَنُوحُ عَلَيْهَا مُلُوكُ الأَرْضِ (رؤيا 18: 9)

وَسَيَبْكِي وَيَنُوحُ عَلَيْهَا مُلُوكُ الأَرْضِ، الَّذِينَ زَنَوْا وَتَنَعَّمُوا مَعَهَا، حِينَمَا يَنْظُرُونَ دُخَانَ حَرِيقِهَا (رؤ 18: 9)

 

الزانِيَة الْعَظيمَة بابل الشريرة (رؤيا 17: 1 -6)

يُحدّثنا هذا الفصل عن بابل، ويقصد بها روما، [القوة السياسية المعادية للكنيسة. وقد استعمل سِفْر دانيال (167- 163 ق. م.) نفس الأسلوب مع نبوخذ نصر (الثاني، 605- 562) ملك بابل. ولكنه كان يشير إلى أنطيوخوس إبيفانيوس (175- 162)، ملك أنطاكية، الذي جعل منه نموذج المستبدّ الكافر](100). وبابل ترمز لجماعة الأشرار فتكون مقابل الكنيسة جماعة الأبرار، التي يُرمز لها بأورشليم العروس امرأة الخروف.

ويُلقبها سِفْر الرؤيا بألقاب شديدة:

الزَّانِيَةِ الْعَظِيمَةِ (رؤيا 17: 1)، أُمُّ الزَّوَانِي وَرَجَاسَاتِ الأَرْضِ (رؤ 17: 5).

فهناك الزنى الروحي وهو عبادة الأوثان (إرميا 3: 6، 8-9)، لا سيما أن طقوس العبادات الوثنية كثيرًا ما يكون ضمنها الزنى. وهذه الزانية تركت عريسها الحقيقي المسيح له المجد وذهبت وراء الشيطان والتصقت به، فصارت الزانية العظيمة؛ لأنها تشمل جميع الأشرار الذين على الأرض، فهي أم الزواني.

 

«ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتُ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلًا لِي: "هَلُمَّ فَأُرِيَكَ دَيْنُونَةَ الزَّانِيَة الْعَظِيمَةِ".» (رؤيا 17: 1)

بعد أن سكب الْمَلاَئِكَةُ سَّبْعَ جامات غضب الله على الأشرار في الأرض، كما أمرهم الرب (رؤيا 15-16). بدأ الْمَلاَك يُرشد مار يوحنا: فيُريه الزانية العظيمة ودينونتها (رؤيا 17: 1 -6).

ويريه العروس امرأة الخروف (رؤيا 21: 1-27).

ويقول عبارة مماثلة:

«ثُمَّ جَاءَ إلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتُ الْمَمْلُوَّةُ مِنَ السَّبْعِ الضَّرَبَاتِ الأَخِيرَةِ، وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلًا (رؤيا 21: 9)

«هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ الْخَرُوفِ» (رؤيا 21: 9).

«هَلُمَّ فَأُرِيَكَ دَيْنُونَةَ الزَّانِيَة الْعَظِيمَةِ» (رؤيا 17: 1).

«الَّتِي زَنَى مَعَهَا مُلُوكُ الأَرْض، وَسَكِرَ سُكَّانُ الأَرْضِ مِنْ خَمْرِ زِنَاهَا» (رؤيا 17: 2)، «وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مملوءة رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا» (رؤ 17: 4)، «وَعَلَى جِبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ: "سِرٌّ. بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزَّوَانِي وَرَجَاسَاتِ الأَرْضِ"» (رؤ 17: 5). وَفِي النهاية: «سَيُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ، وَسَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً، وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ» (رؤ 17: 16).

والزنى هنا ليس ماديًا فقط بل روحي أيضًا، وهو عبادة الأصنام. وفي هذا قال الله: «فَقُلْتُ بَعْدَ مَا فَعَلَتْ كُلَّ هَذِهِ ارْجِعِي إلَيَّ. فَلَمْ تَرْجِعْ. فَرَأَتْ أُخْتُهَا الْخَائِنَةُ يَهُوذَا. فَرَأَيْتُ أَنَّهُ لأَجْلِ كُلِّ الأَسْبَابِ إذْ زَنَتِ الْعَاصِيَةُ إسْرَائِيلُ فَطَلَّقْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا كِتَابَ طَلاَقِهَا لَمْ تَخَفِ الْخَائِنَةُ يَهُوذَا أُخْتُهَا بَلْ مَضَتْ وَزَنَتْ هِيَ أَيْضًا. وَكَانَ مِنْ هَوَانِ زِنَاهَا أَنَّهَا نَجَّسَتِ الأَرْضَ وَزَنَتْ مَعَ الْحَجَرِ وَمَعَ الشَّجَرِ» (إرميا 3: 7-9).

وبالطبع شعب يهوذا لم يزنِ مع حجرٍ، بل مع الأصنام الحجرية. ولم يزنِ مع الشجر، بل بنى مذابح للآلهة تحت الأشجار، وهكذا: «زَنَيْتِ- يا أورشليم- وَرَاءَ الأُمَمِ؛ لأَنَّكِ تَنَجَّسْتِ بِأَصْنَامِهِمْ» (حزقيال 23: 30)

«وَتَكَلَّمَ مَعِي» (رؤيا 17: 1):

[هناك سبعة أصوات: الأول: (رؤ 17: 1- 8)، الثاني: (رؤ 18: 1- 3)، الثالث: (رؤ 18: 4- 24)، الرابع: (رؤ 19: 1- 4)، الخامس: (رؤ 19: 5)، السادس: (رؤ 19: 6- 8)، السابع: (رؤ 19: 9- 10)].(101)

 

St-Takla.org Image: Babylon: "And another angel followed, saying, “Babylon is fallen, is fallen, that great city, because she has made all nations drink of the wine of the wrath of her fornication.”.. Then one of the seven angels who had the seven bowls came and talked with me, saying to me, “Come, I will show you the judgment of the great harlot who sits on many waters, with whom the kings of the earth committed fornication, and the inhabitants of the earth were made drunk with the wine of her fornication.” So he carried me away in the Spirit into the wilderness. And I saw a woman sitting on a scarlet beast which was full of names of blasphemy, having seven heads and ten horns. The woman was arrayed in purple and scarlet, and adorned with gold and precious stones and pearls, having in her hand a golden cup full of abominations and the filthiness of her fornication. And on her forehead a name was written: MYSTERY, BABYLON THE GREAT, THE MOTHER OF HARLOTS AND OF THE ABOMINATIONS OF THE EARTH. I saw the woman, drunk with the blood of the saints and with the blood of the martyrs of Jesus. And when I saw her, I marveled with great amazement" (Revelation 14: 8; Revelation 17: 1-6) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: بابل: "سقطت! سقطت بابل المدينة العظيمة، لأنها سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها..! ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات وتكلم معي قائلا لي: «هلم فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة، التي زنى معها ملوك الأرض، وسكر سكان الأرض من خمر زناها». فمضى بي بالروح إلى برية، فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف، له سبعة رؤوس وعشرة قرون. والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ، ومعها كأس من ذهب في يدها مملوة رجاسات ونجاسات زناها، وعلى جبهتها اسم مكتوب: «سر. بابل العظيمة أم الزواني ورجاسات الأرض». ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع. فتعجبت لما رأيتها تعجبا عظيما!" (الرؤيا 14: 8؛ الرؤيا 17: 1-6) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: Babylon: "And another angel followed, saying, “Babylon is fallen, is fallen, that great city, because she has made all nations drink of the wine of the wrath of her fornication.”.. Then one of the seven angels who had the seven bowls came and talked with me, saying to me, “Come, I will show you the judgment of the great harlot who sits on many waters, with whom the kings of the earth committed fornication, and the inhabitants of the earth were made drunk with the wine of her fornication.” So he carried me away in the Spirit into the wilderness. And I saw a woman sitting on a scarlet beast which was full of names of blasphemy, having seven heads and ten horns. The woman was arrayed in purple and scarlet, and adorned with gold and precious stones and pearls, having in her hand a golden cup full of abominations and the filthiness of her fornication. And on her forehead a name was written: MYSTERY, BABYLON THE GREAT, THE MOTHER OF HARLOTS AND OF THE ABOMINATIONS OF THE EARTH. I saw the woman, drunk with the blood of the saints and with the blood of the martyrs of Jesus. And when I saw her, I marveled with great amazement" (Revelation 14: 8; Revelation 17: 1-6) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بابل: "سقطت! سقطت بابل المدينة العظيمة، لأنها سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها..! ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات وتكلم معي قائلا لي: «هلم فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة، التي زنى معها ملوك الأرض، وسكر سكان الأرض من خمر زناها». فمضى بي بالروح إلى برية، فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف، له سبعة رؤوس وعشرة قرون. والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ، ومعها كأس من ذهب في يدها مملوة رجاسات ونجاسات زناها، وعلى جبهتها اسم مكتوب: «سر. بابل العظيمة أم الزواني ورجاسات الأرض». ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع. فتعجبت لما رأيتها تعجبا عظيما!" (الرؤيا 14: 8؛ الرؤيا 17: 1-6) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

«الْجَالِسَةِ عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ» (رؤيا 17: 1)

«ثُمَّ قَالَ لِيَ: "الْمِيَاهُ الَّتِي رَأَيْتَ حَيْثُ الزَّانِيَةُ جَالِسَةٌ هِيَ شُعُوبٌ وَجُمُوعٌ وَأُمَمٌ"» (رؤيا 17: 15)، وهي عروس الشيطان جَالِسَة مُسَيطرة ومستريحة على شُعُوبِ العالم في الإمبراطورية الرومانية أو بابل الشريرة. وَصَفَها إرميا النبي: بابل، «أَيَّتُهَا السَّاكِنَةُ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ» (إرميا 51: 13).

«جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ» (رؤيا 17: 3)

هذا الوَحْشٍ القِرْمِزِيٍّ هو الشيطان، وبابل هي المرأة التي يحملها الوَحْشٍ القِرْمِزِيٍّ، ودُعِي الشيطانُ وحشًا لشراسته وافتراسه للناس، والقِرْمِزِيّ هو الأحمر المائل إلى الزرقة من كثره افتراسه وسفكِهِ للدماء، فالشيطان قيل عنه: «ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ» (يوحنا 8: 44).

 

«جَالِسَة عَلَى سَبْعَة جِبَالٍ» (رؤيا 17: 9):

روما مبنية على سبعة جبال، والجبل يمثل المملكة. قال عنه دانيال النبي: «أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ، فَصَارَ جَبَلًا كَبِيرًا وَمَلَأَ الأَرْضَ كُلَّهَا» (دانيال 2: 35).

ومملكة بابل تُدعى «الجَبل المهلك» (إرميا 51: 25) فعبارة «جَالِسَة عَلَى سَبْعَة جِبَالٍ» تَعني تسيطر على سبعة ممالك وسبع ملوك. (رؤ 17: 10). فروما سيطرت على ممالك العالم واضطهدت المسيحية ظانة أنها تمحوها من الأرض.

«رَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ» (رؤ 17: 6) «وَفِيهَا وُجِدَ دَمُ أَنْبِيَاءَ وَقِدِّيسِينَ، وَجَمِيعُ مَنْ قُتِلَ عَلَى الأَرْضِ.» (رؤ 18: 24) [وحينما قال القديس مار بطرس الرسول: «تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّتِي فِي بَابِلَ الْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ» (1 بطرس 5: 13)، كان يقصد روما](102). والقديس أوغسطينوس يقول: [إن رومية هي بابل الثانية](103)، فَرُوما [كانت مقر الوثنية قبل قسطنطين الملك، وستفقد إيمانها وتتبع ضد المسيح في الفترة الأخيرة من العالم ولذلك دعيت بابل الثانية](104).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

«الَّتِي زَنَى مَعَهَا مُلُوكُ الأَرْضِ» (رؤيا 17: 2)

الزنى الروحي هو الالتصاق بغير الله، فيكون مُلُوكُ الأَرْض الخاضعون للإمبراطورية الرومانية الوثنية بهذا زُناةٌ. وقد أعلن أحد الملائكة: «سَقَطَتْ سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا!» (رؤيا 14: 8) ثم حدث هذا فعلًا عند سكْب الجام السابع والأخير: «وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ، وَمُدُنُ الأُمَمِ سَقَطَتْ، وَبَابِلُ الْعَظِيمَةُ ذُكِرَتْ أَمَامَ اللهِ لِيُعْطِيَهَا كَأْسَ خَمْرِ سَخَطِ غَضَبِهِ» (رؤيا 16: 19).

ومُلُوكُ الأَرْضِ: ربما هم ملوك فعلًا، ولكن الأكثر احتمالًا هم كبار الأشرار، مقابل تلقيب أولاد الله بملوك، وكهنة، بالمعنى المجازي؛ لأن الخطية لا تسيطر عليهم.

«وَسَكِرَ سُكَّانُ الأَرْضِ مِنْ خَمْرِ زِنَاهَا» (رؤيا 17: 2).

«مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا قَدْ شَرِبَ جَمِيعُ الأُمَمِ» (رؤيا 18: 3)

فكل الشعوب مضوا وراء شرورها بلا عقل ولا فهم وكأنهم سكرى.

«فَمَضَى بِي بِالرُّوحِ إلَى بَرِّيَّةٍ» (رؤيا 17: 3)(105).

هذا هو الاختطاف العقلي. أما البرية فهي تشير إلى بابل وقد صارت خرابًا فزِينةُ العالم زائلةٌ وغناه وأفراحه ظاهرية، وإن كان الشر كامرأة «متسربلة بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَمُتَحَلِّيَة بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ» متنعمة ظاهريًا، لكنها في حقيقتها بريةٌ قاحلةٌ موحشة لا تُشبع النفس ولا تُرويها.

«فَرَأَيْتُ امْرَأَةً جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ» (رؤيا 17: 3)

المْرَأَة الجَالِسَة عَلَى الوَحْش هي الزانية العظيمة، جماعة الأشرار مستريحة به، يحملها ويحركها إلى حيث يشاء. والوَحْشُ هو الشيطان الخبيث يعطينا وهمًا بالارتياح فنسترخي، ونظن أنه في خدمتنا ولكنه بهذا يحملنا إلى حيث يشاء هو، فيدخل بنا إلى طُرُق الشر والظلمة.

والشيطان وَحْشٌ قِرْمِزِيٌّ (لون الدم الفاسد)، لأنه كَانَ «قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ» (يو 8: 44).

«مَمْلُوءٍ أَسْمَاءَ تَجْدِيفٍ» (رؤيا 17: 3): هذا الوَحْش القِرْمِزِيّ مَمْلُوءٌ أَسْمَاءَ تَجْدِيفٍ، يدفع الناس للتجديف على الله. إذا كان ضدُ المسيح الوحشَ الطالع من البحر «عَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ» (رؤيا 13: 1)، لكن الشيطان مملوء أسماء تجديف، ليس اسمًا واحد؛ فهو منبع التجديف. منه يتعلم البشر التجديف على الله: بإنكار لاهوته، والتشكيك في محبته أو جدية كلمته. والتجديف على كلام الله بتغيير معانيه، فينقسم الناس حول فهمه، فيتشتت الإيمان وتنقسم العقيدة إلى عقائد، والكنيسة إلى كنائس. والتجديف على حكمته، فيصور للناس أن وصية الله في الطهارة والقداسة ليس في مقدور الناس تنفيذها في هذا العالم الفاسد الشرير. والتجديف على سُكان السماء من الملائكة والقديسين بإنكار مكانتهم وشفاعتهم. والتجديف على الكنيسة، بإنكار وحدانيتها، وسلطانها.

 

«لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ» (رؤيا 17: 3): كما وصف التنين العظيم في (رؤيا 12: 3). فإن كانت الرأس ترمز للعقل، فالسبعة رؤوس هي كمال الذكاء. والذكاء الشرير هو الخبث والمكر، فالشيطان له سبعة رؤوس وعشرة قرون أي كامل في مكره، كامل في قوته؛ فالسبعة والعشرة رمز الكمال. وهناك من يفسر الرؤوس والقرون بِقَادةِ الشر ويحدد أباطرة بِعَينهِم، وهذا التفسير لا نشجعه كثيرًا؛ ففي كل عصر يظهر قادةٌ للشر غير العصر الآخَر. ويمكن أن نُفسِّر أنهم قادة الاضطهاد الذين حاربوا الكنيسة والإيمان، أو الهراطقة فهُم أيضًا حاربوا الكنيسة وحاولوا أن يُحطِّموا الإيمان. ويمكن التفسير بأنهم قادة الفساد الأخلاقي مثل: راسبوتين، ومانسون زعيم الهيبز، وغيرهم.

«وَالْمَرْأَةُ كَانَتْ مُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ» (رؤيا 17: 4).

لِبَاسُها مثل لِباسُ الوحش، فهي تقتدي به.

وضمن محاولةِ تَشَبُّهِ ضد المسيح، بالمسيح له المجد، ليُضلل الناس، إذ تنطبق عليه ظاهريًا نبوات العهد القديم عن السيد المسيح، وتأتى أيضًا محاولة أن يكون لضد المسيح عروس هي جماعة الأشرار، امَرْأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِأُرْجُوانٍ (ثَوَب بنفسجي) وَقِرْمِزٍ (ثَوْب أحمر)، كما أن للمسيح عروس هي الكنيسة، المرأة المتسربلة بالشمس.

 

St-Takla.org Image: "Then one of the seven angels who had the seven bowls came and talked with me, saying to me, “Come, I will show you the judgment of the great harlot who sits on many waters, with whom the kings of the earth committed fornication, and the inhabitants of the earth were made drunk with the wine of her fornication.” So he carried me away in the Spirit into the wilderness. And I saw a woman sitting on a scarlet beast which was full of names of blasphemy, having seven heads and ten horns. The woman was arrayed in purple and scarlet, and adorned with gold and precious stones and pearls, having in her hand a golden cup full of abominations and the filthiness of her fornication. And on her forehead a name was written: Mystery: Babylon the Great, the Mother of Harlots and of the Abominations of the earth" (Revelation 17: 1-5) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات وتكلم معي قائلا لي: «هلم فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة، التي زنى معها ملوك الأرض، وسكر سكان الأرض من خمر زناها». فمضى بي بالروح إلى برية، فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف، له سبعة رؤوس وعشرة قرون. والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ، ومعها كأس من ذهب في يدها مملوة رجاسات ونجاسات زناها، وعلى جبهتها اسم مكتوب: «سر. بابل العظيمة أم الزواني ورجاسات الأرض»" (الرؤيا 17: 1-5) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: "Then one of the seven angels who had the seven bowls came and talked with me, saying to me, “Come, I will show you the judgment of the great harlot who sits on many waters, with whom the kings of the earth committed fornication, and the inhabitants of the earth were made drunk with the wine of her fornication.” So he carried me away in the Spirit into the wilderness. And I saw a woman sitting on a scarlet beast which was full of names of blasphemy, having seven heads and ten horns. The woman was arrayed in purple and scarlet, and adorned with gold and precious stones and pearls, having in her hand a golden cup full of abominations and the filthiness of her fornication. And on her forehead a name was written: Mystery: Babylon the Great, the Mother of Harlots and of the Abominations of the earth" (Revelation 17: 1-5) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات وتكلم معي قائلا لي: «هلم فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة، التي زنى معها ملوك الأرض، وسكر سكان الأرض من خمر زناها». فمضى بي بالروح إلى برية، فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف، له سبعة رؤوس وعشرة قرون. والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز، ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ، ومعها كأس من ذهب في يدها مملوة رجاسات ونجاسات زناها، وعلى جبهتها اسم مكتوب: «سر. بابل العظيمة أم الزواني ورجاسات الأرض»" (الرؤيا 17: 1-5) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

«وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ» (رؤيا 17: 4)

هذا هو إغراء العالم وغناه الفاسد ومحاولة تَجَمُّلِه ليكون جذابًا لأبنائه. فهذه المرأة وُصِفت «بالزانية العظيمة»، وهي تختال متباهية بجمالها الفاسد وتَجَمُّلِها الواهي، فتتحلى بِالذَهَبٍ وَالحِجَارَة الكَرِيمَة وَاللُؤْلُؤ، وَفِي هذا تحاول أن تتشبه بعروس المسيح المتسربلة بالشمس التي تتحلى بالحِجَارَة الكَرِيمَة التي هي الفضائل. أما عروس الشيطان فتتحلى بهذه الأشياء بمعناها الحرفي المادي.

«وَيَبْكِي تُجَّارُ الأَرْضِ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهَا، لأَنَّ بَضَائِعَهُمْ لاَ يَشْتَرِيهَا أَحَدٌ فِي مَا بَعْدُ، بَضَائِعَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْحَجَرِ الْكَرِيمِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْبَزِّ وَالأُرْجُوانِ وَالْحَرِيرِ وَالْقِرْمِزِ وَكُلَّ عُودٍ ثِينِيٍّ وَكُلَّ إنَاءٍ مِنَ الْعَاجِ وَكُلَّ إنَاءٍ مِنْ أَثْمَنِ الْخَشَبِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالْمَرْمَرِ» (رؤيا 18: 11-12).

«وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مملوءة رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا». (رؤيا 17: 4)

الكَأْس الذَهَبية رمز انتصارها الشرير، إذ امتلأت كأسها من نجاساتها الأخلاقية. ووَصَفَ إرميا النبي الشر: بأنه «كأس بابل الذهبي» فهي «تُسْكِرُ كُلَّ الأَرْضِ. مِنْ خَمْرِهَا شَرِبَتِ الشُّعُوبُ» (إرميا 51: 7) وسمح الرب للأشرار أن يسكروا من خمرها ونجاسات زناها حتى وصلت الزانية العظيمة إلى قمة فسادها، وامتلأت كأسها من نجاساتها الأخلاقية. وزنى معها ملوك الأرض. ورجاستاها هي التصاقها بعبادة الاوثان والفساد العقيدي.

 

«وَعَلَى جِبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ. سِرٌّ. بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزواني وَرَجَاسَاتِ الأَرْضِ» (رؤيا 17: 5).

هذه الزانية العظيمة عَلَى جِبْهَتِهَا مَكْتُوب: «بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزواني وَرَجَاسَاتِ الأمم». أما كلمه. سِرٌّ. المكتوبة بين نقطتين فهي اعتراضية وتَعني أن هذه الزانية هي بَابِلُ الْعَظِيمَةُ بالمعنى الرمزي السري فاسمها لا يعنى مدينة بابل بالعراق، بل يعني جماعة الأشرار.

وكلمة. سِرٌّ. تكررت في سِفْر الرؤيا بهذا المعنى:

وهذا يعني أنه عندما يبوق البوق الأخير يَتِمُّ سِرُّ اللهِ، أي أن الناس تتغير في لحظة في طرفة عين، "يحدث موت وقيامة في لحظة".

 

«وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ.» (رؤ 17: 6)

هذا ما فعلته وتفعله جماعة الأشرار، الزانية العظيمة، مع القديسين. فجماعة الأشرار، عروس الشيطان اضطهدت أبناء الله، واستشهد على يد دومتيان ودقلديانوس وغيرهم ولا يزال يستشهد آلاف وربوات القديسين، حتى رأى مار يوحنا الْمَرْأَةَ عروس الشيطان سَكْرَى مما شربت من دَمِ الْقِدِّيسِينَ، ومن دم أبناء الله شُهَدَاءِ يَسُوعَ.

 

وهكذا وُصِفَتِ الزَّانِيَةُ الْعَظِيمَةُ بسَبعِ صفات في هذا الإصحاح:

1. «الْجَالِسَة عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ» (رؤ 17: 1) أي المُسيطرة على شُعُوبٍ وَجُمُوعٍ وَأُمَمٍ وَأَلْسِنَةٍ» (رؤ 17: 15).

2. «الَّتِي زَنَى مَعَهَا مُلُوكُ الأَرْضِ، وَسَكِرَ سُكَّانُ الأَرْضِ مِنْ خَمْرِ زِنَاهَا» (رؤيا 17: 2). فهِيَ «الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ» (رؤ 17: 18)، وسَيُبْغِضُها الْعَشَرَةُ الْقُرُونُ أو الملوك وَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانة وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ (رؤ 17: 16).

3. «جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ» (رؤ 17: 3).

4. «مُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ (رؤ 17: 4) وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مَمْلُوَّةٌ رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا» (رؤ 17: 4).

5. عَلَى جِبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ. سِرٌّ. بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزواني (رؤ 17: 5)

6. سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ (رؤ 17: 6؛ 16: 6؛ 18: 4)

7. «جَالِسَةً على سَبْعَةُ جِبَال» (رؤيا 17: 9).

 

«فَتَعَجَّبْتُ لَمَّا رَأَيْتُهَا تَعَجُّبًا عَظِيمًا!» (رؤيا 17: 6)

تعجب مار يوحنا: من هذه الزانية التي لا تخجل فتُخبئ زناها من ملوك الأرض وسكان الأرض. كما تعجب من قتلاها الكثيرين حتى سكرت من دم القديسين ودم شهداء يسوع، فهذه تُذَكِّرنا بالوحش الذي «أُعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم» (رؤيا 13: 7).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

شرح الملاك لرؤيا الزانية العظيمة (رؤيا 17: 7-18)

«فقَالَ لِي الْمَلاَكُ: "لِمَاذَا تَعَجَّبْتَ"؟

أَنَا (الملاك) أَقُولُ لَكَ سِرَّ الْمَرْأَةِ وَالْوَحْشِ الْحَامِلِ لَهَا(رؤيا 17: 7).

عجبًا فالقديس يوحنا الحبيب تعجب من مدلولات الرؤيا، وإذا كان هو قد احتاج إلى شرْح الملاك المرسَل من الله، فكم نحن نحتاج؟!

هذه أيضًا هي عظمة الملائكة ومحبتهم ومعونتهم لنا وشفاعتهم. لقد رأى مار يوحنا الرب نفسه وتكلم معه، ومع ذلك احتاج إلى وساطة الملاك ليقوده إلى الفهم الصحيح، أليس كبرياءً أن نظن أننا أعظم من رسول المسيح في أعظم درجاته الروحية، وقد احتاج إلى توسط الملاك؟

أَقُولُ لَكَ: ماذا تعني هذه المرأة الزانية إنها تمثل الأشرار. فبابل (دانيال 3: 29) هي الإمبراطورية الرومانية التي قال عنها دانيال أصابع القدمين العشرة (دانيال 2: 41-43)، وهم العشرة ملوك الذين لم يأخذوا مُلكًا بعد (رؤيا 17: 12)، وهي في نهاية العالم؛ لأنهم أصابع القدمين أي في النهاية، وبابل قيل عنها ساكنةٌ «على مياهٍ كثيرة» (إرميا 51: 13)، (رؤ 17: 1) والمياه الكثيرة هي: «شعوب وجموع وأمم وألسنة» (رؤ 17: 15).

«الَّذِي لَهُ السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ» (رؤ 17: 7).

«هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ» (رؤ 12: 3)

«وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ... لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ» (رؤ 17: 3)

«الْوَحْشِ الْحَامِلِ لَهَا.. لَهُ السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ» (رؤ 17: 7) هذا الوَحْشٍ القِرْمِزِيٍّ، هو والتنين الأحمر لهما نفس الصفات.

 

السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ

تَقَدَّمَ الملاك إلى القديس يوحنا ليُفَسر له سِتةَ رموز:

  1. المْرَأَة الجَالِسَة عَلَى الوَحْش

  2. الوَحْش القِرْمِزِيّ

  3. سَبْعَة رُؤُوس الوَحْش

  4. عَشَرَة قُرُونٍه

  5. أحد رُؤُوس الوَحْش

  6. المياه التي تجلس عليها المرأة

فالمْرَأَة الجَالِسَة عَلَى الوَحْش هي الزَّانِيَة الْعَظِيمَة الْجَالِسَة عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ، وهي الْمَرْأَةُ المُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وهي روما التي يدعوها بَابِل الْعَظِيمَة أُمّ الزَّوَانِي، جماعة الأشرار.

والوَحْشٍ القِرْمِزِيٍّ المَمْلُوء أَسْمَاءَ تَجْدِيفٍ: هو الشيطان.

و«السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ» هي السَّبْعَةُ التلال التي بُنيت عليها مدينة روما، وهي سبعة ملوك من الأباطرة الرومان(106). (رؤيا 13: 3).

و«العَشَرَةُ قُرُونٍ» هي عشرة ملوك أيضًا. ولكن بدون مُلْك. إنهم يستعدّون أن يتسلموا المُلك ويمارسوه لوقت قصير جدًا (ساعة من الوقت) برفقة الوحش الذي هو الامبراطورية الرومانية.

«الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ، كَانَ وَلَيْسَ الآنَ» (رؤيا 17: 8).

«الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ (رؤيا 13: 1) أو الوَحْش القِرْمِزِيّ.

«كَانَ وَلَيْسَ الآنَ» هذا هو الشيطان، كان رئيس سلطان الهواء رئيس هذا العالم، وكان يقبض على نفوس جميع البشر ويمضي بهم إلى الجحيم عندما يموتون. أما الآن بعد صلْب المسيح وقيامته، لم يعد رئيسًا بل سقطت مملكته، وبدأ المسيح مُلكَه الألفي وطَرح إبليس في الهاوية» (رؤ 20: 3) كما قال الرب: «اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجًا» (يوحنا 12: 31) أي في الظلمة الخارجية، فالمسيح بصليبه قيَّدَه وانتزع مُلكَه.

«وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إلَى الْهَلاَكِ» (رؤيا 17: 8)

«الوحش الصاعد من الهاوية» (يوحنا 11: 7)

إبليس الآن مُقيَّدٌ في الهاوية (رؤيا 20: 3)، ولكن عند نهاية العالم، يصعد من الهاوية قُبيل اليوم الأخير.

نعرف تاريخ إبليس أنه كان ملاكًا وسقط إلى الأرض، وهَزم الإنسان في زمن آدم ونوح و... فصار رئيس هذا العالم. ثم جاء الرب وصُلب، فَقَيَّدَهُ وطرَحَه في الهاوية فسقطت مملكته، ويستمر هكذا إلى قُبيل القيامة، حيث يُحل من سجنه فترة قصيرة (رؤ 20: 3) يُضِلُّ فيها ولو أمكن المختارين، ثم المجيء الثاني، وتأتي الدينونة فيمضي إلى الهلاك الأبدي ويُطرح في جهنم، كما يشرح القديس إمبروسيوس.

 

«وَيَمْضِيَ إلَى الْهَلاَكِ» (رؤيا 17: 8)

ثم يسجل سِفْر الرؤيا: «فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ،... وَطُرِحَ الاِثْنَانِ حَيَّيْنِ إلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ» (رؤيا 19: 20).

«وَإبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلًا إلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10).

وهكذا يكون إبليس والوحش والنبي الكذاب قد وصلوا إلى مَقَرهم الأخير في جهنم النار الأبدية.

«الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ، كَانَ وَلَيْسَ الْآنَ، وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إلَى الْهَلَاكِ» (رؤيا 17: 8)

«حِينَمَا يَرَوْنَ الْوَحْشَ أَنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الْآنَ، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ» (رؤيا 17: 8)

«الْوَحْشُ الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الْآنَ فَهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ، وَيَمْضِي إلَى الْهَلَاكِ» (رؤيا 17: 11)

هذا الْوَحْشُ كان موجودًا وَلَيْسَ الْآنَ- في زمن مار يوحنا- ويَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ: فهو مبعوث منها ومن كثرة شرِّه يَمْضِيَ إلَى الْهَلَاكِ فهذه نهايته. يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ لأن «مَجِيئهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ» (2 تس 2: 9). والشيطان يعطيه قُدْرَتَهُ «وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا.» (رؤيا 13: 2).

«وَسَيَتَعَجَّبُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ

الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، حِينَمَا يَرَوْنَ الْوَحْشَ أَنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ» (رؤ 17: 8)

تَعَجَّب الأشرارُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ لأنهم ظنوا أن إبليس قوة لا تُقهَر ولكنهم رأوا أَنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، أي كانت قوته عظيمةً وتلاشت الآن بعد أن قُيِّدَ بِصلب المسيح، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ؛ فإبليس موجود الآن ولكن ليس بنفس القوة. أما القديسون فلا يتعجبون لأنهم يعرفون إبليس (الوحش) وقوته الضعيفة أمام إلههم ويَنظرون باحتقار للملذات الأرضية وغِنى العالم المادي لأن قلوبهم ذاقت حلاوة المسيح التي لا تنتهي.

 

«الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ».

هذا هو علم الله السابق فإذا كان الرب قد كتب أسماء القديسين فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فهذا ليس لأن الله قد اختار البعض للملكوت والبعض لجهنم جُزافًا. ولكن بناءً على معرفته السابقة بأن هؤلاء سيفعلون الخير بإرادتهم وبحريتهم ويَثبُتون فيه إلى النهاية؛ لذلك كتب أسماءهم فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مسبقًا.

ولأن الرب يعرف أن أولئك سيختارون الشر بإرادتهم، ويسلكون فيه بحريتهم، ويرفضون عمل النعمة وتبكيت الضمير، ويستمرون في هذا بلا توبة؛ لذلك لم يكتب أسماءهم في سِفْر الحياة.

أما سِفْر الحياة فقد ورد سبع مرات في سِفْر الرؤيا في (رؤ 3: 5؛ 13: 8؛ 17: 8؛ 20: 12، 15؛ 21: 27؛ 22: 19) ويشمل أسماء الغالبين الذين سيسعدون مع المسيح في الحياة الأبدية.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ (رؤيا 17: 9-10)

«هُنَا الذِّهْنُ الَّذِي لَهُ حِكْمَةٌ!» (رؤيا 17: 9)

يحتاج العقل البشري إلى إعلان إلهي، فيُجاهد الإنسان ويستخدم الذِّهْنَ والحِكْمَة، وهذا لا يمنع احتياجه للنعمة التي تعلن التفسير.

فنحن نتساءل إذا كان الوحي سيعلن المعنى، فلماذا قال هُنَا الذِّهْنُ الَّذِي لَهُ حِكْمَةٌ" ما الحاجة إلى الحكمة؟!

نعم فالنعمة لا تُعطى إلا للمجاهدين. إذن فلنجاهد في طلب الحكمة «إنَّمَا إنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يع 1: 5)

«السَّبْعَةُ الرُّؤُوسُ هِيَ سَبْعَةُ جِبَالٍ عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةً. وَسَبْعَةُ مُلُوكٍ» (رؤيا 17: 9-10)

يشرح الرائي الآية: فَرَأَيْتُ امْرَأَةً جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ مَمْلُوءٍ أَسْمَاءَ تَجْدِيفٍ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ» (رؤيا 17: 3).

ترمز السَبْعَةُ رُؤُوسٍ لروما المبنية على سبعة جبال(107) في زمن القديس يوحنا وقد قيل عن المرأة أنها جالسة على "شُعُوب وَجُمُوع وَأُمَم وَأَلْسِنَة" (رؤيا 17: 1، 15).

وهذا يعنى أن الْمَرْأَة مسيطرة على العالم كله شعوبًا وملوكً. والمرأة ترمز إلى أشرار العالم؛ ولذلك حملها الوحش القرمزي الذي هو الشيطان ليُحركها كيفما يشاء. هذه هي الخدعة الشيطانية: الأشرار يجلسون على الشيطان وكأنهم مسيطرون عليه، فهذا هو الوَهْم الذي يعطيه الشيطان لتابعيه، أنه يخدمهم ويعطيهم ما يشتهون وَفِي الواقع أنه بينما يحملهم على ظهره يحركهم كيفما شاء هو.

 

«وَسَبْعَةُ مُلُوكٍ: خَمْسَةٌ سَقَطُوا، وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ، وَالآخَرُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ. وَمَتَى أَتَى يَنْبَغِي أَنْ يَبْقَى قَلِيلًا» (رؤيا 17: 10).

سَبْعَةُ مُلُوكٍ وممالك، خَمْسَةٌ سَقَطُوا، وهم: مصر وأشور وبابل وفارس واليونان وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ، وهو السادس، وهو الإمبراطورية الرومانية التي كانت لا تزال موجودة في زمن الرؤيا، وَالآخَرُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ وهذا هو ضد المسيح الَّذِي لم يأتِ بعد إلى الآن، ومَتَى أَتَى (السابع) يَنْبَغِي أَنْ يَبْقَى قَلِيلًا أي ثلاث سنوات ونصف؛ لأنه لو لم تَقصُر تلك الأيام لم يخلص جسد.

«فَالْوَحْشُ الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ (رؤيا 11: 7)

الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إلَى الْهَلاَكِ

وَالْوَحْشُ الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ فَهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ، وَيَمْضِي إلَى الْهَلاَكِ  (رؤيا 17: 8، 11)

«الْوَحْشُ الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ: هو إبليس كان له قوته، التي بها يُهلك البشرية. وَلَيْسَ الآنَ فقد ضاعت قوته بعد صلب المسيح وتقييده، وهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ: لأن الثَامِن هو الأول في الأسبوع الجديد.

والشيطان في صورته الجديدة (الثَامِن) هو العامل في ضد المسيح، وضد المسيح كما رأينا هُوَ مِنَ السَّبْعَةِ أو السابع، والَّذِي سيبقى قليلًا ثلاث سنوات ونصف، ثم َيَمْضِي إلَى الْهَلاَكِ الأبدي في جهنم.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الْعَشَرَةُ الْقُرُونُ (رؤيا 17: 12-14)

«وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكًا بَعْدُ لَكِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ سُلْطَانَهُمْ كَمُلُوكٍ سَاعَةً وَاحِدَةً مَعَ الْوَحْشِ» (رؤ 17: 12).

[الحديث عن الْعَشَرَة الْقُرُون يحوي فقرتين (رؤ 17: 12-14، 16-17) تفصل بينهما المياه (رؤ 17: 15). وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ هُم عَشَرَةُ مُلُوكٍ غير السبعة الأولين الذين هم أباطرة روما لأن الْعَشَرَة مُلُوكٍ لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكًا بَعْدُ وسيَأْخُذُونَ مُلكهم سَاعَةً وَاحِدَةً، وقت قصير جدًا مَعَ الْوَحْشِ](108)

رأى الملك نبوخذ نصّر تمثالًا:

رَأْسُه مِنْ ذَهَبٍ جَيِّدٍ. يرمز إلى نبوخذ نصّر، وَبَعْدَه تَقُومُ مَمْلَكَةٌ أُخْرَى أَصْغَرُ مِنْه، هي صَدْرُهُ وَذِرَاعَاهُ مِنْ فِضَّةٍ، ترمز إلى مملكة مادي وفارس. ثم بَطْنُهُ وَفَخْذَاهُ مِنْ نُحَاسٍ، هي َمَمْلَكَةٌ ثَالِثَةٌ تَتَسَلَّطُ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ ترمز إلى مملكة اليونان. وسَاقَاهُ مِنْ حَدِيدٍ هي مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلْبَةٌ كَالْحَدِيدِ، الْذي يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. َفتسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هؤُلاَءِ. ثُم تأتي المملكة الرومانية بقسميها الشرقي والغربي. وأخيرًا قَدَمَاهُ وأصابعه بَعْضُهُمَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ، وهؤلاء هم الملوك العشرة (دانيال 2: 37 - 45)

فالأصابع العشرة أو القرون العشرة في رؤيا دانيال، هي القرون العشرة أو الملوك العشرة في سِفْر الرؤيا. وعندما نعود إلى حلم نبوخذ نصر وتفسير دانيال النبي له، نجد أن أصابع قدمي التمثال العشرة بَعْضُهَا مِنْ حَدِيدٍ وَالْبَعْضُ مِنْ خَزَفٍ، فَبَعْضُ الْمَمْلَكَةِ يَكُونُ قَوِيًّا وَالْبَعْضُ قَصِمًا أو ضعيفًا. وَالْحَدِيدَ مُخْتَلِطٌ بِخَزَفِ الطِّينِ، لأَنَّهُمْ يَخْتَلِطُونَ بِنَسْلِ النَّاسِ، وَلاَ يَتَلاَصَقُون معهُم، كَمَا أَنَّ الْحَدِيدَ لاَ يَخْتَلِطُ بِالْخَزَفِ (دا 2: 41-43) وهذا يشابه:

كما قال دانيال: «بَعْدَ هَذَا كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإذَا بِحَيَوَانٍ رَابِعٍ هَائِلٍ وَقَوِيٍّ وَشَدِيدٍ... وَلَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ... وَإذَا بِقَرْنٍ آخَرَ صَغِيرٍ طَلَعَ بَيْنَهَا وَقُلِعَتْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْقُرُونِ الأُولَى مِنْ قُدَّامِهِ وَإذَا بِعُيُونٍ كَعُيُونِ الإنْسَانِ فِي هَذَا الْقَرْنِ وَفَمٍ مُتَكَلِّمٍ بِعَظَائِمَ» (دانيال 7: 7-8).

وهنا نأتي إلى شرح القديس يوحنا الحبيب فيقول: «وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكًا بَعْدُ» (رؤيا 17: 12).

«رَأَيْت أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ» (دانيال 2: 45) «أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلًا كَبِيرًا وَمَلَأَ الأَرْضَ كُلَّهَا» (دانيال 2: 35) فهو المسيح له المجد. ويكمل دانيال «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ، فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ، سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ» (دانيال 7: 13-14).

 

العَشَرَةُ مُلُوكٍ في خدمة ضد المسيح

هؤلاء العَشَرَةُ مُلُوكٍ سيأتون في نهاية الزمان فهم لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكًا بَعْدُ، بل كانوا معاصرين للوحش وَفِي زمانه.

«يَأْخُذُونَ سُلْطَانَهُمْ كَمُلُوكٍ سَاعَةً وَاحِدَةً مَعَ الْوَحْشِ» (رؤ 17: 12). ثم يتنازلون عن سُلْطَانهِمْ للوحش فيُدير هو كل شيء في كل الممالك.

«يُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ.» (رؤ 17: 17)

«هؤُلاَءِ لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ.» (رؤ 17: 13)

«وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ.» (رؤيا 17: 13)

«هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ.» (رؤيا 17: 14)

«وَأَمَّا الْعَشَرَةُ الْقُرُونِ... فَهؤُلاَءِ سَيُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ، وَسَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً

وَعُرْيَانَةً، وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ.» (رؤيا 17: 16).

«اللهُ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ، وَأَنْ يَصْنَعُوا رَأْيًا وَاحِدًا» (رؤ 17: 17) فسيَتحدون في الرأي مع الوحش خاضعين له ويكونوا تحت خدمته بقُدْرَتهمْ وَسُلْطَانهمْ» (رؤيا 17: 13).

 

ضد المسيح

 

«هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ (رؤيا 17: 14)

لا يُوجد من يقدر أن يُحَارِب الله لكن من يُحَارِب كنيسته أو أبناءه، كأنه يُحَارِب الله. «كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ» (إشعيا 17: 54)، وهذا ما رأيناه في ظهور الرب لشاول الطرسوسي في طريقه إلى دمشق ليضطهد المسيحيين فقال «شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي...؟ أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْت تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ» (أع مَالُ9: 4-6).

 

«وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ» (رؤيا 17: 14).

«وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ»: هو انتصار على الموت بالقيامة. ليس انتصارًا ماديًا وقتيًا بل انتصارٌ دائمٌ: «وَخَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يَغْلِبَ.» (رؤيا 6: 2).

«رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ»: هذا اللقبُ نادرًا ما استخدمه العهد القديم: «الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب» (تث 10: 17؛ مز 136: 2- 3؛ 2 مك 13: 4)، وذُكر أيضًا في سِفْر الرُؤْيَا: «وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ» (رؤيا 19: 16).

«وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ» (رؤيا 17: 14)

«وَالَّذِينَ مَعَهُ»: يقابلهم الملوك الذين هم مع الوحش (رؤيا 17: 10)

الإنسان يُدْعى، وإذا تجاوب مع دعوة الله له يُخْتَار، وَالمُخْتَارُونَ هُم الأُمناء أو المُؤْمِنُونَ وهذا اللقب الأخير يطبّق على المسيحيين في الرسالة إلى سميرنا: «كُنْ أَمِينًا إلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إكْلِيلَ الْحَيَاةِ.» (رؤيا 2: 10)، والرسالة إلى برغامس: «أَنْتِيبَاسُ شَهِيدِي الأَمِينُ» (رؤيا 2: 13).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الزَّانِيَةُ الجَالِسَةٌ (رؤيا 17: 15-18)

«ثُمَّ قَالَ لِيَ: "الْمِيَاهُ الَّتِي رَأَيْتَ حَيْثُ الزَّانِيَةُ جَالِسَةٌ هِيَ شُعُوبٌ وَجُمُوعٌ وَأُمَمٌ وَأَلْسِنَةٌ".» (رؤيا 17: 15)

ثُمَّ قَالَ لِيَ: هذا هو الملاك الذي يشرح لمار يوحنا ما يراه فيقول له:

الزانية العظيمة، بابل، أم الزواني، جماعة الأشرار.

«الْمِيَاهُ الَّتِي رَأَيْتَ... هِيَ شُعُوبٌ وَجُمُوعٌ وَأُمَمٌ وَأَلْسِنَةٌ»:

والمياه الكثيرة: يُقصد بها مياه البحر، والبحر يرمز للأمم أو الأشرار.

«والشُعُوب وَالجُمُوع وَالأُمَم وَالأَلْسِنَة» ترمز إلى الأشرار في العالم كله.

وذُكرت بتعبير آخر هو: «سُكَّانُ الأَرْضِ» (رؤيا 17: 2). وتكرر المعنى

«شُعُوبٍ وَأُمَم وَأَلْسِنَةٍ وملوك كثيرين.» (رؤيا 10: 11)

«مِنَ الشُّعُوبِ وَالْقَبَائِلِ وَالأَلْسِنَةِ وَالأُمَمِ.» (رؤيا 11: 9)

«كُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ.» (رؤيا 14: 6)

«حَيْثُ الزَّانِيَةُ جَالِسَةٌ» أي مُسيطرة ومُستقرة ومُستريحة.

 

سقوط بابل بين (رؤ 17-18)

«وَأَمَّا الْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى الْوَحْشِ فَهَؤُلاَءِ» (رؤيا 17: 16)

بدأ سقوط بابل في (رؤيا 17: 16) إذ اجتمع ضدها عشرة قرون الوحش أو العشرة ملوك (رؤيا 17: 12) يحطمون الزانية العظيمة عروس ضد المسيح، جماعة الأشرار، في خطوات. فإنهم:

سَيُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ1، وَسَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً2 وَعُرْيَانَةً3، وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا 4 وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ5» (رؤيا 17: 16).

 

كيف سقطت بابل؟ ومن أسقطها؟ هل شرُّها وأشرارها؟ أم الله؟!

في ساعة الشر يبدو الأشرار متحدين متكاتفين لكن سرعان ما ينقلبون على أنفسهم. فالملوك العشرة الذين تمتعوا بالفساد مع الزانية أُم الزواني انقلبوا عليها وأبغضوها وخربوها وعروها وأكلوا لحمها وأحرقوها بالنار، ثم أسلمها شرُّها إلى غضب الله، وبالتالي إلى دينونته؛ «لأَنَّ الرَّبَّ الإلَهَ الَّذِي يَدِينُهَا قَوِيٌّ» (رؤيا 18: 8). وسمع الأبرار: «اِفْرَحِي لَهَا أَيَّتُهَا السَّمَاءُ وَالرُّسُلُ الْقِدِّيسُونَ وَالأَنْبِيَاءُ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَانَهَا دَيْنُونَتَكُمْ» (رؤ 18: 20).

بَنَىَ نمرود برج بابل، ودُعيت مملكة بابل من بلبلة الألسنة (تكوين 11: 8)، فهي رمز التمرد على الله مدينة الأشرار مقابل أورشليم التي ترمز إلى المرأة المتسربلة بالشمس (رؤيا 12) عروس المسيح (أفسس 5: 23).

بابل في (رؤيا 17) ترمز إلى المرأة الزانية أُم الزواني وعلى جبهتها اسم مكتوب سر بابل العظيمة أم الزواني (رؤيا 17: 5).

وبابل في (رؤيا 18) مدينة عظيمة تسكنها الشياطين والأرواح النجسة، قال عنها سِفْر الرؤيا: «وَيْلٌ وَيْلٌ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْقَوِيَّةُ لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ جَاءَتْ دَيْنُونَتُكِ» (رؤ 18: 10) وسيخربها الله نفسه.

«رَفَعَ مَلاَكٌ وَاحِدٌ قَوِيٌّ حَجَرًا كَرَحىً عَظِيمَةً، وَرَمَاهُ فِي الْبَحْرِ قَائِلًا: هَكَذَا بِدَفْعٍ سَتُرْمَى بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، وَلَنْ تُوجَدَ فِي مَا بَعْدُ(رؤ 18: 21)

لكن الملاك في سِفْر الرؤيا شرح للقديس يوحنا سر هذه المرأة فقال له: «لأَنَّ اللهَ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ، وَأَنْ يَصْنَعُوا رَأْيًا وَاحِدًا.» (رؤيا 17: 17)

عجيب هو الله ضابط الكل، يُحَرك الملوك، ولو كانوا أشرارًا ليُنفذوا رأيه حتى لو لم يشاؤوا، فـ«قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ» (أمثال 21: 1). وهكذا يجتمع الملوك الأشرار في رأىٍ واحدٍ هو رأى الله. فيبغضون الزانية ويضطهدونها، فهم يبغضون بعضهم بعضًا.

 

«وَيُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ حَتَّى تُكْمَلَ أَقْوَالُ اللهِ» (رؤيا 17: 17)

وبعدما عاشوا ملوكًا ساعة واحدة، ونفذوا مشيئة الله الصالحة رغم شرهم دون أن يريدوا، فإنهم يُعطون ضدَ المسيح مُلكَهم، فصار هو صاحب السلطان الوحيد، وهم أمسوا خدامه يعملون تحت سلطانه إذ أعطوا الوحش قُدرتهم وسلطانهم (رؤيا 17: 12). وبظهور ضد المسيح تسقط بابل (رؤيا 14: 8)، وهكذا: «تكتمل أقوال الله» (رؤيا 17: 17): التي سبق فأعلنها دانيال النبي في (دانيال 2؛ 7) عن: الأصابع العشرة، وأعلنها بولس الرسول في (2 تس 2).

 

«وَالْمَرْأَةُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ.» (رؤيا 17: 18)

«الزَّانِيَةِ الْعَظِيمَةِ الْجَالِسَةِ عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ (رؤيا 17: 1). بابل المسيطرة على الملوك العشرة وعلى شعوبهم (المياه الكثيرة) روما المبنية على سبعة جبال، بابل العظيمة، أم الزواني.

ولعل خراب روما هذا يكون مصاحبًا لمملكة ضد المسيح الَّذِي يعمل تحت أمْرِه عشرةُ ملوك.

وقد أشار دانيال النبي في رؤياه إلى أن دولة الكلدانيين تُهدَم من الفُرس وهذه تُهدم من اليونانيين وتلك تهدم من الرومانيين وهؤلاء يُهدَمون من ضد المسيح.

أما القديس إيرونيموس في تفسيره لسِفْر دانيال النبي الإصحاح (دا 9) فيقول أن الختوم السبعة تسبق ظهور ضد المسيح والسِّفْر المختوم في عهده. أما ضد المسيح فيُحَرك الملوك العشرة ضد روما بعد حريقها، ثم يَدعو الأمم مع جُوجَ وَمَاجُوجَ إلى معركة هرمجدون محاولين إبادة المسيحية لكن الرب يُنزل عليهم نار من السماء (رؤيا 20: 9) ويضع ضد المسيح والنبي الكذاب حيين في جهنم (رؤيا 16: 14، 16) فيدعون الملوك من ناحية الفرات إلى يوم الله العظيم في هرمجدون (رؤيا 17: 14) حيث يعطي العشر ملوك سلطانهم لضد المسيح ليحاربوا الخروف والخروف يغلبهم (رؤيا 19: 11، 18).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

خاتمة

ثم يدعو طُّيُور السَّمَاءِ لتَأْكُلِ لُحُومَهم.

«وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ. فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعُ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاِثْنَانِ حَيَّيْنِ إلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ.» (رؤيا 19: 19-21)

«ثُمَّ مَتَى تَمَّتِ الأَلْفُ السَّنَةِ يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ، وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ. فَصَعِدُوا عَلَى عَرْضِ الأَرْضِ، وَأَحَاطُوا بِمُعَسْكَرِ الْقِدِّيسِينَ وَبِالْمَدِينَةِ الْمَحْبُوبَةِ، فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُمْ.» (رؤيا 20: 7-9)

فالشيطان الَّذِي حُل في نهاية الألف السنة يُضِل جميع الأمم الذين على زوايا الأرض الأربع جوج وماجوج ويجمعهم إلى القتال وهلاكهما مع ضد المسيح، ثم تأتي النهاية.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(99)الأب بولس البوشي، تفسير سِفْر الرؤيا: المدخل.

(100)الأب بولس البوشي، تفسير سِفْر الرؤيا، (17: 1).

(101)الأب بولس البوشي، تفسير سِفْر الرؤيا: المدخل.

(102)القديس جيروم أو إيرونيموس، تفسير إشعيا 14.

(103)القديس أوغسطينوس، مدينة الله: ك 18: فصل 22.

(104)القس يوسف الحلبى الماروني، العنوان العجيب، ص 435.

(106)(1) طيباريوس (2) كلوديوس (3) نيرون (4) وَسْباسيانس (5) تيطس (6) دومتيان (7) نِرڨا (96- 98). والثامن الذي هو الوحش هو ترايانس (98- 117). الأب بولس فغالي، تفسير سِفْر الرؤيا، ص 241.

(107)ولكن أدخلت روما مؤخرًا بعد زمن كتابة سِفْر الرؤيا بكثير 3 جبال أخرى داخل أسوارها جبل الذهب الذى صُلب عليه مار بطرس الرسول، جبل واتيكان عليه كنيسة مار بطرس الرسول أحد أعاجيب الدنيا السبع، جبل بينجي.

(108)الأب بولس فغالي، تفسير سِفْر الرؤيا، ص 246.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/apocalypse/chapter-17.html

تقصير الرابط:
tak.la/6w3jgt3