← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52
الآيات (1-10):- "وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ قَالَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ لِلْغُلاَمِ حَامِلِ سِلاَحِهِ: «تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى حَفَظَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ فِي ذلِكَ الْعَبْرِ». وَلَمْ يُخْبِرْ أَبَاهُ. وَكَانَ شَاوُلُ مُقِيمًا فِي طَرَفِ جِبْعَةَ تَحْتَ الرُّمَّانَةِ الَّتِي فِي مِغْرُونَ، وَالشَّعْبُ الَّذِي مَعَهُ نَحْوُ سِتِّ مِئَةِ رَجُل. وَأَخِيَّا بْنُ أَخِيطُوبَ، أَخِي إِيخَابُودَ بْنِ فِينَحَاسَ بْنِ عَالِي، كَاهِنُ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ كَانَ لاَبِسًا أَفُودًا. وَلَمْ يَعْلَمِ الشَّعْبُ أَنَّ يُونَاثَانَ قَدْ ذَهَبَ. وَبَيْنَ الْمَعَابِرِ الَّتِي الْتَمَسَ يُونَاثَانُ أَنْ يَعْبُرَهَا إِلَى حَفَظَةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سِنُّ صَخْرَةٍ مِنْ هذِهِ الْجِهَةِ وَسِنُّ صَخْرَةٍ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ، وَاسْمُ الْوَاحِدَةِ «بُوصَيْصُ» وَاسْمُ الأُخْرَى «سَنَهُ». وَالسِّنُّ الْوَاحِدُ عَمُودٌ إِلَى الشِّمَالِ مُقَابِلَ مِخْمَاسَ، وَالآخَرُ إِلَى الْجَنُوبِ مُقَابِلَ جِبْعَ. فَقَالَ يُونَاثَانُ لِلْغُلاَمِ حَامِلِ سِلاَحِهِ: «تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى صَفِّ هؤُلاَءِ الْغُلْفِ، لَعَلَّ اللهَ يَعْمَلُ مَعَنَا، لأَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ». فَقَالَ لَهُ حَامِلُ سِلاَحِهِ: «اعْمَلْ كُلَّ مَا بِقَلْبِكَ. تَقَدَّمْ. هأَنَذَا مَعَكَ حَسَبَ قَلْبِكَ». فَقَالَ يُونَاثَانُ: «هُوَذَا نَحْنُ نَعْبُرُ إِلَى الْقَوْمِ وَنُظْهِرُ أَنْفُسَنَا لَهُمْ. فَإِنْ قَالُوا لَنَا هكَذَا: دُومُوا حَتَّى نَصِلَ إِلَيْكُمْ. نَقِفُ فِي مَكَانِنَا وَلاَ نَصْعَدُ إِلَيْهِمْ. وَلكِنْ إِنْ قَالُوا هكَذَا: اصْعَدُوا إِلَيْنَا. نَصْعَدُ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِنَا، وَهذِهِ هِيَ الْعَلاَمَةُ لَنَا»."
يوناثان المملوء إيمانًا لم يحتمل فقدان شعبه لكرامته فقام ليحارب واضعًا أمامه أن الرب ليس لديه مانع أن يخلص بالقليل كما بالكثير: لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ. وربما استغل يوناثان أن جيوش المخربين الثلاثة خرجت وبقى في مخماس عدد قليل فهاجمهم. بينما كان أبوه تحت الرمانة يستظل. وهو تحرك دون أن يخبر أباه حتى لا يمنعه. فترك أباه وجيشه في ارتباكهم وآمن هو بالله أنه يحقق النصرة بالقليل أو بالكثير. وكان الغلام حامل سلاحه يشاركه ذات الإيمان. يبرز هنا أهمية أن يكون لنا صديق مؤمن والأجمل أن يكون لنا صديق سماوي من الشهداء والقديسين. سؤال:- هل لو فكّر يوناثان بالعقل فقط دون إيمان أكان يفعل ما فعلهُ؟ الإجابة قطعًا لا. إذًا فلنبدأ حتى وإن كنّا نزحف على أيدينا وأرجلنا وبالقطع الله سيعين ويكمل وتكون النتائج فوق تصورنا. فقط نبدأ دون ارتياب ومن يتكل على الله يعمل عجائب بيده. وفي آية (3) ذُكِرَ الخبر كتمهيد لما سيأتي في آية (18) وأخيا هو أخيمالك. وكان أخيطوب وإيخابود هم أولاد فينحاس ابن عالي الكاهن. لابسًا أفودًا: أي يقوم بواجب رئيس الكهنة وفي (9، 10) وضعوا علامة ليعرفوا من الرب هل يكملوا عملهم أم لا. والله الذي يملك على القلوب والألسنة قادر أن يجعل هؤلاء الوثنيين أن يجيبوا بما يريده ويضعه في أفواههم فهو ضابط الكل. وبالفعل إذ رآهما الفلسطينيون سخروا منهما قائلين إصعدوا.
الآيات (11، 12):- "فَأَظْهَرَا أَنْفُسَهُمَا لِصَفِّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «هُوَذَا الْعِبْرَانِيُّونَ خَارِجُونَ مِنَ الثُّقُوبِ الَّتِي اخْتَبَأُوا فِيهَا». فَأَجَابَ رِجَالُ الصَّفِّ يُونَاثَانَ وَحَامِلَ سِلاَحِهِ وَقَالُوا: «اصْعَدَا إِلَيْنَا فَنُعَلِّمَكُمَا شَيْئًا». فَقَالَ يُونَاثَانُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: «اصْعَدْ وَرَائِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ»."
لنعلمكما شيئًا: أي نؤدبكما ونقتلكما. هم يتكلمون في مزاح واستخفاف لكن يوناثان حسبها علامة من السماء وتأكد من هزيمة العدو بسبب كبريائهم.
آية (13):- "فَصَعِدَ يُونَاثَانُ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَرَاءَهُ. فَسَقَطُوا أَمَامَ يُونَاثَانَ، وَكَانَ حَامِلُ سِلاَحِهِ يُقَتِّلُ وَرَاءَهُ."
فصعد يوناثان على يديه ورجليه: أي حبوًا فلم يكن ممكنًا أن ينزل الصخرة أو يصعد عليها واقفًا بسبب انحدارها الشديد. وتحمل هذا الوضع المتعب والمُخْزِي مع سخرية الأعداء في إيمان. فسقطوا أمام يوناثان: أمام هذا الإيمان كان يجب أن يسقطوا فالله أوقع الرعب في قلوبهم. وربما صوّر الله لهم أو أسمعهم صوت جيش عظيم يتبعهم فخافوا وحاولوا الهروب فسقطوا. وربما حدث زلزال فعلًا حطمهم وأرعبهم (آية15).
آية (14):- "وَكَانَتِ الضَّرْبَةُ الأُولَى الَّتِي ضَرَبَهَا يُونَاثَانُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ نَحْوَ عِشْرِينَ رَجُلًا فِي نَحْوِ نِصْفِ تَلَمِ فَدَّانِ أَرْضٍ."
نصف تلم فدان: هي بقعة يحرثها ثوران في يومٍ واحد. وربما كان أيضًا سقوطهم من على الصخرة لانحدارها الشديد فهم في هربهم مرعوبين سقطوا من عليها فماتوا.
آية (15):- "وَكَانَ ارْتِعَادٌ فِي الْمَحَلَّةِ، فِي الْحَقْلِ، وَفِي جَمِيعِ الشَّعْبِ. الصَّفُّ وَالْمُخَرِّبُونَ ارْتَعَدُوا هُمْ أَيْضًا، وَرَجَفَتِ الأَرْضُ فَكَانَ ارْتِعَادٌ عَظِيمٌ."
المحلة: مكان الجيش الفلسطيني في مخماس (المعسكر)، إرتعاد: حينما سمعوا عن خبر سقوط إخوتهم وقع الرعب في قلوبهم وكان هذا أيضًا عمل الله. الصف: الجيش الذي في المحلة.
آية (16):- "فَنَظَرَ الْمُرَاقِبُونَ لِشَاوُلَ فِي جِبْعَةِ بَنْيَامِينَ، وَإِذَا بِالْجُمْهُورِ قَدْ ذَابَ وَذَهَبُوا مُتَبَدِّدِينَ."
المراقبون: المقصود بهم جواسيس شاول الذين يستطلعون حال جيش العدو.
الآيات (17-20):- "فَقَالَ شَاوُلُ لِلشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ: «عُدُّوا الآنَ وَانْظُرُوا مَنْ ذَهَبَ مِنْ عِنْدِنَا». فَعَدُّوا، وَهُوَذَا يُونَاثَانُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ لَيْسَا مَوْجُودَيْنِ. فَقَالَ شَاوُلُ لأَخِيَّا: «قَدِّمْ تَابُوتَ اللهِ». لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ كَانَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَفِيمَا كَانَ شَاوُلُ يَتَكَلَّمُ بَعْدُ مَعَ الْكَاهِنِ، تَزَايَدَ الضَّجِيجُ الَّذِي فِي مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَكَثُرَ. فَقَالَ شَاوُلُ لِلْكَاهِنِ: «كُفَّ يَدَكَ». وَصَاحَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْحَرْبِ، وَإِذَا بِسَيْفِ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى صَاحِبِهِ. اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ جِدًّا."
تعجب شاول ممّا سمعه عن الرعب الذي وقع للفلسطينيين. ثم عَرِف أن يوناثان غائب ثم طلب أن يسأل الكاهن ثم تراجع وقرر أن يتصرف بنفسه دون سؤال الله. هذا يكشف عن طبيعة شاول وأنه متسرع قليل الصبر يعتمد على ذراعه، يمكن أن يسأل الرب لكنه لا ينتظر أن يسمع الإجابة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي تسرعه أسقط ابنه في التعدي.
آية (21):- "وَالْعِبْرَانِيُّونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ، الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُمْ إِلَى الْمَحَلَّةِ مِنْ حَوَالَيْهِمْ، صَارُوا هُمْ أَيْضًا مَعَ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ مَعَ شَاوُلَ وَيُونَاثَانَ."
غالبًا هم اليهود الذين كانوا مأسورين ومستعبدين للفلسطينيين إنضموا لشاول.
آية (22):- "وَسَمِعَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ اخْتَبَأُوا فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَرَبُوا، فَشَدُّوا هُمْ أَيْضًا وَرَاءَهُمْ فِي الْحَرْبِ."
أخيرًا انضم المذعورين الفارين إلى شاول بعد أن كانوا قد هربوا وتشتتوا.
آية (23):- "فَخَلَّصَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. وَعَبَرَتِ الْحَرْبُ إِلَى بَيْتِ آوِنَ."
بيت آون: هي بين مخماس وبيت إيل.
آية (24):- "وَضَنُكَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ شَاوُلَ حَلَّفَ الشَّعْبَ قَائِلًا: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزًا إِلَى الْمَسَاءِ حَتَّى أَنْتَقِمَ مِنْ أَعْدَائِي». فَلَمْ يَذُقْ جَمِيعُ الشَّعْبِ خُبْزًا."
شاول تصوّر أن الجيش لو أكلوا يضيع الوقت فلا يستطيع أن يلحق بالأعداء وهو أخطأ في قراره وتسرّع فيه. وتتلخص أخطاء شاول هنا في الآتي:
1- لم ينتظر أن يسمع كلام الله من الكاهن فكان غير موسى الذي كان يصلي ويشوع يحارب. إذن شاول كان يعتمد على ذاته وليس على الله.
2- أخطأ في منعه جيشه أن يأكل إذ حَسِب النصرة هي ثمرة عمله وليس نتيجة الإيمان وهذا عكس يوناثان. بل هو بقراره جعل يوناثان يتعدى دون أن يعلم.
3- لم يُعْطِ اعتبارًا لحاجات رجاله فكيف يحاربون وهم جائعون. بل جعلهم يخطأون ويأكلون على الدم (خلافًا للناموس) من شدة جوعهم (آية32) فلم يكن هناك وقت أن تنزف الذبيحة دمها فأكل الدم ممنوع بحكم الناموس.
4- يقول أنتقم من أعدائي: هو حسبهم أعداءه هو وليس أعداء الله وأعداء شعبه وهذا كبرياء.
الآيات (25-31):- "وَجَاءَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الْوَعْرِ وَكَانَ عَسَلٌ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ. وَلَمَّا دَخَلَ الشَّعْبُ الْوَعْرَ إِذَا بِالْعَسَلِ يَقْطُرُ وَلَمْ يَمُدَّ أَحَدٌ يَدَهُ إِلَى فِيهِ، لأَنَّ الشَّعْبَ خَافَ مِنَ الْقَسَمِ. وَأَمَّا يُونَاثَانُ فَلَمْ يَسْمَعْ عِنْدَمَا اسْتَحْلَفَ أَبُوهُ الشَّعْبَ، فَمَدَّ طَرَفَ النُّشَّابَةِ الَّتِي بِيَدِهِ وَغَمَسَهُ فِي قَطْرِ الْعَسَلِ وَرَدَّ يَدَهُ إِلَى فِيهِ فَاسْتَنَارَتْ عَيْنَاهُ. فَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الشَّعْبِ وَقَالَ: «قَدْ حَلَّفَ أَبُوكَ الشَّعْبَ حَلْفًا قَائِلًا: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَأْكُلُ خُبْزًا الْيَوْمَ. فَأَعْيَا الشَّعْبُ». فَقَالَ يُونَاثَانُ: «قَدْ كَدَّرَ أَبِي الأَرْضَ. اُنْظُرُوا كَيْفَ اسْتَنَارَتْ عَيْنَايَ لأَنِّي ذُقْتُ قَلِيلًا مِنْ هذَا الْعَسَلِ. فَكَمْ بِالْحَرِيِّ لَوْ أَكَلَ الْيَوْمَ الشَّعْبُ مِنْ غَنِيمَةِ أَعْدَائِهِمِ الَّتِي وَجَدُوا؟ أَمَا كَانَتِ الآنَ ضَرْبَةٌ أَعْظَمُ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟» فَضَرَبُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ مِخْمَاسَ إِلَى أَيَّلُونَ. وَأَعْيَا الشَّعْبُ جِدًّا."
الله أعّد لجيش شعبه عسلًا في البرية وبتصرف شاول الأحمق أرهق جيشه فالقرارات السريعة النابعة من قلب غير مستقيم تفقد الإنسان الكثير ويحرم نفسه من عطايا الله والفرص التي يقدمها له الرب.
آية (32):- "وَثَارَ الشَّعْبُ عَلَى الْغَنِيمَةِ، فَأَخَذُوا غَنَمًا وَبَقَرًا وَعُجُولًا، وَذَبَحُوا عَلَى الأَرْضِ وَأَكَلَ الشَّعْبُ عَلَى الدَّمِ."
آية (33):- "فَأَخْبَرُوا شَاوُلَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا الشَّعْبُ يُخْطِئُ إِلَى الرَّبِّ بِأَكْلِهِ عَلَى الدَّمِ». فَقَالَ: «قَدْ غَدَرْتُمْ. دَحْرِجُوا إِلَيَّ الآنَ حَجَرًا كَبِيرًا»."
الحجر الكبير: ليذبحوا عليه الحيوانات فتكون الذبائح مرتفعة عن الأرض فيخرج الدم قبلما يأكلون منه. وبالفعل أطاع الشعب.
الآيات (36-46):- "وَقَالَ شَاوُلُ: «تَفَرَّقُوا بَيْنَ الشَّعْبِ وَقُولُوا لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيَّ كُلُّ وَاحِدٍ ثَوْرَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ شَاتَهُ، وَاذْبَحُوا ههُنَا وَكُلُوا وَلاَ تُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ بِأَكْلِكُمْ مَعَ الدَّمِ». فَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ ثَوْرَهُ بِيَدِهِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَذَبَحُوا هُنَاكَ. وَبَنَى شَاوُلُ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. الَّذِي شَرَعَ بِبُنْيَانِهِ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَقَالَ شَاوُلُ: «لِنَنْزِلْ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لَيْلًا وَنَنْهَبْهُمْ إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ وَلاَ نُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا». فَقَالُوا: «افْعَلْ كُلَّ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». وَقَالَ الْكَاهِنُ: «لِنَتَقَدَّمْ هُنَا إِلَى اللهِ». فَسَأَلَ شَاوُلُ اللهَ: «أَأَنْحَدِرُ وَرَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ؟» فَلَمْ يُجِبْهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. فَقَالَ شَاوُلُ: «تَقَدَّمُوا إِلَى هُنَا يَا جَمِيعَ وُجُوهِ الشَّعْبِ، وَاعْلَمُوا وَانْظُرُوا بِمَاذَا كَانَتْ هذِهِ الْخَطِيَّةُ الْيَوْمَ. لأَنَّهُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ مُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ، وَلَوْ كَانَتْ فِي يُونَاثَانَ ابْنِي فَإِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتًا». وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُجِيبُهُ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ. فَقَالَ لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ: «أَنْتُمْ تَكُونُونَ فِي جَانِبٍ وَأَنَا وَيُونَاثَانُ ابْنِي فِي جَانِبٍ». فَقَالَ الشَّعْبُ لِشَاوُلَ: «اصْنَعْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». وَقَالَ شَاوُلُ لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ: «هَبْ صِدْقًا». فَأُخِذَ يُونَاثَانُ وَشَاوُلُ، أَمَّا الشَّعْبُ فَخَرَجُوا. فَقَالَ شَاوُلُ: «أَلْقُوا بَيْنِي وَبَيْنَ يُونَاثَانَ ابْنِي. فَأُخِذَ يُونَاثَانُ». فَقَالَ شَاوُلُ لِيُونَاثَانَ: «أَخْبِرْنِي مَاذَا فَعَلْتَ». فَأَخْبَرَهُ يُونَاثَانُ وَقَالَ: «ذُقْتُ ذَوْقًا بِطَرَفِ النُّشَّابَةِ الَّتِي بِيَدِي قَلِيلَ عَسَل. فَهأَنَذَا أَمُوتُ». فَقَالَ شَاوُلُ: «هكَذَا يَفْعَلُ اللهُ وَهكَذَا يَزِيدُ إِنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ يَا يُونَاثَانُ». فَقَالَ الشَّعْبُ لِشَاوُلَ: «أَيَمُوتُ يُونَاثَانُ الَّذِي صَنَعَ هذَا الْخَلاَصَ الْعَظِيمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ حَاشَا! حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، لاَ تَسْقُطُ شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى الأَرْضِ لأَنَّهُ مَعَ اللهِ عَمِلَ هذَا الْيَوْمَ». فَافْتَدَى الشَّعْبُ يُونَاثَانَ فَلَمْ يَمُتْ. فَصَعِدَ شَاوُلُ مِنْ وَرَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَذَهَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِلَى مَكَانِهِمْ."
في (36) الكاهن حينما وجده متسرعًا قال لهُ إهدأ ولنسأل الرب وفعل شاول حسنًا إذ إستمع. لأن الله لم يجب في هذا اليوم. ونجد شاول يتسرع مرة ثانية فهو يقسم بقتل الذي أخطأ ووقعت القرعة على يوناثان البطل الذي بإيمانه خلّص الشعب. ولكن الشعب لم يقبل موت يوناثان. ولكن لماذا لم يرد الله؟ هل بسبب خطية يوناثان؟!
1- الله لا يقبل التعدي حتى لو كان من يوناثان البطل المؤمن ولكنه لم يكن يعرف لكن هو خطأ على أي الأحوال ولكن لا يُلام عليه يوناثان بل شاول.
2- الله أراد أن يُظهر لشاول أخطاؤه المتعددة وحرمهُ أن يكمل انتصاره النهائي على الفلسطينيين في ذلك اليوم عقابًا لهُ على كل أخطائه.
3- كيف يقبل الله أن يعطي نصرة لجيش كسر الناموس وأكل الدم وتنجسوا.
4- من مراحم الله منعهم من إستكمال الحرب وهم خائري القُوَى بعد هذا اليوم المرهق وربما ضربوا بعضهم في الظلام.
الآيات (47-52):- "وَأَخَذَ شَاوُلُ الْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَحَارَبَ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ: مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَحَيْثُمَا تَوَجَّهَ غَلَبَ. وَفَعَلَ بِبَأْسٍ وَضَرَبَ عَمَالِيقَ، وَأَنْقَذَ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ نَاهِبِيهِ. وَكَانَ بَنُو شَاوُلَ: يُونَاثَانَ وَيَشْوِيَ وَمَلْكِيشُوعَ، وَاسْمَا ابْنَتَيْهِ: اسْمُ الْبِكْرِ مَيْرَبُ وَاسْمُ الصَّغِيرَةِ مِيكَالُ. وَاسْمُ امْرَأَةِ شَاوُلَ أَخِينُوعَمُ بِنْتُ أَخِيمَعَصَ، وَاسْمُ رَئِيسِ جَيْشِهِ أَبِينَيْرُ بْنُ نَيْرَ عَمِّ شَاوُلَ. وَقَيْسُ أَبُو شَاوُلَ وَنَيْرُ أَبُو أَبْنَيْرَ ابْنَا أَبِيئِيلَ. وَكَانَتْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ شَاوُلَ. وَإِذَا رَأَى شَاوُلُ رَجُلًا جَبَّارًا أَوْ ذَا بَأْسٍ ضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ."
كما يذكر الكتاب خطايا شاول يذكر بأمانة فضائله فواضح هنا غيرته وشجاعته هو لم يتوقف عن الجهاد وضم كل جبار إلى جيشه. وصار ملكًا مهوبًا وأنقذ شعبه من أعدائه. وأخذ شاول الملك على إسرائيل: أي إستقر ملكهُ بعد هذا الانتصار وكأنه بالغلبة على الأعداء أعطى له شعبه الولاء. وغالبًا كان لشاول زوجة أخرى ربما تزوجها فيما بعد اسمها رصفة (2صم8:21). أو ربما هي سرية وليست زوجة.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 15 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل الأول 13 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ar3w673