← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
الآيات (1-4):- "وَصَعِدَ نَاحَاشُ الْعَمُّونِيُّ وَنَزَلَ عَلَى يَابِيشِ جِلْعَادَ. فَقَالَ جَمِيعُ أَهْلِ يَابِيشَ لِنَاحَاشَ: «اقْطَعْ لَنَا عَهْدًا فَنُسْتَعْبَدَ لَكَ». فَقَالَ لَهُمْ نَاحَاشُ الْعَمُّونِيُّ: «بِهذَا أَقْطَعُ لَكُمْ. بِتَقْوِيرِ كُلِّ عَيْنٍ يُمْنَى لَكُمْ وَجَعْلِ ذلِكَ عَارًا عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ لَهُ شُيُوخُ يَابِيشَ: «اتْرُكْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَنُرْسِلَ رُسُلًا إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ مَنْ يُخَلِّصُنَا نَخْرُجْ إِلَيْكَ». فَجَاءَ الرُّسُلُ إِلَى جِبْعَةِ شَاوُلَ وَتَكَلَّمُوا بِهذَا الْكَلاَمِ فِي آذَانِ الشَّعْبِ، فَرَفَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا."
يابيش جلعاد: مدينة على جبل جلعاد في شرق الأردن. وعمون كانوا على حدود رأوبين ومنسى الشرقية. ناحاش: أي حنش أو حيَّة وربما الاسم بسبب تأليههم للحية وفي (2صم 2:10) ذُكِرَ أن ناحاش ملك بني عمون صنع معروفًا مع داود ولعله ابن ناحاش هذا ويمكن أن يسمى الأب وابنه بنفس الاسم. ولا مانع أن يكون هو نفسه وقد عاش طويلًا ليعاصر شاول وداود. وجاء في الترجمة السبعينية أن هذه الحادثة حدثت بعد شهر من اختيار شاول ملكًا. وربما طلب الشعب أن يملك عليهم ملك بسبب شعورهم بأن ناحاش يُدبّرْ حربًا ضدهم ويؤكد هذا الاحتمال (1صم12:12). ولقد ظهر من طلب ناحاش للشعب وهو تقوير كل عين يمنى: مدى الانحطاط والحالة المزرية للشعب وضعفهم واستهانة أعدائهم بهم. وقدّم ثيودوريت ويوسيفوس تفسيرًا لهذا الطلب أن خلع العين اليمنى يعطل الإنسان من أن يكون محاربًا. فالمُحارِب يمسك بالسيف بيده اليمنى والدرع باليُسْرَى، والدرع يغطي العين اليسرى ويعطل مجال الرؤيا وبخلع العين اليمنى يكف الإنسان عن أن يكون محاربًا فيستسلم تمامًا لعدوّه. والمعنى الرمزي للقصة أن إبليس الحية القديمة ورمزه هنا ناحاش هدفه استعباد الإنسان تمامًا ورمز الإنسان هنا هو شعب الله وذلك بخلع العين اليمنى (رمز البصيرة الروحية التي بها نتطلع للسماويات) وترك العين اليسرى (رمز النظرة العالمية التي نشتهي بها ملذات العالم) لذلك تصوّر الأيقونات القبطية المسيح والقديسين بعينين واسعتين فالمسيح ينظر لشعبه ويعرف عنهم كل شيء والقديسين لهم بصيرة روحية أمّا يهوذا فيرسمونه بجنبه كي تظهر عين واحدة لأنه متطلع إلى الفضة لا إلى خلاصه الأبدي. ولاحظ قولَهُ نزل على يابيش جلعاد. فإبليس لا سلطان لهُ لاستعبادنا ما لم نكن قد نزلنا لمستوى محبة العالم. فهو أولًا يعمي بصيرتنا الروحية بمحاولة أن ننشغل بالزمنيات "أعطيك كل هذه إن خررت وسجدت لي" فلو وافق الإنسان لمحبته للزمنيات ينحط للمستوى الأرضي فينزل عليه إبليس ويستعبده تمامًا. أتركنا سبعة أيام: كانت هذه عادة للمحاصرين أن يطلبوا مهلة. وقد وافق ناحاش في استهانة بكل إسرائيل فهو واثق أنه لا يوجد في كل الأسباط من يقدر أن يخلصهم. ولاحظ أن أهل يابيش جلعاد سبق ووافقوا أن يستعبدوا لناحاش (آية1) ولكنه طلب تقوير العين اليمنى أي هو طلب العبودية الكاملة.
الآيات (5-9):- "وَإِذَا بِشَاوُلَ آتٍ وَرَاءَ الْبَقَرِ مِنَ الْحَقْلِ، فَقَالَ شَاوُلُ: «مَا بَالُ الشَّعْبِ يَبْكُونَ؟» فَقَصُّوا عَلَيْهِ كَلاَمَ أَهْلِ يَابِيشَ. فَحَلَّ رُوحُ اللهِ عَلَى شَاوُلَ عِنْدَمَا سَمِعَ هذَا الْكَلاَمَ وَحَمِيَ غَضَبُهُ جِدًّا. فَأَخَذَ فَدَّانَ بَقَرٍ وَقَطَّعَهُ، وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ بِيَدِ الرُّسُلِ قَائِلًا: «مَنْ لاَ يَخْرُجُ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ صَمُوئِيلَ، فَهكَذَا يُفْعَلُ بِبَقَرِهِ». فَوَقَعَ رُعْبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ، فَخَرَجُوا كَرَجُل وَاحِدٍ. وَعَدَّهُمْ فِي بَازَقَ، فَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ثَلاَثَ مِئَةِ أَلْفٍ، وَرِجَالُ يَهُوذَا ثَلاَثِينَ أَلْفًا. وَقَالُوا لِلرُّسُلِ الَّذِينَ جَاءُوا: «هكَذَا تَقُولُونَ لأَهْلِ يَابِيشَ جِلْعَادَ: غَدًا عِنْدَمَا تَحْمَى الشَّمْسُ يَكُونُ لَكُمْ خَلاَصٌ». فَأَتَى الرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا أَهْلَ يَابِيشَ فَفَرِحُوا."
حتى هذه اللحظة لم يمارس شاول أي عمل ملوكي خشية حدوث انقسام وسط الشعب خصوصًا بسبب رفض بعض الناس لهُ (بني بليعال) أو لشعوره بعدم معرفة واجبه بالضبط وماذا يجب عليه أن يفعله. هو كان منتظرًا دعوة من الرب تحدد لهُ العمل المطلوب. وهناك فارق بين ما صنعه جدعون الذي بوّق في الأبواق ليدعو الشعب للقتال وهذا بحسب الناموس، وما فعله شاول إذ بانفعال بشري مزق بقرة وأرسل قطعها إلى كل الأسباط مهددًا إياهم بضرب ماشية من لا يخرج للحرب وتمزيق البقر هكذا لم يخبر به الناموس لكن يُحسب لشاول أنه لم يتوانى ويؤجل العمل بل كان شجاعًا.
فروح الله الذي حل عليه أعطاه شجاعة وهو لم يتوانى وفي (آية 7) وَرَاءَ شَاوُلَ وَ.. صَمُوئِيلَ صموئيل معلوم أنه رجل الله فقول شاول هذا يثبت أن ملكه من قبل الرب وربما ذهب معهُ صموئيل للحرب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وذكرهُ صموئيل يُحسَبْ أيضًا له فهذا معناه أنه يعرف أن الحرب هي لله.
آية (10):- "وَقَالَ أَهْلُ يَابِيشَ: «غَدًا نَخْرُجُ إِلَيْكُمْ فَتَفْعَلُونَ بِنَا حَسَبَ كُلِّ مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ»."
غدًا نخرج إليكم = رد أهل يابيش جلعاد فيه حكمة فهم بهذا جعلوا ناحاش يفهم أنهم سوف يسلمون غدًا وأنهم فقدوا الأمل في وجود نجدة. فلم يستعد ناحاش للحرب.
آية (11):- "وَكَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ شَاوُلَ جَعَلَ الشَّعْبَ ثَلاَثَ فِرَق، وَدَخَلُوا فِي وَسَطِ الْمَحَلَّةِ عِنْدَ سَحَرِ الصُّبْحِ وَضَرَبُوا الْعَمُّونِيِّينَ حَتَّى حَمِيَ النَّهَارُ. وَالَّذِينَ بَقُوا تَشَتَّتُوا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ اثْنَانِ مَعًا."
بناء على رد أهل يابيش نام ناحاش وجيشه مطمئنين فباغتهم شاول وبهذه النصرة نرى أن الله يحوِّل الشر إلى خير فإن قساوة طلب ناحاش هي التي حركت شاول ليحاربه فغلب. وعلينا أن نثق أن الله يحوِّل الضيقات إلى خير ولكن لسنا نعلم متى يأتي الخير ونلاحظ أن شاول كان طاقة جبارة وملك بلا عمل وبلا منفعة والتجربة الشديدة أظهرت إمكانياته وطاقاته. فلا نخاف من التجارب فهي تخرج المواهب المدفونة فينا وتظهرها.
آية (12):- "وَقَالَ الشَّعْبُ لِصَمُوئِيلَ: «مَنْ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ: هَلْ شَاوُلُ يَمْلِكُ عَلَيْنَا؟ اِيْتُوا بِالرِّجَالِ فَنَقْتُلَهُمْ»."
آية (13):- "فَقَالَ شَاوُلُ: «لاَ يُقْتَلْ أَحَدٌ فِي هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ فِي هذَا الْيَوْمِ صَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصًا فِي إِسْرَائِيلَ»."
موقف آخر يُحسب لشاول وهو رفضه الانتقام ممن سبق وأهانوه "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء" (رو 12: 19) إذًا لقد نفذ شاول وصية بولس خصوصًا واليوم يوم فرح ولم يُرِدْ أن يُحوّله ليوم انتقام وحزن.
آية (14):- "وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «هَلُمُّوا نَذْهَبْ إِلَى الْجِلْجَالِ وَنُجَدِّدْ هُنَاكَ الْمَمْلَكَةَ»."
بسبب الانتصار استحق شاول المنتصر أن يجدد ملكه وكان التجديد دينيًا فهم قدّموا ذبائح وصلوات وعم الفرح الجميع.
آية (15):- "فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الْجِلْجَالِ وَمَلَّكُوا هُنَاكَ شَاوُلَ أَمَامَ الرَّبِّ فِي الْجِلْجَالِ، وَذَبَحُوا هُنَاكَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ أَمَامَ الرَّبِّ. وَفَرِحَ هُنَاكَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ جِدًّا."
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 12 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل الأول 10 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bc94jdp