← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21
آية (1):- "وَكَانَ تَابُوتُ اللهِ فِي بِلاَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ."
لقد طالت مدة إقامة التابوت في أرض الفلسطينيين ليعرفوا أن ما حدث لم يكن مصادفة. ويعرفوا أن الضربات علامة غضب إلهي عليهم لوثنيتهم. وحتى يشتاق الشعب لعودة التابوت وسطهم.
آية (2):- "فَدَعَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ الْكَهَنَةَ وَالْعَرَّافِينَ قَائِلِينَ: «مَاذَا نَعْمَلُ بِتَابُوتِ الرَّبِّ؟ أَخْبِرُونَا بِمَاذَا نُرْسِلُهُ إِلَى مَكَانِهِ»."
المؤمنون يقتربون من الله وغير المؤمنون يبتعدون عنهُ.
آية (3):- "فَقَالُوا: «إِذَا أَرْسَلْتُمْ تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، فَلاَ تُرْسِلُوهُ فَارِغًا، بَلْ رُدُّوا لَهُ قُرْبَانَ إِثْمٍ. حِينَئِذٍ تَشْفَوْنَ وَيُعْلَمُ عِنْدَكُمْ لِمَاذَا لاَ تَرْتَفِعُ يَدُهُ عَنْكُمْ»."
رأى كهنة الفلسطينيين أن ما حلّ بهم هو ثمرة تأديب وثمرة لإثمهم في حق الله. وكان الاقتراح بإرسال قربان كتعويض أدبي ومادي لما أصاب شعب الله. وهو طلبوا أن تشترك كل مدينة من المدن الخمس العظمى في فلسطين في هذا القربان ليكون الاعتراف جماعيًا والقربان من كل الشعب.
آية (4):- "فَقَالُوا: «وَمَا هُوَ قُرْبَانُ الإِثْمِ الَّذِي نَرُدُّهُ لَهُ؟» فَقَالُوا: «حَسَبَ عَدَدِ أَقْطَابِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ: خَمْسَةَ بَوَاسِيرَ مِنْ ذَهَبٍ، وَخَمْسَةَ فِيرَانٍ مِنْ ذَهَبٍ. لأَنَّ الضَّرْبَةَ وَاحِدَةٌ عَلَيْكُمْ جَمِيعًا وَعَلَى أَقْطَابِكُمْ."
كانت العادة لدى الوثنيين تقديم تمثال الجزء المصاب بمرض للآلهة عند البرء من المرض ونلاحظ الطلب هنا أن يصنعوا تماثيل بواسير وفيران. إذًا الضربة كانت في مرضهم بالبواسير وإطلاق الفيران على محاصيلهم حسب ما جاء بالنسخة السبعينية.
آية (5):- "وَاصْنَعُوا تَمَاثِيلَ بَوَاسِيرِكُمْ وَتَمَاثِيلَ فِيرَانِكُمُ الَّتِي تُفْسِدُ الأَرْضَ، وَأَعْطُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ مَجْدًا لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ يَدَهُ عَنْكُمْ وَعَنْ آلِهَتِكُمْ وَعَنْ أَرْضِكُمْ."
لقد فهم الفلسطينيين أن هديتهم ليست رشوة لله لأنهم قالوا إعطوا إله إسرائيل مجدًا إنما هي قربان إثم. أمّا بالنسبة لناموس موسى فأي ذبيحة إثم لا بُد أن تكون دموية وبالنسبة لنا فدم المسيح هو الذي يطهر من كل إثم. ليس بالذهب ولكن بالدم. ولكن كما خرج الشعب من مصر ومعهم هدايا هكذا خرج التابوت من فلسطين ومعهُ هدايا.
آية (6):- "وَلِمَاذَا تُغْلِظُونَ قُلُوبَكُمْ كَمَا أَغْلَظَ الْمِصْرِيُّونَ وَفِرْعَوْنُ قُلُوبَهُمْ؟ أَلَيْسَ عَلَى مَا فَعَلَ بِهِمْ أَطْلَقُوهُمْ فَذَهَبُوا؟"
وفهم أيضًا الفلسطينيين أن الله لا يمكن مقاومته .. إذًا لقد انتشر درس فرعون في كل مكان. وعلى كل إنسان أن يعتبر ممّا يحدث من مصائب ضد الخطاة فيقدم توبة.
الآيات (7-12):- "فَالآنَ خُذُوا وَاعْمَلُوا عَجَلَةً وَاحِدَةً جَدِيدَةً وَبَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ لَمْ يَعْلُهُمَا نِيرٌ، وَارْبِطُوا الْبَقَرَتَيْنِ إِلَى الْعَجَلَةِ، وَأَرْجِعُوا وَلَدَيْهِمَا عَنْهُمَا إِلَى الْبَيْتِ. وَخُذُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَاجْعَلُوهُ عَلَى الْعَجَلَةِ، وَضَعُوا أَمْتِعَةَ الذَّهَبِ الَّتِي تَرُدُّونَهَا لَهُ قُرْبَانَ إِثْمٍ فِي صُنْدُوق بِجَانِبِهِ وَأَطْلِقُوهُ فَيَذْهَبَ. وَانْظُرُوا، فَإِنْ صَعِدَ فِي طَرِيقِ تُخُمِهِ إِلَى بَيْتَشَمْسَ فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِنَا هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ. وَإِلاَّ فَنَعْلَمُ أَنْ يَدَهُ لَمْ تَضْرِبْنَا. كَانَ ذلِكَ عَلَيْنَا عَرَضًا». فَفَعَلَ الرِّجَالُ كَذلِكَ، وَأَخَذُوا بَقَرَتَيْنِ مُرْضِعَتَيْنِ وَرَبَطُوهُمَا إِلَى الْعَجَلَةِ، وَحَبَسُوا وَلَدَيْهِمَا فِي الْبَيْتِ، وَوَضَعُوا تَابُوتَ الرَّبِّ عَلَى الْعَجَلَةِ مَعَ الصُّنْدُوقِ وَفِيرَانِ الذَّهَبِ وَتَمَاثِيلِ بَوَاسِيرِهِمْ. فَاسْتَقَامَتِ الْبَقَرَتَانِ فِي الطَّرِيقِ إِلَى طَرِيقِ بَيْتَشَمْسَ، وَكَانَتَا تَسِيرَانِ فِي سِكَّةٍ وَاحِدَةٍ وَتَجْأَرَانِ، وَلَمْ تَمِيلاَ يَمِينًا وَلاَ شِمَالًا، وَأَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ يَسِيرُونَ وَرَاءَهُمَا إِلَى تُخُمِ بَيْتَشَمْسَ."
ما أروعه منظر يشهد لحب الله لشعبه. فمهما طالت إقامة التابوت في أرض غريبة، لكن الله يشتاق أن يسكن وسط شعبة ويحل فيهم. لقد ساق البقرتين رغم ميلهما الطبيعي لصغيريهما وَكَانَتَا.. تَجْأَرَانِ: هو صوت خوار البقرة لأجل أولادها المحبوسين ولاحظ أيضًا أنهما غير مدربتان لَمْ يَعْلُهُمَا نِيرٌ فالبقر غير المدرب لا يسير في طريق معتدل لكنهما إستقامتا ولم يميلا يمينًا ولا يسارًا (وَلَمْ تَمِيلاَ يَمِينًا وَلاَ شِمَالًا): عكس الطبيعة، فمن الطبيعي أن تدخل البقرتان للحقول لتأكلا. فكل الظروف كانت ضد أن تتجه البقرتان إلى بيت شمس فأي قوة كانت تدفعهما غير قوة الله. البقرتان لم يستطيعا الانحراف لأنهما يعرفان قانيهما (أش3:1) بينما فينحاس وحفني لم يعرفاه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). عجيب أنه رغم خطية شعب الله نجد الله مشتاقًا للرجوع لشعبه. العجلة الجديدة والبقرتان اللتان لم يعلهما نير تكشف عن إدراك الوثنيين أيضًا أن الله لا يقبل التعريج بين الفرقتين فهو يريد أن ما يستخدم لحمل التابوت لا يكون قد استخدم لشيء آخر. وهكذا الله يريد أن القلب يكون لهُ وحدهُ (2كو14:6). والعجلة الجديدة تشير للكنيسة الجديدة التي أسسها المسيح والبقرتان رمز لليهود والأمم. لَمْ يَعْلُهُمَا نِيرٌ: أي لم يخضعا للخطية.
طريق تخمه. آية (9):- تخم التابوت أي أرض إسرائيل. وكانت الطريقة التي سارت بها البقرتان علامة للكهنة الفلسطينيين أن ما حلّ بهم كان من قبل الرب. وبيتشمس: هي مدينة للكهنة (يش16:21) على تخم يهوذا.
الآيات (13-18):- "وَكَانَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ يَحْصُدُونَ حَصَادَ الْحِنْطَةِ فِي الْوَادِي، فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَرَأَوْا التَّابُوتَ وَفَرِحُوا بِرُؤْيَتِهِ. فَأَتَتِ الْعَجَلَةُ إِلَى حَقْلِ يَهُوشَعَ الْبَيْتَشَمْسِيِّ وَوَقَفَتْ هُنَاكَ. وَهُنَاكَ حَجَرٌ كَبِيرٌ. فَشَقَّقُوا خَشَبَ الْعَجَلَةِ وَأَصْعَدُوا الْبَقَرَتَيْنِ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ. فَأَنْزَلَ اللاَّوِيُّونَ تَابُوتَ الرَّبِّ وَالصُّنْدُوقَ الَّذِي مَعَهُ الَّذِي فِيهِ أَمْتِعَةُ الذَّهَبِ وَوَضَعُوهُمَا عَلَى الْحَجَرِ الْكَبِيرِ. وَأَصْعَدَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لِلرَّبِّ. فَرَأَى أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ وَرَجَعُوا إِلَى عَقْرُونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. وَهذِهِ هِيَ بَوَاسِيرُ الذَّهَبِ الَّتِي رَدَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ قُرْبَانَ إِثْمٍ لِلرَّبِّ: وَاحِدٌ لأَشْدُودَ، وَوَاحِدٌ لِغَزَّةَ، وَوَاحِدٌ لأَشْقَلُونَ، وَوَاحِدٌ لِجَتَّ، وَوَاحِدٌ لِعَقْرُونَ. وَفِيرَانُ الذَّهَبِ بِعَدَدِ جَمِيعِ مُدُنِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلْخَمْسَةِ الأَقْطَابِ مِنَ الْمَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ إِلَى قَرْيَةِ الصَّحْرَاءِ. وَشَاهِدٌ هُوَ الْحَجَرُ الْكَبِيرُ الَّذِي وَضَعُوا عَلَيْهِ تَابُوتَ الرَّبِّ. هُوَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ فِي حَقْلِ يَهُوشَعَ الْبَيْتِشَمْسِيِّ."
تكسير العربة واستخدام خشبها كوقود لتقديم ذبيحة لأن العربة لا يجب أن تستخدم في أي شيء ثانية. وفي آية(14) وقفت البقرتان عند حقل يهوشع البيتشمسى: اسمه هو نفس اسم يسوع أو يشوع. وكما قاد يشوع الشعب لدخول أرض الميعاد. قاد اسم يهوشع البقرتان. والعجلة تشير للكنيسة فدخولها حقل يشوع أو يهوشع هو إعلان عن أن متعة الكنيسة وفرحها هو بيسوعها سر قوتها. وشاهد هو الحجر الكبير: الذي وُضِعَ عليه تابوت العهد، هو شاهد لعمل الله مع شعبه تتطلع إليه الأجيال لتذكر محبة الله ورعايته.
الآيات (19-21):- "وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُل وَسَبْعِينَ رَجُلًا. فَنَاحَ الشَّعْبُ لأَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ الشَّعْبَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. وَقَالَ أَهْلُ بَيْتَشَمْسَ: «مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَقِفَ أَمَامَ الرَّبِّ الإِلهِ الْقُدُّوسِ هذَا؟ وَإِلَى مَنْ يَصْعَدُ عَنَّا؟» وَأَرْسَلُوا رُسُلًا إِلَى سُكَّانِ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ: «قَدْ رَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ الرَّبِّ، فَانْزِلُوا وَأَصْعِدُوهُ إِلَيْكُمْ»."
كان المفروض أن الشعب يسقطون على وجوههم عند معاينتهم للتابوت ويقدموا توبة للرب ويستدعوا الكهنة لحمله والاحتفال به لكنهم تجاهلوا الشريعة. لقد كرمه الفلسطينيون بالرغم من جهلهم أكثر من اليهود. ولقد كانت ضربة اليهود لاستهتارهم أكبر بكثير من ضربة الفلسطينيين فمن يعرف أكثر يدان أكثر. ضرب خمسين ألف رجل وسبعين رجلًا. ولقد أثار هذا العدد الكبير بعض التساؤلات كيف يوجد في بلد صغير مثل بيتشمس كل هذا العدد؟
1- جاء النص في العبرية أنه ضرب 70، 50،000 وفسرتها الفولجاتا Vulgate أنهم 70 من الرؤساء، 50،000 من الشعب. وترجمها البعض 70 رجلًا خمسين ألف رجل أي هناك تمييز بين الـ70 والـ 50،000. وفهم البعض النص أن الرب ضرب 70 من بين الـ50،000 الموجودين.
2- ربما اجتمع كثيرين من كل بني إسرائيل وفرحوا بعودة التابوت فرح غير مقدس وكل فرح غير مقدس عاقبته أنه يتحول إلى حزن ونوح فضرب الله 70 من أهل بيتشمس و50،000 من باقي إسرائيل.
3- مجرد رأي شخصي:-
"70 men of the people and 50 oxen of a man"
الآية 19 جاءت هكذا في الإنجليزية. oxen تترجم 1) ثيران. أو 2) إنسان ضخم البنية وغبي. وأصل الكلمة في العبرية هو حرف الألف في الأبجدية العبرية وله شكل الثور. وعند إستخدامه كرقم فهو يشير لرقم 1000 (قبل إستخدام الأرقام إستخدم القدماء الحروف كأرقام) "من قاموس Strongs الأمريكي" لأصول كلمات الكتاب المقدس. والمقصود بالرقم به بعض الغموض، وأميل لأن كلمة oxen تؤخذ ككلمة وليس كرقم فيكون تفسير الآية بطريقة من اثنين:- 1) ضرب الرب من أهل بيتشمس 70 رجلا، و50 من الجبابرة الأغبياء. 2) ضرب الرب 70 رجلًا من بيتشمس و50 ثورًا كانوا لرجل واحد. وهذا هو التفسير الأوقع.
عدم احترام تابوت العهد وضربة الشعب بسبب ذلك ينبهنا أننا كثيرًا ما نتهاون عندما نسمع صوت الله أو داخل الكنيسة أو أثناء تناولنا الأسرار الإلهية.
من يقدر أن يقف: أي من يقدر أن يواجه ضربات الله ويتحداه ويقف في وجهه. وإلى من يصعد عنا: أي لمن نُرْسلْ التابوت حتى نتخلص من الضربات. وللأسف هو نفس موقف الفلسطينيين وكان يجب أن يقولوا كيف نتصالح مع الله. وفي (21) أصعد التابوت إلى يعاريم ولم يرجع ثانية إلى شيلوه لأنها كانت قد دُمّرَتْ بواسطة الفلسطينيين (أر12:7). وصموئيل أقام خيمة في نوب وضع فيها الأواني والمذابح والتابوت لم يدخل إليها، فصموئيل اهتم بجوهر العبادة وليس بشكلياتها. وبقى التابوت في يعاريم حتى نقله داود إلى بيدركيدون وبيت عوبيد آدوم الجتي. (1أى5: 5-13 + 2أى4:1).
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 7 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل الأول 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/r83np4n