← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13
الآيات (1-2):- "وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِسْرَائِيلَ، فَهَرَبَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَسَقَطُوا قَتْلَى فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ. فَشَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَرَاءَ شَاوُلَ وَبَنِيهِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُونَاثَانَ وَأَبِينَادَابَ وَمَلْكِيشُوعَ أَبْنَاءَ شَاوُلَ."
تحدث الوحي عن انتصار ثم عاد إلى الحرب القائمة بين إسرائيل وشاول الملك ضد الفلسطينيين. وها نحن نرى شاول يرى بعينيه موت أولادهُ أمامُه. شاول حاول مرارًا قتل داود وفشل وداود رفض أن يمس شاول وترك الأمر كله لله. وطارد شاول داود حتى هرب وظن شاول أنه استراح وصار الملك لهُ ولأولاده ولم يُدرك أنه بهذا حفظ داود ليستلم الملك بعد موت شاول وبنيه. بل إن نفس يوم هزيمة شاول وموته كان يوم انتصار لداود فمن يتكل على الله لا يخزيه الله أبدًا ومن يتخلى عن الله يتخلى الله عنه فلا بُد أن ينهزم. ليتنا لا نتعجل على الدينونة فسيسقط الشيطان يومًا ما هو وكل جنوده وتكون النصرة للمؤمنين مهما طالت آلامهم واضطهاد الشيطان لهم. فها هو شاول يموت لا بيد داود ولكن بيد أعدائه هو.
الآيات (3-5):- "وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ عَلَى شَاوُلَ فَأَصَابَهُ الرُّمَاةُ رِجَالُ الْقِسِيِّ، فَانْجَرَحَ جِدًّا مِنَ الرُّمَاةِ. فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: «اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلاَّ يَأْتِيَ هؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي وَيُقَبِّحُونِي». فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدًّا. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. وَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، سَقَطَ هُوَ أَيْضًا عَلَى سَيْفِهِ وَمَاتَ مَعَهُ."
ركز الفلسطينيون ضرباتهم على شاول لأنه إذا سقط شاول يسقط الجيش كله وحينما جُرِح خاف أن يفعل به الفلسطينيون ما فعلوه بشمشون ويقلعوا عينيه ويمثلوا به. لذا طلب من حامل سلاحه الذي هو بحسب التقليد اليهودي دواغ الأدومي أن يقتله. فأخذ شاول السيف= يُقال أن السيف هو سيف دُواغ الأدومي الذي قتل به الكهنة. فبالسيف الذي قُتِلَ به الكهنة بأمر شاول نفسه انتحر به شاول أيضًا. ولنلاحظ أن الانتحار غريب على شعب الرب لكنه عادة عند الوثنيين. وفي (5) نجد دُواغ الأدومي ينتحر هو أيضًا بنفس السيف.
الآيات (6-7):- "فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَحَامِلُ سِلاَحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَعًا. وَلَمَّا رَأَى رِجَالُ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ الْوَادِي وَالَّذِينَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ أَنَّ رِجَالَ إِسْرَائِيلَ قَدْ هَرَبُوا، وَأَنَّ شَاوُلَ وَبَنِيهِ قَدْ مَاتُوا، تَرَكُوا الْمُدُنَ وَهَرَبُوا. فَأَتَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَسَكَنُوا بِهَا."
مات أبناء شاول معهُ وهم أبرياء. وقد يموت البريء مع الشرير لكن نفسه ستخلص وهذا مثال كيف تجنى خطية واحد على أبنائه، فأبناء شاول ومنهم يوناثان ماتوا بسبب خطية أبيهم شاول، ولكن نفوسهم محفوظة لخلاص أبدي. فخطية الأب لا يمكن أن تؤثر على خلاص نفس الابن (حز18) . وهل يهلك يوناثان المحب بطل الإيمان؟!
مَاتَ.. وَجَمِيعُ رِجَالِهِ: أي حرسهُ الخاص. أمّا ابنه إيشبوشث العاجز عن العمل ورئيس جيشه أبنير فلم يموتا. وموت يوناثان خلَّص داود من مأزق. فإن كان إيشبوشث عديم الفائدة وَجَدَ من يملكه فكم بالأولى يوناثان. ولو تنازل يوناثان لداود لكان يوناثان هو الذي ملَّك داود وليس الرب.
الآيات (8-12):- "وَفِي الْغَدِ لَمَّا جَاءَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِيُعَرُّوا الْقَتْلَى، وَجَدُوا شَاوُلَ وَبَنِيهِ الثَّلاَثَةَ سَاقِطِينَ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ. فَقَطَعُوا رَأْسَهُ وَنَزَعُوا سِلاَحَهُ، وَأَرْسَلُوا إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي كُلِّ جِهَةٍ لأَجْلِ التَّبْشِيرِ فِي بَيْتِ أَصْنَامِهِمْ وَفِي الشَّعْبِ. وَوَضَعُوا سِلاَحَهُ فِي بَيْتِ عَشْتَارُوثَ، وَسَمَّرُوا جَسَدَهُ عَلَى سُورِ بَيْتِ شَانَ. وَلَمَّا سَمِعَ سُكَّانُ يَابِيشَ جِلْعَادَ بِمَا فَعَلَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ بِشَاوُلَ، قَامَ كُلُّ ذِي بَأْسٍ وَسَارُوا اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَأَخَذُوا جَسَدَ شَاوُلَ وَأَجْسَادَ بَنِيهِ عَنْ سُورِ بَيْتِ شَانَ، وَجَاءُوا بِهَا إِلَى يَابِيشَ وَأَحْرَقُوهَا هُنَاكَ."
لِيُعَرُّوا الْقَتْلَى = ليسلبوا الثياب الثمينة وكل ما لهُ قيمة والأسلحة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وضعوا سلاح شاول في بيت عشتاروت (وَوَضَعُوا سِلاَحَهُ فِي بَيْتِ عَشْتَارُوثَ) = هم بهذا ينسبون الانتصار لإلههم. ولقد ظن الفلسطينيون أنهم بقتلهم شاول أنهم انتصروا انتصارًا نهائيًا على إسرائيل، لكن سرعان ما أتى داود ليُخْضِعهم؛ فلا يوجد مَنْ ينتصر على الله. ونجد أهل يابيش جلعاد يردون الجميل لشاول الذي سبق وخلصهم من ناحاش.
آية (13):- "وَأَخَذُوا عِظَامَهُمْ وَدَفَنُوهَا تَحْتَ الأَثْلَةِ فِي يَابِيشَ، وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ."
وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ = علامة الحزن والنوح الشديد. وحرق الأجساد شذوذ على قاعدة دفن الأجساد سليمة وربما خافوا أن يأتي الفلسطينيين ثانية لأخذ الأجساد. ولاحظ أن السفر بدأ بميلاد صموئيل الذي جاء كهبة إلهية وثمرة للصلاة والدموع وتقوى أمه وينتهي بانتحار شاول الذي كان بحسب مشورة الشعب وبحسب قلبهم. وعلى كل إنسان إمّا أن يختار الله فيحيا في كرامة أو يختار العالم فتكون نهايته مُخزية.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل الأول 30 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/394m43z