← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21
آية (1):- "وَكَانَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ يَخْدِمُ الرَّبَّ أَمَامَ عَالِي. وَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. لَمْ تَكُنْ رُؤْيَا كَثِيرًا."
لم تكن رؤيا كثيرة = (مز 74: 1، 9). هو تعبير عن الحال.
آية (2):- "وَكَانَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ إِذْ كَانَ عَالِي مُضْطَجِعًا فِي مَكَانِهِ وَعَيْنَاهُ ابْتَدَأَتَا تَضْعُفَانِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُبْصِرَ."
آية (3):- "وَقَبْلَ أَنْ يَنْطَفِئَ سِرَاجُ اللهِ، وَصَمُوئِيلُ مُضْطَجعٌ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللهِ،"
وقبل أن ينطفئ سراج الله = يبدو أن الله دعا صموئيل قبيل الفجر وسط الظلام الخارجي والسراج هو نور المنارة التي يشعلونها ليلًا وتطفأ صباحًا. ولاحظ كم الظلام الموجود.
1- الدعوة ليلًا؛ 2- لا توجد رؤيا، فكلمة الله عزيزة؛ 3- عينا رئيس الكهنة لا تبصر (آية 2).
وهذا تصوير رائع للمجاعة الروحية التي يعيشها الشعب فإن كان رئيس الكهنة لا يبصر (روحيًا) فإن قاد الأعمى شعبًا إلى أين سيذهب بهم.
آية (4):- "أَنَّ الرَّبَّ دَعَا صَمُوئِيلَ، فَقَالَ: «هأَنَذَا»."
أن الرب دعا صموئيل = من مراحم الله أنه قبل الظلمة النهائية يضيء سراج جديد هو صموئيل ودائمًا الله يفعل هذا يرسل أثناسيوس كسراج أمام ظلمة أريوس فهو يعتني ويسهر على كنيسته.
آية (5):- "وَرَكَضَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَقَالَ: «لَمْ أَدْعُ. ارْجعِ اضْطَجعْ». فَذَهَبَ وَاضْطَجَعَ."
وركض إلى عالي = كان صموئيل مضطجعًا في أحد الأبنية الملحقة بالخيمة وعالي مضطجعًا في مبنى آخر وقيل عن المكان كله أنه هيكل الرب (الخيمة + المباني الملحقة).
ملحوظة:- قيل أن عالي مضطجع في مكانه = آية 2 وقيل أن صموئيل مضطجع في هيكل الرب آية 3 وكلاهما كانا في هيكل الرب. لكن في نظر الله فصموئيل في هيكل الرب فهو أمام الله " أنا نائمة وقلبي مستيقظ" (نش 5: 2). أمّا عالي فهو نائم بجسده في هذا المكان فقط. المقصود هنا التعبير لا عن المكان فكلاهما في هيكل الرب إنما المقصود التعبير عن حالة كل منهما، أين يوجد قلب كل أحد منهما؟ لقد أصاب قلب عالي الكاهن الشيخوخة الروحية والعجز الروحي فأصبح قلبه لا يعاين الله.
آية (6):- "ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ وَدَعَا أَيْضًا صَمُوئِيلَ. فَقَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَقَالَ: «لَمْ أَدْعُ يَا ابْنِي. ارْجعِ اضْطَجعْ»."
آية (7):- "وَلَمْ يَعْرِفْ صَمُوئِيلُ الرَّبَّ بَعْدُ، وَلاَ أُعْلِنَ لَهُ كَلاَمُ الرَّبِّ بَعْدُ."
ولم يعرف صموئيل الرب = شتان بين هذه وبين أن ابني عالي لم يعرفا الرب. فصموئيل لم يعرف الرب بالرؤى والإعلانات أي أن الله لم يتكلم معهُ مباشرة من قبل والآن بداية معرفة جديدة تضاف لبساطته وطهارته وإيمانه. صموئيل هنا بدأ يعرف الرب بطريقة جديدة. والرب دعا صموئيل وكلمه وكان في الثانية عشرة من عمره (يوسيفوس) ولاحظ أن الله لم يستعمل صوتًا مخيفًا بل صوتًا مألوفًا لصموئيل حتى لا يرهب ويخاف بل هو ظنه صوت عالي. ونادى الرب صموئيل وكان في الهيكل كثيرون لكن لم تكن هناك أذان حساسة لصوت الله سوى أذني صموئيل. وكان صموئيل يستجيب لعالي لأنه يعرف أنه شيخ يحتاج المساعدة لذلك يقول الكتاب وركض آية5. وطاعة الأب الذي يُرى (أي عالي) هي علامة على طاعة الآب الذي لا يُرى. وكان صموئيل يذهب مع كل نداء بلا تذمر مع أنه في وقت النوم.
آية (8):- "وَعَادَ الرَّبُّ فَدَعَا صَمُوئِيلَ ثَالِثَةً. فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى عَالِي وَقَالَ: «هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي». فَفَهِمَ عَالِي أَنَّ الرَّبَّ يَدْعُو الصَّبِيَّ."
لقد نادى الرب صموئيل باسمه شخصيًا لكنه لم يستطع أن يتعرف على الصوت دون إرشاد عالي الكاهن. وهذا هو دور الكهنوت.
آية (9):- "فَقَالَ عَالِي لِصَمُوئِيلَ: «اذْهَبِ اضْطَجعْ، وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَاضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ."
آية (10):- "فَجَاءَ الرَّبُّ وَوَقَفَ وَدَعَا كَالْمَرَّاتِ الأُوَلِ: «صَمُوئِيلُ، صَمُوئِيلُ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ»."
فجاء الرب ووقف ودعا = هذا يعني أن الصوت ظل يقترب إلى أن ثبت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هو تنازل إلهي ومحبة إلهية فائقة نحو الإنسان. بل تكرار الاسم صموئيل صموئيل = يعني أن الله أحب اسمه وأحبه. ولقد كان كلام الله لهُ بعد ذلك ملخصًا مختصرًا قدر ما يحتمل الصبي أن يسمع.
الآيات (11-14):- "فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «هُوَذَا أَنَا فَاعِلٌ أَمْرًا فِي إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ عَلَى عَالِي كُلَّ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى بَيْتِهِ. أَبْتَدِئُ وَأُكَمِّلُ. وَقَدْ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّي أَقْضِي عَلَى بَيْتِهِ إِلَى الأَبَدِ مِنْ أَجْلِ الشَّرِّ الَّذِي يَعْلَمُ أَنَّ بَنِيهِ قَدْ أَوْجَبُوا بِهِ اللَّعْنَةَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَلَمْ يَرْدَعْهُمْ. وَلِذلِكَ أَقْسَمْتُ لِبَيْتِ عَالِي أَنَّهُ لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ أَوْ بِتَقْدِمَةٍ إِلَى الأَبَدِ»."
الله يكرر نفس المعاني التي قالها النبي قبل ذلك. ولم يذكر له تفاصيل العقوبة إذ لا حاجة لتكرارها بل هو يذكر عالي وبنيه لعلهم يتوبون لاَ يُكَفَّرُ عَنْ شَرِّ بَيْتِ عَالِي بِذَبِيحَةٍ.. إِلَى الأَبَدِ هذه تكملة لنبوة النبي (1 صم 2: 35-36). فالمسيح الكاهن الذي يأتي سيبطل الذبائح بذبيحة دِمِه. فقوله إلى الأبد فهذا فيه إشارة إلى ذبيحة المسيح الكفارية التي تكفر عن خطايا البشر للأبد، فالذبائح الحيوانية لا تكفر للأبد. ودم المسيح كفر عن أبرار العهد القديم (رو3: 25). لكن في حالة أبناء عالي وبيته فدم المسيح لن يكفر عنهم، فهم لا يستحقون. ولاحظ أن التهديد منصب على بيت عالي ، فالرجل نفسه كان يخاف الرب لكنه لم يكن حازمًا مع أولاده.
آية (15):- "وَاضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ، وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ. وَخَافَ صَمُوئِيلُ أَنْ يُخْبِرَ عَالِيَ بِالرُّؤْيَا."
خاف صموئيل أن يخبر عالي بالرؤيا خشية جرح مشاعره وهو شيخ وأب محبوب لديه وفتح أبواب بيت الرب = صنع هذا في الصباح لأنها خدمته أن يفتح السجف، خدمته التي تعود عليها. والآن بعد عَلِمَ أن الرب يكلمه شخصيًا لم ينتفخ ولم يرى أن عملهُ صار صغيرًا عليه.
الآيات (16-17):- "فَدَعَا عَالِي صَمُوئِيلَ وَقَالَ: «يَا صَمُوئِيلُ ابْنِي» فَقَالَ: «هأَنَذَا». فَقَالَ: «مَا الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَكَ بِهِ؟ لاَ تُخْفِ عَنِّي. هكَذَا يَعْمَلُ لَكَ اللهُ وَهكَذَا يَزِيدُ إِنْ أَخْفَيْتَ عَنِّي كَلِمَةً مِنْ كُلِّ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمَكَ بِهِ»."
آية (18):- "فَأَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ. فَقَالَ: «هُوَ الرَّبُّ. مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ»."
إجابة عالي تدل على تقواه بالرغم من ضعف شخصيته. وخطأهُ أنه لم يعمل شيئًا إيجابيًا.
الآيات (19-21):- "وَكَبِرَ صَمُوئِيلُ وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ، وَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ كَلاَمِهِ يَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ. وَعَرَفَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ أَنَّهُ قَدِ اؤْتُمِنَ صَمُوئِيلُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ. وَعَادَ الرَّبُّ يَتَرَاءَى فِي شِيلُوهَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْتَعْلَنَ لِصَمُوئِيلَ فِي شِيلُوهَ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ."
وكان الرب معهُ = هذا هو سر قوته. وقوة كل أولاد الله (1كو 15: 10). أولاد الله لا يعوزهم شيء فهو نفسه معهم. والله أعطاه نعمة في عيني شعبه = وَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ كَلاَمِهِ يَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ. وَعَرَفَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ = أي كل أرجاء البلاد فدان أقصى الشمال وبئر سبع أقصى الجنوب وعاد الرب يتراءى = لأنه كان أمينًا بعد أن تراءى لهُ الرب أول مرة تراءى لهُ بعد ذلك.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 4 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل الأول 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a6zv6s4