← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12
الآيات (1-4):- "وَقَالَ دَاوُدُ فِي قَلْبِهِ: «إِنِّي سَأَهْلِكُ يَوْمًا بِيَدِ شَاوُلَ، فَلاَ شَيْءَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَنْ أُفْلِتَ إِلَى أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، فَيَيْأَسُ شَاوُلُ مِنِّي فَلاَ يُفَتِّشُ عَلَيَّ بَعْدُ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ، فَأَنْجُو مِنْ يَدِهِ». فَقَامَ دَاوُدُ وَعَبَرَ هُوَ وَالسِّتُّ مِئَةِ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ، إِلَى أَخِيشَ بْنِ مَعُوكَ مَلِكِ جَتٍّ. وَأَقَامَ دَاوُدُ عِنْدَ أَخِيشَ فِي جَتٍّ هُوَ وَرِجَالُهُ، كُلُّ وَاحِدٍ وَبَيْتُهُ، دَاوُدُ وَامْرَأَتَاهُ أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ امْرَأَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيَّةُ. فَأُخْبِرَ شَاوُلُ أَنَّ دَاوُدَ قَدْ هَرَبَ إِلَى جَتٍّ فَلَمْ يَعُدْ أَيْضًا يُفَتِّشُ عَلَيْهِ."
مرة أخرى نجد داود في حالة ضعف، فهو يلتجئ إلى أخيش دون استشارة الرب. وداود من المؤكد من أبطال الإيمان ولكن لكل إنسان أخطاؤه. داود تَعِبَ من كثرة تردد شاول وتغير آراؤه كل يوم ووجد في هذا تهديد لحياته وحياة زوجاته. ولكن داود نسى أنه في حماية الله والله لا يغير كلامه ولا تسقط كلمة من كلامه والله كان يريد أن يبقَى داود في يهوذا. طبعًا هو التجأ لأرض الفلسطينيين لأن شاول لن يجرؤ على دخولها وراءَهُ. وكان هروبه لأخيش هذه المرة مختلف فهو أتى مع زوجاته وأسرته ورجاله فيصعب الحركة عليه هكذا كجاسوس بينما في المرة السابقة ذهب وَحدَهُ لأخيش فشك في أمره. وقد حسبه أخيش قوة ينتفع بها كحليف لهُ خاصة أن عداوة شاول لهُ عُرِفت في المنطقة كلها فظنوا أن داود سيحارب معهم ضد شاول. وكان الله يريد من داود أن يبقى في يهوذا ليشارك الشعب ألمهم التي يعانون منها من شاول. وربما يكون أخيش هذا هو ابن أخيش السابق.
الآيات (5-7):- "فَقَالَ دَاوُدُ لأَخِيشَ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ، فَلْيُعْطُونِي مَكَانًا فِي إِحْدَى قُرَى الْحَقْلِ فَأَسْكُنَ هُنَاكَ. وَلِمَاذَا يَسْكُنُ عَبْدُكَ فِي مَدِينَةِ الْمَمْلَكَةِ مَعَكَ؟» فَأَعْطَاهُ أَخِيشُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ صِقْلَغَ. لِذلِكَ صَارَتْ صِقْلَغُ لِمُلُوكِ يَهُوذَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. وَكَانَ عَدَدُ الأَيَّامِ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا دَاوُدُ فِي بِلاَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ."
داود لم يستحسن أن يسكن جت مع أخيش لأن رجاله وعائلتهم عددهم كبير وهذا سيسبب ضيق لأهل جت بالإضافة لأن وجوده في جت سيجعله في وضع محرج لأن العبادة هناك لآلهة وثنية وهو يرفض هذا قطعًا. لكن ماذا يصنع في المناسبات والاحتفالات وهو يعيش وسط هؤلاء القوم. ووجوده المستمر سيجعل منه عبدًا لأخيش ينفذ أوامره فقط. فماذا يكون موقفه لو قرّر أخيش أن يحارب شاول. فداود يريد إظهار أنه يعادي شاول فقط لكنه قطعًا لا يريد أن يحاربه. واستجاب لهُ الملك وأعطاه صقلغ: أولًا هذه المدينة أعطيت لشمعون وفي أيام شاول كانت في يد الفلسطينيين وفيما بعد صارت ليهوذا.
الآية (8):- "وَصَعِدَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ وَغَزَوْا الْجَشُورِيِّينَ وَالْجَرِزِّيِّينَ وَالْعَمَالِقَةَ، لأَنَّ هؤُلاَءِ مِنْ قَدِيمٍ سُكَّانُ الأَرْضِ مِنْ عِنْدِ شُورٍ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ."
إقامة داود بعيدًا عن جت أعطته حرية الحركة. لذا بدأ يمارس بعض حملات الغزو ضد الشعوب الوثنيين الذين عرفوا بالحياة العنيفة واللصوصية والفساد والرجاسات وفي (8) لأن هؤلاء من قديم= ربما كان الجشوريين والجرزيين فروعًا من العمالقة وقوله هؤلاء من قديم يشير إلى أن داود كان ينفذ أمر الرب في إبادة وإهلاك أعداء الشعب وأنهم هم ممن حرمهم الرب من قديم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكانت مدة إقامة داود في صقلغ أحسن استعداد لإدارة مملكته بعد موت شاول وتحريم وإبادة العمالقة والجشوريين والجرزيين. هنا كان لهُ فائدتان 1- تنفيذ أمر الله في الانتقام من هذه الشعوب 2- أن لا يخبر أحد منهم أخيش بما فعل داود فيبدأ يحترز منهُ ويأخذ موقفًا معاديًا منهُ وربما حَسَدَهُ لنجاحه كما حَسَدَهُ شاول. ولأن الله لم يحرم ماشية هؤلاء إستبقى منها داود لنفسه وكان طبيعيًا أن يُعطي منها هدايا لأخيش مقابل سكناه.
الآيات (9-12):- "وَضَرَبَ دَاوُدُ الأَرْضَ، وَلَمْ يَسْتَبْقِ رَجُلًا وَلاَ امْرَأَةً، وَأَخَذَ غَنَمًا وَبَقَرًا وَحَمِيرًا وَجِمَالًا وَثِيَابًا وَرَجَعَ وَجَاءَ إِلَى أَخِيشَ. فَقَالَ أَخِيشُ: «إِذًا لَمْ تَغْزُوا الْيَوْمَ». فَقَالَ دَاوُدُ: «بَلَى. عَلَى جَنُوبِيِّ يَهُوذَا، وَجَنُوبِيِّ الْيَرْحَمِئِيلِيِّينَ، وَجَنُوبِيِّ الْقِينِيِّينَ». فَلَمْ يَسْتَبْقِ دَاوُدُ رَجُلًا وَلاَ امْرَأَةً حَتَّى يَأْتِيَ إِلَى جَتٍّ، إِذْ قَالَ: «لِئَلاَّ يُخْبِرُوا عَنَّا قَائِلِينَ: هكَذَا فَعَلَ دَاوُدُ». وَهكَذَا عَادَتُهُ كُلَّ أَيَّامِ إِقَامَتِهِ فِي بِلاَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَصَدَّقَ أَخِيشُ دَاوُدَ قَائِلًا: «قَدْ صَارَ مَكْرُوهًا لَدَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ، فَيَكُونُ لِي عَبْدًا إِلَى الأَبَدِ»."
واضح النتائج السيئة لالتجاء داود لأخيش:
1- تقديم جزية لأخيش،
2- اضطر داود للكذب.
وحينما سألهُ أخيش إذًا لم تغزو اليوم= بمعنى هل غزوتم اليوم ومن غزوتم وجاءت الجملة في السبعينية "ضد من قمتم بالغزو اليوم" كذب داود وقال أنه غزا جنوب يهوذا واليرحمئيليين من نسل يهوذا وكان هذا ليُظهر لأخيش أنه في حالة حرب ضد شاول وشعبه فينعم بالسلام في جت. والقينيين حسبوا من سبط يهوذا (1أى55:2).
ملحوظة: نلاحظ من سؤال اخيش لداود أن غزو القبائل والشعوب المجاورة لنهبها كان هو السائد والطبيعي في تلك الأيام لذلك كان على داود أن يخضع الشعوب المجاورة حينما تسلم المُلك حتى يأمن شعبه من هذه الغزوات؟
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 28 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل الأول 26 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hyw9w4m