← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
- 2 - 3 - 4 -
5 - 6 - 7 - 8 -
9 - 10 - 11 -
12 - 13 - 14 -
15 - 16 - 17 -
18 - 19 - 20 -
21 - 22
*
بانتهاء الإصحاح السابق ينتهي عصر القضاة وهذا الإصحاح هو إعداد لفترة
الملكية.
*
طلب الشعب من صموئيل إقامة ملك لهم كسائر الأمم وقد حمل هذا الطلب رفض
لُملك الله ولصموئيل ولكن الله أعطاهم سؤل قلبهم وأقام لهم شاول حسن المظهر
وكان هذا حسب شهوة قلبهم " الرب يعطيك حسب قلبك" ومَلَك شاول إلى حين حتى
أتى داود الملك الذي بحسب قلب الله. والله وافق لهم على طلبهم ليكْمُلْ
الرمز في القصة.
الله يخلق الإنسان آدم ويملك عليه الله
آدم يرفض الله ويحب العالم ويختار إبليس حسن المنظر
الله يرسل المسيح ليؤسس مملكته
فترة القضاة = فترة الحكم الإلهي
الشعب يختار شاول حسن المنظر وهم أرادوا أن يتشبهوا بمن حولهم
ويكون لهم ملك يحميهم ويتقدمهم
داود يؤسس المملكة
*
ولقد وافق الله على أن يكون هناك ملك ولكن بشروطه هو فالملك في الأمم كان
يحكم بسلطة مطلقة وربما ينظرون لهُ كإله في بعض البلاد. ولكن ملك إسرائيل
خاضع لله وللشريعة، يمسحه الكاهن وليس لهُ حق العمل الكهنوتي. والله يعاقبه
لو أخطأ، فالله عاقب داود (في موضوع أوريا والتعداد) وعاقب أخاب (في موضوع نابوت) وهكذا.
*
بين هذا الإصحاح وما سبقه ليس أقل من 20 سنة وكان صموئيل قد شاخ ويُقدر عمر
صموئيل حينما سألهُ الشعب أن يُمَّلكْ عليهم ملكًا بحوالي 70 سنة.
* والله كان يخطط لإقامة ملك
على الشعب بحسب قلبه وسبق يعقوب وتنبأ أنه سيكون من
سبط يهوذا
(تك 49: 10) . ولقد سبق الله وأعطاهم الشرائع الخاصة بهذا الملك (تث 17:
14-20). ولكن الله يرسل وَعْدَهُ في ملء الزمان، وكان خطأ الشعب أنهم
تعجلوا الأحداث. وخطأهم الثاني أنهم لم يطلبوا ملكًا حسب مشيئة الله بل
ملكًا مثل الأمم (1صم 8: 5) هم نظروا للقوة ومنظر الملك فأعطاهم الله حسب
قلبهم ملكًا منظره حسن فكان لهم سبب شقاء عظيم. هم أرادوا ملكًا يقودهم في
الحرب ونسوا أنهم غلبوا بصلوات صموئيل، ونسوا أنه في عصر القضاة كان يمكنهم
اختيار القائد الذي يحارب أعداءهم بحسب إرادتهم ، فمنصب القاضي ليس
بالوراثة إنما الملك يُوَّرث.
الآيات (1-5):-
"وَكَانَ لَمَّا شَاخَ صَمُوئِيلُ أَنَّهُ جَعَلَ بَنِيهِ قُضَاةً
لإِسْرَائِيلَ. وَكَانَ اسْمُ ابْنِهِ الْبِكْرِ يُوئِيلَ، وَاسْمُ ثَانِيهِ
أَبِيَّا. كَانَا قَاضِيَيْنِ فِي بِئْرِ سَبْعٍ. وَلَمْ يَسْلُكِ ابْنَاهُ فِي
طَرِيقِهِ، بَلْ مَالاَ وَرَاءَ الْمَكْسَبِ، وَأَخَذَا رَشْوَةً وَعَوَّجَا
الْقَضَاءَ. فَاجْتَمَعَ كُلُّ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى
صَمُوئِيلَ إِلَى الرَّامَةِ وَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أَنْتَ قَدْ شِخْتَ،
وَابْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طَرِيقِكَ. فَالآنَ اجْعَلْ لَنَا مَلِكًا
يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ الشُّعُوبِ»."
غالبًا كان أبناء صموئيل ممتازين فرشحهم الشعب للقضاء وعينهم صموئيل قضاة
في الجنوب (في
بئر سبع) وهم لم يأخذوا المنصب بالوراثة فلا وراثة في
القضاء. ولكن المنصب كان سبب غواية لهم فقبلوا الرشوة وعّوجوا القضاء.
ولكن لماذا لم يوبخ الله صموئيل كما فعل مع عالي؟
1-
أخطاء أبناء صموئيل أقل كثيرًا فهم لم يستهينوا بالطقوس والهيكل ولم يزنوا.
2-
هم كانوا مستقيمين لكن المركز أغواهم على تعويج القضاء.
3-
يفهم ضمنًا أن صموئيل عزلهم ووضعهم أمام القضاء وأمام الشعب (1صم 12: 2)
واسم ابنه البكر يوئيل = يهوه هو الله والثاني أبيا = الرب
هو أبى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى).
ولكننا نجد في (أي 6: 28) وإبنا صموئيل البكر وَشْنِي ثم أَبِيَّا، فما
تفسير هذا الاختلاف؟
أ- قد يكون ليوئيل اسمًا آخر هو وَشْنِي.
آية (6):- "فَسَاءَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيْ صَمُوئِيلَ إِذْ قَالُوا: «أَعْطِنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا». وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ."
لقد حسب صموئيل النبي ذلك الطلب رفضًا لهُ شخصيًا ورفضًا لعمله القضائي.
آية (7):- "فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ."
أمّا الرب فحسب طلبهم رفضا شخصيًا لهُ هو كملك على شعبه. وهذه درس لكل خادم أن لا يحسب الإهانة موجهة لهُ شخصيًا بل لله فهو خادم لله، على أن يحسب كل مديح وكرامة موجهة لله وليس لشخصه هو. إسمع لصوت الشعب = فالله يقدس الحرية الإنسانية ويستجيب للطلبات الجماعية "الرب يعطيك حسب قلبك" وإن كان يشرح لهم سوء العاقبة وينذرهم لكنه يستجيب. ولو صبر الشعب عدة سنوات ما كانوا قد تعرضوا لمشاكل شاول فالله كان يُعّد لهم ملكًا حسب قلبه في ملء الزمان.
الآيات (8-22):- "حَسَبَ كُلِّ أَعْمَالِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا مِنْ يَوْمِ أَصْعَدْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ وَتَرَكُونِي وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى، هكَذَا هُمْ عَامِلُونَ بِكَ أَيْضًا. فَالآنَ اسْمَعْ لِصَوْتِهِمْ. وَلكِنْ أَشْهِدَنَّ عَلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ بِقَضَاءِ الْمَلِكِ الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْهِمْ». فَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ الَّذِينَ طَلَبُوا مِنْهُ مَلِكًا بِجَمِيعِ كَلاَمِ الرَّبِّ، وَقَالَ: «هذَا يَكُونُ قَضَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْكُمْ: يَأْخُذُ بَنِيكُمْ وَيَجْعَلُهُمْ لِنَفْسِهِ، لِمَرَاكِبِهِ وَفُرْسَانِهِ، فَيَرْكُضُونَ أَمَامَ مَرَاكِبِهِ. وَيَجْعَلُ لِنَفْسِهِ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ، فَيَحْرُثُونَ حَرَاثَتَهُ وَيَحْصُدُونَ حَصَادَهُ، وَيَعْمَلُونَ عُدَّةَ حَرْبِهِ وَأَدَوَاتِ مَرَاكِبِهِ. وَيَأْخُذُ بَنَاتِكُمْ عَطَّارَاتٍ وَطَبَّاخَاتٍ وَخَبَّازَاتٍ. وَيَأْخُذُ حُقُولَكُمْ وَكُرُومَكُمْ وَزَيْتُونَكُمْ، أَجْوَدَهَا وَيُعْطِيهَا لِعَبِيدِهِ. وَيُعَشِّرُ زُرُوعَكُمْ وَكُرُومَكُمْ، وَيُعْطِي لِخِصْيَانِهِ وَعَبِيدِهِ. وَيَأْخُذُ عَبِيدَكُمْ وَجَوَارِيَكُمْ وَشُبَّانَكُمُ الْحِسَانَ وَحَمِيرَكُمْ وَيَسْتَعْمِلُهُمْ لِشُغْلِهِ. وَيُعَشِّرُ غَنَمَكُمْ وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لَهُ عَبِيدًا. فَتَصْرُخُونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنْ وَجْهِ مَلِكِكُمُ الَّذِي اخْتَرْتُمُوهُ لأَنْفُسِكُمْ، فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَكُمُ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ». فَأَبَى الشَّعْبُ أَنْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ صَمُوئِيلَ، وَقَالُوا: «لاَ بَلْ يَكُونُ عَلَيْنَا مَلِكٌ، فَنَكُونُ نَحْنُ أَيْضًا مِثْلَ سَائِرِ الشُّعُوبِ، وَيَقْضِي لَنَا مَلِكُنَا وَيَخْرُجُ أَمَامَنَا وَيُحَارِبُ حُرُوبَنَا». فَسَمِعَ صَمُوئِيلُ كُلَّ كَلاَمِ الشَّعْبِ وَتَكَلَّمَ بِهِ فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِهِمْ وَمَلِّكْ عَلَيْهِمْ مَلِكًا». فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِرِجَالِ إِسْرَائِيلَ: «اذْهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ»."
الله يستجيب ولكن يحذر من سوء عاقبة اختيارهم. ولاحظ استعباد الملوك لبنات وأبناء شعبهم ولنرى الفارق العظيم بين ملوك الأرض وملكنا يسوع المسيح السماوي الذي يعطي بسخاء ولا يُعيّر. بل حين مَلَكَ مَلَكَ علينا بصليب محبته وبَذْله. وكون أن الله استجاب طلبتهم فليس معنى هذا رضاه عن ذلك فهو "يعطيك حسب قلبك، فإن كان سؤل قلبك سماويًا تنعم بالبركات السماوية وإن كان سؤل قلبك لغير صالحك يسمح الله بتحقيقه لأجل التأديب (مز 20: 4 + 37: 4 + 106: 15 + + هو 13: 11). وكما قلنا فقد سمح الله بأن يكون لهم ملك ولكن الله هو الملك الحقيقي والملك الذي سيقام يكون مجرد نائب عن الله فلذلك لم يحاول أحد ملوك يهوذا تغيير الناموس.
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 9 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل الأول 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7rbar28