← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
آية (1):- "وَكَانَ كَلاَمُ صَمُوئِيلَ إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ. وَخَرَجَ إِسْرَائِيلُ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلْحَرْبِ، وَنَزَلُوا عِنْدَ حَجَرِ الْمَعُونَةِ، وَأَمَّا الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَنَزَلُوا فِي أَفِيقَ."
وكان كلام صموئيل إلى جميع إسرائيل = أي عُرِف صموئيل أنه نبي عنده كلمة الله. وهذه الآية هي ربط بين الإصحاح السابق وهذا الإصحاح فهي تصلح كخاتمة للإصحاح السابق وتصلح أيضًا كبداية لهذا الإصحاح. لكن الوحي بهذه الآية يعاتب الشعب الذي عرف أن صموئيل عنده كلمة الله، فإذا كان الشعب قد عَرِف أن صموئيل هو نبي الله فلماذا لم يَستشيره قبل أن يخرجوا للحرب. ولا يفهم من الآية أن صموئيل هو الذي أمر الشعب بالحرب بل العكس كما قلنا. ولأنهم خرجوا للحرب دون أن يتقدسوا أو يسَتشيروا الرب انهزموا والهزيمة دائمًا سببها تخلي الله. والله يتخلى في حالة الإصرار على الخطية بدون توبة. ولكن الله لا يترك شعبه للنهاية بل يرسل لهم دائمًا من يخلصهم بعد أن يؤدبهم فالأب السماوي لا يدلل أولاده (مثل عالي) بل يحبهم محبة حقيقية. حجر المعونة = أخذ هذا الاسم بعد الحوادث المذكورة هنا بحوالي 20 عامًا (1صم 7: 12). إذ وضع صموئيل حجرًا تذكاريًا بين المصفاة والسن في جنوب شرق أفيق.
آية (2):-. "وَاصْطَفَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ، وَاشْتَبَكَتِ الْحَرْبُ فَانْكَسَرَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَضَرَبُوا مِنَ الصَّفِّ فِي الْحَقْلِ نَحْوَ أَرْبَعَةِ آلاَفِ رَجُل."
آية (3):- "فَجَاءَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَحَلَّةِ. وَقَالَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ: «لِمَاذَا كَسَّرَنَا الْيَوْمَ الرَّبُّ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ لِنَأْخُذْ لأَنْفُسِنَا مِنْ شِيلُوهَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ فَيَدْخُلَ فِي وَسَطِنَا وَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ أَعْدَائِنَا»."
لماذا كسرنا اليوم الرب =
هم
اعترفوا بأن انكسارهم كان من الرب ولكن جهلوا أن الخطية هي السبب "هلك شعبي
من عدم المعرفة " كان يجب أن يفهموا أن فسادهم وانحرافهم عن الله هو السبب
لنأخذ.. تابوت عهد الرب = وهل تابوت العهد سيغطي الفساد؟ كان الحل
في التوبة والقداسة والإيمان. فهناك من يلبس صلبان ذهبية مرصعة بالماس ولكن
بدون إيمان فصلبانه لن تنفعه شيئًا وهناك
مَنْ يرسم علامة الصليب بإيمان
فتذهب قوة السم (مارجرجس) وهكذا
نقل سمعان الخراز جبل المقطم. والتابوت هو
رمز لحلول الله وسطهم، لكنهم بفكرهم الوثني ظنوا أن وجود التابوت تعويذة
تحميهم مثل أوثان باقي الأمم مع أن الله أخبرهم أنه لا يسكن داخل التابوت
بل بين الكاروبين (حيث تظهر الشكينة أي مجد الله) والله سيسكن وسطهم لو هم
في حالة قداسة. (هذا الحال شرحه مزمور 78: 56-64). هم إتكلوا على شكليات
العبادة دون تغيير القلب
(أر 7: 8) + (حز 10: 18، 11: 22) فالله أقام الخيمة والتابوت لأجلهم فإن
هم رفضوه سيرفض الخيمة والتابوت.
آية (4):- "فَأَرْسَلَ الشَّعْبُ إِلَى شِيلُوهَ وَحَمَلُوا مِنْ هُنَاكَ تَابُوتَ عَهْدِ رَبِّ الْجُنُودِ الْجَالِسِ عَلَى الْكَرُوبِيمِ. وَكَانَ هُنَاكَ ابْنَا عَالِي حُفْنِي وَفِينَحَاسُ مَعَ تَابُوتِ عَهْدِ اللهِ."
جاء حُفْنِي وَفِينَحَاسُ = اللذين أفسدا الشعب وكانا فاسدين ليحملوا التابوت، فهل يرضي الله؟ الجالس على الكروبيم = وقارن مع (2صم6: 2 + مز80: 1 + مز99: 1). وهذا الاسم جاء من أن غطاء تابوت العهد يوجد عليه كاروبين، وهو يشير لعرش الله المحاط بالملائكة، والقول أن الله جالس على الكروبيم يعني ارتياح الله وفرحه بملائكته الذين يحبونه، وهذا لأنهم يعرفونه حق المعرفة فوجدوه مستحقا لهذا الحب. والكتاب عبَّر عن عمق هذه المعرفة بقوله أنهم "مملوَّةً عيونا" (رؤ4: 8)، ومن هذا الشكل لتابوت العهد قال داود في مزموره عن الله "ركب على كروب" (مز18: 10). وراجع (حز1) لترى أشكال الكاروبيم، وأنه على رؤوسها مقبب يشير للسماء (حز1: 22)، وترى أن عرش الله فوق هذا المقبب (حز1: 26).
آية (5):- "وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ هَتَفُوا هُتَافًا عَظِيمًا حَتَّى ارْتَجَّتِ الأَرْضُ."
هتفوا.. حتى أرتجت الأرض = هنا يسبحون الله بشفاههم لكن القلب مبتعد بعيدًا. لقد هتفت الحناجر أمّا القلوب فظلت ساكنة بعيدة عن فكر التوبة.
الآيات (6-8):- "فَسَمِعَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ صَوْتَ الْهُتَافِ فَقَالُوا: «مَا هُوَ صَوْتُ هذَا الْهُتَافِ الْعَظِيمِ فِي مَحَلَّةِ الْعِبْرَانِيِّينَ؟» وَعَلِمُوا أَنَّ تَابُوتَ الرَّبِّ جَاءَ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَخَافَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «قَدْ جَاءَ اللهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ». وَقَالُوا: «وَيْلٌ لَنَا لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ هذَا مُنْذُ أَمْسِ وَلاَ مَا قَبْلَهُ! وَيْلٌ لَنَا! مَنْ يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ هؤُلاَءِ الآلِهَةِ الْقَادِرِينَ؟ هؤُلاَءِ هُمُ الآلِهَةُ الَّذِينَ ضَرَبُوا مِصْرَ بِجَمِيعِ الضَّرَبَاتِ فِي الْبَرِّيَّةِ."
آية (9):- "تَشَدَّدُوا وَكُونُوا رِجَالًا أَيُّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِئَلاَّ تُسْتَعْبَدُوا لِلْعِبْرَانِيِّينَ كَمَا اسْتُعْبِدُوا هُمْ لَكُمْ. فَكُونُوا رِجَالًا وَحَارِبُوا»."
تشددوا وكونوا رجالًا = وإن خاف الفلسطينيين لمعرفتهم السابقة بأعمال الله مع شعبه لكنهم عوضًا عن التراجع ازدادوا حماسًا وتشجعوا. ولو كان الله راضيًا عن شعبه لأزعج الفلسطينيين كما حدث من قبل. ولكن هذا لم يحدث وصارت الغلبة للفلسطينيين لكن إلى حين.
الآيات (10-12):- "فَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ، وَانْكَسَرَ إِسْرَائِيلُ وَهَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. وَكَانَتِ الضَّرْبَةُ عَظِيمَةً جِدًّا، وَسَقَطَ مِنْ إِسْرَائِيلَ ثَلاَثُونَ أَلْفَ رَاجِل. وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ، وَمَاتَ ابْنَا عَالِي حُفْنِي وَفِينَحَاسُ. فَرَكَضَ رَجُلٌ مِنْ بَنْيَامِينَ مِنَ الصَّفِّ وَجَاءَ إِلَى شِيلُوهَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَثِيَابُهُ مُمَزَّقَةٌ وَتُرَابٌ عَلَى رَأْسِهِ."
آية (13):- "وَلَمَّا جَاءَ، فَإِذَا عَالِي جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بِجَانِبِ الطَّرِيقِ يُرَاقِبُ، لأَنَّ قَلْبَهُ كَانَ مُضْطَرِبًا لأَجْلِ تَابُوتِ اللهِ. وَلَمَّا جَاءَ الرَّجُلُ لِيُخْبِرَ فِي الْمَدِينَةِ صَرَخَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا."
واضح أن عالي لم يكن موافقًا على أخذ تابوت العهد فكان قلبه مضطربًا (قَلْبَهُ كَانَ مُضْطَرِبًا) لأجله. لكنه كان قد خضع لإرادة الشعب.
آية (14): "فَسَمِعَ عَالِي صَوْتَ الصُّرَاخِ فَقَالَ: «مَا هُوَ صَوْتُ الضَّجِيجِ هذَا؟» فَأَسْرَعَ الرَّجُلُ وَأَخْبَرَ عَالِيَ."
آية (15):- "وَكَانَ عَالِي ابْنَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَقَامَتْ عَيْنَاهُ وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُبْصِرَ."
قامت عيناه = أي إظلمت وكلت وفقد البصر تمامًا ولاحظ أن نهاية حياته كانت ظلامًا دامسًا له ولشعبه إسرائيل.
آية (16):- "فَقَالَ الرَّجُلُ لِعَالِي: «أَنَا جِئْتُ مِنَ الصَّفِّ، وَأَنَا هَرَبْتُ الْيَوْمَ مِنَ الصَّفِّ». فَقَالَ: «كَيْفَ كَانَ الأَمْرُ يَا ابْنِي؟»"
آية (17):- "فَأَجَابَ الْمُخَبِّرُ وَقَالَ: «هَرَبَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَكَانَتْ أَيْضًا كَسْرَةٌ عَظِيمَةٌ فِي الشَّعْبِ، وَمَاتَ أَيْضًا ابْنَاكَ حُفْنِي وَفِينَحَاسُ، وَأُخِذَ تَابُوتُ اللهِ»."
كل خبر أصعب من الخبر الذي قبله. 1) هرب الشعب وانكسر؛ 2) مات الكثيرين؛ 3) مات ابناه؛ 4) أخذ تابوت العهد.
آية (18):- "وَكَانَ لَمَّا ذَكَرَ تَابُوتَ اللهِ، أَنَّهُ سَقَطَ عَنِ الْكُرْسِيِّ إِلَى الْوَرَاءِ إِلَى جَانِبِ الْبَابِ، فَانْكَسَرَتْ رَقَبَتُهُ وَمَاتَ، لأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا شَيْخًا وَثَقِيلًا. وَقَدْ قَضَى لإِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً."
كان الخبر الذي أرعب وأحزن عالي إلى الموت خبر أخذ تابوت العهد.
آيات (19-20):- "وَكَنَّتُهُ امْرَأَةُ فِينَحَاسَ كَانَتْ حُبْلَى تَكَادُ تَلِدُ. فَلَمَّا سَمِعَتْ خَبَرَ أَخْذِ تَابُوتِ اللهِ وَمَوْتَ حَمِيهَا وَرَجُلِهَا، رَكَعَتْ وَوَلَدَتْ، لأَنَّ مَخَاضَهَا انْقَلَبَ عَلَيْهَا. وَعِنْدَ احْتِضَارِهَا قَالَتْ لَهَا الْوَاقِفَاتُ عِنْدَهَا: «لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ قَدْ وَلَدْتِ ابْنًا». فَلَمْ تُجِبْ وَلَمْ يُبَالِ قَلْبُهَا."
وسمعت امرأة فينحاس وهي تلد وعند احتضارها لم تهتم بأن الطفل ولد.
آية (21):- "فَدَعَتِ الصَّبِيَّ «إِيخَابُودَ» قَائِلَةً: «قَدْ زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ». لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ وَلأَجْلِ حَمِيهَا وَرَجُلِهَا."
إيخابود = زال المجد أو أين هذا المجد. هي ظنت أن المجد في وجود التابوت في إسرائيل ولكن هي أخطأت الفهم فالمجد هو بوجود الله في وسط شعبه أي وسط القديسين، لقد اخذ التابوت لأن المجد زال عن إسرائيل فهم ليسوا قديسين بل أشرار فالله لا يقيم الآن وسطهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لقد كانت نكبة المرأة في أخذ التابوت أشد وقعًا على نفسها من موت حميها ورجلها فاخذ التابوت علامة على ترك الله لشعبه. وميلاد ابنها لا يعزيها فأي مستقبل تنتظره إسرائيل التي زال عنها المجد وفارقها الله.... لقد كانت هذه المرأة أبر من زوجها وحميها. لقد كان أخذ التابوت فيه تأديب للطرفين لإسرائيل وللفلسطينيين.
آية (22):- "فَقَالَتْ: «زَالَ الْمَجْدُ مِنْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّ تَابُوتَ اللهِ قَدْ أُخِذَ»."
← تفاسير أصحاحات صموئيل الأول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير صموئيل الأول 5 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير صموئيل الأول 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9d3bv6x