* تأملات في كتاب
عدد: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
يرتبط هذا الأصحاح بما جاء في سفر اللاويين (لا 11، 21)، فإذا كان سفر اللاويين قد تحدث عن نجاسة من لمس الميت ووجوب طهارته قبل التعامل أو لمس أحد، يقدم سفر العدد في هذا الأصحاح شريعة التطهير من خلال ذبيحة البقرة الحمراء والتي سنتعرف بالتفصيل على شريعتها.
(1) ذبح البقرة وجمع رمادها (ع1-10)
(2) تطهير المنجس بلمس ميت (ع11-16)
(3) شريعة وخطوات التطهير (ع17-22)
1 وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: 2«هَذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ التِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيل أَنْ يَأْخُذُوا إِليْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لا عَيْبَ فِيهَا وَلمْ يَعْلُ عَليْهَا نِيرٌ 3 فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ فَتُخْرَجُ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ. 4 وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ الكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِإِصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إِلى جِهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. 5 وَتُحْرَقُ البَقَرَةُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. يُحْرَقُ جِلدُهَا وَلحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا. 6 وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزًا وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ البَقَرَةِ 7 ثُمَّ يَغْسِلُ الكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ المَحَلةَ. وَيَكُونُ الكَاهِنُ نَجِسًا إِلى المَسَاءِ. 8 وَالذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلى المَسَاءِ. 9 وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ البَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ المَحَلةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل فِي حِفْظٍ مَاءَ نَجَاسَةٍ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10 وَالذِي جَمَعَ رَمَادَ البَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلى المَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيل وَلِلغَرِيبِ النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً.
فريضة الشريعة: أي طقس ونظام ما ينبغى اتباعه فيما هو آتٍ.
بقرة حمراء: أي لون جلدها كله أحمر وليس بها بقعة أو حتى شعرة من أي لون آخر.
والمقصود باللون الأحمر هو البنى الفاتح لون البقر المعروف. كما قال عيسو ليعقوب على لون العدس (البنى الفاتح) "اطعمنى من هذا الأحمر" (تك25: 30).
أمر الرب موسى وهارون بأن التقدمة، التي سوف تُخَصَّص لذبيحة التطهير، ينبغى أن تكون بقرة لونها أحمر يبحث عنها بنو إسرائيل لتقدم للرب. والشرط الثاني بخلاف لونها هو أن تكون صحيحة ولا عيب فيها، فليست مريضة إذًا أو بها عيب ظاهر أو لون آخر، والشرط الثالث هنا هو ألا تكون استخدمت في الحرث أو أعمال الحقل أو تم حمل أي شيء على ظهرها.
يأخذ ألعازار الكاهن البقرة ويتم ذبحها بواسطته أو تحت نظر عينيه خارج المحلة، ثم يأخذ من دم البقرة وينظر ناحية باب الخيمة وهو خارج المحلة وينضح الدم سبع مرات. والدم بالطبع يشير إلى التكفير عن خطايا الشعب كله والسبع مرات إشارة إلى كمال هذا التطهير. ويتم ذبح البقرة الحمراء خارج المحلة لأنها ترمز لنجاسة الخطية.
ع5:
فرثها: هو بقايا الطعام التي في أحشائها.أمر الرب بعد ذلك أن تحرق البقرة بكاملها، مثل ذبيحة المحرقة أو الخطية، ولكن خارج المحلة وليس على مذبح المحرقة.
ع6: يأخذ الكاهن، سواء كان ألعازار أو من بعده في الأجيال التالية، ثلاثة أشياء تحمل معانى رمزية يضعها أيضًا على النار التي تأكل البقرة المذبوحة، وهذه الأشياء هي:
1- خشب أرز: وهو يرمز لعدم الفساد إذ أنه غير قابل للتسوس.
2- الزوفا: وهو النبات العشبى والذي يرمز للتطهير "تنضح علىّ بزوفاك فأطهر".
3- القرمز: وهو يرمز للخطية والغفران في آن واحد.
أ - للخطية: "إن كانت خطاياكم كالقرمز" (إش1: 18).
ب- للغفران: لأنه في احمراره يرمز لدم المسيح الغافر خطايا العالم.
ع7، 8: أما الكاهن ومن ساعده في الذبح وحرق البقرة الحمراء، فيكون عليهما شريعة واحدة وهي:
أ ) غسل ثيابه التي تنجست بدم الذبيحة.
ب ) غسل جسده من آثار الدم أيضًا.
جـ) يصير الاثنان نجسين فلا يقترب الكاهن إلى الخيمة أو الخدمة، ولا الشخص الذي ساعده يمكنه لمس أي إنسان آخر حتى مساء نفس يوم الذبح.
ع9: يأتي شخص ثالث، بعد انصراف الكاهن ومن ساعده وبعد انطفاء النار التي أتت على البقرة بأكملها، ويجمع الرماد المتبقى بعد حرق البقرة، ويعلمنا التقليد اليهودي أن هذا الرماد كان يُسحَق ناعمًا وبعد هذا يُحفَظ في مكان أمين خارج حدود إقامة الشعب أي خارج المحلة، ليستخدمه الشعب عن طريق الكهنة وقت اللزوم أي عندما يتنجس أحد منهم بلمس ميت على سبيل المثال.
حفظ ماء نجاسة: أي يحفظ الرماد جافًا ولكن عند استخدامه يخلط بعضًا منه بالماء لرشه على المتنجس. ويسمى هذا الماء ماء نجاسة وإن كان يستخدم للتطهير.
ذبيحة خطية: تعتبر البقرة هنا ذبيحة خطية لأنها استخدمت للتطهير من الخطية.
ع10: يصير الرجل الذي ساعده أيضًا في جمع الرماد نجسًا حتى المساء.
أما هذا الرماد فإنه شريعة ونظام يستمر دائمًا لاحتياج الإنسان الدائم للتطهير سواء لليهودي الأصل أو المتهود من الدخلاء وليسوا من الأسباط.
البقرة الحمراء كرمز للمسيح:
لا توجد خطية لا تحتاج تكفير أو تطهير، وصارت خطية لمس الميت ترمز لانتقال الخطية بالعدوى أو المعاشرة، ففى كل الأحوال كان الاحتياج للتطهير، وهنا جاءت شريعة البقرة الحمراء تحمل معانى كثيرة أجمل ما فيها أنها رمز مباشر لعمل المسيح الكفارى في تطهير الخطايا.
فهى حمراء
بلا عيب
لم تحمل نيرًا
كانت تحرق بأكملها
وضع خشب الأرز
كان الكاهن هو الذي يقدم ذبيحة البقرة الحمراء فيذبحها بنفسه، والمسيح قدَّم نفسه ذبيحة على الصليب عن العالم كله.
كانت البقرة الحمراء تذبح خارج المحلة، والمسيح أيضًا صلب خارج أورشليم.
كان الكاهن ينضح دم ذبيحة البقرة الحمراء نحو بيت الرب، والمسيح عُلِّق على الصليب ورفعوه نحو السماء ليرضى الآب ويصالحنا معه.
كان رماد البقرة يخلط بالماء ليطهر المتنجسين، والمسيح بموته على الصليب أعطانا ماء المعمودية ليخلصنا من الطبيعة الشريرة ويطهرنا من كل خطية.
كان رماد البقرة يدوم لمدة طويلة، وذبيحة المسيح تدوم أيضًا إلى الأبد فيعطى جسده ودمه لكل الأجيال.
كان قليل من رماد البقرة يطهر كل إنسان متنجس، وأصغر جزء من ذبيحة المسيح، أي جسده ودمه، يطهر ويشبع كل مؤمن به.
† إن كان المسيح قد تألم خارج المحلة ليطهرنا من خطايانا، فلا تنزعج إن أهملك الآخرون أو أساءوا إليك أو أبعدوك عنهم فقد عملوا كل هذا مع سيدك المسيح، فاحتمل واثقًا من معونة الله التي تسندك وستختبر أيضًا وجوده معك فيعزى قلبك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11«مَنْ مَسَّ مَيِّتًا مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ مَا يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 12 يَتَطَهَّرُ بِهِ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ وَفِي اليَوْمِ السَّابِعِ يَكُونُ طَاهِرًا. وَإِنْ لمْ يَتَطَهَّرْ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ فَفِي اليَوْمِ السَّابِعِ لا يَكُونُ طَاهِرًا. 13 كُلُّ مَنْ مَسَّ مَيِّتًا مَيِّتَةَ إِنْسَانٍ قَدْ مَاتَ وَلمْ يَتَطَهَّرْ يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيل. لأَنَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ لمْ يُرَشَّ عَليْهَا تَكُونُ نَجِسَةً. نَجَاسَتُهَا لمْ تَزَل فِيهَا. 14«هَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ فَكُلُّ مَنْ دَخَل الخَيْمَةَ وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي الخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 15 وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ ليْسَ عَليْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ. 16 وَكُلُّ مَنْ مَسَّ عَلى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ قَتِيلًا بِالسَّيْفِ أَوْ مَيِّتًا أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْرًا يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
ع11:
ميتة إنسان: ذكرت هنا تمييزًا عن لَمْس الميت من الحيوان.من لمس حيوان ميت صار نجسًا حتى المساء، أما هنا فمن يلمس الإنسان الميت يصير نجسًا لمدة سبعة أيام؛ واستمرار النجاسة لسبعة أيام إشارة لخطورة الخطية وضرورة التطهير منها.
ع12: على هذا الإنسان أن تبدأ شريعة تطهيره، بأن ينضح عليه الكاهن من ماء التطهير والمُسَمَّى بماء النجاسة في اليوم الثالث ... ويعود ويكرر هذا العمل في اليوم السابع أيضًا (ع19)، ولكن إذا تهاون ولم يتقدم للتطهير في اليوم الثالث، يأتي عليه اليوم السابع وهو لم يزل نجسًا، والمعنى الروحي أن السبعة أيام هنا ترمز إلى كمال عمر الإنسان، فالزمن وإن طال لا يمحى إثم الإنسان ولكن التوبة ودم المسيح في سر الإفخارستيا هما وحدهما اللذان يمحوان الإثم، والذي يرمز إليه التطهير في اليوم الثالث، بالإضافة إلى أن رقم ثلاثة يرمز لقيامة المسيح والسبعة أيام إلى أسرار الكنيسة السبعة.
ع13:
ينجس مسكن الرب: أي ينجس المحلة التي يسكن فيها الله وسط شعبه.أما إذا استهتر الإنسان بشريعة تطهيره وظل نجسًا، يعتبر مستهترًا ومزدريًا ببيت الرب وكل طهارة الشعب. والمعنى الروحي أن الإنسان الذي يخطئ ولا يتقدم بالتوبة وسر الاعتراف أمام الله، يصير متعديًا ليس فقط على نفسه بل على الكنيسة كلها فتزيد خطيته أضعافًا، ولذلك جاءت العقوبة قاسية في هذا العدد إذ صار الحكم عليه أن يقطع عن شعبه، أي يخرج خارج الشعب فيحرم من عضويته في شعب الله وقد يحكم عليه القضاة بالموت رجمًا.
† أيها الحبيب، إن كان الله في مراحمه يطيل أناته على الخطاة حتى يرجعوا بالتوبة إلى أحضانه، فهذا ليس معناه التهاون واللامبالاة، فالله الرحوم لا يتهاون أيضًا في ثمن الخطية لأن استمرار التهاون معناه للأسف الاستخفاف بذبيحة ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح.
ع14-16: في هذه الأعداد الثلاثة حصر وتحديد للأشكال التي قد يتنجس بها الإنسان في حالة لمس الميت ووجوب تطهيره، ويمكن حصرها في الآتي:
كل من كان أو دخل أو لمس شيئًا في خيمة الميت، بل كل الأوانى المفتوحة أو المكشوفة، أي بلا غطاء، تصير نجسة أيضًا وهذه رمز للحواس غير المنضبطة وغير منغلقة عن الشر.
حتى وإن كان الإنسان في الصحراء أو العراء ولمس قتيلًا أو ميتًا عاديًا أو بقايا عظام إنسان أو لمس قبرًا يصير نجسًا.
ويطبق على المتنجس شريعة النجاسة كما ذكر في (ع11) سبعة أيام، وبالطبع يبدأ التطهير في اليوم الثالث كما سبق الشرح. مهما كان سبب موت الميت سواء في خيمة، أي تعمل فيه الخطية تدريجيًا، أو قتيلًا بالسيف، أي تعمل فيه الخطية مفاجأة، أو عظم إنسان، أي خطية قديمة. فالموت نجس لأن الخطية هي سببه.
17 فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَليْهِ مَاءً حَيًّا فِي إِنَاءٍ. 18 وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي المَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلى الخَيْمَةِ وَعَلى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ وَعَلى الأَنْفُسِ الذِينَ كَانُوا هُنَاكَ وَعَلى الذِي مَسَّ العَظْمَ أَوِ القَتِيل أَوِ المَيِّتَ أَوِ القَبْرَ. 19 يَنْضِحُ الطَّاهِرُ عَلى النَّجِسِ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ وَاليَوْمِ السَّابِعِ. وَيُطَهِّرُهُ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ بِمَاءٍ فَيَكُونُ طَاهِرًا فِي المَسَاءِ. 20 وَأَمَّا الإِنْسَانُ الذِي يَتَنَجَّسُ وَلا يَتَطَهَّرُ فَتُبَادُ تِلكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ. مَاءُ النَّجَاسَةِ لمْ يُرَشَّ عَليْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. 21 فَتَكُونُ لهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. وَالذِي رَشَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَالذِي مَسَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَكُونُ نَجِسًا إِلى المَسَاءِ. 22 وَكُلُّ مَا مَسَّهُ النَّجِسُ يَتَنَجَّسُ وَالنَّفْسُ التِي تَمَسُّ تَكُونُ نَجِسَةً إِلى المَسَاءِ».
يمكن تلخيص خطوات التطهير الخاصة بمن لمس ميتًا في الخطوات التالية:
لا بُد أن يقوم بهذا العمل رجل طاهر، فليس من المعقول أن يقوم بالتطهير من هو نجس، فالأعمى لا يقود أعمى. وفى هذا تعليم جميل لكل خدام الكنيسة وقادتها، فالذى يقوم بالتعليم والإرشاد يجب أن يكون طاهر السيرة، نقى الضمير، حتى يستطيع قيادة الآخرين.
يأخذ الرجل الطاهر، الذي قد يكون هو الكاهن نفسه، قليلًا من رماد حريق البقرة الحمراء في إناءٍ ويضع عليه ماءً ويأخذ أيضًا باقة من نبات الزوفا ويغمسها في هذا الماء ويقوم بالرش على الخيمة وكل الأمتعة والمفروشات والأوانى التي بداخلها.
يشمل الرش أيضًا كل سكان الخيمة الذين تواجدوا وقت الموت ومن لمس الميت أو من لمس عظم ميت أو قبر (ع16).
يتم هذا الرش أو النضح مرتين في اليوم الثالث والسابع.
في اليوم السابع وبعد الرش يأتي من كان نجسًا ويغسل ثيابه ويستحم ويصير طاهرًا مساء اليوم السابع.
ع20: في هذا العدد تكرار لما جاء في (ع13)، فمن يستهتر بهذه الشريعة ولم يرش عليه ماء النجاسة، أي ماء التطهير، يصير سبب نجاسة للشعب كله ولهذا يكون عقابه شديدًا إذ يؤخذ هذا الإنسان خارج المحلة ويحكم عليه بالقتل رجمًا.
ع21:
فريضة دهرية: رسمًا دائمًا وشريعة مستمرة.أما الذي كان طاهرًا ورش ماء النجاسة على المتنجس، فيعتبر هو نفسه نجسًا إلى المساء وعليه عند المساء أن يستحم أيضًا ويغسل ثيابه. وفى هذا تأمل جميل لحياتنا الروحية وهو أن الخادم والمرشد والكاهن الذي يسمع خطايا ومتاعب شعبه قد يتأثر ولو قليلًا "يتنجس" بما سمعه فعليه أيضًا أن يرفع قلبه بالصلاة عن خطاياه وخطايا من سمعه أو عن خطايا شعبه لو كان كاهنًا.
ع22: يؤكد الله أن الخطية كالمرض المعدى فهي سريعة الانتشار والوصول إلى الآخر، فكل من كان نجسًا بسبب لمس ميت ثم لمس آخر تنتقل إليه النجاسة ويحتاج بدوره إلى ماء التطهير. والمعنى الروحي هنا واضح وهو أنه على الإنسان أن يعتزل الأشرار للحفاظ على نفسه وخلاصها، فالتأثر محتمل وكثير من الناس أضاعوا حياتهم بسبب أصدقاء السوء.
† أخى الحبيب ... علينا الاهتمام بالبعيدين ودعوتهم إلى المسيح وخلاص نفوسهم ولكن ضع لنفسك حدودًا في الخلطة بمجتمعاتهم لئلا تنزلق أنت إليهم بدلًا من أن ترفعهم إلى المسيح، فلا يوجد إنسان لا يتأثر بالوسط الذي حوله، فاحذر أن يدخل الشر إلى قلبك.
← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير العدد 20 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير العدد 18 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/numbers/chapter-19.html
تقصير الرابط:
tak.la/w2nf5z2