← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18

(1) زنى إسرائيل والسقوط في عبادة الأوثان (ع1-5)

(2) غيرة فينحاس بن ألعازار (ع6-18)

ع6: التجأ الشعب لخيمة الاجتماع، إذ تأثر تأثرًا بالغًا بغضب الله وقتل وتعليق بعض رجاله، كذلك التماسًا لمراحمه إذ أن الله بخلاف قتل هؤلاء الزناة وعابدى البعل ضرب الشعب بالوباء الذي أخذ منهم آلافًا (ع9). وبينما الشعب يبكى خطيته ويطلب العفو، ظهر رجل من سبط شمعون ومعه امرأة مديانية في تحدٍ سافر لموسى وكل مشاعر الشعب، وليضيف إغاظة جديدة لله باستهتاره وتبجحه على قداسة بيت الله، إذ مرَّ أمامه في غرور وزهو.

ع7، 8: كان فينحاس بن ألعازار بن هارون كاهنًا، وكان أبوه ألعازار رئيس الكهنة بعد وفاة هارون، وعندما رأى فينحاس منظر هذا الرجل الإسرائيلى مصاحبًا للمرأة غار غيرة عظيمة على بيت الرب ومجد اسم إله إسرائيل وأخذ رمحًا، في الغالب من أحد الرجال المحيطين به، ودخل وراء الرجل إلى الخيمة "القبة" وطعن كل من الرجل والمرأة بالرمح في بطنهما وقتلهما، وإذ رأى الله ما فعله فينحاس رفع الوباء عن إسرائيل.

ع9: كان عدد الذين ماتوا بالوباء أربعة وعشرين ألفًا، ونلاحظ أن القديس بولس ذكر هذه الحادثة عينها في (1 كو10: 8) مع اختلاف في العدد إذ قال أنهم ثلاثة وعشرون ألفًا ... فهل هناك فرق ...؟!، وللإجابة على هذا الاختلاف نقول:

أ ) الرأى الأول: أن عدد الذين قتلوا إجماليًا هو أربعة وعشرون ألفًا منهم ثلاثة وعشرون ألفًا في يوم واحد كما ذكر القديس بولس في نص الآية وبالتالي من الممكن أن تكون الألف التالية في يوم آخر.

ب ) الرأى الثاني: أن العدد الحقيقي الذي مات في الوباء هو رقم يتراوح بين الثلاثة والعشرين ألفًا والأربعة والعشرين ألفًا، وأن سفر العدد استخدم التقريب للأعلى والقديس بولس استخدم التقريب للعدد الصحيح الأقل.

ع10-12: ربما شعر البعض أن تصرف فينحاس هذا كان تصرفًا مبالغًا فيه، ولكن يُعَدّ الموقف استهانة من الرجل الإسرائيلى صاحب المرأة المديانية سيثير التهاون وسط الشعب، لذا أعلن الله رضاه وسروره بما فعل كاهنه فينحاس، وأعلن هذا لموسى. ويوضح أن تصرف فينحاس هذا يمثل ما أراده الله، إذ أنه غار غيرة مماثلة لغيرة قلب الله وصنع بحسب مسرته، ويعلن الله لموسى أنه بسبب هذا التصرف لم يبد باقي الشعب، ولهذا أمر موسى أن يبلغ فينحاس أن الله يعطيه بركة خاصة وميثاق سلام. وكلمة "ميثاق السلام". تعنى عهدًا ثابتًا لسلامه.

 

St-Takla.org Image: Battle against the Midianites (Numbers 25: 17-18) - from: Chronicle of the World: Weltchronik (manuscript), by Rudolf von Ems, between 1350 and 1375. صورة في موقع الأنبا تكلا: المعركة ضد المديانيين (العدد 25: 17-18) - من مخطوط كتاب تاريخ العالم (ويلتكرونيك)، رودلف فون إمس، في الفترة ما بين 1350-1375 م.

ع13: كمكافأة لفينحاس، يعطى الله وعده وبركته له ولنسله من بعده بأن يكون كهنوته كهنوتًا أبديًا نظير ما صنعه وكيف رفع غضب الله عن شعبه بالقصاص من الخاطئ.

وتعبير "كهنوت أبدى" معناه وطالما بقى الكهنوت اللاوى والذي سينتهى بالطبع بمجئ المسيح وبطلان الذبائح الحيوانية. وكل عهد أطلق الوحى عليه صفة أبدي يعنى أنه عهد يظل قائمًا ما دام الإنسان حريصًا على إبقائه، أما إذا أخطأ الإنسان وأهمل حياته، فهو بتصرفاته هذه يبطل هذا العهد بل ويستحق العقوبة أيضًا. والآية في معناها الروحي أيضًا توضح لنا أن الله لا ينسى أبدًا تعب أو شهادة حق أو غيرة إنسان قدمت من أجل مجد اسمه، فالله حافظ عهده وإحساناته لمحبى اسمه القدوس.

ع14، 15: في هذين العددين تم ذكر اسم الرجل العبرانى والمرأة المديانية، فكما تم تكريم فينحاس وذكر اسمه وعمله، هكذا أيضًا يذكر الله اسم من أخطأ وقتل، والعجيب أن الرجل الخاطئ كان رئيسًا لأحد عشائر الشمعونيين وله مقام رفيع بين سبطه ولكن الله وكاهنه المسئول عن تنفيذ وصاياه يريد أن يعلمنا أنه لا محاباة في تنفيذ قضائه. ويلاحظ أن المرأة كانت أيضًا ابنة لرئيس من رؤساء عشائر المديانيين وهو بمثابة حاكم أو عمدة مثلًا. وهذا يظهر شجاعة فينحاس في طاعته لأمر الله غير خائف من مركز الرجل أو المرأة.

† احترس من التهاون أو الخطية حتى لو كنت خادمًا أو شماسًا أو رئيسًا، لأنه ليس إنسان فوق الخطأ، ومع أن الله يغفر لكل الخطاة في حال توبتهم، إلا أنه يعاقب المتهاون والمستبيح.

ع16-18: بعد نهاية الوباء، يأمر الله موسى بأن يحارب المديانيين، ويوضح الله سبب الحرب عليهم فهم أصحاب المكيدة والفخ الذي نصبوه لشعب بني إسرائيل وإسقاطهم في الزنى والسجود لبعل فغور ومنهم الزانية "كزبى" ابنة أحد رؤساء عشائرهم والتي قتلها فينحاس الكاهن عندما غار غيرة للرب. وبالفعل حارب إسرائيل مديان وانتصر عليهم وتفاصيل ذلك في (عد 31).

ويلاحظ هنا تحالف المديانيين الذين منهم "كزبى" مع الموآبيين الذين أرسلوا بنات لإعثار وإسقاط بني إسرائيل في الزنا، فقد كانت بعض قبائل المديانيين تسكن بجوار الموآبيين، ولذا أمر الله موسى بمقاتلة المديانيين بالإضافة إلى أنه حارب الموآبيين أيضًا.

← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

تفسير العدد 26

قسم تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة (اقرأ إصحاح 25 من سفر العدد)

تفسير العدد 24