← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30

في هذا الأصحاح والتالي له (رؤ 24) نجد أربعة أحاديث نطق بها بلعام عن شعب إسرائيل ثم نبوة عن شعوب أخرى، يشمل هذا الأصحاح الأول والثاني منها أما الأصحاح القادم فيشمل الحديث الثالث والرابع.

(1) حديث (مثل) بلعام الأول (ع1-12)

(2) حديث بلعام الثاني (ع13-24)

(3) محاولة بالاق الثالثة (ع25-30)

ع13، 14: أقصاءه: أطرافه البعيدة.

حقل صوفيم إلى رأس الفسجة: رأس الفسجة هي أحد قمم سلسلة جبال عباريم الممتدة شمال شرق البحر الميت وحقل صوفيم كان يوجد على هذه القمة، ومن رأس الفسجة رأى موسى أرض كنعان قبل أن يموت (تث34: 1) (خريطة 6←).

اعتقد بالاق أن بلعام عندما رأى هذا الشعب بعدده الوفير من مكانه وهو مرتفعات بعل، ارتعب من كثرة العدد ولذا لم يلعن الشعب، ولهذا دعاه أن يصحبه لمكان آخر مرتفع أيضًا وهو رأس لأحد التلال. وكان غرض بالاق من هذا المكان الجديد ألا يرى بلعام سوى جزءًا أو طرفًا من الشعب أي جزءًا صغيرًا، فلعل نفسه تطمئن ويستطيع لعن الشعب. وقد صنع بالاق كما طلب بلعام أولًا إذ بنى سبعة مذابح وقدم على كل مذبح ثورًا وكبشًا.

ع15-17: هذه الأعداد الثلاثة تكرار مماثل لما جاء بالأعداد (3-5) من نفس الأصحاح.

ع18، 19: بعد رجوع بلعام من خلوته الثانية وسؤال بالاق القلق عما تكلم به الرب معه، بدأ بلعام في الكلام مخاطبًا بالاق قائلًا له قم واستمع جيدًا وتهيأ لما أرسله الله لك من كلام، فالله هو إله الحق وليس مثل الإنسان القابل للكذب وليس مثل بنى البشر الذين يصدرون أحكامًا ويعودون فيندمون عليها ويسحبون ما نطقوا به. فهل من المعقول أن يقول الله شيئًا ولا يفعله (حاشا) أو يعطى وعدًا ولا يستطيع الوفاء به؟! فالله قد وعد شعبه بالبركة ولابد أن يفى بوعده.

أحيانًا يذكر في الكتاب المقدس أن الله يندم على قرار أصدره كما حدث مع أهل نينوى أيام يونان، والمقصود تعبير يفهمه البشر أي الندم ولكن الحقيقة أن الله حنون يسامح البشر إن تابوا، فالتغيير يأتي من البشر وهو التوبة فيسامحهم الله.

ع20: فإننى بلعام قد أُمِرْت سابقًا والآن من الله أن أبارك هذا الشعب ولا ألعنه، وقد بارك الله بالفعل هذا الشعب فمن أنا حتى أعارض أو أبطل بركته.

 

St-Takla.org Image: The second and third offerings for Balaam (Numbers 23:13) صورة في موقع الأنبا تكلا: التقدمة الثانية والثالثة لبلعام (العدد 23: 13)

ع21: هتاف ملك: كانوا يضربون بالأبواق في الأعياد تمجيدًا لله ملكهم.

لا نستطيع أن ننسى أخطاء الشعب السابقة وتذمراتهم وعقاب الله لهم، ولكن مع كل هذا فالله في محبته ورحمته لا يرى عيبًا في شعبه طالما تاب وندم عن شره، فهو وإن عاقبه إلا أنه أب يرثى لضعفات البشر، وقد دعا شعبه للخروج من مصر وهو يعلم كل ما سيحدث منهم بل يعلن أنه لم يرَ في شعبه عيبًا أو ذنبًا يستحق عليه اللعنة، فالرب إلههم معهم ويسكن في وسطهم ملكًا لهم وهم ينشدون ويسبحون اسمه القدوس.

وشعب الله متميز عن باقي شعوب الأمم بإيمانه بالله، وأخطاؤه نحو الله يرجع عنها سريعًا، فهو يقصد الكمال النسبى لشعبه.

ع22، 23: الرئم: هو أحد أنواع الظبيان (الظبى) السريعة.

عيافه: سحر.

عرافة: تنجيم.

يستكمل بلعام حديثه ويقول أليس هذا هو الشعب الذي أخرجه إلهه بيمين قوته من أرض مصر فخرج بسرعة الظبى منها ولم يلحقه شر من فرعون وجنوده، ولهذا فلن يصيب هذا الشعب شيء من أعمال السحرة سواء كان سحرًا أو تنجيمًا، فهو شعب يحتمى بإلهه العظيم، وسوف يأتي الوقت (بعد استقرار الشعب) الذي سوف يخبر فيه بين الأمم بما صنعه الله مع شعبه منذ خروجهم من مصر حتى انتصارهم على الأمم وتملكهم الأرض.

ع24: إنه شعب يقوم في الهجوم على أعدائه بقوة اللبؤة (أنثى الأسد)، وهي مشهورة بالصيد والاقتناص والسرعة أكثر من ذكور الأسود، ويرتفع بين الأمم كالأسد الذي له سلطان أكثر من باقي الحيوانات، وقد جعل الله لهذا الشعب النصرة إذ أنه لا يرتاح ولا ينام حتى يقضى على كل أعدائه من الأمم ويبيدهم.

† أخى الحبيب ... ما أجمل قلب الله الذي يغفر لشعبه ولا يتخلى عنه أمام أعدائه ... لقد أخطأ الابن الضال ومع هذا قبله أبوه الحنان عند عودته (لو15). فتشجع إذًا وشجع الآخرين أيضًا على التوبة، فالمسيح يقبل الجميع في حنان متى تابوا واعترفوا، فهو لا يريد موت الخاطئ مثل أن يرجع ويحيا.. وهو الحافظ وعوده وعهوده لكل شعبه.

ع25، 26: تضايق بالاق جدًا واغتاظ من حديث بلعام ولهذا نجده يطلب من بلعام أنه إن لم يكن قادرًا على لعن الشعب فعلى الأقل لا يقوم بمباركته، لكن أتت إجابة بلعام لبالاق بأنه سبق وأعلمه أنه لن يتكلم من عنده بشئ ولكن بكل ما يتكلم به الرب سوف يخبر بالاق به.

ع27: في محاولة جديدة وإلحاح لا مبرِّر له، عرض بالاق على بلعام أن يذهب به إلى مكان آخر لعل الرب يغيِّر رأيه ومع الذبائح الجديدة يسمح بلعن شعبه.

وفى محاولة بالاق الثالثة هذه نكتشف عند وغباء الإنسان الشرير في فهم الله أو مقاصده. فالملك بالاق لم ييأس من محاولة رشوة الله بالذبائح أو رشوة بلعام نفسه الذي في طاعته الثالثة لبالاق، يكشف أيضًا عن شهوة قلبه الردية في الحصول على بركات بالاق المادية، وكأن الله يغير رأيه، وهو العالم جيدًا أن الله ليس إنسانًا حتى يغير رأيه أو يعود عما وعد به (ع19).

ع28: رأس فغور: أحد رؤوس الجبال المطلة على البرية وكان يعبد فيه البعل الوثني "فغور" وهو الرأس الشمالى لجبال عباريم (خريطة 6).

أخذ بالاق بلعام إلى أقدس التلال عنده وعند شعبه، إذ يذبحون للإله "فغور"، واعتقد أن لهذا المكان مكانة خاصة وقداسة مهيبة قد تجعل الله يغير فكره وقلبه إذا قُدِّمت المحرقات من هذا المكان... وكان هذا المكان مرتفعًا فيكشف كل البرية التي ينصب فيها إسرائيل خيامه.

ع29، 30: وكما فعل سابقًا، طلب بلعام أن تبنى سبعة مذابح وُتَقَّدم عليها محرقات عبارة عن سبعة ثيران وسبعة كباش. وفعل أيضًا بالاق ما طلبه منه بلعام إذ كان متعطشًا للعن الشعب مهما كان الثمن أو التكلفة.

† إذا أعلن الله لك صوته لتتوب عن خطاياك، فارجع إليه ولا تتمادَ في شرك مستغلًا طول أناة الله، فإن رحمته عليك إن استفدت منها، ولكن استهانتك بمراحمه ستجلب عليك غضبه في النهاية فتهلك.

← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

تفسير العدد 24

قسم تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة (اقرأ إصحاح 23 من سفر العدد)

تفسير العدد 22