St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   numbers
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   church-encyclopedia  >   numbers

تفسير الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

العدد 5 - تفسير سفر العدد

 

* تأملات في كتاب عدد:
تفسير سفر العدد: مقدمة سفر العدد | العدد 1 | العدد 2 | العدد 3 | العدد 4 | العدد 5 | العدد 6 | العدد 7 | العدد 8 | العدد 9 | العدد 10 | العدد 11 | العدد 12 | العدد 13 | العدد 14 | العدد 15 | العدد 16 | العدد 17 | العدد 18 | العدد 19 | العدد 20 | العدد 21 | العدد 22 | العدد 23 | العدد 24 | العدد 25 | العدد 26 | العدد 27 | العدد 28 | العدد 29 | العدد 30 | العدد 31 | العدد 32 | العدد 33 | العدد 34 | العدد 35 | العدد 36

نص سفر العدد: العدد 1 | العدد 2 | العدد 3 | العدد 4 | العدد 5 | العدد 6 | العدد 7 | العدد 8 | العدد 9 | العدد 10 | العدد 11 | العدد 12 | العدد 13 | العدد 14 | العدد 15 | العدد 16 | العدد 17 | العدد 18 | العدد 19 | العدد 20 | العدد 21 | العدد 22 | العدد 23 | العدد 24 | العدد 25 | العدد 26 | العدد 27 | العدد 28 | العدد 29 | العدد 30 | العدد 31 | العدد 32 | العدد 33 | العدد 34 | العدد 35 | العدد 36 | العدد كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأَصْحَاحُ الخَامِسُ

شرائع النجسين والخيانة والغيرة

 

(1) عزل الأشخاص والمُنَّجَسين (ع1-4)

(2) الخيانة للآخر (ع5-8)

(3) بعض حقوق الكهنة (ع9، 10)

(4) شريعة الشك والغيرة (ع11-31)

 

(1) عزل الأشخاص والمُنَّجَسين (ع1-4):

1 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيل أَنْ يَنْفُوا مِنَ المَحَلةِ كُل أَبْرَصَ وَكُل ذِي سَيْلٍ وَكُل مُتَنَجِّسٍ لِمَيِّتٍ. 3 الذَّكَرَ وَالأُنْثَى تَنْفُونَ. إِلى خَارِجِ المَحَلةِ تَنْفُونَهُمْ لِكَيْلا يُنَجِّسُوا مَحَلاتِهِمْ حَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهِمْ». 4 فَفَعَل هَكَذَا بَنُو إِسْرَائِيل وَنَفُوهُمْ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ. كَمَا كَلمَ الرَّبُّ مُوسَى هَكَذَا فَعَل بَنُو إِسْرَائِيل.

 

ع1، 2: أبرص: البرص مرض جلدى اختلف الناس في توصيفه، فهو إما مرض يشابه مرض الصدفية الجلدية والذي يظهر في صورة قشور صدفية على الجلد .. أو قد يشابه مرض البهاق الجلدى الذي يتحول فيه لون الجلد إلى الأبيض الثلجى، أو قد يكون مرضًا جلديًا يصيب الأعصاب ويسبب ألمًا .. ويرى البعض أن "البرص" المذكور في العهد القديم كان اسمًا عامًا يحوى كل الأمراض الجلدية السابقة وربما غيرها أيضًا. وكلمة برص معناها في العبرية (كارثة) للدلالة على شدة وخطورة هذا المرض وخاصة في معناه الروحي بالأكثر كما سنرى.

سيل: جاء الحديث عن السيل بأنواعه في سفر اللاويين، كالإفرازات الجسدية للرجل والمرأة، ويعتبر فيها الإنسان والملابس والسرير في حالة نجاسة تحتاج تطهير، إذا كان الأمر عرضًا كالاحتلام أو الدورة الشهرية، أما إذا كان الأمر مزمنًا أو مستمرًا فيكون العزل خارج المحلة وهي مكان إقامة الشعب راجع (لا 15).

متنجس لميت: أي كل من لمس ميتًا أو دخل خيمة بها ميت.. وقد جاء الحديث عن ذلك في سفر اللاويين في أماكن عديدة وكذلك سيذكره في سفر العدد في الأصحاحين (12، 19).

كان الحديث حاسمًا من الله لموسى ليعزل كل إنسان أبرص أو صاحب سيل مستمر أو متنجس لميت لتوضيح معنى هام بالنسبة للشعب .. فالله القدوس والساكن في وسط شعبه لا يقبل الخطية أبدًا في حضرته، ولأن البرص والسيل والموت إما ضربات إلهية نتيجة الخطية كالبرص بالذات، أو مرض ينشأ عن خطية كالسيل، والموت هو أجرة الخطية .. فكل هذه الأنفس تعزل في خيام خاصة بها خارج المحلة، إذ لا شركة للنور مع الظلمة، ونلاحظ في هذا ما يلى:

  1. في مراحم الله لم يُترَكوا في البرية للموت بل تم عزلهم في مكان خاص بهم من أجل التوبة، وهكذا الكنيسة أيضًا قد تعزل (تحرم) بعض أبنائها من التناول أو حضور الكنيسة بسبب فسادهم ورفضهم التوبة ولكنها لا تلقى بهم، بل تعتنى بهم خارجًا حتى يرجعوا أصحاء كما عزلت خاطئ كورنثوس ثم قبلته بعد توبته (1 كو5: 1-5)، (2 كو2: 5-11).

  2. فكرة العزل أيضًا لها هدفان آخران وهما عدم انتشار العدوى (العثرة) بين أفراد المحلة (الكنيسة)، وكذلك العقوبة الحاسمة تمثل رادعًا للإنسان عندما يرى بعينه نتيجة الخطية فيتجنبها.

هكذا كانت الكنيسة دائمًا حاسمة في عزل المعثرين وحرم الهراطقة، فالهرطوقى الذي يأتي بتعاليم غريبة عن الإيمان هو أشد فتكًا وخطورة على القطيع من الأبرص أو صاحب السيل، إذ أنه يلوث العقول بأفكاره ويخرب إيمان الكنيسة الذي استلمته عبر الزمن من مسيحها ورسله الأطهار... فأيها الحبيب لا تأخذك الشفقة على من يخرب النفوس وتذكر قول وتحذير الرسول "إعزلوا الخبيث من بينكم".

 

ع3: العقوبة لا تفرق بين الرجل والمرأة، فالخطية واحدة للجميع ولا محاباة أو إشفاق على جنس دون آخر .. فكل من أخطأ أو ضربه الله بالمرض نتيجة خطية يعزل خارج الجماعة إلى أن يتطهر، سواء بشرائع التطهير التي سترد فيما بعد لمن لمس ميتًا أو حدث منه سيل حيث كان يعزل لمدة محدودة أو بالشفاء الكامل لمن ضُرب بمرض البرص؛ والله يوضح أن سبب نفيهم هو حرصه على ألا تنتقل الخطية للجميع "لكى لا ينجسوا محلاتهم". وقد استخدم الله تعبير "تنفون ... تنفونهم" مرتين في جملة واحدة للتأكيد على العزل وعدم التهاون في ذلك.

أخى الحبيب .. إذا كان الله يحيا ويسكن فيك، فلا تقبل إذًا الخطية أو فكرها واعتزل الشر والأشرار حتى تنجو بحياتك ولا تتأثر بمخالطتهم، فلا يوجد إنسان فينا لا يتأثر بالمناخ الذي حوله .. واقترب بالأكثر للأصدقاء الروحيين فتحيا في طهارة ونقاء.

 

ع4: أطاع الشعب كل ما أمر به الله موسى بخضوع واقتناع لوجوب عزل الشر.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) الخيانة للآخر (ع5-8):

5 وكلم الرَّبُّ مُوسَى قائلًا: 6«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا عَمِل رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الإِنْسَانِ وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلكَ النَّفْسُ. 7 فَلتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا التِي عَمِلتْ وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ وَتَزِدْ عَليْهِ خُمْسَهُ وَتَدْفَعْهُ لِلذِي أَذْنَبَتْ إِليْهِ. 8 وَإِنْ كَانَ ليْسَ لِلرَّجُلِ وَلِيٌّ لِيَرُدَّ إِليْهِ المُذْنَبَ بِهِ فَالمُذْنَبُ بِهِ المَرْدُودُ يَكُونُ لِلرَّبِّ لأَجْلِ الكَاهِنِ فَضْلًا عَنْ كَبْشِ الكَفَّارَةِ الذِي يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ.

 

ع5، 6: انتقل الكلام من عزل المنجسين إلى أمر آخر وهو خيانة الإنسان لأخيه الإنسان، ويأتى هذا الحديث مكملًا لما جاء بسفر اللاويين (عد 6: 1-7)، ونلاحظ في هذا العدد الآتي:

  1. لا فرق بين الرجل والمرأة في ارتكاب أيّة خطية، فالله يعتبر كل من أخطأ مذنبًا مهما كان جنسه أو لونه.

  2. خان خيانة بالرب: أي وإن كانت الخطية موجهة من إنسان لإنسان آخر أو في حقه، فإن الخطأ في المقام الأول موَّجه لله نفسه ولشخصه مباشرة ولهذا يقول داود النبي مع كونه قد أخطأ بالزنا في حق المرأة التي زنا معها هي وزوجها "لك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت" (مز50).

  3. أذنبت تلك النفس: حتى وإن لم يرها أحد فهي مذنبة ومستحقة للعقوبة الإلهية أو تقديم توبة لله وأيضًا لمن أخطأت في حقه.

 

ع7: بعدما حدّد الله خطأ النفس التي خانت أو سرقت، يشرح لنا هنا خطوات التوبة والعلاج كالآتي:

  1. تقر بخطيتها: أي تقدم توبة واعترفًا لله أولًا وللكاهن الذي سيقبل الذبيحة (ع8)، ولمن أذنبت في حقه، وهذا الاعتراف الذي يسير في ثلاثة اتجاهات مفيد للنفس البشرية أن تقوم به لأنه فضح قاسٍ لها ولعل الله أراد بذلك أن ينبه الإنسان لما ستجلبه عليه الخطية فيرتدع ولا يقدم عليها.

ويحدث هذا الآن بالكنيسة في سر الاعتراف الذي ينال فيه المعترف غفران خطاياه بالإضافة إلى راحته النفسية والإرشاد الذي يناله من أب الاعتراف ليساعده على عدم السقوط.

  1. ترد ما أذنبت به بعينه: الله عادل في أحكامه .. فمن غير المعقول أن يسلب إنسان من أخيه شيئًا .. ويقول أنا آسف .. بل عليه أن يرد ما سرقه .. ونحن نخطئ إذا اعتقدنا أن الخطية تغفر في سر الاعتراف دون أن يرد الإنسان ما سلبه من أخيه، فالله واضح جدًا في كلامه، فلا مغفرة بدون أن ترد ما سلبت.

  2. تزد عليه الخمس: أي خمس إضافى على ما أخذت أو سلبت وهذا الأمر يعتبر عقابًا لمن أخذ حتى يرتدع الإنسان فلا يقدم على الخطأ في المقام الأول، ومن ناحية أخرى يعتبر تعويضًا لمن سُلب حقه سواء تعويضًا عن خسارة مادية أو تعويضًا لمشاعر الضيق التي أصابته عندما عرف بخسارته أو ما سلب منه، مثلما فعل زكا لمن اغتصب منهم أموالهم (لو19: 8).

 

ع8: أما إذا كان الشخص المسلوب قد مات وليس له وريث "ولى" يرد له السالب ما قد سلبه، فلا يعفى الله السالب من ذنبه إلا بأن يرد ما قد سلبه. ولكن في هذه الحالة يكون الرد إلى الرب والذي يمثله هنا هو الكاهن المسئول عن تطبيق شرائع الله .. وإذا كان بذلك التصرف عاد الحق لصاحبه المسلوب أو لله، يتبقى شىء آخر وهو استكمال الاعتذار لله نفسه بتقديم كبش أي خروف كذبيحة تكفير عن الخطية في إشارة واضحة بأن دم الذبيحة، والذي يرمز لدم المسيح، هو وحده الذي يكفر ويغفر خطايا الإنسان إذ يقول الرسول "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب9: 22).

كن أمينًا في معاملاتك مع الآخرين حتى يرضى الله عنك ويباركك بالإضافة إلى كسب محبة من حولك فتحيا في سلام وطمأنينة، فهذا أهم من أي مكاسب مادية تنالها بطرق غير شرعية أو تغتصبها من الآخرين.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) بعض حقوق الكهنة (ع9، 10):

9 وَكُلُّ رَفِيعَةٍ مَعَ كُلِّ أَقْدَاسِ بَنِي إِسْرَائِيل التِي يُقَدِّمُونَهَا لِلكَاهِنِ تَكُونُ لهُ. 10 وَالإِنْسَانُ أَقْدَاسُهُ تَكُونُ لهُ. إِذَا أَعْطَى إِنْسَانٌ شَيْئًا لِلكَاهِنِ فَلهُ يَكُونُ».

 

ع9، 10: كل رفيعة: أي ساق الرفيعة (الذبيحة) التي كانت من حق الكاهن الذي يقوم بالخدمة (خر29: 26-28).

من أقداس بني إسرائيل: وهي النذور والذبائح المقدمة من الشعب للرب.

الإنسان أقداسه تكون له: أي ما يقدمه الإنسان لله أيضًا من ذبائح مقررة أو نذور يكون للكاهن.

في هذين العددين يتكلم الله عن حقوق الكهنة، فهم أولاده وخاصته الذين يوصى الشعب بهم. وحتى لا يكون إكرام الشعب للكاهن هو فضل منهم عليه،وضعها الله في صورة شريعة ملزمة للشعب. فكل ما يقدم لله، عدا ذبيحة المحرقة، سواء على مستوى الشعب في المواسم أو على مستوى الشخص كما في النذور يكون من نصيب الكهنة، كذلك الأجزاء التي حددها الله للكاهن من ذبائح السلامة. والكلام هنا يبرز لنا المعانى الآتية:

  1. اهتمام الله بالكهنة كما أشرنا.

  2. حث الشعب على إكرامهم.

  3. إكرامهم هو إكرام لله ذاته "من يقبلكم يقبلنى" (مت10: 40).

أصبح للكهنوت في كنيسة العهد الجديد مقام أسمى وأرفع، إذ صارت الذبيحة حية وأبدية وليست هي دم تيوس وثيران .. وكذلك صارت مسئولية الكاهن أوسع في التعليم والتدبير والإرشاد والرعاية لذلك علينا أن نصلى جميعًا من أجل آبائنا الكهنة ليعينهم الله على مسئوليتهم أمامه وهي خلاص نفوسهم ونفوس كل شعبهم المبارك.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(4) شريعة الشك والغيرة (ع11-31):

11 وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 12«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُلٍ وَخَانَتْهُ خِيَانَةً 13 وَاضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَأُخْفِيَ ذَلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا وَاسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَليْسَ شَاهِدٌ عَليْهَا وَهِيَ لمْ تُؤْخَذْ 14 فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الغَيْرَةِ وَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الغَيْرَةِ وَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ وَهِيَ ليْسَتْ نَجِسَةً 15 يَأْتِي الرَّجُلُ بَامْرَأَتِهِ إِلى الكَاهِنِ وَيَأْتِي بِقُرْبَانِهَا مَعَهَا: عُشْرِ الإِيفَةِ مِنْ طَحِينِ شَعِيرٍ لا يَصُبُّ عَليْهِ زَيْتًا وَلا يَجْعَلُ عَليْهِ لُبَانًا لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ تَقْدِمَةُ تِذْكَارٍ تُذَكِّرُ ذَنْبًا. 16 فَيُقَدِّمُهَا الكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ الرَّبِّ 17 وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّسًا فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنَ الغُبَارِ الذِي فِي أَرْضِ المَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي المَاءِ 18 وَيُوقِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكْشِفُ رَأْسَ المَرْأَةِ وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التِّذْكَارِ التِي هِيَ تَقْدِمَةُ الغَيْرَةِ وَفِي يَدِ الكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللعْنَةِ المُرُّ. 19 وَيَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ وَيَقُولُ لهَا: إِنْ كَانَ لمْ يَضْطَجِعْ مَعَكِ رَجُلٌ وَإِنْ كُنْتِ لمْ تَزِيغِي إِلى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللعْنَةِ هَذَا المُرِّ. 20 وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ وَجَعَل مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ. 21 يَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ بِحَلفِ اللعْنَةِ وَيَقُولُ الكَاهِنُ لِلمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لعْنَةً وَحَلفًا بَيْنَ شَعْبِكِ بِأَنْ يَجْعَل الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِمًا. 22 وَيَدْخُلُ مَاءُ اللعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ البَطْنِ وَلِإِسْقَاطِ الفَخْذِ. فَتَقُولُ المَرْأَةُ: آمِينَ آمِينَ. 23 وَيَكْتُبُ الكَاهِنُ هَذِهِ اللعْنَاتِ فِي الكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي المَاءِ المُرِّ 24 وَيَسْقِي المَرْأَةَ مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ. 25 وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنْ يَدِ المَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الغَيْرَةِ وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلى المَذْبَحِ. 26 وَيَقْبِضُ الكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلى المَذْبَحِ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي المَرْأَةَ المَاءَ. 27 وَمَتَى سَقَاهَا المَاءَ فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا. 28 وَإِنْ لمْ تَكُنِ المَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَل كَانَتْ طَاهِرَةً تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ». 29 هَذِهِ شَرِيعَةُ الغَيْرَةِ. إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ 30 أَوْ إِذَا اعْتَرَى رَجُلًا رُوحُ غَيْرَةٍ فَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ يُوقِفُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَعْمَلُ لهَا الكَاهِنُ كُل هَذِهِ الشَّرِيعَةِ 31 فَيَتَبَرَّأُ الرَّجُلُ مِنَ الذَّنْبِ وَتِلكَ المَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا.

 

مقدمة: في الأعداد القادمة وحتى نهاية الأصحاح نتعرض لشريعة لم تذكر إلاّ في هذا السفر فقط وعرفت بشريعة الغيرة .. وهي تتحدث عن غيرة الرجل أو شكه في أن امرأته قد تكون زنت أو وجدت حبلى من دونه، فيأتى بها الزوج إلى الله أمام الكاهن ويتمم ما أمر به الله ويحكم الله في نهاية الأمر، إما بصحة اتهام الزوج، أو براءة الزوجة كما سنرى تفصيليًا.

 

ع11، 12: كان الكلام من الله إلى موسى وأمره أن يبلغ شعبه بأحكام الشريعة التالية والمتعلقة بالمرأة التي خرجت عن طريق الحق وناموس الزواج "زاغت" ووقعت في الخيانة الزوجية أى الزنا.

واهتمام الله بكشف خطية المرأة الزانية مفيد لما يلى:

  1. تثبيت السلام والثقة بين الزوجين لتحيا الأسرة في طمأنينة.

  2. أهمية الطهارة والعفة بالنسبة للمتزوجين.

  3. هذه الشريعة تعلن أن الله عارف بكل الخبايا، فتجعل الإنسان يبعد عن كل خطية حتى لو لم يَرَه أحد.

  4. إظهار حق البرئ حتى لا يتعب من الاتهامات الباطلة.

 

ع13، 14: اضطجاع زرع: أى زنا كامل أو زنا نتج عنه حمل.

استترت: أي أنها تمكنت من إخفاء عملها وخطيتها عن الناس.

لم تؤخذ: لم تمسك في الخطية.

روح غيرة: روح شك وغضب.

يدخل الله في الوصف التفصيلى للحالة إن حدثت فيقول أنه إذا زنت امرأة زنا كامل ونتج عنه حمل، وحتى إن تمكنت من إخفاء كل شيء عن الناس، ولكن زوجها أخذته الغيرة والشك وسواء كان شكه في محله وغيرته صحيحة أو كانت المرأة بريئة مما اتهمها به زوجها ولم تفعل شيئًا مما سبق، فحتى يتأكد من سلوكه يفعل ما سيذكر في الآيات التالية:

 

ع15: عشر الإيفة: الإيفة مكيال للحبوب وعشرها يبلغ 2.3 من الليترات.

يأتى الرجل بامرأته إلى خيمة الاجتماع ويقابل الكاهن ويأخذ معه تقدمة من دقيق الشعير الرخيص والمتاح للكل، ولأن هذه التقدمة تتعلق بخطية وشكّ وخيانة وليست كباقى التقدمات، منع الله أن يضاف عليها الزيت واللبان المعتاد إضافتهما وذلك لأن الزيت يرمز إلى الروح القدس وعمله المفرح واللبان (البخور) يشير إلى الصلوات النقية وهذا لا ينطبق في شيء على ما نحن أمامه.

 

ع16، 17: يأخذ الكاهن المرأة المشكوك فيها ويوقفها أمام باب خيمة الاجتماع "أمام الرب" ويأخذ ماءً مقدسًا من مياه المرحضة، كرأى أغلبية المفسرين، وهناك آراء أخرى بأنه ماء حى جارى أو الماء المأخوذ من شريعة البقرة الحمراء (عد 19)، ويضع هذا الماء في أحد أوانى الخدمة الخزفية الموجودة بالخيمة، ويأخذ قليلًا من التراب الذي يشير إلى الوضع المشين الذي تقف فيه هذه المرأة كما أن التراب يشير للانسحاق أمام الله كما قال إبراهيم عندما بدأ حديثه مع الله "أنا تراب ورماد" (تك18: 27)، والهدف من هذا الطقس تشجيع الزوجة الخاطئة على التوبة.

 

ع18، 19: يكشف رأس المرأة: ينزع غطاء رأسها علامة على اتهامها وعدم ثبوت براءتها بعد.

ماء اللعنة المر: هو نفس الماء المقدس، ودُعى بماء اللعنة لأنه يجلب اللعنة على المرأة إن أخطأت، ودعى مرًا إشارة إلى مرارة الخطية ونتائجها، ويقال أن الكاهن كان يضيف عليه نباتًا مرًا أو مادة شديدة المراة كالمر أو الأفسنتين.

من تحت رجلك: أي متزوجة ومرتبطة برجلك ثم زغت عنه.

يأتى الكاهن بالمرأة المتهمة ويذكرها أنها تقف أمام الرب وتمسك في يديها تقدمة الشعير المطحون بعد كشف رأسها، أما ماء اللعنة فهو في يد الكاهن، ويبدأ الكاهن في سؤالها سؤالًا واضحًا ومباشرًا بعد أن تقسم بأنها ستقول الحقيقة ويوضح لها إنها لم تكن ارتكبت الخطية أو تنجست بها مع رجل آخر؛ سوف يعلن الله براءتها ولن يصيبها ماء اللعنة المر بشئ.

 

ع20: يستكمل الكاهن كلامه مع المرأة قائلًا لها أنه إذا كانت قد وقعت في الخطية وأساءت لرجلها وزنت مع آخر غير زوجها.

 

ع21، 22: يستحلف الكاهن المرأة بحلف اللعنة: يعلن وجوب اللعنة عليها.

حلفًا بين شعبك: أي تصيرين مثلًا للنساء وحديثًا يتحدثن فيه على شرك.

يدعى الكاهن باللعنة على المرأة، لن تصيبها اللعنة إلاّ إذا كانت خاطئة، ويقول لها ستكونين لعنة بدل بركة وتصيرين هزءًا بين شعبك. أما عقوبتها الجسدية فهي تهدل بطنها مع ورمها الظاهر، وكذلك فخذيها اللذين تنجسا بالخطية يصابا بالترهل وعدم القدرة على السير (كالشلل).. ويكون كل ذلك بسبب الماء الذي سوف تشربه الآن ويجلب عليها هذه اللعنات، فتجيب المرأة مؤكدة (آمين .. آمين) أو حقًا أعرف.

† فلنلاحظ معًا كم هي قاسية نتائج الخطية ..

  1. نتائج روحية، إذ يصير بسببها الإنسان لعنة بدل البركة، أي ملعونًا من الله لحين توبته.

  2. نتائج اجتماعية وأدبية، فيصير عبرة وتعييرًا يحلف به الناس "يجعلنى الله مثل فلانة إن كنت صنعت هكذا".

  3. نتائج جسدية بأن يصاب الجسد بأمراض ترهقه كنتيجة مباشرة لهذه الخطية.

† احترس إذًا يا أخى ولا تستهن بالخطية فهي خاطئة جدًا وتستوجب التوبة والاعتراف حتى تفوز بمراحم الله.

 

ع23، 24: يكتب الكاهن ما قاله شفاها للمرأة على قطعة من الجلد أو لوح خشبى وقد يكتب اسم المرأة أيضًا مع اللعنات، ويضع ما كتبه في الماء بالإناء الخزفى فتمحى الكتابة. والمعنى المراد هنا أن الماء الذي ستشربه المرأة صار حاملًا للعنة التي نطق بها الكاهن، فعندما تشرب المرأة من هذا الماء يدخل في جوفها ليسبب لها نتائج الخطية المرة إن كانت قد أخطأت بالفعل.

 

ع25، 26: يفهم من هذين العددين أنه قبل أن تشرب المرأة من الماء كان الكاهن يأخذ ملء قبضة يده من تقدمة الشعير المطحون ويتقدم به على مذبح المحرقة الخارجي والدائم الاشتعال لحرقها أمام الرب، كما كان متبع في التقدمات الأخرى (لا2: 2)، أما باقي كمية الشعير فكانت نصيبًا للكاهن وبيته؛ ومتى أتمّ الكاهن ذلك شربت المرأة من الماء.

 

ع27: إن كانت المرأة قد زنت، فعند شربها الماء تتورم بطنها ويسقط فخذها.

 

ع28: أما إذا كانت المرأة بريئة تكون النتيجة هى إعلان الله لبراءتها فلا تظهر عليها أي علامة مرضية بل على العكس، كما يقول التقليد اليهودي، كانت تزداد جمالًا ويبارك حياتها ويرفع الله رأسها أمام شعبها ويستكمل حملها حتى نهايته وتفرح بمولودها.

ويقول معلمو اليهود أنه إن كان الرجل قد سقط في الزنا واتهم امرأته بالزنا، وهي بالفعل زانية وشربت من ماء اللعنة، لا تظهر عليها أي أعراض بسبب زنا زوجها. ومن أجل هذا عندما انتشر الفساد والزنا في بنى إسرائيل، أهملوا إتمام هذه الشريعة كما في أيام هوشع النبي (هو4: 13، 14).

 

ع29، 30: هذان العددان ملخص لكل ما جاء في شريعة الغيرة، ينهى بهما موسى كلامه عن إجراءاتها وخطواتها ونتائجها.

 

ع31: عند إتمام هذه الشريعة يتبرأ الزوج من الذنب حتى وإن كانت زوجته بريئة لأنه لم يسرع لإدانتها أو قتلها أو تطليقها بل ترك الأمر كله لحكم الله.

أما المرأة فتتحمل ذنبها إن كانت مخطئة وتتعرض لعقوبة الله كما قال.

ملاحظات حول شريعة الغيرة: من التقليد اليهودي يمكن أن نضيف بعض الأمور المتعلقة بهذه الشريعة.

  1. إذا اعترفت المرأة قبل شرب الماء كانت تطلق من رجلها ولا يعطى لها تعويضًا في أي شيء.

  2. إذا رفضت المرأة الشرب كانوا يرغمونها عليه.

  3. أما إذا حاولت أن تتقيأ هذه المياه، فكانت تطرد خارجًا وتعتبر نجسة.

ليتنا نتعلم جميعًا ألا نصدر أحكامنا على أحد بل نترك الأمور لله، فهو وحده العالم وهو أيضًا العادل .. والصلاة وتسليم الأمور له هي أفضل نصيحة وتعليم يمكن أن نناله من شريعة الغيرة في هذا الأصحاح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات العدد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/numbers/chapter-05.html

تقصير الرابط:
tak.la/3wcq2kj